د.فراجي نوار

 المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس

naouar0000@gmail.com

00212660780245

د.احمتي عبد العالي

مفتش تربوي مديرية فاس مكناس

ahmitti71@gmail.com

00212661486475

الملخص

يعتبر الدعم النفسي الأسري دعامة أساسية في بناء شخصية الطفل والمحافظة على صحته النفسية، فهي عملية إحداث تغيير في الفرد لا تقتصر على الناحية النظرية وإنما تتعداه إلى الناحية التطبيقية، وهذا ما حاد بنا إلى دراسة العلاقة بين مفهومي الدّعم النفسي الأسري والتحصيل الدراسي لدى تلاميذ وتلميذات سلك التعليم الثانوي (تتراوح أعمارهم ما بين 12 – 14 عاما). ويبلغ عددهم 80 تلميذا وتلميذة.

وقد تم الاعتماد في هذه الدراسة على مجموعة من الأدوات من بينها الاستمارة كرائز مركب ومكون من عدد من الأسئلة موجه لفئات مختلفة من التلاميذ والتلميذات. وكذا بيان النقط. وقد بينت نتائج دراستنا على وجود علاقة ارتباط ما بين الدعم النفسي الأسري والتحصيل الدراسي. وقد تم مناقشة هذه الأخيرة (نتائج دراستنا) في ضوء الدراسات السابقة.

الكلمات المفتاحية: الدعم الأسري ـ التحصيل الدراسي ــ التعليم الثانوي الاعدادي ـ التربية والتعليم ـ الأسرة.

 

Family psychological support and its relationship to the academic achievement of middle school students

Dr NAOUAR FARAGI 

Regional Center for Education and Training Professions, Meknes 

Dr. ABDELAALI AHMITTI

Educational inspector, Directorate of Fez-Meknes

 

Abstract

Family psychological support is considered an essential pillar in building a child’s personality and maintaining his psychological health. It is a process of bringing about change in the individual that is not limited to theory but goes beyond it to the practical aspect. This is what leads us to study the relationship between the concepts of family psychological support and academic achievement among male and female students. Intermediate education (ages between 12-14 years). The number is 80 male and female students.

In this study, reliance was made on a set of tools, including the composite form, which consists of several questions addressed to different categories of male and female students. as well as point statements. The results of our study showed that there is a correlation between family psychological support and academic achievement. The latter (the results of our study) have been discussed in light of previous studies.

Keywords: family support, academic achievement, middle school education, education, family.

مقدمة:

يعتبر الدّعم النفسي الأسري نوعا من العلاقة الأسرية الإيجابية التي اتخذت أشكالا وأساليب متعددة، تمخضت عن مجموعة من التصورات والممارسات والسلوكات الإيجابية تجاه الطفل فتطور المجتمعات عبر الزمن كان له دور أساس في تطور حياة الطفل. وتبقى الاسرة المؤسسة الأولى التي يكتسب داخلها الطفل السلوك الملائم لسنه أو جنسه ذكرا أو أنثى، بناء على مهارات واتجاهات مناسبة تتوافق ودوره في المحيط الذي يعيش فيه وكذا مع تكوين شخصيته. ومما لا شك فيه أن بناء شخصية الطفل تتعرض لمجموعة من المؤثرات الدّاخلية والخارجية التي تلازمه في أي نشاط يقوم به، مما يحتم على الأسرة الأخذ بالبعد الفيزيولوجي من قبيل الصحة الجيدة، التغذية السليمة المتوازنة، النوم الكافي، هذا بالإضافة إلى جو ملائم يسوده الحب، والاحترام، والتواصل الإيجابي بين الوالدين وبينهما وبين الطفل، باشباعهم حاجات أطفالهم بما يتوافق مع قواعد وقيم المجتمع.

فالأم  حسب فرانسواز دولتو(Dolto,Françoise,1984, p. 9) تلعب دورا أساسيا في علاقتها بطفلها منذ المرحلة الجنينية وتنمو هذه العلاقة حسب علماء النفس بولبي ( Bowlby,1959, p.16)  (1966,Jacques Lacombe)،(Didier Anzieu,1987)ميلاني كلاين(Mélanie Klein,1998, p.70)في فترة الرضاعة؛ حيث تعلق الطفل بثدي أمه وإدراكه العلاقة بأمه[1]؛ فحب الأم وحنانها ضروريان للصحة النفسية ولنمو شخصية طفلها نموا سليما متكاملا؛ فهي تحقق نوعا من الراحة النفسية والرضى عن الذات/ النفس، نتيجة قدرتها على أداء مهمتها كأمّ(إشباع رغبات الطفل)،مما يعزز سلوكياتها الإيجابية تجاه الطفل(ANN BAUDIER, BERNADETTE CELESTE,2007p.41)، وهذا من شأنه المساعدة أيضا على النضج في مرحلة الطفولة المبكرة. ويوضح علماء النفس من بينهم كارين هورني(Karen Horney,1950) أن السلوك المرضيوالسلوك السوي ناتجا عن هذه المرحلة (أبو شادي 2012.ص31)؛ حيث تحاول الأم تعزيز سلوك طفلها بطريقة إيجابية؛ فعلاقة الأم بطفلها إذا لم تكن إيجابية ستؤثر على طفلها، إذ البيئة الصحية داخل الأسرة تساهم بشكل كبير في تقدير ذات الطفل (Marshall Bertram Rosenberg,1965 ), (Karen Horney,1950/1965).

بناء على ما سبق تظل الأم مهمة جدا بالنسبة لحياة الطفل بكاملها ولا يمكن الاستغناء عن دعمها له بأي شكل من الأشكال لأنها تُعِدُّ الطفل وتحدّد له المكانة الخاصة والعامة التي سيشغلها في المستقبل.

علاوة على أن أغلب الدراسات السيكولوجية، من بينها دراسة(Françoise Dolto,1984)، أن الأب يعتبر عنصرا أساسيا في نمو شخصية وصحة طفله، حضوره وتواجده بجانب زوجته وطفله يشعرهما بالأمن النفسي، والاستقرار الأسري. فالطفل بحاجة ماسة إلى الأب، يتفاعل معه، يلعب معه (يبني الطفل خلال اللعب علاقات تساعده على تشكيل هويته)، ويجعله ينفتح على فضاءات جديدة لكيلا يبقى متعلقا بالأم والمنزل من خلال تثبيت الأب علاقته الإيجابية، ومساعدته لطفله في حل المشاكل واتخاد القرارات والتفاعل معها، ويتضمن ذلك التشجيع والمدح والتقبل والحب غير المشروط وكذا التوجيه والمساندة مما يشعره بسهولة الاندماج والتفاعل داخل الحياة المدرسية.

بناء على ذلك، فالإحساس بالأمن النفسي والاستقرار مطلب أساسي للنمو المتزن السليم وبالتالي لصحة نفسية سليمة. إنّ دعم الأسرة (الوالدان) لطفلهما هو بمثابة قدرة الفرد الحفاظ على حالة من الرفاهية الذاتية ( Le bien être) التي تسمح له بتبني السلوك المناسب والإيجابي عند التفاعل مع الاخرين من جهة، والمحيط بشتى ثقافاته من جهة أخرى(luis § Lamboy, 2015.p12).

نخلص مما سبق أن النّمو النفسي للطفل أساسي في بناء عناصر شخصيته، المبنية على طبيعة التفاعل بينه وبين والديه؛ الأم والأب إذ أنّ حضورهما يجعل العلاقة إيجابية تأخذ مسارها الطبيعي.فما مدى تأثير الدعم النفسي الأسري على التحصيل الدراسي لدى تلاميذ وتلميذات التعليم الثانوي؟

يتفرع عن هذا السؤال الإشكالي الأسئلة التالية:

  • هل يساهم الدّعم النّفسي الأسري فيتنمية التحصيل الدراسي للمتعلمين وتطويره بسلك التعليم الثانوي؟
  • هل هناك علاقة بين الدعم النّفسي الأسري والتحصيل الدراسي للمتعلمين بسلك التعليم الثانوي؟

الفرضية:

  • إنّ الدّعم النّفسي الأسري الايجابييؤثر على التحصيل الدراسي للمتعلمين (سلك التعليم الثانوي أنموذجا).
  • حينما يغيب أو يضعف الدّعم النّفسي الأسري يؤثر على التحصيل الدراسي للمتعلمين (سلك التعليم الثانوي أنموذجا)

أهمية الدراسة وأهدافها

  • أهمية الدراسة
  • معرفة المعطيات المتعلقة بالدّعم النفسي الأسري وعلاقته بالتحصيل الدراسي؛
  • تسليط الضوء على أهمية الدّعم الأسري المتمثل في الوالدين من جهة والطفل من جهة ثانية؛
  • دراسة العلاقة بين متغيرين: المتغير المستقل (الدّعم النفسي) والمتغير التابع(التحصيل)؛
  • أهمية الدّعم النفسي لتجاوز اللاتوافق النفسي والهدر المدرسي.
    • أهدف الدراسة
  • الوصول إلى حقائق علمية؛
  • التحسيس بالدّعم النفسي الأسري ومعالجة ظاهرة التحصيل الدراسي؛
  • التأكيد على أهمية الدّعم الأسري؛
  • الكشف عن العلاقة بين الدعم النفسي للأسرة والتحصيل الدراسي للمتعلمين (التعليم الثانوي نموذجا).
  • منهجية الدراسة وحدودها

يتميز بحثنا  بكونه ينتمي إلى الأبحاث التدخلية،التي تروم  معالجة ظاهرة  نفسية  وتربوية واقعية، فقد جمع بين الدراسة النظرية والميدانية، إلا انه سيظل محدودا زمانيا بكونه امتد لفترة زمنية لا تتجاوز سنة، بينما يتطلب الأمر تتبع الظاهرة لعدة سنوات حتى تأخذ النتائج طابعا مطردا. أما من حيث محدودية المجال، فرغم كونه حرص على الجمع بين الحضري والقروي والشبه الحضري، فإن الظاهرة البشرية تتغير وتتباين حتى داخل المجال نفسه، مما يتطلب توسيع الوعاء المجالي ليشمل مناطق متنوعة، وهو ما سنعمل عليه مستقبلا، وكذلك الشأن بالنسبة لمجتمع العينة، فالبحث قد يتطور أكثر في حالة تعدد الفئات العمرية والأوساط الاجتماعية. عموما فإن البحث قد أسفر عن نتائج جد مهمة، تحتاج إلى مزيد من الاهتمام والتطوير مستقبلا إن شاء الله.

لقد وجهت الإشكالية التي اخترناها ـ بناء على التحريات الأولية والاستطلاعات الجزئية التي أجريناها مسبقا المنطق الذي تم به بناء أداة البحث التربوي والمتمثلة في الاستمارة؛ حيث انتظمت في ثلاثة محاور، لها علاقات ترابطية وجدلية، واعتمدنا فلسفة التقويم الذاتي للمتعلمين والمتعلمات، لما له من أثر في المعالجة الأولية للصعوبات؛ ذلك أن الخطاب الموجه من الذات إلى الذات نفسها يمكنه أن يدفع المتعلم إلى تحمل المسؤولية في تلك الصعوبات ويشرع نفسيا في خلق تحولات داخلية مسكوت عنها، و يتجلى ذلك في وضع أسئلة  تخاطب ذات المسائل من  قبيل: أشعر ، أستوعب ، لا أفهم، أتوفر..، من جهة أخرى وبالنسبة لرزمانة الأسئلة المتعلقة بالأسرة، فضلنا أن ننتقل بالمتعلم(ة) من المسؤولية الذاتية إلى مدى تقديره للجهود التي تبذلها الأسرة لدعمه نفسيا من أجل الحصول على نتائج مرضية، ومدى درجة رضاه عن تلك الجهود، آملين أن نطابقها مع وجهات نظر الأسرة، وبناء عليه تمت هيكلة الاستمارة في ثلاثة محاور على النحو التالي:

 

المحور الأول: توصيف المتغيرات الاجتماعية والفكرية والمجالية والجنسية لمجتمع العينة من خلال العناصر التالية.

معلومات عامة ضع دائرة على الجواب الصحيح معلومات عامة ضع دائرة على الجواب الصحيح:
1.      السكن قروي               حضري 2.      نوع التعليم عمومي                       خصوصي
3.      الجنس ذكر                   انثى 4.المستوى الدراسي الأم: اقل من باك          باك           الجامعة

الأب: اقل من باك         باك          الجامعة

5.المستوى الدراسي 1اع          2اع               3اع 6. الوالدين الأم                        الأب
7 التنائج ضعيفةمتوسطة لابأسبها    جيدة 8.مهنة الوالدين الأب      الأم:

 

أما بالنسبة للمحور الثاني فقد تمحور حول رصد الصعوبات التربوية المرتبطة بالتحصيل الدراسي عند مجتمع العينة، ومن خلال الأسئلة التالية:

[1] – أكدت دراسة عالم النفس (Bowlby, 1969) على أهمية بناء علاقة تفاعلية إيجابية بين الأم والطفل،كذا وركزت دراسته على الاثار السلبية لغياب الأم وأثره على النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي، منذ الأسابيع القليلة من الولادة (Bowlby, 1959, p.16)، حيث تمتد هذه الآثار إلى مراحل متقدمة من العمر.يعبر الطفل على تعلقه بوالدته بالبكاء أو بالفرح فهو يصر على تواجدها وبقائها معه في جميع الأوقات والمناسبات ويعبر على ذلك بأساليب وطرق متنوعة.

1.     أستوعب عموما شرح الدروس بسرعة.

2.     أنام باكرا قبل الساعة الحادية عشر

3.     أشارك في القسم كثيرا.

4.     استيقظ باكرا في أيام العطل (الثامنة والنص صباحا)

5.     أشعر بالخوف في الإجابة عن أسئلة بعض الأساتذة.

6.     أنجز تمارين دائما

7.     اتعرض للارتباك والتوتر في الامتحانات.

8.     لا أنس أدواتي ودفاتري /ارتب محفظتي قبل أن أنام

9.     أحيانا اخرج في الحصة لارتاح

10. اشعر بالندم عند حصولي على نقط متدنية

11. اشعر بالنوم في بعض الحصص

12. عندي اكثر من صديقين/صديقتين

13. لا أركز مع الأستاذ في كثير من الأوقات

14. غالبا أجيب عن أسئلة الأستاذ في التقويم بعد انتهاء الحصة

15. اغضب لاستفزازات التلاميذ أثناء اللعب.

16. أحب العمل الجماعي

17. استفيد من حصص الدعم الخارجي

بينما المحور الثالث يتناول رصد الصعوبات التربوية المرتبطة بالتحصيل الدراسي عند مجتمع العينة، ومن خلال الأسئلة التالية:

1.     أتوفر على غرفة خاصة أو مع إخوتك.

2.     يزور أبي المؤسسة للسؤال عن نتائجي وسلوكي

3.     اشتري كل ما أريد لدراستي

4.     يصاحبني أحيانا أو دائما أحد والدي إلى المدرسة

5.     أحاور والدي بكل حرية

6.     أبائي أعضاء في جمعية أباء وأولياء التلاميذ

7.     اتخذ قرارتي بنفسي فيما يتعلق بدراستي

8.     يعبر لي والدي عن تقدريهم لي عند حصولي على نتائج جيدة

9.     يقدم لي والدي نصائح للنجاح في دراستي

10. يهدي لي والدي هدايا عند حصولي على نتائج جيدة

11. يغضب والدي في حالة حصولي على نتائج ضعيفة.

12. يراجع معي والدي أو أخواتي دروسي والاستعداد للامتحانات

منهجية البحث

أما من الناحية المنهجية، وخلافا لما جرت عليه عادة بعض الباحثين، واستحضارا للخصوصية النفسية للمتعلمين، وتفاديا للإحراج مسبقا، مما قد يدفع بعضهم إلى تغيير بعض الحقائق، وبعد نقاش بيننا واستشارة بعض المختصين، جعلنا محور الكشف عن هوية المستجوب هو المحور الأخير، والمحور الأسري الثاني، وقدمنا ما يتعلق بذاتية المستجوب في المحور الأول، من جهة أخرى لم نلتزم بوحدة موضوع المحاور وأدرجنا بعض الأسئلة في محاور مختلفة، إلا أننا وضعنا لها أرقما ، مما ساعدنا على إعادة تصنيفها بعد الانتهاء من التعبئة. بيد أنه عند استثمارنا للمعطيات انطلقنا من المحور الأول فالثاني ثم الثالث، من جهة أخرى وبحكم طبيعة المستجوبين/المتعلمين في السلك الثانوي الإعدادي، يسرنا بناء الاستمارة/ بوضع ثلاث خانات فقط: ـ نعم  ـ لا   ـ جواب آخر، وبالفعل فقد تفاعلوا بشكل سلس مع الأسئلة وكانت الإجابات تلقائية وبسرعة، مما قد يضفي  إلى حد ما طابع المصداقية على النتائج. لا بد من الإشارة قبل الانتقال إلى مرحلة تحليل المعطيات، إلى أن مجتمع العينة يتنوع مجاليا بين المناطق القروية الأشد هشاشة، وتلك الأقل من حيث الهشاشة، بينما المجال الحضري  يتمايز حسب مستويات الأسر التي ينحدر منها المتعلمون، وهو تنوع مكننا منه اختيارنا لثلاث مديريات/أقاليم :هم إقليم مكناس المتحضر، ومديرية الرباط الأكثر تحضرا ثم إقليم تونات الذي يغلب عليه الطابع القروي، رغم أن القسط الأوفر كان لإقليم مكناس بنسبة 60% من مجموع ثمانين (80) استمارة.

وقد أسفرت الدّراسة الميدانية عن معطيات متنوعة ومتباينة، غير أنها تبين درجة الارتباط بين المتغيرات، ومن ثمة تعد مادة معرفية مهمة لتمحيص الفرضية، وقد جاءت نتائجها على النحو التالي:

المحور الأول: توصيف المتغيرات الاجتماعية والفكرية والمجالية والجنسية لمجتمع العينة:

 

معلومات عامة ضع دائرة على الجواب الصحيح معلومات عامة ضع دائرة على الجواب الصحيح
1.السكن قروي    35%             حضري  65% 1.نوع التعليم عمومي65%                               خصوصي35%
2.الجنس ذكر   25%                     أنثى 75% 2.المستوى الدراسي الأم: اقل من باك 55%   باك  30%        الجامعة15%

 

الأب :اقل من باك 25%  باك37%         الجامعة38%

3.المستوى الدراسي 1اع   25%       2اع30%      3اع 45% 3.الوالدين الأم: 91%           الأب: 95%
4.التنائج ضعيفة 15%  متوسطة20%   لاباس بها 25%            جيدة40% 4.مهنة الوالدين الأب: ـ عمل حر:54%   موظف39% بدون: 07         الأم:بدون70%

 

المحور الثاني:  رصد الصعوبات التربوية المرتبطة بالتحصيل الدراسي:

الأسئلة A نعم لا آخر الأسئلةB نعم لا آخر
1.      أستوعب عموما شرح الدروس بسرعة. 64% 36%   1.      أنام باكرا قبل الساعة الحادية عشر 21% 76% 03%
2.      أشارك في القسم كثيرا. 61% 39%   2.      استيقظ باكرا في أيام العطل (الثامنة والنص صباحا) 15% 85%  
3.      أشعر بالخوف في الإجابة عن أسئلة بعض الأساتذة. 60% 40%   3.      أنجز تمارين دائما 70% 29% 01%
4.      اتعرض للارتباك والتوتر في الامتحانات. 87% 13%   4.      لا أنس أدواتي ودفاتري /ارتب محفظتي قبل أن أنام 73% 27%  
5.      أحيانا اخرج في الحصة لارتاح 16% 80% 04% 5.      اشعر بالندم عند حصولي على نقط متدنية 88% 10% 02
6.      اشعر بالنوم في بعض الحصص 17% 77% 06% 6.      عندي أكثر من صديقين/صديقتين 69% 31%  
7.      لا أركز مع الأستاذ في كثير من الأوقات 67% 33%   7.      غالبا أجيب عن أسئلة الأستاذ في التقويم بعد انتهاء الحصة 17% 67% 16%
8.      اغضب لاستفزازات التلاميذ أثناء اللعب. 25% 50% 25% 8.      أحب العمل الجماعي 26% 74%  
        9.      استفيد من حصص الدعم الخارجي 66% 34%  

 

المحورالثالث: الكشف عن المواقف الأسرية النفسية والاجتماعية للأسرة في علاقتها بالتحصيل الدراسي:

الأسئلةC نعم لا آخر الأسئلةD نعم لا آخر
1.أتوفر على غرفة خاصة أو مع إخوتك. 55% 40% 05% 09.يزور أبي المؤسسة للسؤال عن نتائجي وسلوكي 20% 73% 07%
2.اشتري كل ما أريد لدراستي 94% 06%   10.يصاحبني أحيانا أو دائما احد والدي إلى المدرسة 15% 85%  
3.أحاور والدي بكل حرية 52% 44% 04% 11.أبائي أعضاء في جمعية أباء وأولياء التلاميذ 10% 90%  
4.أتخذ قرارتي بنفسي في ما يتعلق بدراستي 22% 78%   12.يعبر لي والدي عن تقدريهم لي عند حصولي على نتائج جيدة 97% 03%  
5.يقدم لي والدي نصائح للنجاح في دراستي 99% 01%   13.يهدي لي والدي هدايا عند حصولي على نتائج جيدة 35% 60% 10%
6.يغضب والدي في حالة حصولي على نتائج ضعيفة 86%   14% 14.يراجع معي والدي أو إخواتي دروسي للاستعداد للامتحانات 65% 14% 21%

 

التعليق

 

فيما يتعلق بالفرضية الأولى والتي مفادها : هل الانفعالات والمشاعر التي تنتاب المتعلمين في دراستهم لها علاقة بالحالة النفسية أي أنها مشاكل تعزى إلى تعامل الأسرة معهم، فقد كشفت الدراسة أن العديد منهم يواجه مشاكل ذات طابع نفسي، من مثل الخوف في الامتحانات (60%) والارتباك عن الأجوبة عن الأسئلة وعدم التركيز والمتابعة (67%) ، مما يدفعهم إلى الانسحاب الذهني داخل الحصة أو الاضطرار إلى مغادرة القسم؛ بل يلجأ بعضهم إلى تصريف ذلك التوتر في خلق وضعيات استفزازية داخل القسم؛ قد تتخذ طابعا لفظيا ” الشتم، النعوت القدحية..” أو عنفا ماديا” الضرب..”، وقد يعبر البعض عن مشاكلهم بالانطواء وعدم المشاركة ورفض العمل الجماعي (74%)، بينما يتخذ البعض النوم في القسم وسيلة للفرار من تلك المشاكل(17%)، ومن مظاهر التوتر النفسي كثرة النسيان سواء تلك المتعلقة بصعوبة  تذكر التعلمات أو إهمال الواجبات المدرسية ومستلزمات الدراسة كما هو الشأن عند بعض المستجوبين(27%)، قد يعزى ذلك إلى عدة عوامل ترتبط بالعامل البيولوجي، أو السيوسيولوجي والنفسي، إلا أننا نرجح العمل الأخير عند الغالبية لاسيما وأنهم ليسوا من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويشكون من أي عائق بيولوجي، وكما سبق في الدراسة النظرية فإن مؤسسة التنشئة الاجتماعية هي المسؤولة عن ذلك وتعد الأسرة الأهم والأكثر تأثيرا ، بأي تشكيلة كانت: أسرة من أبوين ، أو أسرة إخوة يتامى، أو أسرة قبلية ” الأبوين والأجداد والأعمام..” ، وهو نمط بدأ يندثر في الحواضر على الأقل. وقد أكدت الدراسة الميدانية ما ذهبنا إليه ؛ إذ أن غالبية الذين يواجهون تلك المشاكل النفسية، لا يتلقونا تحفيزا كبيرا لفظيا أو ماديا منة أسرهم(% 35) بل يواجه بعضهم التعنيف والتوبيخ في حالة حصولهم على نتائج متدنية(86%)، كما أن غالية الأسر لا تحرص على التزام أبنائهم بالنوم باكرا(%76)،   و أن نسبة مهمة من الاسرلاتبالي بتتبع سيرهم الدراسي(%70)، فهي لا تزور المؤسسة للاطلاع على وضعية أبنائهم، ولا تصاحبهم إلى المؤسسة إلا ناذرا، ولا تقدم لهم دعما خارجيا(%34). وقد نجد لذلك تفسيرا في السؤال المتعلق بالمستوى الدراسي للوالدين ومهنهم؛ إذ تبين الدراسة الميدانية أن ثمة علاقة بينهما، فغالبية الأبناء الذين لا يحضون بعناية ودعم نفسي كاف من طرف أسرهم، يرجع إلى كون أحد الوالدين أو هما معا ليس لهم مستوى دراسي يتجاوز الباكالوريا: الأم أقل من باكالوريا (%55)، كما أن بعضهم يمتهن مهنا حرة(%54)، قد تستنزف جميع أوقاته، كما قد يكون العامل المادي؛ فنسبة مهمة من أولئك المتعلمين، لا يتوفرون على غرفة مستقلة،(%40) مما يفيد أن وضعهم المادي ضعيف إلى متوسط. والأخطر من كل ذلك أن تلك الأسرة لا تعي أهمية تربية المتعلمين على الاستقلالية في اتخاذ قراراتهم، والقدرة على التعبير عن أراءهم فيما يتعلق بدراستهم، فالغالبية من المتعلمين ومن أبناء جميع الفئات عبروا على أنهم لا يسمح لهم باتخاذ القرارات التي يرونها مناسبة في دراساتهم(%78)، ولا يسمح لهم في كثير من الأحيان بالتعبير عن أراءهم (%44).

إن الصورة الأخرى لأولئك الذين يحصدون نتائج جيدة ليست مشرقة من ناحية الدعم النفسي، إلا أن نتائج الدراسة تؤكد معافاة غالبيتهم من تلك الانفعالات والسلوكات السلبية داخل القسم: النوم، الشغب، عدم التركيز، الارتباك، …إلا استثناء؛ والاستثناء يؤكد القاعدة كما هو متداول في البحوث العلمية، كما أن غالبيتهم ينحدرون من أسر ذات دخل لابأس به أو جيد، وهو ما يفسر كونهم ينتمون إلى التعليم الخصوص، بنسبة(%35)،ومن أباء مثقفين فوق الباكالوريا أو جامعيين(%30ـ38).

لقد تباينت نتائج التحصيل الدراسي، بين المستجوبين، إلا أن النتائج المتوسطة والتي لا بأس بها كانت هي الغالبية (%):

وقد نجد لتلك النتائج تفسيرا انطلاقا من النسب المسجلة بالنسبة للأسئلة على النحو التالي:

النتائج أرقام الأسئلة
ضعيفة 1-4-5-6-8/Aو4-7/Bو1-2-3-5/D
متوسطة ولابأس بها 3-7/A و7-9/B  و 1-3-4/Cو1-6/D
جيدة 9/B ـ3-5و1-2-3-5/Cو4-6/D

 

الخلاصة:

إن الوضعيات تكشف عن الترابط بين التحصيل الدراسي والدعم النفسي والاجتماعي، فكلما كانت الأسرة مثقفة وواعية، وفي وضعية مقبولة ماديا، وتقدم كل أشكال الدعم النفسي المعنوي ” الكلمات التحفيزية” أو المادي ” المكافآت العينية: الهدايا”، كلما كانت نتائج التحصيل الدراسي مرضية إن لم تكن جيدة، والعكس صحيح، مع بعض الاستثناءات، لتدخل عوامل/متغيرات أخرى، خاصة تلك التي تتعلق بالمدرسة” المدرس، الفضاء، العلاقات، البرامج الدراسية..”.

المقترحات:

خول المشرع المغربي لآباء وأمهات وأولياء المتعلمين حق المتابعة والاطلاع على المسار الدراسي لأبنائهم عبر تشريعه لمجموعة من الإجراءات، في مقدمتها ضرورة تواصل الإدارة التربوية في شخص السيد مدير المؤسسة أو الحراسة العامة أو من يفوض له السيد المدير مهمة التواصل مع أولياء الأمور، فالمؤسسات مفتوحة في وجههم طيلة أوقات وأيام الدراسة وحتى العطل؛ بل يمكنهم تقديم طلباتهم أو شكاياتهم إلى جميع المسؤولين الإقليمين أو الجهويين أو حتى المركزين. من جهة أخرى أعطى المشرع الحق لأولياء الأمور في المشاركة في التخطيط للمؤسسة التربوية والإسهام في اتخاذ القرارات المناسبة في جميع المجالات، التي من شأنها الرفع من جودة النتائج الدراسية لأبنائهم، ولذلك يحق لهم الحضور في مجالس المؤسسة التربوية، بواسطة ممثليهم من جمعية أباء وأمهات وأولياء التلاميذ، في كل من مجلس التدبير الذي من اختصاصاته:

  • اقتراح النظام الداخلي للمؤسسة في إطار احترام النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل.
  • دراسة برامج عمل المجلس التربوي والمجالس التعليمية و المصادقة عليها، و إدراجها ضمن برنامج عمل المؤسسة المقترح من قبله.
  • دراسة برنام العمل السنوي الخاص بأنشطة المؤسسة و تتبع مراحل إنجازه .
  • الإطلاع على القرارات الصادرة عن المجالس الأخرى و نتائج أعمالها و استغلال معطياتها للرفع من مستوى التدبير التربوي و الإداري و المالي للمؤسسة .
  • دراسة التدابير الملائمة لضمان صيانة المؤسسة والمحافظة على ممتلكاتها .
  • إبداء رأي بشأن مشاريع اتفاقيات الشراكة التي تعتزم المؤسسة إبرامها .
  • دراسة حاجيات المؤسسة للسنة الدراسية الموالية .
  • المصادقة على تقرير السنوي العام المتعلق بنشاط و سير المؤسسة ، و الذي يتعين أن يتضمن لزوما المعطيات المتعلقة بالتدبير الإداري والمالي والمحاسباتي للمؤسسة . ثم المجلس التربوي، الذي يتناول القضايا التالية:
  • إعداد برامج الأنشطة الداعمة والموازية.
  • عداد مشاريع البرامج السنوية للعمل التربوي للمؤسسة.
  • تتبع سير العمل التربوي والسهر على التنفيذ والتقويم.
  • تقديم اقتراحات خاصة بالبرنامج والمناهج التعليمية وعرضها على مجلس التدبير ثم مجلس الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين.
  • التنسيق بين مختلف المواد الدراسية.
  • إبداء الرأي بشأن توزيع التلاميذ على الأقسام وكيفيات استعمال الحجرات الدراسية واستعمالات الزمن.
  • برمجة الاختبارات والامتحانات على صعيد المؤسسة والمساهمة في تتبع مختلف عمليات إنجازها.
  • دراسة طلبات المساعدة الاجتماعية واقتراح التلاميذ المرشحين للاستفادة منها ثم عرضها على مجلس التدبير.
  • تنظيم الأنشطة والمباريات والمسابقات الثقافية والرياضية والفنية.
  • وكذا مجالس الأقسام، التي تخص في:
  • تتبع وتقييم عمل المتعلمين داخل القسم ،
  • النظر بصفة دورية في نتائج التلاميذ واتخاذ القرارات الملائمة في حقهم .
  • تحليل واستغلال نتائج التحصيل الدراسي قصد تحديد وتنظيم عمليات الدعم والتقوية.
  • اتخاذ قرارات انتقال التلاميذ إلى المستويات الموالية أو السماح لهم بالتكرار أو فصلهم في نهاية السنة الدراسية وذلك بناء على النتائج المحصل عليها.
  • اقتراح القرارات التأديبية في حق التلاميذ غير المنضبطين وفق مقتضيات النظام الداخلي للمؤسسة
  • دراسة وتحليل طلبات التوجيه وإعادة التوجيه والبث فيها.

وحسب ميثاق التربية والتكوين والقانون الإطار 17/51، والمرسوم المنظم لمهام الجمعية، الصادر في 20 يونيو 2021 ، تحت رقم 2.20.475  والذي يعالج و يحدد الأدوار و المهام الواجب القيام بها من طرف جمعيات آباء و أمهات و أولياء التلاميذ ، وخاصة المادة 5 التي تنص على أنه “تقوم جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ في علاقتها مع مؤسسات التربية والتكوين بالمشاركة في وضع مشروع المؤسسة وتفعيله، وتقديم الدعم التربوي والاجتماعي اللازمين للقضاء على كل أشكال الانقطاع والهدر المدرسيين، والإسهام في مجهودات اليقظة والمواكبة والتتبع المستمر”.ويشمل الدعم التربوي والاجتماعي، الذي تتولى هذه الجمعيات تقديمه لفائدة المعنيين بالشأن التربوي، وضع خطط وبرامج عملية مُيسرة لمساعدة الأسر على مراقبة بناتهم وأبنائهم وتدبير سلوكاتهم لمحاربة، على الخصوص، اللامبالاة بالدراسة أو الغش أو العنف والإضرار بالملك العام والبيئة أو أي شكل من أشكال السلوك غير المدني، والإسهام في توفير حاجيات التلميذات والتلاميذ من دعم نفسي وصحي وتربوي واجتماعي.

يلاحظ أن المشرع قد فتح المؤسسات التربوية أمام الجمعية: تخطيط وتدبيرا وتقييما، غير أن المشكل لا يتعلق بالجانب التشريعي والتنظيمي ليقوم أباء وأمهات وأولياء التلاميذ بأدوارهم، مباشرة أو عبر ممثليهم، لكن نرى أن المشكل يكمن في درجة الوعي بهذه المسؤولية وتقديرها، والانخراط فيها بفعالية وروح وطنية، إذ أن الدراسة الميدانية كشفت العزوف الخطير لأولياء الأمور عن الانخراط في جمعية أمهات واباء وأولياء التلاميذ بنسبة (90%)، وتعزيزا لما سلف  نقترح:

  • تفعيل أدوار كل مجالس المؤسسة التربوية ومخرجاتها.
  • تنظيم حملات لفائدة أولياء الأمور للتوعية بضرورة مواكبة المتعلمين،
  • مأسسة لقاءات تواصلية بين مدرسي التلاميذ والتلميذات الذين يعانون من اضطرابات سلوكية وعاطفية وأولياء أمورهم، من خلال إحداث مجالس الإنصات والتوجيه ، بحيث يحق لجميع أولياء الأمور حضورها، بل يكون ذلك إلزاما لهم ، مرتين في السنة على الأقل، تحت إشراف السيد المدير والحراس العامون والسيد الناظر، ورئيس خلية الإنصات، وتفتح ملفات للتتبع خاصة بكل متعلم متعثر، وتعزيزا لدور الشراكة يحضر  مختص من وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في هذه المجالس.

المراجع:

  • Anne Baudier,Bernadettecéleste. (2007). Le développement affectif et social du jeune enfant. (éd. 2eme édition). Paris : Armand colin.
  • Anzieu, Didier. (1961). Les méthodes projectives. Paris :PUF.
  • F(1984) .Les étapes majeures de l’enfance, Paris, France : Folio essais Gallimard.
  • Dolto. F(1984). L’image inconsciente du corps, Paris, France : Le Seuil.
  • Horney, K. (1950). Neurosis and Human Growth. The American Scholar, 19(4), 409–421. http://www.jstor.org/stable/41206691
  • Lacan, J (1966). Ecrits. Paris, France : Editions de Seuil.
  • Rosenberg, M. (1965). Society and the adolescent self-image. Princeton, NJ: Princeton University Press. pdf en ligne /ici:https://www.docdroid.net/Vt9xpBg/society-and-the-adolescent-self-image-morris-rosenberg-1965.pdf
  • Mélanie Klein, J. R. (1968). Lamour et la haine : (t.d. Strtronck, Trad.) petite bibliothèque Payot.
  • Luis, ELISABETH, Lamboy, Béatrice. (2015). Les compétencespsychosociales : définition et état des connaissances. La santé en action. N°431.

 

المقالات العلمية:

  • أقصبي أسية.(1992). علاقة التبعية عند الأطفال وأسبابها التربوية والاجتماعية. الأسرة والطفل في المجتمع المغربي المعاصر.الرباط منشورات عكاظ.

المراجع العربية

أحمد العربي أبو شادي. (2012). دور الروض في تنشئة الأطفال. المغرب (مراكش). وليلي للطباعة والنش

  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *