أ.م.د. بركات عباس سعيد الكوّاز

جامعة بابل/ كلية الفنون الجميلة/ قسم التصميم

Bara7515@gmail.com

009647711984067

الملخص

لقد تناول البحث الحالي ( الدلالات التعبيرية في نتاجات رامبرانت الكرافيكية )، بوصفها فعلاً تمثيلياً جسّد حقيقة المواقف والأحداث والموضوعات ودورها الفاعل في صياغة أنشطة الإنسان وعلاقاتهِ المجتمعية وصراعاتهِ وتطلعاتهِ وإظهارها عبر شبكة من الخطوط وقيم الضوء والأشكال والكتل والهيئات الآدمية ومحاولة ادماجها بصورة بصرية في كلٍ متكامل.حيث تم تقسيم البحث على أربعة فصول، تضمن الفصل الأول، التعريف بمشكلة البحث التي تلخصت بالسؤال الآتي: (ما اهم الدلالات التعبيرية في نتاجات رامبرانت الكرافيكية ؟)، وأهمية البحث والحاجة إليه، وهدف البحث المتمثّل بتعرف (الدلالات التعبيرية في نتاجات رامبرانت الكرافيكية). ثم حدود البحث التي اقتصرت على دراسة النتاجات الكرافيكية للفنان رامبرانت التي انتجت في (هولندا) ضمن الفترة الزمنية من (1634 –1636م)، وتحديد المصطلحات الواردة  فيه. أما الفصل الثاني، وهو الإطار النظري للبحث، فقد تم تقسيمه على مبحثين:الأول: التعبير بين الفلسفة والفن.والمبحث الثاني: النتاج الكرافيكي للفنان (رامبرانت).كما تضمن الفصل الثاني مؤشرات الإطار النظري. امّا الفصل الثالث (إجراءات البحث) فقد شمل اطار مجتمع البحث، عينة البحث، أداة البحث، منهجية البحث، وتحليل انموذج عينة البحث. وقد اشتمل الفصل الرابع على نتائج البحث والإستنتاجات والتوصيات والمقترحات، وجملة من النتائج التي توصل إليها الباحث، منها :

  1. اهتم الفنان (رامبرانت) بتوظيف الخط بوصفهِ عنصراً تكوينياً فاعلاً منح النتاج الكرافيكي قوّة دلالية وتعبيرية مؤثّرة وحركة فاعلة على مستوى الأشكال ونسيجها المتداخل.
  2. اهتم الفنان (رامبرانت) بالتلاعب الظاهر لقيمة الضوء وأهميتهِ في إظهار الهيئات والموضوعات المرئية للتعبير عن روحية الأشياء وملامسها وحيويتها والسعي لتوظيفه ببراعة وقوّة أساسيتين بغية إحداث حركة درامية بصرية مؤثّرة في المتلقّي.

كما تضمن الفصل استنتاجات البحث، وجملة من الاستنتاجات:

  1. ان الروح الإبداعية للفنان (رامبرانت) توّجت جميع نتاجاتهِ الكرافيكية بمفردات بصرية فعّلت من روح المحتوى الدلالي والتعبيري حيث التنوّع الشكلي والموضوعي الذي تحملهُ اغلب نتاجاتهِ التي عكست حالة التنوّع الفكري والثقافي على حد سواء.

ثمّ يأتي بعد الفصل الرابع : المراجع والمصادر وملحق بالأشكال الواردة في البحث.

الكلمات المفتاحية  / (الدلالات، التعبير، الكرافيك)

 

The expressive connotations in Rembrandt’s graphic works

Assist. Prof. dr. Barakat Abbas Saeed

Department of  Design – College of Fine Arts- University of Babylon

Abstract

This paper deals with (the expressive connotations in Rembrandt’s graphic works) as an act that embodies situations, events and subjects and their active role in shaping human activities, struggles, expectations and societal relationships, which are shown as a net of lines, shapes, lights and human shapes, with an attempt to put them together in a whole visual image. The study is divided into four chapters. The first chapter includes the problem of the study, which is summarized in the following question: “What are the expressive connotations in Rembrandt’s graphic works?”, and the importance of research and the need for it, and the research aims to identify (expressive connotations in Rembrandt’s graphic productions), then the limits of the research, which were limited to the study of the graphic productions of the artist Rembrandt, which were produced in (Netherlands) within the period from (1634-1636) AD, and define the terms included in it. The second chapter tackles the theoretical framework of the study; it is divided into two topics. The first topic deals with the concept of expression in terms of philosophy and art. And the second topic is the graphic production of the artist (Rembrandt). The second chapter also contains the indicators of the theoretical framework. The third chapter deals with the procedures of the study, which includes the population of the study, the sample, the study tool, the methodology and the analysis of the study sample. Lastly, the fourth chapter provides the results of the study, conclusions, suggestions and recommendations.

The study reaches a set of results including:

  1. Rembrandt uses lines as an active formative element that gives a graphic product a powerful connotation, effective expressiveness, and an active movement in terms of shapes and their interactive fabrics.
  2. Rembrandt pays attention to manipulation with the light value and its importance in showing shapes and visual subjects to express the spirit of objects, and to use them skillfully and powerfully to create a visually dramatic effect in the recipient.

Among the main conclusions of the study is:

  1. The creative spirit of Rembrandt has highlighted all his graphic works with visual items, which have activated the expressive and connotative sides, and we can see this in most of his works. This, of course, reflects equally this state of intellectual and cultural diversity.

The fourth chapter ends with references and appendixes of figures cited in the study.

key words (Semantics, expression, graphic)

الفصل الأول/ الإطار المنهجي للبحث

مشكلة البحث                                     

تُعد لغة التعبير احد ابرز الضرورات الإبداعية المهمة لكل نتاج فني التي امكن من خلالها اظهار هواجس الإنسان ومشكلاتهِ وعواطفهِ وانفعالاتهِوافكارهِ عبر بنية العمل الفني الشكلية والمضامينية المتكاملة التي تنوّعت صياغاتها الجمالية عبر ذلك التأريخ السحيق الحافل بالمتغيّرات الفكرية والمؤثرات الثقافية، أضفت من خلالها سمة التفرّد والإبتكارية على النتاجات الطباعية، لا سيما وأن المشاهد الكرافيكية افصحت عن جملة من الدلالات التي تجلّت في الخطاب التعبيري ومنظومتهِ البنائية حينما حُفرت وفق معطيات ومؤثرات تفاعلت مع وجود الإنسان ونشاطاتهِ المجتمعية.

أن حقيقة وقوة التعبير هي بمثابة الوسيلة التي يتخذها الكرافيكي (الحفّار) للإفصاح عن موقفهِ تجاه الأشياء والمواقف والأحداث التي تحمل في ثناياها الفكرة والمضمون وتشكيلها عبر الخطوط والأشكال والظلال والملامس، لا سيما ان قيمة التعبير الفني لا تتوقف في كونهِ تعبير ذاتي كامن في ذات الفنان، او هو متعلّق بطبيعة الأشياء المُعبَّر عنها، وانما في مقدرتهِ على تصوير الملامح الخارجية للإنطباعات والأشكال والإنفعالات من جهة، والكشف عن المعاني التي تتضمنها تلك الأشكال في ذلك النتاج من جهة أخرى، (…) فالتعبير هو في حد ذاتهِ عملية اتصال يعمد اليها الحفار والطبّاع للتأثير في المتلقّي.(العبيدي، 2014، ص72-73)وهذا ما عمل عليهِ الفنان (رامبرانت) في اغلب نتاجاتهِ الكرافيكية التي من خلالها أضفى جملة من التأثيرات المباشرة والغير مباشرة على مطبوعاتهِ في سعي منهُ لنقل الهواجس والإحساسات والقيم الجمالية التعبيرية ليصوّر عبرها تلك المشاهد البصرية الصادقة النابعة من إستقلاليةإسلوبه الفني. وفي ضوء ما تقدّم يمكن تحديد مشكلة البحث من خلال التساؤل الآتي: ما اهم الدلالات التعبيرية في نتاجات رامبرانت الكرافيكية؟

أهمية البحث والحاجة إليهِ:تكمن أهمية البحث في كونهِ يسلط الضوء على الموضوعات التي يتمظهر فيها فعل التعبير حينما يضفيه الفنان على مجمل تفاصيل تشكيلاتهِ المرئية التي ينفّذها على السطح الطباعي. كما يسلط الضوء على أبرز ما تصدرهُ الذات الإنسانية لدى الفنان كالإنفعالات والأحاسيس والعواطف كدلالات معبرة عن الوجدان البشري. امّا حاجة البحث فيمكن ان يشكّل رافداً معرفياً للعديد من النقاد والباحثين في المجال الفني والمختصين في فروع التصميم الطباعيوالدراسات العليا، كما يمكن عدّهُ مصدراً يفسّر مفهوم التعبير ودلالاتهِ وفق العديد من الطروحات الفلسفية.

هدف البحث:يهدف البحث الحالي إلى: التعرف على الدلالات التعبيرية في نتاجات رامبرانت الكرافيكية.

حدود البحث:تحدد البحث الحالي في دراسة موضوعالدلالات التعبيرية في نتاجات رامبرانت الكرافيكية،من عام (1634-1636م) في دولة هولندا، والمتمثلة بالنتاجاتالكرافيكية (المطبوعة) وفق الأساليب التقنية اليدوية، الموثّقة في الكتب والمجلات ومواقع الانترنت (الشبكة العالمية للمعلومات).

تحديد المصطلحات:

الدلالة (Signification):

لغة:دَلَهُ على الشيء يَدُلهُ دلاً ودلالةً. فأندلَّ: سدده إليه ودللتهُ فاندَلَ، والجمع أدله وإدلاء والاسم الدّلاله أو الدِلالة.( ابن منظور،د.ت،ص1006).والدلالة: مصدر الدليل، بالفتح والكسر.والدالة: مما يدل الرجل على من له عندهُ منزِلة او قرابةٌ قريبة: شبهُ جراءةٍ منهُ. (الفراهيدي،2003، ص43)

اصطلاحاً:كلمة أشتقّت من الكلمة اليونانية (Significatio)،مؤلّفَة من (Signum) ومن (facere)، ومعناها الحرفي: (أشار بعلامة، أعطى معنى). (موريزو،2022،ص266)شيء او معنى يفيدهُ لفظ او رمز ما ومنهُ دلاله الكلمة والجملة. (مدكور،1983، ص84) والدلالة: هي كون الشيء بحالة يلزم من العلم بهِ العلم بشيء آخر، والشيء الأول هو (الدال) والثاني هو (المدلول). (وهبة،1998،ص326)وفي سيميائية (فيردناند دي سوسير) يشير المصطلح الى العلاقة بين الدّال والمدلول. ويستخدم للإشارة الى الأشياء المختلفة: الوظيفة المحدِّدة للإشارات، بدلالتها على شيء اخر، سيرورة تشكيل الدلالة او (المعنى). (تشاندلر، 2008، ص445)

التعبير: (Expression)

لغة:عبَّرَ/ عبَّرَ عن يُعبِّر، تعبيراً، فهو معبِّر، والمفعول معبَّر. عبَّر الرؤيا او الحُلُم: عبّرهما، فسّرهما وأخبر بآخر ما يئول إليهِ امرهما.وعبَّر عمّا في نفسهِ: أوضح، بيّن بالكلام او غيرهُ ما يدور في نفسهِ(لسانهُ معبر عن ضميرهِ- عبّر عن عواطفهِ/ رفضهِ للموضوع – عبّر عنهُ غيرهُ: اعرب). (عمر، 2008،ص1450)

اصطلاحاً:التعبير عن الشيء هو الإعراب عنه بإشارة او لفظ، او صورة او انموذج، فالإشارات والألفاظ تعبّر عن المعاني والصور تعبّر عن الأشياء، وكل إنموذج فهو يعبّر عن الأصل الذي أخذ منهُ. ويطلق التعبير أيضاً على الوسائل التي يعتمد عليها المرء في نقل افكارهِ وعواطفهِ عبر وسائل معيّنه من مثل لغة الكلام والأصوات الموسيقية والصور والرموز والإشارات. (صليبا،1385،ص301)

تعريف (الدلالات التعبيرية) إجرائياً:هو المعنى الذي يُفسّر ثنايا الفعل الإبداعي المتقن للنتاجات الكرافيكيةللفنان (رامبرانت) وفق أساليب تقنيةكرافيكية دقيقة ومؤثّرة، حيث تشكيلات الخطوط وقيم الضوء وتدرجاتالظلال والأشكال والهيئاتالتي تُصوّر مشاهداً واقعية ومتخيله متعددة،جسّدت حقيقة الموضوعات والأحداث المرتبطة بذات الفنان وعمقها الروحي.

الفصل الثاني/ المبحث الأول: التعبير بين الفلسفة والفن

لقد تناول العديد من الفلاسفة موضوع التعبير كمفهوم مرتبط بالشعور والعمق الإنساني الصادر من الذات الإنسانية حيث القيمة التواصلية بين ما يحمله النشاط الفني من تشكيلات مرئية وبين المتلقّي لتلك الأنشطة الإبداعية وتذوقه لها،فالتصورات الموضوعية النابعة من الذات وتحويلها الى عناصر شكلية كالخطوط والألوان وإظهار القيمة الضوئية والظلال وغيرها هي تجسيد لحدث تعبيري مرتبط بقوّة العمل وإصالتهِ النابعة من مخيلة الفنان وانغماسهالمباشر لإظهار ما يحدثه الداخل الإنساني من أنشطة غير مرئية وإسقاطها على اسطح النتاجات الفنية لتصبح اكثر إفصاحا وتعبيراً ودلالة عن احداث وموضوعات محددة.

ان العمل الفنى يعبر عن أفكار وانفعالات، وصور، ويكون معبراً عن أمور تدور فى العصر الذي تم فيه إنجاز العمل الفني، كما يعبر عن الواقع الاجتماعي، بدرجة أو بأخرى، وهو يوحي بأكثر مما يصوره صراحة، فالعمل يُمكّنُنا من الوصول إلى معان قريبة حين نتذوقه، ولكن حين نتأمله، ونستغرق فى الجو الذي يشيعه – وكلما كان العمل عميقا – فإننا نصل إلى معان وأفكار أبعد مما يصل إليه المتذوق البسيط. (الصباغ،مقال،2007)

لقد كتب الفيلسوف الفرنسي (اوجين فيرون 1825-1889) في اول عرض منهجيللنظرية الإنفعالية حول طبيعة العمل الفني التي يفسّرها بوصفها إستجابة الفنان الشخصية لحادث او موضوع معيّن وهذه الإستجابة ليست انفعالية فحسب وإنّما تشمل التعبير عن اراء الفنان وأفكاره وأحاسيسه، والفنان البسيط نجدهُ يمتلك افكاراً وأحاسيس عادية، بالمقابل نجد ان الفنان العبقري يحمل مزيداً من الطاقة والفردية. (ستولنيتز،2007،ص238) ان (فيرون) بهذا الطرح الجمالي يقف بالضد من نظرية المثل العليا لـ(افلاطون) لأنها لا تفسّر قدراً كبيرا من الفن والخلق الفني.لكن الفن لدى (فيرون) هو مُظهِر الإنفعال ومعبراً عنهُ بطريقة خارجية عبر تنظيم الخط والشكل واللون حيناًوعن طريق سلسلة من الحركات والأصوات او الكلمات حيناً آخر، والانفعال عندما ينطلق دون ضابط يستحيل به المضي نحو التعبير الفني.(ستولنيتز،2007،ص246)

في حين برزت طروحات (ليون تولستوي 1828-1910) مهتمة بالجانب الفني ساعية لتعريف الفن على انهُ نشاط انفعالي او هو لغة وتوصيل للانفعالات،حينما سبقهُ في طرح هذا التفسير المفكّر (فيرون)، الذي يرى ان بعض الفنون لا يمكن تعريفها بأنها تعبير عن الإنفعالات لأنها فنون زخرفية هدفها جمالي بالمقابل نجد هناك الفنون التعبيرية التي غايتها التعبير عن الإنفعالات والعواطف، امّا (تولستوي) فيرى ان الفن ليس تعبيراً فحسب بل هو نوع من النشاط الحاصل لتوصيل الإنفعالات، او بمعنى آخر هو لغة من الإنفعالات، (…) ووظيفتهِ بالتالي تشبه وظيفة اللغة، في حين الفن يقدّم الإنفعالات والعواطف لأفراد المجتمع بوساطة الألوان والخطوط والأشكال.(مطر،1974،ص208-209)لذا نجد أن (تولستوي) قدّم نظرية تربط بين الفن والإستجابة العاطفية، أي ان الفن في رأيه هو نتاج التجاوب بين العواطف، مما يسهم في ادراك طبيعتنا المشتركة، وهذا يدل على أن (تولستوي) يؤكد على قيمة المشاركة بالشعور، وأن الفن لا يستهدف الجمال وإنّما غايتهُ (التعبير) ليشارك ذلك الرأي (دوكاس) الذي إتخذ من عملية إشباع العاطفة الفطرية للتعبير عن النفس غاية للفن.(عطية،2010، ص176)

ان الإبداع الفني عند (برجسون 1859-1941) هو انفعال وأهم ميزة لهذا الانفعال أنه لا يلغي التفكير ولا يلغي التأمل وأثارة العاطفة على حين فجأة في تطورات الفكر بحيث تنبثق ومضة الحدس فتقود الى عمل تعبيري، يصهر الأفكار فيحقق ضرباً من الاندماج بين الفنان وموضوعه،وإنما هو يعني اندلاع نار الوجدان – على حين فجأة – في وقود الفكر، بحيث ينبثق في شرارة الحدس ابداع اصيل يعبر به الفنان عن شيء كان يظنه غير قابل للتعبير، أو هنا تنصهر الافكار، ويتحقق ضرب من الاندماج بين الفنان وموضوعه فينشأ من ذلك ما يسميه (برجسون) بأسم (العيان أو الحدس). (يوسف،1988، ص77)

وقد ميز (جورج سانتيانا 1863-1952) في كتابة الإحساس بالجمال بين حدين في كل تعبير يصدر في العمل الواحد “الحد الأول وهو الموضوع الماثل أمامنا بالفعل، أي الكلمة أو الصورة أو الشيء المعبر، والحد الثاني هو الموضوع الموحى به، أو الفكرة أو الانفعال الإضافي أو الصورة المولدة أو الشيء المعبر عنه، ويوجد هذان الحدان معاً في الذهن ويتألف التعبير من اتحادهما… وأن التعبير يعتمد على اتحاد حدين لابد أن يقدم لنا الخيال أحدهما ولا يستطيع الذهن أن يقدم ما ليس موجوداً فيه. وينتج من ذلك أن القدرة التعبيرية للأشياء تزيد بزيادة ذكاء المشاهد”.(سانتيانا،2011، ص214-215) فالتعبير هو مجموعة من التأثيرات الانفعالية التي تضفي على المضمون الجمالي لأي عمل فني دلالة وجدانية خاصة. ويعد (سانتيانا) التعبير عنصراً مستقلاً بذاته يكتسب الصفة الجمالية لاقترانه بمضمون مادي وشكلي لأي موضوع جمالي.(نظمي،1978،ص88)

وفسّر الفيلسوف الإيطالي (بنديتوكروتشة1866-1952) الفن على أنهُ نوع من (الحدس) (العيان) او (التعبير)، فالأول يمثل صورة المعرفة الأولية والمجرّدة من المفهوم ومن الحكم. سيما أن (الحدس) عندهُ ليس عقلياً او منطقياً بل هو عاطفي وإنفعالي وغنائي فيهِ يذوب الخاص في حياة المجموع ويسري المجموع في حياة الخاص، ويتحول المعيار الفردي الى معيار انساني. كما يرى أن الفن واقعة (ألوان ونسب وأشكال) فليس هناك وجود مادّي للظاهرة الفنيّة، انما ظاهرة الفن تتعلّق بالنفسالداخلية، التي تخلو من المنفعة، أن الفن تمثيل لـ (رؤيا) يقدّمها الفنان خيالات وتصورات. (عطية،2010،ص181-183). أن الفن وحدهُ لا ينفصم من الحس والإنفعال او العاطفة ومن الصورة او التعبير، أنه وحدة الشكل والمضمون. وإذا كان الفن معرفة مباشرة للحالات النفسية لا تستغني عن (الحدس) فإن الروح هي التي تُدرك الموضوع الفني الروحي بوصفه حالة خاصة بالذات ابدعها الفنان،فالجمال او الفن هو تعبير وأن المحتوى المعطى في فعل المعرفة الحدسية يستحيل الى تعبير روحي. لا سيما ان (الحدس) يخلق موضوعه وينتزعهُ من الإحساسات عبر تجسيد الصورة في وعي الفنان،(…) بمعنى أن (الحدس) هو تجسيد موضوعي للمحتوى المدرك في ذهن الفنان، وفاعلية التعبير ليست أكثر من استيعاب محتوى روحي معين يجري فرزه من تيار الإحساسات والإنطباعات وإعطاؤهُ شكلاً ذا اهمية روحية إنسانية.(بلوز، ط7 ، 2008، ص302).كما يرى (كروتشة) أن الفنان يفصح من خلال تعبيرهِ ما شعر به في تجربتهِ واستحضاره في الوعي، ليصبح الشيء الذي يعبر عنهُ الفنان هو ادراكهِ للتميز الذي يمثل المرحلة التي تسبق إدراكه الجمالي، بمعنى أن الفنان يجمع في فنهِ بين لحظات التعبير عن مشاعرهِ تجاه العالم والحياة، ويصبح موضوع الفن بحثهِ عن التميّز والكلية. (عطية،2010، ص172)

أمّا (سوزان لانجز1895-1985) فترى ان الفن يتمثل في ابداع أشكال قابلة للإدراك الحسي بحيث تكون معبّرة عن الوجدان البشري. بمعنى إضافة أشكال (ابداع اشكال) قابلة للإدراك الحسي او مدركة حسياً من خلال الحدس وبمساعدة الخيال. فالوظيفة الأساسية للفن هو التعبير عن الحالات الإنفعالية. والشكل أساسي وضروري للتعبير عن اية فكرة او مضمون، حيث من شأن هذا التعبير ألاّ يبدو إلاّ من خلال صورة معبّرة عن العواطف والوجدانات.(حكيم،1986، ص10-14) لذا ترى (لانجر) أن الفن نشاط معبِّر مهمتهُ تصوير وتشكيل الخبرات والحقائق في عالمنا الباطني وما يحويه من وجدان وانفعالات وعواطف ومشاعر واحاسيس يقدمها الفنان في هيئة تشكيلات بصرية ممزوجة بمخيلة الفنان بوصفها تلعب دوراً رئيساً في انتاج الأعمال وابداعها.(مطر،د.ت، ص53)

المبحث الثاني:النتاج الكرافيكي للفنان (رامبرانت)

بعد ان كانت الفنون حبيسة الكنيسة وتعاليمها المقيدة اخذت منحى آخر مع مجيء عصر النهضة حيث التأكيد على قيمة الإنسان كمحور أساس وفاعل للأرض رافقهُ ظهور الكشوفات العلمية حول الطبيعة، ومواد كيميائية مرتبطة باللون وخواصّه سببهُ ولادة فكر إنساني مصدره العقل،التي توالدت منهُ حقول العلم والفلسفة والإبداعات على مستوى التعبير الفني. لقد تبلورت حقيقة المنهج التجريبي وايجاد صياغات وأساليب فنية مختلفة على مستوى الرسم والطباعة والتصاميم المعمارية والتأكيد على مشاهد الطبيعة والصور الشخصية ذات التعبيرات والدلالات المختلفة التي يسعى الحفار لإظهارها على السطوح المعدنية، وأحد ابرز هؤلاء الفنانين هو الحفار والطبّاع الهولندي (رامبرانت هرمنسزونفان راين* 1606-1669). فلم تكن شهرة (رامبرانت) قد إتسعت من اعمالهِ المرسومة (التصويرية) بل أخذت قوّتها وأهميتها من نتاجاتهِ الطباعية التي حظيت بالإثارة والإعجاب لما تمتلكهُ خطوطه المرسومة من قوة في التعبير ودلالة عمق الحركة والحرفية العالية في الإداء التقني، والتي منحت اعمالهِ فيض من البراعة والإبداع والدقة والحرية بغية اكتشاف افاق جديدة وممارسات اكثر حساسية وعمق تعبيري.

يُعد (رامبرانت) من الفنانين الأقرب الى قلب الإنسانية كونه إستطاع من خلالها التعبير عن افراحها وأحزانها وإحالتها الى تباينات لونية رائعة من الظل والضوء، بالإضافة الى إهتمامهِ بالموضوعات التأريخية ومشاهد الطبيعة وجوانب الحياة اليومية لما لها من دلالات تعبيرية عميقة الأثر ومضامين متداخلة مفعمة بالحزن والشقاء والمعاناة تارة ومعبرة عن الدفء والألفة والعاطفة تارة أخرى، جميعها تُوّجت في صور إبداعية مختلفة لهذا العبقري الهولندي. (طالو،2010، ص223-225)

لقد مارس الفنان (رامبرانت) تقنية الحفر الغائر على المعدن طول فترة حياتهِ، حيث الطابع الخفي في اعمالهِ في إشارة الى التعبير عن الطبيعة الودية والذاتية الموجودة في اغلب نتاجاتهِ، مع الإحساس المباشر والتأثير العميق للمشاهد البصرية المتمثلة بالعناصر الشكلية وهيئات ابطالهِ التي يسعى لتوظيفها في محفوراتهِ المطبوعة. ومحاولة إظهارها عبر امكاناتهِ الإسلوبية التي سمحت بنقل ادق درجات الضوء، والسعي الحثيث للجمع بين درجات الغامق والفاتح، والحصول على التباينات للدرجات اللونية عبر الظل والضوء لإضفاء دلالات معبرة عن الحيوية والحركة والتنوع للعمل الطباعي.(سلمان،ج1، 2016، ص355-356)لا سيما أن هيئاتهِ الحفرية عُدّت قيمة بصرية للتعبير عن فلسفتهِ الشخصية المكوّنة من التجربة الإنسانية اليومية، (…) لقد تحوّلت الحقائق والعواطف العابرة الى دلالة ورسالة لها قيمة عميقة عن معنى الحياة،كما أن أسلوب الحفر لديه منحهُ الحرية للتعبير ولإكتشاف افاق جديدة لم يكن للمصور ان يبلغها، (…) وعبر ذلك الإسلوب الفذ إستطاع (رامبرانت) من أن يقوّي تأثير الخطوط بإستخدام الحامض تاركاً لمسات متباينة ومختلفة القوة محاولاً بذلك إيجاد تنويع لوني في الظلال والإيحاء بالحجوم والعمق، وفتح إسلوبه بالحفر توجهات جديدة واعطائها إمكانية كبيرة للتعبير عن الحركة والخفة والإيحاء بحركة الظل والضوء. بالإضافة الى ذلك فقد فضّل (رامبرانت) الأسلوب الحديث في أيامهِ المتمثل بالحفر الحمضي نتيجة لإمكاناتهِ في حفر الخطوط المتباينة في قوّتها وعمقها وحركتها بدلاً من الحفر الخطّي الذي يعتمد على دقّة وحرفية الخطوط الساكنة.(حجازي،2003، ص84-85) من جانب آخر سعى الفنان (رامبرانت)لتحقيق ما يشبه الجو الضبابي مستخدماً الظلال الشفافة، وهذا لا يمنع إظهار كل التفصيلات للأشياء ما ساعد تلك الظلال الخافته على إظهار الإحساس بالحركة وتجسيد الصفات الدرامية التي تتمتع بها تلك الموضوعات بالإضافة الى إستخدامهِ للدرجات اللانهائية لنغمة اللون الواحد والتعبير عن المعاني الدفينةوالحالات المزاجية بإسلوب درامي يتّسم بالبراعة والقوة والإثارة، الذي يمنح اعمالهِ الصدق في التعبير والتوزيع المنتظم لعناصر الجمال والعاطفة والشعور. (عطية،2002، 172-175) كما امكن لهذا الفنان من تصوير نفسه وعبر مراحل عمرية مختلفة محاولاً التعبير عما يجوب في النفس الداخلية من احاسيس ومشاعر صادقة، والخوض في اغوار الحقيقة الإنسانية الممتلئة بالشاعرية الحزينة.(مجموعة مؤلفين، د.ت، ص349) وفي مشهد تحت عنوان (موعظة المسيح) ويبدو أن الفنان (رامبرانت) سعى لنسج خطوطهِ الرفيعة المحفورة محاولاً اظهار تفاصيلها الدقيقة، حيثالدلاله الظاهرة في الجرأة لتوظيف الخط الخارجي وبناء التفاصيل الدقيقة والتعبير عن اللحظة الفاعلة لحضور شخصية السيد المسيح عبر المساحة البيضاء اللمّاعة التي لم تصلها محفوراتهِ الخطية، فالفنان يحاول إعطاء قوّة للمشهد البصري عبر ذلك الطيف اللحظي لجسد المسيحالذي يمَثل امام الحضور في وعيهم وشعورهم، ومنح المشهد لمعاناً مُبهِر ومؤثر، بالإضافة الى ما يقدّمه (لـلحواريين) من مواعظ وحكم، لا سيما أن جميع الأشخاص المحيطة به تستمع له وما يقدّمه من اقوال وحكم مؤثّرة ومعبّرة في وعي المجتمع ومشاعرهم، أنه تعبير واضح عن الدور الحقيقي لتلك الشخصية واثرها في بناء الذات وتوجيههم. كما في الشكل (1)(سلمان،ج1، 2016، ص364)ولو تأمّلنا إحدى لوحاتهِ المحفورة المسمّاة (المسيح يُشفي المرضى) لوجدنا أن العمل أخذ تنظيماً مختلفاً تحققت الوحدة من خلالهِ عِبر إخضاع عناصر اللوحة لعامل الضوء، وعن طريق سيادة الضوء والظل كقوى أساسية فاعلة في المشهد البصري تنظوي تحت تأثيرهما جميع العناصر البصرية بحيث تخضع التفاصيل المرئية للتدريج المنتظم من الظلمة الى الضوء وبالعكس، نتج عن ذلك توازي في قوى الضوء والظل الذي يحقق تجسيماً مكتملاً للأشكال كما وتتحقق وحدة اللوحة المتضمنة لتفصيلات الجسد الإنساني والمباني ومشاهد الطبيعة.كما في الشكل (2) (باسيليوس، 2018،ص88)وفي نتاج كرافيكي آخر للفنان (رامبرانت) المسمّى (قطع رأس يوحنّا المعمدان) نجد مشهداً بصرياً مروّعاً، وظّف فيهِ الفنان شخصية يوحنّا المعمدان وهو يجلس على ركبتيه والى الخلف منهُ يقف شخص ويمسك بيدهِ سيف محاولاً قطع رأس يوحنّا والى الخلف من المشهد البصري نجد مجموعة من الأشخاص وهم يشاهدون ذلك الحدث البشع والمأساوي للّحظات الأخيرة لحياة يوحنّا المعمدان، ان النتاج الطباعي يحمل دلالات معبّرة عن القسوة والعنف، ومحاولة إنتزاع روح التسامح والعطف والتشبث بفعل القتل والإبادة، كما ان الطبيعة الظاهرة لجسد السيد يوحنّا تتّسم بالضعف لا سيما ان الفنان يسعى لإظهار القوة التعبيرية والصراع الدائر بين الحياة والموت، عبر توظيف الأماكن المعتمة لخلفية المشهد البصري مع سعي الفنان لترك المساحات البيضاء لجسدي يوحنّا ومنفّذ حالة القتل وسط صمت مجتمعي، افرزت مشهداً درامياً يحمل دلالات معبرة عن المأساة والقمع وهيمنة الآخر، بحسب ما يرى الباحثكما في الشكل(3)

وفي احد اعمال (رامبرانت) المحفورة والمطبوعة تحت عنوان (إمرأة عارية مستلقية) الشكل (4) يسعى فيها الفنان الى نقل العتمة الشفافة والمشبعة باللمعان والدفء لجسد المرأة المشع، لا سيما أن موهبة الفنان الإبداعية تكمن في خلط الظل مع الضوء في نتاجاتهِ المحفورة والمطبوعة بغية إحداث تداخل احدهما مع الآخر، امّا الظل والضوء عندهُ احدى اهم عناصر الإسلوب، (…) فالصلة بين الفاتح والغامق تمنح المشهد البصري الحياة بطابعها الديموميالمستمر.(سلمان،ج1، 2016، ص368-369)

مؤشرات الاطار النظري

  1. يعد التعبير أحد ابرز المفاهيم المرتبطة بالعمق الإنساني كـ(العواطف، المشاعر والإنفعالات) النابعة من الذات الإنسانية.
  2. ان النتاجات الفنية الكرافيكية بعدّها صوراً مرئية باتت دلالات تعبيرية واضحة افصحت عن طبيعة الموضوعات الاجتماعية والأفكار والمعاني التي يوظّفها الفنان في مطبوعاتهِ عبر هيئاتهِ الحفرية، بل اخذت تجسّد احاسيس الفنان ومشاعره.
  3. ان الفنان يسعى لإيصال نشاطهِ الإبداعي والجمالي عبر ممارساتهِ الإنفعالية التي يحدثها في خطوطه المحفورة وتدرجات الضوء المتباينة، بوصفها لغة تواصلية ورسالة بصرية يدركها المتلقّي.
  4. اخذت الظاهرة الفنية ترتبطبالنشاط الحدسي (للإنسان) نتيجةلإرتباطهابالحالات النفسية التي تتضح إسقاطاتها على المحتوى الموضوعي للعمل وتشكيله البصري وعناصرهِ المرئية.
  5. ان فعل التعبير ارتبط بالحالة الإنفعالية وإثارة العاطفة التي تقود عبر الحدس الى نتاج ذات طابع تعبيري يندمج فيه الفنان مع موضوعه المنفّذ على السطح الطباعي.
  6. ان وجود التشكيلات المرئية وتداخلها مع مخيلة الفنان تُعد ضرورة أساس للتعبير عن الأفكار والمضامين التي تتمظهر حقيقتها عبر العواطف والوجدانات.
  7. الفنان (رامبرانت) هو الأقرب الى قلب الإنسانية لإهتمامهِ بمشاهد الطبيعة والأحداث التأريخية التي انعكست على مجمل نتاجاتهِ بغية التعبير عن فلسفتهِ الشخصية وارتباطها بالتجربة الإنسانية.
  8. اتسم (رامبرانت) بإسلوبهِ الفذ وقدرتهِ الإبداعية في إنشاء موضوعاتهِ وإظهارها عبر حِرفية خطوطهِ وتجسيد حركتها الدرامية وعمقها وصدقها التعبيري.
  9. اعتمد الفنان (رامبرانت) تقنية الحفر الحمضي في انتاج العديد من اعمالهِ محاولاً فيها اظهار القيم الضوئية وتأثيرات الظلال الخافته والتعبير عن الرؤية الذاتية بإسلوب درامي.
  10. لقد سعى (رامبرانت) وعبر نتاجاتهِ الكرافيكية من ان يمنحها قوة تعبيرية مؤثرة كالدفء واللمعان في بعضها ومنحها القوة الحركية والعنف والإندفاع في بعضها الآخر ما جعلها تحمل الحيوية في دلالاتها الشكلية والمضامينية
  11. أظهرت النتاجات الكرافيكية للفنان (رامبرانت) تجسيداً بارعاً للعناصر الشكلية (البصرية) التي عزّزت من إظهار روح التجربة الذاتية والتعبير عن البراعة التقنية والتنوّع اللوني في الظلال والإيحاء بالحجوم والعمق.

الفصل الثالث/ إجراءات البحث

أولاً: إطار مجتمع البحث: بعد الجهد الحثيث والمتواصل من قبل الباحث في متابعة المصادر الاجنبية والشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت)جمع الباحث عبرها عدداً من النتاجات الكرافيكية التي بلغت (50) نتاجاً طباعياً التي تمثل إطار مجتمع البحث الحالي الذي يمثّل ابرز مطبوعات الفنان (رامبرانت) وحسب الفترة الزمنية (1634-1636) تبعاً لما ورد في حدود البحث الحالي.

ثانياً: عينة البحث: من اجل تحقيق هدف البحث اعتمد الباحث الطريقة القصديّة في اختيار العيّنات التي بلغ عددها (4) إنموذج فني كرافيكي (طباعي)، وفقاً للمبررات الآتية:

  1. التنوع في طبيعة الموضوعات والأحداث التي تتضمّنثراءاً دلالياًوتعبيرياً فعّل من قوة المحتوى المضاميني والشكلي للنتاجات الكرافيكية.
  2. النتاجات الكرافيكية الموثّقة توثيقاً دقيقاً من حيث الموضوعات وسنة الإنتاج وطبيعة التقنيّات المنفّذة.
  3. النتاجات الكرافيكية التي تميزت بالشهرة العالمية والاهمية التأريخيةوالموضوعية.
  4. النتاجات الكرافيكية التي تتّسم بتأثيرها البصري والتكوين الدراميوحيوية الضوء ونسيج الخطوط وعلاقتهم بالعتمة.

ثالثاً: أداة البحث:من أجل تحقيق هدف البحث، اعتمد الباحث على المؤشرات التي انتهى إليها البحث ضمن سياق الإطار النظري، بوصفها محكّات رئيسة في عملية تحليل نماذج عينة البحث.

رابعاً: منهجيّة البحث:اتبع الباحث المنهج الوصفي بإسلوب تحليل المحتوى لإيجاد الدلالات التعبيرية في نتاجات رامبرانت الكرافيكية.

خامساً: تحليلإنموذج عينة البحث

إنموذج رقم (1) الفنان (رامبرانت)

اسم العمل: ظهور الملاك للرعاة                                

 سنة الإنتاج: 1634

الابعاد: 25,8 × 21,8 سم

الخامة: طباعة على الورق

التقنية: الحفر الجاف

المصدر:https://www.slam.org/collection/objects/134/

الوصف العام:ان العمل الفني الطباعي تتّضح فيه كتلتين أحدهما موقعها الى الجهة العليا اليسرى من الطبعة ويشع منها الضوء الساطع ويسبح في فضائه مجموعة من الأطفال المجنّحين (الملائكة) وهم يدورون حول هذا الوهج الضوئي والى الأسفل نجد أحد الملائكة واقفاً ويعتلي كتلة من الغيوم ويؤشر بيدهِ اليمنى نحو الجهة السُفلى من الطبعة التي تتضمّن مجموعة من الرعاة مع حيواناتهم التي تظهر عليها حالة الهلع والرعب، والى الجانب الأيمن من الطبعة وظّف الفنان (رامبرانت) تشكيلات مختلفة من الأشجار المتداخلة والمتشابكة.

تحليل العمل:ان الفكرة التي يتضمنها هذا العمل الفني (الملاك يظهر للرعاة) مرتبطة بالموضوعات ذات الطابع الديني وظهور ملاك الرب (كرمز مقدّس) ومجد الرب الذي شعَّ ضوءهِ الساطع على جميع الرعاة ورعيتهم لنلاحظ دلالات التعبير عن حالات الرعب والدهشة والهلع والخوف من ذلك الضوء الساطع الذي يسود المشهد الدراماتيكي حيث هروب القطيع وتعثُّر الآخر نتيجة ظهور نوع من القوة الخفية والمخيفة التي يحملها ذلك الضوء الساطع لينتج عنهُ تعبيراً واضحاً عن الإحتدام الحركي للهيئات المحفورة، فالعلاقة المترابطة بين القيمة الضوئية الصادرة من الأعلى وإنتشارها على أسطح الأشياء في الأرض منح المتلقّي دوراً مهما في تأمل المشهد وإعادة قراءته.

ان الروحية الحقيقية التي يحملها الفنان (رامبرانت) انتجت أداءاً عالياً وحرفية فذّة وابداع ذات طابع ديمومي متواصل إتّسم بالتجدد والأصالة والحركية للتفاصيل المرسومة والمحفورة على السطح المعدني (الزنك) حيث الفاعلية المدمجة للأشكال والمضامين حينما افصحت عن جملة من الدلالات التعبيرية التي فعّلت وارتبطت بموضوعات الحياة اليومية والواقع الاجتماعي واندماجها مع مخيلة الفنان الإبداعية، عندها اصبحت نتاجاتهِ الطباعية محض إهتمام لوجود القدرة والبراعة العملية على إظهار التعبيرات عبر ثنايا الخطوط المنسوجة التي تداخلت وولّدت الهيئات الآدمية والغيوم والأشجار ومساحات الأرض المتموجة الممتلئة بالضوء الساطع والحيوانات، انتجها الفنان وفق رؤيتهِ العقلية المتخيلة وذاتهِ المتفرّدة.

ان المحتوى الشكلي أظهر العديد من الدلالات التعبيرية إتضحت عبرها الحقيقة الكامنة لروحية الفنان الذاتية، فنجد تفعيل واضح لعنصر الخط وحركتهِ بجميع الإتجاهات بالإضافة الى قيمة الضوء وما يقابلها من ظلال نتج عنها تعبيراً ذات طابع ديمومي درامي متبادل يتّسم بالإنسجام والتوازن للكتل المتوزعة على انموذج الطبعةأعلاه بالإضافة الى طبيعة التنوّع الشكلي والتباين اللوني لدرجات الظل، حيث تمّ إخراجه وفق رؤية بصرية فاقت الذهول. لقد خرجت من تلك الخطوط المتداخلة العديد من التشكيلات التفصيلية الدقيقة، منحت المشهد البصري القوة والتعبير العالي عن حركة الأشكال والهيئات والخطوط والأضواء والظلال، حاول الفنان (رامبرانت) من خلال موضوعهِ هذا ربط الواقع بالخيال عبر دمج المحتوى الشكلي بالموضوعي، فالجانب العلوي الأيسر من الطبعة الفنية نجد ان الفنان (رامبرانت) وظّف مساحة ممتلئة بالضوء الساطع المشع بجميع الإتجاهات ويتوسطهُ مجموعة من الملائكة وهم يسبحون في فضاء ذلك الضوء المبهر، اما الجزء السفلي الأيمن بهيئاتهِ البصرية يوحي بوجود ملحمة او حدث وجودي بارز شكَّل صدمة للرعاة وحيواناتهم التي يرعون بها في الغابات، فالفنان سعى جاهداً لإظهار تلك الأحداث عبر خطوطهِ المنسوجة التي امتزجت بالإنفعالات والعواطف والأحاسيس والمشاعر مُنتجة موضوعاً يعج بالمفردات البصرية التي لطالما حقّقت براعة إبداعية منقطعة النظير على مستوى النتاجات الطباعية الكرافيكية.كما نجد ان الفنان سعى لإظهار السماء الليلية والأرض البعيدة الأماكن المظلمة للتعبير عن حالة الهدوء والأشياء المجهولة ومحاولة الدخول في مناطق العمق البصري (الأفق) وانتاجها بحرفية ومهارة عالية، سيما أن المشهد المرئيحمل سمات ودلالات تعبيرية مؤثرة كالديناميكية والعنف والجدّة في التشكيل للهيئات الحفريةوالإندفاع القوي لجميع تفاصيل سطح الطبعة الفني، فعين المتلقّي تأخذ منحى انتقالي من المشهد السماوي المشبع بالضوء الساطعوالملائكة في السماء الى التضاريس الأرضية التي يكسوهاذلك الضوء ويزيّن وجودها المادي المرئي.وعليه نجد طبيعة التناغم والفاعلية ما بين قوى الروح والجسد تمظهرت دلالاتها التعبيرية من خلال الإخراج البصري الملحمي للموضوع أعلاه، الذي نفّذهُ الفنان رامبرانت في ثنايا هيئاتهِ الحفرية التي جسّدت وعبّرت عن القيمة الموضوعية للمحتوى المدرَك (الحدس)واندماج الواقعي بالمتخيل محاولاً بذلك إظهار انفعالاتهِ ومشاعرهِ وعواطفهِ بالإضافة الى الإحساس العالي في رسم الخطوط وإظهار الأشكال بحرفية عالية ودقة متناهيتين اندمجت والروح الذاتية للفنان التي عبرت عمّا يدور في أفكاره وتلاقحها مع مخيلتهِ الإبداعية حيث الجدّة والأصاله والذكاء الفذ في التوليف والتوظيف لتفاصيل الطبعة الفنية أعلاه.

إنموذج رقم (2)الفنان: رامبرانت

اسم العمل: رجم القديس ستيفن

سنة الإنتاج: 1635

الابعاد: 10 × 8.8 سم

الخامة: طباعة على الورق

التقنية: الحفر الغائر على الزنك

المصدر:http://www.artnet.com/artists/rembrandt-van-rijn/the-stoning-of-saint-stephan-S2JfhBjxjWqzg88qx5IMLQ2

الوصف العام:صوّر الفنان (رامبرانت) في نتاجهِ الفني أعلاه (رجم القديس ستيفن) مشهداً بصرياً يتضمّن مجموعة من الأشخاص وهو يحيطون بالقديس (ستيفن) من الجهة اليسرى للعمل ويمسكون بالصخور والحجارة وبعضهم يسعى لإلتقاط قطع الحجارة من على الأرض، والى الخلف منهم حضر آخرين لرؤية ذلك الحدث البشع والسلوك المشين، والى اليمين من الإنموذج أعلاه وظّف الفنان (رامبرانت) تشكيلات بصرية توحي بوجود مباني شاهقة لواجهة مدينة معينة والى الأسفل من مشهد تلك المدينة يقف جمهور مترقب لما سوف يحدث.

تحليل العمل:ان الفكرة الأساس التي يتضمنها موضوع هذا العمل هو انهُ مستوحى من إستشهاد القديس (ستيفن) الذي حُكم عليهِ بالإعدام رجماً بالحجارة من قِبل العديد من رافضيه ومُعذبيه من اليهود، حيث تظهر على تفاصيل وجه القديس دلالات معبرة عن حالة الذبول واليأس والإستسلام والشعور بالضعف والإذلال وتسلط الآخرين وفرض إرادتهم بالقوّة والترويع، لا سيما أن القديس يحاول ان يلفظ كلماتهِ الأخيرة قبل رجمهِ بالحجارة، ذلك الإسلوب الهمجي والبشع في تنفيذ حكم الإعدام الذي عُرف في حقبة القرن الأول بعد الميلاد. كما ان المشهد البصري يحمل في مضامينهِ دلالات تعبيرية فعّلت من أهمية المشهد وقيمتهِ الموضوعية، لا سيما ان الرؤية التعبيرية التي قدّمها (رامبرانت) ارتبطت أيضاً بفكرتي الحضور والغياب، أي محاولة اثبات حضور الشخصيات المنفّذة للإعدام عبر فرض سيطرتهم وإرادتهم وهيمنتهم بالقوّة التعسفية، والسعي الحثيث لتغييب الآخر القديس (ستيفن) وترحيله من الوجود عبر قتلهِ ودفنهِ، ومن خلال اندماج فكرتي الحضور والغياب يتوّلد مشهداً ممتليء بالإثارة الدراماتيكية والجذب البصري الذي يولّد حالة من التفاعلية وعطف المتلقّين تجاه ذلك الحدث المأساوي البربري.

ان السمة الظاهرة والأساس في بناء وعمل الهيئات الحفرية للنتاجات الطباعية للفنان (رامبرانت) هو توظيف الخط كعنصر فاعل في إظهار الهيئات وتفاصيلها وبفاعلية مدمجة مع القيمة الضوئية وما يقابلها من ظلال أحدثت نوعا من التباين في التدرجات اللونية، لا سيما أن الإخراج الشكلي للّوحة منح الموضوع القوّة في الحركة وفق رؤية درامية أسّس لها الفنان ونفّذها عبر إستثمار افكارهِ الفذّة وبراعتهِ الأدائية الإبداعية التي افصحت عن روح التجدد والأصالة في صياغة المحتوى الشكلي والموضوعي للنتاج الفني، لقد وضع الفنان (رامبرانت) القديس (ستيفن) في منتصف العمل للتعبير عن أهمية تلك الشخصية بوصفها رمزاًللتسامح وفعل الخير والكف عن الأذى، انها تمثل مركز السيادة في المشهد البصري اما طبيعة التنوّع الحاصل على مستوى حركة الأشخاص ومحاولتهم ضرب القدّيس فقد أتت محمّلة بدلالات معبّرة عن طبيعة الأحقاد والكُره الدفين الذي تحمله تلك المجاميع اليهودية تجاه شخص القديس، لقد أرادوا بحركتهم لليد المرفوعة وغضبهم هذا هو إنهاء وجود حياة القديس كإنسان مخلص إرتبط نشاطه بالجمعيات الخيرية ومساعدة المحتاجين.من جانب آخر فقد احدث الفنان (رامبرانت) توازناً حقيقياً وإنسجاماً واضحاً في توظيف الأشكال والهيئات وعلاقة كل منها مع الآخر، فالتدرج الواضح من أماكن الضوء المنتشر وحتى أماكن الظلال منح المُتلقي إحداث انتقالة بصرية اثارت الرغبة والدافعية في معرفة تلك القدرة الإبداعية والتنفيذ الدقيق للهيئات الحفرية التي حُفِرت بعناية فائقة وطُبعت وفق رؤية إخراجية متكاملة، أنهُ التجسيد الحقيقي والتعبير الواضح للصراع الدائر بين طرفي الخير والشر، القوي والضعيف، الحياة والموت.ان طبيعة النسيج الخطي المتباين الذي انتجهُ (رامبرانت) منح المشهد البعيد للجهة العليا اليمنى من العمل نوعاً من الضبابية وعدم التأكيد على تفاصيل المباني للتعبير عن العمق الظاهر للأشياء البعيدة، إلاّ انّهُ وفي نفس الوقت أضفى على وجوه الشخوص الموجودين خلف الصخور تفاصيل دقيقة، فالبعض منهم يظهر عليهِ تعبيرات الرفض والغضب والآخر يشعر بالخوف والرعب في محاولة من الفنان لإضفاء علاقة جدية بين الحدث المأساوي وجموع الناس الحاضرة ممن يشهدوا على ذلك الحدث. لقد اخذت الخطوط المحفورة طابعاً دلالياً مؤثّراً حيث التعبير عن الروح الذاتية للفنان والسعي لإثبات إسلوبه المتجدد والبارع لا سيما أن خطوطهِ جسّدت انفعالاتهِ ومشاعره الدفينه وعواطفهِ وأحاسيسه، كما أراد التعبير عن ما يجوب في النفس الداخلية للإنسان وتقلباتها وإظهار حقيقة الفرد وغرائزهِ ورغباتهِ عبر موضوع متكامل ارتبط بالواقع الاجتماعي وجوانبه المعقّدة.ان تراكم الخبرات لدى الفنان جعلهُ اكثر دراية ومعرفة في تجسيد المحتوى الموضوعي وعلاقتهِ بالتركيب الشكلي للنتاج الفني، والسعي للتعبير عن مواقفهِ تجاه العالم وإهتمامهِ في صياغة موضوعات الحياة اليومية عبر إستحضار الوعي الذتي وتفعيل فكرة الثقافة. وعندما يولد (الحدس) في ذهن الفنان ينتج الأخير موضوعاً ذا قيمة تعبيرية تُظهر حقيقة الإنفعالات والأحاسيس والوجدان بوصفها نابعة من فكر الفنان بمعنى يحدث اندماج حقيقي بين الرؤية الذاتية للفنان والموضوع المنفّذ (الشكل المدرَك) على اللوحة فيتحقق فعل الحدس الذي يؤدي الى ادراك الأشكال.

إنموذج رقم (3)           الفنان رامبرانت

اسم العمل: الموسيقيون المتجولون

سنة الإنتاج: 1635

الابعاد: 13.9 × 11.6 سم

الخامة: طباعة على الورق

التقنية:تقنية الحفر الغائز

المصدر: https://www.artic.edu/artworks/29204/the-strolling-musicians

الوصف العام:يتضمّن المشهد الطباعي للإنموذج أعلاه المسمّى (الموسيقيون المتجوّلون) مجموعة من الأشخاص وهم يتوزعون على جانبي اللوحة حيث يقف يساراً رجل كبير بالسن يرتدي معطف شتوي وقبعةويمسك بحبل في نهايتهِ كلب جالس، والى الأمام منهُ يقف شخص آخر ذا شعر طويل وهو يعزف على أحد الآلات الموسيقية التي تتّسم بالشعبية، والى اليمين من اللوحة يقف رجل والى جانبهِ يميناً نجد امرأة تمسك بطفلها المبتسم.

تحليل العمل:ان الفكرة التي صاغها الفنان (رامبرانت) في طبعتهِ الفنية جاءت تعبيراً عن الموضوعات الاجتماعية وتفعيل دور وأنشطة الفرق الموسيقية الشعبية والعزف على الآلات الموسيقية بإسلوب متواضع وشعبي وبث الألحان التي تبعث البهجة والراحة والإستقرار. امّا المحتوى المضاميني للنتاج الطباعي أعلاه ركّز على طبيعة العلاقات والترابط الاجتماعي وتعزيز دور الإنسان ككائن طموح ومبدع يسعى لكسب عيشهِ وقوتهِ اليومي بدلالة الطبقة البسيطة التي ينتمي لها هؤلاء الموسيقيون المتجوّلون حيث القوّة التعبيرية لذلك المحتوى المضاميني وطبيعة التواضع الذي تبثّهُ تلك الشخصيات وحركتها الهادئة، لا سيما أن التنظيم البصري للطبعة الذي وظّفه الفنان أظهر تعبيراً واضحاً عن طبيعةالإستقراروالبساطة في التوليف، بالمقارنة مع العديد من النتاجات التي تبعث الفاعلية الحركية على مستوى الأشكال والمضامين.

ومن الناحية الشكلية نلاحظ وجود تنوّع على مستوى التكوينات الإنشائية فالهيئات الآدمية تكوينها يتحدد بالشكل المثلث والذي يُعد اقوى التكوينات إنشاءاًوإتّزاناً، كما نلاحظ ان الخطوط وتداخلها منح المشهد البصري تبايناً مذهلاً على مستوى التشكيل الملمسي وإسقاطات الضوء والظل حيث التعبير عن القوّة الدرامية والإنسجام العالي لتوظيف الهيئات وتفصيلاتها، لا سيما ان تلك الخطوط منحت الأشياء حقيقتها وطبيعتها الخاصة ما جعلها تظهر وفق رؤية مشهدية فاعلة ومؤثّرة نابعة من تخطيط وتنفيذ دقيقين، بالإضافة الى ذلكنلاحظ الروح الذاتية المتجددة لدى الفنان التي منحت التشكيل البصري الطباعي القوّة في التعبير، تجسّد ذلك في إظهار روحية الأشخاص وطبيعتهم وتفاصيل وجوههم المتعبة وظهورهم المنحنية بدلاله التعبير عن شيخوختهم وتعبهم الذي فرضتهُ مشقّة الحياة وصعوباتها، بالإضافة الى إظهار الشعر الطويل والإهتمام بتفصيلات الأشياء وطيات الأقمشة، وحتى الكلب الجالس على الأرض نجد ان انحناء جسدهِ جاء تعبيراً على حالة البؤس والتعب الشديدين ، كما اهتم الفنان (رامبرانت) بقيمة الضوء وإشعاعهِ الذي يفترش سطوح الأشياء بوصفهِ عنصراً مرئياً أساسياً يمنح الفرد رؤية واضحة للموضوعات وإظهار حقيقتها وملامسها المتباينة معبّراً بذلك عن البراعة الإخراجية التي انتجها وعزّزها بخطوطهِ المتشابكة التي عبّرت عن ذاتية الفنان وإسلوبه الفذ الذي يتّسم بالثراء لتوظيف المفردات في نتاجهِ الطباعي أعلاه. لذا نجد ان الفاعلية الإنتاجية للهيئات الحفرية للفنان (رامبرانت) جعلتهُ اكثر تنوّعاً في صياغة موضوعاته المنفّذة بتقنيات الحفر الغائر منح تلك المشاهد قوّة تعبيرية ودلالية امتزجت والمحتوى الشكلي والمضاميني للموضوعات الاجتماعية وموضوعات الثقافة وعلاقة الأفراد بمحيطهِ الاجتماعي والتعبير عن الأنشطة التي يقدّمها الفرد لباقي طبقات المجتمع بدلالة ان الموسيقيون المتجوّلون بدؤا بالعزف على الآلات الموسيقية لدى رؤيتهم احد العوائل المتواضعة التي تحمل طفلاً، والأخير بدا مستجيباً ومبتسماً لفعل العزف الصادر عن آلاتهم الموسيقية، لا سيما ان وجه الطفل أظهر تعبيرات ذات طابع مفرح تمثّلت في حقيقة تفاعلهِ وراحتهِ وسعادته وإستقرارهِوإسترخائه وهو في حضن امهِ منصتاً ومتلقياً لجمال النغمات وأجوائها المؤثرة.

إنموذج رقم (4)الفنان: رامبرانت

اسم العمل: المسيح امام بيلاطس

سنة الإنتاج: 1636

الابعاد: 53.5 × 44 سم

الخامة: طباعة على الورق

التقنية: الحفر الغائر على الزنك

المصدر:http://www.artnet.com/artists/rembrandt-van-rijn/christ-before-pilate-0e1WIsdNXyPuYgueua008g2

الوصف العام:ان النتاج الطباعي اعلاه والمسمّى (المسيح امام بيلاطس) يعجبالعديد من المفردات البصرية التي توزّعت وفق انسجام وتوازن تامّين، فنلاحظ الجهة العليا اليسرى من المشهد الفني ضمّ مباني ضخمة (قصور) وهي في حالة المنظور والى الأسفل منها نجد ان الفنان (رامبرانت) وظّف جموع غفيرة من البشر تترقّب حدث معيّن، امّا الجهة العليا اليمنى والسفلى من المشهد الطباعي فقد حُدّدَت لإظهار شرفة القصر وتفاصيلها الرائعة التي ضمّت شخصية السيد المسيح البارزة ويميناً الى الأسفل منهُ تظهر شخصية (بيلاطس البنطي) الحاكم الروماني لمقاطعة (يهودا) ويحيطهم الحرس مع رماحهم ودروعهم بالإضافة الى بعض الشخصيات.

تحليل العمل:يصوّر الفنان (رامبرانت) وعبر هيئاتهِ الحفرية الغائرة موضوعاً تجلّت حقيقتهِ وارتبطت بفكرة (المقدّس) المتمثلة بحياة السيد المسيح وآلامهِ المعبّرة والواضحة على تفاصيل وجههِ،ويجلس بقربه الحاكم الروماني (بيلاطس) وهو يرتدي ملابسه المطرّزة بالنقوش الرائعةويتحاور مع معلمي الشريعة من حولهِ ويأخذ المشورة منهم فيما يخص موضوع الحق وإثبات موقفه، مع ملاحظة حقيقة حضور تلك التجمّعات البشرية التي تعبّر عن رفضها لموقف السيد المسيح واستهزاء شعب اورشليم وغضبهِ تجاه تلك الشخصية المقدّسة.

ان المشهد الفني أعلاه للفنان (رامبرانت) تنوعت فيهِ العناصر البصرية في التكوين من حيث الخط والشكل والقيمة الضوئية وتنوّع الملامس الذي أضفى دلالات تعبيرية وقيماً جمالية اثارت الدهشة وفعّلت من قيمة الجذب لدى المتلقّي، وجعلت من الأخير عنصراً متفاعلاً مع طبيعة المشهد المرئي وتفاصيله الدقيقة المؤثّرة، لا سيما ان البراعة الإبداعية للفنان في تحقيق وإظهار حقيقة الأشياء وجوهرها جعلت المشهد البصري للعمل يحمل دلالات تعبيرية كالغرابة الجمالية والقوة والحيوية والإندفاعوالجدّة والأصالة الموضوعية للأفكار. من جانب آخر نلاحظ سعي الفنان الى توظيف جميع مفرداتهِ الشكلية من ايقونات كلاسيكية تُعبّر عن حقيقة وطبيعة العصر الذي يعيشون فيهِ حيث الرماح والدروع والسيوف والسكاكين والبدلات المطرّزة بالنقوش الدقيقة التي تتّسم بروعة جمالها وتناسق تشكيلاتها والآرائك ذات النقوش البارزة جميعها زاد من وقع التأثير البصري وجذب إنتباه المتلقي.

ان ابرز ما نلاحظهُ في المشهد البصري والتي باتت مثار اهتمام الفنان هو سمة اللعب الظاهر في القيمة الضوئية والظلال في الأبيض والأسود للمساحات حيث الموسيقية والتناغم والإنسجام العالي والتنوّع بين الوحدات البصرية التي تشكّلت نتيجة تداخل الخطوط المنسوجة بعناية فائقة واظهرت البراعة التقنية للهيئات الحفرية الغائرة التي منحت المشهد القوّة في الحركة والتوازن على مستوى توزيع الكتل بالإضافة الى عنصر السيادة التي تجسّدت في شخصية السيد المسيح.

لقد اراد الفنان (رامبرانت) ومن خلال هذا المشهد التعبير عن طبيعة المآسي والآلام التي كان يعيشها الفنان في مراحله العمرية الأخيرة حيث قلة المال والبؤس والتعاسة، لكن أظهرها بصورة غير مباشرة وعبر شخصية السيد المسيح وما يعانيه من احداث سيئة انهكتهُ، ما يشير الى حقيقة التعبير عن الروح الذاتية للفنان التي انعكست تأثيراتها على طبيعة الموضوع ومضامينه. بالإضافة الى ذلك نلاحظ موقف الرفض والتمرّد الصادر عن التجمّعات البشرية لظهور المسيح حيث الإيماءات بالأيدي والصراخ وحالات الغضب المعبّرة والظاهرة على وجوه الأفراد.

والى يمين السيد المسيح يقف شخص (الحارس) والى يمينهِ نلاحظ صورة الفنان وقد وظّفها (رامبرانت) بصورة احترافية محاولاً ومن خلالها التعبير عن فكرة الحضور (للفنان) بوصفهِ يعيش اللحظة والحدث الماثل، لقد أراد ان يوافق ويلاقح ما بين روحيته وطبيعة الحدث بدلالاتهِ المؤثّرة، كما سعى (رامبرانت) وعبر نتاجاتهِ للتعبيرعن ما يخالج النفس من أحاسيس ومشاعر وانفعالاتوعواطف جسّدتها مخيلتهِ الفذة وخطوطهِ المحفورة الظاهرة، التي أظهرت ومن جانب آخر حقيقة الإنسان وتعاملاتهِ وما يبديه من عدائية وبشاعة ومواقف مُذِلّة.ان روح التجدد وإثبات الذات لدى الفنان منحتهُ الثقة والجدّة في اثبات موقفهِ في انتاج ذلك الكم الكبير والغزير من القطع المعدنية المحفورة والمطبوعة التي جسّدت العديد من الموضوعات والأحداث الاجتماعية والسياسية المرتبطة بالحكّام والملوك وانشطتهم وهيمنتهم ذات الفعل التعسفي.

الفصل الرابع/ النتائج والإستنتاجات والتوصيات والمقترحات

أولاً: نتائج البحث:استناداً لما جاء من نصوص في تحليل العينة، ومن أجل تحقيق هدف البحث (الدلالات التعبيرية في نتاجات رامبرانت الكرافيكية)، توصل الباحث الى جملة النتائج الآتية:

  1. اهتم الفنان (رامبرانت) بتوظيف الخط بوصفهِ عنصراً تكوينياً فاعلاً منح النتاج الكرافيكي قوّة دلالية وتعبيرية مؤثّرة وحركة فاعلة على مستوى الأشكال ونسيجها المتداخل، كما يتّضح ذلك في جميع نماذج العينة.
  2. اهتم الفنان (رامبرانت) بالتلاعب الظاهر لقيمة الضوء وأهميتهِ في إظهار الهيئات والموضوعات المرئية للتعبير عن روحية الأشياء وملامسها وحيويتها والسعي لتوظيفهببراعة وقوّة أساسيتين بغية إحداث حركة درامية بصرية مؤثّرة في المتلقّي، كما يتضح ذلك في جميع نماذج العيّنة.
  3. ان الفنان سعى وعبر تشكيلاتهِ البصرية من الدمج بين الواقعي والمتخيّل في كُلٍّ واحد ومحاولة التعبير عن القيمة الموضوعية للمحتوى المدرّك عبر (الحدس). كما يتّضح ذلك في إنموذج (1) من العيّنة.
  4. ان النتاجات الكرافيكيةأظهرت دلالات تعبيريةلمشاهد مختلفة للإنسان المتعطّش للعنف والقسوة والقتل على مستوى الأشكال والمضامين، كما يتّضح ذلك في إنموذج (2، 4) من العيّنة.
  5. ان النتاجات الكرافيكية حملت دلالات وتعبيرات جسّدت حقيقة الروح الذاتية للفنان (رامبرانت) على مستوى الشكل والمضمون وإظهارها عبر هيئاتهِ الحفرية المنفّذة بحرفية ودقّة عاليتين، كما يتّضح ذلك في جميع نماذج العيّنة.
  6. في الإنموذج رقم (3) وجد الباحث ان الفنان (رامبرانت) أظهر حقيقة البؤس والتعب الشديدين للموسيقيون المتجوّلون، إلاّ ان الأخيرين بعزفهم هذا منحو الطفل السعادة والإسترخاءوالإستقرار.
  7. ان الدلالات التعبيرية للنتاجات الكرافيكية افصحت عن فكرتي الحضور والغياب على مستوى المحتوى المضاميني للموضوعات كما يتّضح ذلك في انموذج (2، 4) من العيّنة.
  8. ان الفنان (رامبرانت) منح اغلب موضوعاتهِ (نتاجاتهِ الكرافيكية) قوّة تعبيرية تمثّلت بالغرابة الجمالية والقوّة الحركية والإندفاع والحيوية والجدّة والأصاله، كما يتّضح ذلك في جميع نماذج العيّنة.
  9. ان ابرز ما اظهرتهُ النتاجات الكرافيكية هي تلك الدلالات المعبِّرة عن فكرة المقدّس وارتباطها بملاك الرب في الإنموذج (1) وتجسيدها في شخصية السيد المسيح في الإنموذج (2، 4) من العيّنة.
  10. ان طبيعة الإسلوب التقني الذاتي للفنان اظهر تعبيرات ذات قيماً إبداعية وبراعة فذّة جسّدت حقيقة التنوّع اللوني للضوء والظل والسعي للإيحاء بالعمق والحجوم وإحداث التوازن والإنسجام في اغلب نتاجاتهِ الكرافيكية، كما يتّضح ذلك في جميع نماذج العيّنة.
  11. ان النتاجات الكرافيكية تضمّنت مشاهداً موضوعية عبّرت عن حقيقة الصراع الدائر بين الخير والشر، والقوي والضعيف، والحياة والموت، كما يتّضح ذلك في انموذج (2) من العيّنة.
  12. ان ابرز ما اظهرتهُ النتاجات الكرافيكية للفنان (رامبرانت) هي تلك الدلالات المعبِّرة عن طبيعة الإنفعالات والعواطف والأحاسيس التي تجوب الروح الداخلية للفنان لتجسيد حالات التعب والبؤس كما يتّضح في الإنموذج (3) من العينة، والتعبير عن طبيعة المآسي والآلام كما يتّضح في الإنموذج (4) من العينة، بالإضافة الى التعبير عن حالات اليأس والذبول والضعف كما يتّضح في الإنموذج (2) من العيّنة.

 

ثانياً: الإستنتاجات:في ضوء ما تم طرحهُ من نتائج، توصَّلَ الباحث الى جملة الإستنتاجات الآتية:

  1. ان الروح الإبداعية للفنان (رامبرانت) توّجت جميع نتاجاتهِ الكرافيكية بمفردات بصرية فعّلت من روح المحتوى الدلالي والتعبيري حيث التنوّع الشكلي والموضوعي الذي تحملهُ اغلب نتاجاتهِ التي عكست حالة التنوّع الفكري والثقافي على حد سواء.
  2. ان الفعل الإنتاجي للفنان (رامبرانت) افرز دلالات تعبيرية على مستوى الأشكال والمضامين وإرتبطت بالتنوّع الجمالي بوصفها لغة بصرية تواصلية أدركها المتلقّي.
  3. ان وجود حقيقة وإستحضار الوعي واندماجهِ مع الحدس، منحا الفنان (رامبرانت) قوّة فاعلة في صياغة المحتوى الشكلي والموضوعي، أدى ذلك الى إحداث إنصهار حقيقي على مستوى الأفكار والسعي لنسجها بصرياً.
  4. ان حقيقة التجربة الذاتية للفنان (رامبرانت) واندماجها بفعل البراعة التقنّية افرز فعلاً حيوياً (ديمومياً) وإسلوباً درامياً يعج بالأحداث والأنشطة الاجتماعية بدلالاتها التعبيرية المؤثّرة.
  5. ان روح التجدد والحيوية للممارسة العملية والنضج الثقافي للفنان منحت اغلب النتاجات الكرافيكية عمقاً تعبيرياً وتجسيداً حقيقياً لذات الفنان ومحاولة إظهارهِ عبر شبكتهِ الخطية التي نَسجت وببراعة فائقة حكايات وموضوعات عكست طبيعة الواقع الدقيق بكل تفاصيله وأهدافهِ وصراعاتهِ القائمة في تلك الحقبة الزمنية.

ثالثاً: التوصيات:

يوصي الباحث بالآتي: ضرورة اهتمام الطلبة في قسم التصميم بدراسة حياة الفنان (الحفّار والطبّاع – رامبرانت) ونتاجاتهِ الكرافيكية، التي تُظهِر المدى الحقيقي والمؤثر في الحركة الفنية للإنتاج الطباعي العالمي،حيث خطوطهِ المحفورة ومشاهدهِ التي يكسوها تأثيرات الضوء وتدرجات الظل بوصفها مفعمة بالحيوية والتجدد والبراعة التقنية والدقّة في إظهار التشكيلات البصرية وتنوّع مضامينها، مع ضرورة دراسة الحالة الإلهامية التي تمتلكها ذاتهِ وأثرها الفاعل في توثيق الموضوعات والأحداث وفق رؤية درامية مؤثّرة.

رابعاً: المقترحات:اقترح الباحث اجراء الدراستين الآتيتين:

  1. البعد النفسي للنغمات الخطّية في نتاجات رامبرانت الكرافيكية.
  2. الحالة الإلهامية للفنان رامبرانت وإنعكاساتها على النتاجات الطباعية.

 

المراجع والمصادر

المصادر العربية

  1. باسيليوس، ناجي موسى: البعد التاريخي لجماليات الفن التشكيلي، الدار للنشر والتوزيع، الجيزة، 2018.
  2. بلوز، نايف: علم الجمال، ط7، منشورات جامعة دمشق، دمشق، 2008.
  3. تشاندلر، دانيال: أسس السيميائية، ط1، تر: طلال وهبة، المنظّمة العربية للترجمة، بيروت، 2008.
  4. حجازي، صبري: الطبعة الفنية تأريخ وجماليات البارز والغائر، ط1، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة،2003.
  5. سانتيانا،جورج: الإحساس بالجمال، تر: محمد مصطفى، المركز القومي للترجمة، القاهرة، 2011.
  6. ستولينتيز،جيروم:النقد الفني، دراسة جمالية،تر:فؤاد زكريا،ط1،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر،الإسكندرية، 2007.
  7. سلمان، عبد اللطيف: المرجع في تأريخ وتقانات فن الحفر والطباعة في العالم،ج1، منشورات جامعة دمشق، دمشق، 2016.
  8. طالو،محي الدين: تأريخ عباقرة الفن التشكيلي في العالم،ط1،دار دمشق للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، 2010.
  9. العبيدي،باسمعباس:العلامات التجارية:دلالاتها الوظيفية والتعبيرية،ط1،امواج للنشروالتوزيع،عمّان، 2014.
  10. عطية، محسن محمد: الفن والجمال في عصر النهضة، عالم الكتب، القاهرة، 2002.
  11. عطية، محسن محمد: القيم الجمالية في الفنون التشكيلية، دار الفكر العربي، 2010.
  12. مجموعة مؤلفين: محيط الفنون(الفنون التشكيلية)، دار المعارف بمصر، القاهرة، د.ت.
  13. حكيم، راضي: فلسفة الفن عند سوزان لانجر،ط1، دار الشؤون الثقافية العامّة، بغداد،1986.
  14. يوسف، عقيل مهدي: الجمالية بين الذوق والفكر،ط1،مطبعة سلمى الفنية الحديثة، 1988.
  15. مطر، اميرة حلمي: فلسفة الجمال من افلاطون الى سارتر، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة، 1974.
  16. مطر،اميرةحلمي:مقدمة في علم الجمال وفلسفة الفن،ط3،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع،القاهرة، د.ت.
  17. نظمي،محمد عزيز:الإبداع في علم الجمال،دار المعارف،الإسكندرية ،1978.

المعاجم والقواميس

  1. ابن منظور ، أبو الفضل جمال الدين : لسان العرب م2-6، دار تصنيف صادرة ، بيروت ، د.ت.
  2. صليبا، جميل: المعجم الفلسفي،ج1، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1982.
  3. عمر، احمد مختار: معجم اللغة العربية المعاصرة، ط1، عالم الكتب، القاهرة، 2008.
  4. الفراهيدي، الخليل بن احمد: العين، ج2،ط1، دار الكتب العلمية، بيروت،2003.
  5. مدكور،ابراهيم: المعجم الفلسفي،الهيئة العامّة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة، 1983.
  6. موريزو، جاك،و روجيه بويفيه: قاموس الإستطيقا وفلسفة الفن، ط1، تر:سلوى النجّار وآخرون، هيئة البحرين للثقافة والآثار، المنامة، 2022.
  7. وهبة، مراد: المعجم الفلسفي، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 1998.

مواقع الإنترنت

  1. الصباغ، رمضان: التعبير في الفن، مقال منشور في صفحة مؤسسة الحوار المتمدّن، 2007. ينظر الرابط
  2. https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=95170
  3. Google للفنون والثقافة https://artsandculture.google.com/entity/rembrandt/m0bskv2

الهوامش

(*)(رامبرانت): رسام وحفّار هولندي ولد في لايدن عام 1606 وتوفي عام 1669 م، استقر في مدينة أمستردام منذ سنة 1631. نظراً للقوة التعبيرية الكبيرة التي تميزت بها أعماله ولوحاته الشخصية، بالإضافة إلى معرفته العلمية بنظريات الضوء والظلال، والقيم الإنسانية النبيلة لأفكاره وتأملاته الشخصية حول مصير الجنس الإنساني، كل هذه العوامل جعلته يعد احدكبار أساتذة فن الرسم والحفر والطباعة الأوربي. اشتهر أيضا بأعماله عن طريق الرسم بماء الذهب.أهم نتاجاتهِ  لوحتهبعنوان (درس التشريح مع الدكتور تولب)(الحراسة الليلية) (موعضة المسيح) (وفاة مريم) وهي لوحات إتّسمتبتعدد الشخصيات حيث برع في إضفاء الحيوية عليها.وقد تأثر بالفنان (كارفاجيو) و (روبنز) لكنه استخدم تأثيرات الضوء ووضع الألوان بحرية للتعبير عن الحالة العاطفية والنفسية. ينظر Google للفنون والثقافة عبر الموقع

الألكترونيhttps://artsandculture.google.com/entity/rembrandt/m0bskv2

ملحق الأشكال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *