أ. م. د .أزهار علي حسين ابراهيم

طرائق تدريس الرياضيات

جامعة زاخو / قسم علم النفس العام

roezkamal@yahoo.com

009647504502502

ملخص البحث

هدف البحث التعرف على فاعلية استراتيجية التعلم المعكوس على الدافعية العقلية والتحصيل الدراسي في تدريس الاحصاء التربوي لدى طلبة كلية التربية ، وللتحقيق من هدف البحث استخدمت الباحثة المنهج الشبه ألتجريبي واقتصر البحث الحالي على عينة من طلبة جامعة زاخو بلغت (95) طالبا وطالبة من المرحلة الثانية في كلية التربية للعام الدراسي (2019-2020) تم اختيارهم قصديا من مجتمع البحث . وزعت الباحثة افراد العينه الى مجموعتين متكافئة في عدد من المتغيرات ، الاولى تجريبية تكونت من (45) طالبا وطالبة درسوا المادة على وفق التدريس باستراتيجة التعلم المعكوس ، والثانية ضابطة  تكونت من (50) طالبا وطالبة درسوا المادة نفسها بالطريقة التقليدية ، ومن اجل تحقيق هدف البحث وقياس المتغيرين التابعين اعتمدت الباحثة على مقياس الدافعية العقلية الذي اعدته كل من العبيدي والعزاوي  (2019) والمكون من (48) فقرة ، كما قامت باعداد اختبارا تحصيلياً لمادة الاحصاء التربوي تكون من (15) فقرة  موضوعية من نوع (اختيار من متعدد) ، وقد تحققت الباحثة من صدقي الاختبارين وثباتهما ،اضافة الى اعداد فيديوهات مسجلة صورة وصوت عن مفردات الاحصاء الاستدلالي باستخدام استراتيجية التعلم المعكوس ونفذت التجربة مع بداية الفصل الدراسي الاول للعام (2019-2020) وبعد انتهائها طبقت الباحثة الاداتين على افراد مجموعتي البحث وتم جمع البيانات وتحليلها احصائيا باستخدام الاختبار التائي والمتوسطات الحسابية ودلت النتائج الى :

  1. وجود فرق دال احصائيا بين متوسط درجات الدافعية العقلية لدى افراد المجموعتين التجريبية والضابطة ولصالح المجموعة  التجريبية  .   
  2. وجود فرق دال احصائيا بين متوسط درجات التحصيل الدراسي لدى افراد المجموعتين التجريبية والضابطة  لصالح المجموعة التجريبية .

    وفي ضوء النتائج خرجت الباحثة بعدة استنتاجات منها امكانية تدريس مادة الاحصاء التربوي باستخدام استراتيجية التعلم المعكوس في المرحلة الجامعية فضلاً عن تقديم مقترحات والتوجيه بإجراء بحوث مستقبلية لاحقة

الكلمات المفتاحية : استراتيجية التعلم المعكوس ، الدافعية العقلية ، التحصيل ، الاحصاء التربوي

The Strategic Effectivness of the Reverse Teaching on the Mental Motivation and on the Learning Outcome while Teaching Educational Statistics for the Students of the College of Education

Asst.Prof. Azhar Ali Hussein Ibrahim

University of Zakho / College of Education

Department of General Psychology

Abstract

        The research aims to identify the effectiveness of the flipped learning strategy on mental motivation and academic achievement in teaching educational statistics among students of the College of Education, and to achieve the aim of the research, the researcher used the semi-experimental approach. College of Education for the academic year (2019-2020) intentionally chosen from the research community. The researcher distributed the members of the sample into two equal groups in several variables, the first is an experimental one consisting of (45) male and female students who studied the subject according to the teaching with the reverse learning strategy, and the second is a control consisting of (50) students who studied the same subject traditionally. To achieve the goal of the research and measure the two dependent variables, the researcher relied on the mental motivation scale prepared by Al-Obaidi and Al-Azzawi (2019), consisting of (48) paragraphs. She also prepared an achievement test for the educational statistics subject consisting of (15) objective paragraphs of the type (selection Multiple), and the researcher verified the validity and stability of the two tests, in addition to preparing video- and audio-recorded videos on the vocabulary of inferential statistics using the reverse learning strategy. Data and its statistical analysis using the T-test and arithmetic averages, and the results indicated:

1. There is a statistically significant difference between the mean scores of mental motivation among the members of the experimental and control groups and in favour of the favourxperimental group.

2. There is a statistically significant difference between the mean scores of academic achievement among the members of the experimental and control groups in favour of the experimental group. 

      In light of the results, the researcher came up with several conclusions, including the possibility of teaching educational statistics using the inverted learning strategy at the university level, in addition to submitting proposals and directing the conduct of future research.

Keywords: flipped learning strategy, mental motivation, achievement

المقدمة :

    تعتبر استراتيجيات التدريس الحديثة واحدة من اهم عناصر التربية التي اكدت على ضرورة التجديد في استخدام أساليب حديثة مرتبطة بتقنيات التكنولوجيا إذ ساهمت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بتطوير وتغيير طرائق وأساليب التدريس وظهور أساليب جديدة قائمة على استخدام التقنيات الحديثة ومن بينها مفهوم انتشر مؤخرا  في التعليم وهو التعلم المقلوب أو المعكوس  وهو شكل من أشكال التعليم المدمج الذي يوظف التقنيات الحديثة لتقديم تعليم يتناسب مع متطلبات وحاجات الطلبة في ضوء التسارع المعرفي)الحسناوي، 2018، ص 12-32) .

     فالتعلم المعكوس هو استراتيجية لتعزيز استخدام التقنية الحديثة خارج الصف الدراسي من اجل تحقيق مشاركة فعالة للطالب لزيادة الكفاءة في بناء المعرفة اثناء الصف التقليدي ، تسعى هذه الاستراتيجية الى اعادة تشكيل العملية التعليمية وتغير الدور المعتاد بين المؤسسة التعليمية والمنزل من خلال على توظيف مصادر التعليم الالكتروني المتاحة عبر الانترنيت للطالب للاطلاع على المقررات خارج الصف الدراسي وباي وقت مناسب لهم ، ويعمل المدرس على توفير المحتوى على شكل محاضرات مسجلة ، او مقاطع فيديو ، وبثها عبر مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي (متولي ،2015،ص 90). ولكثرة الانتقادات الموجه للمنهج التقليدي ولعدم قدرته على تلبية حاجات المتعلم والمجتمع ومواكبة التطوّر السريع للمعرفة ، فرض التعليم على تعديل المناهج ودمج أدوات ووسائل وتقنيات تكنولوجيا فيها، مع أهمية المحافظة على المهارات التعليميّة وزيادة الدافعية العقلية وهذا يحتاج إلى تخطيط تربوي فعال، والتعلم المعكوس احد أهم التقنيات التي تجمع بين التعليم الإلكتروني والتعليم التقليدي ، حيث يوفّر فوائد للطلبة والمدرسين على حد سواء، إذ يقضي المدرسون مزيدًا من الوقت في مساعدة الطلبة على استيعاب المحتوى غير المفهوم كما يوفر المزيد من المساعدة الفردية وقضاء وقت أقل في الاستماع إلى المحاضرات المملة داخل القاعة الدراسية (الشرمان ،2015،ص143).

      وتمثل دافعية الطالب نحو التعلم اهمية كبيرة لأنها وثيقة الصلة بعملية الادراك والتذكر والتخيل ، والتي تمثل القوى الذاتية المحركة للسلوك الانساني وتوجهه لتحقيق غايات معينة يشعر الفرد بالحاجة اليها، اما الدافعية العقلية فهي من المفاهيم القديمة والحديثة، فهي قديمة اذ تم تناولها في الفلسفة اليونانية وتحديدا ( سقراط) ومفهوما حديثا من ناحية اخرى نتيجة ما افرزته نتائج ابحاث الدماغ وعملياته والعناية بانماط التفكير في الدماغ ، واوضحDeBono ,2007)  ) ان الدافعية العقلية تمثل الاساس في توليد ما يسمى بالتفكير الجانبي، لانه يقود الى توليد مفاهيم، وافكار وابداعات جديدة لذلك فان الدافعية العقلية تساعد الطلبة في ايجاد حلول للمشكلات التي تواجههم وعلى جميع الاصعدة من خلال تقديم الاسئلة المتنوعة التي تقود الى توليد طرائق للتفكير جديدة تقود الطلبة الى اوسع قدر من الحلول الممكنة والفاعلة DeBono ,2007,p:324)  ) .

 مشكلة البحث :

      من خلال خبرة الباحثة في مجال تدريس مقرر الاحصاء التربوي لدى طلبة المرحلة الثانية في جامعة زاخو لاحظت وجود ضعف في اتقان الطلبة للعديد من المفاهيم الاحصائية الاستدلالية وتطبيق القوانين والتحقيق من القيم الثوابت الفرضية واستيعاب تطبيق القوانين واعتماد الطلبة على المدرس في تلقي المعرفة اضافة الى ضعف دافعيتهم وعدم رغبتهم للتعلم  كما ان ضيق وقت المحاضرة المتمثلة في (45) دقيقة علاوة على زيادة عدد الطلبة داخل الصف الدراسي الى مايفوق (50) طالبا و الفروق الفردية بينهم ، وبحكم دراية الباحثة بمجال التكنولوجيا  ووجود التقنيات الحديثة التي يمكن الاستفادة منها في هذا المجال ارتائت الباحثة الى تسليط الضوء على فاعلية استراتيجية تسهل زيادة دافعية الطلبة نحو التعلم واعتبر التعلم المعكوس من استراتيجيات الحديثة التي لها ارتباط وثيق بالمجال التقني حيث اثبتت الكثير من الدراسات فعاليتها في تحسين مستوى الطلبة ، منها  فاعلية تجربة المدرسة الامريكية والتجربة الاردنية ، ولما لها من دور فعال في التشويق ورفع المستوى العلمي للطلبة ، كما ان موضوع الدافعية له حيزاً كبيراً في مجال التعليم خاصة أنه مرتبط بكل أنواع النشاط الإنساني ، ومن خلال اطلاع الباحثة  على الأدبيات ذات العلاقة وجدت أن الجامعات العالمية قد أولوا اهتماما كبيرا لموضوع الدافعية العقلية التي عدت على إنها نزعة لها جذور فطرية ذات علاقة بغريزة حب الاستطلاع والاكتشاف التي تظهر بشكل كبير في سلوك الفرد، وانطلاقا من ذلك حاولت الباحثة صياغة مشكلة البحث بالإجابة عن السؤال الاتي : ما فاعلية استراتيجية التعلم المعكوس على الدافعية العقلية والتحصيل الدراسي في تدريس الاحصاء التربوي لدى طلبة كلية التربية  في جامعة زاخو .

  اهمية البحث:

      تشير التوجهات المستقبلية إلى أن التعليم الإلكتروني سوف يفرض نفسه على الأنظمة التعليمية بحيث ستصبح المؤسسة التعليمية مصدرا للتعلم وليست مكاناً له، ولقد توقع (Newby etal,2000)  مستقبلاً للتعليم يشارك فيه المعلمون والمتعلمون تقنية التعليم ويدمجونها لتحسين التعليم والتعلم، مما سيؤدي حدوث تغييرات جوهرية في عملية التعليم، فلقد أصبحت العملية التعليمية في ضوء المتغيرات الحالية تتصف بتعدتد مصادر وسائط التعلم من خلال شبكات المعلومات والتقنيات المتنوعة التي تساعدة طلبة على استخدام أدوات وتقنيات جديدة، للبحث عن المعلومات وتحليلها ودمجها وحل المشكلات والتفكير المبدع وبناء معرفتهم. (Newby et al,2000, p:264)

  والتدريس موقف يتميز بالتفاعل بين طرفين ، لكل منهما أدوار يمارسها من أجل تحيقق أهداف معينة ، ومعنى هذا أن الطالب لم يعد سلبيا في موقفه إذ إنه يكون مزودا بخبرات عديدة سابقة، حيث ينظر للموقف التدريسي من عدة عوامل عديدة تتمثل في : المدرس ، والطالب ، والأهداف ، والمادة الدراسية ، والزمن ، والبيئة التعليمية ، اضافة الى الطرائق التدريسية ، لذا فإن السبيل لتحسين مستوى الطلبة في عملية التعليم هو تنمية قدرتهم على استخلاص استراتيجيات مناسبة للتعلم وتنشيط المعرفة السابقة وتوظيفها ( محمد،2015،ص 42) .

     اذ ان تطوير استراتيجيات التدريس تساعد تحسين العملية التعليمية عن طريق التحول من التدريس التقليدي المعتمد على التلقين إلى التدريس الفعال المعتمد على التفكير ولإبداع توظيف التكنولوجيا في الحياة الواقعية ، وتمثل استراتيجية التعلم المعكوس ، بأنها استراتيجية تفاعلية تدمج بين التعلم المتمركز حول المتعلم او المتمركز حول المعلم ويتضمن أنشطة تفاعلية لمجموعات صغيرة داخل الفصل، وتعلم فردي مباشر معتمد على تكنولوجيا الحاسوب)هارون، والسرحان،2015،ص686).

     ويحتاج التعلّم المعكوس إلى دراسة من قبل كل مؤسسة تربوية، فلا يمكن استخدامه مع عدم وجود إنترنت عالي الجودة وعدم امتلاك بعض الطلاب للحواسيب أو الهواتف الذكية في منازلهم. فضلا عن ضرورة تأهيل المعلمين لاستخدام هذه الاستراتيجية في التدريس بشكلٍ فعّال ليصبح  متمكناً من مهارات التقنية وتطبيقات الويب والمقدرة على مواجهة أي مشكلة لها علاقة بالتكنولوجيا. ويرى شرمان(2014) ان التعلم المعكوس هو نمط من أنماط التعلم المدمج، الذي يتم فيه تفعيل استخدام التكنولوجيا في التعلم، بطريقة تمكن المتعلمين من تلقي المعرفة المفاهيمية بأساليب تعليمية ومن مصادر تعليمية مختلفة، كإعادة مقطع فيديو عدة مرات، أو تسريع المقطع لتجاوز جزئيات لديهم خبرة فيها، مع إمكانية تدوين ملاحظات ( الشرمان ، 2015 ،ص146) .

    ويصف عماد (2004)  أن أفضل طريقة لتطبيق التعلم المعكوس تكون بإعداد ملف مرئي يشرح المفاهيم الجديدة باستخدام التقنيات السمعية والبصرية وبرامج المحاكاة والتقييم التفاعلي لتكون في متناول الطلبة قبل الدرس، ومتاحة لهم على مدار الوقت (عماد ،2004،ص 78).

     كما تعد الدافعية احد المفاهيم المهمة ذات الاثر الفعال في التعليم حيث انها ترتبط بمستوى الانجاز والاداء مع توجيه الانتباه لبعض الانشطة التي تجذب اهتمام المتعلم والمثابرة، كما ان لها اهمية كبيرة من الناحية التربوية كونها تمثل غاية ووسيلة في نفس الوقت، ولقد برزت في الفترة الاخير مصطلح اطلق عليه “الدافعية العقلية” التي تكشف لنا مايتمتع به المتعلمون من انشطة ومهام يتعاملون معها بالاضافة لوجود مايحفزهم على القيام بأفكار جديدة لها قيمة علمية وإبداعية تزيد اهمية المهمات التي يقومون بها والشعور بالمتعة اثناء قيامهم بتلك المهمات ، ويرى دي بونو (2007) ان المؤسسات التربوية بحاجة إلى تزويد الطلبة بأفكار وأساليب عقلية جديدة تمكنهم من توفير فرص إعداد أجيال تتحلى بالابداع ، وتبتعد عن الأساليب التقليدية والتلقين التي لا تفرز أجيالا قادرة على التصدي لمشكلاتها الحياتية DeBono ,2007,251) ) .

     إذ إن الدافعية للتعلم حالة متميزة من الدافعية العامة، وتشير إلى حالة داخلية عند المتعلم تدفعه إلى الانتباه إلى الموقف التعليمي والإقبال عليه بنشاط موجه ، والاستمرار فيه حتى يتحقق التعلم، وعلى الرغم من ذلك فإن مهمة توفير الدافعية العقلية للطلبة نحو التعلم وزيادة التحصيل الأكاديمي لا تلقى على عاتق الجامعة فقط، وإنما هي مهمة يشترك فيها كل من : المتعلم ، المعلم، والمنزل، والمجتمع و المؤسسات التربوية والاجتماعية )قطامي وعدس،2002 ،ص 51).

    ويقوم الاحصاء التربوي بدور مهم وحيوي في تحليل البيانات للبحوث والرسائل العليمة وهناك بعض المشكلات التي توجه الطلبة والباحثين  في فهم كيفية تحليل هذه البيانا كونها تتضمن خبرات مجردة ، وتسعى الجامعات في كافة أنحاء العالم إلى الإرتقاء بمستوى البحوث العلمية في ظل نظام الجودة والاعتماد الأكاديمي ، وتبذل الدول كثيراً من الجهد في سبيل تدريب الطلبة والباحثين وإعدادهم  للمساهمة في التقديم العلمي ، وأن يكونوا على دراية تامة بطريق إجراء البحوث ووسائل جمع البيانات وأساليب تحليلها وتفسيرها بقصد الوصل إلى حل لمشكلات ، وعلى مستوى البحوث للدارسين بمرحلة الدراسات الاولية ، يقوم الطلبة بتحليل بياناتهم  بعد اكتسابهم المهارات الاساسية عن طريقة كتابته من خلال المقررات التي تقدمها كلية التربية في مجال الإحصاء التربوي والتي تكسبهم التعامل مع البيانات وتحليلاتها الإحصائية والوصول إلى النتائج النهائية .

     وبهذا تكمن أهمية البحث في النقاط التالية :

1.  استخدام استراتيجية حديثة من شانها العمل على زيادة فعالية مخرجات العملية التعليمية .

2.  دمج تقنية التعلم المعكوس في العملية التعليمة داخل المؤسسات التربوية وفي الجامعات .

3. توظيف الاجهزة التقنية المختلفة والاستفادة منها في شرح المقررات وحفظها بروابط مباشرة يتم ارسالها للطلبة من خلال برامج متنوعة .

4.الاعتماد على ملفات الوسائط المتعددة مثل الصور ومقاطع الفيديو والعروض التقديمية وغيرهم من شأنها أن تُساعد الطالب على استرجاع أي مقطع أو صورة أو مخطط لتأكيد المعلومة في ذهنه متى أراد ذلك .

5. الحرص على زيادة الدافعية العقلية لدى الطلبة لاستمرار تعلمهم مدى الحياة .

اهدف البحث :

    يهدف البحث الحالي الى التعرف على: فاعلية استراتيجية التعلم المعكوس على الدافعية العقلية والتحصيل الدراسي في تدريس الاحصاء التربوي لدى طلبة كلية التربية .

فرضيات البحث:

يتم التحقق من هدف البحث من خلال الفرضيتين الصفريتين الآتيتين:

  1. لا يوجد فرق دال احصائيا عند مستوى دلالة (0,05) بين متوسطات درجات طلبة المجموعة التجريبية التي تخضع لإستراتيجية التعلم المعكوس والضابطة التي تخضع للطريقة التقليدية على مقياس الدافعية العقلية .
  2. لا يوجد فرق دال احصائيا عند مستوى دلالة (0,05) بين متوسطات درجات طلبة المجموعة التجريبية التي تخضع لإستراتيجية التعلم المعكوس والضابطة التي تخضع للطريقة التقليدية على مقياس اختبار التحصيل  لمادة الاحصاء التربوي .

حدود البحث:

يقتصر البحث الحالي على:

  1. طلبة المرحلة الثانية في كلية التربية قسم علم النفس العام – جامعة زاخو/ اقليم كردستان العراق.
  2. مفردات المقرر الخاص بالفصل الاول (الاحصاء الاستدلالي) الذي يدرس ضمن مناهج مادة الاحصاء التربوي
  3. الفصل الاول من العام الدراسي ( 2019-2020).

تحديد مصطلحات البحث

    اولا: الفاعلية : عرفها كل من :

  الدخيل (2006) بانها مدى صلاحية العناصر المستخدمة للحصول على النتائج المطلوبة  (الدخيل،2006:ص 86) .

ابراهيم (2009) بانه العمل الذي يكون له الاثر الايجابي في الاداء او الانتاج ( ابراهيم ،2009،ص30) .

ثانيا :  استراتيجية التعلم المعكوس : يعرفها كل من :

    ( Bishop & verleger, 2013 ) بأنها تلك الاستراتيجية التي توظف بعض التقنيات التكنولوجية كأفلام الفيديو التعليمية لجعل عمليات التعلم التقليدية التي تتم داخل الفصل الدراسي تحدث خارجه، وفي المقابل تتيح جعل الأنشطة التي تتم خارج الصف الدراسي بالحدوث داخله.

( Bishop & verleger, 2013,26)

     الزين (2015) : بانها إستراتيجية تربوية تتمركز حول الطلبة بدلا من المعلمين، إذ يقوم الطلبة بمشاهدة فيديوهات تعليمية قصيرة في منازلهم قبل وقت الحصة، بينما يستغل المعلم وقت الحصة بتوفير بيئة تعلم تفاعلية نشطة يتم فيها توجيه الطلبة، وتطبيق ما تعلموه )الزبن، 2015،ص 36)

    التعريف الاجرائي لاستراتيجية التعلم المعكوس: هو أسلوب تعليمي تعلمي يقوم على إمداد الاستاذ الجامعي للطلبته بمعطيات حول المقرر ضمن الأهداف الواجب تحققها بنهاية المحاضرة ، فيقوم الطلبة بعملية البحث عن المعرفة مستخدمة التقنيات الحديثة ,معتمدين على المنصات التعليمية  للوصول للمعلومات المطلوبة  عن طريق تفعيل عملية التعليم في المنزل من خلال الفيديوهات التعليمية ثم مناقشة وتبادل المعلومات داخل المحاضرة مما يحقق أهداف الدرس ويرفع مستوى التحصيل الدراسي لهم ( تعريف الباحثة ) .

ثالثا : الدافعية العقلية : يعرفها كل من :

     ديبونو: ( De Bono, 2007)  بانهاحالة تؤهل صاحبها لإنجا ا زت إبداعية جادة وط ا رئق متعددة لتِحفيز هذه الحالة أو لحل المشكلات المطروحة بط ا رئق مختلفة التي تبدو أحيان اً غير منطقية , إذ إن الط ا رئق العادية لحل المشكلات ليست السبيل الوحيد لذلك. (De Bono , 2007,p92 )

  حموك وعلي (2013)  بانه : حالة داخلية تحفز عقل الفرد وتوجه سلوكه العقلي نحو حل المشكلات التي تواجهه او تقييم المواقف او اتخاذ القرارات باستعمال العمليات العقلية العليا، وتعبر عن نزعته للتفكير وتتسم هذه الحالة بالثبات والتي تجعل منها عادة عقلية لدى الفرد)حموك وعلي،2013، ص266  .(

التعريف الاجرائي للدافعية العقلية : هي الاستجابة التي يظهرها طلبة المرحلة الثانية – قسم علم النفس العام  عند اجابتهم على فقرات مقياس الدافعية العقلية الذي اعتمده الباحثة، والتي يعبر عنها بالدرجة الكلية التي يحصل عليها الطلبة على المقياس، معبرا عنها بالدرجات النهائية عن جمع درجات ابعاد المقياس الاربعة المتمثلة : التركيز العقلي، والتوجه نحو التعلم، وحل المشكلات ابداعيا، والتكامل المعرفي ( تعريف الباحثة).

رابعا: التحصيل : يعرفه كل من :

  Alderman(2007) بأنه: “إثبات القدرة على إنجاز ما اكتسب من الخبرات التعليمية التي وضعت من أجله” (Alderman, 2007: 101).

 (السلخي،2013): مدى اكتساب الطالب للحقائق والمفاهيم والمبادئ والنظريات التعليمية في مرحلة دراسية او صف دراسي معين او مساق معين (السلخي،2013 : 22).

التعريف الاجرائي للتحصيل : ما يتحقق من اهداف تعليميه لدى طلبة قسم علم النفس العام   والمتمثل في قدرتهم على تعريف المفاهيم الاحصائية الاستدلالية وتطبيق قوانينها فضلا عن اكتشاف معلومات جديدة وتطبيق المهارات  المكتسبة لتحقق من  الفرضيات الاحصائية ويستدل عليها من خلال اجابتهم عن فقرات الاختبار  التحصيلي الذي اعدته الباحثة

خلفية نظرية

   تتضمن الخلفية النظرية المحاور الاتية : 

المحور الاول : التعلم المعكوس

1-  تطور مفهوم التعلم المعكوس :

      لقد كان أسلوب التعلم المعكوس متواجدا منذ زمن طويل وتحت مسميات متعددة ولكن ظهور المصطلح بشكله الحالي يرجع إلى فترة حديثة فقد نشأت الفكرة في الغرب حيث وضع إريك مبدأ تعليم الأقران عام (1980)، ووجد أن التعليم بمساعدة الكمبيوتر يسمح له بالتدريب بدلا من المحاضرة، وفي أوائل خريف عام (2000) استخدم محاضرون بجامعة ويسكونسن ماديسون فيديو لإلقاء المحاضرة بدلا من المباشرة، في دورة علوم الكمبيوتر(البابطين ، 2008،ص 25) وبعد ذلك تم تاسيس مركزين في ولاية ويسكونسن للتركيز على التعلم عبر (التعلم المعكوس) عام (2011) ، كما قدم جالسون عام (2006) نهجا للمعلمين في بحثه ( متى يقلبون الفصول وكيف ينتجون طرق متعددة في الفصول المقلوبة) (الجابر،2009 ,ص35).

     كما يرجع ظهور مفهوم التعلم المعكوس في مجال التربية إلى “Bergmann” و “Sams’ معلمي الكيمياء في أمريكا الشمالية عند إصدارهم لكتاب بعنوان (اعكس صفك: تصل لكل متعلم في كل صف كل يوم) وفي عام (2006) قام كل الثنائي بتقديم نموذج التعلم المعكوس أثناء التدريس في “Woodland Park High School” في ولاية “Colorado” حيث واجها بيئة تعليمية ذات خلفيات ثقافية مختلفة وطلابا مختلفين في تفضيلاتهم واتجاهاتهم الأمر الذي أدى إلى انسحاب وغياب عدد كبير منهم عن الصف مما أدى إلى اتباع طريقة يتم بموجبها تقديم الدروس وعرض المحتوى التعليمي عبر مقاطع فيديو مسجلة وذلك خارج أوقات الصف بحيث يخصص وقت الصف في ممارسة الأنشطة العملية والتدريب على المهارات المرتبطة بالمحتوى الذي تم عرضه عليهم، وقد تحقق النجاح في عام ۲۰۱۲ عندما قاما بإنشاء شبكة للتعلم المعكوس على الرابط (http://flippedlearning.org)   والتي تعد أرشيفا كاملا بالمراجع التي قد يحتاجها كل من يفكر في استخدام هذا النموذج في التدريس ويضاف لذلك مجهودات جامعة ستانفورد عام ۲۰۱۱ عندما قام عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس بطرح مقرراتهم إلكترونيا لتدريسها عبر الويب واستغلال أوقات المحاضرات في الممارسة والتدريب العملي Bergmann J& Sams, A. 2012p35) ).

      ومع تطور أدوات التكنولوجيا توسعت فكرة التعلم المعكوس ولكن اختلف الباحثون بشان مسمياتها مثل التعلم المقلوب أو الفصل المقلوب ومنهم من طالب تطبيقه في التعليم الجامعي ومنهم من طالب بتطبيقه في المراحل الاساسية ، ويعرف مفهوم التعلم المعكوس بأنه نموذج تربوي يرمي إلى استخدام التقنيات الحديثة و شبكة الإنترنت بطريقة تسمح للمدرس بإعداد الدرس عن طريق مقاطع فيديو أو ملفات صوتية أو غيرها من ألوسائط ليطلع عليها الطلاب في منازلهم أو في أي مكان آخر باستعمال حواسيبهم أو هواتفهم الذكية أو أجهزتهم اللوحية قبل حضور الدرس (يونس ،2007 ،ص 56).

  • استراتيجية التعلم المعكوس :

      تُعد استراتيجية التعلم المعكوس واحدة من الاستراتيجيات التعليمية الحديثة المعتمدة بشكل كبير على التطور التكنولوجي كما انها أحد أبرز التوجهات الحديثة على مستوى العالمي والعربي ، وتم إطلاق اسم التعلم المعكوس عليها  نظرًا إلى أنها تعتمد بشكل كامل على (عكس) الطريقة التقليدية المستخدمة في إرسال المعلومات واستقبالها بين الطالب والمدرس ، ويعتمد المدرس على استخدام التكنولوجيا الحديثة حتى يُعزز من درجة فاعلية ومشاركة الطالب في سير العملية التعليمية وفي ضوء هذه الاستراتيجية ، يقوم الطالب بالبحث عن المعلومة بالاعتماد على نفسه دون مساعدة المعلم من أجل إكمال المعلومات المنقوصة التي يحصل عليها داخل الصف ، وهذا من شأنه أن يُساعد على ترسيخ المعلومات في عقول الطلاب لأنه حصل عليها بنفسه (ابو فايد ، 2017، ص63) .

      ولقد طبق استراتيجية  التعلم المعكوس لأول مرة كل من” Jonathan Bergman ” و ” Aaron Sams ”   في كولورادو ” Colorado ” عام (2004)، التي سهلت دخول التعليم في مجال التكنولوجيا من خلال تسجيل أشرطة الفيديو، لتكون فرصة مواتية للتأكد أن غياب الطلبة عن الحصة لا يعني الحرمان من الدرس، وان للطالب له خيار مراجعة الدروس في المنزل، وسرعان ما أدرك المعلم أن هذا التحول قد فتح وقتاً إضافياً في الفصل لزيادة إنتاجية وتفاعل الأنشطة من المحاضرات التي تعطى لهم، وهكذا بدأت الحركة  ( (Bergman&Sama,2012:p133.

    وأشار ‪)2013،  (Bishopبأنها ‫إستراتيجية تعليمية تتكون من شقين ، الأول تعلم جماعي نشط فعال داخل ‫الصف ، والثاني تعلم مباشر فردي قائم على استخدام الوسائط التكنولوجية ‫خارج الصف‫والمقصود هو أن يتم قلب العملية التعليمية بين المؤسسة التعليمية   والمنزل بحيث ‫يُعد المدرس مقاطع الفيديو، أو المقاطع الصوتية ، ليطّلع الطلبة في ‫منازلهم أو في أي مكان يفضلونه ، من خلال أجهزتهم الذكية ، أو حواسيبهم ‫قبل حضور الدرس، وبهذا يتمكن الطالب من الاطلاع على المحتوى  مع ‫تكرار ما يحتاج إليه أكثر من مرة ، ‫لمراعاة الفروق الفردية بين الطلبة  واستيعاب المفاهيم الجديدة ، ‫بحيث يأتي الطلبة للصف وهم على أتم الاستعداد لتطبيق تلك المفاهيم  Bishop,2013;p32) ) .

    ‫وأوضح متولي(2005) أن نموذج التعلم المعكوس يسعى إلى إعادة تشكيل ‫العملية التعليمية ، ليتم تغيير الدور التقليدي الذي يعتمد على المحاضرة ، ‫يذهب الطلبة إلى المنزل لحل النشاطات والتدريبات ، والتعامل مع المشكلات بمفردهم ، ‫مما قد يؤدي إلى عزوفهم عن المادة في بعض الأحيان ، أو إلى الإحباط لعدم ‫قدرتهم على التغلب على المشكلات ، أما في التعلم المعكوس يتابع الطلبة ‫الفيديو التعليمي ،لاستعاب المفاهيم‪  والأفكار الأساسية من الدرس ثم يأتي إلى ‫الصف ليقوم بالتطبيق والمناقشة وحل المشكلات بمساعدة المدرس واقرانهم ولهذا يتفاعل الطلبة بطريقة مختلفة ، أكثر عمقا مع المادة التعليمية ‫عما تعودوا عليه في النمط التقليدي‪ ( متولي ، 2005،ص 32) .والشكل ادناه يمثل الفرق بين التعلم المعكوس والتعلم التقليدي .

شكل (1) الفرق بين التعليم المعكوس والتعليم التقليدي

  • أدوات التعلم المقلوب:

     هناك قائمة شاملة من أدوات للتعليم المعكوس التي يمكن استخدامها من قبل المدرس ويمكن أن تلعب بعض الأدوات المألوفة مثل  “YouTube, Evernote, Google Drive, and blogging  platforms ” دوراً مهما  ولكن هناك بعض الأدوات المحصورة والمناسبة للتعلم المعكوس منها :

  •  أداة ” Camtasia “:هي اداة  يستخدمها الجدد من المستخدمين وتسمح لتسجيل البرنامج تلقائياً على اشرطة الفيديو أو يتم التسجيل بواسطة المستخدم ، وأهم مميزاتها أنها تسمح إضافة عناصر تفاعلية على الفيديو الخاص بالمدرس منها الاختبارات القصيرة لمعرفة فهم الطلبة .  
  • –    أداة ” EdModo “:وهي من أهم الأدوات التعليمية المستخدمة في العالم ويمكن أن يطلق عليها شبكة اجتماعية ل ” K-12 “، وتحتوي على مهام كثيرة ، وتحميل المحتوى والواجبات للطلبة وتمنح فرصة تبادل النقاش والتعليق بين الطلبة، مع إضافة عنصر اجتماعي عند التفاعل مع الطلبة والمعلمين الآخرين خارج الفصل المقرر، وتمنح هذه الأداة المدرس كيف يتعرف على من يحتاج إلى المساعدة وكيف يصبح وقت الحصة منتجاً، ويتمكن الطلبة تحميل أي برنامج لهذه الأداة في الأجهزة النقالة لهم لذا كي يتابعوا تعليمهم بشكل أفضل في أي مكان.
  • –    أداة Moodle “: هذه الأداة لها وظيفة لتصبح منصة تعليم للصف المعكوس ، ويتمكن المدرسون من تحميل المصادر ذات الصلة من قبل بقية المعلمين الذين يستخدمون هذه الأداة لتصميم المهام والمناهج لكل فصل دراسي
  • –    أداة ” Poll Everywhere “: هذه الأداة تقوم بتقديم وتنظيم المحتوى والواجبات والتغذية الراجعة للطلبة، وإذا كان هدف التعلم المعكوس هو تعلم تجربة تتمحور حول الطالب فانه من المنطقي أن يتحقق المدرس من ذلك، وتستخدم هذه الأداة على حد سواء للاختبارات القصيرة لمعرفة كيف يقوم الطلبة بالمهام والأنشطة أثناء الدرس والحصول على المدخلات من الطلبة بشأن التركيز على المفاهيم  ( الشرمان ،2015،ص 86)  .
  • دور المعلم في التعليم المعكوس :

     ‫على الرغم من بروز العديد من المخاوف تجاه دور المعلم  من التعليم المعكوس ‫إذ يرى البعض أنها تقلل من قيمة التعليم  ‫كما في الفصول التقليدية  والصواب أن التعلم المعكوس لا يلغي دور المعلم ‫داخل الصف ، ولا يقوم بإحلال التكنولوجيا الحديثة مكانه‪ ، بل يساعده ‫على استغلال وقت الحصة؛ لزيادة التفاعل داخل الصف بين المعلم والمتعلم ‫فبدلا من المحاضرة التقليدية؛ أصبح يقوم بعدة أدوار مثل‪:الملاحظة‪ ، واعطاء ‫التغذية الراجعة‪ ، والتقويم‪، بالإضافة إلى توجيه تفكير المتعلمين ومساعدتهم‪ وقد ذكر ( Marlowe,2012) ان للمعلم دورا بارزا  في التعلم المعكوس تتمثل  ‪: ‫‪

  •  تصميم الفيديو التعليمي ونشره بين المتعلمين‪. ‫‪ 
  • تحفيز  وتشجيع المتعلمين لمشاهدة الفيديو التعليمي‪. ‫‪
  • تهيئة بيئة التعلم بما يتناسب مع الأنشطة التي يتم تنفيذها‪. ‫‪

    ‫‪- الانتقال بالمتعلمين إلى مستويات عليا من التفكير الناقد‪ ، والإبداعي‪، ‫والتأملي‪.

  • إرشاد وتوجيه المتعلمين إلى طرق اكتشاف المعرفة‪.  (Marlowe,2012 :p5).
  • دور المتعلم في التعليم المعكوس :

     يرى (Marshall,2013) من أهم الأدوار الذي يقوم بها المتعلم في التعليم باستخدام استراتيجية التعليم المعكوس هي:  البحث عن المعرفة؛ واكتشافها ، تحمل مسؤولية التعلم  والتعلم الذاتي‪، طرح الأسئلة  والبحث عن إجاباتها  من خلال مصادر التعلم المختلفة‪ ، يقوم بالتعلم بمشاركة الأقران؛ بشكل تعاوني داخل الحصة الدراسية ، يقوم بممارسة التعلم النشط‪ ، والتعلم القائم على المشاريع‪  (Marshall,2013 : p15).

المحور الثاني : الدافعية العقلية :

  1. مفهوم الدافعية العقلية :

     يعد مفهوم الدافعية العقلية من المفاهيم التي ظهرت عام (1988) حيث اعد Giancarlo & Facione مقياسا للدافعية العقلية سماه مقياس كاليفورنيا وهو من المقاييس الحديثة التي اهتمت بقياس التفكير الابداعي لدى طلبة الجامعة وعرفت الدافعية العقلية انها حالة تؤهل المتعلم لانجاز ابداعات جادة ، وطرائق متعددة لتحفيز هذه الحالة ، او لحل المشكلات المطروحة بطرائق مختلفة والتي تبدو احيانا غير منطقية Giancarlo & Facione, 1998 :p25) ) وتقوم الدافعية العقلية على افتراض اساسي هو ان جميع الافراد لديهم القدرة على التفكير الابداعي والقابلية على الاستثارة لذلك لابد من تحفيز القدرات العقلية داخل الانسان حتى يستخدمها ( مرعي ونوفل ، 2008،ص 257). 

     ومن أهم النظريات التي فسرت الدافعية العقلية بالإضافة إلى نظرية دي بونو نظرية تقرير الذات لديسي وريان (1985 (Deci & Ryan, وتفرض هذه النظرية أن الطلبة يميلون بصورة فطرية للرغبة في الاعتقاد بأنهم يشتركون في أنشطة بناء على أرادتهم الخارجية، وهذا ما يشعرهم بالفعالية والكفاية لأداء مهمة ما، ويفرق اصحاب هذه النظرية بين المواقف ذات مصدر الضبط الداخلي و والضبط الخارجي، حيث يكون الأفراد أكثر حبا لأن يندفعوا داخليا للاشتراك في نشاط وتفترض هذه النظرية أن الافراد مدفوعين بصورة طبيعية لتنمية ذكائهم وكفايتهم وهم يستمتعون بإنجازاتهم، وبالانخراط في الانشطة التي تظهر قدراتهم المعرفية ومهاراتهم في الأداء، وتزودهم الامكانيات التي تسمح لهم أن يطوروا كفايتهم وفعاليتهم، فالشعور بالفعالية والكفاية الذي يسببه النجاح ويعزز جهدهم بالإتقان يرفع مستوى الدافعية الداخلية لأداء مهام أخرى مشابهة، والشعور بعدم الكفاية يضعف الدافعية الداخلية وبالتالي يضعف جهدهم في الاتقان لأداء مهمة ما ( العلوان والعطيات ،2010،ص 682-689) .

    ويؤكد دي بونو (De Bono,2007) ان الدافعية العقلية حالة تؤهل صاحبها لإنجاز ابداعات جادة وثمة طرق متعددة لتحفيز هذه الحالة التي تدفع صاحبها لعمل الاشياء, أو لحل المشكلات المطروحة بطرق مختلفة التي تبدو أحيانا غير منطقية, إذ أن الطرق التقليدية لحل المشكلات ليست الوحيدة لحلها, ويقابل الدافعية الإبداعية الجمود العقلي, ويؤكد كذلك أن الدافعية العقلية تجعل من المتعلمين مهتمين بالأعمال التي يقومون بها, ويعطي أملا بإيجاد أفكار جديدة قيمة هادفة , وتجعل الحياة ممتعة واكثر مرحا (De Bono,2007:p98) .

  • أبعاد الدافعية العقلية :تتكون الدافعية العقلية من اربع أبعاد رئيسية هي :
  • –        التركيز العقلي ( Mental Focus)

     يتصف المتعلم الذي يتميز بالقدرة على التركيز العقلي بأنه شخص مثابر ، ومركز  ، ومنظم في عملة  ، ونظامي ومنهجي ، وأن شعور المتعلم بالمنهجية يجعله ينجز الأعمال في الوقت المحدد ، ويركز على المهمة التي ينشغل بها  . إذ ان الصورة الذهنية عنده واضحة ، وخلال الاندماج في نشاط ذهني ما فإن تركيزه ينصب على موضوع النشاط ويشعر بالراحة تجاه عملية حل المشكلات)مرعي ونوفل،2008 : 263) .

  • –         التوجه نحو التعلم (Learning Orientation )

      يشير كزن ( Cousin,2008 )بأن التوجه نحو التعلم يزود ببناء مفيد لفهم سياق التعلم الذاتي لدى الطلبة ، ويلخص الطبيعة المعقدة لأهدافهم وتوجهاتهم والغرض من دراستهم ، وان التوجه نحو التعلم يصف الفرد في الاقتراب وتحقيق التعلم بشكل مختلف عن الاخرين ، وهذه النزعة الكامنة توفر الاساس لقياس وتقييم القابلية والاستعداد للتعلم ( Cousin,2008,p187)) ويتمثل هذا البعد في قدرة المتعلم على توليد دافعية لزيادة قاعدة المعارف لدية ، حيث يثمن التعلم من اجل المعرفة باعتباره وسيلة لتحقيق السيطرة على المهام التعليمية التي توجهه في المواقف المختلف ، نلديه اتجاه نحو الحصول على المعلومة عند حل المشكلات ، ويقدر غالبا جمع المعلومات واقامه الدليل عليها، ويقدم الاسباب لدعم موقفه ، ومن المحتمل ان يكون مندمجا بشكل فاعل في المدرسة (مرعي ونوفل ، 2008،ص 264) .

  •  حل المشكلات ابداعيا Creative Problems Solving ))

     يتمثل هذا البعد نزعة المتعلمين نحو الاقتراب من حل المشكلات بأفكار وحلول خلاقة وأصيلة فهم يتباهون بأنفسهم لطبيعتهم الابداعية ، ومن المحتمل أن يظهر الأبداع من خلال الرغبة في الانخراط في الانشطة التي تثير التحدي مثل الالغاز والاحاجي والالعاب وفهم الوظائف الأساسية للأشياء ، وهؤلاء المتعلمين لديهم احساس قوي بالرضا عن الذات والانخراط في أنشطة معقدة أو ذات طبيعة متحدية أكثر من المشاركة في أنشطة تبدو سهلة ولديهم طرق إبداعية في حل المشكلات ويتكون محور حل المشكلات إبداعياُ من بعدين هما : الابتكار  والبحث عن التحدي (مرعي ونوفل ، 2008،ص 264) .

  • التكامل المعرفي Cognitive Integrity :))

يمتاز هذا البعد في قدره المتعلمين على استخدام مهارات  تفكيريه محايدة  )موضوعية) إذ  يكونوا محايدين تجاه جميع الافكار وهذا ما اشار إلية إدوارد دي بونو في نظرية قبعات التفكير وهو ما اختص به تحت مسمى القبعة البيضاء ، فهم بشكل ايجابي باحثون عن الحقيقة , وهم متفتحون الذهن ، يأخذون بعين الاعتبار تعدد الخيارات البديلة ، ووجهات النظر الأخرى للأفراد الآخرين ، ويشعرون بالراحة مع المهمة التعليمية ، ويستمتعون بالتفكير من خلال التفاعل مع الاخرين في وجهات النظر المتباينة  )أبو رياش واخرون، 2009 ،ص 464).

الدراسات السابقة :

     اولا : الدراسات ذات الصلة بإستراتيجية التعلم المعكوس :

يتناول هذا الجزء من الدراسة مجموعة من الدراسات السابقة التي تناولت موضوع إستراتيجية التعليم المعكوس منها :

  • دراسة الفهيد (2014) : هدفت الدراسة  الى التعرف على “فاعلية استراتيجية الفصول المقلوبة باستخدام الأجهزة المتنقلة في تنمية الاتجاهات الصفية نحو البيئة الصفية والتحصيل الدراسي  في مقرر قواعد اللغة الانكليزية  لطالبات البرامج التحضيرية بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية  واتجاهاتهن نحو البيئية الصفية واستخدمت الباحثة المنهج التجريبي، على عينة مكونة من (42) طالبة مقسمة بشكل متساو إلى مجموعة ضابطة وأخرى تجريبية، وطبقت  أدوات الدراسة المكونة من مقياس اتجاهات الطالبات نحو البيئة الصفية، و الاختبار تحصيلي في وحدات محددة من البرنامج ، واظهرت النتايج التي توصلت إليها الباحثة الى وجود فروق ذات دلالة إحصايية بين متوسطي درجات طالبات المجموعتين التجريبية والضابطة لصالح المجموعة التجريبية، كذلك وجود علاقة ارتباطية بين اتجاهات طالبات البرنامج التحضيرية بجامعة امام محمد بن سعود إلاسلامية نحو البيئية الصفية الجامعية والتحصيل الدراسي .
  • دراسة جيرالد (2014): هدفت الدراسة الى التعرف على اثر استخدام التعلم المقلوب في  مادة الجبر في جامعة كولورادو على التحصيل العلمي للطلبة حيث تم استخدام التصميم شبه التجريبي، حيث أن المجموعة التجريبية تكونت من ( 135 ) طالب وطالبة) موزعين على خمس(  شعب تدرس الجبر باستخدام نموذج التعلم المقلوب) والمجموعة الضابطة مكونة من ( 166) طالب وطالبة موزعين على ست شعب تدرس الجبر بالطريقة التقليدية للمحاضرات والواجبات المنزلية  وقد تم تطبيق اختبار تحصيلي نهائي قبل وبعد تطبيق النموذج، ومن ثم تم تحليل البيانات ومقارنتها باستخدام الانحدار وتحليل التباين على اعتبار الجنس وطريقة التدريس كمتغيرات مستقلة، وقد أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق دالة إحصائيا في درجات طلبة المجموعتين، ولكن كانت نتيجة الطلبة في الشعب التي طبق فيها التعلم المقلوب أفضل قليلا من الطلبة في الشعب التي درست بالطريقة التقليدية، وكان المدربون في الشعب التي طبق فيها التعلم المقلوب الذين لديهم خبرة سابقة مع التعلم القائم على التحقق، والتعلم التعاوني كانت لديهم فروق دالة إحصائيا على نتائج الاختبار النهائي، وقد اتبعت النتائج بتوصيات لممارسة هذا النمط من التعلم، وإجراء المزيد من الأبحاث ( الفهيد ،2014،ص 10) .
  • دراسة الزبن  :(2015) هدفت الدراسة إلى التعرف على النموذج التصميمي المستخدم في تطبيق إستراتيجية التعلم المقلوب، واثر هذه الاستراتيجية في التحصيل الأكاديمي لطالبات كلية التربية بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، واستخدمت الباحثة التصميم شبه التجريبي وطبقته على عينة تكونت من( 77 )  طالبة من طالبات كلية التربية في تخصص(التربية الخاصة والطفولة المبكرة)، حيث قامت الباحثة بمقارنة نتائج العينة التجريبية التي طبقت عليها إستراتيجية التعلم المقلوب، بنتائج العينة الضابطة التي تم تدريسها بالطريقة التقليدية، من خلال اختبار شمل معظم مفردات الوحدة، وأظهرت النتائج فعالية التعلم المقلوب في التحصيل الأكاديمي لطالبات كلية التربية، بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وتحقيق نتائج أعلى مما قامت به الطريقة التقليدية وتوصلت الدراسة للعديد من النتائج منها: ضرورة تشجيع المعلمات على استخدام استراتيجية التعلم المقلوب وعقد دورات وورش عمل للمعلمات والطالبات للتدريب على مفهوم الاستراتيجية  قبل تطبيقه (الزين ،2015،ص12)
  • دراسة هارون والسرحان ( 2015 )هدفت الدراسة إلى الكشف عن فاعلية نموذج التعلم المقلوب في التحصيل والأداء لمهارات التعلم الإلكتروني لدى طلاب كلية التربية. تم استخدام المنهج التجريبي، وتكونت عينة الدراسة من طلاب المستوى الثالث بكلية التربية جامعة الباحة وعددها (115) طالبا، تم تقسيمها بالطريقة العشوائية إلى مجموعتين؛ مجموعة تجريبية مكونة من (55) طالبا، تم تدريسها مقرر تطبيقات التعلم الإلكتروني باستخدام نموذج التعلم المقلوب، و ضابطة مكونة من(60)  طالبا، تم تدريسها ذات المقرر بالطريقة التقليدية، تمثلت أدوات الدراسة في اختبار تحصيلي وبطاقة ملاحظة الأداء المهارات التعلم الإلكتروني أعدهما الباحث، تم تطبيق أدوات الدراسة  قبليا وبعديا على المجموعتين و تم تحليل البيانات باستخدام اختبار تحليل التباين أحادي الاتجاه، ومعادلة معيار كوهين لحجم الأثر، تمثلت نتائج الدراسة  في وجود فرق ذي دلالة إحصائية عند مستوى دلالة ( 0.05)   بين متوسط درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في التطبيق البعدي لكل من الاختبار التحصيلي وبطاقة ملاحظة أداء المهارات ، لصالح المجموعة التجريبية (هارون والسرحان ،2015،ص8) .

ثانيا : الدراسات ذات الصلة بالدافعية العقلية :

  • دراسة الفراجي (2011): هدفت الدراسة الى الكشف عن مستوى الدافعية العقلية لدى طلبة المرحلة الإعدادية. في كل مجال من مجالات الدافعية العقلية على انفراد وفق متغيرات الجنس ، الفرع الدراسي ، اضافة الى التعرف على العلاقة الارتباطية بين الدافعية العقلية والتحصيل الدراسي، لدى طلبة المرحلة الإعدادية. وللتحقق من أهداف الدراسة  الحصول على درجات تحصيل الطلبة من السجلات الرسمية بعد استعمال الخصائص الإحصائية لمقياس الدافعية العقلية طبق المقياس البالغ عدد فقراته (58) على عينة الدراسة الأساسية البالغة (400) طالب وطالبة من طلبة المرحلة الإعدادية من الذكور والإناث والفرعين العلمي والأدبي توصلت الدراسة إلى النتائج الى إن الطلبة يمتلكون دافعية عقلية بدرجة فوق المتوسط النظري للمقياس كما إن الطلبة يمتلكون دافعية عقلية بحسب كل مجال ودرجة فوق المتوسط النظري لكل مجال ولاتوجد فروق ذات دلالة إحصائية في الدافعية العقلية وفقا لمتغير كل من الجنس والفرع الدراسي ، وهناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين الدافعية العقلية والتحصيل الدراسي ( الفراجي ، 2011،ص23) .
  • دراسة عبد الرحيم (2018) هدفت الدراسة الى التعرف على تأثير كل من عادات العقل الستة عشر والدافعية العقلية بأبعادها على كفاءة التعلم الإيجابية لدى طلاب كلية التربية بسوهاج طبقت الدراسة على عينة مكونة من (260) طالب وطالبة من طلاب الفرقة الثالثة الملتحقين بكلية التربية ، قسمت بالتساوي  من التخصصات الأدبية، العلمية وتم تطبيق مقياس عادات العقل الذي إعداده الباحث والذي اعتمد في تصميمة على نموذج كوستا وكاليك (2003)، ومقياس كاليفورنيا للدافعية العقلية وباستخدام الأساليب الإحصائية التي تمثلت في معامل ارتباط بيرسون ، اختبار “ت”، تحليل التباين الثنائي، تحليل الانحدار ، أسفرت نتائج الدراسة الحالية إلى  ان هناك علاقة ارتباطية مختلفة الدلالة ما بين عادات العقل بأبعادها، والدافعية العقلية بأبعادها وكفاءة التعلم الإيجابية بأبعادها  ولا توجد فروق بين الطلاب والطالبات في كل من عادات العقل بأبعادها ، الدافعية العقلية بأبعادها ، وكفاءة التعلم الإيجابية بأبعادها  ووجود فروق بين التخصصات العلمية والأدبية في عادات العقل، الدافعية العقلية، وكفاءة التعلم الإيجابية بأبعادهم المختلفة لصالح طلاب التخصصات العلمية ، وبين الطلاب مرتفعي ومنخفضي عادات العقل في الدافعية العقلية والدرجة الكلية  كما أسفرت النتائج إلى أن الطلاب مرتفعي عادات العقل والدافعية العقلية لديهم القدرة أكبر على التركيز في المهام الموكلة إليهم من غيرهم من الطلاب ( عبد الرحيم ، 2018،ص12) .
  • دراسة ابو غزالة واخرون (2019)  هدفت الدراسة بالكشف عن العلاقة بن الدافعية العقلية والعوامل الخمسة الكبرى للشخصية وفق متغيرات الجنس والتخصص ومستوى التحصيل وتكونت عينة الدراسة من (308) طالبا وطالبة منهم (76) طالبا ، و(232) طالبة اختيرو بالطريقة المتيسرة من مختلف كليات جامعة اليرموك تم استخدام مقياس كاليفورنيا للدافعية العقلية الذي قام بتطويره مرعي ونوفل (2008) للبيئة الاردنية ، ومقياس العوامل الشخصية الذي اعده الباحثون بالاعتماد على العوامل الخمسة الشخصية الكبرى ، واشارت نتائج الدراسة الى تمتع افراد عينة الدراسة بمستوى مرتفع على المقياس الكلي للدافعية العقلية ولجميع الابعاد ، باستثناء بعد التكامل، كان متوسط الاداء متوسطا فيما كان عامل يقظة الضمير هو العامل السائد  لدى افراد العينة وعامل العصابية هو العامل الاقل انتشارا لدى الطلبة ، ولم تكشف النتائج عن وجود فروق ذات دلالة احصائية في مستوى الدافعية العقلية على المقياس الكلي تعزى لمتغير الجنس و التحصيل والتخصص اضافة الى وجود علاقة ايجابية ، بين الدافعية العقلية بجميع مجالاتها  والعوامل الخمسة للشخصية الكبرى كما كشفت ان يقظة الضمير لدى الاناث اعلى منه لدى الذكور ، بينما كان الانفتاح على الخبرة اعلى لدى الطلبة ذوي التحصيل الجيد جدا منه لدى الطلبة ذوي التحصيل المقبول (ابو غزالة واخرون ، 2019،ص8)

التعقيب على الدراسات السابقة:

    يستخلص من العرض السابق للدراسات السابقة ان دراسات المحور الاول بحثت في استراتيجية التعلم المعكوس لدى طلبة الجامعة حصرا ، حيث تمحورت الدراسات على بيان اثر هذه الاستراتيجية في تنمية الاداء والدافعية والتحصيل الدراسي، اما دراسات المحور الثاني اهتمت في البحث عن اثر الدافعية العقلية لدى الطلبة  وبيان تأثيرها على بعض المتغيرات ويلاحظ كذلك أن أغلب الدراسات التي تم استعراضها استخدمت المنهج الوصفي والتجريبي ، وتنوعت ادوات الدراسات السابقة على عدة اختبارات لتحقيق اهدافها، وقد استفادت الباحثة من مجمل الدراسات السابقة الى اختيار التصميم التجريبي المناسب واختيار حجم العينة ونوعها اضافة التحليل الاحصائي لبياناتها، ، وكذلك جانب هام من خلفية الدراسة النظرية وتختلف الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة في أنها تسلط الضوء على تاثير استراتيجية التعلم المعكوس على الدافعية العقلية والتحصيل الدراسي،للوقوف على واقع فاعلية تطبيق هذه الاستراتيجية لدى طلبة جامعة زاخو وسعيا لتطوير التعليم الإلكتروني فيها وتعميم ذلك على كافة مؤسسات التعليم العالي .

منهجية البحث:

    للتحقق من هدف البحث وفرضياته قامت الباحثة بالإجراءات الاتية :

أولاً : التصميم التجريبي: يعد التصميم التجريبي الهيكل السليم والإستراتيجية المناسبة التي تضبط البحث وتوصله إلى النتائج التي يمكن الاعتماد عليها في تحقيق هدف البحث وفرضياته. واعتمدت الباحثة التصميم التجريبي ذو المجموعات المتكافئة  والمعبر عنه وإجراءاته بالمخطط (1) . 

            مخطط (1) توزيع التصميم التجريبي

مجموعتي البحث الاختبار القبلي المتغير المستقل المتغير التابع
التجريبية  الدافعية العقلية استرتيجية التعلم المعكوس الدافعية العقلية التحصيل
الضابطة الطريقة التقليدية

 

ثانياً : مجتمع البحث وعينته : تحدد مجتمع البحث الحالي لجميع طلبة المرحلة الثانية كلية التربية  والبالغ عددهم  (167) طالبا موزعين على ثلاث كروبات للعام الدراسي (2019 – 2020)  كما تم اختيار كروب (A-B) بطريقة عشوائية قصدية كعينة للبحث ، وقد استبعدت الباحثة الطلبة الراسبين في السنة السابقة ، من مجموعتي البحث لامتلاكهم خبرة سابقة وكما هو مبين في الجدول (1).

جدول (1) يبين توزيع طلبة عينة البحث

الكروب المجموعة طريقة التدريس عدد الطلاب   قبل الاستبعاد عدد الطلاب الراسبون عدد الطلاب بعد الاستبعاد
A التجريبية استراتيجية التعلم المعكوس 52 7 45
B          

ثالثا : تهيئة مجموعتي عين

الضابطة التقليدية 54   4   50  
المجموع الكلي للطلبة 106 11 95

ة الدراسة :حرصت الباحثة على تهيئة مجموعتي البحث إحصائيا في عدد من المتغيرات التي قد تؤثر في نتائج التجربة ، وهذه المتغيرات العمر الزمني : تم حساب اعمار الطلبة بالأشهر ولغاية (1/1/2019) . درجة الاحصاء : اعتمدت درجات التحصيل على نتائج الدرجة النهائية للكورس السنة السابقة  . درجة الدافعية العقلية : طبق اختبار الدافعية العقلية  المستخدم قبليا يوم ( 2/10/2019) ، درجة الذكاء(I.Q) للتأكد من تكافؤ مجموعتي البحث في مستوى الذكاء، من خلال تطبيق اختبار المصفوفات المتتابعة القياسي(Raven G.C) والمقنن للبيئة العراقية من قبل الدباغ(1983) التي صممت لقياس القابلية العقلية وتتميز هذه المصفوفات بتزايد صعوبتها تدريجيا، وللمقارنة بين متوسطات المجموعتين لمتغيرات البحث ولمعرفة الفرق والمقارنة بين افراد مجموعتي البحث استخرجت الباحثة المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية للمجموعات كل على حدا ومن اجل التحقق احصائياً من تكافؤ افراد المجموعتين في هذه المتغيرات طبقت الباحثة اختبار (T-test) ، حيث اتضح ان المتغيرات جميعها متكافئة وان القيمة التائية المحسوبة البالغة (1.13) ،(0.62) ، (1.58)، (0.517) على التوالي هي اقل من القيمة الجدولية البالغة (99,1) عند مستوى دلالة (0.05) ودرجة حرية (93) وهذا يعني انه لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين متوسطات مجموعتي البحث  لكل متغير وبهذا تعد المجاميع متكافئة عند المتغيرات المدروسة.

رابعا : ادوات الدراسة :

      تم الاعتماد على مفردات الاحصاء الاستدلالي وهذه المفردات هي مقرر السمستر الثالث ( الفصل الاول) من العام الدراسي في المرحلة الثانية من منهاج الاحصاء التربوي حسب نظام التعليم في جامعة زاخو ، ولتحقيق هدف البحث واختبار فرضياته تطلب ذلك اداتان هما: 

1- اختبار الدافعية العقلية : لغرض الكشف عن الدافعية العقلية لدى عينة البحث اعتمدت الباحثة على أداة جاهزة اعدتها (العبيدي والعزاوي ، 2019) المطبق على طلبة الجامعة حصرا المؤلف من (48) فقرة  ايجابية موزعة على اربعة مجالات هي : التركيز العقلي (12)  فقرة , والتوجه نحو التعلم (11) فقرة , وحل المشكلات ابداعيا (12) فقرة , التكامل المعرفي (13) فقرة،, وقد تم التحقق من صدق الاداة بعرضها على مجموعة من المحكمين ذوي الخبرة والاختصاص لمعرفة رأيهم حول مدى مناسبة فقراته وصلاحيته وقد تم أجراء بعض التعديلات المقترحة من قبل المحكمين على بعض الفقرات . بذلك عدّ الاختبار صادق ظاهريا ، ولغرض التحقق من توافر خاصية الثبات تحققت الباحثة من ثبات الاختبار بعد تطبيقه على عينة استطلاعية من طلبة المرحلة الثانية (كروبC) بلغت (30) طالب وطالبة من خارج افراد عينة البحث الاصلية  واستخراج معامل الثبات باستخدام الفا-كرونباخ والتي بلغت (0.76) وهو معامل ثبات جيد يمكن الاعتماد عليه  لقياس الدافعية العقلية وبذلك عدا المقياس ثابتا وصالحا للتطبيق النهائي . أعدت الباحثة تعليمات توضح كيفية الاجابة على فقرات المقياس وذلك بوضع علامة )صح ( أمام البديل الذي يمثل أجابته على مقياس خماسي التدرج) تنطبق علي دائماً , تنطبق علي كثيرا,  تنطبق علي أحياناً , تنطبق علي نادرا،  لا تنطبق على (   فضلاً عن تحديد الزمن المستغرق في الاجابة عن فقرات المقياس التي تراوحت بين(25-35)  دقيقة وبمتوسط مقداره (30) دقيقة . وقد ترواح المدى النظري لدرجات المقياس على (240) لأعلى درجة و (48) لادنى درجة وبمتوسط فرضي قدره (144)

2. الاختبار التحصيلي :  قامت الباحثة بأعداد اختباراً لقياس تحصيل طلبة مجموعتي البحث ومراعية شمولية جميع مفردات الاحصاء الاستدلالي والاعتماد على الاغراض السلوكية لمحتوى المادة ومن ثم تصميم جدول مواصفات والذي على اساسه تم وضع الاسئلة في ضوء عدد المحاضرات المستغرقة في تدريس المقرر وحددت أوزانها لحساب النسبة المئوية لجميع المحاضرات المستغرقة لكل مفهوم على عدد الدروس الكلية  ، وتم صياغة صورة اولية لفقرات الاختبار ، حسب جدول الموصفات وبناء على ذلك تم توزيع اسئلة الاختبار على (15) سؤال من نوع الإجابة الموضوعية ( اربع بدائل لكل فقرة)، وقامت الباحثة  بأعداد أنموذجاً للإجابة بعد صياغة تعليمات الإجابة من خلال إعطاء فكرة عن الهدف من الاختبار وزمن الاختبار ولتصحيح الاختبار حددت درجة (2) للإجابة الصحيحة و (0) للإجابة الخاطئة ، بلغت حدود درجات الاختبار ككل (صفر- 30) درجة  كما تم حساب معاملات السهولة عن كل فقرة من فقرات الاختبار والتي تراوحت قيمتها بين (0.47 – 0.71( ومعاملات التمييز التي تراوحت قيمتها بين (0.30 – 0.46) وهي ضمن المدى المقبول وقامت الباحثة التحقق من صدق الاختبار بعرضه على مجموعة من المحكمين  للتأكد من صلاحية إبداء آرائهم وتوجيهاتهم تم إجراء بعض التعديلات على عدد من الفقرات واعتمدت الباحثة نسبة اتفاق (80%) فاكثر من أراء المحكمين أساساً لتقدير صلاحية الفقرات وبهذا عد الاختبار صادق ظاهرياً  وفي محتواه ايضا ، وللتاكد من ثبات الاختبار استخدمت الباحثة طريقة التجزئة النصفية على عينة الثبات نفسها ثم قسمت  فقرات المقياس الى نصفين فقرات (فردية – زوجية) وتم حساب قيمة معامل الارتباط بين نصفي المقياس باستخدام معادلة ارتباط بيرسون وذلك لمعرفة العلاقة بين درجات الافراد على الفقرات الفردية والزوجية  فبلغت قيمة معامل الارتباط بين النصفين (78%) وهو معامل ثبات جيد ويدل على إمكانية الاعتماد على الاختبار كأداة في البحث ويعد الاختبار التحصيلي صالحا للتطبيق النهائي .

خامسا : اجراءات الدراسة : اتبع البحث الاجراءات التالية : 

1. تحليل المحتوى العلمي للمقرر التعليمي : حيث تم اختيار الموضوعات المقررة للتدريس مادة  الاحصاء التربوي إذ اشتملت على مفردات الاحصاء الاستدلالي المتضمنة (مقايس النزعة المركزية ،   مقاييس التشتت ، معاملات الارتباط بأنواعه ، اختبار الفرضيات بأنواعه) .

2. صياغة الأغراض السلوكية  للمقرر التعليمي: في ضوء المحتوى العلمي تمت صياغة الأغراض السلوكية المتأمل تحقيقها واعدت الباحثة (35) غرضاً سلوكياً اعتماداً على تصنيف ميرل ، ثم عرضت على مجموعة من المحكمين والمختصين في مجال التربية وطرائق تدريس لمعرفة آرائهم في صحة صياغة الغرض السلوكي وصلاحية المستوى المعرفي له واعتمدت الباحثة على نسبة اتفاق 80% فأكثر بين المحكمين معياراً لصلاحية الغرض وملائمته ، وفي ضوء آرائهم تم حذف وتعديل عدد منها فاستقرت في صورتها النهائية (32) غرضاً سلوكياً  بواقع (9) تذكر ،(13) تطبيق، (10) اكتشاف ، وفي ضوئها تم إعداد الخطط التدريسية اليومية .

3. تحديد عينة الدراسة بتقسيم الطلبة الى مجموعتين كروب (A) المجموعة التجريبة و كروب (B) المجموعة الضابطة  .

  •  اعداد الخطط التدريسية ضمن خطوات استراتيجية التعلم المعكوس : تم تنفيذها بالخطوات التالية :

–  تحديد اسم وعنوان المحاضرة المراد البحث به . لكل محاضرة منفصلة عن الاخرى .

– تصميم مقاطع فيديو وحفظها على شكل روابط : تتضمن توضيح للمادة العلمية المتعلقة بعنوان المحاضرة باستخدام الفيدوهات التعليمية تكون مُسجلًا بالصوت والصورة  ومدته بين(5 -10) دقيقة  ، للمشاهدة مسبقا من قبل الطلبة اضافة الى الانشطة الصفية المعدة للمناقشة داخل المحاضرة .

– رفع مقطع الفيديو على مواقع(Moodel) او(EdModo) المستخدم ضمن نظام الجامعة لطلبة الفعلي أو إعطائه للطلاب على إسطوانة مضغوطة أو قرص مدمج من قبل الباحثة كونها استاذة المادة من أجل أن يطلعوا على الفيديو في المنزل في أي وقت لطلبة المجموعة التجريبية  ومن خلال هذا الفيديو ؛ يحصل الطلبة على شرح المفاهيم المقررة للمادة العلمية ، وفي الحصة التالية يقومون بأداء بعض الأنشطة والتدريبات المتعلقة بما توصلوا اليه من استيعاب لمفاهيم. ومعاني مُسبقًا ، مع إعداد المشاريع المختلفة في ضوء ما فهمه كل طالب حول الموضوع .

–  يقوم التدريسي بتقييم كل طالب والتعرف على مدى استيعابه للمعلومات التي بحث عنها وتمكن الطلبة أيضًا من الوصول إلى مفاهيم اساسية صحيحة حول المادة العلمية  .

سادسا: التطبيق الميداني : بعد الانتهاء من اعداد الفيديوهات والأنشطة الخاصة بالمادة العلمية وفق استراتيجية التعلم المعكوس من قبل الباحثة كونها تدريسية للمادة ، تم تحديد فترة (10) اسابيع ، بواقع (2) ساعة يوميا ، وتم تطبيق التجربة على المجموعة التجريبية وعلى مرحلتين :

  • المرحلة الاولى: خارج الجامعة ، بحكم اعتماد جامعة زاخو لبرامج المنصات التعليمية (Moodel) و(EdModo) منذ اكثر من ثلاث اعوام فجميع الطلبة لهم دراية باستخدامه على اجهزتهم النقالة او جهاز الحاسوب الخاص بهم ، لذلك تم تنبيه الطلبة على متابعة المنصات التعليمية الخاصة بموقع الجامعة وكل طالب حسب ايميل خاص به لمتابعة الفيديوهات الخاصة بكل محاضرة .
  • المرحلة الثانية : داخل القاعة الدراسية (المحاضرة): تم تقسيم الطلبة الى مجموعات تعاونية تارة وكنشاط فردى تارة اخرى للمناقشة حول ما شاهدوه من الفيديوهات المعروضة على المنصة التعليمية عن المادة المراد شرحها ، لتنظيم شرح موضوع الفيديو ، وحل الانشطة الصفية والتدريبات المرفقة مع ألفيديو وتصحيح الاخطاء وتقديم تغذية راجعة .

مخطط (2) توضيح خطوات تدريس مجموعتي البحث

خطوات الدرس للمجموعة التجريبية (التعليم المعكوس) للمجموعة الضابطة ( التعليم التقليدي)
الاهداف السلــــــــــوكية تحدد الاهداف السلوكية لكل محاضرة تحدد الاهداف السلوكية لكل محاضرة
الوسائل والادوات المستخدمة – جهاز حاسوب متصل بالإنترنت أو هاتف ذكي، او جهاز لوحي مزود بتطبيق فيسبوك لمتابعة الفيديو التعليمي عبر المجموعة قبل الحصة  – جهاز العرض  – لوحة  الكتابة – أقلام ملونة . جهاز العرض  – Data Show-لوحة الكتابة –أقلام ملونة   
عرض الـــــــــــــــدرس يشاهد الطلبة الفيديو التعليمي  بالمنزل أو بمكتبة الجامعة قبل موعد المحاضرة على موقع  (Moodel) او(EdModo)  ويسجلوا ملاحظاتهم وأسئلتهم حول ما شاهدوه.في بداية وقت المحاضرة يتم مناقشة الطلبة ومراجعتهم حول ما شاهدوه والإجابة عن تساؤلاتهم  بعد ذلك يتم توزيع الطلبة إلى مجموعات تعاونية وتوزع عليهم امثلة ليقوموا بحلها، اعطاء الطلبة وقت ليتناقشوا بحل الأسئلة وأثناء ذلك أقوم بمتابعة عملهم وارشادهم وتوجيههم كل مجموعة تتوصل إلى حل ويخرج من كل مجموعة طالب  باجابتهم ويتم مقارنة الحلول والاتفاق على الحل الصحيح بالمناقشة والحوار. في بداية المحاضرة يتم عرض الموضوع على الطلبة داخل القاعة الدراسية من خلال عرضها على  جهاز العرض ( Data Show) وتتم المناقشة بين الطلبة و مدرسة المادة ثم يتم حل مجموعة من الامثلة على الوحة الكتابة (السبورة) .
التــــــــــــــــقويم تقديم مجموعة اسئلة  لحلها في المحاضرة التي تليها تقديم مجموعة اسئلة  لحلها في المحاضرة التي تليها

هذا وقد تم تطبيق التعليم المعكوس والطريقة اللتقليدية على للمادة المقررة على المجموعتي البحث من قبل الباحثة .

سابعا: تطبيق مقياس الدافعية العقلية الاختبار التحصيلي : بعد الانتهاء من تدريس المقرر لمادة الاحصاء التربوي (الاحصاء الاستدلالي) تم تطبيق مقياس الدافعية العقلية والاختبار التحصيلي بعديا خلال يومين متتاليين على طلبة المجموعتين في تاريخ  3-4/1/2020 إذ قامت الباحثة بتوضيح تعليمات الخاصة بالمقياس والاختبار وكيفية الإجابة ، وتوجيه الطلبة بعدم ترك أية فقرة دون إجابة .

ثامنا: الوسائل الإحصائية

استخدمت الباحثة  عدد من الوسائل الإحصائية في معالجة بيانات منها ( المتوسطات الحسابية ، الانحرافات المعيارية ، معامل السهولة، معادلة التميز،  معادلة الفا-كرونباخ ، معامل ارتباط بيرسون ، الاختبار t-test ، مربع ايتا ) . وقد تمت الاستعانة بالحقيقة الإحصائية SPSS .

نتائج البحث:

اولا: عرض نتائج البحث : بعد الانتهاء من تطبيق استراتيجية التعلم المعكوس تم تطبيق مقياس الدافعية العقلية والاختبار التحصيلي ، على مجموعتي البحث وتحليل بياناتها إحصائياً ، وفيما يأتي عرضاً للنتائج البحث تبعاً لفرضياته .

  •   النتائج المتعلقة بالفرضية ألأولى : لا يوجد فرق دال احصائيا عند مستوى دلالة (0,05) بين متوسطات درجات طلبة المجموعة التجريبية التي تخضع لإستراتيجية التعلم المعكوس والضابطة التي تخضع للطريقة التقليدية على مقياس الدافعية العقلية .

و لتحقق من هذه الفرضية استخرجت الباحثة المتوسط الحسابي و الانحراف المعياري لإفراد عينة البحث حسب متغير الدافعية العقلية  ككل ولكل بعد من ابعاده الاربعة ، ثم طبق اختبار(t-test) وأدرجت البيانات وكما في الجدول (3)

جدول (3)

المتوسط الحسابي والانحراف المعياري والقيمة التائية لمجموعتي البحث حسب متغير الدافعية العقلية ككل

المجموعات العدد المتوسط الحسابي الأنحراف المعياري القيمة التائية المحسوبة القيمة التائية الجدولية الدلالة
التجريبية 45 201.044 21.788 13.919 1.99 دالة احصائيا
الضابطة 50 140.920 20.136

جدول (4)

المتوسط الحسابي والانحراف المعياري والقيمة التائية لمجموعتي البحث حسب متغير الدافعية العقلية لكل بعد من ابعاده

البعد المجموعة المتوسط الحسابي الانحراف المعياري القيمة التائية المحسوبة
التركيز  العقلي التجريبية 75.42 8.07 1.769
الضابطة 74.51 9.21
التوجه نحو التعلم التجريبية 52.49 7.93 1.246
الضابطة 50.11 7.04
التكامل المعرفي التجريبية 30.90 6.65 0.356
الضابطة 30.63 5.98
الحل الابداعي للمشكلات التجريبية 26.85 8.70 0.192
الضابطة 26.65 7.01

    يبين الجدولين (3و4) ان القيمة االتائية المحسوبة  الكلية  لمقياس الدافعية العقلية قد بلغت (13.919) و هي أكبر من القيمة التائية الجدولية البالغة (1.99) كما ان القيم التائية لكل بعد من ابعاد المقياس كانت اقل من القيمة الجدولية ايضا و هذا يعني وجود فرق ذو دلالة احصائية بين متوسط درجات مجموعتي البحث التجريبية  التي خضعت لإستراتيجية التعلم المعكوس والضابطة التي خضعت للطريقة التقليدية ولصالح المجموعة التجريبية في متغير الدافعية العقلية بجميع ابعاده ، وبذلك ترفض الفرضية الصفرية الرئيسة وتقبل بديلتها .

كما تحققت الباحثة من حجم التأثير للمتغير المستقل(التعلم المعكوس) في المتغير التابع(الدافعية العقلية) لدى افراد مجموعتي البحث، وذلك بتطبيق معادلة مربع إيتا(h2)(Kiess,1998.p.446) وأدرجت البيانات والنتيجة في الجدول(5).

جدول (5)

قيمة إيتا (h2)وقيمة (d)المقابلة لها ومقدار حجم التأثير لإستراتيجية التعلم المعكوس والدافعية العقلية

عند أفراد مجموعتي البحث

المتغير المستقل المتغير التابع القيمة التائية المحسوبة قيمة (h2) قيمة(d) مقدار حجم الأثر
استراتيجية التعلم المعكوس   الدافعية العقلية 13.919 0.61 2.00 كبير

إذ يبين الجدول(5) أن قيمة حجم الأثر بلغ(2.00) ويدل على حجم تأثير كبير مقارنةً بالقيم المعيارية (صغير، متوسط، كبير) (0.01 ،0.06 ، 0.14) المحددة لها والتي تشير إلى حجم الأثر الكبير.

  •  النتائج المتعلقة بالفرضية  الثانية : لا يوجد فرق دال احصائيا عند مستوى دلالة (0,05) بين متوسطات درجات طلبة المجموعة التجريبية التي تخضع لإستراتيجية التعلم المعكوس والضابطة التي تخضع للطريقة التقليدية على مقياس اختبار التحصيل  لمادة الاحصاء التربوي .

   ولتحقق من هذه الفرضية استخرجت الباحثة المتوسط الحسابي و الانحراف المعياري لافراد عينة البحث حسب متغير التحصيل ، ثم طبق اختبار(t-test) وأدرجت البيانات وكما في الجدول (6)

جدول (6)

المتوسط الحسابي والانحراف المعياري والقيمة التائية لمجموعتي البحث حسب متغير التحصيل

المجموعات العدد المتوسط الحسابي الأنحراف المعياري القيمة التائية المحسوبة القيمة التائية الجدولية الدلالة
التجريبية 45 25.644 3.113 17.475 1.99 دالة احصائيا
الضابطة 50 14.600 3.030

    يبين الجدول (6) ان القيمة االتائية المحسوبة بلغت (17.485) و هي أكبر من القيمة التائية الجدولية البالغة (1.99) و هذا يعني وجود فرق ذو دلالة احصائية بين متوسط درجات مجموعتي البحث التجريبية التي خضعت لإستراتيجية التعلم المعكوس والضابطة التي خضعت للطريقة التقليدية ولصالح المجموعة التجريبية في متغير التحصيل ، وبذلك ترفض الفرضية الصفرية الرئيسة وتقبل بديلتها .

   كما تحققت الباحثة من حجم التأثير للمتغير المستقل(التعلم المعكوس) في المتغير التابع(التحصيل ) لدى افراد مجموعتي البحث، وذلك بتطبيق معادلة مربع إيتا(h2)(Kiess,1998.p.446) وأدرجت البيانات والنتيجة في الجدول(7).

جدول (7)

قيمة إيتا (h2)وقيمة (d)المقابلة لها ومقدار حجم التأثير لاستراتيجية التعلم المعكوس والتحصيل عند أفراد مجموعتي البحث

المتغير المستقل المتغير التابع القيمة التائية المحسوبة قيمة (h2) قيمة(d) مقدار حجم الأثر
استراتيجية التعلم المعكوس   التحصيل 71.485 0.7 2.78 متوسط

إذ يبين الجدول (7) أن قيمة حجم الأثر بلغ(2.78) ويدل على حجم تأثير كبير مقارنةً بالقيم المعيارية (صغير، متوسط، كبير) (0.01 ،0.06 ، 0.14) المحددة لها والتي تشير إلى حجم الأثر الكبير.

ثانيا: تفسير النتائج :

النتائج المتعلقة بالفرضية الاولى : أظهرت النتائج وجود أثر واضح لإستراتيجية التعلم المعكوس على الدافعية العقلية لدى طلبة كلية التربية ،  وترجح  الباحثة السبب في ذلك إلى :

  •   فاعلية استراتيجية التعلم المعكوس على الدافعية العقلية لدى طلبة الجامعة الذي يعتبر نمط من انماط التعلم المدمج الذي يتم تفعيل استخدام التكنولوجيا في تدريس مادة الاحصاء التربوي بطريقة تمكن الطلبة من تلقي المعرفة واستيعاب المفاهيم الاحصائية باساليب تعليمية ومن مصادر مختلفة ، له اثر ايجابي على زيادة دافعية العقلية للطلبة في المشاركة الفعالة في المحاضرة  .
  • ·          زيادة ثقته الطلبة بانفسهم على ماتوصلو اليه من معلومات في  مفردات الاحصاء الاستدلالي ولما تتضمنه من عرض فعال للمادة والتواصل المستمر بين الطلبة استاذة المادة والطلبة مع بعضهم من خلال عرض الفيدوهات التعليمية التي ساهمت بتسجيل الكثير من التساؤلات والملاحظات  حول المادة التي شاهدوها الامر الذي جعلهم نشطين في تعلمهم ، وهذا يعني ان الطلبة يحرصون على الاداء المميز نظرا لعامل التنافس، فابعاد الدافعية العقلية تتميز بالتركيز على مهارات وانشطة عقلية تتسم بالحيوية والفاعلية والنشاط الذهني والتي تؤثر في التعليم الجامعي وتتاثر به .
  • ·           اضفاء جو المتعة والارتياح لدى الطلبة  اثناء عرض الفيدويوهات على المنصة التعليمية ، ادى ذلك على حرصهم على تطبيق النشاطات والتدريبات .

النتائج المتعلقة بالفرضية الثانية: أظهرت النتائج وجود أثر واضح للإستراتيجية التعلم المعكوس على التحصيل الدراسي لدى طلبة كلية التربية ، وترجح  الباحثة السبب في ذلك إلى :

  •    التعلم المعكوس كان له الاثر ايجابي على بقاء اثر التعلم وعلى رفع مستوى التحصيل الدراسي للطلبة وإكسابهم معارف ومعلومات متكاملة لكل القوانين المرتبطة بالاحصاء الاستدلالي حيث كان للأنشطة التي مارسوها والتطبيقات داخل القاعة الدراسة مكملة للفيديوهات التي كانت متاحة لهم بالمنزل والتي من الممكن الرجوع اليها باي وقت .
  • ·     ان مشاهدة الفيديوهات التعليمية في المنزل ساهم في جعل استاذة المادة تركز في القاعة الدراسية على الطلبة الذين يحتاجون الى وقت اكثر للتعلم توجيههم نحو تحسين ادائهم ،
  • ·     ان الجو التعاوني داخل القاعة الدراسية عمل على جذب انتباه الطلبة وتشويقهم وجعلهم يمرون بخبرات تمكنهم من رفع مستوى تحصيلهم لانجازهم المهام وأنشطة وتدريبات خاصة بكل مفهوم احصائي  مما عزز مهارات التعلم الذاتي وبناء الخبرات ومهارات التواصل والتعاون بين الطلبة واستاذة المادة .

ثانيا: الاستنتاجات : في ضوء نتائج البحث استنتجت الباحثة الاتي:

  1. استخدام استراتيجية التعلم المعكوس في تدريس مفردات الاحصاء التربوي  ادى الى زيادة التركيز على المفاهيم الاحصائية الاستدلالية  من خلال تحفيز دافعية الطلبة العقلية على التشويق والاثارة  .
  2. جعلت استراتيجية التعلم المعكوس من الطلبة محورا للعملية التعليمية من خلال قيامهم بالأنشطة التي يشاهدونها على المنصات التعليمة، والعمل التعاوني ، مما أدى الى شعورهم بالنجاح  فضلاً عن شعورهم بسهولة تطبيق القوانين الاحصائية.

ثالثا: التوصيات :

  1. تدريب اساتذة الجامعات على توظيف استخدام استراتيجية التعلم المعكوس بفاعلية ضمن تخطيطهم الدراسي .
  2. القيام بتطوير شامل لكافة جوانب العملية التعليمية والابتعاد عن الاساليب التقليدية والسعي نحو الابداع والابتكار ضمن التعلم الالكتروني والتعلم المعكوس لتفعيل دور الطالب في الممارسات التعليمية واكتساب المعرفة .
  3. امكانية استخدام هذه الاستراتيجية في مقررات تعليمية مختلفة ولكافة المراحل الدراسية بشرط توافر نظام ومنصات تعليمية فعالة .
  4. تضمين برامج تدريبية لمعلمي التعليم الاساسي على استخدام التقنيات الحديثة في التدريس .
  5. الاستفادة من مميزات المنصات التعليمية ودمجها في مجال التعليم بشكل فعال .

رابعا: المقترحات

استكمالا للبحث الحالي تقترح الباحثة اجراء البحوث المستقبلية الاتية :

  1. اثر استراتيجية التعلم المعكوس في اساليب التعلم وقلق الاختبار لدى طلبة المرحلة الجامعية .
  2. نموذج مقترح لتوظيف ادوات التعلم المعكوس في تعزيز مهارات حل المشكلات لدى طلبة الجامعة
  3. العوامل التي تؤثر في الدافعية العقلية والتحصيل على مراحل التعليم الاساسي.

المصادر العربية :

  1. ابراهيم، مجدي عزيز(2009) . معجم مصطلحات ومفاهيم التعلم والتعليم ، عالم الكتب.
  2. أبو رياش، حسين محمد وشريف ،سليم محمد وصافي ، عبد الحكيم (2009) . أصول استراتيجيات التعلم والتعليم ،النظرية والتطبيق ( ط.. 1)، دار الثقافة للنشر والتوزيع .  
  3. ابو غزالة ، معاوية محمود والربيع ،فيصل خليل والشواشرة ، عمر مصطفى (2019) . العلاقة بن الدافعية العقلية والعوامل الخمسة الكبرى للشخصية ، مجلة العلوم التربوية والنفسية ، العدد 3 المجلد 20 ، جامعة البحرين مركز النشر العلمي .
  4. أبو فايد، احمد حسين  (2017). فاعلية برنامج مقترح قائم على الفصول المقلوبة لتنمية التحصيل في مساق تدريس مبادئ الرياضيات والاتجاهات نحو الفصول المقلوبة لدى طلبة التعليم الأساسي ، تصور مقترح]رسالة ماجستير غير منشورة]. جامعة الازهر .
  5. الفراجي ، سمية صبار العليوي ،(2011) . الدافعية العقلية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي لدى طلبة المرحلة الاعدادية، تصور مقترح [رسالة ماجستير غير منشورة ] جامعة ابن الهيثم.
  6. البابطين ، خالد أحمد ( 2008 ). توظيف التقنية في التدريس، مكتبة دار القلم.
  7. الحسناوي، موفق عبد العزيز (2018). أثر استخدام التعليم الإلكتروني المقلوب في تنمية التفكير العلمي والدافعية للطلبة. المجلة الدولية للعلوم  التربوية والنفسية ، المؤسسة العربية للبحث العلمي والتنمية البشرية،) العدد 18( .
  8. الجابر، عبد الحميد  (2009 .(اساليب التفكير ونظرياته ، دار الميسرة للنشر والتوزيع .
  9. حموك ، وليد سالم وعلي قيس محمد (2013) ، قياس الدافعية العقلية لدى طلة جامعة الموصل  ، جامعة الموصل .
  10. الدخيل , عبدالعزيز بن عبدالله (2006). معجم مصطلحات الخدمة الاجتماعية والعلوم الاجتماعية, (الطبعة1 ) , دار المناهج للنشر والتوزيع .
  11. الزين، حنان بنت أسعد هاشم (2015). أثر استخدام استراتيجية التعلم المقلوب في التحصيل الأكاديمي لطالبات كلية التربية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن  المجلة التربوية الدولية المتخصصة،  دار سمات للدراسات والأبحاث.   
  12. الشرمان، عاطف (2015). التعلم المدمج والتعلم المعكوس، دار المسيرة للنشر  والتوزيع والطباعة.     
  13. السلخي، محمود جمال(2013). التحصيل الدراسي ونمذجة العوامل المؤثرة به(الطبعة 1) دار الرضوان للنشر .
  14. الفهيد، مي ( 2014). فاعلية استراتيجية الفصول المقلوبة باستخدام األجهزة المتنقلة في‌تنمية  اَّلاتجاهات للبيئة الصفية والتحصيل الدراسي في مقرر قواعد اللغة اَّلانجليزية لطالبات‌البرامج التحضيرية بجامعة اَّلمام محمد بن سعود اَّلسَلمية ،رتصور مقترح[رسالة ماجستير غير منشورة ] جامعة اَّلمام محمد بن سعود اَّلسَلمية.
  15. عبد الرحيم ،طارق نور الدين ( 2018) . عادات العقل، الدافعية العقلية، التخصص الدراسي والجنس كمتغريات تنبؤيه لكفاءة التعلم اإلايجابية لدى طالب جامعة سوهاج، المجلة التربوية ـ (العدد 52 ) جامعة سوهاج ـ 
  16. عماد ، أيمن علي ( 2004) . دراسات في التعليم ، مكتبة مصر العامة .
  17. العلوان، أحمد والعطيات خالد) 2010 ). العلاقة  بين الدافعية الداخلية الأكاديمية والتحصيل الألأكاديمي لدى عينة من طلبة الصف العاشر في مدينة معان في الاردن. مجلة الجامعة الإسلامية ، سلسلة الدراسات الانسانية . 
  18. محمد، طارق عبد الرؤوف) 2015(. قراءات في التعلم النشط، دار البازوري للطباعة والنشر.
  19. متولي، علاء الدين سعد (2015). توظيف إستراتيجية الفصل المقلوب في عمليتي التعليم والتعلم. المؤتمر العلمي السنوي الخامس عشر للجمعية المصرية لتربويات الرياضيات ،تعليم وتعلم الرياضيات وتنمية مهارات القرن الحادي.
  20. مرعي، توفيق ونوفل، محمد ) 2008  .( الصورة  الأردنية الأولية لمقياس كاليفورنيا للدافعية العقلية )دراسة ميدانية على طلبة  كلية العلوم التربوية الجامعية الأونروا) مجلة جامعة دمشق) العدد 2 ).
  21. قطامي، يوسف وعدس، عبدالرحمن (. (2001 علم النفس العام، دار الفكر للطباعة والنشر .
  22. هارون، الطيب أحمد حسن، وسرحان، محمد عمر موسى(2015)، فاعلية نموذج التعلم المقلوب في التحصيل والأداء لمهارات التعلم الإلكتروني لدى طلاب البكالوريوس بكلية التربية. المؤتمر الدولي الأول: التربية آفاق مستقبلية: جامعة الباحة  (المجلد2 ).
  23. يونس ،محمد محمد (2007). إستراتيجيات تعليمية معاصرة ، مكتبة دار الحكمة.

المصادر الاجنبية :

  • Alderman.M.Kay(2007) .Motivation for Achievement: possibilities for Teaching and Learning, the 2nd Edition. 
  • Bergman, J., & Sams, A (2012). Flipp your classroom: reach every student in every class every day. Washington, DC: ISTE.
  • Bishop J. L, Verleger M.A (2013). The Flipped Classroom: A Survey of the Research, ATLANTA, 120th ASEE Annual Conference & Exposition, June 23-26, paper ID: 6219, Pp.1-18.
  • Marlow, care a. (2012). The effect of the flipped classroom on student achievement and stress. Unpublished m.a. thesis, education faculty, Montana state university, Bozeman, Montana.
  • De Bono (2007). Lateral thinking tools for serious creativity, retrieved August 15, 2002, from:http://www.newiq.com/ service/ wbrochure/-lateralthinking.htm.
  • – Giancarlo, C. A. F. & Facione, P. A. (1998). The California Measure of Mental Motivation, retrieved 11, 2002, from: http://www.insightessment.com.
  • Marshall, H. (2013). Three reasons to flip your classroom. Retrieved fromhttps://www.slideshare.net/lainemarsh/3-reasons to-flip-TESOL. 
  • Newby, j. et al. (2000).Educational Technology For Teaching and Learning (2nd ed.) New Jersey Prentice-Hall. Inc.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *