الدكتور المدرس عمر علي حسين الخفاجي

موظف في ديوان الوقف السني

checgoyx@gmail.com

009647822417532

أ. د. ساجد صبري نعمان

مدرس في الجامعة العراقية

drsagid1967@gmail.com

096477154633690

 

الملخص:

تعد المرأة نصف المجتمع وهي تلعب دوراً حيوياً وفعّالاً في بناء المجتمع، فهي اللّبنة الأساسيّة فيه من حيث قدوتها امهات المؤمنين و الزهراء (رضي الله عنهم) وهي تستمد علومها وثقافتها منهم وهم كالبِذرة الّتي تُنتج ثماراً تصلُح بصلاحها وتفسد بفسادها؛ لِذا علينا أنْ لا نغفل عن دور المرأة في المجتمع، وأنْ نُعطيها كامل حقوقها، ونَضمن لها كرامتها، فهي من تَبني الأجيال ذكوراً وإناثا لِينهضوا بحضارتهم، ويصنعوا مستقبلاً واعداً لبلادهم.

وهي الني تكون في البيت راعية وفي المجتمع داعية ومن اصلتها تبني الأسرة وعلى مر العصور هي محور الحياة الطيبة.

إشكالية البحث: تُعَدُّ الإشكاليّة الكبرى ضمن هذا البحث في السؤال الآتي: ما هو مفهوم البناء المجتمعي وما دور المرأة في إصلاح المجتمع؟.

ويتفرَّعُ عنها الأسئلة الآتية:

1-    ما هو نوع الدور الذي تقوم فيه المرأة في المجتمع وما أهمّيّته، وما هي موضوعاته،؟

2-    ما هي التأثيرات الإيجابية والسلبية لدور المرأة في المجتمع؟.

3-    ما هو نوع الدور الذي تقوم فيه المرأة في المجتمع لربط الأصالة بالمعاصرة؟.

أهميت البحث وأهدافه :

تكمن أهمية البحث في أمور هي:

1-    ابراز أهمية المرأة في المجتمع.

2-    بيان مكانة المرأة وعلو رفعتها في المجتمع.

3-    بيان نظرة الدين للمرأة وما هو دورها فيه.

منهج البحث: منهجية البحث هو المنهج الاستقرائي الوصفي الاستنباطي.

الدراسات السابقة: لم أظفر بدراسة مستقلة تناولت هذا الموضوع بحد ذاته بشكل تفصيلي، ولكن كتب تناولت مسألة أو قضية أو جزءاً منها أبدى المؤلف رأيه فيها أو أنه أحجم عن ذلك.

خطة البحث: يتكون البحث من مقدمة وثلاثة مباحث مشتملة على عدة مطالب .

تناول المبحث الأول : ابراز دور المرأة في قيادة المجتمع.

وخص المبحث الثاني : مكانة المرأة في الإسلام.

وعرض المبحث الثالث: الدراسات الاستشراقية حول مكانة المرأة .

 

الكلمات المفتاحية : مفهوم دور المرأة ، البناء المجتمعي ، الأصالة والمعاصرة، مفهوم الأصالة والمعاصرة).

 

 

The importance of the role of Muslim women in societal construction between authenticity and modernity:

 a descriptive jurisprudential study

Dr. Teacher Omar Ali Hussein Al-Khafaji

An employee at the Sunni Endowment Office

Prof. Dr. Sajid Sabry Noman

Teacher at the Iraqi University

 

Abstract

The topic of this research under of the importance of the role of women in community making among tradition and modernity, as a descriptive study.

 Women are considered half of the society and they play a vital and effective role in creating the society, they are the basic building block in it in terms of her role model, Al-Zahra (peace be upon her). She derives her knowledge and culture from the seed of Al-Zahra (peace be upon her). Therefore, we must not lose sight of the role of women in society, give them all their rights, and guarantee their dignity, as they are the ones who adopt generations, male and female, to advance their civilization and create a promising future for their country.

She is the one who is a shepherd in the home and a preacher in the community. It is from her origin that the family is built, and throughout the ages, she is the focus of a good life.

The importance of the research and its objectives:

The importance of the research lies in the following matters:

First- Highlighting the importance of women in society.

Second- Statement of the status of women and the height of their elevation in society.

Third- Statement of the religious view of women and what is their role in it.

Research Methodology: The research methodology is the inductive descriptive deductive method.

Previous studies:

 I did not win an independent study that dealt with this subject itself in detail, but books dealt with an issue or issue or part of it, in which the author expressed his opinion or refrained from doing so.

Research Plan The research consists of an introduction and three subjects containing several demands.:

The first subject dealt with highlighting the role of women in leading society The second subject singled out the status of women in Islam.

The third Subject talks about the oriental studies on the status of women.

Keywords

 (the role of women, community building, originality and modernity).

 

المقدمة

الحمد لله الذي بنعمته يؤتي من يشاء، وبعدله يؤخر من يشاء. ولم يرفع عليه عاقل نفسه، ولم يسأله أي مخلوق عن سبب أفعاله. وأستعينه بمن استودعه، وأقر وأقر أنه لا ملجأ إلا منه ولا خلاص، وأستغفره بمغفرة المعترف بذنوبه. يعترف بذنبه، وأصلي وأسلم على نبيه ورسوله الذي هو أوفى بآياته ممن يطأ الحصباء بنعاله، وعلى آله المنتجبين، وأصحابه المؤمنين، ومن اتبعه عز وجل. العدل إلى يوم الدين. وأشهد أن لا إله ولا شريك إلا الله، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا ورزاقنا محمد. رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بعد.

إن حكمة الله عز وجل في خلق البرية اقتضت منه أن يخلق الرجل والمرأة ويعطي كل منهما خصائص مختلفة حتى تتكامل البشرية بشكل كامل ويحصل بينهما التكاثر والبقاء. تستمر الإنسانية في الوجود على الأرض. وقد كتب الله (عز وجل) لهما الرزق. تلبية احتياجاته.

وتسير حياته بشكل طبيعي، مما يبعده عن طبيعته التي خلق من أجلها. فأعطى كل واحد منهما حقوقا وواجبات لا ينبغي إهمالها أو نسيانها، وأوجب على كل منهما، وكذلك لم يظلم رجالا ونساء، ولا أعطى بعضهم على بعض حقا، بل على العكس من ذلك، التسوية. ويتم العدل بينهم في حدود القانون. طبيعة العمل الذي قام به طوال حياته.

الإسلام لا يضطهد المرأة، ولا يحرمها من أي حقوق، بل على العكس من ذلك، يضعها في أعلى درجات الكرامة، ويمنحها حقوقها كاملة، ويحميها من الظلم والضلال، ويعطيها جميع الحقوق مثل الرجل.

وقد ركزت العديد من المنظمات والمؤسسات والدول على هذا المجال ونظمت سلسلة من المؤتمرات والندوات. وتظهر هذه الفعاليات بأشكال مختلفة أهمية تمكين المرأة وإعطائها حقوقها الكاملة للعمل في مختلف المجالات.

ويُعرّف الدور بأنه: (مجموعة من الصفات والتوقعات المحددة اجتماعيّاً والمرتبطة بمكانة معينة، وللدور أهميّة اجتماعيّة؛ لأنه يوضّح أنّ أنشطة الأفراد محكومة اجتماعيّاً، وتتبع نماذج سلوكيّة محددة، فالمرأة في أسرتها تشغل مكانة اجتماعيّة معينة، ويتوقع منها القيام بمجموعة من الأنماط السلوكية تمثّل الدور المطلوب منها) وتتجلى مساهمة المرأة وأثرها في المجتمع

وقـبل التعرض لكيفية تكريم الاسلام للمرأة ومنحها حـقوقها كـاملة , يجـب أن نـقف على مكانتها قبل الاسلام وفي المجتمعات غير الإسلامية , لكي تعلم المرأة المسلمة كيف كرمها الدين الإسلامي وجعل لها مكانة بعد أن كانت مهانة وذليلة.ولبيان معرفة مكانة المرأة والدراسات الاستشراقية حولها . أقدم هذه الدراسة الموجزة المختصرة والتي تتكون من ثلاثة مباحث تحتوي على عدة مطالب :

تناول المبحث الأول : ابراز دور المرأة في قيادة المجتمع.

واختص المبحث الثاني : مكانة المرأة في الإسلام.

وعرض المبحث الثالث: الدراسات الاستشراقية حول مكانة المرأة .

 

المبحث الاول

ابراز دور المرأة في قيادة المجتمع

المطلب الأول: مكانة المرأة في المجتمع

  • مما سبق يتبين أن معظم ما يقدم عن المرأة عبر وسائل التواصل المختلفة، بالإضافة إلى ما ورد في الأعمال الفنية والأدبية، تهيمن عليه اتجاهات خاصة، تتميز بالتركيز على صورة المرأة، أي الأنثى. صورة. تقوم ببعض الأدوار التقليدية التي اقتصرت عليها لفترة طويلة بينما تخفي أدوارها الجديدة التي تكشف عن قدراتها وقدراتها الفعلية. أدوار متعددة، بالإضافة إلى الصورة السلبية التي تقدم لها في كثير من الأحيان، والتي تحط من شأنها وتحط من كرامتها (صلاح عبد الغني محمد، الحقوق العامة للمرأة، الطبعة الأولى، مكتبة الدار العربي للكتب: 1/37) النتائج وأكد أحد المشاركين في المؤتمر (المركز المصري لحقوق المرأة) بوضوح أن الإعلام يمكن أن يلعب دوراً هاماً وفعالاً في القضاء على الصور السلبية للمرأة في سوق العمل، وذلك بفضل التقدم الهائل الذي تم إحرازه. ففي السنوات الأخيرة، تطورت تكنولوجيا المعلومات. ظهرت في مجال الاتصالات، لم تجلب فقط انتشار وسائل الاتصال الحديثة واختلاف استخداماتها بين فئات مختلفة من الناس، بل جلبت أيضا توافر المعلومات وسرعة انتشارها إلى أماكن بعيدة في الأوساط الثقافية والاجتماعية. ولذلك تقع على عاتق وسائل الإعلام مسؤولية وضع استراتيجية إعلامية للعمل مع المرأة المسلمة، وذلك على النحو التالي:
  • والعمل على إزالة الصور السلبية عن المرأة واستبدالها بصور متوازنة تعزز دورها الفاعل في المجتمع ومشاركتها في التنمية، على أن يتم ذلك من خلال آلية إنفاذ تعتمد على فريق خبراء مكون من الإعلاميين. مسؤولة عن مراجعة وتقديم المعلومات عن المحتوى المنشور في وسائل الإعلام حول المرأة. كما يستعرض الردود ويمنح جوائز لأفضل الإنتاج الإعلامي الذي يسلط الضوء على دور المرأة الفاعل. كما تقوم بإعداد برامج تدريبية للإعلاميين وحثهم على تطوير برامج لتوعية المرأة بحقوقها وواجباتها القانونية بدلاً من تركها في طي النسيان. الوضع محرج. ضوء سلبي. منظور أنثى. ويؤكد على شعار “كل امرأة امرأة عاملة” (انظر: عبد الباسط محمد حسن، “مكانة المرأة”) التشريع الإسلامي، مركز دراسات المرأة والتنمية، جامعة الأزهر، القاهرة، ص8. )
  • تشكل هذه المؤشرات مجتمعة البنية التحتية والحوافز الإيجابية لدفع المرأة المسلمة إلى مواقعها المرغوبة. وأن تقوم بدورها في تشكيل حياتها الخاصة وحياة وطنها من خلال ما يسمى في الأدبيات العالمية “تمكين المرأة”، أي تسليحها بالعناصر والعوامل اللازمة للقيام بدورها في عملية التنمية الاقتصادية و تطوير. ملء الفراغ الذي تركته المرأة. دورها الأساسي في المجتمع (سالم البهنساوي، مكانة المرأة بين الإسلام والقانون الدولي، دار العلم، الكويت، 1986، ص 15)
  • ويشتمل على جانبين:والذي يتمثل في جانبين :
  • الجانب الأول: وظيفة المرأة الأساسية هي حماية الأسرة، وذلك من خلال:
  • – قامت بتربية أبنائها وغرس فيهم القيم الأخلاقية والإسلامية الحميدة وتنمية حس المسؤولية فيهم.
  • – يؤمن راحة الأسرة ويزيد من نشاطها الاقتصادي وإنتاجيتها.
  • – إدارة شؤون الأسرة على أساس أنماط استهلاك الأسرة (ترشيد الاستهلاك)، وأنماط إنفاق ميزانية الأسرة (أحمد شلبي، “مقارنة الأديان”، مكتبة النهضة الإسلامية، 1973م، ص208.)
  • الجانب الثاني: إظهار دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإتاحة المجال لهم للمشاركة في الحياة الاجتماعية، والتعريف بقضاياها وأنشطتها وذلك من خلال ما يلي:
  • تغيير الاتجاه والتبني الفعال للقيم التي تدعم المفاهيم المتعلقة بقضايا المرأة وحقوقها الأساسية في العمل والتعليم والمشاركة في تنمية المجتمع وغيرها.
  • الكف عن التعامل مع المرأة إعلامياً كوسيلة للإغراء والقذف، أو كسلعة، وإبراز الجوانب الإنسانية والثقافية للمرأة وتاريخها المجيد وحاضرها المجيد ومستقبلها الواعد.
  • معالجة القضايا والظواهر السلبية المتعلقة بالمرأة، وتحليل أسبابها، واقتراح البدائل الإيجابية، وتبني مفاهيم جديدة، مع حث كافة الجهات المعنية على القيام بدور فعال في منع تدهور المرأة في الإعلانات التجارية إلى حد الإضرار بمستقبلها ومكانتها. وتحت ضغط المال والسمعة، يجب على وكالات الإعلان أن تأخذ في الاعتبار الهوية الإسلامية والعادات والتقاليد التي تحكم مجتمعاتنا العربية والإسلامية، قبل البدء في تصميم الأشكال الإعلامية، بدلاً من التأثر بأفكار الإسلام. عند الترويج لأي إعلان يجب أن نتوافق مع اتجاه العولمة الثقافية والاقتصادية، وتغيير الصورة السلبية للبرامج والمسلسلات التلفزيونية في العقل الجمعي، والتركيز على دورها الإيجابي في الحياة، وتحسين مكانتها، وتعزيز مكانتها العالمية. الأسرة والمجتمع، وتوضيح الدور الإنتاجي للمرأة وقدرتها على المساهمة في عملية التنمية والسعي لخلق حوار حول قضايا المرأة وإدماجها في الثقافة المسرحية (أنظر: سالم البهنساوي، مكانة المرأة بين الإسلام والقانون الدولي) ، الصفحة 33. ) وقال آخر: (عبد الرحمن عبد الوهاب) إن تطور الوضع الحقيقي للمرأة العربية والانتقال من العصور القديمة إلى العصر الحديث يتطلب تجنب الصراعات الاجتماعية والأخلاقية في المجتمع ويتطلب أيضًا عدم تقليد الحداثة من الغرب، لأنه في وفي معظم الحالات، فإنه لا يتناسب مع البنية الاجتماعية والقيمية للمجتمعات الشرقية. – مراعاة مبدأ الشفافية في فهم وضع المرأة دراسة الثقافة والعادات والتقاليد الأساسية التي تحد من تطور المرأة من أجل ربط الرسائل الإعلامية بتعاليم إسلامنا الذي له الأولوية على كافة التشريعات والقوانين التي تدعو إلى حقوق المرأة وتدعو إلى احترام المرأة وحقوقها وواجباتها. المساواة بين الذكور. يقول الله تعالى:  ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض. للرجال نصيب مما اكتسبوا، وللنساء نصيب مما اكتسبن.  (سورة النساء: الآية 32) وقال الرسول : «إنما المرأة نصف الرجل» (الإمام أحمد في بقية مسند الأنصار عن أم سليم بنت ملحان) رواه في الحديث. الوصايا) رقم: 5869، والترمذي في كتاب الطهارة. باب من استيقظ فرأى الرطوبة ولم يذكر محتوى الاحتلام، رقم 105، وأبو داود في كتاب الطهارة، باب الرجل الذي ينام مبللاً (رقم 204) . ) وبهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق الهدف المنشود من وراء كل الجهود وهو: التنمية الشاملة. هناك أحياناً تناقضات وتناقضات في تغطية وسائل الإعلام المختلفة للمرأة، مما يوضح أهمية التنسيق بين هذه التقارير الإعلامية. التنسيق المطلوب لا يعني مطالبة هذه وسائل الإعلام بتقديم صور نمطية عن المرأة، بل وضع نهج محدد يفرض على هذه وسائل الإعلام اتباع خط عام أو اتباع استراتيجية هادفة مخصصة للعمل يغير صورة المرأة التي يتم تقديمها بشكل سلبي ويحرص على عدم تقديم صورة ونقيضها، أي عدم تقديم القيم الإيجابية، بما يساعد المرأة على القيام بأدوارها، كما يقدم صورة تنتقص من هذه القيم أو تسخر منها أو غير ذلك من إظهار صورة سلبية عن نقيضها. . وهذا التناقض من شأنه أن يقوض كل الجهود البناءة الرامية إلى تحسين وضع المرأة وتغيير وضعها في المجتمع. في النهاية، يمكن لوسائل الإعلام أن تحدث الكثير من التغييرات ويجب على المرأة استخدام وسائل الإعلام بشكل فعال وبما يعود بالنفع عليها من خلال الاستفادة من الثورة العظيمة التي تحدث في مجال الاتصالات والتكنولوجيا (الباهي الخولي والإسلام والمرأة المعاصرة) ، دار البشير الثقافة والعلوم (2000، ص91.)
  • ماذا على المرأة أن تفعل لكي تلعب دوراً أكثر فاعلية في المجتمع ؟

إعداد المرأة قانونياً وعملياً: العمل مسؤولية أولاً وأخيراً. يجب على المرأة أن تفهم التزاماتها وحقوقها وفقا للشريعة الإسلامية وأن تحرر نفسها من التبعية لكل ما يتعلق بالتراث الثقافي الزائف وأن تحارب ظواهر المواطنة الحديثة الزائفة (السلوك الاستهلاكي الطائش، تقليد الملابس والعادات وغيرها) وأن تسعى جاهدة إلى جعل ( ويصبح العمل وسيلة لبناء شخصية كاملة ومنتجة ومتميزة، قادرة على تحدي مشاكل الحياة مع الحفاظ على كرامتها وتعزيز ارتباطها بالبيت والأسرة والطفل، والمشاركة في عملية بناء المجتمع وموارده البشرية (محمد · د.عمارة، الإسلام والمرأة، الإمام محمد عبده، دار الرشاد للنشر والتوزيع، 2004، القاهرة، مصر، ص89.)

 

المطلب الثاني

عمل المرأة وأنواعه

وبالنسبة لعمل المرأة فهو يقسم إلى نوعين هما:

1) العمل داخل المنزل (انظر: أنور الجندي، رسالة المسلم، ص12): أي أن عمل المرأة يتم داخل المنزل، بما في ذلك القيام بالأعمال المنزلية ومتطلباتها، وتربية الأطفال، ورعاية الأطفال. الخ . ورعاية الزوج مطلوبة، وكذلك الاهتمام بشؤون المنزل، ومن المهم الإشارة إلى أن المرأة في هذه الحالة تعمل دون مقابل مالي.

2) العمل الخارجي: هو العمل الذي تعمل فيه المرأة خارج المنزل مقابل أجر تكتسبه من العمل الخارجي.

يشار إلى أن غالبية النساء يعملن في كلا الوظيفتين حيث يعملن داخل المنزل وخارجه، وهو أمر شائع بين النساء العربيات العاملات. (محمد الدقس، 2004م) قال: سوف تنقسم كلمتي إلى قسمين: الجزء الأول سيتحدث عن أهمية الإعلام. أما الجزء الثاني فسيناقش صورة المرأة في الإعلام وأثرها في تسليط الضوء على عمل المرأة (انظر: د. يوسف القرضاوي، مركزية المرأة في الحياة الإسلامية، ص99).

دور المرأة في سوق العمل: العمل إن مشاركة المرأة العربية في سوق العمل مهمة جداً. لأنها تشكل جزءاً مهماً من المجتمع العربي، حيث تمثل 50% من السكان و63% من طلاب الجامعات، لكنها رغم ذلك لا تتجاوز 29% من القوى العاملة. تشجيع المرأة على المساهمة في سوق العمل ودعم ميزانيات الأسرة بالدخل الذي يوفره لها عمل المرأة للقضاء على الفقر وتحسين مستوى معيشة الناس، خاصة إذا كانت المعيل الرئيسي للأسرة (لالالي) فاطمة (2015)، “المرأة “الأضحية”، ص 26، 27. ).

دور المرأة في التربية : الأم هي مصدر الرعاية والحنان في الأسرة، وأثبتت العديد من الدراسات أن الرعاية والاهتمام الذي يحتاجه الطفل في المراحل الأولى من العمر أهم من الأشياء المادية التي يحتاجها. تعتبر الأم المعلمة الوحيدة للطفل، ووظيفتها التعليمية لها الأثر العميق على الطفل. لأنها تلعب دوراً في تنمية وعيه بذاته وثقته بنفسه وتشكيل شخصيته وإعدادها. ونظراً لأهمية هذه المرحلة في حياة الطفل، لا بد من مراقبته ومتابعته عن كثب من قبل والدته. وما يكسبه في سنواته الأولى سيبقى معه طوال حياته ((مشاركة المرأة العربية في سوق العمل، الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، ص1).

دور المرأة في السياسة: على المستويين العالمي والمحلي، تتمتع المرأة بفرص محدودة للقيادة والمساهمة في العمليات السياسية، حيث أن أدوارها كناخبة أو مسؤولة مقيدة. سواء في مركز الاقتراع أو الخدمة المدنية أو القطاع الخاص أو الأوساط الأكاديمية. ويحدث ذلك على الرغم من قدرتهن المثبتة كقادة وطلائع في عملية التغيير وحقهن في المشاركة على قدم المساواة مع الرجل في العملية الديمقراطية. تواجه المرأة العديد من العوائق أمام المشاركة السياسية. على سبيل المثال، لا تزال العوائق الهيكلية المفروضة من خلال المؤسسات والقوانين العنصرية تحد من خيارات المرأة في الترشح للمناصب (مليكة الحاج يوسف (2003)، تأثير عمل الأمهات على تربية الأبناء، ص 81، 82. مقتبس من “المرأة” القيادة والمشاركة السياسية “، هيئة الأمم المتحدة للمرأة، تم استرجاعه في 28 مايو 2017. المحرر).

دور المرأة في الزراعة: تساهم المرأة بشكل أساسيّ في الأنشطة الزراعيّة والاقتصاديّة الريفيّة في البلدان النامية، ويختلف دورها اختلافاً كبيراً بين منطقة وأخرى نتيجة التغيّرات الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي تحدث في قطاع الزراعة. وكثيراً ما تتكفل المرأة بإعالة أسرتها، وتتبع طرقاً وأساليب معينة لكسب العيش، فهي تعمل كمزارعة في مزرعتها الخاصة، أو دون مقابل في مزرعة أسرتها، أو بأجر أو دون أجر في مزارع المؤسسات الريفيّة، ويتمثل دورها في إنتاج المحاصيل الزراعيّة، وتجهيز الطعام، والعناية بالحيوانات، وجلب الماء، والعمل بالتجارة والتسويق. ووفقاً للدراسات فإنّ النساء يمثّلن 43% من القوى الزراعيّة في البلدان النامية، كما تصل نسبة النساء العاملات في الزراعة إلى ما يقارب 50% في أفريقيا وشرق وجنوب شرق آسيا والصحراء الكبرى، و20% في أمريكا اللاتينية(منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، حالة الأغذية والزراعة،ص 7.)

دور المرأة في القوات المسلحة: ويقترب عدد النساء في بعض الجيوش من عدد الرجال، وتختلف النسبة بين الرجال والنساء من بلد إلى آخر، حسب الاحتياجات والحوافز والقوانين الخاصة برعايتهم. انضم إلى القوات المسلحة. وتتراوح هذه المعدلات من 5 إلى 25 بالمائة أو حتى أعلى في بعض الجيوش. وتساهم المرأة في القوات المسلحة في مجالات متعددة؛ مثل الإدارة والمراقبة والصحة والهندسة ومكافحة الحرائق والمسيرات التعليمية. ولا يزال عدد البلدان التي تعطي المرأة أدوارا نشطة في الجيش وفي الخطوط الأمامية منخفضا، على الرغم من رتبها العسكرية العالية ومهامها المختلفة في جيوش العالم (منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، حالة الأغذية والزراعة، ص. 7.).

دور المرأة في الطب: منذ العصور القديمة، لعبت المرأة دورًا مهمًا في الرعاية الصحية من خلال التمريض، واستخدام الأدوية العشبية، وتوفير العلاجات المنزلية، وما إلى ذلك. الطب كمهنة كان دائما مقتصرا على الرجال. وفي أوائل القرن الخامس عشر، سنت أوروبا قانوناً يحظر ممارسة الطب دون الحصول على تدريب جامعي. لم يُسمح للنساء بالالتحاق بالجامعات حتى أوائل القرن العشرين. نرى اليوم

النساء ويتنافسن مع الرجال في هذا المجال، ولكن رغم ذلك نرى اختلافات بين الجنسين في التخصص الطبي. تفضل النساء التخصصات التي تتوافق مع الحياة الأسرية، لذلك يفضلن الطب العام أو طب الأطفال أو الطب النفسي على تخصصات مثل الجراحة وأمراض القلب. إحدى الصعوبات التي تواجهها الطبيبات هي الفجوة في الأجور. وأظهرت دراسة أجريت عام 2011 أن الطبيبات يتقاضين 79% من راتب الأطباء والجراحين الآخرين، بينما تتقاضى الطبيبات 66% من راتب الأطباء والجراحين الآخرين. رواتب أطباء الأطفال الذكور، على الرغم من أنهم يشكلون غالبية المهنة. وتواجه الطبيبات أيضًا مشكلات مثل عدم المشاركة في اتخاذ القرارات الإدارية والافتقار إلى الشمولية في أنظمة الترقية والمكافأة. تشير الإحصاءات الحالية إلى أنه بحلول عام 2017، قد يفوق عدد الطبيبات عدد الأطباء الذكور حيث يتغلبن على العقبات الأكاديمية والاجتماعية ويثبتن جدارتهن وقدرتهن. واليوم نرى طبيبات يتولين إدارة المؤسسات الطبية. وبعد أن شك المجتمع في قدرات المستشفى، نجح المستشفى وحصل على جائزة نوبل لإنجازاته الطبية. حول العمل في المهنة (طبيبات: نظرة شاملة لتاريخ المرأة في مهنة الطب)، باحث سوري تم الدخول في 28/5/2017.

 

المبحث الثالث

الدراسات الاستشراقية حول المرأة

المطلب الأول: المرأة في ظل الدراسات الاستشراقية

من المعلوم أنه بعد فشل الحروب الصليبية في تحقيق أهدافها ,فكر الغرب في وسيلة أخرى للسيطرة على العالم الإسلامي من جميع النواحي فقام القس الاســباني ريمون رول منادياً باستخدام التبشير والغزو الفكري , بدلاً من الحروب الصليبية ,فتحركت جيوش التبشير تحت مسميات إنسانية متعددة معروفة الغاية والهدف , وهــو القضاء على الخطر .

ومن الوسائل المتعددة فتح أقسام للدراسات الشرقية في الجامعات الأوربية لإعداد دراسات غربية عنه وعن تاريخه لتقديمها جاهزة حسب التفكير الغربي وبما يخدم مصالحه ويحقق غايته للموفدين من الشرقيين لمتابعة تحصيلهم العلمي في الغرب , وتشكيل عقولهم بما يُريد المستعمر , كما عملوا على خلق روح التخاذل والشعور بالنقص في نفوس المسلمين عن طريق تعاليم الإسلام شرحاً يضعف في المسلم تمسكه بدينه ويقوي في نفسه الشك فيه(ينظر : الاسلام والمرأة المعاصرة ,البهي الخولي ،ص97.).

ونتيجة لهذا الغزو الفكري وسيطرتهم على العلم والتعليم ومراكز التوجيه في العالم الإسلامي تمكنوا من هزيمة المسلمين في عدة ميادين منها القانون والاقتصاد والسياسة والتعليم والمجتمع والمرأة .

وفي ميدان القانون ,فرضت القوانين الوضعية وحجبت الشريعة الإســـــلامية وفي الاقتصاد سيطر النظام الربوي , وفـــي مجال السيـــاسة سيطر النـــــظام الغربي الديمقراطي , وفي التعليم سيطرت مناهج الغرب على أصول التربية الاسلامية وفي مجال المجتمع والمرأة سيطرت المفاهيم الغربية القائمة على المادية والتـــــــحلل والإباحية والفصل بين الدين والمجتمع , والدين و الأخلاق , وتفسير علاقة الرجل بالمرأة بمبدأ التفوق , وتفسير طاعتها لزوجها على أساس نها نوع من الاذلال وسبب لفرض الرق والعبودية على نصف البشرية(ينظر: فصل الدين عن الدولة ,اسماعيل الكيلاني ,ط1,المكتب الاسلامي ، ص125_137 .     ).

هكذا تمكن من أن ينــسب الى الغـــرب احتــرام المرأة وإلى الاسلام احتقار المرأة , ووجدوا في أبناء المسلمين من يعينهم كما فـــي كــــتاب (تحــرير المرأة) و(المرأة الجديدة) لقاسم أمين .

ولمعرفتهم بأن منزلة المرأة في الإسلام بمنزلة الروح من الجـــسد ، وإنَّ تـــقدم أي شعب أو تأخره يعود إلى أثر المرأة في اخلاق ابناء الوطن , حرصوا على هدم هذا الاساس لينهار البنيان جميعه.

ولذا وجهوا سهامهم إلى قضايا كثيرة تهم المرأة أبرزها قضية :

1-الطلاق 2- تعدد الزوجات 3- المساواة  ( الميراث والقوامة ).

1-الطلاق:

من الأمور التي أثارها المستشرقون في الطعن على موقف الإســلام من المــرأة هو الطلاق . لما فيه من الاهانة بالمرأة وظلم لها , لما ينتج عنه من مشكلات كتــــشريد الأولاد وضياع الزوجة ومناوشات بين الأسر , ومراجعات متكررة على المحــــاكم فهو سلاح فتاك يوجهه الرجل إلى المرأة متى شاء دون تبصر بعواقب فعله.

وهو كلام في ظاهره الرحمة بالمرأة وفي باطنه  العذاب والجهل ,لأن الطلاق نظام وضعه خالق البشــــر العليم بما ينفعهم ويـــضرهم والخبير بأحوالهم ؛ وثانياً لأنــهم يجهلون أو يتعمدون الــــتجاهل بأن الاســــــلام شرعه كآخر علاج لمشكلات الحياة الزوجية اذا فشلت كل محاولات الاصلاح بين الزوجين.

ومن جهة أخرى إنَّ الطلاق ليس من اكتشاف الإسلام ,فالشرائع السابقة عملت بهذا النظام إلى أن جاء التحريم بعد ذلك ,ومع أن كـــلام المسيح (عليه الســلام) في منعه التفريق بين من جمع الله بينهما قد يكون من باب التوجيه والأرشاد , إلا أنهم حملوه على العِشرة الابدية , ولما كان ضد الفطرة البشرية, فأنهم لم يصمدوا أمـــامها , فلجأوا إلى اتخاذ الخليلات وما جرت من مشاكل اخلاقية ونفسية وآخرها(الايدز) لذا اضطرت الكثير من الدول الغربية إلى إباحة الطلاق , الذي عابوه على المسلميــن ونسبة الطلاق لديهم كانت بنسبة كبيرة جداً  ,أما عند المسلمين فلا تتجاوز في أسوأ الاحوال 10%.( ينظر :الاسلام والمرأة المعاصرة ,البهي الخولي ،ص98.)إنَّ الطلاق في الاسلام اتخذ جانب التضييق والمنع إلا إذا استعصت كل الحــــــلول وتعرضت حياة الزوجين للخطر يأتي الطلاق منقذاً لهما , كما أمر الدين الإسلامي الزوج بتجنب الشدة إذا أخطأت زوجته أو قصرت في حقوقه وعـــــــدم اللجوء إلى العنف كما هو الحال في أوربا بل عليه أن ينصحها .أما عــن جعــل الطلاق في يد الرجل , فلأنه صاحب هذه المؤسسة الذي بدأ باختيار الشريك وتمويل المشـــروع بدفع المهر وتكاليف الزواج , وكذلك تعهد بدفع المؤخر وتأثيث البيت ونفقة الأولاد , ومن هذا كان شأنه له الحق في إنهاء هذه العلاقة عرفاً وعقلاً , لأنه لا يمكن أن يقدم عليه إلا لضرورة قاهرة يسترخص بجوارها ما دفعه , كما أن الرجل أقدر  عــلى ضبــط النفس والتبصر في العــواقب بتأثيث بيت جديد وتكاليف أخرى , فلو كان الطلاق في يد المرأة لأقدمت عليه من أية خصومة لأنها سريعة التأثر شديدة الغضب لا تبالي كثيراً بالنتائج , ورغبـــة في تــغريمه تطــلقه وتطرده من المنزل وهو صاحبه والمنفق عليه .

كــما أن الإسلام أعطى للمرأة حق الخلع إذا كرهت الحياة مع زوجها أو أساء إليها وكذلك حق التــخلص مــنه إذا لم يــوفِ بــشروطها في العقد , أو في حالة الإعسار والعيوب الجنسية وما إليها , وإذا كانت المسيحية حرمت الطلاق , فأن المسيحيين قد استحال عليهم تنفيذ الأوامر الدينية لمخالفتــها للــفطرة , ومن ثم اســـتحدثوا في أحوالــهم الشخـــصية الــزواج والطلاق قوانين مدنية ليتمكنوا من مسايرة الحــياة ومجاراة طبيعة البشر في هذه الامور , وهكذا استحدثوا في الطلاق قوانين مدنية تخالف تعاليم دينهم لتعذر تطبيقها(المرأة بين الفقه والقانون , السباعي :122,شباب حول الاسلام , محمد قطب ، ص132 .).

فأي الشريعتين أكرم بالمرأة ؟ قال تعالى (أفَحُكْمَ الجَّاهلِيةِ يَبْغُونَ ومَنْ أحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَومٍ يُوقِنُونَ)( سورة المائدة : الآية50 . ).

2-تعدد الزوجات:

ومن الأمور التي أثار المســتشرق حولها الشبهات بالنــسبة للمرأة تعدد الزوجات , وإن التعدد كان عند العرب عادة فجعله الإسلام ديناً , ولا يخفي دلالة التعدد على وضعها الاجتماعي المهين ,ووجد من دعاة التغريب من يناصـر هــــــذه الدعوى مؤولين الآيات وفق اهوائهم قال تعالى (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أنْ تَعْدِلُوا بَينَ النِّسَاء وَلَو حُوصِرْتُمْ) فكأنَ التعدد عند الضرورة القصوى , ولكن نظراً لما يترتب عليه في هذا المفاسد لضعف الدين فان مفسدته تتعدى إلى الأولاد والأقرباء وإن جــاء في صدر الاسلام لتقوى به العصبية , ولقلة الضرر لتمكن الدين من النفوس فلا ينبغي جوازه اليوم ,وخصوصاً إنَّ لولي الأمر حق وقف المباح ,عملاً بقاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح(ينظر: الاسلام والمرأة في رأي الامام محمد عبده ,د. محمد عمارة، ص108.).

ويرد عليهم بأن الاسلام شرع الزواج لأهداف سامية وغايات نبيلة منها الحفاظ على النوع والعمل على تعمير الكون , وللأسرة مكانة كبيرة لأنها اللبنة التي يتكون منها صرح الدولة , وإنَّ  قوة الأمم تقاس بقدر تماسك الاســــــرة فيها , وللأسرة أهداف اجتماعية تصل إلى ربط الناس ببعض عن طريق المصاهرة , وهناك ايضاً أهداف خلقي منها غض البصر وإحصان الفرج ,وأهداف صحية نلاحظها في كثرة انتشار الأمراض في المجتمعات التي يستغنى فيها الاكثرية عن الزواج , وأهداف روحية وتنمية الفضائل والإيثار والتعاون , ولهذا وضع لها الإسلام من القوانين ما يكفل سلامتها من الفتن ويوفر لها الحماية من التحلل والفساد حتى تؤدي رسالتها على أتم وجه(ينظر: اهداف الاسرة في الاسلام ,حسن محمد يوسف ,ط1 ,دار الاعتصام، ص71-130.). ومن ناحية أخرى فإن الاسلام لم ينشئ تعدد الزوجات ولم يـــوجبه ولم يــستحسنه , ولكنه أباحه للحاجة , فهو دواء موجود يؤخذ منه عند الحاجة لإنقاذ مريض , وهو أولى من تركه يموت دون البحث عن دواء, ومن ناحية أخرى فإن التعـــــــدد كـان موجوداً في المجتمعات السابقة الإسلام دون قيد أو شرط من حيث العـــدد أو القدرة المالية أو الصحية أو الكفاءة , وليس أمراً مستحدثاً من قبل محمد (صلـــى الله عليه واله وسلم) , فالشريعة اليهودية كانت تبيح التعدد حسب رغبة الرجل , ففي أخبار العهد القديـــــــم أن داوود وسليمان  (عليهما السلام) جمعا بين مئات من الأزواج الشرعيات والإماء ,وفي المسيحية كان التعدد مباحاً إلى القرن السادس عشر حتى بين رجال الديـــن , وهناك اتجاه بأن القوانين الأوربــية ســــوف تنتهي الى إباحة التعدد(ينظر: المرأة في القرآن , العقاد :72). أما الاسلام كعادته أبقى على ما كان صالحاً من عادة القوم , ففي تعدد الزوجات وضع له قيداً وشرطاً , أما القيد فاقتصاره على أربـــــع زوجات , ففي التنزيل (وإنَّ خِفْتُم ألا تُقْسِطُوا في اليتامى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِنَ النِّسَاءِ مَثنَى وثُلاث ورُبَاعَ )( سورة النساء : الآية 3)  وأما الشرط في تعدد الزوجات فهو القدرة المالية على الإنفاق على أكثر من زوجة ثم العدل بين زوجاته في المأكل والمسكن والمبيت والنفقة فغير المستطيع من تحقيقه لا يجوز له الزواج (فإنْ خِفْتُم ألَا تَعْدِلُوا فَوَاحِدةٌ)( سورة النساء : الآية 3) وعذره في الميل القلبي وذلك عبره عنه القرآن بقوله(وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أنْ تَعْدِلُوا بَينَ النِّساءَ وَلَو حَرِصتُم فَلا تَمِيلُوا كُلَ المَيلِ)( سورة النساء : الآية 129).

كما نقول لهؤلاء المستشرقين بأن المتأمل في شرع الله الخبير بأحوال خلقه يجد أن التعدد لحكمة منها :إنَّ الزوجة الأولى قد تكون عقيماً , فلا ضير أن تطلب ما كتب الله من النسل من زوجة أخرى , فبقاء الأولى مع الثانية أفضل من التخلص منها وتركها فريسة الوحدة والحاجة إلى المال والسكن , بطرق غير مشروعة, كما أن الزوجة الثانية تأتي بمحض اختيارها , ففي ذلك ممارسة لحقها في اختيار من تريده وتكريم لرأيها أن يهدر لأن الاسلام لا يكرهها على الزواج , وكذلك الأمر لو مرضت الزوجة مرضاً مزمناً ,فالحل في المجتمع النظيف المحافظ هو التعدد(ينظر :الاسلام والمرأة المعاصرة ,البهي الخولي ، ص90 .)  .

اما التعدد على طريقة الغربيين فهو لا أخلاقي حيث يقع باسم الصديقات تحت مع القانون وبصره(ينظر: مركز المرأة في الاسلام, القرضاوي ، ص128 .) ، كما أنَّ من حق المرأة أن تشترط عدم التعدد عليها في عقد الزواج عند بعض المذاهب إن رأت في التعدد ضرراً عليها فإن تزوج عليها ملكت أمر نفسها.

3-المساواة: 

أ-الميراث:

من الأمور التي  أثارها المستشرقون ومن على شاكلتهم بغية تشويه صورة الإسلام وانتقاصه للتنفير منه على الأقل بين أنصارهم وبني جلدتهم هي قضية مساواة المرأة بالرجل , وإنَّ الإسلام ظلم المرأة في مواضع منها أنه جعل ميراثها على النصــــف من ميراث الرجل وكذلك شهادتها وديتها , ويلحق بهذا عندهم القوامة حيث تمــــثل دونية المرأة واستبدادية الرجل وتفضيله عليها . وما كانت هذه القضية تستــــــــحق الحديث لولا أنها سرت حتى بين المسلمين مبدين إعجابهم بالمبادئ الأوربية في هذا الصدد متذمرين ومشككين في موقف الإسلام منها .. وكم اتخذوا هذه القضية ذريعة لتحريض المسلمة على هدم دينها(ينظر: المرأة بين الفقه والقانون , السباعي ، ص219.).

أما قولهم بأن الإسلام جعل حق المرأة في الميراث على النصف من حــــــق ألرجل ,فنقول بأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي أنصف المرأة في قضية الميراث مقارنة بالأديان الأخرى(ينظر: الاسلام والمرأة المعاصرة ,البهي الخولي، ص15.), فقد أعطاها حق الميراث في حين أنها كانت تباع وتشترى في غيره ,فمن باب أولى أنها لا ترث ,وفي بعضها لا ترث مع وجود ذكر كما عند اليهود(ينظر: المرأة في القران ,العقاد ، ص53.), وفــي أكثـــــــر القوانين المسيحية لا ترث إلا إذا تفضل عليها الرجل بالوصية بشيء من ماله , وكذا الأمر في الجاهلية,أما في الإسلام فيجب أن ينظر إليه من خلال نظام الإسلام الشامل فهو هنا جزء من النظام الأسري و الأخلاقي , فالتــــفاضل ليس مقصوداً لذاته بدليل أنه في بعض الحالات تأخذ المرأة أكثر من الرجل وفي حالات تتساوى في نصيب الرجل , وفي حالات يكون نصيبها أقل من نصيب الرجل , لأنها ستعوض هذا من جهة أخرى عندما تتزوج يدفع الزوج لها مهراً وهدايا وغير ذلك , فكأنها تدع هذا الجزء من مالها لامرأة أخرى مثلها وهي زوج الأخ , لأن أخاها عندما يـــتزوج يدفع مقابل الزيادة التي حصل عليها من نصيبه في الميراث يدفع مهراً وهــدايا وينفق على المرأة وأفراد الاسرة وأبويه وضيوفه في حين أنها لا تكلف شيئاً من ذلك، وبهذا يتبين أن مسالة الميراث جــــزء من النظام الإسلامي وليست منفردة بنفسها وكذلك الرجل يعيش ضمن أسرته الـــواسعة يساهم بماله ونفسه , فالمنكر لنظام الميراث في الإسلام منكر لحقيقة ومكابر بغير حق(ينظر: المرأة بين الفقه والقانون ,السباعي، ص219.). وهـــذا التمييز جعل المنصفين من الغربيين يشيدوا بنظــام الارث , وأنه في الوقت الذي كان الغرب في ريب من أمر المرأة هل لها روح أم لا ؟ كان الإسلام قد منحها حق التملك(ينظر: ماذا قالوا عن الاسلام , د. عماد الدين خليل :428,418)  .

وقال غوستــــــاف لوبون :(تعد مبادئ المواريث التي نص عليها القرآن بالغة العدل والإنصاف ,ويظهر من مقابلتي بينها وبين الحقوق الفرنسية والإنجليزية ان الشريعة الاسلامية منحــــت الزوجات اللاتي يزعم ان المسلمين لا يعاشرونهن ,بالمعروف , حقوقا في الموارث لا تجد مثلها في قوانيننا)( المصدر نفسه ، ص430 .).

ب-القوامة: إنَّ قوامة الرجل التي أثارها المستشرقون لا تمــس كرامـة المرأة ,لا تــعني التسلط والسيادة , وإنما تعني المحافظة على الأسرة ومراعاة حقوق الزوجية والطاعة فيما أمر الله به , ما عدا ذلك فليس له التدخل فيه , ولذا قرر الله (سبحانه وتعالى) مــبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات , في قـوله تعالى (وَلَهُنَّ مِثلَ الذي عَلَيهنَّ بِالمعرُوفِ)( سورة البقرة: الآية 229) .والثاني كسبي يعبر عن جزء من قانون الحياة ,وهو أن للمساواة بين الجنسين حدوداً لا يمكن لأحد تجاوزها بحكم الطبيعة والفطرة التي أودعها الله في كل واحد منهما , وحتى في المجتمعات المتحررة , والتي تدعي المساواة لا يمكن أن تجعل وظائف الامومة بالتناوب بين الرجال والنساء والأولاد ينسبون إلى الأب مع أن الأم هي التي تلدهم وهذا الاختلاف معروف لدى العامة بالمشاهدة والخبرة ولدى الاطباء وعلماء النفس بالتجربة والبرهان كما تقتضيها ضرورة نظام الحياة وهي الحاجة إلى مؤسسة يعمل فيها عدد من الناس الى رئيس يديرها ومسؤول يرجع إليه. كما أن منطق العدل والإنصاف يقتضيه فمن عليه الإنفاق والبذل يعطي الحق في الإشراف لان خراب المؤسسة يعود عليه وليس من المنطق أن نلزمه بالإنفاق ثم نمنعه من رعاية المنزل ؛فالقوامة في حدود دائرة تبادل الحقوق والواجبات ذلك التبادل الذي يوزع وفقاً لأعباء ومقومات كل منهما “ولهنَّ مثل الذي عليهنَّ بالمعروف وللرجال عليهنَّ درجةٌ(سورة البقرة: الآية، 229)” .فلها من الحقوق مثل ما عليها(ينظر، المرأة في الاسلام ,د. علي عبد الواحد وافي، ص54 .).

الخاتمة وأهم النتائج

إنَّ كل ما ذُكرَ عن وضع المرأة في الشرائع والعهود السابقة للإسلام سواء كان عند الغرب أو العرب , ومن ثم وضع المرأة في الإسلام والحقوق التي كفلها لها أيضاً , فنلاحظ أنَّ حقوق المرأة في الإســـلام قد فاقت تلك الحقوق التي شرعها لها الله (عز وجل) منذ قرون عدة ولا تحتاج إلى تـــعديل أو تـــبديل أو أي إضافة وضعية.

وأهم النتائج التي خرج بها البحث هي:

  • تمثل المرأة نصف المجتمع فلها أثرها في كل جوانب الحياة.
  • بين الشرع لنا ما على المرأة من واجبات وما لها من حقوق.
  • يجب احترام المرأة والأخذ برئيها فهي لها القيادة في البيت والمشاركة في بناء المجتمع.
  • بين لنا الشرع ما للرجال من حقوق في الكسب وما للنساء من حوق في ذلك ايضاً.
  • يجب العمل بمــبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات.
  • تساهم المرأة بشكل أساسيّ في الأنشطة الزراعيّة والاقتصاديّة الريفيّة في البلدان النامية.

قائمة المصادر والمراجع

القرآن الكريم

1- الحقوق العامة للمرأة , صلاح عبد الغني محمد , ط1 ,مكتبة الدار العربية للكتاب ، 1990م.

2- مكانة المرأة في التشريع الاسلامي ,عبد الباسط محمد حسن , مركز دراسات المرأة والتنمية , القاهرة , جامعة الازهر ، 1980 م.

3- مكانة المرأة بين الاسلام والقوانين العالمية , سالم البهنساوي , دار العلم , الكويت ,1986م.

4- مقارنة الاديان ,احمد شلبي ,مكتبة النهضة الاسلامية , 1973م.

5- مكانة المرأة بين الاسلام والقوانين العالمية ,سالم بهنساوي، ط1 ,دار الاعتصام،1990م.

6- الاسلام والمرأة المعاصرة ,البهي الخولي , دار البشير للثقافة والعلوم ,2000م.

7- الاسلام والمرأة في رأي الامام محمد عبده ,د.محمد عمارة ,دار الرشاد للنشر والتوزيع , القاهرة , مصر، 2004م.

8-  رسالة المسلم ,انور الجندي ، ط1، دار الصحوة ,1998م.

11- مركز المرأة في الحياة الاسلامية , د. يوسف القرضاوي ، مكتبة وهبة , القاهرة , مصر.

12- لعلالي فاطمة ، تضحيات امرأة ، دار احياء التراث العربي , بيروت، (2015م).

13- الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، مشاركة المرأة العربية في سوق العمل.

14- مليكة الحاج يوسف (2003م)، آثار عـمل الأم على تربية أطفالها ، “Women’s leadership and political participation”, un women, Retrieved 28-5-2017. Edited

15- منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، حالة الأغذية والزراعة،1990م.

16- المرأة في القوات المسلّحة”، الجيش اللبناني، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2017م.

17- نساء طبيبات: نظرة شاملة لتاريخ المرأة في مهنة الطب”، الباحثون السوريون، بتاريخ 28-5-2017م.

18- الاسلام والمرأة المعاصرة ,البهي الخولي، دار الشروق ,1415 هـ .

19- فصل الدين عن الدولة ,اسماعيل الكيلاني ,ط1, المكتب الاسلامي ،1991م.

20- الاسلام والمرأة المعاصرة ,البهي الخولي ، ط1,المكتب الاسلامي.

21- المرأة بين الفقه والقانون , د. مصطفى السباعي, المكتبة العربية بحلب.1993م.

22- شباب حول الاسلام , محمد قطب ، دار الشروق ,1415 هـ .

23- الاسلام والمرأة في رأي الامام محمد عبده ,د. محمد عمارة، دار الفكرالعربي،1996م.

24- اهداف الاسرة في الاسلام ,حسن محمد يوسف ,ط1 ,دار الاعتصام،1982م.

25- ينظر: المرأة في القرآن , عباس محمود العقاد , دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع،1979م.

26- الاسلام والمرأة المعاصرة ,البهي الخولي ، دار الكتاب اللبناني، سنة، 2009م.

27- ماذا قالوا عن الاسلام , د. عماد الدين خليل ، دار التكوين دمشق،سنة،2010م.

28- المرأة في الاسلام ,د. علي عبد الواحد وافي، دار الكتب العلمية ، بيروت ، سنة 1978 م  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *