أ. زاهية فرج علي المنفي

جامعة الزنتان         

Zahiaali72@gmail.com

00218917225438

د. ابتسام ميلاد حديدان   

 كلية الاداب السواني  

basma_mem@yahoo.com

00218917225438

الملخص :

هدف البحث إلي التعرف علي الأثار النفسية والاجتماعية  للنزاعات المسلحة التي انعكست علي المرأة النازحات من مدينة ترهونة ومدينة مرزق ومدينة تاورغاء إلي مدينة طرابلس ، وتم استخدام المنهج الوصفي التحليلي باستخدام العينة القصدية ، وكشفت النتائج عن :  وجود أثار نفسية صاحبت حالة النزوح القسري من مناطق الاقامة الأصلية الي مناطق النزوح ، منها بالقلق والتوتر النفسي. ووجود أثار اجتماعية تعرضت لها النازحات في المدن التي نزحن اليها، منها عدم تكيفهن مع المجتمع المحلي الذي تم النزوح إليه ، وعدم امكانية ممارسة  العادات والتقاليد بالكيفية المعتاد عليها في مكان الاقامة المنزوح إليه كما في مكان الاقامة الاصلي ، والتعرض للقبول الي حدا ما  في المدن المنزوح اليه من قبل النازحات من مرزق وترهونة وعدم وجوده لدي النازحات من مدينة تاورغاء ، والشعور بانفتاح المجتمع الطرابلسي أمام حالات النزوح الداخلي.

الكلمات المفتاحية : الآثار النفسية  – الاثار الاجتماعية  – نزاعات مسلحة – المرأة النازحة

 

Psychological and social effects of armed conflicts on displaced women

(Libya as an example)

A field study on a sample of displaced women in the city of Tripoli

Researcher/ Zahia Faraj Ali Al Manfi

Zintan University

Dr. Ibtisam Milad Hadidan

    Swani College of Arts

Summary

Wars and armed conflicts are accompanied by many psychological and social effects; not only at the level of participants in these wars and conflicts but also in all groups of society, including women, especially those displaced from the horror of these conflicts, who suffer from negative psychological and social effects because they are a weak gender that cannot withstand them, as displacement is one of the problems that haunt the human conscience, ancient and modern.

Therefore, the current research aims to identify the reality of the psychological and social effects on women displaced from areas of armed conflict in Libyan society. the importance of the research is to find out the psychological and social effects suffered by displaced women in Libyan society and how to deal with them locally and internationally. the problem of the research was to shed light on the effects of wars and armed conflicts, especially on displaced women in some Libyan cities that witnessed armed conflicts.

The main question of the research can be identified as follows: what are the psychological and social effects suffered by Libyan women displaced from armed conflicts in some Libyan cities?

The research was conducted on a sample of (60) displaced women from displaced families from the city of Murzuq, tarhana and Tripoli to the city of Bani Walid, and the researcher relied on the descriptive approach to achieve the research goal, and used tools such as a personal interview and questionnaire, where she conducted personal interviews with the research sample of displaced women during which a questionnaire prepared for the research was distributed, and the results of the research concluded that there were significant negative effects on women and children despite the provision of services and aid to these displaced people, and attempts to return the displaced to their areas, not due to conflicts despite attempts to agree on reparations and compensation for all those affected, so that compensation includes the deceased, the missing, health damage and transfers, the reality and the prevailing climate did not secure the agreement and the safe return of the displaced to their areas and homes, on the one hand, the results showed the need of displaced families, especially women and children.

Keywords: armed conflicts, psychological effects, social effects, displaced women

 

المقدمة :

اضطرت المرأة الليبية في مناطق النزاعات المسلحة إلى النزوح خارج منزلها لأماكن أخرى فأصبحت تعيش علي هامش الحياة بمناطق هي جزء من الوطن ، نزحت اليها  لكونها أكثر أمانا ، واثناء النزوح واجهت مع افراد أسرتها ظروف عير اعتيادية ، ترتب عليها بضرورة الحال مشاكل اجتماعية ونفسية متعددة بسبب ضغط الظروف المادية وصعوبة التكيف في مواجهة ما صاحب كل ذلك من كوارث ومصائب. وفقا لذلك تناول البحث النظرية البنائية الوظيفي في تفسير الأثار المتربة علي النزوح في حالة النزاعات المسلحة ، وعرض لبعض الدراسات السابقة حول موضوع البحث ، كما تناول نزوح المرأة علي إثر النزاعات المسلحة والأثار النفسية للمرأة النازحة والأثار الاجتماعية للمرأة النازحة.

مشكلة البحث :

تعتبر النزاعات المسلحة من أهم أسباب النزوح الداخلي واللجوء الخارجي للمدنيين ، ويوجد في العالم حاليا ما يزيد عن  ( 40 ) مليون نازح ولاجئ داخل بلدانهم وخارجها، ( 80 % ) منهم هم من النساء والأطفال اللذان يعدان الفئتان الأكثر تضرراً ، وجراء ذلك تعاني المرأة النازحة ويلات النزوح واللجوء بأشكاله المتعددة ، إذ عليها تحمل وطأة الاقتلاع وفقدان البيت والممتلكات والأقارب وتشات الأسرة ، وتتعرض النساء لويلات كثيرة أثناء عملية الفرار من القتال حتي تصلن إلي منطقة أمنة ، بالإضافة إلي الخوف والتعب والارهاق ، كما ان هذه العملية قد  يكتفها الانتهاك الجنسي أو حتى فقدان الحياة ( الجرباوى وخليل : 2010 ، 17 ).

وفي ليبيا عاشت النساء النازحات في أثناء النزاعات للمسلحة أوضاع صعبة نفسيا اجتماعيا إضافة إلى فقدان الأمن والأمان، ومن خلال ذلك أصبحت معاناة النازحات أكثر تعقيداً ، لكونهن علي إثر النزوح أصبحن يعانين من سوء الحالة النفسية والاجتماعية ، إضافة إلى ضعف الخدمات المقدمة عند بداية الوصول الي المدينة المضيفة من الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني سواء المحلية والدولية ، إضافة أنه لم يكون معرف  إذا كانت النزاعات المسلحة ستستمر إلى فترات طويلة مثل ما حدث أم لا. ومن هنا ازدادت معاناة النازحات بشكل أكبر في كل ما يتعلق بالحياة اليومية من أكل وشرب وغطاء وغير ذلك ، علي اختلاف النازحات من كونهن يعلن أسرهن أم لا ،  وبناء علي الظروف النفسية والاجتماعية التي رافقت عملية نزوح المرأة الليبية في مناطق مختلفة علي اثر النزاعات المسلحة التي دار رحها بالمجتمع الليبي ، فأن مشكلة هذا البحث  تتمثل في التعرف علي الاثار الآثار النفسية والاجتماعية للنزاعات المسلحة التي انعكست علي النازحات من مدينة ترهونة ومدينة مرزق ومدينة تاورغاء إلي مدينة طرابلس.

أهمية البحث :

  1. تسليط الضوء علي واقع المرأة الليبية النازحة عقب النزوح علي أثر النزاعات المسلحة.
  2. الاشارة الي أن المرأة هي صمام الأمان للأسرة وأن الاهتمام بحمايتها من مخاطر النزاعات المسلحة سوف يوفر بيئة آمنة لها ولأطفالها ، بأن يحيوا في مناخ من الأمان والاطمئنان المؤهل للنمو والتطور السليم نحو مواطنة صالحة وسعيدة.

أهداف البحث :

  1. التعرف علي الأثار النفسية للنزاعات المسلحة التي انعكست علي المرأة النازحات من مدينة ترهونة ومدينة مرزق ومدينة تاورغاء إلي مدينة طرابلس.
  2. التعرف علي الأثار الاجتماعية للنزاعات المسلحة التي انعكست علي المرأة النازحات من مدينة ترهونة ومدينة مرزق ومدينة تاورغاء إلي مدينة طرابلس.

تساؤلات البحث :

  1. ما هي الأثار النفسية للنزاعات المسلحة التي انعكست علي المرأة النازحات من مدينة ترهونة ومدينة مرزق ومدينة تاورغاء إلي مدينة طرابلس.
  2. ما هي الأثار الاجتماعية للنزاعات المسلحة التي انعكست علي المرأة النازحات من مدينة ترهونة ومدينة مرزق ومدينة تاورغاء إلي مدينة طرابلس.

مفاهيم البحث الإجرائية :

الآثار النفسية : حالة التوتر والضيق والاضطرابات نتيجة وجود ضغوط نابعة من الظروف القاسية والمفاجئة ، التي صاحبت عملية النزوح من منطقة الاقامة الاصلية إلي منطقة النزوح.

الاثار الاجتماعية : مدي القدرة علي التكيف  في ظروف النزوح  قاسية وسالبة .

نزاعات مسلحة : درجة من درجات الصراع أدت إلي خرق نظام السلم وقادت الي نزوح الافراد من تلقاء انفسهم من مناطقهم بحثاً عن الامن أو التهجير القسري الذي فرض الأشخاص في مناطق النزاع من قبل القوات العسكرية المسيطرة علي النزاع.

النزوح : ترك الشخص منطقته ليستقر في مكان أخر بحثاً عن الأمن والاستقرار.

 المرأة النازحة : ترك السيدات النازحات منطقة الاستقرار التي كن يعيشن بها والانتقال إلي مكان آخر في بلد المنشأ.

النظرية المفسرة – النظرية البنائية الوظيفي :

تري البنائية الوظيفية بأن لكل مجتمع بناء يتحلل إلي أجزاء وعناصر تكونية ، وأن لكل عنصر أو جزء وظيفة تساعد علي ديمومة المجتمع ، وبناء علي ذلك فإن الفكر البنيوي الوظيفي يعترف ببناء الكيانات أو الوحدات الاجتماعية ويعترف في نفس الوقت بالوظائف التي تؤديها الاجزاء والعناصر الأولية  للبناء المجتمعي لبقية البناءات الاخرى التي يتكون منها المجتمع. ويعتقد تالكوت بارسونز بأن دوام البناء المجتمعي وديمومته يتطلب عدة شروط تسمي بالمتطلبات الوظيفية واهمها التكيف وتحقيق الاهداف والتكامل وخفض التوترات ، وهي ضرورية للحفاظ علي استمرارية البناء المجتمعي ، واذا حدث وفشل البناء المجتمعي في تحقيق تلك المتطلبات فإن ذلك يعني تفكك البناء المجتمعي وانهياره(غربي : 2016 ، 154 ).

وبناء علي ذلك فإن البناء المجتمعي ينهار إذا تعرض للفوضى والتفكك كما هو الحال في حالة النزاعات المسلحة التي تلحق الضرر بكافة أبنة المجتمع ومنها البناء الأسري والتي تعد المرأة نواته كونها الحاضنة للبناء الاسري واستقراره ، لذا فأن التفكك الذي يصيب الجزء يؤثر بالتأكيد في الكل ، كما أن أي خلل يصيب الكل يؤدي إلي تعطيل الجزء عن أداء وظائفه  ( بركات: 2019 ، 121 ).

وفي ضوء هذه النظرية فإن النزاعات المسلحة التي حدثت بالمجتمع الليبي ترتب عليها تهجير واقتلاع من الجدور وأدي ذلك إلي تحولات اجتماعية أصابت الابنية الداخلية للمناطق التي حدثت فيها النزاعات المسلحة وأدت إلي تفككها وانهيارها وتسببت في القتل والاسر والتشريد والتهجير ، وأن هذه الاوضاع انتجت أوضاع غير مستقرة اربكت مؤسسات المجتمع الكلي التي لم تتمكن رغم محاولاتها الجادة عن اداء ادوارها ، الامر الذي اصاب الابنية الاجتماعية التي حدت فيها النزاعات المسلحة بالوهن والضعف والانهيار والتفكك ، من ثم كانت الاسرة بشكل عام والمرأة بشكل خاص اكثر المتأثرين.

الدراسات السابقة :

. دراسة فدعم ( 2020 ) : بعنوان النزاعات المسلحة وتأثيرها علي الأسرة العراقية والتي هدفت إلي التعرف علي الانعكاسات وأثار النزاعات المسلحة علي الأسرة في المجال الاجتماعي والاقتصادي والنفسي والتربوي ، ومعرفة هل الافعال التي تحمل في طياتها أسلوب العنف والترويع والخوف للأسر ضمن  نطاق المجتمع قد زعزعت الآمن وأدت إلي اضطراب الأنساق الاجتماعية. وخلصت النتائج إلي: أن المجتمع قد عاني من الظروف الغير أمينة وللنزاعات المسلحة التي كان لها تأثيرات علي الوضع بصورة عامة ، وقد كانت المعارك الدائرة هي سبب الازمة والتهجير ، وأن الاسر علي إثر ذلك عانت من الضائقة المالية واصبن بالإحباط النفسي  (  فدعم :  2020 ، 250 – 534).

. دراسة الرميح ونصر( 2020 ) : بعنوان أثار النزاعات المسلحة علي المجتمع الليبي ودور الخدمة الاجتماعية في مواجهته ، والتي هدفت إلي  التعرف علي الاثار الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والصحية الناتجة عن النزاعات المسلحة ، والتعرف عن دور مهنة الخدمة الاجتماعية في مواجهة أثار النزاعات المسلحة. وخلصت إلي إن النزاعات المسلحة بين أبناء الوطن ما هي إلا وسيلة لهدم المجتمع وتفكك أنظمته ومكوناته المختلفة ، فالنزاعات المسلحة تؤدي بالفرد والأسرة إلى فقدان مشاعر الانتماء والولاء للوطن. والنزاعات المسلحة تعد أحد الأسباب الرئيسة للكوارث الإنسانية التي ينتج عنها تدهور الأحوال المعيشية وحرمان المدنيين من الاحتياجات الأساسية للحياة. وإن العنصر الأهم هو الذي يرتكز عليه نمو واستقرار وأمن المجتمع هو الأمن الاجتماعي بأبعاده المختلفة ، وعندما تعم الفوضى وينهار الأمن الاجتماعي يتحول المجتمع إلى حالة من الضعف والتفكك ( الرميح نصر: 2020 ، 252 – 278 ).

. دراسة الشرع ( 2019 ) : بعنوان الاوضاع الاجتماعية للنازحين في منطقة ترهونة ، والتي هدفت إلي رصد الاوضاع الاجتماعية والحياتية للنازحين بمنطقة الدراسة ، والتعرف علي مدى تكيف واندماج النازحين مع الاوضاع الجديدة ، والكشف عن السبل الكفيلة بعودة النازحين إلي موطنهم الأصلي . وخلصت إلي : أن أسباب النزوح من منطقة السكن هو نتيجة الاحداث التي جرت عام2010 وما ارتبط بها بعد ذلك من اشتباكات مسلحة إلي جانب الخوف من الانتقامات والنزاعات الأهلية والقبلية ، كما بينت أن أغلب النازحين يعانون أوضاع انسانية وظروف معيشية قاسية نتيجة نقص الخدمات وكيفية الحصول علي مرتباتهم ، وانهم يعانون من مشكلة السكن والأغلب يسكنون المخيمات ( الشرع : 2019 ).

. دراسة التومي ( 2017 ) : بعنوان الخدمات التي قدمتها وزارة الشؤون الاجتماعية للأسر النازحة أثناء الثورة الليبية وأثرها علي استقراراهم الاجتماعي خلال الفترة من 2011 إلي 2015 بمدينة طرابلس ، والتي هدفت إلي معرفة دور وزارة الشؤون الاجتماعية في تقديم الخدمات والمساعدات الانسانية المادية والصحية والاجتماعية والنفسية والتعليمية للأسر النازحة أثناء وعقب قيام الثورة الليبية 2011 . وكشفت النتائج : عدم وجود دور فعال ومؤثر لوزارة الشؤون الاجتماعية في تقديم الخدمات العينية والمادية والصحية والاجتماعية والنفسية والتعليمية للأسر النازحة الامر الذي انعكس سلباُ علي استقرارهم تدني مستوى الاستقرار الاجتماعي لهم ( التومي: 2017 ) .

. دراسة إدريس ( 2017 ) : بعنوان لنزاع المسلح في جبال النوبة وأثره علي الأسرة – دراسة ميدانية لحالة النازحين بولاية الخرطوم ، حيث هدفت إلي التعرف علي التغيرات التي طرأت علي الحياة المعيشية وسبل كسب العيش بالنسبة للأسر النوبية النازحة في ولاية الخرطوم  ، ومعرفة طبيعة المعيشة التي تكيفت عليها الأسرة واعتمدت عليها بعد النزوح. وخلصت النتائج إلي : أن غالبية الأسر النازحة تعولها النساء وأنهن يمتهن الأعمال الهامشية ذات الاجر المتدني ، وأن الأسرة النازحة قد تكيفت علي وسائل كسب عيش تختلف تماما عما كانت عليه في منطقة الأصل ، وأن الأسباب الأساسية للنزوح كان بسبب تدمير الممتلكات والانتهاكات الواسعة التي مورست في حق النازحين والعمليات العسكرية المكثفة في مناطقهم الأصلية ( إدريس: 2017).

. دراسة الفيل ( 2015) : بعنوان  ظاهرة النزوح السكاني في المجتمع الليبي – أسبابه وواقعه وآثاره ، والتي هدفت إلي التعرف علي حجم طاهرة النزوح وواقعه في المجتمع الليبي ، والتعرف علي الاوضاع الاجتماعية  والاقتصادية للنازحين نظراً  لعدم استقرارهم ، والتعرف علي ما هي الأثار الاجتماعية والاقتصادية التي تخلفها ظاهرة النزوح . وخلصت إلي : أن النزوح السكاني في المجتمع الليبي هو نزوح داخلي بسبب أعمال العنف والصراعات والمواجهات المسلحة بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ، وأن أغلب النازحين يعانون أوضاع اجتماعية واقتصادية سلبية بسبب عدم الاستقرار أو عدم تقديم المساعدات من الجهات ذات الاختصاص ، كما تبين أن هناك خرق للنسيج الاجتماعي  ونزاع بين القبائل والأهالي والجيران مما أفرز مشاكل يصعب حلها ( الفيل : 2015 ).

. دراسة الحسن ( 2005 ): بعنوان التغير الاجتماعي والاقتصادي للمرأة النازحة من غرب السودان إلي ولاية الخرطوم – دراسة حالة لنساء سوق أبوزيد ، والتي هدفت إلي التعرف علي واقع المرأة النازحة من غرب السودان والعاملة في الأسواق بمهن هامشية بولاية الخرطوم ، ومدي التغير الاجتماعي والثقافي والاقتصادي الذي طرأ علي نمط حياتها وحياة الأسرة النازحة . كشفت النتائج التالي : أن عمل المرأة النازحة بالأسواق ساعد علي تخفيف حدة الفقر التي تعاني منها المرأة النازحة وافراد أسرتها ، إلي جاني تزايد الوعي الصحي لدى المرأة النازحة وتعرضهم لمضايقات وملاحقة السلطات الرسمية ( الحسن :2005 ).

تعقيب :

تتفق الدارسات السابقة علي وجود انعكاسات للنزوح علي كافة افراد الاسرة والمرأة عنصر مهم في كيان الاسرة باعتبارها أم وزوجه وأخت وأبنة وحفيدة ، وأن الاسر علي إثر المعارك الدائرة التي كانت  سبب الازمة والتهجير عانت من الضائقة المالية واصبن بالإحباط النفسي ، وعندما تعم الفوضى وينهار الأمن الاجتماعي يتحول المجتمع إلى حالة من الضعف والتفكك ، أن أغلب النازحين يعانون أوضاع انسانية وظروف معيشية قاسية نتيجة نقص الخدمات وكيفية الحصول علي مرتباتهم ، وانهم يعانون من مشكلة السكن والأغلب يسكنون المخيمات  ، عدم وجود دور فعال ومؤثر لوزارة الشؤون الاجتماعية في تقديم الخدمات قد انعكس سلباُ علي استقرار النازحين تدني مستوى الاستقرار الاجتماعي لديهم ، وأن هناك خرق للنسيج الاجتماعي  ونزاع بين القبائل والأهالي والجيران مما أفرز مشاكل يصعب حلها

نزوح المرأة علي إثر النزاعات المسلحة :

لكون المرأة نصف المجتمع وعليها تقع مسؤوليات عظيمة منها اعداد جيل واعي قادر علي بناء مجتمع متماسك ومتساند ومتسامح ، ألا أن النزاعات المسلحة حين وقوعها فأنها تهدد المرأة واستقرارها النفسي والصحي والاجتماعي ، كما أنها تهدد كل مفصل من مفاصل المجتمع. ولا يختلف اثنان علي ما تتركه النزاعات المسلحة من آثار سلبية في واقع المجتمعات البشرية ، وفي تعرض الآمن الانساني لتهديد خطير ، فالتخريب والدمار والقتل والتشريد والتهجير سمة بارزة لتلك النزاعات وأثارها متباينة في مختلف فئات المجتمع وشرائحه ( شتيوي : 2007 ، 254 – 277 ).

شهد العالم منذ قديم الزمان موجات مختلفة من النزوح من منطقة إلي أخري وأشهرها ما حدث في أوروبا في أواخر القرن العشرين عند نزوح سكان البوسنة والهرسك أبان الحرب الأهلية عام 1992 ، والعدد الكلي للنازحين داخلياً علي مستوي العالم نتيجة للنزاعات المسلحة وانتهاكات حقوق الانسان بنهاية عام 2012 يقدر بحوالي ( 28.8 ) مليون شخص ، وهذا العدد يزاد بمقدار ( 2.4 ) مليون شخص  سنوياً و( 65 ) مليون شخص من الذين نزحوا حديثاً هم في الغالب ضعف هذا العدد. والنزوح هو حالة تجد فيه المرأة النازحة نفسها مرغمة علي ترك موطنها الأصلي والانتقال إلي مكان آخر داخل حدود دولتها بحثة عن الأمن والحماية ، فالمرأة النازحة هي التي تهددت حياتها وممتلكاتها بسبب النزاعات والحروب الداخلية فتضطر ان تنزح من منطقتها الأصلية إلي منطقة أخرى داخل الدولة بحثاً عن الأمن ، والسمة المميزة لنزوحهن فقدان الإرادة لكونهن لم يتركن مناطقهن بطوعهن واختيارهن بل كن مكرهات ،. ويواجه النازحات في تنقلهن وحركتهن مشكلة الاستقرار في المناطق التي يلجن اليهم في بلدهن الذي قد يرفضهن فيرحلن منها إلي غيرها ثم إلي غيرها وهكذا يظللن في حركة مستمرة ، كما أن حكوماتهن قد لا تهتم بهن وقد تكون غير قادرة علي حمايتهن وفي نفس الوقت لا تسمح لغيرها من الدول الأخرى أو المنظمات الانسانية الخارجية للتدخل لمساعدتهن ، باعتبارهن مواطنات محليات وأن النزوح هو شأن داخلي( حطاب زهير : 1988 ، 198 – 199 ).

وقد اتخذت ظاهرة النزوح علي إثر النزاعات المسلحة صور وأشكال مختلفة منها ما يعرف بالتهجير القسري ، الذي هو ممارسة تنفذها حكومات أو قوة شبه عسكرية أو مجموعات مغتصبة تجاه مجموعات عرقيه أو دينية أو مذهبية بهدف اخلاء أراضي معينة واحلال مجاميع سكانية أخرى بدلا عنها ، أي أنه تهجير داخل حدود الإقليم وهو عادة ما يحصل نتيجة نزاعات داخلية مسلحة  أو صراعات ذات طابع ديني أو عرقي أو مذهبي أو عشائري ، ويتم بإرادة أحد أطراف النزاع عندما يمتلك القوة لإزاحة الاطراف التي تنتمي لمكونات أخرى وهذا الطرف يري أن مصلحته الآنية أو المستقبلية تكمن في تهجير الطرف الآخر ، ولا يحصل التهجير الا في حالة وجود طرف يهدد مجموعة سكانية مختلفة الانتماء( التومي: 2017 ، 165 ) .

الأثار النفسية للمرأة النازحة:

تشكل الحروب مأساة انسانية لتأثيرها بشكل خاص علي النساء وعلي أمنهن النفسي وللعنف أثار نفسية مدمرة تأثيرها يستمر مدى الحياة ، تظهر علي النساء اللاتي اجبرن علي الفرار من ديارهن بسبب النزاعات المسلحة ، فاضطن إلي ترك ديارهن والنزوح إلي أماكن أخري خارج مدنهن ومناطقهن وسكناهن وأصبحن يعيشن علي هامش الحياة ، في أماكن لا ينتمن إليها وفي مناطق من وطنهم لم يتقبلوهن واعتبروهن في بعض الأحيان عبء اجتماعي واقتصادي عليهم ، أو في مناطق تفتقر لأبسط أنواع العيش الكريم مما ولد تأثيرات نفسية عميقة ، وهذا ما أكد عليه علماء النفس بأن الاحداث المؤلمة التي يتعرض لها الفرد تبقي عالقة في ذاكراته وتتحول إلي أمراض نفسية تحتاج للمساعدة والعلاج( شتيوي : 2007 ، 254 – 277 ).

لا شيء يسلب الناس كرامتهم كما تفعل النزاعات المسلحة التي تعمل مخالبها لتنحر مقومات كسب عيشهم وتقويض الخدمات الأخرى التي يعتمدون عليها قبل أن تسلبهم حياتهم وحياة أحبائهم تاركة أيهم أشلاء وأشتاتناً يبكون ماضيهم ، أجيال تحمل ندوب الحرب التي لا تندمل ، أعداد كثيرة من الرجال والنساء والأطفال كتب عليهم أن يلتحقوا بتلك الأجيال وسيظل مصير هؤلاء قاتماً مالم تكن ثمة تحرك عالمي وسياسي ومحلي. حيث أن هذه الظروف تؤدي إلي مشاكل نفسية التي تنشأ بسبب اطلاق النار ومحنة الهروب ، اضافة إلي الاثار النفسية المترتبة عن المشاكل والاثار الاقتصادية ومنها ما يتعلق بنهب وتدمير الممتلكات والغلاء في المواد الأساسية المعيشية أزمة المسكن( الفيل : 2015 ، 7  ).

والأثار النفسية للحروب عديدة وغير منظورة في غالبية الأحيان فهي قد تؤدي إلي امراض واضطرابات سلوكية جسيمة كالخوف الدائم والخوف المرضي الذي يحتاج إلي تدخل علاجي ، كذلك الصدمات العنيفة التي تترك التوترات النفسية والتي تدخل الشخص في حالة من الاحباط والقلق والانطواء ، والتي تؤدي إلي حدوث الاضطرابات السلوكية التي تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في انهيار الروح المعنوية ، وهذا يؤدي بالضرورة إلي تحول المجتمع من حالة التماسك إلي حالة من الضعف وبتالي يسهل اختراقه( الرميح نصر: 2020 ، 252 – 278 ).

وبالنظر للحالة الليبية نجد أن كم الأزمات المفتعلة التي يعاني منها الليبيون ويؤثر علي حاجاتهم ومقومات حياتهم الأساسية ، مثل انقطاع للتيار الكهربائي لأيام وقطع للمياه لأسابيع ونقص الأغذية ، وخاصة حليب الأطفال وارتفاع الأسعار وانعدام السيولة والخطف بسيب الهوية والاعتقال القسري والتعذيب في السجون ،  واخبار الخطف من قبل عصابات تتاجر بحياة البشر من أجل الحصول علي الأموال ، وأخيراً النزعات المسلحة داخل المدن التي لم تتوقف في الكثير من المناطق مثل بنغازي وتاورغاء وطرابلس وترهونة وغيرها من المدن ، وما تسببه من تهجير ونزوح للمواطنين المدنيين داخل البلاد وخارجها ، كل هذا في ظل غياب القانون ،  فلا يوجد انسان قادر علي تحمل هذا الضغط الهائل بدون أن يؤثر علي صحته النفسية بدرجة متفاوتة  بين البشر( الجبل حليمة ناجي : 2017 ، 76 ).

والنازحات في المجتمع الليبي في أثناء نزوحهن مع باقي أفراد أسرهن تعرضن لكثير من المشاهد المرعبة مثل التهديد والانتهاك والقتل والخطف وأصوات المدافع و اطلاق النيران ، ومشاهد الرعب هذا كله ولد اضطرابات نفسية مثل القلق والخوف والكوابيس والوساوس واضطرابات الصدمة والضغوط النفسية والشعور باليأس ، هذا كله كان له تأثير واضح عليهن وعلي معاناتهن من التهجير وفقدان الممتلكات والأحبه ( الشرع أحلام البشير : 2019 ،132 ).

الأثار الاجتماعية للمرأة النازحة :

أن انتقال النساء النازحات من الموطن أو المجتمع الأصلي إلي مكان آخر يجعلهن يعيشن في وسط اجتماعي مختلف عن موطنهن قبل النزوح ، وهذا ينعكس عليهن ويؤثر علي منظومة القيم والمعايير والأدوار الاجتماعية لديهن ، كما ينعكس أيضا علي درجة الانسجام التي يحققونها علي قدرتهن في تغيير طبيعة حياتهن وتحقيق قدراً من الانسجام العام مع معطيات المعيشة السائدة ، فهن  في الغالب البيئة الجديدة يخفقن نسبياً وكلياً في تحقيق درجة من التكيف والاستقرار مع الاوضاع المعيشية الجديدة والمختلفة عن الموطن الأول لعد استيعابهن لها علي اعتبار أنها تختلف عن طبيعة مجتمعهن الاصلي. كما أن  انتقال من النساء من موطنهن الأصلي  يعمل علي قطع الصلة بينهن وأقربائهن وذلك بفقد الشعور الجمعي والمسؤولية الاجتماعية نحو المحيط الاجتماعي التي يعيشن فيه ، كما تعد عملية الاندماج والانسجام من الأمور الأساسية التي تساعد علي الاستقرار في الموطن الجديد وعلي هذا الأساس فان احساس النازحات بالاستقرار والاطمئنان الاجتماعي وتقبل الحياة الجديدة ، من الامور التي تؤدي إلي تحقيق التكيف والتي تساعد علي العمل بكفاءة عالية مما ينعكس علي درجة تأقلمهن في البيئة والمحيط الجديد الذي أصبح يعيشن فيه. الا إن عدم الانسجام يؤدي إلي مشاكل ذات أثار سيئة علي الوضع النفسي الاجتماعي والاقتصادي ، والتي تكون نتيجة ترك مكان الاقامة الاصلي والانتقال للعيش في مخيمات وبيوت غير ملائمة وغير صحية ، سواء كانت مدارس أو أماكن غير صالة للسكن ، وهنا تظهر الانعكاسات السلبية والمشاكل الصحية والازدحام وتفشي الأمراض المزمنة ( أبو السعود : 2017 ، 111  ).

ولقد أنتجت أزمة النزوح المستمر في ليبيا جراء الاقتتال والحروب مظاهر اجتماعية جديدة دفعت اليها قسوة الظروف المعيشية التي يعانيها النازحات وطول مدتها ، وبالرغم من الاستقرار النسبي بالتزامن مع قلة التوترات العسكرية ، لا يزال آلاف الليبيين يعيشون في مخيمات ومساكن مؤقته علي شكل تجمعات ، بالإضافة لعدد غير محدد يعيش خارج البلاد أثر العديد من الأسباب التي دفعتهم للهجرة ( الشرع : 2019 ، 20 ). ففي حي الفلاح في طرابلس وفي منطقة الابيار في بنغازي وأيضا في أحياء جنوب البلاد وفي مناطق اخري عديدة لا يزال الالاف يعيشون في حالة نزوج طويلة الامد ، ولا يبدو أن سلطات البلاد وجدت حلا لها حتى الان ، ما اجبر النازحين إلي تقبل أوضاعهم والتعايش معها  ، حيث اضطروا لتكوين علاقات وصلات جديدة أخبرتهم عليها الحياة الجديدة التي يعيشونها ، فبعضهم انخرط في أنشطة اقتصادية جماعية بهدف مواجهة ظروفهم القاسية ، وارتبطت العديد من الأسر بمصاهرات بل تكونت أيضا أسر جديدة ، وتؤكد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في ليبيا أن عدد النازحين داخليا والمسجلين لديها بلغ ( 316 . 415 ) نازحاً وأن بعض النازحين يعودون عقب انتهاء النزاعات بدون تسجيل انفسهم مما يجعل الارقام المعلنة تفتقد الدقة ( الجبل حليمة ناجي : 2017 ، 54 ).

من سلبيات ظاهرة النزوح تفكك النسيج الاجتماعي عبر انقطاع الأسر النازحة عن محطيها الاجتماعي الأصلي  الذي يفقد فيه الابناء أنماط العيش الموروثة ويعيشون الانعزال، فتمزيق النسيج الاجتماعي هو نتيجة النزاع القائم بين القبائل والعائلات وخلق مشاكل قبلية وأسرية صعبة الحل نتيجة استباحة الحرمات وسفك الدماء والقتل ، والاوضاع الصعبة للنازحين تدفعهم لخفض حدة البوس والفقر والانعزال ، جراء دمار منازلهم وانعدام الأمن او الملاحقات المتعلقة بالثارات القبلية والمناطقية ، مما يدفعهم للبحث عن حلول تتطلب ارتباط وثيق لتكوين مجتمع جديد.      هذا فضلا عن أن النزوح يؤثر علي المناطق التي تستقبل النازحين الذين يأتون اليها بشكل مفاجئ وبأعداد كبيرة تشكل ضغوط عليها في الخدمات والمرافق والطعام والأمن والحالة الصحية والمؤسسات التربوية ومشكلات السكن( الجبل ، 2017 ، 76 ).

منهجية البحث :

نوع البحث :

      بحث وصفي تحليلي لتفسير مشكلة البحث لفهم أهم الاثار والانعكاسات الاجتماعية والنفسية علي المرأة النازح’ ( النازحات لمدينة طرابلس نموذجاً ).

المنهج :

تم اتباع المنهج الوصفي بالاعتماد علي المسح الاجتماعي بالعينة القصدية .

مجتمع البحث:

السيدات النازحات من مدينة تاورغاء ومدينة مرزق ومدينة ترهونة المقيمات بمدينة طرابلس.

العينة :

      تكونت العينة من ( 60 ) نازحة انقسمت إلي( 20 ) نازحة من مدينة ترهونة و ( 20 ) نازحة من مدينة مرزق و( 20 ) من مدينة تاورغاء.

أدوات جمع البيانات :

تم الاعتماد في جمع البيانات علي مجموعة من الادوات منها المقابلة والاستبيان بالإضافة إلي الملاحظة البسيطة والملاحظة بالمشاركة ، كذلك بالاعتماد علي الاخبارين خاصة في المواقف البعيدة عن الباحثتان. وتم تصميم استمارة استبيان من اعداد الباحثتان تكونت من ( 8 ) أسئلة أربع تتعلق بالأثار النفسية و( 4 ) متعلقة بالأثار الاجتماعية.

عرض البينات :

أولا: الاثار النفسية التي صاحبت حالة النزوح القسري من مناطق الاقامة الأصلية الي مناطق النزوح ؟

  1. فيما يتعلق بالإصابة بالقلق والتوتر النفسي من جراء النزوح القسري.

الجدول ( 1 ) الإصابة بالقلق والتوتر النفسي من جراء النزوح القسري

المدينة

م نعم بعض الشيء لا
ترهونة 20 100.0% 2 0.0 % 0 0.0%

0

مرزق

20 85.0% 17 0.0 % 0 15؟0% 3
تاورغاء 20 90.0% 18 0.0 % 0 10.0%

2

 

الشكل  ( 1 ) الإصابة بالقلق والتوتر النفسي من جراء النزوح القسري

يتبين من الجدول ( 1 ) والشكل ( 1 ) أن الاصابة بالقلق والتوتر النفسي هي أعلي لدي النازحات بمدينة من تاورغاء ثم من مدينة مرزق واخيرا من مدينة ترهونة ، والباحثتان ترجعا سبب ذلك إلي أن نزوح أهل تاورغاء هو الاول من نوعه بالمجتمع الليبي ، لذا الشعور بالصدمة ربما أصابت المجتمع الليبي بأجمعه ، من ثم من الطبيعي جداً أن تصاب السيدات التاورغيات بالقلق والتوتر النفسي لأنهن أول من تعرضن للنزوح و الاقتلاع من أرض الاقامة والقدوم الي منطقة اخري غير معتادات عليها. أما في حالة السيدات مرزق فالبيانات تشير إلي أنها كانت عالية إلي حدا ما وربما يرجع السبب إلي إن نزوجهن قد كان إلي حدا ما في مرحلة مبكرة أيضا ، وفي تلك المرحلة لم يعتاد المجتمع الليبي علي النزاعات المسلحة وعلي ما يرافقها من خطف لأفراد الاسر وقتلهم والاعتداد علي حياة الحرب واطلاق النيران ، أما في حالة ترهونة ربما يرجع السبب في انخفاض مستوي الاصابة بالحوف والقلق لدي السيدات ترهونيات ، يرجع إلي ان حالة ترهونة هي أخر حالات النزوح التي شاهدها المجتمع الليبي ، وعملية النزوح وما يصاحبها من أعمال قاسية باتت أمور معتاد عليها المجتمع الليبي ومنها النازحات.

  1. فيما يتعلق بمدي توفر اللجوء المناسب من جراء النزوح القسري.

الجدول ( 2 ) مدي توفر اللجوء المناسب من جراء النزوح القسري

المدينة

م نعم        بعض الشيء لا
ترهونة 20 5.0% 1 0.0 % 0 95.0%

19

مرزق

20 0.0 % 0 0.0 % 0 100.0% 20
تاورغاء 20 0.0 % 0 5.0% 1 95.0%

19

 

الشكل ( 2 ) مدي توفر اللجوء المناسب من جراء النزوح القسري

يتبين من الجدول ( 2 ) والشكل ( 2 ) أن مدي توفر اللجوء المناسب من جراء النزوح القسري في حالات النزوح الثلاث لم يكون مناسب بالرغم من تباين الفترات التي حدثت فيها.

  1. فيما يتعلق بمدي التعرض للضرب والاهانة جراء النزوح القسري.

الجدول ( 3 ) التعرض للضرب والاهانة جراء النزوح القسري

المدينة

م نعم بعض الشيء لا
ترهونة 20 5.0% 1 0.0 % 0 95.0%

19

مرزق

20 0.0 % 0 0.0 % 0 100.0% 20
تاورغاء 20 60.0% 12 5.0% 1 35.0%

7

الشكل ( 3 ) التعرض للضرب والاهانة جراء النزوح القسري

يتبين من الجدول ( 3 ) والشكل ( 3 ) أن النازحات لم يتعرض للضرب والاهانة جراء النزوح القسري تقريباً ، إلا ان تواجد لدي نازحات التاورغيات بنسبة بسيطة ( 60.0% ) ، والباحثتان  تريا ربما يرجع السبب لان السيدات التاورغيات كن اول من عاش التجربة الصعبة لذا شعرن بأنه نوع من الاهانة بالفعل.

  1. 4. فيما يتعلق بمدى وجود قوة للحماية عقب الهرب من النزاعات المسلحة التي أدت إلي النزوح القسري.

الجدول ( 4 ) مدى وجود قوة للحماية عقب الهروب من النزاعات المسلحة التي أدت إلي النزوح القسري

المدينة

م نعم بعض الشيء لا
ترهونة 20 5.0% 1 0.0 % 0 95.0%

19

مرزق

20 0.0 % 0 0.0 % 0 100.0% 20
تاورغاء 20 0.0 % 0 5.0% 1 95.0%

19

 

الشكل ( 4 ) مدى وجود قوة للحماية عقب الهروب من النزاعات المسلحة التي أدت إلي النزوح القسري

يتبين من الجدول ( 4 ) والشكل ( 4 ) أنه لم يرافق خروج النازحات من مكان اقامتهن الاصلي إلي مدينة طرابلس وجود قوة للحماية عقب الهروب من النزاعات المسلحة التي أدت إلي النزوح القسري ، وأن كانت موجودة فإنها كانت رمزية.

ثانياً – التعرف علي الاثار الاجتماعية التي تعرضت لها النازحات في المدن التي نزحن اليها ؟

  1. فيما يتعلق بمدى التكيف مع المجتمع المحلي الذي تم النزوح إليه .

الجدول ( 5 ) مدى التكيف مع المجتمع المحلي الذي تم النزوح إليه

المدينة

م نعم بعض الشيء لا
ترهونة 20 50.0% 10 20.0 % 4 30.0%

6

مرزق

20 10.0% 2 30.0% 6 60.0% 12
تاورغاء 20 40.0% 8 25.0% 5 35.0%

7

 

الشكل ( 5 ) مدى التكيف مع المجتمع المحلي الذي تم النزوح إليه

يتبين من الجدول ( 5 ) والشكل ( 5 ) أن النازحات من مدينة ترهونة كن الاكثر تكيفاً مع المجتمع المحلي الذي تم النزوح اليه مدينة طرابلس وتلاهن النازحات من تاورغاء ثم النازحات من مرزق .

  1. 2. فيما يتعلق بمدى بإمكانية ممارسة العادات والتقاليد بالكيفية المعتاد عليها في مكان الاقامة المنزوح إليه كما في مكان الاقامة الاصلي.

 

الجدول ( 6 ) مدى بإمكانية ممارسة

 العادات والتقاليد بالكيفية المعتاد عليها في مكان الاقامة المنزوح إليه كما في مكان الاقامة الاصلي

المدينة

م نعم بعض الشيء لا
ترهونة 20 30.0% 6 30.0% 6 40.0%

8

مرزق

20 10.0% 2 40.0% 8 60.0% 12
تاورغاء 20 0.% 0 15.0% 3 85.0%

17

 

                                         الشكل ( 6 ) مدى بإمكانية ممارسة

 العادات والتقاليد بالكيفية المعتاد عليها في مكان الاقامة المنزوح إليه كما في مكان الاقامة الاصلي

يتبين من الجدول ( 6 ) والشكل ( 6 ) أن النازحات القادمات من مدينة ترهونة هن اللاتي كن الاكثر امكانية في ممارسة عاداتهن وتقاليدهن بذات الطريقة في مكان الاقامة الاصلي ترهونة ، والباحثتان ترجعا ذلك لطول مدة الاقامة لأن النازحات من ترهونة قد قدمن للنزوح في مدينة طرابلس مع نهاية 2021 وهو عهد حديث ، المجتمع لم يعد يري في النزوح والخروج من مكان الاقامة شيء مؤلم لدرجة كبيرة ، كما ان المجتمع اعتاد علي المنازعات المسلحة وسكان مدينة طرابلس قد تعود علي النازحين ، وقد كن النازحات من تاورغاء الاكثر اللاتي لم يتمكن من ممارسة عاداتهن وتقاليدهن بذات الطريقة في مكان الاقامة الاصلي تاورغاء،  هن الاقدم بالإقامة في مدينة طرابلس وبالرغم من السماح لهن بالرجوع الي مكان الاقامة لا يزلن مقيمات في مدينة طرابلس بسبب تدمير بيوتهن في مكان الاقامة الاصلي.

  1. فيما يتعلق بمدى التعرض للقبول من عدمه في المدن المنزوح اليها.

الجدول ( 7 ) مدى التعرض للقبول من عدمه  في المدن المنزوح اليها

المدينة

م نعم بعض الشيء لا
ترهونة 20 20.0% 4 30.0 % 6 50.0%

10

مرزق

20 30.0% 6 40.% 8 30.0% 6
تاورغاء 20 40.0% 8 15.0% 3 45.0%%

9

الشكل ( 7 ) مدى التعرض للقبول من عدمه  في المدن المنزوح اليها

يتبين من الجدول ( 7 ) والشكل ( 7 ) أن النازحات من مدينة تاورغاء كن هن الاكثر تقبلا للنزوح في مدينة طرابلس ربما يرجع ذلك لان بيوتهن قد تم تدميرهم بمدينة تاورغاء وأن قبلتهن كانت الطرف الضعف وأن عملية الرجوع تحتاج الي وقت تهدأ فيه النفوس .

  1. فيما يتعلق بأثر انفتاح وانغلاق مجتمع المنزوح اليه أمام حالات النزوح الداخلي.

الجدول ( 8 ) أثر انفتاح وانغلاق المنزوح إليه أمام حالات النزوح الداخلي

المدينة

م نعم بعض الشيء لا
ترهونة 20 35.0 % 7 35.0 % 7 30.0%

6

مرزق

20 35.0 % 7 35.0 % 7 30.0% 6
تاورغاء 20 25.0% 5 25.0% 5 50.0%

10

الشكل ( 8 ) أثر انفتاح وانغلاق المنزوح إليه أمام حالات النزوح الداخلي

يتبين من الجدول ( 8 ) والشكل ( 8 ) أن النازحات التاورغيات يرن ان المجتمع الطرابلسي مكان النزوح كان اكثر انفتاح  علي تقبل النازحين ، وربما ذلك يرجع الي انه بكم ان حالة تاورغاء كانت الاولي من حيث النزوح فان أهالي مدين طرابلس ، تعطفوا معهن ، ومنحوهن التعاطف الايجابي من حيث مدهم بما يحتاجون من احتياجات من مأكل ومشرب واقامة .

النتائج :

  1. تتمثل الاثار النفسية التي صاحبت حالة النزوح القسري من مناطق الاقامة الأصلية الي مناطق النزوح : الإصابة بالقلق والتوتر النفسي من جراء النزوح القسري بشكل كبير لدى نازحات مدينة تاورغاء ومدينة مرزق وبشكل بسيط لدي نازحات ترهونة ، نطراً لعدم توفر اللجوء المناسب من جراء النزوح القسري ، ولتعرض نازحات تاورغاء لبعض الشعور بالإهانة جراء النزوح القسري ، وعدم تعرض النازحات من مرزق وترهونة لذلك ، ولعدم وجود قوة للحماية عقب الهروب من النزاعات المسلحة التي أدت إلي النزوح القسري.
  2. تتمثل الاثار الاجتماعية التي تعرضت لها النازحات في المدن التي نزحن اليها: عدم تكيف النازحات بالمدن الثلاث بدرجات متفاوتة مع المجتمع المحلي الذي تم النزوح إليه ، عدم امكانية ممارسة العادات والتقاليد بالكيفية المعتاد عليها في مكان الاقامة المنزوح إليه كما في مكان الاقامة الاصلي ، التعرض للقبول الي حدا ما في المدن المنزوح اليه من قبل النازحات من مرزق و ترهونة و عدم وجوده لدي النازحات من مدينة تاورغاء ، الشعور بانفتاح المجتمع الطرابلسي أمام حالات النزوح الداخلي.

 

التوصيات :

بناء علي النتائج يوصي البحث بالتالي :

  1. اجراء المزيد من الدراسات التي تعني بالمرأة النازحة بكافة المدن المنزوح اليها بالمجتمع الليبي.
  2. العمل علي تقديم الخدمات المختلفة للمرأة النازحة.

المراجع :

  1. ادريس مريم بشير ( 2017 ) ، النزاع المسلح في جبال النوبة وأثره علي الأسرة – دراسة ميدانية لحالة النازحين بولاية الخرطوم ، أطروحة دكتوراه غير منشورة في دراسات السلام ، جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ، كلية الدراسات العليا .
  2. أبو السعود سمير كمال ( 2017 ) , الاثار النفسية للحرب علي المجتمع الليبي ، المنظمة الليبية للسياسات والاستراتيجيات ، طرابلس.
  3. التومي عبدالسلام محمد ( 2017 ) ، الخدمات التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية للأسر النازحة أثناء الثورة الليبية وأثرها علي استقراراهم الاجتماعي خلال الفترة من 2011 إلي 2015 بمدينة طرابلس ، أطروحة دكتوراه ، جامعة طرابلس ، كلية الآداب ، قسم الخدمة الاجتماعية.
  4. الجبل حليمة ناجي ( 2017 ) ، علاقات اجتماعية جديدة بين النازحين ، جامعة طرابلس ، كلية الآداب ، قسم علم الاجتماع .
  5. الجرباوبود علي و خليل عاصم ( 2010 ) ، النزاعات المسلحة وأمن المرأة – سلسلة دراسات استراتيجية ، معهد ابراهيم أبو الغد للدراسات الدولية ، جامعة بيرزيت ، فلسطين.
  6. الحسن أمال محمد ( 2005 ) ، التغير الاجتماعي والاقتصادي للمرأة النازحة من غرب السودان إلي ولاية الخرطوم – دراسة حالة لنساء سوق أبوزيد ، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، جامعة الخرطوم.
  7. الرميح حورية محمود و نصر صلاح ابو القاسم ( 2020 ) ، أثار النزاعات المسلحة علي المجتمع الليبي ودور الخدمة الاجتماعية في مواجهتها ، مجلة كلية الآداب ، العدد الثلاثون ، 252 – 278.
  8. الفيل مفتاح صالح ( 2015) ، ظاهرة النزوح السكاني في المجتمع الليبي – أسبابه وواقعه وآثاره ، بحث منشور علي شبكة الانترنت ، الجمعة الموافق 1. 7 . 2022.
  9. الشرع أحلام البشير ( 2019 ) ، الاوضاع الاجتماعية للنازحين في منطقة ترهونة ، أكاديمية الدراسات العليا ، مدرسة العلوم الانسانية ، قسم علم الاجتماع.
  10. بركات علي أسعد ( 2019 ) ، علم الاجتماع ،وزارة التعليم العالي ، دمشق.
  11. حطاب زهير ( 1988 ) ، الحرب وأثارها علي بنية الأسرة اللبنانية ووظائفها محاولة في فهم التغير الاجتماعي ، منشورات منتدي الفكر العربي عمان .
  12. شتيوي موسي ( 2007 ) ، أثر الحروب والنزاعات المسلحة علي الأسرة العربية ، أعمال مؤتمر أثر الحروب والنزاعات المسلحة علي الأسرة العربية ، اصدارات الجامعة الاردنية ، عمان ، 254 – 277.
  13. غربي محمد ( 2016 ) ، النظرة الوظيفية نحو رؤية جدة لتفسير الظاهرة الاجتماعية المركز تيمسيك ، الجرائر.
  14. فدعم محمد علي ( 2020 ) ، النزاعات المسلحة وتأثيرها علي الأسرة العراقية ، مجلة دراسات العلوم الانسانية والاجتماعية ـ المجلد 47 ، العدد الثاني ، الملحق 1 ، 250 – 534.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *