م. م نور كاطع عباس

جامعة البصرة/ مركز الارشاد التربوي والرعاية النفسية

 noor.k.abbas@uobasrah.edu.iq

 009647718041054

الملخص:

هدف البحث الحالي الى التعرف على مستوى المرونة النفسية وعلاقتها بالضغوط المهنية لدى معلمي معهد الامل للصم والبكم في محافظة البصرة للعام الدراسي (2020- 2021) وتكونت عينة البحث من (14) معلم ومعلمة, وقد اعتمدت الباحثة في قياس المرونة النفسية على مقياس  كونر وديفدسون لعام (2003) والتي قام بتحويلها الى الصورة العربية وملائمتها للبيئة القللي (2016) والذي تضمنت على 23 فقرة تناولت اربعة عوامل للمرونة النفسية, بينما اعتمدت في قياس الضغوط المهنية على مقياس خيرة ومنصوري لعام (2016) والذي تكون من (28) فقرة موزعة على (7) ابعاد, وبعد التأكد من صدق وثبات المقياسين توصلت نتائج البحث الى امتلاك عينة البحث مستوى عالي من المرونة النفسية ومستوى منخفض من الضغوط المهنية بينما اظهرت النتائج الى وجود علاقة ارتباطية بين المتغيرين.

 

الكلمات المفتاحية: المرونة النفسية, الضغوط المهنية, معلمي الصم والبكم, معهد الامل.

 

level Recognition of the Psychological resilience and relationship with professional stress  for Deaf and

Dumb teachers in the AL-Amal Institute

Noor Kata Abbas

University Of Basrah /  Department of Counseling and Educational Psychology

Abstract

     The present research aims at taking notice of the level of the Psychological resilience and relationship with professional str s  Deaf and Dumb teachers in the AL-Amal Institute in Basra for the academic year (2020-2021)  The research sample also consisted of (14) Teachers, and the researcher to Measure the Psychological resilience applied scale for Connor & Davidson )2003) Translations of Arabic (alqalaly, 2016), It consists of 23 paragraphs that dealt with four factors for the Psychological resilience, While the researcher depends on measuring professional stress on the Khaira and Mansouri (2016) scale, which consisted of (28) paragraphs distributed on (7) dimensions and the research conclusion reached at the following result the most important was the sample has a large amount of Psychological resilience, low level of professional Stress, While there was an inverse correlation between the two variables.

Keywords: Psychological resilience, professional Stress, Deaf and Dumb teachers, AL-Amal Institute

 

الفصل الاول

مشكلة البحث:

يلعب المعلم دور مهم وبارز في تنمية الطلاب، حيث يعتبر المعلم القدوة التي تؤثر وتشجع جميع الاطفال سواء العاديين ام غير العاديين، فألى اي مدى يمكن ان تتخيل دوره لو كان يتعامل مع اطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ؛ والذين يواجهون صعوبات واحتياجات متنوعة وخاصة مقارنةً بالأطفال العاديين، لذلك فإن معلم التربية الخاصة يكون صاحب دور مختلف ولابد أن تتوفر فيه صفات إضافية تفوق صفات معلم الاطفال العاديين. حيث يتمثل دور معلم التربية الخاصة في ايصال الفرد الى مرحلة تمكنه من احداث توافق وتعايش مع مجتمعه بأقل قدر ممكن من الصعوبة واستثمار قدراته الى اقصى حد, ولذلك يجب أن يكون مدرس التربية الخاصة ذو تأهيل عالي وحاصل على درجة متقدمة, وتتوفر لديه امكانيات خاصة من قدرات وسمات شخصية تساعده في تحقيق ذلك الهدف, من هذه القدرات او السمات هي قدرة التمتع بالمرونة النفسية (Psychological resilience). والتي يمكن ان نصفها بأنها تكوين استجابة تتصف بالثبات والهدوء والتوازن يفتعلها الفرد عند التعامل مع مواقف معينة تمكنه من احداث تكيف ايجابي معها وبالتالي تصبح جزء من شخصيته. ولم يقف دور المرونة النفسية الى هذا الحد بل تعداه الى القدرة على احداث صحة نفسية كبيرة من خلال الشعور بالرضا عن الذات وعن المجتمع من حوله الناشئ من قدرته على التوافق ,وكذلك تظهر طريقة تعبيره عن التفكير بسلوك متوافق .

كما يحتاج المعلم الذي يعمل في هذا المجال ايضاً ولكي يحقق الهدف المنشود فضلاً عن العبء الملقى على عاتقه في ضل الظروف التي تعيشها البلاد ان تتوفر له امكانيات مادية ومعنوية تساعده على خلق بيئة جيدة للعمل خالية من الضغوط المهنية (professional Stress) والتي بدورها قد تعيق تقدمه أذ تعتبر البيئة التربوية واحدة من العوامل الرئيسية التي تساعد على نجاح عملية التعلم لأنها تلامس الجانب النفسي للمعلم وتمكنه من اداء دوره وايصال رسالته بأفضل طريقة ممكنه والتي تتمثل بمساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل كبير ومن منطلق طبيعة عمل معلمي التربية الخاصة ومن خلال ذلك يمكن ان نحدد مشكلة البحث في السؤال التالي وهو:

(ما هي العلاقة بين المرونة النفسية والضغوط المهنية لدى معلمي الصم والبكم في محافظة البصرة؟).

اهمية البحث:

تأتي أهمية البحث الحالي كونه من البحوث التي تسلط الضوء على موضوعاً من المواضيع المهمـة في حياة المعلم وسيرته المهنية بشكل عام ومعلم التربية الخاصة بشكل خاص؛ فالمعلم العامل الهام الحاسم في مدى فاعلية عملية التدريس وعلى الرغم من كل المستحدثات الجديدة التي زخر بها الفكر التربوي والتكنولوجيا المتقدمة من مبتكرات تستهدف بشكل رئيسي العملية التعليمية الا ان المعلم لا يزال وسيبقى العامل الحاسم الاساسي في هذا المجال بكونه المنظم للخبرات والذي يقوم بإدارتها وتنفيذها في اتجاه الاهداف الموضوعة ولم يعد دور المعلم مقتصر على نقل المعلومات والمعرفة بل اصبح موجه ومرشد والمسير لإكساب المتعلم الخبرات والمهارات والعادات وتنمية الميول والاتجاهات والقيم التي تعمل على تغيير السلوك الى الافضل وتعمل على بناء شخصيته بالشكل السوي المتكامل (العاجز, 2007, ص1).

وتجدر الاشارة الى ان تطور الشعوب يعتمد بشكل كبير واساسي على تطور مستوى التعليم فيها فهي تبذل قصارى جهودها من اجل تطوير العلم بكافة مجالاته, وهذا ما يدفعنا الى الاهتمام بإعداد المعلم بشكل عام ومعلم ذوي الاعاقة بشكل خاص إعداداً اكاديمي ومهني ونفسي وتثقيفي وتدريبي وذلك من خلال التركيز على اهم جوانب شخصيته ودراستها والعمل على تطويرها.

ويتطلب التعلم الفعال للأطفال من ذوي الاعاقة وجود معلم متمكن لديه العديد من الكفايات التي تؤهله للوصول الى مستوى مناسب من الاداء من اجل ان يكون قادر على ممارسة كافة ادواره عند التدريس للأطفال الصم على نحو افضل ولأن اي قصور في تلك الكفايات او بعضها سيؤثر بصورة سلبية على اداء المعلم , بالتالي عدم بلوغ الاهداف المنشودة الكامنة خلف تربية ذوي الاعاقة وليس كل معلم قادر على التصدي لتدريس الاطفال ذوي الاعاقة , كما ان هنالك الكثير من الكفايات النوعية التي ينبغي توفرها لدى كل من يريد ان يعمل في هذا المجال (الحلو, 2018, ص10).

ان معلم التربية الخاصة يواجه فئة من المجتمع قد يصعب على البعض فهمها او التواصل معها لذا وجب ان تتوفر في شخصيته بعض السمات والقدرات منها القدرة على الثبات والحفاظ على الهدوء والاتزان الداخلي وضبط انفعالاته عند التعامل معهم وهذا يشير في علم النفس الى امتلاك المعلم لسمة المرونة النفسية؛ ويذكر ابو حلاوة, محمد (2013)” الى المرونة النفسية بأنها تشير الى فكرة ميل الفرد الى الثبات والمحافظة على هدوئه وقدرته على تحقيق الاتزان الانفعالي والتوافق الفعال والمواجهة الايجابية للمواقف العصيبة والمشكلات التي يتعرض لها ومن ثم فإن ذوي المرونة النفسية العالية يتعايشون بانفعالات ايجابية مثل الهدوء والسكينة مع القدرة على التمييز والادارة الفعالة لكل من الانفعالات الايجابية والسلبية فضلاً عن القدرة على ضبط وتنظيم الاستجابات الانفعالية مما يخفض بصورة واضحة من التأثيرات السلبية للخبرات والاحداث الضاغطة        (علي, 2019, ص238).

كما تلعب الضغوط التي يتعرض لها معلم ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال عمله دور كبير في سير عملية التعلم فقد اشار (عبدات, 2002) الى ان معلم التربية الخاصة يعتبر اهم ركن بالعملية التعليمية واي معيقات قد تعترض عمله تحول دون ادائه التعليمي على النحو الافضل بل تؤدي بشكل مباشر الى احساسه المباشر بعجزه عن القيام بواجباته ومسؤولياته اتجاه الاجيال التي يعلمها والمجتمع الذي يعمل فيه                     (عواد, 2004, ص4). حيث اثبتت العديد من الدراسات المتخصصة من بينها دراسة (القحطاني, 2000) ودراسة (ثابت, 2003) ان ما يتعرض له العاملون في بيئة العمل من ضغوط لا يؤثر فقط على حالتهم الصحية والنفسية بل ينعكس ايضاً على مستوى ادائهم لعملهم ومن ثم قدرتهم على العمل ودافعيتهم نحو العمل وبالتالي تعيق المنظمات والمؤسسات من تحقيق هدفها (العمري, واخرون, 2019, ص أ).

اهداف البحث: يهدف البحث الحالي الى:

  • التعرف على مستوى المرونة النفسية لدى معلمي الصم والبكم .
  • التعرف على مستوى الضغوط المهنية لدى معلمي الصم والبكم.
  • التعرف على العلاقة بين مستوى المرونة النفسية والضغوط المهنية لدى معلمي الصم والبكم.

حدود البحث:

  • الحد المكاني: معهد الامل للصم والبكم/ محافظة البصرة.
  • الحد الزماني: 2020- 2021
  • الحد البشري : معلمات ومعلمي معهد الامل الحكومي للصم والبكم.

تحديد المصطلحات:

اولا: المرونة النفسية:

شقورة, 2012: هو قدرة  الفرد  على  مواجهة  المواقف  المختلفة  بفاعلية  والرد عليها بشكل عقلاني وإقامة  علاقات  طيبة مع الأخرين أساسها الود والاحترام المتبادل وتقبل  الأخرين (شقورة , 2012, ص134).  

  • كرم عزت, واخرون , 2019: هي القدرة على التكيف في المواقف التي تحمل الاحباط حيث يلتمس الحلول المختلفة للمشكلات ولا يظهر العجز عن مواجهتها (كرم عزت واخرون, 2019, ص176).
  • اجرائياً : بأنها مجموع الدراجات  التًي يحصل عليها المستجيب على فقرات مقياس المرونة النفسية.

ثانياً: الضغوط المهنية:

  • العميان, 2002: مجموعة المتغيرات الجسمية والنفسية التي تحدث للفـرد ردود فعلـه أثنـاء مواجهتـه للمواقف المحيطة التي تمثل تهديداً له (العميان، 2002 ، ص160(.
  • سمية, 2014: ضغـوط العمل هي مجموعة من العوامل السلبية البيئية مثل غموض الدور، صراع الدور، والأعباء الزائدة للدور وظروف العمل البيئية التي لها علاقة بأداء معين (سمية, 2014, ص11).
  • اجرائياً: مجموع الدرجات التي يحصل عليها المستجيب على فقرات مقياس الضغوط المهنية

ثالثاً: معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة لفئة الصم والبكم:

  • تعرفه وزارة التربية 2009: هو معلم متخصص في التربية الخاصة، وتأهيل المعوقين (الصم والبكم)، ويقوم بتعليم الطلبة، في غرفـة المصادر عن طريق الدعم في مادتي اللغة العربية، والرياضـيات ، للطلبـة ذوى الاحتياجـات الخاصة (وزارة التربية والتعليم، 2009 ,107 ).
  • الصم:
  • يعرف الشخص الاصم بأنه ذلك الشخص الذي لا يمكنه استخدام حاسة السمع نهائياً في حياته اليومية ويعرفه (فتحي, 2007, ص32): ان الطفل الاصم الذي حرم من حاسة السمع منذ الولادة او فقدان القدرة السمعية قبل تعلم الكلام) او فقدها بمجرد تعلم الكلام لدرجة ان اثار التعلم فقدت بسرعة  (دحو , الامين, 2020, ص15).
  • بركات 2008: الصم هم الاشخاص المحرومون من حاسة السمع لدرجة تجعل الكلام المنطوق غير مسموع لديهم (بركات, 2008, ص72)
  • البكم:
  • ابو شعيرة واخرون, 2010: الابكم هو الفرد الذي لم يتمكن من تعلم اللغة بسبب السمع او اسباب اخرى (ابو شعيرة واخرون, 2010, ص145).
  • شاكر ومحمد, 2012 :إنهم لا يستطيعون سماع اللغة المنطوقة والمستعملة بين الناس بسهولة مما أدى إلى عدم تطور الكلام لديهم بالصورة والشكل الصحيح والمناسب أيضاً يضم نوعا من الأطفال الذين يعانون من عدم القدرة على الكلام لأسباب جسمية نفسية (شاكر ومحمد, 2012, ص 15).

      المبحث الثاني

إطار نظري ودراسات سابقة

إطــــــار نـــظــــــــــري:

اولاً: مفهوم المرونة النفسية:

ظهر مفهوم المرونة النفسية إلى حيز الوجود مع بدايات ظهور علم النفس الإيجابي و الذي اهتم بدارسة وتنمية الشخصية والقدرات والسمات الإيجابية للأفراد – بدلاً من التركيز فقط على الاضطرابات النفسية (Bandura, ,2004  &  Bussey). وتشير الجمعية الأمريكية لعلم النفس أن المرونة النفسية هي أحد الأساليب التي تمكن الأفراد من التوافق والتأقلم الإيجابي مع ظروف الحياة والأحداث الضاغطة (APA,2009) ، كذلك عرفا كل من بارسوز , وآخرون(Parsons, et al)  (2016)  المرونة النفسية بأنها نظام دينامي يعمل على تعزيز القدرة على الصمود أو التعافي من التهديدات الكبيرة التي تواجه الفرد وتهدد استقراره أو تطوره, واضاف شيرما (Sharma, 2015) في تعريفه للمرونة النفسية بأنها تتضمن القدرة على استعادة التوازن بعد أي فشل أو خسارة أو صدمة، وهي واحدة من أهم المهارات التي يحتاجها الفرد. فقد عرفا المرونة ( يحتاجها الفرد. أما كونور وديفنسن (Connor&Davidsion,2003) فقد عرفا المرونة النفسية بأنها القدرة على التكيف مع الأحداث الصادمة والمحن والمواقف الضاغطة المتواصلة, كما أكدا على أنها عملية مستمرة، يظهر من خلالها الفرد سلوكاً تكيفياً ايجابياً في مواجهة المحن, والصدمات ومصادر الضغط النفسي (عبد الرحمن والعزب, 2020, ص267).

  • النظريات التي فسرت المرونة النفسية:

ومن النظريات التي حاولت الإسهام في تفسير عملية المرونة النفسية، نظرية ريتشاردسون (Richardson,2002) ، والذى اقترح ما أسماه ما وراء نظرية المرونة النفسية والمرونة النفسية الارتدادية، والتي تطورت على مدار ثلاث موجات مختلفة من أبحاث المرونة النفسية. الموجة الأولى: تحدد خصائص الأفراد الذين يواجهون بفعالية التمزقات، وينمون من خلالها. والموجة الثانية: تفحص العمليات التي يكتسب الناس من خلالها هذه الخصائص. والموجة الثالثة: هي التعرف على المرونة النفسية الفطرية، وقدرتنا على النمو والتطور. ومن هذا المنطلق تم وضع الصياغة المفهومية للصمود بأنه القوة التي توجد داخل كل فرد، والتي تدفعه إلى تحقيق الذات والإيثار، والحكمة، وأن يكون على تناغم تام مع المصدر الروحي للقوة. ويكمن الفرض الأساسي لهذه النظرية في فكرة التوازن البيولوجي النفسي الروحي (التوازن) وهو الذى يسمح لنا بالتكيف (الجسم والعقل والروح) مع ظروف الحياة الحالية، حيث تؤثر الضغوط النفسية، والأحداث البغيضة، وأحداث الحياة الأخرى المتوقعة، وغيور المتوقعة، أو متطلبات الحياة العاجلة في قدرتنا على التكيف، ومواجهة مثل هذه الأحداث في الحياة وتتأثر بصفات المرونة النفسية واعادة التكامل مع المرونة النفسية السابق والتفاعل بين الضغوط النفسية اليومية والعوامل الوقائية. وقد اوضح ماثيو (Matthew,2002) بعض العوامل التي تساعد على استمرارية المرونة النفسية لدى الافراد وهي:

  • القدرة على التكيف مع الضغوط النفسية بفاعلية وبطريقة صحية.
  • امتلاك الفرد لمهارات حل المشكلات.
  • اعتقاد الفرد بوجود شيء يمكن القيام به للسيطرة على المشاعر الحادة والتكيف مع الظروف الطارئة.
  • الاتصال والترابط مع الآخرين مثل العائلة أو الأصدقاء.
  • البحث عن المعاني الإيجابية للمواقف الصادمة (كرم عزت واخرون, 2019, ص185-186).

ثانياً: الضغوط المهنية لدى المعلمين:

تعرف ضغوط العمل لدى المعلم بأنها ادراك المعلم بان متطلبات العمل تفوق قدراته, وامكانياته, نتيجة الاعباء الزائدة للعمل وغياب المعلومات الواضحة عن الدور الذي يجب ان يقوم به كمدرس بالإضافة الى مواجهته للمطالب المتناقضة من جانب رؤسائه وعدم استخدامه مهاراته وخبراته في التدريس.

كما يمكن تعريف الضغوط المهنية لدى المعلمين على النحو التالي:

  • هي ما يتعرض لها المعلم من مشكلات في محيط عمله وتسبب له ضعف القدرة على اداء العمل بكفاءة وبصورة جيدة بل يمكن ان تسبب له اعراض مرضية تؤدي الى غيابه عن العمل او تركه له. كما يقصد به ايضاً شعور المعلم بالعجز عن اداءه عمله لما يواجه من احباط ومشكلات في البيئة المدرسية ينتج عنها حالة من الاجهاد النفسي والبدني وتصاحبها انفعالات غير سارة مثل التوتر والاحباط والغضب.
  • كما يعتبر ضغط مهنة التعلم احد انواع الضغوط النفسية التي يتعرض لها المعلم عند قيامه بمهامه التعليمية ويعتبر من الضغوط الصعبة لأنها متشعبة المصادر وتتدخل في احداثه عدة اطراف منها الادارة والزملاء والمفتشون واولياء الامور والتلاميذ وتخفض من ادائه التعليمي.

ويعد التعريف الذي قدمه المكتب الدولي للعمل ادق واشمل تعريف بحيث يعتبر الضغط عند المعلمين ظاهرة عالمية معترف بها يظهر في حالة تعب او وهن عصبي حاد يرجع الى الاحباط والحصر امام مهنة التدريس ومن اعراضه نجد التهيج, الغضب, الانهاك, ارتفاع ضغط الدم الشرياني… فهو حقيقة مرض مهني        (عيشاوي, الصديقي, 2014, ص10).

 

 

  • أساليب مواجهة الضغوط المهنية :

يمكن لمنظمة العمل ان تستخدم عدة اساليب منها ما يكون فرديا لأن الأسلوب الذي يصلح لفرد ما قد لا يصلح لفرد اخر بسبب الفروق الفردية او يكون اسلوباً جماعياً عندما تكون مصادر الضغوط واحدة والمشكلات متشابهة وقاية وعلاجاً فيمكن اتخاذ ما يلي :

  • الأخذ بمبدأ الفروق الفردية وتحديد الأفراد الذين يمكن ان يكونوا اكثر تعرضا للضغوط المهنية واعظم تأثرا بها لأن هؤلاء ان لم تعالج حالتهم سيكونون سببا لتعميم الضغوط على الآخرين .
  • وضع الشخص المناسب في العمل المناسب, وفقا لقدراته وامكاناته وميوله واستعداداته.
  • تحديد العوامل التي من المتوقع ان تكون سببا للضغوط المهنية , ودراستها ووضع الحلول لها.
  • تسهيل وتيسير الاتصالات بين العاملين مع بعضهم وبينهم وبين قيادة المنظمة, او الاتصال بكل من يستطيع تقديم الخدمة كمراكز البحث او الإرشاد والتوجيه المهني , او مراكز الاعداد والتدريب .
  • أسلوب التوجيه والارشاد بتكوين اتجاهات ايجابية , او تعديل الاتجاهات السلبية للعاملين نحو منظمة العمل , وتنمية الطموح والصبر
  • أعادة النظر في هيكلية المنظمة وانظمتها بين حين واخر كإضافة مستوى تنظيمي جديد او دمج وظائف او اقسام , او تغيير في قوانينها وتعليماتها .
  • التعزيز (الثواب والعقاب) : ان الثواب افضل من العقاب واكثر تأثيرا فهو يشعر الفرد بالرضا واللذة والسرور ويقوي محددات الدافعية التي تنشط السلوك وتوجهه ويزيد من تكرار السلوك المرغوب به, وان العقاب يقلل من احتمال تكرار السلوك المرفوض
  • وقبل هذا وذاك فان التشخيص المبكر للضغوط المهنية ومعرفة مصادرها واسبابها من قبل ذوي العالقة

وهذا سهل وممكن الن الضغوط المهنية لها اعراض ومظاهر وتمر بمراحل وليست وليدة ليلة وضحاها, فكلما اكتشفناها مبكرا استطعنا مواجهتها والحد منها وعالجها    (المرسومي, 2019, ص358).

  • ثالثاً: معلمي الصم والبكم:

لقد بدأ الاهتمام بتربية ذوى الاحتياجات الخاصة في فرنسا في القرن التاسع عشر وامتد بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وكانت فئات الإعاقة البصرية والسمعية هي أولى الفئات التي حظيت بالرعاية والاهتمام، ويعد (إيتارد 1775-1838) وهو طبيب فرنسي من أوائل المهتمين والمؤرخين في فرنسا مرجعاً في تشخيص وتربية الصم ً, وفي الولايات المتحدة الأمريكية يعد (توماس جاليدت) ” 1851-1787″ من المربيين الأوائل الذين اهتموا بتعليم الصم فقد سافر إلى أوروبا لتعلم طرائق تربية الصم، ثم عاد إلى الولايات الامريكية عام 1817 ليؤسس أول مدرسة للصم في مدينة هارفرد ولاية كونيكتات والتي عرفت الآن باسم المدرسة الأمريكية للصم, ولقد كرم (جاليدت) بأن أسست أول كلية للصم في  مدينة واشنطن عرفت باسمه وهي (The Gallaudet College) في ولاية ميرلاند بالولايات المتحدة الأمريكية وتعد من الجمعيات المشهورة في ميدان الإعاقة السمعية ومن أبرز نشاطات هذه الجمعية عقد المؤتمرات المتخصصة وإصدار النشرات والكتيبات والمجلات العلمية المتخصص. وفي المانيا اسس (صمويل هنيك سنة 1778) اول مدرسة عامة لتعليم الصم والبكم, وكان قد درس على يد (امان) السويسري و(دي ليبه) الفرنسي, وقد كان أول من نادى بإمكان تعليم الأصم بنفس الطريقة التي يتعلم بها الطفل السوي سواء بسواء وقد أنشأ مدرسته الأولى بمدينة درسدن بألمانيا، تم نقلها إلى (ليبرج)، وفي بريطانيا أنشأ (بريد وودز) وأسرته أول مدرسة لتعليم الصم في مدينة (ادنبرة سنة 1760), انتقلت بعد ذلك مدرسته إلى إحدى ضواحي لندن وفي اواخر القرن التاسع عشر حوالي سنة 1870 تكونت في أنحاء مختلفة من بريطانيا عدة مؤسسات خيرية لرعاية الصم والبكم بلغ عددها حوالي (16) مؤسسة.

أما في البلاد العربية فقد نما ميدان التربية بشكل واضح خاصة في السنوات الأخيرة, حيث افتتحت في غالبية الدول العربية مراكز خاصة بالصم والبكم بعضها يتبع الدولة وبعضها الاخر يتبع القطاع الخاص وتهتم هذه  المراكز بالطفل الاصم وحاجاته النفسية والتربوية (العاشوري , 2013, ص325).

  • الفرق بين اعاقة الصم والبكم:

الشخص المعاق/ هو الشخص الذي يفقد بعض من قدرته العضلية او الحركية او الحسية, اما لسبب ولادي او لحادث او بسبب مرض وتم علاجه واستقرت حالته مع بقاء الاعاقة واستمرارها بشكل ثابت مهما اختلفت نسبة الاعاقة. “الصمم: عبارة عن اعاقة حسية تمنع استقبال المؤثرات الصوتية في بعض او كل اشكالها. وان تحديد الطفل الاصم لا يعتمد فقط على مدى سماع الصوت انما يعتمد ايضا على مدى قابلية الطفل على فهم الصوت المسموع وعلى قدرته على استعمال اللغة المسموعة  عند اتصاله بالمجتمع الذي ينتمي اليه والطفل الاصم هو الذي يعاني من فقدان قدرة السمع بمقدار اكثر من  90 ديسبل”. “اما البكم: يتضمن هذا النوع من العوق جميع الاطفال الذين يعانون من الصمم, اي انهم لا يستطيعون سماع اللغة المنطوقة والمستعملة بين الناس بسهولة مما ادى الى عدم تطور الكلام لديهم بالشكل الصحيح, وكذلك يضم الأطفال الذين لا يستطيعون الكلام لأسباب جسمية نفسية” (شاكر, ومحمد, 2012, ص14-15).

  • الدراسات السابقة:

يتناول هذا الجزء من البحث مجموعة من الدراسات ونلخص منها ما يأتي:

  • الدراسات التي تناولت المرونة النفسية
  • دراسة زينة صحبة, 2016: هدفت هذه الدراسة الى التعرف على المرونة النفسية وعلاقته بالتوجه نحو الحياة لدى طلبة الجامعة , تكونت عينة الدراسة من (100) طالباً وطالبة, وتم اعتماد الباحث على مقياس شقورة 2012, وكانت نتائج الدراسة هي تمتع افراد العينة بمرونة نفسية جيدة.
  • دراسة عزت واخرون, 2019: هدفت الدارسة إلي التحقق من فاعلية برنامج تأهيلي لاكتساب المرونة النفسية وأثره على صورة الذات لدى مستخدمي الأجهزة التعويضية “دارسة مقارنة بين الذكور والإناث من الريف والحضر”, وتكونت عينة الدراسة من (30) فرد وقام الباحثين بأعداد مقياس للمرونة النفسية, واشارة النتائج الى وجود فروق فردية بين الاختبار القبلي والبعدي لدى الافراد الذين طبق عليهم البرنامج.

 

  • الدراسات التي تناولت الضغوط المهنية
  • دراسة خيرة ومنصوري, 2013: هدفت الدراسة إلى معرفة الفروق في مستويات الضغوط المهنية بين المدرسات والممرضات، حيث استخدمت الباحثة المنهج الوصفي، حيث تكونت عينة الدراسة من 200 امرأة عاملة متزوجة، منها 100 ممرضة و100 مدرسة. وبغية تحقيق أهداف الدراسة، اعتمدت على أداة للقياس المتمثلة في: استبيان الضغوط المهنية من إعداد الباحثة، وقد تم التحقق من صدق الأداة وثباتها وأشار معامل الصدق والثبات إلى مناسبة الأداة لما وضعت لقياسه. وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائيا في مستويات الضغوط المهنية بين عينتي الُمدرسات والممرضات المتزوجات لصالح الممرضات
  • عيشاوي, صديقي, 2014: هدفت هذه الدراسة الى التعرف على الضغوط المهنية وعلاقتها بالأداء الوظيفي لدى اساتذة الطور الابتدائي, حيث تكونت عينة الدراسة من (82) استاذ واستاذة, كما استخدم الباحثين الملاحظة والمقابلة والاستمارة لتحقيق اهداف البحث, وتوصل البحث الى ان الاساتذة يتعرضون لمستوى كبير من الضغوط الا انهم يقدمون مستوى عالي من الاداء المهني .
  • مناقشة الدراسات السابقة:

اختلفت الدراسة الحالية مع الدراسات السابقة فينوع المتغيرات فقد تناولت دراسة صحبة (2016) المرونة وعلاقته بالتوجه نحو الحياة بينما تناولت دراسة عزت (2019) المرونة وعلاقته بتكوين صورة الذات, ودراسة خيرة ومنصوري (2013) فقد تناولت الضغوط المهنية لدى المدرسات والممرضات, وعيشاوي وصديقي (2014) تناولت الضغوط المهنية وعلاقته بالأداء المهني, كما اختلفت الدراسة الحالية مع الدراسات الاخرى في نوع العينة من حيث ان البعض منها تناول طلبة الجامعة والبعض تناول اشخاص عاديين والبعض مدرسات وممرضات اما الدراسة الحالية فقد تناولت معلمي الصم والبكم كما لم تتفق الدراسات فيما بينها بعدد العينة واختلفت الدراسات في الاداة التي استخدمتها حيث قام وعزت واخرون بأعداد مقياس للمرونة النفسية اما البشارات ودراسة صحبة اعتمدت على مقياس شقورة 2012 اما الدراسة الحالية فقد اعتمدت على مقياس (Connor & Davidson) بصورته العربية للقللي (2016) ومقياس خيرة ومنصوري (2013). كما اختلفت نتائج البحث الحالي نتيجة لاختلاف اهداف كل بحث ودراسة.

 

المبحث الثالث

منهجية البحث واجراءاته

اولاً: منهجية البحث:

أتبعت الباحثة المنهج الوصفي لأنه المنهج المناسبة لمشكلة البحث ، والذي يهدف الى وصف الظاهرة وجمع الحقائق والمعلومات والملاحظات عنها، بالإضافة إلي وصف الظروف الخاصة بها وتقرير حالتها كما توجد في الواقع والتعبير عنها كماً وكيفياً، ويعرفه صلاح الدين شروخ: على أنه مجموعة من القواعد التي وضعها قصد الوصول الى الحقيقة في العلم، أو الطريقة التي يتبعها الباحث في دارسته للمشكلة من أجل اكتشاف الحقيقة (شروخ, 2003, ص90).

ثانياً: مجتمع وعينة البحث:

هو جميع الافراد او الاشياء الذين يشكلون موضوع مشكلة البحث (غباري 2010, ص120) في   (البدران, 2019, ص387), ويتمثل مجتمع البحث الحالي في معلمي ومعلمات معهد الامل للصم والبكم في محافظة البصرة والبالغ عددهم (14) معلم ومعلمة, و نظراً لكون مجتمع البحث محدود ومتوفر فقد تم اختيار عينة البحث اختيار كلي.

ثالثاَ: اداتا البحث: لتحقيق اهداف البحث اعتمدت الباحثة على:

  • مقياس المرونة النفسية: اعتمد على مقياس (Connor & Davidson, 2003) للمرونة النفسية والتي قننها القللي (2016) وتم استخدامها في الكثير من الدراسات العربية منها (الخطيب, 2007) و(عبد الرحمن والعزب, 2020) والذي اشتمل المقياس على (5) مستويات متدرجة وبلغ عدد فقراته على (23) فقرة عالجت اربعة عوامل للمرونة النفسية , وهي: الكفاءة الشخصية (7) فقرات, والاصرار والتماسك (7) فقرات, ومقاومة التأثيرات السلبية (3) فقرات, وتقبل الذات الايجابي (6) فقرات.
  • مقياس الضغوط المهنية: مقياس (خيرة ومنصوري, 2013) الذي اعد للمدرسات ويتكون من 28 فقرة موزعة على سبعة أبعاد كالتالي: صراع الدور- عبء العمل- الظروف الفيزيقية- التنقل الترقية- العلاقة مع الرؤساء وزملاء العمل- العلاقة مع التلاميذ للمدرسات.

رابعاً: صدق المقياسين: اشار ايبل (Ebel) الى ان الصدق هو من الخصائص السيكو مترية المهمة التي ينبغي ان تتوفر في المقاييس النفسية, لأنه يعد مؤشراً حقيقياً للاستجابة والذي بدوره يتحقق من مدى القدرة على تحقيق الغرض الذي اعد لأجله (اليعقوبي , 2013, ص139). وقد اعتمدت الباحثة في استخراج الصدق على الصدق الظاهري.

  • الصدق الظاهري: يشير كل من ايبل (Ebel) والن (Allen) الى ان افضل طريقة للتحقق من استخراج الصدق الظاهري يتمثل في عرض الفقرات على مجموعة من الخبراء والمحكمين للحكم على مدى صلاحيتها وقدرتها على قياس الخاصية والمتغير المطلوب قياسه ( البدران , 2019, ص391), وقد تم عرض فقرات مقياس المرونة النفسية والمتمثلة في (23) فقرة موزعة على اربعة مجالات متدرجة, على خبراء في قسم علم النفس والارشاد التربوي في جامعة البصرة والبالغ عددهم (10) خبراء وقد تم الاعتماد على النسبة المئوية لاستخراج نسبة الاتفاق بين الخبراء على فقرات المقياس. وعلى ضوء ملاحظاتهم واراءهم تم الابقاء على جميع الفقرات والتي تبين نسبة القبول لها تتراوح بين (80%- 100%), والجدول (1) يوضح نسبة اتفاق الخبراء:

جدول رقم (1)

نسبة اتفاق الخبراء على فقرات مقياس المرونة النفسية باستخدام النسبة المئوية

ت  

الــــــــمـــجـــــالات

 

الفقرات

  عدد    الفقرات الخبراء النسبة المئوية المجموع الكلي للفقرات
الموافقين غير الموافقين
1 الكفاءة الشخصية 1,2,3,5,6,7 6 10 100%  

7

4 1 9 1 90%
2 الاصرار والتماسك 8,10,11,12,13,14 6 10 100%  

7

9 1 9 1 90%
3 مقاومة التأثيرات السلبية 15,16,17 3 10 100% 3
4 تقبل الذات الايجابي 18,19,20,21,22,23 6 10 100% 6
  • كما تم عرض فقرات مقياس الضغوط المهنية لأستخرج الصدق الظاهري للمقياس والمتمثلة بـ(28) فقرة موزعة على سبة ابعاد على خبراء في قسم علم النفس والارشاد التربوي في جامعة البصرة والبالغ عددهم (10) خبراء وقد تم الاعتماد على النسبة المئوية لاستخراج نسبة الاتفاق بين الخبراء على فقرات المقياس. وعلى ضوء ملاحظاتهم واراءهم تم الابقاء على جميع الفقرات والتي تبين نسبة القبول لها تتراوح بين (80%- 100%), والجدول (2) يوضح نسبة اتفاق الخبراء:
ت الفقرات الخبراء العدد الكلي للخبراء النسبة المئوية
الموافقين غير الموافقين
1 1-2-3-6-7-8-9-10-11-12-13-14-15-16-17-18-19-20-22-23-24-25-26-27-28- 10 10 100%
2 4, 5, 9 1 10 90%
3 21 8 2 10 80%

جدول رقم (2)

نسبة اتفاق الخبراء على فقرات مقياس الضغوط المهنية باستخدام النسبة المئوية

  • صدق البناء: يعد صدق البناء اكثر انواع الصدق قبولاً اذ يرى عدد كبير من المختصين انه يتفق مع جوهر مفهوم ايبل (Ebel) للصدق من حيث تشبع المقياس بالمعنى العام (الامام, 1990, ص131) في (زينة صحبة, 2016, ص43) ويتحقق هذا النوع من الصدق من خلال ارتباط درجة الفقرة بالدرجة الكلية للمقياس ويعتمد هذا الاسلوب بالدرجة الاساس لمعرفة فيما اذا كانت كل فقرة من فقرات المقياس تسير في المسار نفسه الذي يسير فيه المقياس لذلك يعد هذا الاسلوب من ادق الوسائل المعتمدة في حساب الاتساق الداخلي لفقرات المقياس (عيسيوي, 1985, ص95) وتشير انستازي الى ان الدرجة الكلية للمقياس هي افضل محك داخلي عندما لا يتوفر المحك الخارجي (Anstasi, 1876, P206) لذلك اعتمد الباحثون على ارتباط بيرسون في استخراج معامل ارتباط كل فقرة بالدرجة الكلية للمقياس وارتباط كل بعد من ابعاد المقياس بالدرجة الكلية للمقياس, وقد اعتمد معيار ايبل (Ebel) في قبول الفقرة التي يزيد معامل ارتباطها بالدرجة الكلية على (19) درجة (الزوبعي, 1981) والجدول (3-4) يبين ارتباط الفقرة بالدرجة الكلية للمقياسين:

جدول رقم (3)

معاملات ارتباط الفقرة بالدرجة الكلية لمقياس المرونة النفسية

ت

معامل الارتباط ت معامل الارتباط ت معامل الارتباط
1 0.26 9 0.37 17 0.22
2 0.37 10 0.20 18 0.24
3 0.36 11 0.40 19 0.39
4 0.41 12 0.58 20 0.45
5 0.59 13 0.26 21 0.29
6 0.23 14 0.30 22 0.26
7 0.46 15 0.44 23 0.33
8 0.27 16 0.23

*وقد تم قبول جميع الفقرات لكونها دالة عند مستوى (0,10) وحصلت على درجة ارتباط اعلى من (0,19) وفق معيار ايبل.

 

جدول (4)

معامل ارتباط الفقرة بالدرجة الكلية لمقياس الضغوط المهنية

ت معامل الارتباط ت معامل الارتباط ت معامل الارتباط
1 0.43 10 0.39 20 0.33
2 0.30 11 0.25 21 0.36
3 0.32 12 0.33 22 0.27
4 0.44 13 0.45 23 0.41
5 0.42 14 0.41 24 0.33
6 0.40 15 0.24 25 0.42
7 0.33 16 0.36 26 0.37
8 0.36 17 0.25 27 0.32
9 0.35 18 0.41 28 0.45
10 0.22 19 0.44

*وقد تم قبول جميع الفقرات لكونها دالة عند مستوى (0,10) وحصلت على درجة ارتباط اعلى من (0,19) وفق معيار ايبل.

خامساً: ثبات المقياس: يعد حساب الثبات امر ضروري واساسي في المقياس إذ يشير الى الدقة في درجات المقياس إذ ما تكرر تطبيقه تحت الشروط والظروف نفسها (زينة صحبة, 2016, ص43), وتم حساب الثبات للمقياسين بطريقتين وهما كالآتي:

أولا : طريقة أعادة الاختبار: لغرض تحقيق هذا النوع قامت الباحثة بتطبيق الاختبارين مرتين تفصلهما مدة زمنية مناسبة , وبعد تصحيح المقياسين تم استعمال معادلة ارتباط بيرسون بين التطبيقين وكانت نسبة الارتباط ((0.89 لمقياس المرونة النفسية, و(0.72) لمقياس الضغوط المهنية وتعد هذه النسبة مؤشر جيد ومقبول لثبات المقياسين.

ثانياً: طريقة الفا – كرو نباخ: من خلال تصحيح المقياسين تم تطبيق معادلة الفا – كرو نباخ وكانت نتيجة الثبات لمقياس المرونة النفسية (0.85), بينما بلغ مقياس الضغوط المهنية (0.96) وهي تعد مؤشراً عالي للثبات.

سادساً: الوسائل الاحصائية: اعتمدت الباحثة في استخراج النتائج وتحقيق اهداف البحث على الحقيبة الاحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS.14)- النسبة المئوية لاتفاق الخبراء على المقياسين والاختبار التائي لعينة واحدة.

 الفصل الرابع

عرض النتائج ومناقشتها

يتضمن هذا الفصل عرضاً لأهم الاهداف التي تم ذكرها في المبحث الاول كما يتضمن أهم الاستنتاجات والتوصيات والمقترحات التي تقدمها الباحثة.

الهدف الاول: التعرف على مستوى المرونة النفسية لدى معلمي الصم والبكم :

تم تطبيق مقياس المرونة النفسية على مجتمع البحث والبالغ عددهم الكلي (14) معلم ومعلمة للصم والبكم في معهد الامل الحكومي التابع لمحافظة البصرة, ولتحقيق الهدف تم استخدام الاختبار التائي لعينة واحدة عند درجة حرية (13) ومستوى دلالة (0.05) , فقد بلغ المتوسط الفرضي (69) بينما كان الوسط الحسابي (73.28) وانحراف معياري (4.6) وقد بلغت القيمة التائية المحسوبة (19.513) وهي اكبر من القيمة التائية الجدولية , وكما موضح في الجدول (5).

جدول رقم (5)

يوضح الاختبار التائي لعينة واحد لمقياس المرونة النفسية

العينة العدد الوسط الحسابي الوسط الفرضي درجة الحرية القيمة التائية الدلالة الاحصائية عند مستوى (0.05)
المحسوبة الجدولية
معلمي الصم والبكم 14 73.28 69 13 19.513 1.77 دال احصائياً

 

من خلال الجدول اعلاه اظهرت النتائج الى وهذا امتلاك معلمي الصم والبكم مستوى جيد من المرونة النفسية, وتفسر الباحثة ذلك مستنده على تعريف نيـومـان (Newman, 2002) للمرونـة النفسية بأنهـا “القـدرة علـى التكيـف مـع الأحـداث الـصادمة، والمحـن والمواقـف الـضاغطة المتواصـلة “وهي عمليـة مـستمرة يظهـر مـن خلالهـا الفـرد سـلوكاً تكيفياً، “في مواجهة المحن، والصدمات ومصادر الضغط النفسي           (Newman, 2000, P 62). الى ان ذلك يرجع الى طبيعة عمل معلمي الاحتياجات الخاصة الذي يفرض عليهم ان يمتلكوا مستوى عالي من الاتزان والهدوء ومسك زمام الامور وهذا بدوره يأخذ جانبين ؛ ان امتلاكهم لمستوى من المرونة يعود الى اعدادهم بشكل خاص بحكم الافراد الذين يتعاملون معهم مقارنة بالمعلمين العاديين الذين يتم اعدادهم بشكل عادي بكونهم يتعاملون مع طفل العادي, اما الجانب الآخر فهو ان ممارستهم لهذا العمل وتكرار الظروف الضاغطة يجعلهم يتقبلون الاطفال الذين يحتاجون الى عناية خاصة مما دفعهم الى ان يطورو قدراتهم ذاتياً ليواجهوا مصاعب ومشاكل العمل.

الهدف الثاني: التعرف على مستوى الضغوط المهنية لدى معلمي الصم والبكم:

للتعرف على هذا الهدف تم تطبيق مقياس الضغوط المهنية على مجتمع البحث والبالغ (14) معلم ومعلمة للصم والبكم في معهد الامل الحكومي التابع لمحافظة البصرة, ولتحقيق الهدف تم استخدام الاختبار التائي لعينة واحدة عند درجة حرية (13) ومستوى دلالة (0.05) , فقد بلغ المتوسط الفرضي (84) بينما كان الوسط الحسابي (80) وانحراف معياري (11.61), وكما موضح في الجدول (6).

جدول رقم (6)

يوضح الاختبار التائي لعينة واحد لمقياس الضغوط المهنية

العينة العدد الوسط الحسابي الانحراف المعياري الوسط الفرضي درجة الحرية القيمة التائية

الدلالة الاحصائية عند مستوى (0.05)

المحسوبة الجدولية
معلمي الصم والبكم 14 80 11.61 84 13 1.289 1.77 دال احصائياً

من خلال النتائج في الجدول اعلاه يتبين ان القيمة التائية المحسوبة البالغة (1.289) وهي اقل من القيمة التائية الجدولية البالغة (1.77) وهذا يشير الى ان العينة لديهم مستوى منخفض من الضغوط المهنية وهذا قد لا يؤثر على ادائهم كمعلمين, وتفسر الباحثة ذلك الى طبيعة عمل معلم التربية الخاصة ترتبط بالجانب الانسانية اكثر من ارتباطها بالجانب المهني فضلاً عن النظرة الايجابية لأنفسهم وللمجتمع وثقتهم بها مما يجعلهم يتحدون الظروف ويتجاوزون مرحلة تأثير الضغط المهني عليهم ومنها يصلون الى مرحلة اعلى من ان يتأثروا بالضغوط المهنية وتتفق هذه الدراسة مع دراسة (المرسومي, 2019) التي اظهرت انخفاض في الضغوط المهنية لدى اعضاء هيئة التدريس.

الهدف الثالث: التعرف على العلاقة بين المرونة النفسية والضغوط المهنية:

 من اجل تحقيق هذا الهدف تم تطبيق معادلة بيرسون لمعرفة فيما اذا كان هنالك علاقة بين المتغيرين, وقد اظهرت النتائج الى وجود علاقة ارتباطية عكسية بين المتغيرين بلغت (0.79) عند مستوى معنوية (0.05) ويشير ذلك الى ان ضغط العمل من شأنه ان يؤثر على مرونة الشخص النفسية كونه يلامس الجانب النفسي للمعلم فكلما قل الضغط زادت امكانية الشخص على ان يطور من قدراته وان تتميز شخصيته بمرونة نفسية والعكس صحيح.

الاستنتاجات: من خلال تحليل النتائج نستنتج ما يلي

  • ان افراد عينة البحث يمتلكون مستوى عالي من المرونة النفسية ومستوى متدني من الضغوط المهنية.
  • ان نتائج البحث تتفق مع العديد من نتائج الدراسات السابقة كدراسة (الخطيب, 2007, وصحبة 2016)
  • ان المرونة النفسية قدرة اساسية يجب ان تتوفر لدى معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام وفئة الصم والبكم بشكل خاص.

التوصيات: من خلال ما توصل اليه البحث الحالي توصي الباحثة بما يأتي

  • تسليط الضوء على عينة البحث وهم معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة التي تفتقر الى تركيز الاهتمام عليها من حيث البحوث والدراسات ومن حيث الاعداد في محافظة البصرة
  • اقامة دورات تدريبية وتطويرية نفسية ومهنية وارشادية لهذه العينة.
  • توجيه المعلمين لهذه الفئات الى العمل على تطوير الذات لديهم ليمكنهم من الاستفادة الى اقصى حد ممكن من قدرات لذوي الاحتياجات الخاصة.

المقترحات: تقترح الباحثة ما يلي:

  • اجراء دراسات مماثلة للفئات الاخرى من ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • دراسة متغيرات اخرى لهذه الفئات كمهارة توكيد الذات وكيفية اكتساب الثقة لدى ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • المصادر:

المصادر العربية:

  • البدران, عبد الزهرة لفتة , (2019), مستوى التفكير التحليلي لدى طلبة جامعة البصرة, مجلة كلية التربية للعلوم الانسانية , جامعة ذي قار, المجلد 9, العدد 1.
  • بركات, جدي, (2008), الخدمات العامة في الخدمة الاجتماعية , الطبعة الثالثة, الرياض, السعودية.
  • التويجري , عبد الرحمن عبد العزيز, (2014), المشكلات التي تواجه معلمي معاهد وبرامج الصم وضعاف السمع في استخدام التقنيات التعليمية في مدينة بريدة, السعودية, جامعة ام القرى, كلية التربية, قسم المناهج وطرائق تدريس.
  • الحلو, سماح فتحي علي, (2018), فاعلية برنامج مقترح لتنمية الكفايات المهنية لمعلمي المرحلة الاساسية في مدارس الاعاقة السمعية بقطاع غزة في ضوء احتياجاتهم التدريبية, الجامعة الاسلامية, غزة, كلية التربية.
  • خرزي, سمية, (2014), اتجاهات الاساتذة نحو الضغوط المهنية في الجامعة, جامعة العربي بن مهيدي- ام البواقي, كلية العلوم الاجتماعية والانسانية.
  • دحو, بوهادي, صالقية محمد الامين. (2020), فاعلية وحدات تعليمية مقترحة لتعلم بعض الحركات الارضية في الجمباز لدى الاطفال الصم والبكم, جامعة عبد الحميد بن باديس, مستغانم, معهد التربية البدنية والرياضية.
  • الزوبعي, عبد الجليل ابراهيم , واخرون (1981), الاختبارات والمقاييس النفسية, جامعة الموصل , العراق.
  • شاكر, نبيل, وخلدون ابراهيم محمد, (2012), تأثير الالعاب التعليمية بطريقة الدمج المكثف في اكتساب بعض المهارات الحركية بكرة السلة للتلاميذ الصم والبكم, مجلة الفتح, كلية التربية الاساسية, ديالى, العدد الحادي والخمسون.
  • شروخ صلاح الدين, (2003), منهجية البحث العلمي للجامعيين, عنابة, الجزائر, دار العلوم للنشر والتوزيع.
  • شقورة، يحيى عمر شعبان, (2012),المرونة النفسية وعلاقتها بالرضا عن الحياة لدى طلبة الجامعات الفلسطينية بمحافظات غزة ص134.
  • شويطر, خيرة, عبد الحق منصوري, (2013),مستويات الضغوط المهنية لدى المدرسات والممرضات, مجلة دراسات نفسية وتربوية, عدد 10, جامعة وهران.
  • صحبة, زينة عبد الكريم صحبة, (2016), المرونة النفسية وعلاقتها بالتوجه نحو الحياة لدى طلبه كلٌه الآداب كلية الآداب, جامعة القادسية, ص 4.
  • العاجز, فؤاد, (2007), الادارة الصفية بين النظرية والتطبيق , ط3, دار المقداد للطباعة , غزة.
  • العاشوري, فتحية عبد السلام محمد (2013) , الحاجات النفسية والتربوية للطفل الاصم والابكم, كلية الآداب, جامعة سبها, مجلة العلوم الانسانية في جامعة سبها, العدد الثاني, ص323.
  • العمري, نسرين, واخرون,(2019), الضغوط المهنية وعلاقتها بالدافعية نحو العمل, جامعة اكلي محند اولحاج, كلية العلوم الاجتماعية والانسانية, البويرة, الجزائر.
  • العميان، محمود، (2002)”السلوك التنظيمي في منظمات الأعمال”، الطبعة الأولى، عمـان: دار وائل للنشر.
  • عبد الرحمن, رشا محمد, واشرف العزب, (2020), التنبؤ بالمرونة النفسية لدى طلبة المرحلة الجامعية في ضوء بعض المتغيرات دراسة على عينة من طلبة جامعة عجمان, الامارات, كلية التربية.
  • عزت, كرم واخرون (2019), فاعلية برنامج تأهيلي لاكتساب المرونة النفسية وأثره على صورة الذات لدى مستخدمي الأجهزة التعويضية دراسة مقارنة بين الذكور والإناث من الريف والحضر, مجلة العلوم البيئية, جامعة عين شمس, معهد الدارسات والبحوث البيئية, مجلد الخامس والاربعون, الجزء الثالث, ص176.
  • علي, محمد الشحات ابراهيم, (2019), المرونة النفسية وعلاقتها بإدارة الضغوط النفسية لدى حكام كرة القدم, كلية التربية الرياضية, جامعة المنصورة.
  • عواد, يوسف ذياب,(2004), بعض الصعوبات التي تواجه معلمي التربية الخاصة في مجال العمل مع المعاقين, جامعة القدس المفتوحة, نابلس, فلسطين.
  • عيسيوي, عبد الرحمن محمد,(1985), القياس والتجريب في علم النفس والتربية, دار المعرفة الجامعية, الاسكندرية.
  • عيشاوي, سعد عبدالله, عبد الحليم الصديقي, (2014), الضغوط المهنية وعلاقتها بالأداء الوظيفي لدى اساتذة الطور الابتدائي, جامعة الشهيد حمه لخضر- الوادي, كلية العلوم الاجتماعية والانسانية.
  • القللي / محمد السيد, (2006) , البنية العاملية للنسخة الأمريكية لمقياس المرونة النفسية في البيئة المصرية, المجلة الدولية للعلوم التربوية والنفسية, المؤسسة العربية للبحث العلمي والتنمية البشرية، عدد ديسمبر، الجزء الأول.
  • المرسومي, عبد المنعم جبار, (2019), الضغوط المهنية لدى اعضاء هيئة التدريس في كلية المعارف الجامعة, جامعة الانبار.
  • وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية, (2009), تدريب المرشدين الجدد, الادارة العامة للإرشاد والتربية الخاصة, غزة.
  • وفائي, محمد وآخرون, (2013), المشكلات التي تواجه معلمي التربية الخاصة في محافظة غزة, مجلة الجامعة الاسلامية للدراسات التربوية والنفسية, الجامعة الاسلامية, غزة, المجلد 21, العدد3, ص5.

     المصادر الاجنبية

  • Anastasi ,A.(1976) psychological testing .4_ed_printed in New
  • New man, R . (2002).The road to resilience. Monitor psychology.Vol.33(a);62.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *