عبد السلام حاجي علي

 باحث دكتوراه في قسم اللغة العربية في كلية الإلهيات في جامعة يوزنجوييل \وان\تركيا 2022.

العراق- أربيل.

abdulsalamstuni471@gmail.com

9647504552420+

الملخص:

مما هو معلوم أن الأدب والنقد ولدا معا في بوتقة واحدة، فقد بدأ النقد الأدبي منذ بدأ الأدب، وواصلا المسيرة معا، فحيثما وجدنا الأدب وجدنا معه النقد، وهذ أمر متسق مع الفطرة، فالنفس البشرية قد فطرت على التمييز بين الخطأ والصواب، ومن هنا رأينا النقد مصاحبا للأدب في كل مراحله، ومع تطور الأدب خلال مراحله الطويلة عبر التاريخ رأينا تطورا كذلك في النقد الأدبي، فمعلوم أن النقد الأدبي قد بدأ ذاتيا يعتمد على الاستحسان دون أن يصاحبه التعليل العلمي والنقدي الذي يشير إلى سبب الاستحسان، وظل على هذا الحال زمنا طويلا منذ نشأة الأدب في العصر الجاهلي، وفي صدر الإسلام، وفي العصر الأموي، فقد رأينا الشعراء ينشدون أشعارهم، والنقاد يتوجهون بالنقد، ونقدهم كان قائم على الألفاظ، والمعاني، ولا يزيد على هذا، فنرى الناقد يوجه نقده لشعر شاعر من جهة التراكيب النحوية، وبالنظر إلى دقة المعاني، وخير شاهد على ذلك نقد النابغة الذبياني لشعر حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم في العصر الجاهلي، حينما أنشده شعرا هو والخنساء والأعشى، ثم لم يحكم له بجودة الشعر، وبالنظر في نقد النابغة نراه موجه إلى الألفاظ من جهة النحو، واللغة، وتعارض ذلك مع الفخر الذي أراده حسان بن ثابت رضي الله عنه، وهناك صور نقدية كثيرة جاءت على هذا المنوال في العصر الجاهلي، وفي صدر الإسلام، وقد كشف البحث عن تلك الصور النقدية آنذاك، وظل الحال هكذا حتى تطور النقد، وصارت له مناهج متعددة، ومدارس نقدية كثيرة، ورأينا اختلاف صور النقد بعد تطوره، وتعدد مدارسه حتى رأينا الناقد ينظر إلى العمل الأدبي الذي ينقده من جوانب متعددة، فالناقد ينظر إلى البيئة وأثرها في شعر الشاعر، ونراه يطبق كثيرا من المناهج النقدية التي ظهرت في النقد، منها المنهج النفسي، والتاريخي، والبنيوي، والوصفي إلى غير ذلك من المناهج النقدية الحديثة؛ ولهذا وجدنا اختلافا جذريا في صور النقد ما بين القديم، والحديث، ومن هنا رأيت أن أقوم بعقد مقارنة من حيث النقد بين الأدب العربي القديم، والأدب العربي الحديث، فالأدب القديم كانت له سمات نقدية تختلف عن الخصائص والسمات النقدية في العصر الحديث، وهذه الورقة البحثية تريد الكشف عن السمات، والخصائص للنقد بين الأدبين .

 

Comparing criticism between ancient Arabic literature and modern  Arabic literature.

Abdul Salam Haji Ali / PhD researcher in the Department of Arabic Language at the Faculty of  Theology at Yusengoyel    University \ One \ Turkey 2022.

Summary:          

What is known is that literature and criticism were born together in one crucible. Literary criticism began at the beginning of literature, and they continued the march together. Wherever we found literature, we found criticism with it. Criticism accompanies literature in all its stages, and with the development of literature during its long stages throughout history, we have also seen a development in literary criticism. From the inception of literature in the pre-Islamic era And in the early days of Islam and the Umayyad era, we have seen poets chanting their poems, and critics turning to criticism, and their criticism was based on words and meanings, and no more than this. On this, Al-Nabigha Al-Dhubyani criticized the poetry of Hassan bin Thabet, the poet of the Messenger, may God bless him and grant him peace, before he embraced Islam in the pre-Islamic era, when he recited poetry together with Al-Khansa’ and Al-Asha’, and then he was not judged by the quality of the poetry. Looking at the criticism of the genius, we see it directed at words in terms of grammar and language, and this contradicts the pride that Hassan bin Thabit, may God be pleased with him, wanted, and there are many critical images that came along this way in the pre-Islamic era, and in the beginning of Islam, and the research revealed those critical images At that time, and the situation remained like this until the development of criticism, and there were multiple approaches and schools of criticism, and we saw the different forms of criticism after its development, and the multiplicity of its schools until we saw the critic looking at the literary work that he criticizes from multiple sides, The critic looks at the environment and its impact on the poet’s poetry, and we see him applying many critical approaches that appeared in criticism, including the psychological, historical, structural, and descriptive approaches to other modern critical approaches; That is why we found a radical difference in the forms of criticism between the old and the modern, and from here I saw that I make a comparison in terms of criticism between ancient Arabic literature and modern Arabic literature. Want to reveal the features, and characteristics of the criticism of the two kinds of literature.

Keywords: comparison, criticism, literature, ancient, modern.

المقدمة:

النقد صنو للأدب، فهما متلازمان في اتجاه واحد حيث يهتم كلاهما بالذوق ، والجمال ، والانفعال ، وقد نشأ النقد مع نشأة الأدب ، فهو يسير مع الأدب جنبا إلى جنب ، فلا يتصور نقد بلا أدب ، ولا أدب دون نقد ، والذي يعنينا هنا هو تلك المراحل النقدية التي عاشها النقد بدءا من طور نشأته في العصر الجاهلي وصولا إلى عصرنا الحديث، فمما لا شك فيه أن هناك تبايناً، واختلافا بين مظاهر النقد العربي قديما وحديثا، فكل من النقدين له سماته، وخصائصه التي تميزه عن الآخر، وهذا التمايز يرجع إلى النتاج الأدبي الذي قدمه أدباء كل عصر في عصور الأدب المختلفة،  فقد كان في طور نشأته نقدا ذاتيا بعيدا كل البعد عن المنهجية ، وإن اعتمد أحيانا على إصدار أحكام نقدية من شأنها أن توجه الأدب، وتهذبه، ولكن لم يكن بالتعمق، والتوسع الذي نشهده الآن ، فقد شهد النقد الأدبي في العصر الحديث طفرة نقدية هائلة تعتمد على أسس علمية ، وقواعد منهجية ، فلا يكاد يمر علينا زمن ليس بالطويل إلا ونرى نظريات جديدة في مجال النقد،  وهذه الدراسة تريد أن تعقد مقارنة للنقد بين الأدب العربي القديم، والحديث؛ لتكشف عن الخصائص المميزة لكليهما، والسمات الفارقة بينهما من خلال النظرة الفاحصة لكلا النقدين في القديم، والحديث.

مشكلة البحث:

لا شك أن كل بحث علمي يسعى إلى حل مشكلة من المشكلات، وهذا البحث كغيره من الأبحاث الأخرى يحاول أن يجد حلا لمشكلته والتي تكمن في محاولته لبيان الترابط بين النقد الأدبي قديما، والنقد الأدبي حديثا ؛ لأننا رأينا كثيرا من الدعاوى التي تفصل بين النقدين، ولا تجد رابطا في زعمها بين النقدين، والبحث سيكشف من خلال الدراسة إلى بيان أوجه الترابط بين النقدين قديما وحديثا.

أهمية البحث:

لا شك أن البحث من الأهمية بمكان، وتكمن أهميته في كونه  يكشف عن سمات وخصائص النقد الأدبي قديما، وحديثا، كما أنه يسعى إلى بيان الترابط بين النقدين من خلال الصور، والنماذج الأدبية للنقد الأدبي في عصوره الطويلة.

أهداف البحث:

من أهداف البحث أن يبين ملامح النقد في عصوره القديمة بدأ من العصر الجاهلي، وكذلك بيان خصائص النقد الأدبي في عصره الحديث، وبيان أوجه الاتفاق، والاختلاف بين النقدين قديما وحديثا، والكشف عن الخصائص المميزة لكلا النقدين، وهل النقد الحديث مؤسس على النقد القديم أم هناك اختلاف بينهما.

الدراسات السابقة: وعلى حد علمي وفي حدود ما اطلعت عليه لم أجد دراسات ولا أبحاث كتبت حول هذا الموضوع وتحت هذا العنوان.

الكلمات المفتاحية: مقارنة، النقد، الأدب، القديم، الحديث.

تمهيد:

تعريف النقد لغة واصطلاحا:

إذا نظرنا لمدلول كلمة النقد في جذرها اللغوي سنجد أنها تدل على معنى التمييز، وفي ذلك يقول ابن منظور: النقد: خلاف النسيئة، والنقد والنقاد: تميز الدراهيم وإخراج الزيف منها ( ابن منظور، 1414ه، 3، ص425)، وفي مختار الصحاح : نقده الدراهم، ونقد له الدراهم أي أعطاها إياها فانتقدها: أي قبضها، ونقد الدراهم وانتقدها أخرج منها الزيف ( الرازي، 1999م، 1،ص317)، فالمفهوم اللغوي للمادة دال على التمييز، والتفريق بين الجيد، والرديء، وقد ورد ذلك في الشعر في قول سيبويه:

تَنْفِي يَداها الحَصَى، فِي كلِّ هاجِرةٍ ………………. نَفْيَ الدَّنانِيرِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ

( ابن منظور، 1414ه، 425)

والنقد الأدبي في اصطلاح الأدباء يدل على ما دل عليه المعنى اللغوي، فالنقد اصطلاحا يشير إلى قواعد يسير عليها النقاد في أحكامهم الأدبية، ولا بد من تلك القواعد للاعتماد عليها في الحكم على النص الأدبي أيا كان جنسه، فلكي يحكم الناقد على النتاج الأدبي شعرا ونثرا من جهة الجودة أو الرداءة، ولبيان درجة الحسن والرداءة كان لا بد أن يكون الناقد على دراية وعلم بتلك القواعد؛ ليتسنى له الحكم بشكل جيد يمكنه من تقويم ما يعرض عليه من الآثار الأدبية.  ( أمين، 1990م،ص12).

ولن أطيل في تعريف النقاد لمعنى النقد الأدبي؛ لأن كل التعاريف وإن اختلفت في مبناها لكنها تؤول إلى المعنى نفسه هو تلك القواعد التي يبني عليها الناقد حكمه على الأدب من حيث الجودة، أو الرداءة، وهذا هو مفهوم النقد في أوجز معانيه . ومن المعلوم أن هناك شروطا يجب أن تتوافر في الناقد لكي يصبح ناقدا قادرا على تمييز الشعر، والحكم عليه من حيث الجودة، أو الرداة، وبيان مواظن القوة، والضعف في القطعة الأدبية، فالناقد الأدبي هو من أتقن وسائل النقد، واستكمل أدواته،، ومع إتقان الناقد لقوانين، وقواعد النقد الأدبي يجب قبل كل ذلك أن يقوم النقد على أساسين هما: الجمال، والقبح؛ لأن النقد أداته الذوق الذي هو التمييز بين الجمال والقبح، فلا بد إذا أن يكون الناقد ذا حاسة ذوقية تمكنه من وضع مقياس فاصل بين الجمال، وغيره، وفضلا عن ذلك يجب عليه أن يكون ملما باللغة وعلومها؛ ليعرف مواطن الجمال في الكلام من مواطن القصور فيه” ( الجندي، 1983م، ص271).

مظاهر النقد الأدبي القديم: 

الناظر في الأدب منذ ظهوره يرى أن النقد كما سبق القول أنه بدأ مسايرا للأدب أينما حل أو ارتحل، وهذا شيء طبعي، وفطري؛ لأن النفس بفطرتها تميل، وترنو إلى الحكم على الأشياء من حيث الجودة، والرداة؛ ولهذا وجدنا النقد منذ بزوغ فجر الأدب العربي ملازما له، وكاشفا عن مزاياه، وعيوبه، وإذا ألقينا نظرة سريعة على النقد الأدبي في العصر الجاهلي، وهو العصر الذي شهد نشأة الأدب سنجد صورا من النقد التي سجلتها لنا كتب الأدب، ومن ذلك ما روي في كتب الأدب أن النابغة الذبيانى كان الشعراء يعرضون أشعارهم عليه، وقد أنشده الأعشى، ثم  حسان في قوله:

لنا الجفنات الغرّ يلمعن بالضّحى ……….    وأسيافنا يقطرن من نجدة دما

ولدنا بنى العنقاء وابنى محرّق………….  فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابنما

(حسان، 1994م،ص18).

وقد أشاد النابغة بما قال حسان إلا أنه أخذ عليه استعمال القلة في موضع الكثرة، وأنه افتخر بولده، ولم يفتخر بمن كان سببا في وجوده؛ ولهذا عاب النابغة من جهة المعنى شعر حسانا، وأخذ عليه ذلك. (المرزباني، 1995م، ص59).

ويعتبر نقد النابغة فيما سبق لشعر حسان بداية للنقد الأدبي في مراحله، وبداياته، وقد انصب نقده على دلالات الألفاظ، حيث بين له أن المقام الذي أنشد فيه حسان هو مقام الفخر، وهذا المقام يستدعي الكثرة التي تتناسب مع مقام الفخر في حين أن حسان آثر التعبير بجموع القلة، وهذه الجموع لا تتناسب مع هذا المقام، وكان على الشاعر أن يؤثر التعبير بجموع الكثرة، فيقول: ” الجِفَان، وسُيُوف ” بدلا من قوله:” الجَفَنَات، وأَسيَاف “؛  فالنقد منصب على دلالات الألفاظ من حيث اللغة، كما أن إنكار النابغة كان منصب على المعنى في توجيه شعر حسان حيث عاب عليه فخره بولده، ولم يفخر بآبائه وأجداده، وهذا في عرف النقاد باب من أبواب التفريط ” حيث يُقدِمُ الشاعر على شيء، فيأتي بدونه فيكون تفريطاً منه، إذ لم يكمل اللفظ، أو يبالغ في المعنى، وهو باب واسع يعتمد النقاد من الشعراء، كما في قول حسان بن ثابت:

لنا الجفناتُ الغرُّ يلمعن بالضحى …………………. وأسيافنا يقطرن من نجدةٍ دما

ففيما ذكر الشاعر في بيته السابق نجد أنه زاد فعبر بجمع القلة ” الجفنات” وهي من ألفاظ القلة، وكان بإمكانه أن يأتي بما يدل على الكثرة فيقول ” الجفان ” ، وكذلك في تعبيره بالأسياف، وكان في إمكانه أن يعبر بالكثرة فيقول ” سيوف” وعلى هذا النحو قال ” الغر”  وفرط في قوله: “الغر”؛ لأن السواد أمدح من البياض في مثل هذا المقام؛ وبالغ في قوله: “يلمعن بالضحى”، وفي إمكانه أن يقول: “بالدجى”؛ لأن الضحى يلمع فيها كل شيء، وبالغ وأفرط في تعبيره بقوله : “يقطرن”، وكان في إمكانه أن يقول :” يجرين “؛ لأن القطر قطرة بعد أخرى” ( ابن منقذ، بدون تاريخ، ص 146).

ومآخذ النابغة على حسان كما سبق القول هو أن المقام مقام فخر، ومقام الفخر لا تناسبه القلة بل تناسبه الكثرة، يقول ابن الأثير : ” وهو في مقام فخر، وهذا مما يحط من المعنى، ويضع منه، وقد ذهب إلى هذا غيره أيضا، وليس بشيء؛ لأن الغرض إنما هو الجمع، فسواء أكان جمع قلة أم جمع كثرة ” ( ابن الأثير، بدون تاريخ، ص138).

وللحق  فإن النابغة كان متحاملا على حسان في نقده السابق كما يفهم من كلام ابن الأثير السابق، وليس ابن الأثير وحده من أشهر سيفه للدفاع عن حسان بن ثابت بل هناك كثير من النقاد من تضامنوا مع قول حسان السابق، والتمسوا له العذر، ووجدوا مخرجا لقوله، قال ابن قدامة :” والنابغة ما أراد إلا الإفراط، والغلو بحيث يريد منه أن يضع في كل معنى من المعاني ما هو زائد عليه، ولكن الذي يدقق النظر فيما ذكر الشاعر سيرى أن الشاعر حسانا قد أصاب فيما ذكر، ولم يرد إفراط في شعره حيث أراد المشهور من الغر ولم يرد البياض كما فهم النابغة، وعن الضحى أيضا نجد نقد النابغة غير سديد؛ لأن في الضحى لا يلمع من الأشياء إلا الساطع الشديد البياض، وأما عن التعبير بجمع القلة مكان الكثرة فإن النابغة أيضا كان متحاملا في نقده على حسان لأن في التعبير بالجري فإن حسان لم يكن قاصدا الكثرة، وإنما تحدث بما يتحدث الناس به ويتلفظونه، ويتعاودونه من وصف الشجاع الباسل، والبطل الفاتك بأن يقولوا: سيفه يقطر دماً، ولم يسمع: سيفه يجري دماً، ولعله لو قال: يجرين دماً، لعدل عن المألوف المعروف من وصف الشجاع النجد إلى ما لم تجر عادة العرب به”( قدامة، 1302ه، ص18).

وأنت ترى أن النقد منصب على اللغة لا يتعداها إلى غيرها، كما أن نقد النابغة الذبياني يعد نقدا نابعا من الفطرة، ونابعا من الذوق اللغوي، والفطرة العربية النقية التي لا تعتز بعربيتها، وتتمسك بلغتها، وتعيب على كل من خرج على معانيها، وتجاوز دلالات ألفاظها، وفضلا عن ذلك نجد أن نقد النابغة هو نقد ذاتي يتميز بالإيجاز، ويتصف بالتركيز، وهو نقد قائم على الفطرة، والذوق، وهو لا يميل إلى الإطالة، أو الإسهاب في الحكم، كما أنه لا يميل أيضا إلى التعليل للأحكام النقدية الصادرة، فهو نقد ذاتي فطرة من الدرجة الأولى، وهذا شأن، وحال النقد القديم، وهذه سمة النقد في بداياته، وفي طور نشأته، وهناك كثير من صور النقد في طور النشأة، ولكن المقام لا يسمح بسرد صور النقد آنذاك، فيكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، وإذا ما تخطينا العصر الجاهلي، ونظرنا في حال النقد الأدبي في صدر الإسلام، فسنجد أن النقد لا يختلف عن سابقه في العصر الجاهلي، ومع كثرة الشواهد النقدية آنذاك، سأكتفي بتسليط الضوء على ناقد بعينه، وسأستشهد بشاهد واحد له، وهو  الخليفة العادل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسبب اختياري له دون غيره؛” لأنه كان من أنقد أهل زمانه للشعر، وأنفذهم فيه معرفة “( ابن رشيق، 1981م، ص33).

ومن الصور النقدية التي رويت عن الفاروق عمر رضي الله عنه ما ذكره حبر الأمة  ابن عبّاس رضي الله عنهما أنه كان يوما في صحبة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له الفاروق عمر: أنشدني لأشعر شعرائكم، فقلت: من هو؟ فقال: هو زهير، فقلت: ولم ؟ قال : إنه لا يعاظل بين الكلام، ولا يتّبغ حوشيّه، ولا يمدح الرجل إلا بما يكون في الرجال” ( الأصفهاني، 1420 هـ، ص109).

وهذا النقد العمري نراه نقدا معللا، فنراه قد اختلف عن ذي قبل، حيث بدأ التعليل، وإن كان التعليل أيضا تعليلا ذاتيا لم يتطرق إلى قواعد النقد التي عرفت بعد ذلك، مما يدلك على أن النقد الأدبي إلى هذه المرحلة لا زال نقدا ذاتيا، وما ذكره الخليفة عم يعد عماد النقد فيما سيأتي بعد ذلك حيث  بين أن شاعرية زهير نابعة من صدقه، وبعده عن المغالاة، وهو ما عرف بعد ذلك بالصدق الفني، وهذا من أهم دعائم النقد الأدبي، ثم يأتي وضوح المعاني،  ودقة الألفاظ، وهذه كلها من أسس النقد الأدبي،  ولهذا  قال ابن سلام :” لم يبق في وصف الشعر شيئا إلا أتى به في هذا الكلام ( ابن سلام ، بدون تاريخ، ص 63 ).

والمعاظلة تعني أن تتداخل الكلمات، ولا تتضح المعاني بحيث تكون الألفاظ متداخلة في معانيها بحيث لا يؤدي ذلك إلى وضوح المعاني، وسمي بالمعاظلة؛ لأن المعاظلة في الأصل هو تعاظل، وتداخل الكلاب والجراد فيما بينهم بحيث لا يتميز واحد منهم عن الآخرين؛ ولهذا سمي بالمعاظلة تشبيها لما يكون بين الكلاب والجراد، وإذا خلا الكلام من تلك المعاظلة بحيث يكون واضح المعنى، بين الألفاظ، فهذا مما يمتدح به الكلام ( العسكري، 1419 هـ، ص162).

وهذا يعني أن يكون الكلام خفي الدلالة على المعنى بحيث لا ترتب الألفاظ وفق ترتيب المعاني، فينشأ من ذلك تعقيد المعنى وخفاؤه، والمقصود من قوله حُوشِيُّ الكلام بالضَّمِّ: الغَامِضُ المُشْكِلُ من الكَلامِ، وغَرِيبهُ ووَحْشِيُّهُ، وقوله : لا يمدح الرجل إلا بما في الرجال يعني الصدق في القول بعيدا عن المبالغات، والكذب، وهو ما يسمى في المصطلحات النقدية بالصدق الفني، وهذا النقد العمري نجده يتميز عن سابقه بأنه جاء معللا، وهنا نجد مرحلة جديدة من مراحل النقد، وهو النقد الأدبي المبني على علل وأحكام، وإن كان النقد في تلك المرحلة لا يختلف كثيرا عن النقد في العصر الجاهلي إلى أنه يتميز بأنه أحيانا يأتي معللا، ويشتمل على أحكام تعليلية كما رأينا عند الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وخلاصة القول أن النقد الأدبي في تلك المرحلة المسماة بصدر الإسلام لا يختلف كثيرا عن النقد في العصر الجاهلي، فهو نقد شكلي يُعْنَى بالشكل، والمضمون إلا أن هذا النقد قد التزم بتعاليم الإسلام، وتعليمات النبي صلى الله عليه وسلم من حيث عدم المغالاة، أو عدم الغلو في المدح، والبعد عن مدح الشخص بما ليس فيه، فالنقاد في هذا العصر تراهم قد التزموا بالفضائل التي حددها الإسلام، وبينها القرآن، وأوضحها النبي عليه الصلاة والسلام، فأنت ترى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أعجب أيما إعجاب بالشاعر زهير، وما كان هذا الإعجاب إلى لأنه يتماشى مع تعاليم الإسلام من حيث الفضائل، والأخلاق، والقيم، ولكن ما يميز نقد الخليفة عمر عما رأيناه في العصر الجاهلي عند النابغة وغيره هي تلك الأحكام التي أطلقها مغلفة، ومعللة بأسبابها، فالأحكام النقدية العمرية، والنقد عامة في صدر الإسلام كما قلت لا يختلف عن النقد في العصر الجاهلي، فهو يتسم بالجزئية، وينظر إلى الألفاظ، والمعاني إلا أن النقد العمري كان موسوما بالتعليل، وذكر الدواعي، والأسباب، وهذا لم نألفه سابقا، وعن ذلك يقول الدكتور محمد مصطفى هدارة : ” وإعجابه بزهير الجاهلي، إنما هو إعجاب معلل، تُتَبَنَّى النظرة النقدية فيه على أساس فني، وخلقي معا “( هدارة، 1968م، العدد 121، ص 12).

ومن ذلك ما حكي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال: لو كان زمان واحد قد ضم هذا الجمع من الشعراء المتقدمين ما استطعنا أن نحكم لأحد على الآخر بالسبق، ولكن نستطيع أن نضع معيارا في ذلك، فإن الذي يتقدم بالسبق من هؤلاء الشعراء فإنه الكندي امرؤ القيس؛ لأنه في نظر الإمام علي رضي الله عنه أحسن الشعراء في النوادر، وأسبقهم في البوادر ( العمدة، بدون تاريخ، ص42).

والإمام علي رضي الله عنه هنا نراه يقدم امرأ القيس على غيره؛ لأنه يعد من أحسن الشعراء في الإتيان بالنوادر، وهذه إضافة نقدية جديدة تضاف إلى ما ذكره الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومن هنا نستطيع القول إن في عصر صدر الإسلام وإن كان النقد لا يختلف كثيرا في شكله ومضمونه عن العصر الجاهلي في كونه نقدا ذاتيا إلا أننا نرى بذور قواعد نقدية قد بدأت ونشأت في تلك المرحلة، ونلاحظ في نقد الإمام علي السابق، والحكم بالسبق لا مريء القيس على غيره من الشعراء أنه علل بقوله ” لأني رأيته أحسنهم نادرة، وأسبقهم بادرة “، وهذه صفات مرتبطة بالشاعر لا بالشعر، وهو بهذا يعني أن شاعرية أمرئ القيس شاعرية متأصلة، فلا يكون الشعر عنده امتهانا، ولا احترافا، وإنما هو من مكوناته الشخصية، والشعر عنده على البديهة، والسليقة.

ومن ذلك ما رواه حسان المخزومي قال: ” سمعت عبد الملك بن عمير يحدث أنّ لبيدا قام على أبى بكر فقال:

ألا كلّ شىء ما خلا الله باطل ………………   وكلّ نعيم لا محالة زائل

( لبيد،  2004 م، ص 85 ).

فقال له أبو بكر  رضي الله عنه : صدقت في الأولى، وكذبت في الثانية؛ لأن عند الله نعيم لا يزول ( المرزباني، 1995م، ص84 ).

والخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه في نقده للبيد هو أيضا تراه نقدا ذاتيا قائم على المعنى، فأبو بكر رضي الله عنه قد وجه نقده إلى لبيد من جهة أن لبيد ذكر أن كل شيء يعتريه الزوال، فتنبه الخليفة، ونبه لبيد إلى أن شطره الأول صحيح؛ لأنه مطابق للواقع والحقيقة وهو أن كل ما خلا الله سبحانه وتعالى باطل، بينما أنكر عليه في الشطر الثاني حيث إن لبيد ذكر أن كل نعيم سيصير إلى زوال، فنبهه الخليفة إلى أن هذا الحكم غير صحيح؛ لأن نعيم الله سبحانه وتعالى وهو الجنة لا يفني، فأنت ترى أن النقد هنا نقدا ذاتيا لا يزيد على النقد الذي رأيناه في العصر الجاهلي.

ولو أمعنا النظر في قول الشاعر لبيد السابق؛ لتبين لنا أن الشاعر لم يقصد التعميم على الدنيا والآخرة في الشطر الثاني من البيت، ويجوز أن يكون الشاعر قد قصد الإضمار في الدنيا بعد قوله: ” وكل نعيم لا محالة زائل ” ، وهذا إن دلَّ فإنما يدل على أن النقد بعيد عن التأمل، فهو من قبيل النقد المباشر، وفيه يحاكم الناقد النص وفق فهمه الآني للنص، وهذا من سمات النقد في مراحله الأولى نقد قائم على الذوق، والبديهة والسليقة التي حازها الناقد من بيئته، وثقافته.

وكما يقول الدكتور شوقي ضيف أن النقد في تلك المرحلة مرحلة صدر الإسلام في مضمونها لا تختلف كثيرا عن النقد الذي رأيناه في العصر الجاهلي، فالنقد في صدر الإسلام بمثابة امتداد لتلك المرحلة السابقة؛ وذلك لأن النقد  وما اعتراه من بذور التعليل في الأحكام كانت قليلة تكاد لا تذكر، وبالتالي فليست هناك فروق كثيرة للتفريق بين النقدين؛ ولهذا” فإن النقد في صدر الإسلام يكاد لا ينمو، ولا يستوي على سوقه، فإن كانت له بذور، فهي بذور قليلة لا تفصله، ولا تميزه عن العصر الجاهلي في شيء، ولكن البداية الحقيقية للنمو للنقد هو تلك الحقبة الأموية، فإنما ينمو، ويقوى في العصر الأموي حين استقر العرب في المدن، والأمصار، وتأثروا بالحضارات الأجنبية من جانبيها المادي والعقلي (ضيف، 1964، ص24 ).

وهذا ما يجعلنا نيمم وجوهنا لإلقاء نظرة فاحصة عن حال النقد الأدبي في العصر الأموي في تلك الحقبة من تاريخ الإسلام لنرى ما الفروق التي طرأت على النقد لتميزه عن العصرين السابقين الجاهلي، وصدر الإسلام، وقد حفل هذا العصر بكثير من صور النقد الأدبي، وسأقتصر على ذكر صورتين من صور النقد في هذا العصر؛ لنتعرف على خصائص، وسمات هذا النقد الذي حفل به هذا العصر، ومن ذلك ما روته كتب الأدب  أن الشاعر جريراً  قال فيما روي عنه أنه كان يتمنى أن يكون البيت الشعري من صنع هذا العبد يقصد الشاعر نصيب الذي قال:

أهيم بدعدٍ ما حييت وإن أمت ………. أوكل بدعدٍ من يهيم بها بعدي

(الأصفهاني، 2003 م، ص957 ).

 

فما قاله نصيب احتار النقاد فيه حيث لم يعلموا فيه مذهبا، وقد ذكر هذا البيت السابق الذي ذكره نصيب قد ذكر أمام الخليفة عبد الملك في أحد مجالسه، ورأى من جلسائه أنهم عابوه، فطلب منهم أن يحاولوا إن كانوا بدلا منه فماذا كانوا يقولون؟ فقال رجل منهم: كنت أقول:

أهيم بدعدٍ ما حييت وإن أمت ………….. فوا حزنا من ذا يهيم بها بعدي!

فأجاب الخليفة بقوله ما رأيت منكم إلا أسوأ مما قال هو، فسأل الجالسون الخليفة، وأنت أيها الخليفة إذا كنت بدلا من نصيب فماذا كنت تقول فيما قال نصيب؟ فقال كنت أقول:

أهيم بدعدٍ ما حييت فإن أمت ……………. فلا صلحت دعدٌ لذي خلةٍ بعدي

فقالوا: أنت والله أشعر الثلاثة يا أمير المؤمنين ( المبرد، 1997م، ص148 ).

وهذه المناظرة التي جرت بين الخليفة وبين جلسائه منحول بيت الشاعر نصيب نرى أن النقد كان منصبا على الاستئثار؛ لأن الشاعر يفضل الموت على أن تكون محبوبته لغيره، ولذلك عابوا لمجرد السؤال عن حالها، وهكذا أجمع النقاد على ألا تكون أية خُلَّة أي زوجة بعد حبيبها الذي  هام بها، وقضى نحبه، فالنقاد يريدون ألا يهيم بها أحد بعده، وعابوا عليه مجرد السؤال عن مصيرها أو مسيرتها، فالنقد الأموي يأخذ طريقه في عدة اتجاهات تبعا للشعراء، والنقاد الذين كانوا يمثلون طبقات النقاد في تلك الفترة، ثم ظهر بعدهم مع أواخر العصر الأموي طبقة جديدة من العلماء أوجدتها الظروف، وكان اتجاه تلك الطبقة اتجاها نحويا حيث كان رجالها يتتبعون الشعراء، ويتصيدون سقطاتهم النحوية، ومن الملاحظ في هذا العصر أن عبارات النقد كانت موجزة، وتهتم بالنواحي الفنية الجزئية كتفضيل بيت من الشعر على آخر ( مملوح حامد، 2009، ص 56).

ومثال ذلك ما كان من سمر ذات ليلة مع الخليفة عبد الملك، وكان بحضرة الشعراء ومنهم كثير عزة، فأراد منه أن ينشده ما قلته في عزة، فقال له من شعره حتى وصل إلى قوله:

هممت وهمّت، ثم هابت وهبتها …….. حياء، ومثلي بالحياء حقيق

( ابن الشجري، 1925 م، ص 22 ).

فأعجب الخليفة بقوله، وكاد أن يحرمه الجائة لولا إعجابه ببيت فيها، فأثار ذلك حفيظة كثير فسأل عن السبب، فأخبره بقوله: لأنك شركتها معك في الهيبة، ثم استأثرت بالحياء دونها، قال: فأي بيت عفوت عني به يا أمير المؤمنين؟ قال قولك:

 

دعوني لا أريد بها سواها……………… دعوني هائما فيمن يهيم

( ابن عبدربه، 1404 هـ، ص 219 ).

وهذه الرواية لا بد للناظر فيها أن يمعن النظر فيما قاله حسان فيما ذكره من جموع القلة والكثرة، وفي تعبيرات أخرى كانت سببا في مآخذ النابغة عليه وتفضيل الأعشى والخنساء عليه، فهاذا مما كان للشاعر أن يتفوه به لا مما كان يجب عليه أن يشعر به، وفي رويتي عبد الملك كان لا بد أن ينظر الخليفة فيما يجب على الشاعر قوله لا فيما يجب عليه هو أن يشعر ويحس به، فالشاعر كثير قد غالبه الحياء بسبب هيببته لعزة، والذي يعنيه هو الحياء  الذي هو مألوف ومعروف عند المرأة، وعلى الأقل كان شيئا قسيما بين الجنسين، فإن كان من سمات الرجولة، ومن المعلوم أن هناك اختلاف بين الشعراء في النظم الشعري الخاص لا في التجربة الشخصية التي يمر بها الشاعر، ومن الممكن أن يكون الرجل أكثر حياء من المرأة، فالطبع والتجربة لها طابع وظروف معينة، ولا سيما إذا تذكرنا أن الشعر ليس صفة دائمة، وإنما هو حالة متغيرة، وأي شيء يمنع ان يفوق حياء كثير حياء عزة. ( قصبجي، بدون تاريخ، ص18).

ومما يؤكد أن النقد خاصة في أواخر العصر الأموي كان اهتمامه منصبا على اللغة بشكل خاص، فقد كان اتجاه النقاد آنذاك الانشغال بتتبع الشعراء، والتصيد لهم من حيث اللغة، والمعنى، والاهتمام بالنواحي الفنية، ودليل ذلك كثير من مسائل النقد التي كان اهتمام النقاد فيها على الجوانب الفنية، ومن ذلك البيت المشهور في قول الفرزدق:

وعَضّ زمانٌ يابن مروان لم يَدَعْ …………… من المال إلا مُسحتاً أو مجلفُ

( الفرزدق، بدون تاريخ، ص 24)، فاعترضه النقاد لرفعه القافية قافية البيت (مجلفُ)، وكان حقها النصب؛ لأنها معطوفة على كلمة (مسحتاً) المنصوبة،-لأن القياس النحوي يحتم ذلك ويوجبه، فسألَ الفرزدقَ: علامَ رفعت مجلف، فأجابه متحدياً: رفعتها على ما يسوؤك وينوؤك.  ( المرزباني، 1995م، ص 136)، فالنقد الذي وجهه النقاد للفرزدق إنما هو في جانب اللغة، وهذا ماعليه النقد آنذاك، ومما روي من ذلك أن الكميت بن زيدٍ أنشد نصيباً فاستمع له، فكان فيما أنشده:

وقد رأينا بها حوراً منعمة ………….. بيضاً تكامل فيها الدلُّ والشنبُ

( الكميت،  1969م، ص67).

فبدا أن نصيب يعدد أخطاء الكميت؛ ولهذا سأله عن سبب تثنية أصابعة، فأجابه أنه يصنع ذلك مراقبة له لتعداد أخطائه، وقال له لقد جاء قولك بعيدا عن المعنى المراد، ولو أردت وقصدت المعنى لكان عليك أن تقول كما قال ذو الرمة:

لمياء في شفتيها حوة لعسٌ …………… وفي اللثاث وفي أنيابها شنبُ

(المبرد،  1997، ص 119).

قال أبو العباس أن سبب العيب في قوله :” تكامل فيها الدل والشنب”أن المعنى فيه قبيح جدا؛ لأن الكلام خارج عن المألوف من النظم، وليس هناك مشاكلة بين الكلمات والألفاظ؛ والذي ينبغي أن يراعيه الشاعر هو أن يأتي كلامه على نسق وفق النظم وأن يكون على رسم واحد (المبرد،1997، ص119 )

ومن خلال النقد السابق الذي جرى بين الكميت ونصيب تتبين لنا معالم النقد الأدبي في هذا العصر، فالنقد الأدبي آنذاك كانت العناية فيه بما يسمى بوحدة القصيدة هو المقياس الحقيقي لشاعرية الشاعر، وهذا يدل على أن الانسجام بين ألفاظ القصيدة، وبين أبياتها، وكذلك التآلف بين الألفاظ ومعانيها هو الفيصل، ومناط الفصل والحكم على شاعرية الشاعر، ودليل ذلك ما قاله عمر بن لجإٍ  لابن عم له : أنا أشعر منك قال له: وكيف ؟ قال: لأني أقول البيت وأخاه، وأنت تقول البيت وابن عمه . .(  المبرد،  1997، ص 119 ).

ومن هنا يتبين لنا أن النقد الأدبي في العصر الأموي لا يختلف كثيرا عنه في العصرين الجاهلي، وعصر صدر الإسلام، فهو نقد ذاتي يتسم بالإيجاز، وإن كان وجه الاختلاف عن حاله في العصر الجاهلي وصدر الإسلام هو أنه يعد البداية الحقيقية الفعلية لنشوء النقد الأدبي حيث وجدنا الموازنات بين الشعراء على أساس اللغة، والشكل، والمضمون، ووحدة القصيدة وغير ذلك مما لم نره في العصور السابقة، وكذلك نجد النقد في هذا العصر ” قد اتجه بصفة عامة إلى الوضوح والسهولة، واتسم بالأصالة الفنية، والعمق في فهم النصوص، وعلى ضوء المثقف الذكي، أو التعليل العلمي ” ( جاد، 2000م، ص 46).

وإذا وجهنا رحالنا إلى العصر العباسي لنرى حال النقد فيه، فإننا نلاحظ أن النقد خاصة في العصر العباسي الأول” لم يقف عند الصياغة، والشكل، وعند تحديد المعنى والألفاظ، بل مضوا يفهمون الشعر، ويتذوقونه، ويدركون ما يمتاز به شاعر عن شاعر، ويوازنون بين بعض الشعراء، ويضعونهم في طبقات مفضلين بعضهم على بعض، ويعرفون أمر البيئة والحياة الاجتماعية في فصاحة الشاعر وقوته، ويأخذون أنفسهم لتصحيح النصوص، والتحقق من نسبتها إلى قائليها.( بدوي، 1998، ص 10).

ومن نقاد هذه المرحلة الذين حفلوا بقضية اللفظ، والمعنى الجاحظ، ومما قاله في هذا الشأن :” أن المعاني متعارف عليها فهي كثيرة ودائرة على الألسنة ويمكن للشاعر أن يأخذ منها ما يريد، فالمعاني من كثرتها صارت معروفة للعجم والعرب معا، وإنما محط التفاوت، والترقي هو اختيار الملائم منها الذي تقام به الأوزان، ويسهل مخرجها، ويتخير ألفاظها، وهذا كله مرتبط بالطبع الصحيح، وحسن الاستعمال؛ لأن الشعر حرفة تحتاج إلى نساج ينسج بين المعاني والألفاظ، ويؤلف بين المعاني المتجانسة؛ ولهذا عندما سئل الخليل عن قلة وندرة قوله للشعر قال: الذي يجيئني لا أرضاه، والذي أرضاه لا يجيئني (1424هـ، ص67).

والجاحظ نفسه في حديثة عن اللفظ تبين له من خلال الدراسة أن أديب ألفاظه الخاصة به، فالناثر له من الألفاظ ما يخالف بها الشاعر الذي له أيضاً ما يستعمله من الألفاظ، وبعبارة أدة لكل أديب من ألفاظ اللغة ما يخصه، فكل إنسان له معجمه اللغوي الممتلئ بالألفاظ المناسبة له دون غيره. 2003م، ص 127).

النقد في العصر المملوكي والعثماني:

الذي ينظر في حال النقد الأدبي في العصر المملوكي يجد أن النقد قد أصابه ما أصاب الأدب من الركود، والاضمحلال، والتخلف حيث وجدنا تراجعا كبيرا في الثقافة الأدبية والنقدية، وقد أظلمت تلك الفترة حتى أضحى الظلام هو سمات تلك الفترة ، وطبيعي ما أصاب الأدب سيصيب النقد لا محالة، فقد تأثر النقد الأدبي تأثرا كبيرا في تلك الحقبة التاريخية حيث لم نعد نرى نقادا بالمعنى الحقيقي لأصول الناقد الأدبي، وبالتالي نجد أن هذا العصر قد شهد قلة من النقاد لا يكاد يذكرون في تلك المرحلة.

والآن بعد أن تعرفنا على سمات، وخصائص النقد القديم بدءا من العصر الجاهلي نحاول أن نتعرف على خصائص النقد الأدبي الحديث؛ لنتعرف على أوجه الاختلاف من خلال تلك المقارنة بين النقدين، وقبل الشروع في بيان سمات هذا النقد لا بد أن نعرف أولا بالنقد الأدبي الحديث، وعلى هذا يمكن أن نقول في تعريف النقد  الأدبي الحديث” إنه استعمال منظم للتقنيات غير الأدبية ولضروب المعرفة غير الأدبية أيضاً  في سبيل الحصول على بصيرة نافذة في الأدب . ( ستانلي،  1958 م، ص9 ).

سبق القول أن النقد قديما له سماته وخصائصه التي يخالف بها ما جاء بعده من صور النقد الأخرى التي صار لها من القواعد والأسس ما لم يكن موجودا آنذاك، وقد تبين لنا من خلال الوقوف على سمات النقد القديم أنه قائم على العاطفة والحس الذاتي خلاف للنقد الحديث الذي تأسس على كثير من النظريات والأسس والقواعد الجديدة كالنظريات والدراسات النفسية وغيرها من الدراسات الأخرى، والتي تهتم بداية بالخيال والتعبير وقائمة على الشعور والحس والعملية الإبداعية، ولهذا نجد أن النقد الحديث في الغالب الأعم نقدا نفسيا في المقام الأول، وقد مارس النقاد عليه كثيرا من نظريات علم النفس، وإما نقدًا حكميًّا يقوم به أناس اعتادوا -بحكم طول مزاولتهم لقراءة الأدب- الحكم على ما يقرءون بالجودة أو الرداءة، وقد انفصل شطرا مهمة النقد، وأصبح هناك نوعان منه: النقد التفسيري للأدب، والنقد الحكمي( عز الدين،  بدون تاريخ، ص52 ).

والقرن العين هو القرن الذي شهد تطورا هائلا في النقد الأدبي، فقد تعددت المناهج النقدية، والمدارس النقدية شهدت تطورا هائلا في مجال النقد الأدبي، فالنقاد في هذا العصر قد سعوا إلى انطلاقهم في مجال النقد الأدبي، وذلك بأخذهم بكل مناهج النقد الحديثة، فنراهم أنهم لم يحصروا أنفسهم في مناهج بعينها، بل تعددت طرق المناهج النقدية أمامهم وقد اطلق كثير من النقاد على المناهج النقدية مصطلح التجربة بدلا من تسميتها بالمنهج مفضلا استعمال مصطلح التجربة الذي يضفي على الممارسة التحليلية قيم التنوع والخصوصية والاختلاف، والقرن العين هو القرن الذي شهد تطورا هائلا في النقد الأدبي، فقد تعددت المناهج النقدية، والمدارس النقدية شهدت تطورا هائلا في مجال النقد الأدبي، فالنقاد في هذا العصر قد سعوا إلى انطلاقهم في مجال النقد الأدبي، وذلك بأخذهم بكل مناهج النقد الحديثة، فنراهم أنهم لم يحصروا أنفسهم في مناهج بعينها، بل تعددت طرق المناهج النقدية أمامهم وقد اطلق كثير من النقاد على المناهج النقدية مصطلح التجربة بدلا من تسميتها بالمنهج مفضلا استعمال مصطلح التجربة الذي يضفي على الممارسة التحليلية قيم التنوع والخصوصية والاختلاف، ويكفي أن نذكر هنا غاستون بلاشير وإدغار موران، جاك دريدا، عبد الفتاح كيلوطو، أمبرتو إيكو ؛ كلهم أجمعوا أنه يصعب إيجاد تصور ثابت للمنهج فيما يخص الأدب .( الإدريسي، 1997م، ص.26).

ومن ذلك المنهج السياقي: فقـد احتـل السـیاق مكانـة مهمـة وعنـي باهتمـام بـالغ فـي تحلیـل الخطـاب، “فالسـیاق هـو المرجع الذي یحال إلیه المتلقي كي یتمكن من إدراك مادة القول ویكـون لفظیـا أو قـابلا للشـرح  اللفظـي، إذن فمعرفـة السـیاق وإدراكـه عملیـة ضـروریة لتـذوق الـنص وتفسـیره، فمـن هنـا بـرز نشاط الناقد من خلال إحداثه لبعض المناهج النقدیـة التـي یسـتطیع مـن خلالهـا إضـاءة الـنص، وكشف معانیه التي قصد إلیها المبدع أو لم یقصد إلیها. ( الغذامي، 200 م، ص 11).

وهناك المنهج التاريخي یعتبــر المــنهج التــاریخي الصــرح النقــدي الراســخ، الــذي واجــه كــل المنــاهج النقدیــة الحدیثــة، “فهــو مــنهج یتخــذ مــن حــوادث التــاریخ السياسي والاجتمــاعي وسـیلة لتفسـیر الأدب وتعلیل ظواهره، أو التاریخ الأدبي لأمة ما” ( وغلیسي، 2009 م،ص15).

وهذا المنهج التاريخي من المناهج الهامة في النقد الأدبي الحديث، فهو يكشف عن الظروف التاريخية، والاجتماعية التي نشأ فيها النص الأدبي دون الاهتمــام بالمســتویات الدلالیــة الأخــرى، أي أن التــاریخ هنــا یكــون خادمــا للنص ودراسته لا تكون هدفا قائما بذاته، بل تتعلق بخدمة هذا النص.

والمنهج التاريخي هو من المناهج التي طبقها النقاد على الأدبي، وهو يعني في الأساس البحث في حياة الأديب؛ لأن حياته تعد ذات أثر في نتاجه الأدبي، وبالتالي فهناك علاقة قوية بين حياة الأديب وبين نتاجه الأدبي، وبالتنالي كان لا بد من تطبيق هذا المنهج على النتاج الأدبي في مرحلة النقد، وكذلك البيئة التي ينتمي إليها الأديب، وهذا المنهج النقد قد نبتت بذوره على يد ” سانت بيف “، وقد تأثر النقاد العرب بالنقد التاريخي عند الغرب.( خليل، 2013، ص 26).

   المنهج النفسي:

وهذا المنهج يعد من المناهج الحديثة التي أصبحت تطبق على الأدب شعرا، ونثرا في عملية النقد، فالمنهج النفسي من المناهج النقدية المعتمدة، وهو يعتمد على دراسة الحالة النفسية للأديب؛ وهو من المناهج الهامة حيث تربط بين العملية العقلية، وكذلك الحالة النفسية للأديب، ومن هنا كان تسليط الضوء على العملية النفسية، والعقلية من الأهمية بمكان، ولهذا فالأدب بعبارة أخرى مرآة عقل الأدیب ونفسیته( عنيق، 1972 م، ص 29).

والمـ ـنهج النفسـ ـي فـ ـي أبسـ ـط تعريفاته: “هـ ـو ذلـ ـك المـ ـنهج الـ ـذي یخضـع الـ ـنص الأدبـ ـي للبحوث النفسیة، ویحاول الانتفاع من النظریات النفسیة في تفسـیر الظـواهر الأدبیـة، والكشـف عن عللهــا وأسبابها، ومنابعهــا الخفیـة  وخیوطهــا الدقیقة ، ومــا لهـ ـا مــن أعمـ ـاق وأبعــاد وآثــار ممتد. ( المحمص، 2000م، العدد 16، ص 87).

فللعنصـر النفسـي دور بـارز فـي العمـل الأدبـي فـي كـل مراحلـه، فهـو صـورة مـن صـور التعبیر عن النفس، وهذا المنهج الجديد قائم على دراسة النفس الإنسانية ودواخلها من الأعمال الأدبية؛ إذ إنه يدرس إسقاطات الأديب النفسية على النص الأدبي، ويحاول أن يربط بين حياة الأديب والنص الذي يكتبه، وكذلك يدرس أثر النص الأدبي في القراء، فقد يعجب القارئ بالنص؛ لأنه يشعر بأن النص الأدبي يتحدث عنه، أو يمس شيئا من شخصيته، وقد لا يعجب به؛ لأنه يشعر بعدم الإنسجام النفسي معه، وقد ارتبط هذا المنهج باسم فرويد صاحب نظرية التحليل النفسي الذي ذهب إلى أن النفس الإنسانية تتكون من ثلاثة جوانب : الهو، والأنا، والأنا الأعلى إلى جانب حديثه عن عقدة أوديب، وعقدة إليكترا، فضلا عن عالم آخر هو أدلر عندما تحدث عن عقدة النقص عند الإنسان. ( الماضي، 2011 م ، ص 20 ). ویعتبـر المـنهج النفسـي مـن اتجاهـات النقـد الحدیثـة، هدفـه أن یحلـل لغـة الـنص الأدبـي، لیصـل إلـى مخبـآت الـنفس اللاشـعوریة للكاتـب، عـن طریـق دراسـة شـبكة الإشـعارات والصـور البلاغية المضمرة في بنیة الأثر، أي هذا الاتجاه یجمع  بین الأسـس النفسـیة والأسـس النقدیـة، لیقف على حقیقة منطق اللاشعور من خلال لغة النص ولغة اللاشعور.

 

المنهج التكاملي:

وهذا المنهج هو منهج نقدي شامل بحيث ينظر فغي كل المناهج النقدية مجتمعة، فهو لا يقتصر على منهج نقدي واحد، بل نراه يعتمد على كل المناهج النقدية في عملية النقد الأدبي، فينظر الناقد إلى النص الأدبي من زواياه المتعددة، وقد نادى به ” سيد قطب ” في كتابه النقد الأدبي أصوله ومناهجه.

ومن هنا ندرك أن النقد الأدبي في العصور الحديثة قد تميز تميزا كبيرا، وخطى خطوات كبيرة في مجال النقد الأدبي، حيث كثرت مدارسة، وتعددت مناهجه، وصارت تلك المناهج، والمدارس من أسس ودعائم هذا النقد، بل وهناك كثير من المدارس الأدبية الحديثة التي تعتمد على كثير من المذاهب الأدبية والنقدية، وقد تعددت تلك المذاهب، وكثرت تلك التوجهات، ومنها على سبيل المثال المدرسة الكلاسيكية، والرومانسية، والواقعية الأولى، والواقعية النقدية، والرمزية، …إلخ، بل ووجدنا هناك قراءات جديدة صارت تمارس على العمل الأدبي وصارت معتمدة لدى النقاد في عملية النقد.

الخاتمة:

وبعد هذه الرحلة التي طفنا من خلالها مع النقد الأدبي في القديم، والحديث، وتبينت لنا  بعض الخصائص، والسمات الخاصة بكل منهما يمكننا أن نجمل أوجه الاختلاف بين النقدين القديم، والحديث في النقاط التالية :

النقد القديم صادر عن ذائقة عربية خالصة، فالنقد كان عربيا أصيلا، أما النقد الحديث فهو نقد غربي تابع في أكثره لمناهج غربية حيث مورس على النقد الحديث نظريات، ومناهج نشأت على أيدي نقاد الغرب، وصارت هناك مدارس نقدية قائمة على أسس، وقواعد يمارسها النقاد العرب .

من خلال البحث تبين لنا أن النقد العربي القديم في عصوره المختلفة شهد مشاركة النحاة واللغويين حتى الخلفاء كانت بصمتهم واضحة، وجلية في هذا الميدان من أمثال الخليفة العادل عمر بن الخطاب، وأبي بكر، وعلي، ومعاوية خلافا للنقد الحديث ، فهو نقد منهجي له ضوابطه، وقواعده التي لا يحيد عنها .

تبين لنا من خلال عرضنا للنقد الأدبي القديم أنه كان يتسم بالأحكام المباشرة، والملاحظات العابرة، أو التعليق النقدي السريع ، فالناقد لا يحتكم إلا إلى انطباعه الأول الذي قد لا يكون فيه دقيقا، أو موضوعيا ، وأحيانا نجد النقد سطحيا، كما أنّ النقد الأدبي في القديم على بساطته وإيجازه، وقلة تعليل أحكامه بالمقارنة مع النقد الحديث، فإنّه كان نقدا مناسبا لبيئته متوافقا معها مستجيبا لمتطلباتها ارتقى بالأدب إلى أسمى مراتبه .

وأيضا من سمات النقد القديم في مراحله المتأخرة كما في العصرين الأموي، والعباسي وجدنا الخلط بين النقد البلاغي، والنقد المنهجي، فرأينا كثيرا من النقاد آنذاك كانوا يحاكمون النصوص الأدبية وفق المقاييس البلاغية، ولم يتم الفصل بين النقد، والبلاغة إلا في وقت متأخر، مع بقاء التداخل بين العلمين ” كان للمتكلمين نشاط واسع في نقد الشعر، والنثر، غير أن مسائل النقد اختلطت عندهم بمسائل البلاغة، …فكانوا ينقدون الشعراء، ويوازنون بينهم على أسس بلاغية، وربما كان هذا هو السر في أن النقاد العرب كانوا يخلطون بين النقد الأدبي، والبلاغة من القرن الثالث الهجري حتى العصر الحديث ، وحتى في هذا العصر لم يتميز النقد الأدبي عندهم تميزا تاما عن البلاغة . (وهبة، 1998م، ص 417).

ومن هنا نعلم أن النقد الأدبي الحديث تحكمه العديد من المناهج، والنظريات الحديثة التي لم تكن موجودة في العصور القديمة، فقد تبين لنا من خلال الاستعراض السريع  للنقد الأدبي القديم  من خلال بعض الصور والنماذج التي عرفنا من خلالها حال النقد الأدبي آنذاك، وتبين لنا أن النقد الأدبي القديم في مجمله نقد قائم على الذوق، والحس المرهف، فالذوق وحده ” هو العمدة على في الحكم على بلاغة الكلام . ( وهبة،  1984م، ص 79 )، وفي النقد الحديث نجد أنه قد تأثر بكثير من النظريات، ومن ذلك اهتمام النقاد بالسياق التاريخي، والاجتماعي، وتركزت النظريات الشكلية على طبيعة الكتابة نفسها معزولة عن كل ما عاداها، والتركيز على تجربة القاريء . ( رامان، 1998م ، ص24 ).

وقد تأثر النقد الأدبي الحديث بمناهج البحث العلمي التجريبي، فحاول أن يستخلص منها مبادئا طبقها على النقد الأدبي، وبذلك حاول أن يصبغ النقد الأدبي بالصبغة العلمية، ويتحول على أساس منها إلى علم موضوعها.( درويش،  2002، ص 22 ).

 

قائمة المصادر والمراجع

إبراهيم خليل،  راهن الدراسات النقدية في الوطن العربي، السعودية، ط1، 2013،

ابن الأثير ضياء الدين نصر الله بن محمد، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، تح: أحمد الحوفي، بدوي طبانة،  دار نهضة مصر، القاهرة.

ابن الشجري ضياء الدين أبو السعادات، مختارات شعراء العرب، مطبعة الاعتماد، مصر، ط1، 1344 هـ – 1925 م، ص22

ابن رشيق أبو علي الحسن القيرواني الأزدي، العمدة في محاسن الشعر وآدابه، تح:  محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الجيل، القاهرة، ط5، 1401 هـ – 1981 م.

ابن سلام محمد بن عبيد الله الجمحي، طبقات فحول الشعراء، تح: محمود محمد شاكر، دار المدني، جدة، بدون تاريخ.

ابن عبدربه شهاب الدين أحمد بن محمد، العقد الفريد، دار الكتب العلمية ، بيروت، ط1، 1404 هـ.

ابن منظور محمد بن مكرم أبو الفضل، لسان العرب، دار صادر، بيروت، ط3، 1414 ه.

ابن منقذ أبو المظفر مجد الدين، البديع في نقد الشعر، تح: د. أحمد أحمد بدوي وآخرون، الجمهورية العربية المتحدة ، بدون تاريخ.

أحمد أحمد بدوي، أسس النقد الأدبي عند العرب، دار نهضة مصر، القاهرة، ط1، 1998.

أحمد أمين، النقد الأدبي، مؤسسة هنداوي، القاهرة، ط1، 1990م.

الإدريسي، رشيد، سيمياء التأويل قراءة في مقامات الحريري.- دراسات مغاربية، مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود، للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، عدد 5- 1997.

أشهر المناهج النقدية الحديثة في الغرب”، www.alukah.net، اطّلع  عليه بتاريخ 29-07-2019.

الأصفهاني أبو القاسم الحسين بن محمد، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، دار الأرقم، بيروت، ط1،  1420 هـ.

الأصفهاني أبو علي بن الحسن المرزوقي، شرح ديوان الحماسة، تح: غريد الشيخ، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1424 هـ – 2003 م، ص 957

الجاحظ عمرو بن بحر بن محبوب الكناني، الحيوان، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1424.

الجندي أحمد أنور سيد، المعارك الأدبية، مكتبة الأنجلو المصرية، ط1، 1983.

د حسن جاد، دراسات في النقد الأدبي، دار السعادة، القاهرة، ط1، 2000م.

د عصام قصبجي، أصول النقد العربي القديم، بدون تاريخ؟

د محمد مندور، الأدب وفنونه، جامعة الدول العربية، معهد الدراسات العربية العالية ، 1962 – 1963.

د. ممدوح محمود يوسف حامد، ملامح النقد عند الرواة وأثرهم في النقد الأدبي حتى القرن الرابع الهجري، دار جليس الزمان، الأردن، 2009.

درويش أحمد، نظرية الأدب المقارن وتجلياتها في الأدب العربي، دار غريب للطباعة، القاهرة، ط1، 2002 .

ديوان حسان بن ثابت، تح: عيد مهنا، دار الكتب العلمية، ط1، 1414ه- 1994م، ص 18

ديوان لبيد بن ربيعة العامري، تح : حمدو  طمّاس، دار المعرفة، لبنان، ط1، 1425 هـ – 2004 م، 85

الرازي زين الدين محمد بن أبي بكر، مختار الصحاح، تح: يوسف الشيخ محمد، المكتبة العصرية، بيروت، ط5، 1420هـ / 1999م  .

ستانلي ادغار هايمن، النقد الأدبي ومدارسه الحديثة، ترجمة: إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، ط 1، 1958 م.

سلدان رامان، النظرية الأدبية المعاصرة، ترجمة جابر عصفور، دار قباء، القاهرة، ط1، 1998.

شعر الكميت بن زيد الأسدي، جمع وتقديم دز داود سلوم، مكتبة الأندلس، بغداد، ط 1969م، ص 67

شكري الماضي، مقاييس الأدب: مقالات في النقد الحديث والمعاصر، دار العالم العربي، دبي، ط1، 2011.

شوقي ضيف، سلسلة فنون الأدب العربي، دار المعارف، القاهرة، ط1، 1964.

عبد الجواد المحمص، المنهج النفسي في النقد، دراسة تطبیقیة على شعر أبو الوفاء، مجلة الحرس الوطني، العدد 16.

عبد العزیز عنیق، في النقد الأدبي، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بیروت، لبنان، 1972.

عز الدين إسماعيل، الأدب وفنونه – دراسة ونقد، دار الفكر العربي، القاهرة، بدون تاريخ.

عز الدين إسماعيل، الأسس الجمالية في النقد العربي عرض وتفسير ومقارنة، دار الفكر العربي، مصر، ط1، 1955.

العسكري أبو هلال الحسن بن عبد الله بن يحيى، الصناعتين، تح : علي محمد البجاوي وآخرون، المكتبة العنصرية، بيروت، 1419 هـ.

علي  علي صبح، المذاهب الأدبية في الشعر الحديث لجنوب المملكة العربية السعودية، مكتبة تهامة، السعودية، ط1،  1404هـ – 1984م.

الغذامي عبد الله محمد، الخطیئة والتكفیر من البنیویة إلى التشریحیة، المركز الثقافي العربي، الدار البیضاء، المغرب، ط6،  2006.

فتحي إبراهيم، معجم المصطلحات الأدبية، المؤسسة العربية للنشر، تونس، ط1، 1986.

قدامة بن جعفر بن زياد البغدادي، نقد الشعر، مطبعة الجوائب، قسطنطية، الأولى، 1302ه.

المبرد محمد بن يزيد، الكامل في اللغة والأدب، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي، القاهرة، 1417 هـ – 1997 م.

المرزباني محمد بن عمران بن موسى، الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء، تح: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، ط1، 1415ه – 1995م.

هدارة محمد مصطفى، الشعر والشعراء في رحاب الخلفاء الراشدين: مقال بمجلة العربي العدد 121 ديسمبر 1968.

همام بن غالب بن صعصعة الفرزدق، ديوان الفرزدق، دار الكتب العلمية، بيروت، بدون تاريخ، ص 24

وهبة مجدي، وكامل المهندس، معجم المصطلحات العربية في اللغة الأدب، بيروت، لبنان، ط1، 1984.

یوسف وغلیسي، مناهج النقد الأدبي، جسور للنشر والتوزیع،  المحمدیة، الجزائر،ط2،  2009.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *