(دراسة تحليلية لمضامين الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي)

أ.م. قاسم حسين السعدي

جامعة بابل / كلية الآداب

qasem.saadi@uobabylon.edu.iq

ملخص

وقودها الأزمات هكذا هي الإشاعة ، إذ أثار انتشار فيروس كورونا المستجد ” كوفيد -19″* سيلاً من الاخبار والمعلومات  الكاذبة والمزيفة التي أغرقت مواقع التواصل الاجتماعي في كل العالم بمعلومات صحية وطبية خاطئة ، أو نظريات مؤامرة حول نشأة الفيروس أو شائعات اجتماعية واقتصادية ودينية تتعلق بالفيروس مما اثارت الهلع والخوف والفتن والبلبلة بين أوساط الرأي العام ، جعلت الأفراد والمجتمعات يتبنون سلوكيات تعزز من أهداف ومآرب مروجي هذه الشائعات بحسب افكارهم وأهوائهم وخططهم .

وفي الوقت الحالي ، انتشرت هذه الشائعات بأسرع من الضوء نتيجة التطور الهائل بتكنولوجيا الإتصال متمثلاً بمواقع التواصل الاجتماعي  التي حولت العالم إلى شاشة صغيرة ، فاصبح من السهولة إعادة نشر محتوى الاشاعة وسرعة إرساله للجماهير المختلفة في كل انحاء العالم ،مما جعل من الاشاعة ظاهرة كونية متداولة تستمد طاقتها من أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد وما أحدثه من تداعيات خطيرة القت بظلالها على كل مفاصل الحياة ،وفي ظل غياب ثقافة التأكد من الاخبار وتأخر المصادر الرسمية بتقديم المعلومات التي تهم المجتمعات مما يتسبب بتقويض أمنها العام .

الكلمات المفتاحية : الإشاعة ، فيروس كورونا المستجد ” كوفيد-19″ ، مواقع التواصل الاجتماعي ، الرأي العام .

Rumour in light of the spread of the new Coronavirus “Covid-19”

(An analytical study of the content of rumours on social media)

Qasim Hussain Al Sadie

Babylon University / College of Arts

qasem.saadi@uobabylon.edu.iq

Summary

Its fuel is crises. This is the rumour, as the spread of the covid-19 Coronavirus sparked a flood of false and false news and information that flooded social networking sites all over the world with false health and medical information or conspiracy theories about the emergence of the virus or social, economic and religious rumours related to the virus, which caused panic and fear The sedition and confusion among the public opinion circles and caused individuals and societies to adopt behaviours that enhance the goals and objectives of the promoters of these rumours according to their ideas, whims and plans.

At present, these rumours spread faster than light due to the tremendous development of communication technology represented by social networking sites that turned the world into a small screen, so it became easy to republish the content of the rumour and the speed of its transmission to different audiences around the world, which made rumour a global phenomenon circulated Its energy is characterized by the crisis of the outbreak of the new Coronavirus and the serious repercussions it caused on all joints of life and in the absence of a culture of ascertaining the news and the delay in official sources to provide information of interest to societies, which undermines their public security.

Keywords: rumor ,new Corona virus Covid-19,social media  ,public opinion.

مقدمة

مع تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 ، خرجت العديد من الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي فتضاعف حجم الرعب الذي بات يحاصر الناس مع تواتر الأخبار التي تفيد بارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس سواء في العالم بشكل عام أو العراق بشكل خاص.

كمُ هائل من الاخبار الكاذبة و الزائفة التي بثت الهلع في نفوس الناس خاصةً وأن معظمهم باتوا محاصرين بمنازلهم تحت إجراء الحجر المنزلي وبالتالي أصبحوا فريسةً سهلةً لمواقع التواصل الاجتماعي التي تملك تقنيات عالية المستوى تجعلها بؤرة مؤثرة بشكل كبير في الترويج للشائعات التي أصبح انتشارها كونياً.

الشائعات شكلت خطراً كبيراً يمس الأمن القومي للبلدان على الصعيد الصحي والسياسي والأمني والاجتماعي والاقتصادي والديني ، فالشائعات تنتقل كالنار في الهشيم ، فهي تتخطى الحدود الدولية في محاولة دمج مجتمعات لها بغية تشكيل رأي عام تؤثر به وتصرف معه وفق اجندة الجهة التي خططت لإطلاق الإشاعة على مستوى الجماعة الصغيرة أو المجتمع أو الدول، بحثاً عن مكانة مؤثرة، أو تحقيق مصالح مهمة على حساب الجهات والأطراف الأخرى المنافسة لها.

وفي الواقع ، إن الشائعات بمضامينها المتنوعة تستهدف معنويات الشعوب والأفراد لتكون أحدى أدوات الحرب النفسية الشاملة ، وإذا لم يكن هناك مقاومة على الصعيد المحلي “حكومةً وشعباً ” ، وعلى الصعيد الدولي والإقليمي والعربي لدرئها بكل الأدوات والأساليب ، فإنها ستشكل خطراً جسيماً يهدد الأمن بمستوياته كافة ، ومن هنا لابد من التصدي للشائعات بكافة بالأساليب كافة وفق استراتيجية هادفة للحد من انتشارها وتقليل مخاطرها وتداعياتها المستقبلية .

وعليه ، فان العالم بشكل عام والعراق بشكل خاص يشهد تحدياً منقطع النظير في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد وتداعياته التي شملت كل مفاصل الحياة خاصة في ظل التداول الكوني للأخبار والمعلومات التي تحيط بالفيروس ، جعل من الاشاعة ظاهرة عالمية مهمة خاصةً في مضامينها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي لم تدرس لحد الآن ، وبهذا استحقت الدراسة والوقوف عليها وتبيان ملامحها ، وهنا نبعت فكرة التعرف على تلك المضامين ومدى تأثيرها على الرأي العام سواء المحلي أو الدولي أو الاقليمي .

مشكلة الدراسة وتساؤلاتها :  تحسس الباحث مشكلة الدراسة بعد تعرضه لمجموعة من المنشورات على الفيسبوك ويوتيوب تُظهِر فيها عشرات الاخبار والقصص حول فيروس كورونا المستجد الذي كانت بداياته في الصين ثم بدأت هذه المنشورات تتزايد بسرعة مكوكية مع تزايد انتشار الفيروس ووصوله الى العراق.

فمنها ما تروج إلى أن أي شخص يصاب بالفيروس فهو محكوم عليه بالإعدام وأخرى تروج أن تناول الثوم سوف يقضي أو يمنعك من الاصابة بالفيروس وأخرى تدعو الى التخلص من القطط والطيور الاليفة  كونها  ناقلة للفيروس ،وما زاد الطين بلة ،تلك المنشورات  التي تصور أن العالم على اعتاب حرب عالميه  ثالثة بسبب الاتهامات ما بين الصين وامريكا وروسيا حول من قام بإنتاج هذا الفيروس العالمي .

ويستمر مسلسل هذه المنشورات لتكون سبب في مغادرة عشرات الطلاب للتعليم الإلكتروني وتركهم منصات “الكلاس روم” التعليمية ، ففي احد الايام وبحكم أن الباحث تدريسي فوجئ بأن صفه الدراسي الذي يضم “79” طالب وطالبة خلال يوم واحد غادره “40” طالب وطالبة والسبب هو تداول مواقع التواصل لمنشورات تؤكد اعتبار العام الدراسي سنة عدم رسوب وإن التعليم الالكتروني غير معتمد باحتساب الدرجة وبعد التدقيق  من قبل الباحث وجد أن هناك اكاذيب أو مبالغة وتهويل في نشر الاخبار أو تزييفها خاصه بعد الاطلاع على المصادر الرسمية و البحوث و الدراسات العلمية التي كشفت أن كل ما روّج لهذه الاخبار ما هي إلا أكاذيب ولا أساس لها من الصحة وبالتالي تندرج ضمن مفهوم الإشاعة ، فاستشعر الباحث المشكلة ومدى خطورتها ،ومن هنا جاءت فكرة الموضوع ليتم عرضه وفق أسلوب اكاديمي يتضمن عرض اشكالية الدراسة في السؤال الرئيس : ما مضامين  الشائعات  التي تم الترويج لها وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد -19” ؟  ويقود الإجابة على هذه الإشكالية جملة من التساؤلات الفرعية تثيرها الدراسة تتمثل بالآتي :

 – ما الأطر والمقاربات المفاهيمية  للإشاعة؟

– كيف تصنف الشائعات عبر الواقع الإفتراضي؟

– ما مراحل انتشار الإشاعة بين أوساط الراي العام؟ وما الدوافع التي يسعى لتحقيقها مصدر الإشاعة؟  

 – ما العلاقة بين الإشاعة والراي العام؟

 – ما استراتيجية تحصين الراي العام ضد الشائعات؟

– وكيف اثرت الشائعات المرتبطة بانتشار فيروس كورونا المستجد في الرأي العام لجعل المجتمعات والأفراد  يتبنون سلوكيات تسعى الإشاعة اليها لتحقيق اهداف وغايات محددة ؟

أهمية الدراسة : تتضح أهمية الدراسة من الناحيتين النظرية والتحليلية بالآتي:

– إن الشائعات اصبحت في الوقت الحالي سلاحاً فعالاً بالغ الأهمية يهدف الى التأثير في الرأي العام و مراكز صنع القرار وعلى الاصعدة كافة .

– شعور الباحث بأهمية الموضوع كونه يمس وجودنا في الصميم في ظل التداعيات الخطيرة التي نعيشها بسبب ازمة كورونا المستجد.

– ادراك الباحث بأن مشكله الدراسة لم تعالج من قبل كونها تبحث موضوعا حديثا جداً.

– إن اظهار أهمية الدراسة  قد تؤدي الى وضع تصورات آنية ومستقبلية أمام الجهات المعنية وصناع القرار لرسم استراتيجية شامله بالشكل الذي يحقق المصلحة العامة عند تعرض البلد لهذا النوع من الازمات.

– تنبع اهمية الدراسة في كونها تهتم بأحد اساليب الحرب النفسية الا وهو الإشاعة ،عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تعد وسيلة فائقة السرعة في نشر الاخبار الكاذبة والشائعات المضللة.

 – التعرف على الدور المهم والفعال الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها وسيلة رقمية فائقة السرعة في الترويج  للأخبار الكاذبة والمزيفة  للتلاعب بالعقول لا سيما في ظل الازمات .

– تعد الدراسة وسيلة علمية للرد على الشائعات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص فيروس كورونا المستجد وبكل موضوعية عبر تحديد مصادر المعلومات الموثوق بها والمستقلة عن بعضها ، إذ تكمن أهمية ذلك في الحد من انتشار الشائعات وتقليل مخاطرها بما يعزز من السلم المجتمعي والأمن الدولي والإقليمي  . 

أهداف الدراسة : وبالنسبة للأهداف التي تسعى مشكلة الدراسة وتساؤلاتها إلى تحقيقها ، هي:

– التعرف على المضامين الصحية والسياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والدينية للشائعات في ظل فيروس كورونا المستجد.

– معرفة مدى التأثير الذي احدثته الشائعات في الرأي العام .

– توضيح أسباب انتشار الشائعات في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة لاسيما في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.

– معرفة أنواع ووسائل الإشاعات المتعلقة بفيروس كورونا عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

– الكشف عن الوسائل والأساليب الواجب اتباعها ضمن سياسات محددة لرسم استراتيجية التصدي للشائعات خاصة وقت الأزمات .

إجراءات الدراسة : ولبيان أهمية الدراسة وتحقيق اهدافها والإجابة على تساؤلاتها ، تم اجراء الخطوات الآتية:

– أداة الدراسة: استعملت الدراسة تحليل مضمون الكيفي”Qualitative content analysis“، الذي يعتمد المضامين والمفاهيم ولا يعتمد على العد و الأرقام والجداول وذلك لتوضيح مضامين الشائعات حول فيروس كورونا المستجد التي تم تداولها من خلال المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

– مجتمع وعينة الدراسة : تحدد مجتمع الدراسة بالصفحات والمشاركات للمقالات والصور والأفلام ذات العلاقة بفيروس كورونا المستجد عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، يوتيوب)، بوصفهما اكثر المواقع استعمالاً وانتشاراً بين اوساط الرأي العام .

 ونظراً لضيق الوقت والأخذ في الاعتبار الطريقة الأسهل للوصول الى مفردات العينة  تم الاعتماد على العينة العمدية او القصدية”The intentional sample“،  لمفردات العينة والتي بلغ عددها (20) منشوراً  تمثل المجتمع الاصلي الذي بلغ عدده (60) منشوراً تم اختيارها بحيث تعطي مفردات الدراسة كافة الفرصة الكاملة في اختيار العينة ، وتعد العينة القصدية من العينات غير الاحتمالية التي يتم إتباع قواعد حسابية في اختيارها ، فهناك من يعرفها بأنها العينة التي يختارها الباحث عن قصد بسبب وجود دلائل أنها مثل المجتمع الاصلي للدراسة ([1]). وتم تحديد العينة خلال الفترة الزمنية من 20/5/2020م، وحتى 20 /6/2020م، إذ تم خزنها في الحاسوب تحت عنوان مجلد شائعات كورونا يضم ملفات العينة المقصودة بحسب عناوينها .

– نطاقُ الدراسة، ويقسم هذا النطاق على :

– النطاق الموضوعي: إذ تستهدف هذه الدراسة التعرف على مضامين الشائعات في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد ومدى تأثيره على الرأي العام ، وذلك عبر تحليل مضمون مواقع التواصل الاجتماعي .

 – النطاق المكاني: تقتصر الدراسة على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً ( الفيس بوك ، يوتيوب ) ، بوصفهما أكثر المواقع الإفتراضية انتشاراً واستعمالاً.

– النطاق الزمني: طبقت هذه الدراسة خلال العام الدراسي 2019/ 2020 ، لاسيما في المدة الزمنية من 20/5/2020م، وحتى 20/6/2020م.

نوع الدراسة ومنهجها : تعد هذه الدراسة من البحوث الوصفية المسحية التي تهدف إلى وصف واقع المشكلات والظواهر كما هي ، أو تحديد الصورة التي يجب أن تكون عليها في ظل معايير محدده ، مع تقديم توصيات أو اقتراحات من شأنها تعديل الواقع للوصول الي ما يجب ان تكون عليه هذه الظواهر([2]).

والمنهج الوصفي”Descriptive method“، يهدف إلى دراسة الواقع ويهتم بوصفه وصفاً دقيقاً ويعبر عنه تعبيراً كيفياً أو تعبيراً رقمياً  ، ويرتبط مفهوم المنهج الوصفي بدراسة الأحداث والظواهر والمواقف والآراء وتحليلها  ، وتغيرها بغرض الوصول إلى استنتاجات مفيدة ، لتصحيح هذا الواقع، أو تحديثه ، أو استعماله ، أو تطويره ([3]).

المبحث الأول :ماهية الإشاعة

اولاً : تعريف الإشاعة وخصائصها .

الإشاعة  لغةً كما جاء في المعجم الوسيط هي الخبر الذي ينتشر من غير تثبت منه ،وفي معجم اللغة العربية المعاصر ، تعرف الشائعة بأنها مصدر أشاع – وهو الخبر المكذوب، غير موثوق فيه، وغير مؤكد ينتشر بين الناس، واصل الكلمة ..من إشاعة ،يشيع ، اشع ،اشاعة، فهو مشيع  والمصدر مشاع  ،تقول العرب :أشاع العقار، جعله مشتركاً بين أكثر من مالك، وتقول ايضاً أشاع الخبر :أي نشره وأذاعه، أعلنه وأفشاه ([4]).

وذﻛر ﻣﻌﺟم ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب، اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اللغوية اﻵﺗﯾﺔ ([5]):

 – “ﺷﺎع اﻟﺧﺑر :”اﻧﺗﺷر وذاع وظﻬر واﻓﺗرق.

 – رﺟل ﻣﺷﯾﺎع :ﻣذﯾﺎع ﻻ ﯾﻛﺗم سر. 

– الاﺷﺎﻋﺔ :اﻷﺧﺑﺎر اﻟﻣﻧﺗﺷرة.

أما التعريف الاصطلاحي للإشاعة ، فقد تعددت المحاولات ،وتنوعت المفاهيم المعنية بدراستها ، وزوايا النظر اليها وآليات عملها وتطورها وسبل مواجهتها ، وعليه نورد أهم هذه التعريفات :

– الترويج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع أوتعمد المبالغة أو التهويل أو التشويه في سرد خبر فيه جانب ضئيل من الحقيقة ،أو أضافة معلومة كاذبة أو مشوهة لخبر معظمه صحيح أو تفسير خبر صحيح والتعليق عليه بأسلوب مغاير للواقع والحقيقة ،وذلك بهدف التأثير النفسي في الرأي العام** المحلي أو الاقليمي أو العالمي تحقيقاً لأهداف سياسية أو اقتصادية او عسكرية على نطاق الدولة أو دول عدة أو العالم بأجمعه  ([6]).

– إنها “الأخبارالتي يتناقلهــا الناس دون إمكانية التحقق مــن صحتهـا, ويقــوم مصـدر الشـائعة ببنائهــا وتشــكيلها ونشــرها, كمـا يوجد متلق للشائعة, وناشـرها، ويشترط لانتشار الشائعات رغبة المتلقي في المعرفة ووجـود دافــع وفائــدة لصاحـب الشـائعة لنشـرها “([7]).

– كل قضية أو عبارة مقدمة للتصديق ، تتناقل من شخص الى آخر دون أن تكون لها معايير أكيدة للصدق ([8]).  

– تقرير غامض أو غير دقيق أو قصة أو وصف يتم تناقله بين أفراد المجتمع عن طريق الكلمة المنطوقة غالباً وتميل الشائعات الى الانتشار في اوقات الازمات في المجتمع وتدور دائما حول اشخاص أو احداث مما يمثل أهمية لأفراد المجتمع في ظل معلومات غامضة عن هؤلاء الاشخاص أو الاحداث ([9]).

– عملية نفسية تتلخص في إدخال فكرة في وجدان شخص أو اشخاص لتترجم نفسها الى اعمال أو تحرك أو اثارة النفوس أو الشكوك أو القضاء على الاتزان النفسي الناتج من اطمئنان الشخص الى عقائد وقيم مجتمعية ، ورضائه بها وهذه الفكرة قد تكون شفهية أو بالرسم أو الكاريكاتير أو أي اسلوب من اساليب التواصل وهي قد تحمل شيء من الحقيقة ([10]).

وتأسيساً على ما ذكر ، نسوق التعريف الاجرائي للإشاعة الذي ينصرف الى انها مجموعة الاخبار والقصص والقضايا الكاذبة  المتعلقة بفيروس كورونا المستجد  أو التي تعتمد التهويل والتضخيم والتشويه يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ” الفيس بوك ،يوتيوب” ، وتحمل العديد من المضامين سواء صحية ،سياسية وامنية ، اجتماعية ، اقتصادية ،ودينية ، تهدف الى التأثير بالرأي العام وجعله يتبنى سلوكيات تتناسب مع مصالح الجهة المروجة لهذه الشائعات .

وفي ضوء التعريفات السابقة ،يمكن أن نستشف بأن الاشاعة تتميز بالعديد من الخصائص تتمثل بالنشر خاصة إذا ارتبطت بموضوعات مهمة ، وايضاً سهولة اطلاقها وانتشارها بسرعة مذهلة خاصة في ظل التطور التكنولوجي الذي حول العالم الى شاشة صغيرة ، والخاصية الأخرى هي الغموض والاهمية خاصة إذا استمدت الاشاعة مضمونها من واقع المجتمع ، وايضاً صعوبة معرفة مصدر الشائعة واستعمالها لأساليب متعددة ومتنوعة مع اخذها اشكالاً اخرى للبث كالرواية والرسم الكاريكاتيري والنكتة والقصة ، والخاصية الاخيرة تنصرف الى تغير محتوى الشائعة على مر الزمن كلما انتقلت من مصدرها الاصلي الى مروجها أو ناقلها ، إذ تعتمد كمية التغيير أو التشويه على رغبات ودوافع وذكاء وذاكرة المروج أو الناقل ، وكذلك شدة الردود العاطفية للفرد والمجتمع ([11]). 

ثانياً: تصنيفات الشائعات عبر الواقع الافتراضي

أصبح الواقع الافتراضي “Virtual Reality” ، بكل صوره واشكاله المتعددة نتيجة التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصال مجالاً حيوياً للإشاعة ، إذ اصبحت الاشاعة تنتشر بسرعة مخيفة يتناقلها المليارات من المستخدمين يصعب احتسابها وغطت مساحات معظم بقاع المعمورة ، وبهذا اصبح تأثيرها فعالاً جداً يصعب على الباحثين قياسه ،فعلى سبيل المثال نجد ان شــبكة التواصل الاجتماعــي مــن بيــن الأدوات التــي ًيتــم اســتخدامها ســلبياً فــي نشــر الشــائعات، ويلجــأ مســتخدموها إلى التخفــي أو انتحــال هويات غيــر حقيقيــة لنشــر الشــائعات التــي ســرعان مــا يتــم تداولهــا من قبل ملايين المستخدمين لتشكيل راي عام الكتروني” “Electronic public opinion *** حيال قضية ما  ، وصنــف ” كيلي وويكس” الشــائعات عبــر الواقع الافتراضي تبعاً للهدف إلى([12]) :

1- الشائعات المتعمدة : هــي الأخبــار أو المحتــوى الــذي يتــم نشــره مــع علــم القائميــن عليهــا بأن لها أهـداف خاطئة وبعيـدة  تماماً عن الصدق، وتكـون هذه الشائعات عـادةً محددة ترتبط بطبيعة الشائعة, على النحو الآتي:

– الترويج لمنتج أو فكرة معينة عــن طريق استعمال الشائعات كآلية تسويقية مبتكرة.

– التشويش أو إساءة السمعة عن طريق تزييف الحقائق.

2- الشائعات غير المتعمدة : هــي الشـائعات التي يتم نشرها عن ضعف في المعرفة والخبـرة، وتنتشر بشكل غير متعمد، وينتشر هـذا النوع من الشائعات عادة نتيجة ًللتسرع وعدم التحقق من مصدر المعلومة أو الاقتبـاس الجزئي لتلك المعلومات.

وقسم كل من “راند وراست ” الشائعات تبعاً لسرعة الترويج والانتشار على شبكات التواصل الاجتماعي الى ([13]):

3- شائعات بطيئة تستغرق وقت أطول لنشرها وهي تكون صعبة التصديق.

4 – شائعات سريعة : تتسم بالسـرعة الكبيرة وهي تحدث عادة في الأمور والموضوعات التي يتوقع من الجمهـور متابعتها وسهولة تصديقها.

أما “نيكوفي ومورينيــو” فقد صنفا الشائعات التي يتم إطلاقها عبر شبكة التواصل الاجتماعي الى ([14]):

5- شائعات سياسية: هي التي تعمل على توجيه الـرأي العـام نحـو اتجاه أو شخصية سياسية معينة ، وهي تلاقي عادة رواج بيـن رواد مواقع التواصل الاجتماعي .

ب شـائعات اجتماعيـة : تهـدف إلى تغييـر قيـم مجتمعية وغرس قيـم ومبادئ أخـرى بديلة تبعاً للتقـدم ومقتضيات العصر.

6 – شائعات اقتصاديـة: تهـدف للترويج إلى منتجـات معينة أو التشهير بأخرى موجودة بالفعـل.

وتأسيساً على كل ما ذكر ، نستطيع القول أن اصناف الشائعات التي تذاع وتنتشر عبر الواقع الافتراضي تكون تحت مظلة الاشاعة المعلوماتية التي تعد نمط اتصالي هدام مشكوك في اغراضه يروج عبر وسائط الاتصال التكنولوجية الحديثة ، ويحمل جزءاً من الحقيقة فيضخمها أو يقلل من شأنها ،يشكل موضوعاً للتداول والحوار والدردشة في المجتمع الافتراضي لمستخدمي الشبكات ومنهم الى الآخرين في المجتمعات الواقعية ([15]).

وترتبط الشائعة المعلوماتية بعمليات القرصنة والسطو على المواقع وسرقة المعلومات والوثائق ونشر الاكاذيب على المواقع وهي تعد جريمة يعاقب عليها القانون ، منها على سبيل المثال :

1- اختراق المواقع الخاصة وتزييف معلوماتها أو استعمال المواقع المشبوهة لنشر صور الاشخاص من الجنسين بإجراء عمليات فوتوشوب لتكون مادة لشائعات تسعى الى التشهير بالأشخاص والعائلات ([16]). ولعل الانتخابات النيابية العراقية لعام 2017 خير دليل ، إذ عجت المواقع الالكترونية بنشر مقاطع اباحية مركبة للعديد من المرشحين من كلا الجنسين لغرض تسقيطهم سياسياً والحيلولة دون فوزهم بالانتخابات .

2- الترويج لآراء ومعلومات مضللة تحتمل التأويل في ظل ظروف معينة ، مثال ذلك ما نشرته مجلة “National Review ” عام 2002 بقلم ” ريتش لوري” والذي دعا فيه الى ضرب مكة بقنبلة نووية خير مادة دعائية صريحة، تم تداولها كشائعة استهدفت تدمير العلاقات الامريكية العربية ودفع المقيمين بأمريكا للتورط بردود فعل غاضبة([17]) .

3- الترويج للشائعات المرتبطة بحركة الاسواق والمراكز المالية وحركة تداول الاسهم ، لتضليل المنافسين ، كما حصل في السعودية عام 2009 ، تم تداول شائعة في سوق الاسهم عن قيمة الارباح التي سيتم توزيعها على المساهمين في شركة “سابك” عن السهم الواحد، مما احدثت بلبلة في نشاطات السوق دفعت بالمستثمرين الى شراء اسهم الشركة التي ارتفعت اسعارها بدون مبرر،ثم تبين أن الامر مجرد شائعة تسببت بخسائر الكثير من المساهمين ([18]).

4- شائعات الترويج لجرائم بيع الاعضاء البشرية التي انتشرت مؤخراً عن عصابات مافيا تجارة الاعضاء البشرية ،تقوم بإغراء الشباب او استدراجهم او اجراء عمليات جراحية وهمية لاستئصال اعضائهم لبيعها فضلاً عن شائعات السفاح الذي يقتل الفتيات ليلاً كما حصل في مدينة نصر المصرية ، التي انطلقت من موقع على الانترنت وانتشرت عبر البريد الالكتروني وتداولتها الصحف ، ثم تبين انها نسخ من خيال مريض لشاب متهور ([19]) وللأسف حاليا تبنت الكثير من المسلسلات والافلام هذا النوع من الشائعات وحولتها الى دراما معتمدة على الاثارة الرخيصة ، التي ادت إلى رواجها وترسيخها .

ثالثاً: مراحل انتشار الاشاعة بين أوساط الرأي العام ودوافعها

إن التطور التكنولوجي في مجال الاتصال الذي أنتج العديد من شبكات التواصل الاجتماعي أثمر عن المليارات من المستخدمين لهذه التقنية الرقمية مما سهل تشكيل رأي عام بأغلبية عظمى تجاه قضية معينة ،وعليه تمكنت الاشاعة من استغلال هذه التقنية لتكون منبراً سريعاً لانتشارها ، فالكثير من الاشاعات انطلقت على شكل خبر غير مؤكد ، الى أن يتبين بطلان صحة الخبر ، وتجتاز الاشاعة قبل ظهورها وانتشارها وسريانها باتجاه تشكيل رأي عام ثلاث مراحل هي ([20]) :

1- مرحلة الادراك الانتقائي : أي ادراك الحدث أو الخبر من اشخاص عدة ، ويرجع اهتمام هؤلاء بالحدث أو الخبر لمغزاه الاجتماعي في نفوسهم.

2- مرحلة التنقيح بالحذف والاضافة : وذلك حتى تتلاءم العناصر المكونة للإشاعة مع بعضها البعض من جهة ومن ثقافة المجتمع من جهة أخرى .

3- مرحلة الاستيعاب النهائي والانطلاق والانتشار بين اوساط الرأي العام بعد أن تكون مستساغة سهلة لاستيعاب متوافقة مع المعتقدات والافكار والقيم السائدة في المجتمع .

وهناك من يتتبع مراحل سريان الاشاعة بخمسة مراحل نوجزها وفق التسلسل الآتي  ([21]):

1- مرحلة بلبلة الافكار: خلق حالة من الشك لدى الرأي العام وأهم ادواته: الضغط الاقتصادي، الكتب المغرضة ، المنشورات المدسوسة ، افلام واشرطة.

2- مرحلة تشجيع الاقليات : ولا يشمل الاقليات الدينية أو العرقية بل يشمل كل من لا يشعر بالتجاوب مع المجتمع القومي ، ومن ادواته الطابور الخامس الذي يأتي ليتفاعل مع مفهوم التجسس وجمع المعلومات .

3- مرحلة خلق عدم الثقة في الاطار السياسي الذي يرتبط به المواطنون.

4- مرحلة تفتيت قوى المقاومة في الجسد السياسي القومي : أي التوجه بمعاول الهدم الى مفاصل الجسد لخلق حالة من الترهل في الحقيقة المعنوية الذي يمثلها القومي ، فإذا به يتحول الى حقيقة رخوة غير قادرة على الصمود والمقاومة ، ومن اهم ادواتها الدعوى العقائدية ، الحرب الايدولوجية ، حرب المعلومات.

5- مرحلة تفتيت الوحدة الوطنية : وهي مرحلة الصراع المباشر على المستوى الاجتماعي والكلي ومن أهم ادواته: الدعاية ، خلق العملاء ، تشويه المنجزات ، خلق الذعر الاجتماعي ، دعم مراكز البحوث ذات الادوار المشبوهة .

واستناداً إلى مراحل سريان الإشاعة يبقى السؤال المطروح ما الدوافع التي يسعى الى تحقيقها  مصدر الإشاعة ؟

إن أي تصور لمواجهة الإشاعة ومقاومتها يتوقف على معرفة الدوافع من وراء نشرها وترويجها بما يخدم الجهات المختصة في اتخاذ الاجراءات والخطوات الكفيلة بتحصين الراي العام اعلامياً وسياسياً من تداعيات هذه الظاهرة السلبية وتبعاتها ، الأمر الذي يقتضي التوقف عند أهم هذه الدوافع التي تكشف عن اهداف الاشاعة وخطورتها، والتي يمكن ايجازها بالاتي :

1- زعزعة الأمن والاستقرار من خلال تضليل الرأي العام وتشتيت افكاره وتحطيم الروح المعنوية للخصم وزرع اليأس والإحباط في نفسيته، بغية هزيمته دون اللجوء إلى استعمال السلاح.

2- التمويه والمراوغة لإخفاء الحقائق أو بعضها أو البحث عنها من الخصم بهدف التحقق من صحة المعلومات ومصدرها ، بمعنى التعاطي مع الاشاعة كطعم للخصم لكي يفرغ ما بجعبته من معلومات ،مثال على ذلك الاشاعة التي اطلقتها الدعاية اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية التي مفادها أن الجيش الإمريكي تعرض لخسائر جسيمة في الأرواح والمعدات ، مما اضطر البنتاغون الإمريكي في ذلك الوقت الى الكشف عن حقيقة الخسائر نتيجة ضغط الرأي العام الامريكي([22]) .

3- تقسيم الرأي العام ونفسيته حتى تسهل السيطرة عليه ،كإطلاق الشائعات المتعلقة بإحداث الصراعات بين الفئات الاجتماعية أو السياسية وهي على قدر سرعة انتشارها يزداد تأثيرها على الافراد.

4- اثارة البلبلة والرعب وافتعال الازمات كإشاعات قيام حرب اهلية أو حدوث صدام بين فئات مسلحة أو انقطاع مادة غذائية اساسية أو تسريح العمال من طرف مؤسسة معينة ([23]).

5- وقد تكون دوافع الإشاعة نفسية كونها عملية مركبة من جوانب عقلية ودوافع واهتمامات وادراك حسي ، وبالتالي تهدف دوافعها النفسية إلى جذب الإنتباه، الاسقاط ، العدوان، بعث الطمأنينة والثقة بالنفس ، المجاملة ، الفضول، ملأ الفراغ ، التنبؤ([24]).

6- التقليل من هيبة الخصم ومن أهمية ومصداقية الاخبار التي ينشرها ، لكي يتقبل الرأي العام فكرة عدم مصداقية اخباره ، على نحو ما  فعلت ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى عندما أعلنت عن تحطم اذاعتها الرئيسة ، فقامت وسائل إعلام دول الحلفاء ومنها امريكا والصين والإتحاد السوفيتي بوصفه انجازاُ ، وبعدها عادت الإذاعة الألمانية للبث لكي تقول للشعب الألماني بأنّ اخبار الحلفاء غير صحيحة ، ولا يمكن الوثوق بها ([25]).

7- جس نبض الراي العام ومعرفة رد فعله وموقفه واتجاهاته عندما يراد اتخاذ أو تمرير قرارات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو عسكرية هامة ، مثال ذلك ما روجت له الحكومة الاسترالية بشأن عزمها إلى الدخول في اتون الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول الحلفاء لمعرفة رأي الشارع الاسترالي حيال هذا القرار السياسي – العسكري ([26]).

8- زيادة المكاسب المادية من قبل بعض الوسائل الاعلامية مع ازدياد شهرتها لدى المتلقي من خلال اعتماد عنصر الاثارة عبر ترويجها للشائعات خاصة إذا دارت موضوعاتها حول احداث مهمة أو شخصيات مشهورة ([27])، وهو ما فعلته بعض القنوات على يوتيوب وبعض الاعلاميين عبر تويتر والفيس بوك  بخصوص موت اللاعب العراقي  الدولي “احمد راضي” بسبب فيروس كورونا المستجد ، إذ بدأ الترويج أن عائلة اللاعب المقيمة بالأردن طالبت بتشريح الجثة لأنها تشكك أن موته كان طبيعياً ، وهو ما نفته العائلة في بيان لها عبر الموقع الرسمي لصفحة ” احمد الحديثي ” زوج ابنة اللاعب “احمد راضي ” مطالباً هذه القنوات الكف عن الحديث باسم العائلة ونيابةً عن اهل بيته والتوقف عن نشر الاكاذيب التي لا صلة لها بالواقع([28]).

9- كشف الحقائق : تمثل إحدى الدوافع الدولية لبث الاشاعة ، والغرض هو معرفة أحداث هامة لدى الدولة الأخرى سيما أوقات الازمات ، وهو أشبه بالطعم ، ومن أمثلة ذلك ما فعلته المخابرات المصرية عندما كشفت الجهة الدولية المتورطة بمحاولة الاغتيال الفاشلة التي طالت رئيس وزراء ليبيا إبان العهد الملكي السيد “عبد الحميد البكوش” ، الذي كان لاجئاً سياسياً في مصر ، بعد انقلاب “معمر القذافي” عام 1969 ، فبعد المحاولة نشر الاعلام المصري صورة ممنتجة تظهر فيها “عبد الحميد البكوش” ممدداً وغارق باللون الاحمر وكأنه ميت مع اذاعة خبر اغتياله ، مما جعل الاعلام الليبي الرسمي يزف البشائر والتهليل بنجاح المهمة ، ثم جاء بعد ذلك خبر تكذيب الجهات الرسمية المصرية لإشاعة الاغتيال بعد أن كشفت أن نظام القذافي هو الجهة المتورطة بذلك ([29]).

10- نشر الشك والاضطرابات والفوضى ، ومن ذلك الترويج لوجود طابور خامس ،ومندسين ، كفرق لبث الخوف والقلق والرعب ، لتمزيق الجبهة الداخلية وتفتيتها ،وجبهة القتال وزعزعة الثقة وتدمير الروح المعنوية ([30]) ، وخير مثال على ذلك الاشاعة التي روجت لها امريكا بين صفوف الرأي العام العراقي خلال حرب الخليج عام 1991 ، ففي الوقت الذي كانت فيه القنابل تتساقط على المدن العراقية شاع أن هناك عراقيين مجندين من المخابرات الإمريكية مزودة بأقراص  ممغنطة مشعه يتم رميها في اهداف محددة حتى يسهل ضرب تلك الأهداف من قبل الطائرات الإمريكية ، وخلال حرب عام 2003 التي ادت الى سقوط النظام السياسي العراقي، اشاعت الدعاية الامريكية أن البنتاغون  أجرى اتصالاته وتنسيقاته مع جنرالات كبيرة في الجيش العراقي ليتسنى سهولة احتلالهم لبغداد .

11- محاولة بث الطمأنينة والثقة بين اوساط الرأي العام : ومثل هذه الدوافع هامة في اوقات الحرب والسلم لدعم الاستقرار والامن، وكسب التأييد والمشاركة ، وهي تسمى شائعات تحقيق الانتصارات ، وخسائر العدو الفادحة وهي متواضعة أو شبه غائبة عن الحقيقة، مثال على ذلك ، ما اشاعه وزير الاعلام العراقي السابق “محمد سعيد الصحاف” في عام 2003 ، اثناء الحرب الامريكية على العراق ، امام وسائل الاعلام المحلية و العالمية عن دحر القوات الامريكية وحصارها والقضاء عليها واستمرت اشاعاته الى يوم 8/4/ 2003 وهو اليوم الذي سبق احتلال بغداد من قبل القوات الامريكية في 9/4/2003 ([31]).  

المبحث الثاني:  الشائعات والرأي العام

الإشاعة وثيقة الصلة بالرأي العام ، وهي من عناصر تكوينه والتأثير فيه ، اذ يلتقيان بأكثر من زاوية ، فالإشاعة لم تصدر إلا لكونها تمس موضوعاً ذا أهمية بالنسبة للرأي العام، وكما يساهم الرأي العام بصناعة الاشاعة فالأخيرة تعود بدورها لتصنع الرأي العام وتؤثر فيه وتسيره للاتجاه الذي تريد .

ومن جانب آخر فإن الشائعة التي تنطلق من مجتمع ما تكون محملة بثقافة هذا المجتمع ،متأثرة بعاداته وقيمه وعقليته ونفسيته  وانماط حياته ، فالإشاعة كما يطلق عليها البعض هي ” الرأي العام الطارئ ” ، إذ يمكن الوصول الى إجماع حول قضية ما بمجرد اطلاق اشاعة ، دون الحاجة  لإجراء عمليات مدروسة مطولة .

وهنا نشير الى وجود تبادل تأثيري مشترك بين الفرد والجماعة ، وبما أن السلوك يتأثر بالشائعة فتصبح الشائعة وسيلة من وسائل تكوين الرأي العام ، والتأثير في سلوكه ومواقفه فرداً أو جماعة ، والشائعة ايضاً تعبر عن اهتمامات أو تطلعات الرأي العام الذي تبنيه بالدرجة الأولى وسائل الاتصال ، وهذه الوسائل من مصادرها الاشاعة ، فكم من اخبار كاذبة تسببت بالدمار خاصة وان الناس في معظم الاحيان لا يملكون التصحيح والحقيقة ولا يقفون على الوقائع كما هي ([32]).

اولاً : اثر الشائعات على الرأي العام

تلعب الشائعات دوراً فعالاً في التأثير على الرأي العام ، إذ تشكل الشائعة ضغطاً اجتماعياً مجهول المصدر يحيطه الغموض والابهام ، وتحظى بالاهتمام ، ويتداولها الناس ليس بهدف نقل المعلومات ولكن بهدف التحريض والاثارة وبلبلة الافكار وتستهدف القناعات الراهنة للرأي العام والمستقرة في ذهن المتلقي بغية التهيئة لتحقيق غايات معينة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو فكرية ([33]).

وتعد الاشاعة مفتاح تغيير الاتجاهات والتصرفات والتحوير الفكري وغسل الدماغ ، والاداة المستعملة للسيطرة على الاتجاهات الشعبية وزعزعة الوحدة الفكرية والتماسك الاجتماعي في تأكيد واضح أن خطورة الإشاعة تكمن في انها تؤسس لحالات من الاضطراب وعدم الاستقرار من خلال شحن الوضع الداخلي وهدم النسيج الوطني بالمجتمع ، وجعله يعاني من فوضى عارمة فهي تترك ضحاياها بين مصدق ومكذب ومتردد في ظل تناقض الاخبار، مستغلة التقدم الذي طرأ في حقل العلوم الانسانية وفي عالم تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال ،إذ تستعمل كواحدة من اهم تقنيات الحرب النفسية “Psychological war ” ([34]).

ولابد من الإشارة هنا الى أن السياسات الجنائية تتعامل مع السلوك المجرم بكافة التدابير والاجراءات المستخدمة بما في ذلك الوقاية والمنع والتجريم والعقاب ، واستجابة لمطالب التجريم والعقاب ولما تحدثه الشائعات من تأثير كبير في الرأي العام وانعكاساته المستقبلية على المجتمع والسلم الاهلي ، فقد جرّم القانون العراقي الشائعات الكاذبة كونها تعد اعتداء على الرأي العامل للدولة وزعزعة الثقة بها ، فبحسب قانون العقوبات العراقي المرقم “111” لسنة 1969 المعدل وفق المادة “79 ” بفقرته الاولى المتعلقة بجريمة بث الشائعات الكاذبة أكدت على المعاقبة بالسجن مدة لا تزيد عن عشر سنوات من اذاع عمداً في زمن الحرب اشاعات كاذبة أو عمد الى دعاية مثيرة أو مفزعة ، وهو ما يفسر مدى خطورة الاشاعات الكاذبة على الرأي العام([35]).

وتعد الشائعات من أخطر وافتك الأساليب المستعملة في التأثير على الأمن والجماهير ولذلك تندس بطريقة أشبه ما تكون بالسحر وسط الرأي العام ، وبما أنه يصعب تشخيص مصدرها فضلاً عن أن ضحاياها يسمعوا من اصدقائهم مما يعطيها معصورة الخبر الصادق ، ويصل الحد في بعض الأحيان يكون ضحاياها المروجين نفسهم ([36]).

إن خطورة الشائعات أمر لا يستهان به ، ويجب ألا يغفل دراسة خطورته على الامن الوطني ، فالشائعات تخلخل الرأي العام كونها تعمل على عرقلة العمل الجماعي المتسق ، فضلاً أنها تنمي مشاعر التنافس والغيرة والحسد والحقد([37]).

وإن تأثير الشائعات على الرأي العام يعتمد على نوعية الاشاعة ومصدرها وهدفها ، وتتمثل خطورتها على المجتمع بأنها تثير روح الانقسام في صفوف الرأي العام ، تحطم معنويات المجتمع وتزعزع ايمانه بمبادئه واهدافه ، وتشجع المجتمع على الاستسلام عن طريق بث اليأس حتى يشعر انه أمام قوة عظيمة وإن جهده ضائع دون أي فائدة ، كذلك يفقد المجتمع ثقته بالمسؤولين وايجاد فجوة بينهم وبين أفراد المجتمع ، فضلاً عن الأثر الاقتصادي الذي تخلفه الشائعة من حيث إنهاك اقتصاد الدولة عن طريق عرقلة العمل الجماعي داخل المشاريع ([38]).

وتتعاظم خطورة الإشاعة على الرأي العام في فترات الأزمات والكوارث الطبيعية والإنسانية ،وتتأثر مصالح المجتمع ، وتصبح الإشاعة ذات اضرار فادحة على الارواح والمعدات ، وتشيع روح الانهزامية والتأثير على معنويات الشعب واضعاف الجبهة الداخلية والعمل على تفكيكها ، ومحصلة هذا كله هو خلق حالة من الإرباك والهلع والفزع في صفوف الرأي العام ليصل إلى صانعي القرار سواء بالإبطاء أو التسرع في اصدار القرارات لاسيما  في القضايا المهمة ([39]).

ومما يجدر الإشارة إليه  إن الشائعات تؤثر بشكل فعال في اتجاهات الرأي العام لاسيما في وقت الأزمات والحروب – كما اسلفنا- عندما تعمل على (دق الاسفين) وتفتيت وحده الصف ، فعبر مدة الاستعمار البريطاني للهند ، أُشيع بين المسلمين الهنود بأن ذخيرة بنادق الثوار المسلمين محفوظة في علب مزيته بدهن الخنزير في حين إن الاشاعة بين الهنود تضمنت أن علب الذخيرة مزيته بشحم البقر وذلك لإضعاف إرادة الثوار وتقليل من حماسهم للقتال ونتيجة ذلك تخلى الكثير من الثوار عن اسلحتهم ، مما أسهم وبقوة في فشل الثورة المسلحة ([40]).

ثانياً : استراتيجية تحصين الرأي العام ضد الشائعات

أول خطوة في عملية تحصين الراي العام ضد الشائعات تتطلب محاربة الشائعات عن طريق الرد عليها ومحاصرتها ثم القضاء عليها بنشر الحقائق في الوقت الحقيقي والمناسب طيلة مدة الأزمة ومراحلها ، بتدعيم الثقة بالدولة ومؤسساتها برفع مستوى الوعي وأخذ الحذر والحيطة من شائعات الخصم ، وتوعية الرأي العام بالهدف والغرض الحقيقي لبث سموم الشائعات في المجتمع، ومن ثم يجب أن تلتزم الجهات الحكومية ووسائل الاعلام بالوضوح والشفافية ، وأن توضح الدولة الاخبار الحسنة والسيئة بتفاصيلها ، فالمعلومات الصحيحة تقضي على المعلومات الفاسدة، فغالباً ما تكون الشائعات الهجومية المسمومة نتيجة داعية الخصم ،ولذلك فالنجاح في كشف الشائعة بطريقة سهلة وواضحة ، ومحاربة مروجي الشائعات بكل وسيلة تؤكد على اليقظة للشائعات في أوقات الأزمات والحروب والتحول السياسي أو الاجتماعي ([41]).

وعليه يمكن اتباع سياسات معينة لتنفيذ استراتيجية تحصين الرأي العام ضد الشائعات ، تتمثل بالآتي :

1- سياسة الرد في وقت الأزمة: لابد للجهات المعنية من جهات حكومية ومؤسسات إعلامية ومنظمات مجتمع مدني أن تتعامل مع الاشاعات من ناحية الاستجابة وضرورة الرد على نحو لو أنها أزمة من ناحية المراحل ، قبل ،واثناء ، وبعد …فقبل الأزمة على هذه الجهات مراعاة المراقبة الدائمة للمحيط والتقاط أي ظهور للإشاعة في مراحلها الأولى ، أما بعد انتشار الإشاعة فعلى الجهات أن تستجيب بسرعة ودقة وثبات([42]).

وهناك ست خطوات لهذه الجهات يمكن إتباعها من أجل محاربة الإشاعات ، تتمثل بالاتي([43]):

أ- خلق التواجد بين اوساط المجتمع قبل أي اشاعة، بمعنى لا يكون الحضور للجهات المعنية في أوساط المجتمع متزامن مع حادث اشاعة .

ب – ضرورة الاعتراف بأهمية الرد، فسياسة  السكوت أو مدخل ” عدم صب الزيت على النار” ليست مفيدة بل قد تزيد الطين بله ، والسكوت يعني الاعتراف بل قد يعني تثبيت التهمة.

ت – سعة الأفق، بمعنى أن يكون حضور الجهات المعنية بالرد على الإشاعة ليس في جانب معين أو لفئة محددة ظهرت فيهم الإشاعة ، بل الجميع قدر المستطاع.

ث – شخصنة الاستجابة وجعلها واضحة وتأكيدها ونشرها لدى أكبر قدر ممكن من الناس وبشتى الوسائل والإساليب ، إن التحدي هو كيف تكون الاستجابة سريعة جداً وتصل إلى المجتمع برمته.

ج – العمل بقاعدة “24 ساعة في اليوم “، بمعنى الحضور على مدار الساعة ، فالإشاعة عندما تنتشر بين أوساط الرأي العام لا تعرف استراحة “ Break” ولا ساعات انتشار محددة.

ح- معرفة سلسلة اجراءات الطوارئ لدى الجهات المعنية ، فلا يوجد وقت عند ظهور الاشاعة للتفكير الطويل فالأمر يحتاج لقرار واستجابة سريعة قبل أن يتوسع ويصبح خارج نطاق السيطرة .

2- انشاء عيادة الشائعات: لتمحيص ودحض الشائعات تقودها عادة هيئة متخصصة من المعنيين بالشائعات من باحثين في مجال والسياسة والإعلام وعلم النفس والاجتماع والأمن الوطني والمعلوماتي ، تحال إليهم الشائعة لتحليلها وفقا للاسلوب العلمي الموضوعي بعيداً عن وجهات النظر الشخصية وهو ما حصل خلال الحرب العالمية الثانية من قبل أمريكا عام 1942  ، بل حتى الألمان خلال تلك الحرب انشأوا هيئة أركان حرب للشؤون السيكولوجية ، تفرعت على قسمين للعناية بالروح المعنوية دفاعاً وهجوماً ،وتفنيد الشائعات بشائعات مضادة ([44]).

3- تكثيف الحكومة للاتصال الفعال مع مواطنيها على مختلف المستويات وبشتى وسائل الاتصال يسهل تكذيب الشائعات ويعزز التواصل الفعال ويزيد من ثقة المواطن بالحكومة ، وقربها منه ([45])، وهذا يكمن بمدى مصارحة الحكومة لشعبها عن طريق التعريف بمصدر الشائعات واهدافها ومروجيها والجمهور المستهدف وتوابع السلوك فضلاً عن كشف الحقائق امام الرأي العام بمنتهى الصدق والشفافية، فضلاً عن تجنب ممارسة اي نوع من الشائعات  الموجهة ضد الرأي العام لتضليل الواقع بهدف تحقيق مكاسب محددة.

4- الاستثمار الايجابي للشائعة : كثير من الشائعات تحاول إثارة الفتن ، وشق الصف وبث الفرقة خاصة شائعات ” دق الاسفين” ، فلابد هنا من اجراء التحليل النقدي ليقودنا إلى معرفة نقاط موحية وتلميحات معينة خاصة بفئة أو طرف يراد تحريضه لغرض انشقاقه أو تغذيته بمشاعر الحقد والكراهية والثأر ، ولكن إيصال التفاصيل مع المبررات والأهداف لهذه الفئة أو الطرف وتزويدهم بالأدلة يجعلهم يتنكرون لمصدر الاشاعة ، وإن لم يكونوا سنداً فسنضمن جانبهم وتحييدهم وهذا ليس بالكسب الهين ولا بالقليل لاسيما وقت الأزمات والحروب ([46]). لو استثمرت الحكومة العراقية الشائعات التي كانت تبث لتفرقة العراقيين إلى مذاهب وطوائف وقوميات لشق الصف وإثارة الكراهية بين مكونات الشعب العراقي عبر  كشفها عن مصادر تلك الشائعات ،وبعثت برسائل موضوعية وتطمينيه  إلى كل مكونات الشعب مستندة إلى أدلة وبراهين والكشف عن التفاصيل لجنبت شعبها الكثير من الاحتقان المذهبي والقومي  ولتنعم العراق بالاستقرار السياسي والاجتماعي ،ولعل أبرز النتائج المروعة لعدم استغلال الحكومة العراقية للشائعات هو تمكن تنظيم داعش الارهابي من دخول الموصل بساعات قليلة والاستمرار باحتلالها لمدة عامين مما تسبب بمقتل وتهجير الملايين من العراقيين فضلاً عن الخسائر المادية التي تقدر بمليارات الدولارات.

5- اختيار الأسلوب المناسب : يمكن اتباع أكثر من أسلوب للرد على الشائعات ومقاومتها ويعتمد اختيار الأسلوب على طبيعة الموقف والمتغيرات أو العوامل ذات العلاقة ، وعليه يمكن اتباع الاسلوب الاول وهو الاسلوب المباشر ويقوم على مهاجمة الشائعات مباشرة وتفنيدها وبيان بطلانها ، وكشف الاهداف المعادية أو الساذجة لمطلقيها أو مردديها ، وقد تبرز هنا البيانات والصور والقوانين والمخططات والأثار الملموسة ، و تبرز الانجازات وتبين المحددات والعوائق في سياق الأعلام المنظم المتكامل الذي يستعمل الوسائل والأدوات الممكنة والمواد المناسبة للموقف ([47]).

أما الأسلوب الثاني فهو الأسلوب غير المباشر وهنا لا نهاجم الإشاعة مباشرة ولكن يتم العمل على رفع مستوى وعي الجمهور وثقته بالدولة ومؤسساتها ، والعمل على اشاعة روح العدالة والمساواة والتمسك بحقوق الانسان من خلال تقديم الامثلة والشواهد ذات العلاقة ،وبالوقت نفسه يتم التحذير من خطورة الجهات ذات الاهداف المعادية أو الأنانية الضيقة أو لها ولاءات اجنبية أو خارجية ، وضرورة عدم السماح للآخرين بمعاملة المواطنين بسذاجة واستهانة بوعيه ووطنيته وقدراته العقلية والعلمية ([48]).

6- التحشيد الرقمي للجماهير : ويتم ذلك عبر بوابة رقمية أو تطبيق موحد في قاعدة بيانات يمكن الجمهور عبرها  اضافة نص الرسالة أو التقارير والتحقق منها مع غيرهم من المستخدمين ذلك أن إنعدام المساءلة لا يمكن مواجهتها إلا بالشفافية ، كما يمكن تحفيز هذا الجمهور المشارك بالتفاعل المستمر عبررصد نقاط المشاركة وتقييم اقرانهم للتقارير طبق مبادئ توجيهية مما يعزز من ثقافة الاعلام وقيم الصحافة الرقمية لدى الجمهور ، وهنا يتم الإستفادة من هذا الأسلوب التقني في مكافحة الاشاعة خاصة الالكترونية المنشرة بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال توفير خدمة مبسطة عبر تطبيق رقمي ويتم في هذا تطبيق استراتيجية التلعيب “Gamification” لتحفيز الجماهير بالمشاركة بالتطبيق عبر المنافسة في عدد المشاركات وجمع النقاط لنيل المراكز العالية في البرنامج والحصول على مميزات مختلفة ليصبح الجمهور مشارك وفعال في مقاومة الشائعات ([49]).

ومن أقوى الأمثلة على استعمال التحشيد الرقمي الجماهيري هو قيام صحيفة الجارديان البريطانية “The Guardian” بالطلب من متابعيها على تويتر بعد الشائعات التي ترددت حول فضيحة النفقات البرلمانية مساعدتهم من خلال مراجعة “140000” تقارير برلمانية وقد تطوع لهذا العمل “14000” شخص وهو ما يعني انتاج سلالة جديدة من الصحفيين المواطنين بسبب التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصال ([50]).

المبحث الثالث: مضامين الشائعات في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد (دراسة تحليلية)

مجرد أن تقع الأحداث أو الكوارث، تبرز الإشاعات وتنتقل كالنار في الهشيم، وتتجاوز المسافات وتتخطى الحواجز والحدود في محاولة دمج مجتمعات لها بغاية تشكيل رأي عام تؤثر به وتتصرف معه وفق أجندة الجهة التي خططت لإطلاق الإشاعة بهدف تحقيق نجاحات تصبو إليها، سواء على مستوى الجماعة الصغيرة أو المجتمع أو الدول، بحثاً عن مكانة مؤثرة، أو تحقيق مصالح مهمة على حساب الجهات والأطراف الأخرى المنافسة لها، وأول ما تفكر به البحث عن الآليات التي تمكنها من تحقيق التوسع والانطلاق، وفي الوقت الحاضر يواجه العالم جائحة كورونا، وهي من أبرز الموضوعات التي وفرت الفرصة للشائعات لافتراس عقول الناس عالمياً، ويكمن الخطر الكبير في كون الشائعة تمارس على الناس و هم  محجورين في منازلهم وسط هلع وإرباك يخيم على عقولهم.

عندما سئل الرئيس الصيني “شي جين بينج” عن التدابير التي اتخذتها بلاده في مواجهة جائحة كورونا، قال: “إن الخوف والهلع والمبالغة من المرض هي أوجع وأخطر من المرض الفعلي”([51])، لذلك فإن ممارسة التضليل والتفنن في فبركة الإشاعة عبر توظيف التكنولوجيا الحديثة لها تداعيات مستقبلية على المستوى الصحي والسياسي والاجتماعي والنفسي والاقتصادي ،واستغلال الإشاعات والضخ الذي تعرض له الإنسان عبر “Social Media” منها فيسبوك وتويتر ويوتيوب، وتطبيقات واتساب وفايبر، جعل الكثير من الناس يتحول إلى طبيب أعشاب أو طبيب نفساني أو منتج فكري هدام،أو محلل سياسي وكثير من الناس تحول إلى عراف وساحر وفنان في اختلاق الإشاعة بما يعزز مكانته بين الناس أمام الهلع والرعب الذي يسمح بإشاعة الأساطير والخرافات ونظريات المؤامرة  في ظل أزمة كورونا ([52]).

مع تفشي فيروس كورونا المستجد”كوفيد-19″ وفتكه بالآلاف حول العالم، خرجت العديد من الشائعات والمعلومات المغلوطة تم تداولها بين الناس سواء بينهم أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وتحاول الدراسة رصد جانباً من هذه الشائعات على الصعيد المحلي والاقليمي والعالمي ،من خلال اخضاع منشورات الفيس بوك واليوتيوب إلى التحليل الكيفي للكشف عن مضامين الشائعات التي دارت حول فيروس كورونا المستجد ،وابرزها تمثل بالاتي :

أولاً : شائعات ذات مضمون صحي : ومن بين الشائعات التي انتقلت عبر منصّات التَّواصل الاجتماعي وأصبحت متداولة بين الناس بل حتى وسائل الأعلام بدأت تنشرها ، ما تم الترويج له عن تعرض الرجال المتعافين من فيروس كورونا المستجد للعقم([53]) .وقد اشار الطبيب الاعلامي “أسامة ابو الرب” محرر الشؤون الطبية في قناة الجزيرة الفضائية إلى أن الحديث عن عقم الرجال بسبب اصابتهم بفيروس كورونا المستجد كونه يؤثر على خصوبة الرجل هو كلام نظري لم يتم التثبت منه بشكل عملي ويحتاج الى المزيد من الدراسات والبحث ([54]).

ومع الانتشار الواسع لفيروس كورونا المستجد، أطلقت العديد من الشائعات حول طريقة الوقاية والعلاج من المرض، من أبرز الشائعات التي تم تداولها عالمياً أنَّ الحرارة تقتل فيروس كورونا وانه لا يعيش في درجة 22 ، ورغم أن منظمة الصحة العالمية “WHO” لم تقل هذا، لكن البعض ينسب هذه المعلومة إليها، بدءاً من الاستحمام بالمياه الساخنة وشرب السوائل المغلية إلى الوقوف في الشمس لساعات عدة ([55]).

وتطورت الشائعة في وقت لاحق لتفيد بأنَّ مجففات الأيدي، الموجودة في المراحيض العامة مثلاً، فعَّالة في القضاء على فيروس كورونا خلال 30 ثانية، ويعزو البعض أزمة ورق المراحيض التي شاعت في الولايات المتحدة وأوروبا إلى مئات الفيديوهات والمنشورات والتغريديات التي تنشر الفزع بين الناس من أنّ هذه المادة تنفذ من الأسواق، وهو ما بات فعلا مسؤولاً عن نفاذها، وفي هذا السياق يقول “سانتوش فيايكومار” الباحث في جامعة نورثمبريا “نحن نشهد توجهاً تحركه مخاوف المتلقين، ومنه ما يخص ورق المراحيض، والمطهرات، وكمامات الوقاية، ما أدى إلى نفاذ كل المعروض منها في اسواق العالم كافة، كما أن المنشورات التي تقلل من أهمية هذه المواد وتستخف بالأزمة الحاصلة بسببها كانت نفسها سبباً في انتهاء الأزمة وتوفر المواد ثانية في الأسواق” ([56]).

وقالت “شارلوت جورنيتزكا”، التي تعمل على التصدي لشائعات كورونا في منظمة الصحة العالمية: ” لا نعرف بعد كيف تؤثر الحرارة على فيروس كورونا الجديد، ومحاولة تسخين جسمك أو تعريض نفسك لأشعة الشمس غير فعالة أبداً، كما أنّ شرب السوائل الساخنة لن يغيّر درجة حرارة الجسم الفعلية، التي تظلّ مستقرة ما لم تكن مريضاً وتعاني من ارتفاع في درجة الحرارة” ([57]).وعملياً ونحن الان في شهر تموز الذي وصلت فيه درجة الحرارة بالعراق الى 47° لم تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على انتشار فيروس كورونا المستجد اطلاقاً بل فرض الحظر نتيجة ارتفاع معدلات الاصابة والوفيات عن الشهور الماضية .

وفيما له صلة ، في العراق وبعض البلدان بدأ سعر الثوم وبعض المواد الغذائية  بالتزايد نتيجة اشاعة مفادها ان الثوم يعمل على وقاية الجسم من خطر الاصابة بفايروس كورونا ،في حين أن تناول الثوم قد يساعد في علاج نزلات البرد، فإنه لن يمنع الإصابة بفيروس كورونا، وتقول منظمة الصحة العالمية: “الثوم غذاء صحي قد يحتوي على بعض الخصائص المضادة للميكروبات([58])، ومع ذلك لا يوجد دليل على أن تناول الثوم يحمي الأشخاص من الفيروس وهو ما أعلنه الطبيب “سالم الغامدي” استشاري الامراض المعدية قائلا :” الثوم لا من قريب ولا من بعيد يقلل من الاصابة بفيروس كورونا المستجد وليس هناك ما يثبت ذلك ” ([59])، ولاحظ الباحث اثناء تسوقه أن بائع الخضار وضع لافته على الثوم تحت عبارة” اشتري ثوم واخلص من كورونا” وشهد اقبالاً على شراء الثوم من البائع رغم زيادة سعره ما قبل الازمة.

وتداول بعض الشائعات قد تكون خطيرة على الصحة، وهي أنَّ الفضة أو ما يعرف بـ”الفضة الغروية” وهي جزيئات صغيرة من الفضة في سائل، فعالة جداً في مواجهة الفيروس، ولكن الصحيح أن مثل هذا السائل قد يسبب آثاراً جانبية خطيرة كتلف الكلى ونوبات الصرع ومشاكل في الأوعية الدموية ، وأوضحت السلطات الصحية الأمريكية، في وقت سابق، عدم وجود أي دليل على أنّ هذه الطريقة فعالة مع أي حالة صحية ([60]).

وانتقدت منظمة الصحة العالمية الأشخاص الذين يروجون على أن رش الكحول أو الكلور على جميع أنحاء الجسم يقتل الفيروسات التي دخلت جسمك بالفعل، وقالت المنظمة إن رش مثل هذه المواد يمكن أن يكون ضاراً للملابس أو الأغشية المخاطية “أي العينين والفم”، كن على دراية بأن كلا من الكحول والكلور قد يكون مفيدا لتطهير الأسطح ويجب استخدامها في إطار التوصيات المناسبة.

وقد نفت منظمة الصحة العالمية ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أن البعوض أو الحيوانات الاليفة أو الطرود أو البضائع الصينية تتسبب في نقل فيروس كورونا المستجد كما اكدت المنظمة انه لا دليل علمي حول ما يشاع أن البرد أو الثلج أو المضادات الحيوية تسهم في قتل الفيروس أو القضاء عليه ([61]).

وتم تداول منشورات ****على الفيس بوك تروج الى أن غسول الفم  وشطف الانف بانتظام بمحلول ملحي تحمي من الإصابة بالفيروس، ولكن تؤكد منظمة الصحة العالمية عدم وجود أي دليل على أن استعمال غسول الفم يقي من الإصابة بالفيروس، وبعض العلامات التجارية لغسول الفم تؤكد أنه يمكن القضاء على بعض الميكروبات لبضع دقائق في لعاب الفم بالغسول، ومع ذلك، هذا لا يعني أنها تحمي من العدوى الفيروسية ، وتضيف المنظمة :”هناك أدلة محدودة على أن شطف الأنف بانتظام بمحلول ملحي قد يساعد الناس على التعافي بسرعة أكبر من نزلات البرد، ومع ذلك، لم يتم إثبات أن شطف الأنف بانتظام يمنع التهابات الجهاز التنفسي”. ([62]).

تداول مستخدمون مقطع فيديو يدعي أن الفيروس المستجد مصنع، وأوردوا دليلاً على ذلك بأن شركة “ديتول” أنتجت مطهراً كتب عليه “يقتل فيروس كورونا” قبل ظهور وباء كوفيد 19 للمرة الأولى في الصين، وجاء في النص المرافق للمنشور الذي حظي الفيديو بأكثر من 250 ألف مشاركة ونحو 2 مليون مشاهدة “أكبر إثبات أن فيروس كورونا لعبة حقيرة” ([63]).

لكن المقصود بكورونا على عبوة معقم “ديتول” هو سلالة فيروسات كورونا بصورة عامة، ومنها فيروسا “سارس” الذي ظهر عام 2003 و”ميرس” الذي ظهر عام 2012، وليس فيروس كورونا المستجدّ تحديداً، وهو ما ذكرته “منة زغلول” مديرة شركة “أر بي” العالمية المنتجة للديتول بفرعها بالقاهرة ،واشارت الى أن الفيروس المستجد هو فيروس جديد لم يتوفر بعد للشركات التجارية حتى تجري اختباراتها المعملية عليه ولم يتم انتاج أي منتج يقضي عليه لحد الان، مؤكدة على أن منتجات الشركة أثبتت فعاليتها بنسبة 99.9 % على فيروسات أخرى من عائلة كورونا([64]).

إن العراقيين والعرب شاهدوا وتابعوا سباقاً بين شركات محلية وعربية متواضعة الإمكانات بالقياس إلى الشركات العالمية ذات الخبرة الكبيرة في مضمار إنتاج الدواء، وهي تروج عبر مواقعها الالكترونية ووسائل الاعلام عن الوصول إلى علاج للفيروس ، لكن منظمة الصحة العالمية أكدت أنها لم تعتمد أي دواء حتى الآن.

وأعلنت شركة محلية في السليمانية تدعى شركة “بايوماد” في الثاني من آذار من العام 2020 التوصل إلى علاج قالت إنّه حاسم لعلاج فيروس كورونا المستجد، وقالت الشركة في بيان لها ” إنّ بإمكانها وضع الدواء في متناول يد المرضى بالعراق خلال فترة أسبوعين إذا حصلت على دعم المستثمرين ” ([65]).

وأشاعت الشركة صدمة متفائلة لم تدم طويلاً عندما أشارت إلى أنّها تبشّر العراقيين بأنّه لا داعي من الآن فصاعداً للقلق بشأن هذا الوباء العالمي، بعد عثورها على الدواء الجديد حسب ادعائها غير أنّ أي أخبار أو تطورات بشأن هذا الدواء اختفت على نحو ما اختفى مقطع الفيديو الذي يتحدث فيه شخص عن هذا الاكتشاف ،علماً أنه – كما اسلفنا- جميع الجهات المعنية من منظمة الصحة العالمية واطباء متخصصون وشركات اكدوا على عدم اكتشاف علاج يقضي على الفيروس.

ولكن اخطر الشائعات التي روج لها موقعي الفيس بوك واليوتيوب تتمثل بان المصاب بفيروس كورونا المستجد هو محكوم عليه بالإعدام وأن مصيره الموت لامحالة ،وهذا يعد احد اساليب الحرب النفسية المتمثل بأسلوب اثارة الخوف والذعر الذي يؤثر بشكل كبير على الراي العام كونه يتسبب في نشر الهلع لديهم مما يسهم في تحطيم معنوياتهم واصابتهم بالإحباط وقطعاً أن العامل النفسي له تأثير كبير في مدى انخفاض مناعة المواطن تجاه الفيروس خاصة المصاب به ، وهذا الادعاء غير صحيح ، فبحسب دراسة نشرها المركز الصيني للسيطرة على الامراض ، فان 81% من المصابين بفيروس كورونا لديهم حالات خفيفة من كوفيد-19 ، وان 13.8% سجلوا حالات من المرض الشديد ،وان من بينهم 4.7% هم في حالة حرجة ، وتشير البيانات التي جرى تجميعها ان 2.3% من المصابين بكوفيد-19 هم ممن يتعرضون للوفاة جراء الاصابة بفيروس كورونا([66]). 

ثانياً : شائعات ذات مضمون سياسي واجتماعي واقتصادي : باتت ازمة فيروس كورنا المستجد اداة سياسية جديدة تستعملها الدول أو المنظمات أو المجاميع لتسيء بها لدول اخرى بإلقاء الاتهامات عليها أو زعزعة استقرارها السياسي أو التشكيك بقياداتها أو تشويه صورتها أو تحطيم معنويات مجتمعها على صعيد الفرد أو الجماعة ، وهنا نستطيع القول أن فيروس كورونا المستجد اصبح ساحة اعلان حروب سياسية من الجيل الرابع التي تستعمل وسائل الاعلام الرقمية لترويج الشائعات والمعلومات المغلوطة كأداة لتحريك الرأي العام وهي الحروب الاكثر شيوعاً خاصة في ظل التطورات التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت من انتشار الشائعات بشكل سريع جداً وتسخيرها كأداة من ادوات الحرب النفسية الرقمية ([67]).

ومع أول حالة اصابة ظهرت في مدينة اوهان الصينية في سبتمبر عام 2019 ، انطلقت الشائعات  عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت مسمى ” نظرية المؤامرة ” وروجت على أن الفيروس سلاح بيولوجي من انتاج امريكي ومنشورات اخرى تروج على أن الفيروس هو انتاج صيني  وبعض المنشورات اشاعت أن الفيروس هو روسي الصنع  في حين انتشر مقطع فيديو لناشط فرنسي يدعي أن الفايروس هو براعة اختراع فرنسية تم تسجيلها عام 2012([68]).

وقد اشار البروفسور “اسامة حمدي” أحد اساتذة جامعة هارفارد الامريكية أن أكثر نظريات المؤامرة اتساعاً لدرجة ذكرها “79” ألف مرة على الفيسبوك، هي أن السلطات الأمريكية اعتقلت البروفيسور “تشارلز ليبر” رئيس قسم الكيمياء والكيمياء البيولوجية بجامعة هارفارد، لتصميمه فيروس كورونا الجديد ونقله إلى الصين، وحقيقة الأمر أنه قد قُبض عليه وعلى باحثين صينيين في 28 كانون الثاني 2020، لكذبه على السلطات الفيدرالية ونفيه أموالاً تقاضاها مقابل مساعدة جامعة ووهان للتكنولوجيا من 2012-2017، في برنامج “الألف متفوق في البحث”، وذلك في محاولة للولايات المتحدة لوقف سرقة الصين للعلوم الأمريكية، وهذا ليست له علاقة من قريب أو بعيد بفيروس كورونا، والكذب على السلطات جريمة ضخمة في الولايات المتحدة عقوبتها السجن([69]).

وللرد العلمي على الشائعات التي تروج على أن فيروس كورونا المستجد هو من صنع الانسان كسلاح بولوجي في اطار ما يسمى بنظرية المؤامرة يمكن الاشارة الى الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة “ Nature” العلمية وشارك فيها باحثون من جامعات أدنبرة وكولومبيا وسيدني وتولين، لم تجد أي دليل على أن فيروس كورونا المستجد تم صنعه في مختبر أو هندسته بأي شكل آخر، كما أشارت بعض الشائعات، وذلك بعد أن قام العلماء بتحليل بيانات تسلسل الجينوم العام للفيروس واسمه العلمي “سارس كوف2” (SARS-CoV-2) والفيروسات ذات الصلة، وفيروس كورونا المستجد هو الأحدث في سلالة فيروسات كورونا، وهو السابع المعروف من سلالة كورونا الذي يصيب البشر، والثالث الذي يسبب أمراضاً خطيرةً ،أما الأنواع الأربعة التي تجلب أعراضا بسيطة هي KU1 ،NL63 ،OC43 ، 299 E.

إن الفيروسات الأخطر ضمن السلالة التي تسبب أمراضاً حادة هي ثلاثة، ظهر الأول منها في الصين عام 2003، وهو وباء متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد “سارس”، وفي عام 2012 انتشرت السلالة الثانية في المملكة العربية السعودية والتي سميت متلازمة الشرق الأوسط التنفسية “ميرس”، وفي نهاية العام الماضي، بدأ انتشار السلالة الثالثة والحالية “كوفيد 19” والذي تم إلحاقه لاحقا بسلالة سارس،  فسمّي علميا “سارس كوف 2″،وقال “كريستيان أندرسن”، الأستاذ المساعد في علم المناعة والأحياء الدقيقة وأحد مؤلفي الورقة البحثية، إنه: “من خلال مقارنة بيانات تسلسل الجينوم المتاحة لسلالات الفيروس التاجي المعروفة، يمكننا أن نجزم بأن سارس كوف2 (كورونا المستجد) نشأ من خلال الطبيعة” ([70]) .

وقد وصل الأمر إلى استغلال ازمة انتشار فيروس كورونا المستجد سياسياً لتحقيق مكاسب انتخابية ، ففي احد اللقاءات المتلفزة للرئيس الامريكي ترامب قال :” اننا سنحصل على لقاح بحلول نهاية العام ، انا اقول ما أعتقده ” ([71])، وطبعا هذا التوقيت ليس صدفة بل انه متزامن مع اقتراب الانتخابات الامريكية في تشرين الثاني من العام 2020.

واذا ما تطرقنا على المستوى المحلي داخل العراق ، نجد أن الكثير من الشائعات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من منشورات وفيديوهات وصور يقف خلفها جهات محلية أو اقليمية او دولية ، فقد انتشر اكثر من فيديو مفبرك يظهر تساقط الناس في الشوارع وكأنهم سكارى وفي حالة هلوسة جراء اصابتهم بفيروس كورونا أو منشورات تضخ لنا ارقام مبالغ بها عن عدد المصابين وعدد الوفيات، ومنها على سبيل المثال، أن مدينة الطب ممتلئة بجثث ضحايا كورونا، أو مستشفى النعمان ببغداد وصلت له “16” إصابة بكورونا في يوم واحد ومستشفى النجف مليئة بالمصابين والجثث وغير ذلك، أو شائعات تتحدث عن اصابة نواب في البرلمان العراقي لتصل حجم المبالغة عندما تروج وسائل التواصل الاجتماعي لمنشور تحت عنوان “اصابة 10 نواب من البرلمان العراقي بفيروس كورونا” ، وعند التحري يتبين أنها مجرد معلومات ملفقة لا صحة لها وهو ما اكدته خلية الازمة***** في بيان لها حول تلك الشائعات([72]).

واللافت للنظر في إحصائية قامت بها منظمة الصحة العالمية في أيار 2020 تشير إلى أن عدد سكان العالم “7” مليار و”783″ مليونًا، ومواليد هذا العام “48” مليونًا، ووفيات كورونا “255” ألفًا، والوفيات العادية “20” مليونًا و” 165″ ألفًا، ووفيات بسبب تلوث المياه “300” ألف، ووفيات بسبب الكحوليات “2” مليون، والوفيات بسبب مرض السرطان “2” مليون و”816″ ألفًا، ووفيات بسبب التدخين “2” مليون، ووفيات حوادث السيارات “500” ألف، ووفيات بسبب الانتحار “400” ألف، والوفيات بسبب مرض الإيدز “600” ألف، و وفيات الأطفال أقل من “5” سنوات “2 “مليون و “606 “ألف، والوفيات بسبب الانفلونزا “650” ألفًا، ووفيات الأمراض المعدية “4” مليون ونص ، ومن ثم نجد أن الوفيات بسب فيروس كورونا أقل بكثير من الأمراض الأخرى، ومن هذه الأرقام نستنتج حجم الشائعات التي تهول من عدد الوفيات جراء الاصابة بفيروس كورونا سواء على المستوى المحلي أو الدولي ([73]) .

وانتشرت على مواقع التواصل العراقية صوراً ومقاطع مصورة زعمت انها لرجل هرب من مستشفى المسيب في شمال محافظة بابل  باتجاه البساتين المحيطة بها وان الشرطة تلاحقه كونه مصاب بالفيروس وتم حجره بالمستشفى ([74]) ، وهو ما نفته المديرية العامة لشرطة بابل.

وقد نفت المديرية العامة لصحة محافظة بابل ما اشيع عن وفاة مواطن بسبب فيروس كورونا ودعت في بيانها عبر موقعها الرسمي”وسائل الأعلام ومن خلالهم وسائل التواصل الاجتماعي إلى اعتماد الجهات الرسمية في تحديد مصداقية المعلومة عند نقلها إلى المواطنين”([75]).

وتداول موقع الفيس بوك صوراً تظهر شاب وهو ساقط على الأرض ويزعم المنشور أنه مصاب بفيروس كورونا ([76])، ثم ظهر هذا الشاب لاحقاً وهو في قبضة رجال الشرطة الذي صور أحد افرادها اعترافاته أمام الرأي العام تظهر بأنه قد تعمد تمثيل هذا المشهد ونشره على الفيس بوك من باب التسلية والشهرة ([77]).

ولم تخلو الشائعات ايضاً من مضمونها الاقتصادي والاجتماعي خاصة على المستوى المحلي ، اذ انتشرت عشرات الاشاعات التي تحرض على ضرورة شراء أكبر قدر ممكن من المواد الغذائية لتخزينها بسبب ظروف الحجر الصحي الذي قد يطول مداه أو شائعات تروج إلى استعمال بعض المواد الغذائية التي تمنع الإصابة بالفيروس كالثوم – كما اسلفنا- وهذا النوع من الشائعات أدى إلى ارتفاع اسعار المواد الغذائية وشحتها سواء بشكل عام أو خاص ([78]) ،أو شائعات تحدثت عن استقطاع رواتب الموظفين او تخفيضها وأن الدولة عاجزة عن تسديدها ([79]).ولعل التأخير في تسديد رواتب الموظفين لبعض الوزارات المعتمدة على طريقة الدفع الالكتروني كان سبباً رئيساً في تفشي هكذا نوع من الشائعات سيما وأن وزارة المالية العراقية قد بررت ذلك للأسباب تقنية تتعلق بآلية الصرف الألكتروني أو أسباب فنية تتعلق بالوزارات نفسها .

 كذلك بعض الشائعات التي ترددت سيما بين اوساط الطلبة منها تذهب إلى اعتبار عام 2020 هو سنة عبور للطلبة ومنها ما يروج إلى إلغاء التعليم الألكتروني وعدم اعتماده في احتساب الدرجة ([80])، وهو ما نفته وزارة التعليم العراقية عبر بيانها الرسمي عبر  الصفحة الرسمية لوزير التعليم العالي السابق الدكتور “قصي السهيل” ([81]) ، ومع التغيير الوزاري الذي حصل  وبعد تسنم الدكتور “نبيل كاظم عبد الصاحب” حقيبة وزارة التعليم العالي وعبر لقاء متلفز أكد على  أن الوزارة ستعتمد على التعليم الالكتروني عبر منصاته التواصلية مع الطلبة لاحتساب درجة السعي فضلاً عن اجراء  الامتحانات النهائية للطلبة عبر هذه المنصات ([82]). وفعلاً تم اجراء امتحان الكتروني لطلبة الدراسات العليا فضلا عن الدراسات الأولية بعد منح الطلبة المكملين والمحملين فرصة الدور التكميلي .

وتأتي هذه المنشورات في إطار شن حرب النفسية تدور حول أن الدولة العراقية لا تملك الامكانيات التقنية والامنية والصحية والاجتماعية والغذائية لمواجهة الوباء لإحداث نوع من الهلع والارتباك في نفوس المواطنين جراء نقص الأمن والأمان وجعل الدولة في حالة تخبط ، وتفقد قطاعاتها التوزان والقدرة على أدارة الأزمة بسبب موجة وقوة ونفاذ سرعة تفشي الشائعات في ظل جائحة كورونا([83]).

ومن جانب آخر، تتجه هذه الشائعات التي يقف خلفها جهات خارجية أو احزاب سياسية داخلية نحو عملية توظيف ازمة فيروس كورونا المستجد لتصفية حساباتها السياسية والأيدولوجية مع النظام السياسي أو مع احزاب أو شخصيات أخرى أو تنفيذاً للأجندات خارجية مستغلة في ذلك موجة الحراك الشعبي التي يشهدها العراق في ظل الاحتجاجات الشعبية التي تغطي عموم العراق  أو ازمة تشكيل الحكومة العراقية ومحصلة ذلك نشر الشعور لدى الرأي العام العراقي بعدم الراحة والطمأنينة وحالة الهلع ،وعليه تكون الأشاعة في أرض خصبة تسهل نموها بشكل سريع جداً بهدف تأليب الراي العام ضد صناع القرار واتهامهم بالفشل في ادارة الازمة.

وفي منطقة الشرق الأوسط ، التي تشهد توترات سياسية وعسكرية عدة، منذ ما يقارب العشر سنوات، مع انطلاق ثورات الربيع العربي، وظهور التنظيمات الارهابية ، وحرب اليمن وسوريا  لم تكن دول المنطقة في مأمن من هذا النوع من الشائعات ،إذ استعملت الدول التجاذبات السياسية، فيروس كورونا، كساحة جديدة، خاصة  تركيا والسعودية، وبين مصر وقطر.

 فقد اشاع الإعلام التركي الرسمي وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بمنشورات تروج أن السعودية  أخفت معلومات عن انتشار الفيروس بين المعتمرين الأتراك، وهو ما يُعد نموذجٌا جديدًا للتوتر في العلاقات السعودية-التركية، التي تميزت بالتعقيد الشديد، وشهدت في العقد الأخير سلسلة من المد والجزر بعد صعود “حزب العدالة والتنمية” لسدة الحكم في أنقرة، 2011، بل اتسمت بالتوتر الشديد إثر تداعيات قضية مقتل الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي” ([84]).

وعلى الرغم من أن تركيا سجلت أول إصابة بفيروس كورونا، في 11 آّذار من عام 2020، بحسب تصريحات وزير صحتها “فخرالدين قوجه” الذي أكد على أن الحالة المصابة قادمة من دولة أوروبية، وفي 13 من الشهر ذاته أعلن الوزير إصابة شخص آخر بالمرض مخالط للشخص الأول، وقال بحسب وكالة “الأناضول” التركية ، إن الفحوصات أظهرت إصابة شخص آخر بكورونا من محيط المصاب الأول، لافتًا إلى أن المصاب الجديد كان قيد المراقبة الطبي([85])، إلا أن وزير الداخلية التركي”سليمان صويلو” زعم في خبر نشرته وكالة الأنباء التركية ، في 26 آذار2020 ، قائلاً: “أن السعودية لم تُبلّغ بلاده والعالم بأي إصابة بفيروس كورونا بين المعتمرين”([86])، متناسيًا أن الحالات الأولى للفيروس في بلاده لم يكن المعتمرون مصدرًا لها.

بل إن الشائعات التركية لم تقف عند هذا الحد بل ذهبت أبعد من ذلك في محاولة منها للعب على وتر الخلافات العربية مع محيطها الإقليمي المتمثلة بالخلافات السعودية – الإيرانية ، إذ اشاع الإعلام الرسمي التركي عبر وكالة الأنباء التركية خبراً جاء تحت عنوان ” أول إصابة بكورونا في السعودية : المصاب قادم من ايران “([87]).

ويرى الباحث أن هذا النوع من الشائعات السياسية لاسيما  وأنها تصدر عن الساسة الاتراك ما هو إلا تعميق للخصومة مع السعودية واستغلال ازمة كورونا لجعلها ساحة للنيل من سمعة الرياض وتشويه صورتها أمام الرأي العام العالمي والاقليمي ، فضلاً عن قيام بعض المواطنين الأتراك بهتافات ورفع شعارات سياسية في مكة، مدة شهر شباط من العام 2020، بما لا يتناسب مع الطقوس الدينية التي جاءوا من أجلها واحترام مبدأ حسن الجوار .

  ومن جهة أخرى تتهم وسائل إعلام قطرية مصر بالتعتيم على الأعداد الحقيقية للمصابين بالفيروس، وفشل الحكومة المصرية في معالجة الأزمة،  و بالسلاح و الاتهامات نفسها  أيضًا يوجهها إعلاميون مصريون لـقطر ([88]).

وفي إطار حرب الشائعات بين مصر وقطر، اتهم الاعلام المصري الرسمي السلطات القطرية بمحاولة اجبار أكثر من “400” مواطن مصري يقيمون على أراضيها بالمغادرة بحجة انتهاء عقودهم مع الشركات العالمية فيها ([89])، في حين ردت قطر على ذلك بنشر فيديوهات لمصريين يطالبون فيها الحكومة المصرية والرئيس “عبد الفتاح السيسي” بالسماح لهم بالعودة لبلادهم بعد أن وفرت لهم السلطات القطرية طائرة لاسيما لكن الإعلام القطري الرسمي اشاع أن السلطات المصرية رفضت استقبالهم([90])، والرد القطري كان بمثابة اشاعة******مضادة .

الخاتمة

الشائعات من اخطر الحروب الشاملة ، واشد الاسلحة تدميراً، واعظمها وقعاً وتأثيراً، إذ عدت ظاهرة عالمية ذات تأثير كبير على الرأي العام خاصةً وقت الازمات ، وما يشهده العالم من ازمة وبائية تتمثل بفيروس كورنا المستجد “كوفيد-19” عظم من مخاطر الشائعات في ظل هذا الوباء العالمي على المستوى الصحي والسياسي والاجتماعي والامني والاقتصادي والديني ومما زاد الامر خطورة هي السرعة الفلكية لانتشار الشائعات عبر مروجيها في ظل التطور التكنولوجي في مجال الاتصال الذي حول العالم الى شاشة صغيرة لا تتجاوز البضع سنتمترات ،وعليه فالإشاعة هنا اصبحت جديرة بالتشخيص والعلاج والتصدي والاهتمام والتحذير، وقد توصلت الدراسة الى جملة من الاستنتاجات والتوصيات نوجز ابرزها بالآتي :

اولاً : الاستنتاجات :

1- الإشاعة ظاهرة عالمية ذات مضامين صحية وسياسية وامنية واقتصادية واجتماعية ودينية  ، تتمحور حول الترويج لأخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة أو التهويل والمبالغة بنقل الأخبار من دون أمكانية التحقق منها أو معرفة مصدرها بهدف التأثير على الرأي العام وجعله يتبنى سلوكاً يسعى مروج الإشاعة إلى تحقيقه ومما زاد هذا التأثير سرعة انتشار الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما الفيس بوك ،يوتيوب.

2- تعد الشائعات في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد من أخطر الشائعات التي واجهت العالم ، ذلك أن الشائعات وقودها الأزمات ، وازمة كورونا لها تداعيات خطيرة ،فقد تسببت في موت واصابة  الآلاف  من البشر وتعطلت الحياة في بقاع المعمورة على الاصعدة كافة، إذ حجر الناس في بيوتهم وتعطلت المدارس والجامعات وانهارت اسواق النفط واسعار الصرف وشهدت سوق البورصة خسارة فادحة وتصدعت العلاقات الدولية وبدأت  تظهر ملامحاً جديدةً  ترسم  شكل للنظام الدولي للمستقبل ما بعد كورونا .

3- اغلب المنشورات التي خضعت للتحليل كانت تحمل مضامين صحية وطبية عبر اشاعتها في  وسائل التواصل الاجتماعي ” الفيس بوك ، يوتيوب” ،وقد اتجه محتواها نحو المواضيع الاتية :

– اصابة الرجال المتعافين  من فيروس كورونا المستجد “كوفيد -19 ” بالعقم .

– الحرارة تقتل فيروس كورنا المستجد وانه لا يعيش بدرجة 22م .

– تناول الثوم يعمل على وقاية الجسم من خطر الاصابة بفيروس كورنا المستجد.

– استعمال الفضة في سائل يعد فعالاً جداً في مواجهة فيروس كورنا المستجد .

– رش الكحول أو الكلور على جميع أنحاء الجسم يعمل على قتل الفيروس .

– الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب وحتى البعوض والبضائع الصينية تتسبب في نقل الفيروس.

– غسل الفم وشطف الانف بمحلول ملحي يحمي الانسان من الاصابة بالفيروس .

– انتاج بعض الشركات العالمية مثل شركة “ديتول” أو شركات محلية عراقية مثل شركة “بايوماد” علاجاً يقضي بمدة زمنية قليلة على الفيروس .

– مصر طوَّرت علاج الملاريا وأهدته إلى العالم لتجربته، وهو سبب انحسار الفيروس في الصين.

– الحكم بالموت المؤكد على كل شخص يصاب بالفيروس .

5- أما المضامين السياسية والامنية  والاجتماعية والاقتصادية والدينية للشائعات التي روجت على مواقع التواصل الاجتماعي” الفيس بوك ، يوتيوب ”  فقد اتجهت إلى :

– عالمياً ، فيروس كورونا المستجد هو سلاح بيولوجي انتجته الصين أو أميركيا  أو روسيا أو فرنسا لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية  وهو ما حمل اسم “نظرية المؤامرة ” التي روجت كثيراً على مواقع التواصل، أو اعتناق الاسلام لكثير من الناس في بلدان العالم مثل امريكا ، الصين ، ايطاليا ، نيوزلندا بسبب انتشار الفيروس .

– امريكياً ، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطمأن الامريكيين حول التوصل إلى علاج مع نهاية عام 2020 ، وهو ما يدخل ضمن التسويق السياسي في ظل الانتخابات الأمريكية المتزامنة مع الموعد الذي حدده الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” لإشاعة الأمل لدى الشعب الأمريكي وحملهم على التصويت لصالحه.

– اقليمياً ، استغلت الدعاية التركية انتشار الفيروس سياسياً لتعميق خصومتها ضد المملكة العربية السعودية ومحاولة النيل من سمعتها اقليمياً ودولياً.

– عربياً ، ظهور حرب الاشاعات سياسياً وإعلامياً ما بين قطر ومصر وتبادل الاتهامات التي وجدت لها أرضية خصبة لنموها في ظل توتر العلاقات الدولية بين البلدين منذ عام 2017 .

– عراقياً ، المبالغة والتهويل في ذكر إعداد الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد واظهار الناس المصابين  وهم يتساقطون على الارض في فيديوهات مفبركة أو اصابة اعضاء من البرلمان بالفيروس لدرجة أن احد المنشورات الذي انتشر بسرعة على موقع الفيس بوك تحت عنوان ” اصابة 10 نواب عراقيين بفيروس كورونا” ،أو هروب اعداد كبيرة من المصابين من المستشفيات في ظل ملاحقة الشرطة والأهالي لهم ، أو منشورات تدعو إلى ضرورة تخزين أكبر كميات من المواد الغذائية نظراً لشحة المواد الغذائية مستقبلاً، أو استقطاع رواتب الموظفين او تخفيضها ، ومنشورات تشيع إلى أن العام الدراسي هو سنة عبور للطلبة وأخرى تنشر أن وزارة التعليم ألغت  العمل بمبدأ التعليم الالكتروني أو عدم اعتماده لاحتساب درجة الطالب .

– ونتيجة لذلك سوف يتم اثارة الهلع والخوف بين اوساط الرأي العام العراقي كأسلوب من اساليب الحرب النفسية المؤثرة لاسيما  وقت الأزمات مما ينعكس سلباً على الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني والسلم المجتمعي ويثبط الجهود الحكومية وغير الحكومية وفي مكافحة فيروس كورونا المستجد.

6- إن جميع مضامين الشائعات التي اشرتها الدراسة كان لها تأثيراً كبيراً في الرأي العام ادت إلى تبني سلوكيات معينة بحسب نوع مضمون الاشاعة ، فعلى سبيل المثال، تهافت المجتمع لشراء السلع ادى الى زيادة اسعارها “سلوك اقتصادي ” ، عدم تفاعل الطلبة مع المنصات التعليمية ومغادرة كثير من الطلبة لهذه المنصات “سلوك اجتماعي”، عدم التعامل بشكل أمثل مع انتشار الفيروس من حيث طرق الوقاية واسباب انتشاره “سلوك صحي ” ، تنمر بعض المسلمين خاصة العرب على اصحاب الديانات الاخرى “سلوك ديني ” ، التجاذبات السياسية وتبادل الاتهامات الرسمية واستعمال لغة التهديد بالخطابات السياسية مما أدى إلى توتر العلاقات الدولية أو رفع درجة الخصومات السياسية الدولية  ” سلوك سياسي وامني” .

5- ثبتت الدراسة الردود العلمية والموضوعية  على جميع الشائعات السالفة الذكر التي روجت لها وسائل التواصل الاجتماعي .

ثانياً : التوصيات :

استناداً إلى الاستنتاجات السابقة ، تقدم الدراسة مجموعة من التوصيات ،نوضحها بالآتي :

1- علي الصعيد العالمي والاقليمي :

– أن تقوم الامم المتحدة بشجب واستنكار كل التصريحات الرسمية الصادرة من الدول تجاه دول أخرى نتيجة الشائعات حول فيروس كورونا المستجد من تبادل اتهامات أو تهديدات التي من شأنها تسبب في اخلال السلم العالمي وتوتر  العلاقات الدولية  للحد من التداعيات السياسية أثر أزمة كورونا المستجد .

– أن تتولى منظمة الامم المتحدة عبر الياتها التشريعية سن قوانين مشددة لمعاقبة  الدول أو الرؤساء أو الشخصيات المهمة في حال قيامهم باستهداف دول أخرى عبر الترويج لشائعات تمس أمنها الوطني والقومي أو تنال من سمعتها الدولية في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.

– أن يقوم مجلس الأمن باتخاذ التدابير عبر اجراءات عقابية حيال الدول التي تستغل ازمة فيروس كورونا المستجد لتحقيق مكاسب سياسية ،أمنية ،اقتصادية ، دعائية . 

2- وعلى الصعيد العربي:  

– أن تضطلع جامعة الدول العربية  بدورها الحقيقي في التصدي الى التوترات العربية جراء أزمة فيروس كورونا ، وأن تعمل بما أوصينا به منظمة الأمم المتحدة “الاستنكار ، سن القوانين”.

– إن تسارع جامعة الدول العربية لعقد قمة استثنائية تحت مسمى ” قمة تداعيات كورونا ” أو أي مسمى يرونه مناسباً لاتخاذ التدابير الملائمة بشأن التصدي لازمة فيروس كورونا وهو ما يدعم ويعزز العلاقات العربية -العربية  ويسهم  في تقليل التوترات والخلافات تعزيزاً لمفهوم الأمن العربي . 

3- وعلي الصعيد العراقي:  

– على الجهات الحكومية المعنية أن تسارع إلى  نشر المعلومات الصحيحة والبيانات الرسمية  والمتكاملة والمباشرة بأمانة وشفافية والرد على الشائعات التي تثير القلق لدى الرأي العام، والحرص من الأجهزة المختصة في الحكومة على متابعه كل ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي لإيقاف تداول و نشر الشائعات الجماعية.

– إن التصدي للشائعات هي مسؤولية اجتماعيه ،فلابد للمواطنين سيما الناشطين  على مواقع التواصل الاجتماعي عدم نشر أي معلومة تخص فيروس كورونا المستجد أو مشاركتها أو اعطائها اعجاب لها دون التأكد من صحتها والاعتماد على  الاخبار من مصادرها الرسمية، فضلاً عن التبليغ على الحسابات والصفحات والمواقع التي تنشر الاكاذيب والاخبار المبالغ بها التي تسبب الذعر والخوف بين اوساط الرأي العام الالكتروني.

– التشديد على تطبيق وتفعيل القوانين وتنفيذها ضد مروجي الشائعات في ظل ازمه فيروس كورونا وأن تتأخذ وزارة العدل والداخلية بالتنسيق مع وزارة الاتصالات كل السبل القانونية للنيل من مروجي الشائعات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي .

– ضرورة الامتثال من قبل فئات المجتمع كافة  للقرارات الصادرة من خلية الازمة  ووزارة الصحة من حيث تطبيق معايير التباعد الاجتماعي ، والالتزام بأوقات الحظر والقيود المفروضة  ، ووسائل الوقاية ، والنصائح الطبية المقدمة سواء المصابين أو المشكوك بإصابتهم ، وهذا يعد رداً عملياً على الشائعات خاصةً ذات المضمون الصحي والاجتماعي في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.

– إن تضطلع هيأة الاعلام والاتصالات عبر تشكيلاتها خاصة ً شبكه الإعلام العراقي بصفتها ممولة من المال العام بمسؤوليتها المهنية والاخلاقية والوطنية للوقوف بالمرصاد لأي معلومة فيها تشويش للراي العام ومعالجتها بنشر المعلومة الصحيحة مباشره من دون أي تأخير قبل أن تتمكن الشائعة من الانتشار في أوساط الرأي العام وتتمكن من قناعاته.

– على وسائل الإعلام العراقية لاسيما الوسائل الرقمية أن تتجنب التركيز على السبق الصحفي في ظل الظروف الراهنة كونه يؤدي في كثير من الأحيان إلى نشر معلومات وارقام مغلوطة تتسبب بنشر الذعر بين أوساط الرأي العام .

 – أن تقوم وزاره الاتصالات بتصميم تطبيق تفاعلي سواء على الفايبر أو تويتر أو الواتساب تحت مسمى” لا لشائعات كورونا ” أو أي مسمى آخر يحمل نفس الهدف المتمثل  بمحاربة الاخبار الكاذبة والشائعات التي يروج لها البعض سيما واننا نعيش في عصر صحافة المواطن .

– اطلاق منصة الكترونيه تحت اشراف متخصصين اكاديميين ومهنيين في مجال السياسة والاعلام والاقتصاد وعلم النفس والاجتماع  للتصدي الشائعات التي يتم الترويج لها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي .

– إقامة ورش عمل وندوات ومؤتمرات عبر المنصات الالكترونية حول جرائم الشائعات والعقوبات التي تسري عليها بحسب القانون العراقي سواء قانون العقوبات او قانون المطبوعات أوالجرائم الالكترونية لخلق وعي جماهيري بها لتجنب الوقوع بها خاصة للذين يروجون للإشاعة بدون قصد أو دراية وأن تكون رادعة لمن يتعمد نشر هكذا نوع من الشائعات .

– الاحاطة بفيروس كورونا المستجد وفق منظور علمي واكاديمي ، لذلك ادعوا جميع الباحثين وطلاب الدراسات العليا الى تناول هذا الوباء العالمي في دراساتهم الاكاديمية بحسب تخصصاتهم العلمية لرفد مكتباتنا بمعلومات وفيرة وفق منهج علمي سليم حول ازمة فيروس كورونا وتداعياتها في جميع المجالات لخلق رؤية مستقبلية لنا وللأجيال اللاحقة في حال تعرضها لمثل هكذا وباء عالمي للتقليل من الخسائر أو تجنبها . 


* ما هو فيروس كورونا؟ فيروسات كورونا هي سلالة واسعة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان ،ومن المعروف أن عدداً من فيروسات كورونا تسبب لدى البشر أمراض تنفسية تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد وخامة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية “ميرس” والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة “سارس”، ويسبب فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً مرض كوفيد-19.-

ما هو مرض كوفيد-19؟ مرض كوفيد-19 هو مرض معد يسببه آخر فيروس تم اكتشافه من سلالة فيروسات كورونا، ولم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفيروس الجديد ومرضه قبل بدء تفشيه في مدينة ووهان الصينية في كانون الأول 2019، وقد تحوّل كوفيد-19 الآن إلى جائحة تؤثر على العديد من بلدان العالم.

ما هي أعراض مرض كوفيد-19؟ تتمثل الأعراض الأكثر شيوعاً لمرض كوفيد-19 في ‏الحمى والإرهاق والسعال الجاف، وتشمل الأعراض ‏الأخرى الأقل شيوعاً ولكن قد يُصاب بها بعض ‏المرضى: الآلام والأوجاع، واحتقان الأنف، ‏والصداع، والتهاب الملتحمة، وألم الحلق، والإسهال، ‏وفقدان حاسة الذوق أو الشم، وظهور طفح جلدي ‏أو تغير لون أصابع اليدين أو القدمين، وعادة ما ‏تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ بشكل تدريجي. ‏ويصاب بعض الناس بالعدوى دون أن يشعروا إلا ‏بأعراض خفيفة جداً. للمزيد حول فيروس كورونا المستجد ينظر : الموقع الرسمي الالكتروني لمنظمة الصحة العالمية ، مرض فيروس كورونا (كوفيد-19): سؤال وجواب‏ ، https://www.who.int/ar/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019/advice-for-public/q-a-coronaviruses ، تاريخ الزيارة : 1/5/2020 .

[1] في عملية اختيار العينة المنتظمة ، يتم حصر عناصر المجتمع واعطاء ارقام متسلسله لكل عنصر ثم قسمة عدد عناصر المجتمع على العدد المطلوب للعينه ليكون الناتج طول فتره الاختيار، ويتم اختيار رقم عشوائي اصغر من طول فتره الاختيار يكون هو تسلسل اول عناصر العينة ،ونضيف طول الفترة على تسلسل العنصر الاول لينتج تسلسل العنصر الثاني وهكذا حتى ينتهي اختيار جميع المفردات ،ففي دراستنا بلغ عدد عناصر المجتمع “60” والمطلوب هو “20” عينة فتم قسمة “60” على “20” فكان الناتج هو “3” الذي يمثل طول فترة الاختيار ، وبعدها تم اختيار الرقم “2” وهو اصغر من طول فترة الاختيار ثم اضافة “3” ليكون الناتج “5” ثم اضافة “3” ليكون الناتج “7” بحيث يكون لدينا “20” عدداً تمثل العينة المطلوبة “3، 5 ، 7 ، 9 ،…………… ، 58 ” وهذه الاعداد تمثل ارقام المنشورات التي ستدخل في عينة الدراسة من المنشورات الكلية المتسلسلة من “1- 60 ” التي تمثل مجتمع الدراسة .

للمزيد حول العينة القصدية أو العمدية ينظر : عبد الرحمن سيد سليمان ، مناهج البحث ، عالم الكتب ، القاهرة ، 2014 ، ص ص 245-247 . كذلك : الصادق رابح ،وآخرون ، دراسات في الاعلام الالكتروني: الاشكالات المنهجية ، مركز الكتاب الاكاديمي للنشر والتوزيع ، عمان – الاردن ، 2019 ، ص ص 233-235 .

[2] محمد عبد العال النعيمي ، وآخرون ، طرق ومناهج البحث العلمي ، ط2 ، الوراق للنشر والتوزيع ، عمان ، 2004 ، ص 227.

[3] محمد سيد احمد مصطفى ، البحث العلمي : مفهومه – اجراءاته – ومناهجه ، مكتبة الفلاح ، الكويت ، 2008 ، ص 210.

[4]  معجم اللغة العربية المعاصرة ،2018.

[5] .ابن منظور ، معجم لسان العرب ، المجلد الثامن ، دار صادر ، بيروت ، بدون سنة طبع ، ص 353.

** ينصرف مفهوم الرأي العام الى اتجاه اغلبية الناس في مجتمع ما اتجاهاً موحداً ازاء امر ما أو ظاهرة ، أو موضوع ، أو قضية سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية ، كما قد تكون ذات طابع محلي أو قومي أو اقليمي أو دولي ويثور حولها الجدل ، وإن هذا الاجماع له قوة وتأثير على القضية التي  يتعلق بها وكثيراً ما يكون قوة موجهة للسلطة ، وهو يتشكل بطريقة عرضية أو تلقائية وهو لا يكشف فقط اختلاف المصالح وانما يكشف ايضا عن درجة تفاوت الوعي الاجتماعي . للاستزادة حول مفهوم الراي العام ينظر : ابن عوف حسن احمد ، الرأي العام : مفهومه واساليب قياسه ، امواج للنشر والتوزيع ، عمان-الاردن ، 2016 ، ص ص 30-51 .

 

[7] R.Dayani, An Exploration of Twitter Role in Rumor Propagation Among Undergraduates’ Community. In Proceedings of the 20th international conference on the World Wide Web,2016, P.422.

[8] الجوردن اليورت ، ليوبوستمان ، سيكولوجية الاشاعة ، ترجمة:صلاح مخيمير وعبده رزق ، دار المعارف ،القاهرة، بدون سنة طيع ،ص 15.

[9]  علي عبد الله الكلباني ، الشائعات وخطرها في ظل وسائل الاعلام الجديدة ، علم الكتب ، القاهرة ، 2017، ص12.

[10] طه احمد متولي ، جرائم الشائعات واجراءاتها ، دار النهضة العربية ،القاهرة ، 1997، ص 23.

[11] للمزيد حول خصائص الشائعات ينظر :

– ايمان حمادي رجب ، الاشاعة وتأثيرها في المجتمع ، دراسة ميدانية في مدينة الموصل ، بحث منشور ، مجلة آداب الرافدين ، العدد60 ،العراق ، 2012 ، ص 39.

– هباس بن رجاء حربي ، الشائعات ودور وسائل الاعلام في عصر المعلومات ، دار اسامة للنشر والتوزيع ، عمان ، 2013 ، ص ص 96-98 .

– عبد الرحمن بن محمد ، الاشاعة وآثارها على المجتمع : دراسة وصفية تحليلية ، الجامعة الاسلامية ، المدينة المنورة ، 2010 ، ص 74. 

*** الرأي العام الالكتروني”Electronic public opinion ” : وهو آراء المستخدمين المشاركين المتفاعلين عبر الساحات الافتراضية بالأنترنت في زمن محدد تجاه قضية جدلية أو موضوع معين وأهم اركانه : المجتمع الافتراضي Virtual community “المستخدمين ، المستخدم النشط “، القضية الجدلية ، المناقشة الحرة والحوار “التفاعلية Interactive ” ، التقنية الالكترونية ، الزمن المحدد. وتتعدد صور واشكال الرأي العام الالكتروني الى : شبكات التواصل الاجتماعي ، اللجان الالكترونية أو جماعات الضغط السياسية الناشطة الكترونياً ، الاستفتاءات والاسئلة الاستطلاعية عبر الانترنت ، الوسائط المتعددة Multimedia ، الاحتجاجات الالكترونية ، الحركات الشعبية الناشطة الكترونياً Popular movements . للمزيد ينظر : فتحي حسين عامر ، الرأي العام الالكتروني ، دار النشر للجامعات ، القاهرة ، 2018 ، ص ص 162-172 . كذلك : محمد مصطفى رفعت ، اتجاهات الرأي العام الالكتروني لمستخدمي الشبكات الاجتماعية نحو احداث التحول الديمقراطي : دراسة تطبيقية لما بعد 30 يونيو، اطروحة دكتوراه ، كلية الاعلام ، جامعة القاهرة ، 2017.

[12]G. R.Kelly & J. N.Weeks, Selective Exposure: New Methods and New Directions. Communication Methods and Measures, 2013, PP.247-256.

[13] W.Rand  & R.T.Rust, ”Agent-Based Modeling in Marketing: Guidelines for Rigor,“ International Journal of Research in Marketing,2013, PP.181-193.

[14] وعلى المستوى العام فمن الصعوبة حصر انواع الشائعات وذلك لاختلاف آثارها ودوافعها التي نظهر فيها ، وعليه نصنف الاشاعة الى : الاشاعة الزاحفة ، الاشاعة الغاطسة ، الاشاعة الاستطلاعية ، اشاعة الامل ، اشاعة اليأس ،اشاعة الخوف ، اشاعة الخيانة ، اشاعة التبرير ، الاشاعة العنصرية ، الاشاعة الهجومية ، الاشاعة الدفاعية، الاشاعة الاقليمية ، الاشاعة الدولية ، الاشاعة العالمية ، اشاعة الرعب ، اشاعة سحابة الدخان ، اشاعة الحقد ، اشاعة النكتة ، اشاعة الشغب ،اشاعة التنبؤ. للمزيد من التفاصيل ينظر: حميدة سميسم ، الحرب النفسية ، الدار الثقافية للنشر ، بغداد، 2004، ص ص 93-95. كذلك :نايف بن محمد المرواني ، الشائعات وآثارها السلبية على بنية المجتمع، مجلة الامن والحياة ،العدد356، جامعة نايف للعلوم الامنية ،الرياض،2010، ص ص 73-75.

[15] نهى السيد عبد المعطي ، صحافة  المواطن نمط اتصالي جديد ، دار الكتاب الجامعي ، الامارات ، 2015، ص 77.

[16] ايهاب خليفة ، حروب مواقع التواصل الاجتماعي ، العربية للنشر والتوزيع ، القاهرة، 2016، ص 45.

[17] صحفي امريكي يدعو لضرب مكة بالقنبلة النووية : الموقع:  https://www.ye1.org/forum/threads/11632/ ،تاريخ الزيارة ، 9/5/2020.

[18] منتدى ارقام الالكتروني ، بيع الأسهم على المكشوف .. خطورة الإشاعة في السوق، الموقع : https://www.argaam.com/ تاريخ الزيارة : 10/5/2020.

[19] موقع جريدة الوفد المصرية : http:www.alwafd.org ، تاريخ الزيارة: 10/5/2020.

[20] صفاء عباس عبد العزيز ، الاشاعة واثرها على الفرد والمجتمع ، بحث منشور ، مجلة البحث العلمي ، العدد20 ، الجزء الثامن ، كلية الاداب ، جامعة السودان المفتوحة ، الخرطوم ، 2019 ، ص8 .

[21] قاسم حسين حسن ، مادة الاتصال السياسي : الاشاعة ، محاضرات القيت على طلبة قسم الاعلام بكلية الآداب ، جامعة بابل ، العراق ، 2020 ، ص 44.

[22] عدنان زهران ، سامر محي الدين ، الاشاعة :اداة حرب على الاسلام والمسلمين ، ط1، دار زهران للنشر والتوزيع ، الاردن ، 2013، ص45.

[23] حمدي شعبان ، الاعلام الامني وادارة الازمات والكوارث ،ط3 ، الشرطة للطباعة والنشر والتوزيع ، القاهرة،2008، ص ص 276-280.

[24] حسن السعيد ، سيكولوجية الاشاعة : اشارات موحية في الحرب النفسية واجندة المواجهة ، دار دجلة ناشرون وموزعون ، الاردن ، 2011، ص ص 23-25.

[25] عبد الرزاق محمد الدليمي ، الدعاية والشائعات والحرب النفسية : رؤية معاصرة ، دار الياروزي العلمية للنشر والتوزيع ، الاردن ، 2019، ص 37.

[26] قاسم حسين حسن ، مادة الديمقراطية: الديمقراطية والراي العام ، محاضرات القيت على طلبة كلية هندسة المواد ، جامعة بابل ، 2017 ، ص 22.

[27] محمد الباز ، صحافة الاثارة: السياسة والدين والجنس في الصحف المصرية ، مكتبة جزيرة الورد للنشر والتوزيع ، القاهرة ،2010، ص 27.

[28]  نص بيان زوج ابنة اللاعب “احمد راضي” ، السيد “احمد الحديثي” وعبر موقعه الرسمي على الفيس بوك يرد فيه على شائعة مطالبة العائلة بفتح تحقيق وتشريح جثته : “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  .. نستغرب من يتحدث باسمنا ونيابة عن اهل بيته بانه تم توصية احد بفتح تحقيق يشكك في وفاة عمي الراحل احمد راضي في الوقت الذي نستغرب فيه الاكاذيب التي اطلقها البعض ممن محسوبين على الصحافة ولم يشاركوننا احزاننا أو التعرف على رحلة مرض الراحل الكابتن احمد راضي ، لذا ننفي وعبر وسائل التواصل الاجتماعي تكليفنا لأي شخصية بعيدة أو قريبه ،و تكليف احد من قبل عمي الراحل الكابتن احمد بوضع وصيته بتشريح جثته  أو التقرب اليها مؤمنين بقدر الله سبحانه وتعالى ومصابه الجلل”. نقلاً عن :

– موقع العين الرياضية : https://al-ain.com/article/ahmed-radhi-death-usa-iraq ، تاريخ الزيارة : 29/6/2020 .

– موقع بغداد نيوز : https://baghdadtoday.news/ar/news/123487 ، تاريخ الزيارة : 29/6/2020 .  

– موقع اخبار العراق:  https://iraqakhbar.com/2488498 ، تاريخ الزيارة : 29/6/2020 .

– موقع كلكامش برس : https://glgamesh.com/144058–.html ، تاريخ الزيارة : 29/6/2020 .

[29] معتز سيد سليم ، الحرب النفسية والشائعات ، دار غريب للطباعة والنشر،القاهرة،1998 ، ص ص 44-45.

[30] فريد الفالوجي ، الطابور الخامس:جواسيس الحرب العالمية الثانية ، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر والتوزيع،بيروت،ص15.

[31] وقد قامت احدى شركات الالعاب الامريكية بتصنيع دمية على شكل شخص “محمد سعيد الصحاف”،  كنوع من السخرية ، وصل سعرها “24” دولار ولاقت رواجاً كبيراً وهي مصممة لتقول :”تقديراتنا الاولية تؤكد مقتل جميع الامريكيين”. ينظر: الصحاف يتحول الى ظاهرة تاريخية ، موقع بي بي سي عربي :http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news ، ، تاريخ الزيارة: 10/5/2020.

[32] احمد نوفل ، الاشاعة : سلسلة الحرب النفسية (1) ، ط3 ، دار الفرقان للنشر والتوزيع ، الاردن، 1987 ، ص ص 114-116.

[33] سامي محسن الختاتنه ، فاطمة عبد الرحيم النوايسة ، علم النفس الاجتماعي ، دار الحامد للنشر والتوزيع ، 2011، الاردن ، ص ص 233-253 . .

[34] ينصرف مفهوم الحرب النفسية الى الاستعمال المخطط الموجه نحو جماعة ما للتأثير على آرائهم وعواطفهم ومواقفهم وسلوكهم بطريقة تساعد على تحقيق سياسة واهداف الجهة المخططة ، وتسمى الحرب النفسية بالحرب الباردة أو الحرب السياسية أو حرب الاعصاب أو حرب الاشاعات ، إذ تعتمد الأخيرة في بثها على مصادر عدة تتمثل بالخصوم أو الاعداء أو الطابور الخامس أو الذات الفردية أو الجماعية لتحقيق اهداف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو فكرية وتكون الحرب النفسية المعتمدة على الاشاعة كأداة تقنية طويلة الامد أو قصيرة الامد وتأخذ مستويات عدة : الحرب النفسية الاستراتيجية ، الحرب النفسية التكتيكية ، الحرب النفسية الوقائية أو المضادة . لمزيد من التفاصيل حول مفهوم الحرب النفسية ينظر:

– يوسف نصر الله ، الحرب النفسية، الفارابي للنشر والتوزيع، لبنان ، 2012، ص ص 25-55.

– عبد الهادي محمود الزيدي ، الحرب النفسية : مفاهيم اعلامية واحكام فقهية ، دار الفجر للطباعة والنشر،القاهرة،2010 .

[35] جدير بالذكر أن الاجراءات القانونية العراقية قد طالت مروجي الاشاعات الكاذبة من العراقيين الساكنين خارج البلد ، فبحسب المادة “180 ” التي ذهبت الى فرض عقوبة السجن والغرامة المالية بحق من اذاع عمداً اشاعات كاذبة أو مغرضة حول الاوضاع الداخلية للدولة وكان من شأنها اضعاف الثقة المالية بالدولة أو النيل من مركزها الدولي وتشدد عقوبة السجن حتى تصل الى سبع سنوات إذا وقعت الجريمة “اذاعة اشاعات كاذبة ” في زمن الحرب . ينظر نص قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل، الموقع الالكتروني الرسمي لمجلس النواب العراقي :https://arb.parliament.iq/ ، تاريخ الزيارة 13/5/2020.

[36] متعب الهماش ، الشائعات وطرق انتشارها ، مجلة الامن الوطني ، العدد 307، ، جامعة نايف العربية للعلوم الامنية ، الرياض ، 2008 ، ص 57.

[37], W.H. Dutton, Information and Communication Technologies, Visions and Realities, Oxford: Oxford University Press, 2002,p.23.  

[38] متعب الهماش ، تأثير الشائعات على الامن الوطني، جامعة نايف العربية للعلوم الامنية، الرياض، 2003،ص16.

[39] صفاء عباس عبد العزيز ، الاشاعة واثرها على الفرد والمجتمع، مصدر سابق ، ص11.

[40] عامر حسن فياض ، مقدمة منهجية في اشكالية علاقة الرأي العام بالدعاية والحرب النفسية ، مجلة البحوث الاعلامية ، العدد 23،24 ، کلیة الإعلام ، جامعة الأزهر ، القاهرة ، 2001، ص ص 32-33.

[41] حميدة سميسم ، الحرب النفسية ، مصدر سابق، ص ص 102-106.

[42] محمد منير حجاب ، الشائعات وطرق مواجهتها ، دار الفجر للنشر والتوزيع ، القاهرة ، 2007 ، ص ص 33-34.

[43] جان-نويل كابفيرير ، الشائعات : الوسيلة الاعلامية الاقدم في العالم ، ترجمة : تانيا ناجيا ، دار الساقي ، بيروت، 2007، ص ص 120-123.

[44] قد يتساءل البعض كيف يكون هناك تفنيد للشائعات بشائعات مضادة؟ والاجابة هو أن يطلق شخص أو مجموعة أو حزب أو دولة شائعة من الشائعات ثم تأتي مجموعة من المتخصصين ويكملون تلك الشائعات الحقيقية بشائعات أخرى غير حقيقية ،فعلى سبيل المثال، قام “غوبلز” وزير دعاية “هتلر” بإطلاق شائعة مضادة عندما انتشرت شائعة مفادها أن “هتلر” اعدم خيرة ضباط الجيش وقام “غوبلز” بإطلاق شائعة مكملة لتلك الشائعة من أن “هتلر” ليس فحسب اعدم خيرة الضباط بل انه اعدم من ضمنهم فلاناً وفلاناً وفلاناً ثم بعد انتشارها قام “غوبلز” بإخراج هؤلاء الضباط الذي اكمل بهم الشائعة على الملأ وفي الاعلام ليفند شائعة حقيقية بأخرى غير حقيقية وهو ما يطلق عليه بالشائعة المضادة . ينظر : كامل محمد محمد عويضة ، علم نفس الاشاعة ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، بدون سنة طيع ، ص ص 187-190 . كذلك : سلطان عبد العزيز العنقري ، عيادة الاشاعة : الاشاعة المضادة ، الموقع : https://www.al-madina.com ، تاريخ الزيارة: 12/5/2020.  

[45] ابراهيم احمد ابو عرقوب ، الاشاعات في عصر المعلومات ، بحث مقدم ضمن مؤتمر “الشائعات في عصر العولمة ” ، مركز الدراسات والبحوث ، اكاديمية نايف العربية للعلوم الامنية ، الرياض ، 2001، ص 36.

[46] رامز الطنبور ، الاستراتيجية الاعلامية في زمن كورونا ، ندوة عن بعد ، منصة FCC  الالكترونية ، جامعة الجنان ، بيروت ،14/5/2020 ،  انصات شخصي .

[47] محمد منير حجاب ، الشائعات وطرق مواجهتها ، دار الفجر للنشر ، القاهرة ، 2010 ، ص 195.

[48] حمدان خضر سالم ، جاسم محمد شبيب ، طرق مواجه الشائعات في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ، بحث منشور ، مجلة الباحث الاعلامي ، العدد 41 ، جامعة بغداد ، العراق ، 2018 ، ص ص 159-160 .

[49] J . Bishop, The Psychology of Trolling and Lurking: The Role of Defriending and Gamification for Increasing Participation in Online Communities Using Seductive Narratives. Centre for Research into Online Communities and E-Learning Systems, UK,2012,p p. 15–17. 

[50] Dubai Press ClubArab Media Outlook 2009–2013, Inspiring Local Content: Forecasts and Analysis of Traditional and Digital Media in the Arab World. Dubai, UAE.2010, pp.79-80. http://www.dcp.org.ae

[51] قناة العربية ، نشرة الاخبار: الرئيس الصيني : سنفوز في حربنا ضد كورونا، انصات شخصي ، 30/4/2020.

[52] فاضل البدراني ، الاشاعة الرقمية في زمن كورونا ، مقال منشور ، جريدة اخبار الخليج ، العدد 15380 ، 2/5/2020، الموقع  الالكتروني : www.akhbar-alkhaleej.com ، تاريخ الزيارة: 16/5/2020 .

[53] مجلد شائعات كورونا : كورونا يتسبب بالعقم لدى الرجال، ملف رقم (1).

[54] قناة الجزيرة الفضائية ، برنامج عيادة الجزيرة ، 13/4/2020، انصات شخصي.

[55] تداول البعض أيضا خبراً بأن وزير الصحة الصيني قال :”فيروس كورونا لا يعيش في جو حرارته أكثر من 22 درجة”. وجاء في التعليق على المنشور: “هل فهمتم لماذا جعل الله هذا الشتاء ساخنا؟… علما بأن القارة الأفريقية هي الوحيدة التي لم ينتشر فيها هذا الوباء”.لكن هذه المعلومة خاطئة علمياً، ولا صحة لهذه التصريحات من جانب الوزير الصيني .وان الاحصائيات الرسمية العالمية تشير بوجود اصابات ووفيات في دول افريقيا وان كانت منخفضة قياسا بأوروبا وآسيا وامريكا فبحسب التقديرات فقد بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في قارة افريقيا لحد شهر ايار من العام 2020 حوالي ” 31863″ مصاباً وهي تعد اقل نسبة اصابة مقارنة بالقارات الاخرى مع ذلك ، فقد قللت منظمة الصحة العالمية من شأن التوقعات بانحسار فيروس كورونا في غضون الأشهر القادمة، وقالت إن من الخطأ الاعتقاد أن الفيروس سيختفي خلال فصل الصيف كما لو كان مجرد إنفلونزا، وهذا قد يعني أن افتراض أن انخفاض حالات كورونا في أفريقيا راجع إلى ارتفاع درجات الحرارة ،غير صحيح. مجلد شائعات كورونا: الحرارة تقتل كورونا، ملف رقم (2). ولمزيد من تفاصيل احصائيات انتشار فايروس كورنا زيارة الموقع:https://elaph.com/coronavirus-statistics.html .كذلك: الموقع الرسمي الالكتروني لمنظمة الصحة العالمية : https://www.who.int/ar ، تاريخ الزيارة: 10/4/2020.

[56] مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين في عصر كورونا ، مقال منشور، الموقع : https://www.dw.com/ar/ ، 20/4/2020 ، تاريخ الزيارة : 21/5/2020.

[57] الموقع الرسمي الالكتروني لمنظمة الصحة العالمية : https://www.who.int/ar ، تاريخ الزيارة: 21/5/2020.

[58] مجلد شائعات كورونا: تناول الثوم يحميك من فيروس كورونا، ملف رقم (3 ).

[59] قناة العربية الفضائية ، برنامج اسأل العربية ، 17/4/2020، انصات شخصي.

[60] مجلد شائعات كورونا: الفضة فعال في مواجهة فايروس كورونا، ملف رقم (4 ).

[61] الموقع الرسمي الالكتروني لمنظمة الصحة العالمية : https://www.who.int/ar ، تاريخ الزيارة: 22/5/2020.

**** ومن أكثر الإشاعات مدعاةً للسخرية والشفقة على العقول المغيَّبة شائعة تقول إن مصر طوَّرت علاج الملاريا وأهدته إلى العالم لتجربته، وهو سبب انحسار الفيروس في الصين !فعلاج الملاريا استُعمل كغيره من الأدوية منذ بداية الأزمة في الصين، ونتائجه ما زال مشكوكاً فيها حتى تجرى دراسة مقارنة، وهو ما يتم الآن في الولايات المتحدة. والدراسة التي أُجريت في مرسيليا بفرنسا كانت على عدد محدود جداً من الأشخاص، معظمهم مصاب بالفيروس في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي وهو الأقل خطورة، أما سبب انحسار المرض في الصين فهو الإجراءات الصارمة لعزل البؤر المرَضية هناك، وهو ما عجزت عنه معظم أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. مجلد شائعات كورونا:مصر تنقذ الصين من فيروس كورونا، ملف رقم (5 )..كذلك: الموقع الرسمي الالكتروني لمنظمة الصحة العالمية : مصدر سابق. 

[62] مجلد شائعات كورونا: شطف الانف بمحلول ملحي يجعلك تتعافى بسرعة من  فايروس كورونا، ملف رقم (6).كذلك: الموقع الرسمي الالكتروني لمنظمة الصحة العالمية : مصدر سابق. 

[63] مجلد شائعات كورونا ،أكبر إثبات أن فيروس كورونا لعبة حقيرة، ملف رقم (7).

[64] وفي سؤال صريح ومباشر من قبل الاعلامي “عمرو اديب” لمديرة شركة “ديتول” في مصر “منة زغلول” الذي ينصرف الى : هل الديتول يقضي على فيروس كورونا الحالي” يقصد المستجد كوفيد-19″، فأجابت بالنفي . قناة mbc  مصر ، برنامج الحكاية : ممثلة شركة ديتول توضح هل يقضي ديتول على فيروس كورونا ، الموقع الالكتروني : https://www.youtube.com/watch?v=nM0Ge2GHmNw ، تاريخ الزيارة : 20/5/2020.

[65] مجلد شائعات كورونا ،شركة بايوماد في السليمانية تكتشف علاج حاسم لمرض كوفيد-19،ملف رقم (8).

[66] صحيفة المصري اليوم ، الشائعات والمفاهيم المغلوطة عن فيروس كورونا ، العدد 5779 ، 9/4/2020 ، الموقع: https://www.almasryalyoum.com/news/details/1936412 ، تاريخ الزيارة:16/6/2020 .

[67] هانم التمساح ، ازمة كورونا تدخل الحروب السياسية في الشرق الاوسط ، 26/4/2020 ، موقع كتابات: https://kitabat.com/news ، تاريخ الزيارة 21/5/2020. 

[68] مجلد شائعات كورونا ، من يقف وراء فيروس كورونا ، ملف رقم (9).

[69] اسامة حمدي ،الحقائق العلمية حول نظريات المؤامرة والشائعات في زمن الكورونا ، مقال منشور، موقع عربي بوست : https://arabicpost.net/ ، 9/4/2020، تاريخ الزيارة: 22/5/2020.

[70] بناءاً على تحليل التسلسل الجينومي لكورونا المستجد، خلصت الدراسة إلى أن أصل الفيروس الذي يتفشى حول العالم حالياً أن يكون الفيروس قد تطور إلى حالته المرضية الحالية عبر الإنتقاء الطبيعي لمضيف له غير بشري ثم انتقل إلى البشر، وذلك كما حدث مع تفشي الفيروسات التاجية المعروفة لهذه السلالة من قبل،ففيروس “سارس” انتقل للإنسان في الصين من خلال مضيف له هو حيوان الزباد، أما في حالة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية “ميرس” الذي بدأ في السعودية، فكان مضيف الفيروس هو الجمل.

وفي حال فيروس “سارس كوف2” المعروف بكورونا المستجد، فيعتقد أن مضيفه هو الخفاش، نظراً لأنه يشبه فيروس كورونا الذي يصيب هذا الحيوان. قناة الحرة الفضائية ، هل كورونا المستجد مصنَّع مختبرياً ؟ تقرير علمي يكشف الحقيقة ، برنامج عاصمة القرار، 25/5/2020، انصات شخصي.

[71] قناة العربية ، ترامب يبشر الامريكيين : سيكون لدينا لقاح ضد كورونا العام المقبل ، 4/5/2020، انصات شخصي .

*****  شكلت خلية الازمة العراقية بموجب الامر الديواني المرقم 55 لسنة 2020 برئاسة وزير الصحة الدكتور محمد علاوي لمواجهة فيروس كورونا الذي ظهر بالعراق مسجلاً اول اصابة بتاريخ 24/3/2020 ،والتي اتخذت بدورها جملة من القرارات والتوصيات ومن اهمها :حظر التجوال والتنقل والسفر وغلق المنافذ الحدودية، وفرض قيود على وسائل النقل والمواصلات البرية والجوية والمائية، وفرض قيود على المحال العامة والتجارية والنوادي والجمعيات والنقابات والشركات والمؤسسات والدوائر، تعليق السفر بين العراق، والصين، وإيران، واليابان، وكوريا الجنوبية، وتايلند، وسنغافورة، وغيرها من الدول الآسيوية التي ثبت انتشار الفيروس فيها، تعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات التربوية والتعليمية والجامعات، حظر التجمعات في المناسبات الدينية، وغيرها، تقليص الدوام الرسمي في المؤسسات الحكومية إلى 50٪.وفرض العقوبات لكل من يخالف الأوامر أو البلاغات أو البيانات أو القرارات التي تصدرها خلية الازمة. الموقع الرسمي الالكتروني لخلية الازمة : https://gds.gov.iq/ar/tag ، تاريخ الزيارة:22/5/2020.

[72] وقد لاقت شائعات اصابة اعضاء من البرلمان العراقي ووزراء في الحكومة رواجاً ملحوظاً على مواقع التواصل الاجتماعي ولم تتوقف الاشاعات عند هذا الحد بل شملت شخصيات سياسية رفيعة على المستوى العالمي منها اصابة ملكة بريطانيا “اليزابيث” وولي العهد الامير “تشارلز” أو اصابة رئيس حكومة الكيان الصهيوني “نتنياهو” . مجلد شائعات كورونا ، اصابة 10 اعضاء من البرلمان العراقي بفيروس كورونا ،ملف رقم (10). كذلك: مجلد شائعات كورونا ، بسبب كورونا الناس يتساقطون بالشارع والجثث تملأ المستشفيات العراقية ، ملف رقم (11).

[73] الموقع الرسمي الالكتروني لمنظمة الصحة العالمية : التقرير حول عدد الوفيات بالعالم لعام 2020 ،1/5/2020،  الموفع : https://www.who.int/ar ، تاريخ الزيارة: 15/6/2020.

[74] مجلد شائعات كورونا ، هروب رجل مصاب من مستشفى المسيب والشرطه تلاحقه بالبساتين ، ملف رقم (12).

[75]  صحة بابل تنفي حدوث حالة وفاة بالمحافظة بسبب كورونا ، بيان رسمي ، نقلا عن موقع : https://www.mawazin.net/ ، تاريخ الزيارة ، 9/6/2020 . 

[76] مجلد شائعات كورونا ، يا الله لطفك ..(تعالو شوفو هذا المسكين  راح يموت بسبب كورونا)، ملف رقم (13).

[77] اعترافات الشاب الذي ادعا انه مصاب بكورونا ، مقطع فيديو، الموقع : https://www.youtube.com ، تاريخ الزيارة:9/6/2020 .  

[78] قناة الغد الفضائية: قلق في الشارع العراقي من شح المواد الغذائية وارتفاع الاسعار بسبب ازمة كورونا،2/4/2020، انصات شخصي . 

[79] اكدت اللجنة المالية النيابية ، إن الحديث عن استقطاع رواتب الموظفين أو تخفيضها مجرد شائعات، لافتة الى أن خطوات الحكومة بشأن الرواتب يجب أن تكون من خلال تشريع قانون خاص بذلك الغرض. وقال عضو اللجنة النائب “حنين القدو” : “ان الاخبار بشأن تخفيض رواتب الموظفين أو استقطاع جزء منها بسبب الازمة المالية العالمية ماهي إلا مجرد شائعات وسابقة لأوانها”.وأضاف ان “الحكومة العراقية لم تخرج بموقف رسمي بشأن تخفيض أو استقطاع الرواتب الخاصة بالموظفين أو المتقاعدين”.وبين أن “الحكومة وفي حال كان لديها نية لوضع سلم جديد للرواتب فيجب أن يكون ذلك من خلال تشريع قانون خاص بالرواتب والرئاسات الثلاث والقضاة واستاذة الجامعات وكل الموظفين الآخرين”. الموقع الرسمي للجنة المالية في البرلمان العراقي : https://ar.parliament.iq ، تاريخ الزيارة :17/6/2020.

[80] مجلد شائعات كورونا ، وزارة التعليم تلغي التعليم الالكتروني وتعتبر هذا العام سنة عبور ،ملف رقم (14)

[81] وزير التعليم العالي الدكتور “قصي السهيل” ينفي الشائعات حول اعتبار هذا العام الدراسي سنة عبور، الصفحة الرسمية لوزير التعليم الدكتور “قصي السهيل” على الفيس بوك : https://ar-ar.facebook.com/Ministry.Official.Page/ ،تاريخ الزيارة :3/5/2020 .

[82] قناة الفرات الفضائية، برنامج فوق السطح : ضيف البرنامج الدكتور “نبيل كاظم عبد الصاحب” وزير التعليم العالي ، 23/5/2020، انصات شخصي.

[83] معتز سيد عبد الله ، الحرب النفسية والشائعات ، دار الغريب للطباعة والنشر والتوزيع ، القاهرة ، بدون سنة طبع ، ص ص 70-73.

[84] مجلد شائعات كورونا، تركيا تتهم السعودية بنشر فيروس كورونا ، ملف رقم (15)

[85] الموقع الرسمي لوكالة الاناضول للأنباء ،  تركيا تعلن تسجيل أول إصابة بفيروس “كورونا الجديد”،11/3/2020، الموقع الالكتروني:  https://www.aa.com.tr/ar ، تاريخ الزيارة : 22/5/2020.

[86] الموقع الرسمي لوكالة الاناضول للأنباء ، وزير تركي: السعودية لم تبلغنا بأي إصابة بفيروس كورونا بين المعتمرين ، 26/3/2020 ، الموقع: https://www.aa.com.tr/ar ، تاريخ الزيارة : 22/5/2020.

[87] الموقع الرسمي لوكالة الاناضول للانباء ، أول إصابة بـ”كورونا” في السعودية المصاب سعودي قادم من إيران ،2/3/2020، الموقع : https://www.aa.com.tr/ar ، تاريخ الزيارة: 22/5/2020.

[88] مجلد شائعات كورونا، كورونا يتسبب بعودة الاتهامات المتبادلة بين قطر ومصر  ، ملف رقم (16).

[89] مجلد شائعات كورونا، بسبب كورنا ..السلطات القطرية تجبر المصريين على مغادرة بلادها  ، ملف رقم (17).

[90] مجلد شائعات كورونا، الجزيرة تظهر فيديوهات لمصريين يطالبون حكومتهم بالسماح لهم بالعودة لبلادهم  ، ملف رقم (18).

****** جدير بالذكر ان بعض الشائعات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي كانت تحمل مضمون ديني ولهذا السبب لاقت انتشاراً واسعاً ،ففي هذا السياق، انتشر فيديو على أنه يُظهر الرئيس الصيني “شي جينبينغ” في مسجد صيني وهو “يطلب من المسلمين التضرع إلى الله لرفع البلاء عنهم”، لكن الفيديو في الحقيقة يعود للعام 2016 وهو لزيارة تفقدية لمسجد في شمال غرب البلد ،وقد انتشر مقطع مصوّر على أنه يُظهر إيطاليين ينضمّون لمسلمين يصلّون في مكان عام، لكن الفيديو في الحقيقة ملتقط عام 2017 في مدينة شيكاغو الأميركية وهو يصوّر صلاة جماعة من المسلمين احتجاجاً على قرارات للرئيس “دونالد ترامب” اعتُبرت معادية للمهاجرين والمسلمين ،وقد شارك عشرات آلاف مستخدمي موقع فيسبوك باللغة العربية  فيديو على أنه يُظهر افتتاح جلسة للكونغرس الأميركي بقراءة آيات من القرآن، في ظلّ ما يعيشه هذا البلد من وضع صحّي خطير وتحذير سلطاته مما هو أسوأ، لكن هذا الفيديو ملتقط في العام 2017 وهو يُظهر “دونالد ترامب” في احتفال أقيم بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، وفي هذا الاحتفال التقليدي تتلى صلوات لمختلف الديانات في البلد فضلاً عن انتشار مقطع فيديوي يُظهر فرقة نيوزلندية  تُنشد أسماء الله الحسنى في كنيسة  من أجل “رفع بلاء الفيروس”، لكن الفيديو في حقيقته ما هو الا  حفلة كانت تقدم أناشيد في متحف “آيا إيريني” في إسطنبول عام 2011، ولا علاقة له بنيوزيلندا ولا بوباء كوفيد-19. مجلد شائعات كورونا، بالصور الرئيس الصيني يزور المساجد ويطلب من المسلمين الصلاة لله للنجاة من كورونا، ملف رقم (19). كذلك : مجلد شائعات كورونا، امريكا واوروبا تستغيث بالإسلام لهزيمة كورونا ، ملف رقم (20).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *