د.لحويدك رجاء

 جامعة الحسن الثاني – الدار البيضاءالمغرب

00212610967125

الملخص

يواجه الفرد في حياته اليومية مجموعة من التحديات التي تتطلب منه استخدام بعض الاستراتيجيات من أجل مواجهتها بفعالية، وذلك عن طريق تنظيم انفعالاته والتحكم فيها في إطار نظرية التنظيم المعرفي الانفعالي .والمتعلم في الوسط المدرسي ليس بمنأى عن هذه التحديات إذ لا شك ستعترضه إشكاليات على المستوى الاجتماعي والأكاديمي، وهذه الإشكاليات قد تكون سببا في ظهور بعض الانفعالات السلبية كالقلق، الخوف…الخ. وفي ظل هذه التحديات كانت الحاجة ماسة للاهتمام بالجوانب الانفعالية للمتعلم من أجل ضبط انفعالاته وتنظيمها قصد التغلب على هذه الانفعالات السلبية أو على الأقل محاولة التقليل منها.وبناء على ما سبق سنحاول من خلال هذا المقال التركيز على علاقة الانفعالات بالعمليات المعرفية المتنوعة والتي تشمل الإدراك، الانتباه، الذاكرة، التعلم، ثم سنتعرف على بعض الاستراتيجيات المعرفية لتنظيم الانفعالات.

الكلمات المفتاحية :الاستراتيجيات المعرفية/ الانفعالات/ المتعلم/ الوسط المدرسي

 

The importance of regulating emotions in the school environment: – Exam anxiety as a model

Dr.HAOUIDEG RAJAE

University of Hassan II Casablanca

Morocco

Abstract

In daily life, the individual faces a range of challenges that require him to use certain strategies to effectively address them by regulating and controlling his or her emotions within the framework of the theory of emotional cognitive regulation. Schoolteachers are not immune to these challenges, as there is no doubt that they will be problematic at the social and academic levels. These problems may cause some negative emotions, such as anxiety, fear, etc. In light of these challenges, attention to the learner’semotional aspects was urgently needed to control and regulate his or her emotions to overcome or at least try to minimize the energy at emotions. Based on the above, we will try through this article to focus on the relationship of emotions to diverse cognitive processes, including cognition, attention, memory, and learning, and then we will learn about some cognitive strategies to regulate emotions.

Keywords: cognitive strategies/emotions/learner/school environment

مة

حظي موضوع الانفعالات باهتمام الباحثين من مختلف المشارب العلمية المتنوعة بما في ذلك الفلسفة وعلم النفس وغيرهما من الحقول المعرفية المختلفة،نظرا لأهميتها البالغة باعتبارها مكونا أساسيا من مكونات شخصية الفرد، لأنها تعتبر بمثابة همزة الوصل بين المكون المعرفي والسلوكي، فضلا عن الوظائف الحيوية التي تؤديها، كوظائف التكيف، التواصل، تنظيم السلوك وتوجيهيه وضبطه (محمد، 2013).

كما تلعب الانفعالات دورا أساسيا  وجوهريا في العمليات المعرفية المختلفة والتي تشمل الادراك، الذاكرة، الانتباه، التعلم، الأحكام بالإضافة إلى تأثيرها على الأحكام، التفسير، اتخاذ القرارات.

وتتضمن الانفعالات مجموعة من المكونات كتقييم الموقف، التغيرات الفسيولوجية، الميل للقيام بالفعل والنشاط، رد الفعل الحركي، الخبرة الذاتية والتي تشمل ردود فعل الفرد السريعة  والمتكيفة مع المواقف المختلفة.

وقد أصبح تنظيم الانفعالات La régulation des émotions من المواضيع الجوهرية في فهم النمو الانساني إذ صار يعتبر من المهارات الضرورية في مختلف التفاعلات والعلاقات الاجتماعية، ذلك أنه يعمل على مساعدة الفرد في تنظيم انفعالاته بطريقة ناجحة عن طريق التقليل من استثارة الانفعالات الغير سارة (الغضب، القلق، الحزن) والعمل على الزيادة من استثارة الانفعالات السارة (السعادة والمتعة).

ومن ضمن الانفعالات الرئيسية التي تحظى باهتمام المهتمين بمجال التربية والتكوين نجد قلق الامتحان كنوع منأنواع القلق المرتبط بمواقف الامتحانإذ يواجه بعض التلاميذ هذه الوضعية بالحد الطبيعي من القلق والتوتر، في حين نجد تلاميذ آخرين يصيبهم القلق الحاد الذي يؤثر على أدائهم وإنجازاتهم، وعليه سنحاول من خلال هذه الدراسة الحديث عن بعض الاستراتيجيات المساعدة على كيفية تنظيم ومواجهة هذا القلق، الذي يصيب بعض إن لم نقل أغلب المتعلمين في الوسط المدرسي.

  1. إشكالية الدراسة

كان علم النفس في الماضي القريب يسمى بعلم السلوك لأنه كان يركز على دراسة  السلوكات الحسية الحركية الخارجية بطريقة موضوعية، مع إغفال الحالات الذهنية المعرفية للفرد، ذلك أن المنظور السلوكي كان يعتبر أن عقل الانسان هو بمثابة صندوق أسود لا يمكن دراسته.

لكن المنظور المعرفي أخذ على عاتقه دراسة هذا الصندوق حيث اتخذ من ذهن الانسان وعملياته المعرفية موضوعا مركزيا وجوهريا ضمن ابحاثه واهتماماته.لقد اكتسحت المقاربة المعرفية جميع ميادين علم النفس (علم النفس التربوي/ علم النفس النمو/ علم النفس الاجتماعي… )فكل الأنشطة الذهنية من الإحساس البسيط إلى التفكير المجرد مرورا بالتذكر واللغة والإدراك والتعلم، هي أنشطة ذات طبيعة معرفية نتمثل بها ومن خلالها ذاتنا والعالم ونؤسس عليها أفعالنا وسلوكاتنا. (الزاهر، 2007)

أما فيما يتعلق بالانفعالات فلا شك أنها ضرورية لفهم الذات الإنسانية وبالضبط لفهم الذهن كنظام لمعالجة المعلومات، وتجدر الإشارة هنا إلى أن المقاربة المعرفية أهملت في مرحلة من مراحل تطورها الاهتمام بالانفعالات لكنه كان إهمالا مرحليا، بحيث سرعان ما أعادت الاعتبار إلى الاهتمام بهذا الجانب السيكولوجي من حيث الأبحاث والدراسات، على أساس أن الإنسان ليس أكثر الحيوانات ذكاء بل أكثرهما انفعالا.

ويتجلى اهتمام علم النفس المعرفي بالانفعالات من خلال اشتغاله على المحاور التالية:

             علاقة الانفعالات بالذاكرة، التفكير، الانتباه.

             الاستراتيجيات المعرفية لتنظيم الانفعال

             المقاربة العصبية للانفعالات

             تصنيف الانفعالات وأنواعها ووظائفها

وتأسيسا على ما سبقسنتبنى المقاربة المعرفية في مناقشتنا وتفسيرنا لموضوع الانفعالاتإذ سنحاول الاجابة على بعض الإشكاليات التالية:

             هل هناك علاقة بين الانفعالات وبعض العمليات المعرفية المتنوعة كالانتباه، الذاكرة…؟

             هل يمكننا الحديث عن استراتيجياتمعرفية لتنظيم الانفعالات؟

             ما هي استراتيجيات التنظيم المعرفي الانفعالي لمواجهة قلق الامتحانات في الوسط المدرسي؟

  1. أهمية الدراسة

لقد أصبح تنظيم الانفعال من المواضيع الجوهرية في فهم النمو الانساني إذ صار يعتبر من المهارات الضرورية في مختلف التفاعلات والعلاقات الاجتماعية خاصة التربوية منها نظرا للأسباب التالية:

–        يساعد المتعلم على تنظيم انفعالاته بطريقة ناجحة وذلك من خلال استثارة الانفعالات الايجابية (الفرح، السعادة، المتعة) والتقليل من استثارة الانفعالات السلبية (الحزن، القلق، الغضب)

–        يمكن المتعلم من مواجهة الاستثارة الانفعالية ذلك أن استراتيجيات تنظيم الانفعال هي عبارة عن مجموعة من العمليات الداخلية والخارجية يقوم بها الفرد حين تعرضه لموقف يستثير استجابته الانفعالية والتي يستطيع الفرد بواسطتها تعديل انفعالاته بطريقة ايجابية (مثال قلق الامتحان)

–        تلعب استراتيجيات تنظيـــم الانفعـــال معرفيـــا دور المعـــزز للصحـة اـلنفسيـة، ودورا وقـائيــــــاً للـعـديــــد مــن المشکلات النفسية مثل القلق والاکتئاب والانتحار.

  1. مفاهيم الدراسة:
  • تنظيم الانفعالات

قبل الحديث عن مفهوم تنظيم الانفعالات ينبغي الوقوف عند مفهوم الانفعال، بحيث اتفقت مختلف الأدبيات السيكولوجية على أنه حالة وجدانية توصف بالشدة والتغير المفاجئ، الذي يعم الجسم والنفس معا، أما فيما يتعلق بمكوناته فهي:

       إدراك الموقف الانفعالي أو الوعي بوضعيات سلبية أو إيجابية.

       حدوث الاستجابة الانفعالية والتي تتكون من استجابات نفسية.

       التغيرات الفسيولوجية كازدياد سرعة دقات القلب وشدتها….

       الخبرة الشعورية الذاتية المكونة للانفعال.

       استجابات حركية ومعرفية صادرة كرد فعل على الوضعية المفجرة للانفعال (براهمية، 2021)

أما بالنسبة لمفهوم تنظيم الانفعال فيعتبر من المواضيع الحديثة في علم النفس وقد بدأ البحث والاشتغال بهذا المفهوم على شكل دراسات وصفية حول آيات الدفاع Micanismes de diffences سنة 1960.

كما يشير هذا المفهوم إلى أنه الطريقة المعرفية لكيفية إدارة المعلومات المحفزة للانفعالات، صحيح أن استراتيجيات تنظيم الانفعال هي استراتيجيات عالمية لكن أثبتت الدراسات على وجود فروق فردية في الطريقة التي ينظم بها الأفراد انفعالاتهم.

وهو عبارة عن مجموعة من الطرق والأساليب التي يستخدمها الفرد للتعبير عن الخبرات الانفعالية التي يتعرض لها خلال حياته سواء كانت هذه الانفعالات ايجابية أو سلبية(مرتضي، 2021).

كماأنه عبارة عن مجموعة من العمليات الداخلية والخارجية يقوم بها الفرد حين مواجهته للاستثارة الانفعالية بهدف إدارة انفعالاته قصد تحقيق التكيف الاجتماعي.أو بتعبير آخر هو الوعي الذاتي بالانفعالات مما يمكن الفرد من السيطرة والتحكم في انفعالاته خاصة السلبية منها(عمار، 2020).

ويتضمن مفهوم تنظيم الانفعالات مجموعة من العمليات المعرفية والسلوكية التي يقوم بها الفرد لإدارة انفعالاته ومحاولة التحكم فيها، كالوعي بتلك الانفعالات وإدراكها مع القدرة على كيفية التعبير عنها بطريقة ايجابية وإذا لم تتم هذه العمليات بفعالية فإن الفرد يكون عرضة لما يعرف بصعوبات تنظيم الانفعالات التي تأتي نتيجة عدم التوفيق بين الاستجابة الانفعالية وبين طريقة الفرد في التعبير عن مشاعره وانفعالاته، وذلك حينما يتعرض الفرد لموقف يتطلب منه تنظيم انفعالاته، لكنه لا تكون له القدرة على إدارتها وتنظيمها بالشكل المطلوب. وتتضمن ضعوبات تنظيم الانفعال الأعراض التالية:

       عدم القدرة والتحكم في السلوكات الاندفاعية حينما يتعرض الفرد لمواقف انفعالية سلبية.

       عدم القدرة على استخدام استراتيجيات تنظيم الانفعالبالمرونة المناسبة، للتحكم في الاستجابات الانفعالية.

       تجنب الأساليب الايجابية عند مواجهة المواقف الحياتية الضاغطة.

       صعوبات تنظيم الانفعال لها تأثير على مستوى الصحة النفسية للفرد. (الحملاوي، مصطفى، 2021)

بعض المفاهيم المرتبطة بالانفعال:

المعالجة الانفعالية

تجدر الإشارة إلى أن مفهوم تنظيم الانفعالات يتداخل مع مفاهيم أخرى كالمعالجة الانفعالية إذ يندرج هذا المفهوم ضمن اهتمامات علم النفس الاكلينيكيويشير إلى طريقة تعامل الفرد مع المواقف الانفعالية وتقديم معنى ودلالة لهذه المواقف. كما تهدف المعالجة الانفعالية إلى استيعاب الفرد للاضطرابات الانفعالية من أجل الحد من تأثيرها فأحيانا الاستجابات الانفعالية تكون عرضية وسريعة الزوال وأحيانا أخرى يمكن أن تعيق استئناف الحياة اليومية بشكل طبيعي (العراقي، 2016).

ما وراء الانفعال

ما وراء الانفعال تتشابه مع نظرية ما وراء المعرفة حيث أن كلتا النظريتين يتفقان على وعي الفرد بما يفكر فيه أثناء التفكير، أو بما شعر به أثناء حدوث الاستجابة الانفعالية. أو بتعبير آخر فمفهوم ما وراء الانفعال عبارة عن إدراك الانفعالات في الانفعالات أو حول الانفعالات(كيشار، 2018).

الذكاء الانفعالي

نجد أيضا الذكاء الانفعالي كمفهوم حديث في التراث السيكلوجي والذي يتداخل في بعض جوانبه مع مفهوم تنظيم الانفعال، فالذكاء الانفعالي يمكن تعريفه على أنه مجموعة من القدرات والمهارات المتنوعة التي يمتلكها الفرد والتي تؤثر في قدرته على التعامل مع متطلبات الحياة الاجتماعية و هذه المهارات إدارة الانفعالات، المعرفة الانفعالية، إدراك انفعالات الآخرين.

يتضح من خلال التعاريف الواردة أن تنظيم الانفعال هو عملية يستطيع الفرد من خلالها تعديل استجاباته الانفعالية بطريقة تلقائية، وذلك اعتمادا على مجموعة من الاستراتيجيات المتنوعة التي تمكن الفرد من التعبير عن انفعالاته بطريقة ملائمة من الناحية الاجتماعية بحيث ينظم علاقة الفرد ببيئته(Grosboi&Mazzone, 2014).

  • مفهوم قلق الإمتحان:

يعتبر قلق الامتحان حالة نفسية انفعالية un état émotionnel مؤقتة تعتري الفرد قبيل وأثناء إجراء الامتحان، حيث يعتبر شكلا من أشكال المخاوف المرضية التي تصيب الفرد انهو زاد عن حده.Spielberger, 1993))

كما تحدث سبيلبرجر أيضا عن سمة القلق anxiété-trait وحالة القلق anxiété-état ، لشرح الاختلافات بين الأفراد inter-individuelles حيث أن حالة القلق anxiété-état تشير إلى القلق بوصفه حالة انفعالية طارئة أو مؤقتة لدى الفرد تختلف من حيث الشدة وتتذبذب من حين لآخر، وتبعا لذلك يرتفع مستوى حالة القلق في المواقف التي تعتبر مهددة للفرد وتشكل خطرا لديه، كما تنخفض حالة القلق في المواقف غير الضاغطة وهو بهذا المعنى قلق مرتبط بوضعية أو ظرف معين.

أما مفهوم سمة القلق anxiété-trait فهو يعتبر بمثابة استعداد سلوكي مكتسب لدى الفرد وهو سمة ثابتة نسبيا لديه لكن يتفاوت بدرجات مختلفة حسب خبرات الفرد السابقة وطريقة نظرته للعالم الخارجي.(امطانيوس، 2003)

وللقلق مظاهر فسيولوجية كالتوتر، الأرق، فقدان الشهية، زيادة ضربات القلب، اضطرابات على مستوى الجهاز الهضمي…ومظاهر سيكولوجية كالخوف من الفشل، اضطرابات العمليات المعرفية كالتركيز والانتباه والتفكير، فقدان الثقة في الذات، وجود أفكار سلبية. كل هذه الأعراض تعيق التلميذ عن الأداء الجيد وتكون سببا في فشله أو حصوله على معدل غير جيد.

وتنبغي الإشارة إلى أن قلق الامتحان يصيب جميع التلاميذ وهو أمر طبيعي إذا لم يتجاوز الحد المطلوب حيث بينت نتائج مجموعة من الدراسات النفسية (Ponnelle, Lancry. 2002).  دور قلق الامتحان وعلاقته بالإنجاز والأداء إذ أنه كلما ارتفع أو انخفض مستوى القلق لدى الفرد فإنه سينعكس على إنجازه وتحقيق أهدافه، فارتفاع مستوى القلق يحد من إمكانيات الفرد وقدرته على التركيز الجيد واستذكار المعلومات وتشتت الانتباه، الشيء الذي يدفعه للهروب من هذه المواقف التقويمية أو عزو هذه الحالة إلى بعض الأسباب الخارجية -العزو السببي- Attribution causale، في حين يساهم انخفاض القلق في اللامبالاة وفقدان الدافعية للإنجاز والأداء.(  2002,Ponnelle, &Lancry)

وعندما يكون مستوى القلق معتدلا وطبيعيا فإنه يعد دافعا للنجاح والتفوق وللأداء المتميز والتحضير الجيد للاختبار بهدف تجنب الفشل، ومن هنا يتضح أن القلق يصيب جميع التلاميذ المقبلين على امتحانات تقويمية لكن بدرجات متفاوتة أي أنه اختلاف في الدرجة وليس في النوع.

ويتضمن قلق الامتحان مكونين أساسيين:

–      المكون المعرفي: ولذي يرتبط بسمة القلق حيث ينشغل ذهن الفرد بالتفكير في تبعات الفشل، مثل فقدان المكانة والتقدير.

–      المكون الانفعالي: هذا المكون له علاقة أيضا بالتغيرات الفسيولوجية المصاحبة لحالة القلق، إذ يشعر الفرد بالتوتر والخوف من الاختبارات.

كما أشارت بعض الأبحاث إلى وجود عدة أبعاد لقلق الامتحان إذ نجد:

–      البعد الفسيولوجي: هي مجموع الأعراض الفسيولوجية كارتفاع دقات القلب، احمرار الوجه، صعوبة على مستوى التنفس.

-البعد المعرفي: المرتبط بتشت الانتباه، النسيان، فقدان التركيز…

-البعد السيكولوجي: المرتبط ببروز بعض الانفعالات السلبية الخوف، القلق، التوتر…(محمود 2016)

  1. الإطار النظري

أهمية تنظيم الانفعالات بالنسبة للمتعلم

تكمن أهمية تنظيم الانفعالات بالنسبة للمتعلم باعتبارها مجموعة استراتيجيات تمكنه من التكيف مع بيئته الاجتماعية فالمجال المدرسي هو مجال انفعالي، فجماعة القسم المكونة من المدرس والمتعلمين تربطهم علاقة تربوية أساسها هو التفاعل يؤثر كل منهم في الآخر. فالفصل الدراسي هو فضاء نفسي اجتماعي وليس فقط مجال معرفي محض فلا يمكن اعتبار هذه الجماعة هي فقط مجرد تجمع بشري لمجموعة من الأفراد داخل حجرة دراسية بل ينبغي النظر إليها باعتبارها حقلا لمجموعة من التفاعلات الوجدانية والانفعالية إذ نجد ضمنها علاقات ذات خصائص مختلفة تنافر، كراهية، تعاطف…الخ

فالعلاقة التربوية الجيدة تعتبرا عاملا أساسيا في نجاح العملية التعليمة التعلمية وأساس نجاحها هو أن تسود انفعالات ايجابية بين الأطراف المكونة لهذه العلاقة سواء بين المدرس والمتعلم أو بين المتعلمين أنفسهم.(آيت موحى، 2009)

وعليه فالمجال المدرسي مجالا انفعاليا نظرا لمجموعة من الاعتبارات:

      الفصل الدراسي مجال للتكوين العاطفي والنفسي والاجتماعي، نظرا للعلاقات التفاعلية الغنية بالتأثير والتأثر، ويلعب دورا بالغ الأهمية في سير العملية التعليمية التعلمية.

      طبيعة العلاقة التي تربط المدرس بالمتعلم لا تتميز فقط بالخصائص المعرفية الرسمية التي تهدف إلى تحقيق أغراض تربوية ومعارف، كاكتساب مهارات وخبرات تعليمية ضمن الشروط المقننة ووفق وسائل وطرق واضحة، بل لها أبعاد عاطفية ووجدانية لأنها قبل كل شيء علاقة انسانية، لأن تحققها يستدعي حضور وتفاعل العنصر الإنساني متمثلا في المدرس و المتعلمين، وحيثما تكون علاقات تكون الانفعالات.

      المجال المدرسي غني بالتفاعلات السوسيووجدانية والانفعالية المركبة وغير الصريحة التي تفرزها الدينامية الداخلية لجماعة القسم، كيف يدرك المتعلم المدرس وكيف يدرك أيضا الأستاذ المتعلم.

العلاقة التي تقوم داخل المؤسسة التعليمية علاقات عقلانية، وبالتالي فأي تصرف صادر عن المدرس أو عن المتعلم فهو تصرف شكلي،  لكن هذا لا يغيب بالكامل العوامل النفسية اللاشعورية، وهكذا يعيد لقاء الراشد (المدرس) بالطفل (المتعلم) تنشيط السياقات المتضمنة للنزوات والمشاعر  والمواقف..(آيت موحى، 2009)

 

وهكذا فالقسم يصير مجالا عاطفيا ونفسيا واجتماعيا أكثر مما هو مجال معرفي تحكمه القواعد الشكلية تنشأ تحت تأثير التفاعلات التي تتم في إطاره (براهمية، 2021).

المقاربة المعرفية والانفعالات

الانفعالات حسب البراديغم المعرفي لها وظائف معرفيه مثلها مثل (الذاكرة، الانتباه، الادراك…) لما لها من ارتباط بالطريقة التي نعالج بها المعلومات أي نتيجة تقييم معرفي للأحداث والوقائع، حيث لا يمكننا فصل الانفعالات عن الطريقة التي ندرك ونفهم بها العالم.

وتعتبر عملية التنظيم المعرفي الانفعالي من أعقد العمليات إذ تتدخل فيها مجموعة من التنظيمات المعرفية كالإدراك، الذاكرة، الانتباه، اتخاذ القرار. وفي السنوات الأخيرة انصب اهتمام علماء النفس المعرفي على دراسة الجانب الانفعالي للعمليات المعرفية والتأكيد على مكانة الانفعالات ودورها في العمليات المعرفية.حيث أكدت الأبحاث والدراسات على أهمية الانفعالات الايجابية ودورها في تنشيط قدرات الأفراد على التفكير والإبداع وحل المشكلات كما تسهل بعض العمليات المعرفية كالانتباه إذ تساهم الانفعالات الايجابية على زيادة تركيز الانتباه أثناء عملية التعلم في مقابل ذلك فالانفعالات السلبية تساهم في تشتته. كما تؤثر استراتيجيات التنظيم المعرفي الانفعالي على عملية التفكير إذ أن تنظيم الانفعالات يعمل كمحفز للعمليات المعرفية وييسر عملية التفكير وبالتالي تكون مردودية جيدة على مستوى فهم  واستيعاب المعلومات وتذكرها . (Pamela, Baltazart 2021)

كما أكدت بعض الأبحاث على أن الجوانب الانفعالية تتأثر بمشكلات الذاكرة إذ أن هناك علاقة بين الآليات العصبية المعرفية للتحكم في الذاكرة والتنظيم الانفعالي وكلما كان هناك ضعف على مستوى الذاكرة العاملة كلما كان سببا في ظهور بعض الاضطرابات السيكولوجية مثل الاكتئاب والقلق.

نماذج تنظيم الانفعالات

تعددت النظريات والنماذج المفسرة لتنظيم الانفعالات إذ قدم كل نموذج نظري تفسيرات متعددة للكيفية التي ينظم بها الفرد انفعالاته، وعلى رأس هذه النظريات نجد التحليل النفسي الذيحاول ايجاد تفسيرات تحليلية لبعض الانفعالات كالقلق الذي اعتبره فرويد المصدر الأساسي لكل الانفعالات السلبية

أما النظرية السلوكية ففسرت الجوانب الانفعالية للفرد بالاعتماد على مبدأ المثير والاستجابة مع التأكيد على دور عملية التعزيزالتي تساعد في تشكيل سلوك الفرد والعمل على تقويته، إذ أن عملية تنظيم الانفعال تعتمد بشكل كبير على استخدام الأفراد لأساليب التعزيز المختلفة.

في حين نجد النظرية الاجتماعية التي عزت مسألة تنظيم الانفعالات إلى البيئة الخارجية باعتبارها مهارة يكتسبها الفرد خلال تنشئته الاجتماعية عن طريق التفاعلات مع المحيط الخارجي (الأسرة، المدرسة، جماعة الرفاق…) وهنا ينبغي التأكيد على دور وأهمية النموذج الذي يتأثر بيه الفرد في تشكيل سلوكه وفي تنظيم انفعالاته سواء كانت ايجابية أو سلبية.

أما النظرية المعرفية فقد قدمت تفسيرات مختلفة للكيفية التي ينظم بها الفرد انفعالاتهوسنركز على نموذجين أساسين هما نموذج جييمس كروس ونموذج لازاريس صاحب نظرية المواجهة:

نموذج جيمس كروس:

يعد نموذجGross James من أهم النماذج وأشهرها التي حاولت أن تقدم تفسيرا معرفيا للكيفية التي ينظم بها الفرد انفعالاته ويصنف استراتيجيات تنظيم الانفعال إلى:

  • الاستراتيجيات المتمركزة على الموقف:وذلك من خلال اختيار الموقف الذي يريد الفرد التواجد ضمنه، أو تغييره.
  • الاستراتيجيات المتمركزة على المعرفة: وذلك بالاعتماد على تغيير طريقة فهمنا ومعالجتنا للمعلومات، مما سينعكس على طريقة تفكيرنا في الموقف، وذلك قصد استثارة الانفعالات الايجابية والتقليل من الانفعالات السلبية (Denervaud, Franchini , 2017).
  • الاستراتيجيات المتمركزة على الاستجابة:وهي مجموع الاستراتيجيات التي يقوم بها الفرد أثناء حدوث الاستجابة الانفعالية، كأن يخلد الفرد للنوم، أو الاستعانة بصديق من أجل التخفيف من حدة الاستجابة الانفعالية، او العمل على كبت التعبير الانفعالي وذلك عن طريق أخد بعض المهدئات وغيرها من الاستراتيجيات التي ترتبط ارتباطا مباشرا بحدوث الاستجابة الانفعالية.

وقد حدد جروس خمس طرق لتنظيم الانفعالات:

      اختيار الموقفsélection de la situation: وذلك باختيار المواقف التي تستثير الانفعالات الايجابية والابتعاد عن المواقف التي تؤدي إلى ظهور الانفعالات السلبية.

      تعديل الموقفModification de la situationالمزعج والغير سار من أجل تغيير أثره الانفعالي السلبي

      توزيع الانتباه:Déploiement attentionnel أثناء الموقف الانفعالي السلبي من خلال صرف الانتباه، وعدم تركيزه على الجوانب الانفعالية، وتحويله إلى نشاط بديل غير انفعالي (حفيضة، مصطفى، 2019).

      إعادة التقييم المعرفي:Réévaluation cognitive يتضمن تغيير الطريقة التي يفكر بها الفرد حول الأحداث التي يمكن أن تثير الانفعال.

      تعديل الاستجابة:suppression expressive ويتضمن تغيير الطريقة التي يستجيب بها الفرد بشكل سلوكي لأحداث إثارة الانفعال. (طاهر، 2020)

  • نموذج لازاريس:

لقد أثبتت مجموعة من الأبحاث والدراسات فاعلية استراتيجيات المواجهة وقدرتها على التحكم في المواقف المسببة لاستثارة الانفعالات السلبية،وتشير استراتيجيات المواجهة إلى الطرق التي يعتمدها الفرد للتكيف مع الوضعيات الصعبة خاصة في لحظات الأزمات، فهي تحيل على وجود مشكل حقيقي أو متصور أي مدرك من جهة، وعلى بناء استراتيجية لمواجهته من جهة أخرى حيث أشار أشارلازاريس, Lazarus ) صاحب نموذج المواجهة أو استراتيجيات التكيف le coping ou stratégie d’ajustement أن الفرد يجب عليه مواجهه المواقف الضاغطة المسببة للانفعالات السلبية بمجهود معرفي سلوكي وذلك باستخدام استراتيجيتين(Paulhan, 1992):

  • استراتيجيات متمركزة حول المشكلة:Coping centré sur leproblèmeو هي عبارة عن الجهود التي يبذلها الفرد لتعديل العلاقة الفعلية بينه و بين البيئة و لهذا فإن الشخص الذي يستخدم هذه الأساليب نجده يحاول تغيير أنماط سلوكه الشخصي أو يعدل الموقفذاته ، فهو يحاول تغيير سلوكه الشخصي من خلال البحث عن المعلومات المرتبطة بالموقف أو المشكلة أو طلب النصيحة من الآخرين وإدارة المشكلة والقيام بأفعال لخفض الضغط عن طريق تغيير الموقف مباشرة .وتشمل هذه الاستراتيجيات كل الحلول الممكنة التي تساعد الفرد على إحداث التغييرات اللازمة للتقليل من حدة الانفعالات السلبية كالقلق مثلاإذ يسعى الفرد من خلالها إلى استخدام أفكار عقلانية ومبتكرة لمواجهة القلق الذي يواجهه، وذلك بإعادة تقييمه وإدراكه لوضعية القلق، وكذلك بالتعرف على الأفكاراللاعقلانية وتعويضها بأفكار ومعتقدات منطقية حيث تركز هذه الاستراتيجية على التعامل بشكل مباشر مع وضعية القلق ومواجهته

استراتيجيات متمركزة حول الإنفعال: Coping centré sur l’émotionوهي الجهود التي يبذلها الفرد لتنظيم الانفعالات الناتجة عن الموقف الضاغط، وذلك من خلال تبني معارف جديدة، تجعل الفرد يشعر بنوع من الاطمئنان والاستقرار النفسيين، فهذه الاستراتيجيات التي تركز على الانفعال لا تساهم في حل المشكل بشكل قطعي ولا تحاول تغييره، وإنما تسعى لبناء أفكار وتصورات جديدة حوله، وهذا التحويل يسمح بالتخفيف من الآثار المحتملة للقلق والضغط النفسي (لحويدك، 2021).

استراتيجيات تنظيم ومواجهة قلق الامتحان

–      استراتيجيات متمركز حول المشكلة: . Coping centré sur le problème

تسمى أيضا هذه الاستراتيجيات المتمركزة حول المشكلة “بالنشيطة” لأنها تسعى إلى تغيير مصدر الضغط ومواجهته، و هي عبارة عن الجهود التي يبذلها الفرد لتعديل العلاقة الفعلية بينه و بين البيئة و لهذا فإن الشخص الذي يستخدم هذه الأساليب نجده يحاول تغيير أنماط سلوكه الشخصي أو يعدل الموقفذاته ، فهو يحاول تغيير سلوكه الشخصي من خلال البحث عن المعلومات المرتبطة بالموقف أو المشكلة أو طلب النصيحة من الآخرين و إدارة المشكلة و القيام بأفعال لخفض الضغط عن طريق تغيير الموقف مباشرة .

وتشمل هذه الاستراتيجيات كل الحلول الممكنة التي تساعد الفرد على إحداث التغييرات اللازمة للتقليل من حدة القلق التي يسعى الفرد من خلالها إلى استخدام أفكار عقلانية ومبتكرة لمواجهة القلق الذي يواجهه، وذلك بإعادة تقييمه وإدراكه لوضعية القلق، وكذلك بالتعرف على الأفكار اللاعقلانية وتعويضها بأفكار ومعتقدات منطقية حيث تركز هذه الاستراتيجية على التعامل بشكل مباشر مع وضعية القلق ومواجهته.Schweitzer, Quintard, 2001 ))

كما تتيح استراتيجية مواجهة المشكلة التدرب على كيفية طرح البدائل للمشكلة الواحدة مثال: ماذا تفعل لو أنك لم تتمكن من فهم أسئلة الامتحان…فالتدرب على مواجهة المشاكل أفضل مضاد للقلق، فالمواجهة أفضل من الهروب.

–      استراتيجيات متمركزة حول الإنفعال: Coping centré sur l’émotion

وهي الجهود التي يبذلها الفرد لتنظيم الانفعالات الناتجة عن الموقف الضاغط،  وذلك من خلال تبني معارف جديدة، تجعل الفرد يشعر بنوع من الاطمئنانوالاستقرار النفسيين، فهذه الاستراتيجيات التي تركز على الانفعال لا تساهم في حل المشكل بشكل قطعي ولا تحاول تغييره، وإنما تسعى لبناء أفكار وتصورات جديدة حوله، وهذا التحويل يسمح بالتخفيف من الآثار المحتملة للقلق والضغط النفسي.

هناك أيضا استراتيجية المساعدة الاجتماعية، وتتضمن استعانة الفرد بالآخرين وطلب مساعدتهم له للتعامل مع الوضعية التقويمية بإيجابية. فالدعمالاجتماعيلا يساعد فقط على التقليل من حدة القلق وإنما يساعد على مواجهته بفعالية، خاصة إذا كان هذا الدعم من طرف متخصصين.

استراتيجية إدارة الوقت أيضا تعتبر من أهم الاستراتيجيات التي تساعد على مواجهة القلق الذي ينتاب التلاميذ، لأنه يساعد على ترتيب الأولويات وتحديد الأهداف كما أنه يساعدهم على إدراك إمكانياتهم بحيث لا يلتزمون بأي عمل لا يستطيعون القيام به.

كما أن الامتحان باعتباره موقفا تقويميا فإنه يحتاج لبعض المهارات من أجل الحصول على تحصيل جيد، كمهارة المراجعة التي تعتمد على وضع أهداف محددة وجدول زمني واضح، يحدد من خلاله التلميذ المواد التي تحتاج لمجهود أكبر ووقت أطول، مع تجنب كل مسببات تشتت الانتباه، تجنب السهر مع اخذ قسط وافر من الراحة والنوم، تجنب شرب المنبهات…، وغيرها من الخطوات التي تمكن الطالب من الاستعداد الجيد للامتحان.

وتتميز استراتيجيات المواجهة بمجموعة من الخصائص كونها سلوك يستهدف التكيف مع الموقف الضاغط، كما أنها استراتيجياتقابلة للتغيير و التعديل طالما المواقف الضاغطة متغيرة في شدتها و في الزمن و في المكان، بالإضافة إلى ذلك فهيتتمركز حول حل المشكلة أو التحكم في الانفعال، ثم هي استراتيجياتمتنوعة فهي تكون إما ذات طابع معرفي أو سلوكي أو انفعالي.

كل هذه الاستراتيجيات وغيرها تساعد في التخفيف من حدة القلق ومن ضغط الامتحانات حتى يحصل الطالب على نتائج جيدة. علما أن لهذا القلق جوانب إيجابية، لأنه يعمل كمحفز ودافع لتحقيق أداء جيد كونه يستثير استجابات مناسبة لموقف الامتحان. وأيضا له جوانب سلبية لأنه يعيق بلوغ الفرد لتحقيق أهدافه ويثير استجابات غير مناسبة للوضعية التقويمية.

  1. توصيات الدراسة:

بعد الانتهاء من عرض محاور البحث نقترح بعض التوصيات:

  • تلعب استراتيجيات تنظيـــم الانفعـــال معرفيـــا دورا وقائيا لمجموعة من المشاكل النفسيةمثل القلق والاکتئاب والانتحار…
  • تساهم استراتيجيات تنظيم الانفعال على تسهيل عملية التكيف الاجتماعي إذ بواسطتها يعــدل بها الـفــرد انفـعــالاتـــــه ليستجيب بطريقة متوافقة مع محيطه .
  • يمکن لاستراتيجيات تنظيم الانفعال معرفياً التنبؤ بالمشاکل الانفعالية على المدى الطويـــل.
  • ضرورة الاهتمام بالانفعالات في الوسط المدرسي خاصة قلق الامتحانات إذ صار يعتبر من المهارات الضرورية في مختلف التفاعلات والعلاقات الاجتماعية.

لائحة المراجع باللغة العربية

      امطانيوس ميخائيل، دراسة لمقياس القلق بوصفه حالة وسمة على عينات من طلبة الجامعات السورية، مجلة جامعة دمشق، المجلد 19، العدد الثاني، 2003، ص 15

      آيت موحى محمد، العلاقة التربوية طبيعتها وأبعادها، مجلة دفاتر للتربية والتكوين، المجلس الأعلى للتربية والتكوين، العدد 1، المغرب،  2009

      حفيضة مصطفى، حمزة أسماء، التدريب على برنامج N-Back وأثره في تحسين التنظيم المعرفي الانفعالي والحساب الذهني، مجلة كلية التربية، جامعة الاسكندرية، المجلد التاسع والثلاثون، 2019.

      الحملاوي منال، أسماء مصطفى، استراتيجيات إدارة انفعالاتالأبناء كمتغير وسيط بين صعوبات تنظيم الانفعال للأمهات والكفاءة الانفعالية الاجتماعية للمراهقين، مجلة البحث العلمي في التربية، العدد الثاني، الملجد 22، 2021، ص 348.

      الزاهر أحمد، المقاربة المعرفية للاضطرابات الذهنية، مجلة شبكة العلوم النفسية العربية، العدد 13، 2007، ص 120

      العراقي صلاح الدين، أساليب المعالجة الانفعالية لدى طلاب الجامعة المكتئبين وغير المكتئبين، مجلة كلية التربية، العدد 105، يناير الجزء 2، 2016.

      عمار حسن طاهر، دراسة تنبؤية للعلاقة بين تنظيم الانفعال والرضا عن الحياة والضيق النفسي لدى عينة من تلاميذ التعليم الأساسي.  مجلة كلية التربية، جامعة عين شمس، العدد 44، الجزء 3، 2020

      كيشار، عبد الهادي، فعالية برنامج تدريبي قائم على بعض استراتيجيات ما وراء الانفعال في تنظيم الذات الأكاديمي، المجلة العلمية لكلية التربية، جامعة أسيوط. المجلد 34، العدد12، ديسمبر 2018. ص 303،

      لحويدك، رجاء، قلق الامتحان واستراتيجيات المواجهة –التلاميذ المقبلين على شهادة الباكالوريا نموذجا-، مجلة كراسات تربوية، 2021 العدد 6، ص57.

      محمود حنان، حسين، التنظيم الانفعالي والمعتقدات ما وراء المعرفية وعلاقتهما بقلق الامتحان، مجلة العلوم التربوية، العدد 4، الجزء 1، 2016، ص 82.

      مرتضي عبلة الجابر، نمذجة العلاقات السببية بين الاستراتيجيات المعرفية لتنظيم الانفعالات والهناء النفسي والأكاديمي لدى طلبة الجامعة، مجلة البحث العلمي في التربية، المجلد 22، العدد  العاشر، 2021.

      مرشد العديني ماجدة محمد، ، فعالية برنامج معرفي سلوكي قائم على اليقظة العقلية لتحسين تنظيم الانفعال لدى طلاب الجامعة. المجلة العلمية لكلية التربية، جامعة عدن، المجلد 35، العدد 11/ 2019.

      ميرة براهمية، بوبكر عائشة، أثر شخصية المعلم في الجانب الانفعالي للطفل، المؤتمر الدولي الشامل  للقضايا النظرية  وسبل معالجتها العملية، دار الرافد للنشر، 2021، ص 127.

      يونس بني محمد، تفسير ماهية الانفعالات من منظور المدرسة السيكولوجية الروسية، المجلة الأردنية لعلوم الاجتماعية، المجلد 6، العدد 2، 2013، ص 300.

 

المراجع الأجنبية

 

            Ponnelle, S., &Lancry, A.  Stratégies d’ajustement et ressources environnementales et personnelles dans la dynamique du stress. In M. Neboit& M. Vézina (Éds.), Stress au travail et santé psychique (pp. 59-77). 2002 , Toulouse : Octares.

            Bruchon-Schweitzer, M., &Quintard, B. Personnalité et maladies : stress, coping et ajustement. 2001 . Paris : Dunod. P13

            Nader-Grosbois, N., &Mazzone, S. (2014). Emotion regulation, personality and social adjustment in childrenwithautismspectrumdisorders. Psychology, 5, 1750- 1767

            Pamela Gobin, Baltazart véronique, Emotions et apprentissages, Dunod, 2021

            Paulhan Isabelle. Le concept de coping. In: L’année psychologique. 1992 vol. 92, n°4. pp. 545-557.

            Solange Denervaud, Martina Franchini , Les émotions au cœur  des processus d’apprentissage,  Revue suisse  de pédagogie, 4, 2017, P 20

            Spielberger, C.-D.  Inventaire d’anxiété état-trait, Forme Y (S.T.A.I.-Y) : Traduction et validation française par M. Bruchon-Schweitzer et I. Paulhan. 1993 , Paris : Les Éditions du Centre de Psychologie Appliquée.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *