م. م. مرتضى حسين خريبط

جامعة سومر / كلية التربية الأساسية / العراق

mrtadha.mm150@gmail.com

009647805103145

الملخص

شهدت الساحة الأدبية في الآونة الأخيرة ظهور موضوعة المرجعيات الثقافية، التي شخَّصتْ الروافد التي استقى منها الشعراء المعاني والصور الشعرية، سواء أكانت دينيَّة أم تاريخية أم مرجعيات فرضتها طبيعة العصر السائد، لذا فالشعر الجريء لم يخرجْ من هذه الدائرة، فنجد المهيمنات الثقافية في قصائد شعرائه، حتَّى وإنْ كانتْ بصورةٍ معكوسة، فالشاعر الجريء تعكَّز على ثقافته الاجتماعيَّة والدينيَّة والسياسيَّة والتاريخية، ومن ثمَّ تمرد عليها، وهذا ما وجدناه عند بعض الشعراء في عصري صدر الإسلام والأمويّ، فهذا التمرد شكَّل ظاهرة تستحق الدراسة، وتوجيه الأقلام الناقدة لها. ومن الجدير بالذكر أنَّ ظاهرة الجرأة اتسعتْ دائرتها في العصر الأموي عما هي عليه في عصر صدر الإسلام، وقدْ وقفنا على أهم المرجعيات الثقافية التي مدَّتْ الشعراء بمادتهم الشعرية، ومنها التراث والقرآن الكريم، وروح العصر، فالتراث الأدبي العربي مرجع لكل من يبحث عن ضالته، فهو مكتنز بالمعلومات وشعراؤه كتبوا في معانٍ متنوعة، جعلتْ من الشاعر اللاحق ينظر بعين الاعتزاز لتراثه، إذْ يرى في الشعراء الصعاليك والفئات المهمشة الأخرى التي اعلنتْ رفضها للأعراف والتقاليد السائد في العصر السابق للإسلام، وكذلك الشعراء السود الذي وقفوا الموقف ذاته من مجتمعهم، سبيل نجاة من محنته التي هو فيها، بل رأى فيهم القدوة الحسنة لتمرده، فضلًا عن القرآن الكريم الذي أثَّرتْ كلماته في خصومه، بل وحفظوا آياته، وعرفوا معانيه، فبعضهم اخذ تلك المعاني وعكسها أحكامها، وبعضهم تمرد عليها؛ لأنَّ القرآن الكريم فرض أحكامًا لم يستسغ لها البعض، ولم تلبي رغباتهم، كمنع شرب الخمر وتحريم الزنى … الخ من الأحكام التي جاء بها القرآن الكريم، في حين كانتْ روح العصر مصدرًا مهمًا من مصادر الثقافة للشاعر فعن طريقها استطاع الشعراء من معرفة ما استجد من أحداث، وما تطور عما كان سائد في العصور التي سبقته، فتمدن الحياة في العصر الأمويّ جعلت من حياة الشعراء أكثر رفاهية، والتلاعب بالألفاظ الدينية وجعلها تنسجم مع المبتغى الذي يريده، حتَّى وإنْ كان مخالفًا للقيم والأعراف والتقاليد التي جُبِل عليها المجتمع آنذاك، فضلًا عن عدم الانصياع للسلطة السياسيَّة والتجرؤ على القوانين التي فرضتها، ليعلن الشاعر انفصاله عمَّا ينتمي إليه جسديًا.

الكلمات المفتاحية :  الجرأة، الشعر الجريء، التمرد، المرجعيات الثقافية، شعراء صدر الإسلام والعصر الأموي.

Cultural references for bold poetry in the early Islamic and Umayyad eras

Murtadha Hussein Khuraibet

Sumer University / College of Basic Education / Iraq

 

 

Abstract

The literary scene has recently witnessed the emergence of the topic of cultural references, which identified the tributaries from which poets derived meanings and poetic images, whether religious, historical, or references imposed by the nature of the prevailing era. Therefore, bold poetry did not emerge from this circle, so we find cultural dominants in the poems of its poets, Even if it was in reverse, the bold poet focused on his social, religious, political and historical culture, and then rebelled against it. This is what we found among some poets in the early Islamic and Umayyad eras. This rebellion constituted a phenomenon that deserves study and directing critical pens to it. It is worth noting that the phenomenon of boldness expanded in scope in the Umayyad era than it did in the era of early Islam, and we have considered the most important cultural references that provided poets with their poetic material, including heritage, the Holy Qur’an, and the spirit of the era. The Arab literary heritage is a reference for everyone who searches for what they seek. It is full of information and its poets wrote in various meanings, which made the subsequent poet look with pride at his heritage, as he saw in the poet’s vagabonds and sects. Other marginalized people declared their rejection of the customs and traditions prevailing in the pre-Islamic era, as well as the black poets who took the same position towards their society, as a way to escape from the ordeal it was in. Rather, he saw in them a good example for his rebellion, in addition to the Holy Qur’an, whose words influenced his opponents, they memorized its verses and knew its meanings. Some of them took those meanings and reversed their rulings, and some of them rebelled against them. Because the Holy Qur’an imposed rulings that some people did not like, and did not meet their desires, such as prohibiting drinking alcohol and prohibiting adultery… etc., among the rulings that the Holy Qur’an brought, while the spirit of the era was an important source of culture for the poet, as through it the poets were able to know what was new. Of the events, and what developed from what was prevalent in the eras that preceded it, the civilization of life in the Umayyad era made the lives of poets more luxurious. The manipulation of religious words made them harmonize with the desired goal, even if it was contrary to the values, customs, and traditions that society was created with at that time, In addition to not obeying political authority and daring to violate the laws it imposed, the poet declares his separation from what belongs to him physically.

Keywords: (daring, bold poetry, rebellion, cultural references, poets of early Islam and the Umayyad era)

مقدمة البحث

أهداف البحث: يهدف البحث إلى تسليط الضوء على حركات التمرد في الشعر العربي القديم، وكيفية المعالجات التي اتُخذت حيالها.

حدود البحث: عصر صدر الإسلام والعصر الأموي

فروض البحث:

الدراسات السابقة: مظاهر الجرأة في الشعر الأندلسيّ( اطروحة دكتوراه)، دكتور علي مطشر نعيمة، 2009م، جامعة البصرة، مظاهر الجرأة في شعر صدر الاسلام والعصر الأموي(رسالة ماجستير)، مرتضى حسين خريبط، 2019م، جامعة ذي قار،

أدوات البحث:

منهج البحث: الوصفي التحليلي

متن البحث :

أولاً: التراث:

نظر الشعراء الإسلاميون والأمويون إلى تراثهم الثَّر، الذي استقوا منه شعرهم، وصاغوا منه أبياتهم، فالقصيدة الجاهلية كما يرى أدونيس هي قصيدة الطمأنينة واليقين ، فكانتْ معبِّرةً عن رتابة الحياة البدوية والمعاني الشعرية، وكانتْ معاني حسية (( فالشاعر الجاهلي لم يكنْ ينظرإلى الأشياء بأفكار مسبقة، وكان يحسها ويراها بسيطة واضحة، لا تُخبئ بالنسبة إليه أية دلالة متعالية))(أدونيس،1979،ص25).

وبما أنَّ الشعر تجسيد لحالة شخصية لكن لها حالات اجتماعية مشابهة كثيرة، لذلك ينجذب الفرد، لما يترجم تجربته، أو الحالة القريبة منها، والشعر (( ممتزج بقدر الإنسان ومصيره، لأيامه الأليف، شعر شخصي، لكنَّه لجميع الناس)) (أدونيس،1979،ص32) فالشاعر يستطيع التعبير عن مشاعره ومشاعر الآخرين بالكلمات التي يتناولها أفراد المجتمع، لكنَّهم لا يستطيعون الإتيان بمثلها.

فالأحاديث المتناقلة للأحداث السابقة، وحفظ الأخبار، والاستدلال بالأشعار، والأمثال التي حدثتْ في العصر السابق للإسلام ساعدتْ الشعراء اللاحقين على تتبع آثارهم والتملح بأشعارهم، فإذا ما حدث لهم موقفٌ مشابه لما مر به الشاعر السابق استحضر أبياته الشعرية أو نسج شعره على غرار ما كتب نظيره أو مشابه له؛ لأنَّ الشاعر اللاحق ينظر بعين إجلال وإكبار للشاعر السابق، وسار على ما تناوله من مادة لتكون معجمه الشعري الذي تتكون منه قصائده، وبما أنَّ الشاعر الجاهلي قد استمد مادة من بيئته فمثلاً (( إذا أراد أنْ يرسم صورة لحبيبته، نظر إلى البيئة ليستمد منها أجمل ما فيها فيلحقها بجمال حبيبته، لذلك شبَّهها بالبدر، والشمس، والمهاة، والدر، والدمية، والرماح، والسحاب، والظبية، والقطاة، وغيرها)) ( شاكر هادي شعلان، ص209)وكذلك الألفاظ والمعاني في الأغراض الأخرى نجدها عند الشاعر الإسلامي إذ بقيتْ معجمه هو أيضاً، لكنَّه وضعها بالصورة التي يتطلبها العصر الذي عاشه.

فالمبالغة والغلو التي طرقها الشعراء الذين سبقوا عصر الإسلام من أجل التأكيد على ما طرحوه، فالأعشى حين أراد وصف حبيبته قال:                             ( السريع )

لــــــو أَسْنَـدَتْ مـَــيــتـاً إلـى نَحْـرِها

** عــــاش ولــم يـُنـْقـَــلْ إلى قـــابـرِ

حــتَّــى يـقـولُ النَّـاسُ مــمَّــــا رأوا

** يـَــا عـَـجـَـبــاً للــمَــيِّــتِ النَّــاشـرِ

 

فهذه الحبيبة تمتلك قدرات خارجة عن إطار القدرة البشرية، ليدخل في باب المعجزات التي وهبها الله لأنبيائه ورسله، وتذكرنا بقصة البقرة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، بعد أنْ ذبحها بني إسرائيل بعد توجيه من نبيِّ الله موسى (عليه السلام) ليخبرهم القتيل مَن هو قاتله؟، فالأعشى قبل نزول القرآن أدرك هذه القضية، فمحبوبته لها قدرة على إحياء الأموات بمجرد أنْ يُسنَد القتيل إلى نحرها، ذلك النحر الذي أدخل العجب في قلوب الناس ممَّا هو صانع من معجزات وما يمتلكه من سحر.

وظلَّ المعنى يدور على ألسنة الشعراء بعد الأعشى ليضيفوا هذه الهالة التي تدخل في حيز الغلو والمبالغة، ونجده عند الشاعر توبه بن حمير الذي يرى أنَّ ليلى الأخيلية ــ حبيبته ــ لو سلمتْ عليه وهو في قبره، لرد السلام عليها بأفضل ما يكون الرد، أو يكون لصوته صدىً يخبرها برد السلام عليها، فيقول:       ( الطويل)

لـَـو أنَّ لــيـلَى الأخـيـليةِ سَـلَّـمـتْ

** عــلـيَّ ودونِــي تـُربــةٌ والصَّـفـائـــحِ

لـسـلمتُ تسـليمَ البشاشـةٍ أو زقـا

** إليها صدىً من جانبٍ القبرِ صـائـحِ

 

فالشاعر يُبيِّن قوة تأثير هذه المحبوبة فهو لم يعد حياً، لكنَّه أتى بلازمة من لوازمه وهي القدرة على الحركة والكلام، إذ لها قوة وقدرة بمجرد سلامها على قبره يستطيع الرد بابتسامة غير مبالٍ للقبر وأهواله.

والمعنى يتكرر في شعر جميل بثينة الذي يرى لو كان صوت مَنْ يمشي بجنازته هو صوت مَنْ أحبَّها لعاد إلى الحياة سالماً من بعد مماته، فيقول:                   ( الطويل)

ولـو أنَّ راقـي الموت يرقَـى جَنازَتي     بمنطـقِـها فـِي النَّـاطـِقِين حُـييتُ

فالموت والحياة بيد الله، والله وحده هو مَنْ يحيي ويميت، لكنَّ الشعراء تجرؤا في إضفاء بعض الصفات الإلهية على حبيباتهم كي يبينوا مدى اللهفة والشوق لمَنْ عشقوا، فجميل يرجع حياً إذا كان للحبيبة صوتٌ في جنازته.

وعمر بن أبي ربيعة يرى أنَّ ريق حبيبته فيه الشفاء الذي ينشده كل الموتى للعودة إلى الحياة الدنيا، فيقول:                                                   ( المـديـد)

لـَـو سُـقـِي الأمـواتُ ريــقــتـَـهــــا     بــعــدَ كــأسِ الـمَـوتِ لانْـتَـشــــروا

يصور الشاعر حبيبته وهي تحمل في فمها ماء الخلود الذي تناولته الأساطير والخرافات، والذي يمكِّن صاحبه من الخلود مدى الدهر في هذه الحياة، وهذا الأمر مخالف للقانون الإلهي الذي ينص علىأنَّ ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾(سورة الرحمن: 26 ــ 27.) فعمر تجرأ على هذه الأنظمة ليجعل من محبوبته الباعث للأموات من قبورهم.

وإذا نظرنا إلى الخمر نجد الشعراء اللاحقين قد تأثروا بمَن سبقوهم، كما هو الحال في الغزل، فالشاعر يتناول ما تناولوه، فتأثر بهم وحاكى قصائدهم، واستعان بكثير من المعاني التي طرقوها في أشعارهم، وهي نتيجة طبيعية أنْ يظهر التأثر في أبياتهم، فقد وصف الشعراء الجاهليون الخمرة بأوصاف عديدة وأطلقوا عليها تسميات كثيرة وصلتْ إلى ألف اسم ومنها الخندريس والقهوة والصهباء وغيرها كثير، لكنَّ الخمرة الاسم الجامع والشامل لها.

ومن أبرز فوائد الخمرة عند شاربها أن تجعل صاحبها كريماً ينفق ما في جيبه من دون أيِّ بخلٍ أو خوفٍ من الفقر الذي يسببه الإنفاق الكثير، وشاع هذا المعنى عند الجاهليين، وعدوه من مفاخرهم والخمرة تُقدَّم للضيوف بحسب مكانة الضيف ففيها أنواع وأفضلها يُقدَّم لمَنْ له مكانة بين أفراد قومه(لجين محمد البيطار، ص36).

وهذا المعنى نجده عند الشاعر عمرو بن كلثوم الذي يذكر في معلقته أنَّ البخيل إذا شرب منها شربة فسوف ينفق كلَّ ما عنده من أجلها، مستهيناً بذلك المال الذي راح يجمعه، ويحرص على عدم إنفاقه، فيقول:                                             ( الـوافـر)

تــرى الــلَّـحــزَ الـشَّـحـيــحَ إذا أُمـرَّتْ      عــلـيـه لــــمالِــهِ فــيــهــا مُــهــيــنــــا

والأمر عينه نجده عند شاعر جاهلي آخر وهو الأسود بن يعفر النهشلي الذي يؤكد دور الخمر في رفد القيم الإيجابية ترسخها وتطلقها من إسارها كفضيلة الجود، فيقول:

( الكامل )

ولـقـد أروحُ إلـى التَّـجـارِ مُـرجَّــلاً      مُــــذلاً بـــــمــالـي ليِّـنــا أجـيــــادي

وهذا المعنى نجده عن الشعراء الإسلاميين الذي راحوا يقلدون أسلافهم في تعبيرهم عن الخمرة التي أصبحتْ فاكهة مجالسهم ((ممَّا يدل على حيوية الشعر الجاهلي، فضلاً عن الاعتزاز الذي كان ينحو بكثير من الشعراء المنحدرين من أصل عربي إلى محاكاة أسلافهم ومشابهتهم في شعورهم وتعبيرهم)) (شاكر هادي شعلان، ص209).

فالحارث بن بدر الغذاني يرى فيها دافعاً قوياً يدفع شاربها إلى الكرم والسخاء وتجعلانه أكثر تسامحاً في المجتمع؛ لما فيها من نشوة تبعده عن أحداث المجتمع وتجعله سارحاً في عالمٍ آخر، فيقول: ( الطويل)

إذا ما شربتُ الـرَّاحَ أبـدتْ مكارمـي

** وجـدْتُ بمـا حـازتْ يـداي من الوفـرِ

وإنْ سـبَّنـي جـهـلاً نــديـمي لـم أزدْ

** عـلى أشْـربْ سقاكَ اللهُ طَيِّبةً النَّشرِ

أرى ذاك حـقـاً واجـبـاً لـمـنـادِمِي

** إذا قـالَ لي غـيرَ الجـمـيل من النُّكرِ

 

فشاعر تغاضى عن حرمة الإسلام للخمر وسار على النهج الذي خطه الجاهليون، فالخمرة رمز الكرم والمخلِّصة له من عبء الحياة، وهي التي تجعل من الإنسان أكثر كرماً مادةً ونفساً، غير مكترثٍ لما استجد بعد إعلان تحريمها من الدين الجديد، متجرِّأً في إلصاق الصفات الإيجابية بها (( إذ يحث الإنسان على الكرم بوساطة الخمر من خلال حنينه إليها؛ رغبةً منه في أنْ تعم المحبة والمودة والرحمة )) (لجين محمد البيطار، ص34).

والأخطل يرى عدم اجتماع الخمر والبخيل في مكانٍ واحد، فالخمرة تحب المعطاء وتنبذ الشحيح الذي يضنُّ بماله حيال هذه المتعة والنشوة التي تعملها في معاقرها، فيقول:

( البسيط )

لـقـدْ غـدوتُ عـلى النَّدمان، لا حـصرُ        يُخـشـى أذاه، ولا مـستبطـىءٌ زَمِــرُ

طـلـقُ اليديـن كـبشـرٍ أو أبي حـنـشٍ         لا وأغِــلٌ حين تـلـقاهُ ولا حَــصِــرُ

يحرص الأخطل حرصاً شديداً على عدم اجتماع الخمرة والبخلاء، إذ يضفي عليها الصفات الإيجابية التي تجذب الآخر، وقد تنبه إلى غلاء الأسعار لذلك أخذ المجتمع يحرص على المال، وعلى الرغم من هذا، فشاعر يريد من نديمه أنْ يكون كريماً باذلاً في سبيل الخمرة كل ما يملك، وقد أشار شوقي ضيف إلى قضية تغنِّي الشعراء الأمويين بالكرم في الخمرة، فقال: (( الكرم قديم منذ الجاهلية، لكنَّه أخذ يتسع بحكم ضرورات الحياة العربية، وما كانت تستلزمه)) ( شوقي ضيف، ص132) .

وهكذا نجد الشعر في صدر الإسلام والعصر الأموي قد غلب عليه التقليد (( فإذا هو في مبناه ومعناه يحقق هذه المثالية التي اكتسبتْ مقوماتها من الجاهليين)) (شاكر هادي شعلان، ص212)، فالتراث خلاصة معقدة ومهمة لمجتمع بعينه يعبر به الأديب عن نسج أخيلته وتجميع أفكاره وأنماط معانيه, وعلى الرغم من التعديل عبر الأجيال إلَّا إنَّ نكهة التراث تبقى ثابتة لمجتمعات لا تتغير( علي عشري زايد، 24).

فإذا كانتْ البيئة هي ذاتها التي عاصرها كلا الشاعرين، والمبادئ لم تختلف كثيراً، والأهم من ذلك هي نظرة الإكبار التي ينظر بها الشاعر الإسلامي والأموي للشاعر الجاهلي ونتاجه، في محاولة منهم إلى طرق الأغراض التي طرقها، حتى وإنْ حُرِّمتْ بعض الأشياء التي كانتْ مباحةً في الشعر السابق للإسلام، فهو لم يؤثر في بعض الشعراء الذين راحوا يتغنون بكلٍ ما هو قديم، لكن هناك مَن تأثر بما جاء في القرآن الكريم ووظفوه في أشعاره.

ثانياً: القرآن الكريم:

لقد أثر القرآن الكريم في الشعراء أيَّما تأثير، فقد انقطع الشعراء الذي رأوا جماله وإعجازه عن قول الشعر، وراحوا يحفظونه ويستلهمون منه العِبر، فقد أثر في الأفكار وأضاف إليها قيماً ومُثلاً جديدة غير معروفة مسبقاً، ومؤكداً على أخرى كانتْ لها جذور في ما سبق ظهور الإسلام، فبظهور الإسلام (( بدأت مرحلة حضارية مهمة في حياة العرب الفكرية والأدبية حيث بدأتْ التجارب الأولى للتجديد في البناء الفني العام للقصيدة، إذ تجلتْ في الصراع بين تيار عربي جاهلي موروث وتيار إسلامي مستحدث نتج عنه التغيير في الملامح المضمونية العامة للقصيدة، فاخفتْ بعض الأغراض التي وُلِدتْ بتأثير الوثنية والعصبية القبلية وحلَّتْ محلها أغراض جديدة تستمد مادتها ومحتواها من لغة القرآن الكريم بوصفه أروع سفر في الأدب العربي)) (الدكتور عناد غزوان، ص200).

فشعراء تناولوا القضايا التي تناولها القرآن الكريم ليسخروها في أشعارهم لتخدمهم في ما أرادوا قوله، سواء أكان ما يقوله إيجابياً أم سلبياً، فلا عجب أنْ نجد الشعراء وظفوا آيات القرآن في الخمرة والغزل وفي المحرمات ويطلبون من الله أموراً قد حُرِّمتْ في نص القرآن، أو يسخرون ممَّا جاء فيه، ومن ذلك قول الأقيشر الأسدي:      ( الرمــل )

تـَــركَ الـفــجــرَ فــمـا يــقـرأُهـا     وقَـرَا الـكــوثــرَ مـن بـيــنِ الــسَّــــورْ

يمكننا التساؤل عن السبب الذي دفع الشاعر إلى ترك قراءة سورة الفجر وإبدالها بسورة الكوثر؟ يمكن القول : إنِّ الشاعر علم ما في هذه السورة من الوعيد الذي وعد الله فيه المخالفين لمبادئه، أو أنَّه قد ملَّ من الطول النسبي لسورة الفجر مقارنة بسورة الكوثر، لذلك يمكنه الانتهاء بسرعة، وتكمن جرأته في محاولته لتعطيل أحكام سورة قرآنية لتنسجم مع رغباته.

والأحوص الذي كان يعشق أخت زوجته ويخفي أمر حبِّها وكان يتغزل بها ولا يصرح باسمها كي لا يفضحها، لكنَّه حين بلغه أنَّها تزوجتْ من شخصٍ يُدعى مطر، راح يعلن غضبه وهجاءه له، ويرى أنْ الصلاة والصوم لا تُجديان نفعاً بعد هذا الذنب الذي ارتكبه أهلها، بتزويجها من مطر، بإضافة إلى عبارة ” سلام الله ” التي عُدَّتْ تحية الإسلام، فيقول:                                                                     ( الوافــر )

ســــلامُ اللهِ يــا مــطــرٌ عـــلــيـــهـــا

** ولـــيـــسَ عـليكَ يا مـطـرُ السَّلامُ

ولا غــفـــر إلهُ لــمُــنـكـِـحــيــهــــــا

** ذنــوبــهــمُ وإنْ صــلَّــوا وصاموا

 

استمد الشاعر ألفاظه من القرآن الكريم على الرغم من توظيفه لها بشكلٍ سلبي،  فـ(الصوم والصلاة والغفران ) ألفاظ قرآنية لم تكن مطروقة في العصر السابق للإسلام، وظَّفها الشاعر في إشارة منه على أنَّ هذا الزواج لم يكن وفق المنهج الإسلامي، ومن ثمَّ فهو باطلٌ، ومخالف لما سنَّه القرآن. والسلام التي تدل على الأمان والطمأنينة ــ والتي نسبها الله لنفسه ــ يسلبها الشاعر من هذا الشخص ويخص بها زوجته فقط، غيظاً وحقداً عليه وعلى مَنْ زوَّجه إياها.

وقد استعمل القرآن ألفاظاً عربية لها أصل في الكلام العربي السابق (( لكنَّه ألبسها ثياباً وحللاُ جديدة أخرجتها في إطار جديد وقالب خاص يختلف عن دلالتها في العصر الجاهلي، وإذا كان تطور المجتمع يحتم تغيير قالب دلالة الألفاظ فإنَّ هذا التطور نفسه والدلالات الجديدة التي اكتسبتها الألفاظ العربية المستعملة في القرآن الكريم، جعل هذه الألفاظ وكأنَّها ألفاظ جديدة في حياة اللغة العربية … تضاف إلى هذه مجموعة غير قليلة من الألفاظ التي وردت لأول مرة في القرآن الكريم سواء أكانتْ عربية الأصل أم أعجمية))(شاكر هادي شعلان، ص239).

والألفاظ هذه بشقيها، الألفاظ العربية التي أكسبها القرآن الكريم مدلولات والألفاظ الجديدة قد تناولها الشعراء متأثرين بما جاء به القرآن من بلاغة أبهرتْ الشعراء، وراحوا يستمدون منها مادتهم، فهي (( دخلتْ في ضمير الفكر العربي واستعملها العرب تأثراً بأسلوب القرآن في أشعارهم ))( ابتسام مرهون الصفار، ص17ــ 18) .

ويبدو أثر القرآن واضحاً وجلياً في استلهام الشعراء لمعانيه وألفاظه، فشاعتْ ألفاظ الصبر، والعفة، والطهر، والإيمان، والقدر، والقضاء، والتعليل بالأخرة، والصبر على البلاء، وكف النوازع وملكة النفس الأمارة بسوء، فهي معانٍ اكتسبتْ مدلولاتها من معاني السور القرآنية ومضامينها الموضوعية والفنية، والاقتباس منها والتأثر بها(شاكر هادي شعلان، ص213).

ولمَّا أراد الأخطل  أنْ يهجو بني عبس بن بغيض بالخبث واللؤم والغباء، رجع إلى القرآن الكريم ليستمد من أفكاره، فرأى الناس لا يترحمون على موتاهم ولا يصلُّون عليهم، كما أنْ الأرض رافضةٌ أجسادهم، وتأبى أنْ تضمهم في جوفها، وإذا ما نحروا بُدنهم فإنهم يُلفَون لغبائهم أضل من تلك البهائم(اسماعيل أحمد العالم، فقد استوحى المعنى من قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾ ( سورة التوبة، الآية 84) و﴿أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ (سورة الأعراف، الآية 179)، حين قال:           ( البسيط )

ولا يُـصـلِّي عـلى مـوتـاهـم أحـــدٌ

** ولا تـقبـَّلُ أرض الله ما قــبـــــروا

إذا أنـاخـوا هـدايـاهـم لِـمـنحرِهـا

** فـهـم أضـلُّ مِـن البدنِ الذي نحـروا

 

فالأخطل على الرغم من نصرانيته التي يتبجح بها، لكنَّه إذا أراد صوراً لأشعاره راح مستمدها من القرآن الكريم، فهو يرسم صوره لمهجويه كما رسمها القرآن لمخالفيه، فالأخطل أدرك مدى تغلغل القرآن في نفوس المسلمين؛ لذلك يهجو بصوره ليكون لها وقع في نفس المتلقي الذي خَبرَ القرآن وفهمه، فتصل الصورة المخزية إلى ذهنه بسرعة، فمهجويه هم المشركون الذين أمر الله النبيَّ (صلَّى الله عليه وآله وسلم) بعدم الصلاة عليهم، وهم كذلك الذين يحملون غباءً كالذي تحمله أنعامهم، فهو ــ أيُّ الأخطل ــ لا يأبه في قلب دلالة المعاني التي جاء بها القرآن الكريم.

ويطالعنا في موقفٍ آخر يهجو قيس عيلان الذين كانوا ذوي نعمةٍ يرتعون بخيرها حتى (( وسوس لهم الشيطان وغرر بهم، فركبوا مركباً وعراً يشبه ركوب ناقةٍ مسنَّة قد تساقط وبرها عن جسمها)) (اسماعيل احمد العالم)، فتذكر قوله تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ (سورة النحل، 112)، فقال: ( البسيط)

كـانـوا ذوي إمَّــةٍ حـتَّـى إذا عـلِـقــتْ

** بِهِـمْ حَبَائلُ للشَّيطانِ وابتهَرُوا

صُكُّوا على شارفٍ، صعبٍ مراكِبُها

** حـصَّاء ليس لها هُلبٌ ولا وبرُ

 

فالقرآن الكريم كان المصدر الرئيس في شعر الأخطل؛ إذ هو الملجأ الذي يلتجأ إليه لاختيار صوره، ولا عجب أنَّه يأخذ مادة من القرآن الكريم ويذم بها أهله، في خطوة تنم عن ذكاء الشاعر، فهو يدرك تعلق المسلمين بالقرآن، فإذا وُصِفَ أحدهم بصورة ذمَّ القرآن فيها أقواماً سابقين، تكون عليه قاصمة الظهر، ولها وقعها في نفسه وفي المجتمع الذي يعيش فيه، هذا من جانب، ومن جانب آخر كان مجبراً للعودة إلى القرآن الكريم، لما فيه من صور فائقة، فحين عاد إلى التراث العربي لم يجد أمامه ما يُشبِّه به مهجويه سوى الناقة التي سقط وبرها، فتدارك آيات القرآن فوجدها أبلغ في تأدية المعنى؛ لذلك استعان به، للردِّ على خصومه.

وهكذا صار القرآن الكريم المعين الثر لكلِّ مَنْ أراد أنْ ينهل من عذبه، ليجد فيه ضالته التي يسعى إليها، فقد تأثر الشعراء بآيات القرآن الكريم، وجسدوها في أغراضهم الشعرية، السلبي منها والإيجابي.

ثالثاً: روح العصر: 

لم تختلف الحياة العربي في صدر الإسلام عمَّا هي عليه في العصر الذي سبقه، إذا ما استثنينا الحياة الدينية منها، فالبيئة لم تتغير إلَّا بأشياءٍ طفيفة تكاد تعدم أمام الكم الهائل من التشابهات، في حياة يغلب عليها طابع البداوة، والترحل وراء العشب والكلأ، وبقيتْ فيها النزاعات والحروب متواصلةً، بل هي امتداد للعصر السابق لها، حتى أنَّ بعض الشعراء بقي على جاهليته ولا يتأثر بما تغير كما هو الحال مع الحطيئة.

ومن جملة ما تغيَّر توجيه بعض الشعراء الوجهة الصحيحة في قول الشعر، والابتعاد عن العصبية القبلية التي كانتْ سائدة في الجاهلية والتي تطبق نظام  أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً بدون النظر إلى صواب عمله أو خطئه، ونهى الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلم) عن هذا المفهوم الفاسد، ونهى عن استخدمه، ونوه إلى مفهوم إسلامي عوضاً عنه، وهو نصرة الرجل على أساس الحق لا على أساس القرابة والنسب(علي النداوي، ص22ــ 23)، ومن ذلك ما قاله كعب بن زهير:

( البسيط)

إنَّ النَّـبـي لـنــورٌ يـسـتـضـاء بــه     مـهـندٌ مـن سيوف الهـند مـسـلــول

فطلب منه رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلم) استبدال لفظة (الله) بدلاً عن (الهند) ليكون خالصاً لله لا للقبيلة.

وشعر الخمرة الذي نعلم أنَّه نشأ وترعرع في العصر الجاهلي، وقد خفت بريقه في العصر الإسلامي إلَّا أنَّه أُحيط بعناية كبيرة في الأموي، حتى برزتْ فيه معانٍ جديدة استلهمتْ روح العصر ومعانيه الجديدة والتطور الحضاري الكبير الذي شهده المجتمع العربي إبان العصر الأموي (شاكر هادي شعلان، ص223).

ومن الظواهر التي شاعتْ في غرض الخمرة في العصر الأموي ربطها بالموت وما بعده، فالشعراء الذين امتزجتْ أرواحهم في الخمرة أرادوا أنْ تروي رفاتهم بعد موتهم؛ لذلك راحوا يبلغون وصاياهم مَن حضر معهم، ومن ذلك قول أبي الهندي:       ( الرمــل )

وإذا مُــتُ اضـجـَعـاني وافـْرُشـا

** مِـن عـَصـيـر الكَـــرمِ تـحْـتي فُرشــا

واقــطَــعا لـِـي كـَفَـناً من زَقـِّهـا

** واطــرحَـا مـــنـها عـلـيه وافــرشـــا

وادفـــنـاني يـا نـديـمــيَّ إلـــى

** جــنـبِ كـــرمٍ فــَـرْعـُـهُ قـَـدْ عــرَّشــا

لِــيـظـلَّ الفَـرعُ مــنِّـي ظـَـاهِراً  ** ويُــروِّي الأصــلُ مـــنِّي الـعَـطَـشَــا

 

فالشاعر يحاول الاستمرار في العيش مع الخمر في عالمٍ غير هذا العالم الذي ينتهي مع دخوله القبر، لذلك أراد من وصيته أنْ تكون مختلفة عن الوصايا الأخرى التي تعبِّر عن انتهاء حياة صاحبها، بل أرادها بداية حياة جديدة في عالمٍ كله خمرة  وعناصر الخمرة محيطةٌ به من جميع الجوانب (( فهو يتحدى الموت بالخمرة في وصيته التي تضمن تحصين قبره بعصير الخمر، وأنْ يكون كفنه من زق الخمر، وهذه دلالة على منزلة الخمر في نفسه، وصدقها ووفائها لصاحبها، وهي ثروته الوحيدة التي جناها من الحياة)) (لجين محمد البيطار، ص62).

 

الخاتمة :

أهم المرجعيات التي اتكأ عليها الشاعر الإسلامي والأموي ليستمد منها مادته الأساسية التي تُكوِّن قصيدته، فقد نظر إلى التراث العربي الذي وصل مرحلة متقدمة في البلاغة والفصاحة فكانتْ نظرته إليه نظرة إعجابٍ وإجلال وأخذ ينهل منه ما تشابه مع حالته التي هو فيها، وما أنْ جاء القرآن الكريم وقف الشعراء منه موقف المندهش لما جاء فيه، فعكفوا عليه يتناولون العِبر والصور التي تُقرِّب للمتلقي المقصد الذي سعوا لإيصاله، وعلى الرغم من قدسية القرآن الكريم وجدنا الشعراء تناولوا آياته في المعاني السلبية التي ترضي تطلعاتهم، وأمَّا روح العصر فيعدُّ المرجع الأخير الذي تناول الشعراء ألفاظه ومعانيه التي تطورت أو استُحدثِتْ بفعل الحضارة والواقع المتمثِّل بالبيئة الفكرية الجديدة والأحداث الجسيمة كلها دفعتْ بالقصيدة إلى معانٍ جديدة، أخذتْ تتعمق في جوهر الموضوع المتناول على العكس مما كان سابقاً معانيَ سطحية بسيطة.

ومن التوصيات التي يقترحها البحث، دراسة ظاهرة الخروج عن المعتاد في الشعر العربي القديم وفق المنهج النفسي، والبحث عن الأسباب التي تدفع الشاعر للتمرد.

 

المصادر

  1. مقدمة للشعر العربي: أدونيس، دار العودة، بيروت، ط2، 1979م.
  2. البُنى الثابتة والمتغيرة لشعر الغزل في صدر الإسلام والعصر الأموي.
  3. ديوان الأعشى الكبير, شرح وتحقيق: محمد حسين، المطبعة النموذجية. (د. ت).
  4. ديوان توبة بن حمير, تحقيق: خليل إبراهيم العطية، مطبعة الإرشاد، بغداد، 1968م.
  5. ديوان جميل بثينة, جمع وتحقيق: الدكتور حسين نصار، دار مصر للطباعة، 1967م، ط2.
  6. ديوان عمر بن أبي ربيعة.
  7. مجالس الخمر في العصر الأموي، لجين محمد البيطار( رسالة ماجستير)، جامعة تشرين، 2008، سوريا.
  8. ديوان عمرو بن كلثوم.
  9. ديوان الأسود بن يعفر, تحقيق: نوري حمودي القيسي، وزارة الثقافة والإعلام، بغداد، 1970م.
  10. شعراء أمويون، القيسي، نوري حمودي، ط1،عالم الكتب، بيروت، 1985م.
  11. ديوان الأخطل.
  12. بشر : بشر بن مروان. أبو حنش : تغلبي أشتهر بكرمه. الواغل : الطارئ على مجلس الشراب دون دعوة .
  13. ضيف، شوقي، التطور والتجديد في الشعر الأموي،
  14. توظيف التراث العربي في الشعر المعاصر: علي عشري زايد, مجلة الفصول, مج1, ع1، 1980م.
  15. الشريف الرضي دراسات في ذكراه الألفية: الدكتور عناد غزوان، دار آفاق عربية، ط 1، بغداد، 1985م.
  16. ديوان الأقيشر.
  17. ديوان الأحوص.
  18. أثر القرآن في الأدب العربي في القرن الأول الهجري: ابتسام مرهون الصفار، مطبعة اليرموك ودار الرسالة، ط1، بغداد، 1974م.
  19. أثر القران الكريم في شعر الأخطل: الدكتور إسماعيل أحمد العالم، جامعة اليرموك، (بحث من الأنترنت)، (د.ت).
  20. أثر القران الكريم في شعر الأخطل: الدكتور أسماعيل أحمد العالم، مجلة مجمع اللغة العربية، العدد 57، 1999م.
  21. الأدب الإسلامي وصلته بالحياة مع نماذج من صدر الإسلام: أبو الحسن علي النداوي، مؤسسة الرسالة،، ط1 بيروت، 1985م.
  22. ديوان كعب بن زهير، حققه وشرحه الأستاذ علي فاعور، دار الكتب العلمية، ط 1، بيروت، 1997م.
  23. ديوان أبي الهندي.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *