أ.م.د. ميسون طه محمود السعدي

جامعة الكرخ للعلوم / كلية التحسس النائي والجيوفيزياء /قسم التحسس النائي

dr.maysoon2022@kus.edu.iq

009647700070829

الملخص:

تعرف ظاهرة تساقط الثلوج بأنها ترسيب صلب يحدث في مجموعة متنوعة من بلورات الجليد الدقيقة عند درجات حرارة أقل بكثير من 0 درجة مئوية، ولكن على شكل رقاقات ثلجية – أكبر عند درجات حرارة قريبة من صفر درجة مئوية، وتعد ظاهر تساقط الثلوج من الظاهرات النادرة التي شهدتها بعض المدن العراقية، حيث تساقطت الثلوج على مدينة بغداد وبعض المناطق القريبة خلال ثلاث فترات متباعدة أولها كانت عام 1950م واستمرت يومان على التوالي، والفترة الثانية عام 2008م، وامتدت ثلاثة أيام متتالية، تشابهت مع الفترة الأخيرة عام 2020م والتي امتدت ثلاثة أيام، وقد صاحب تساقط الثلوج – تساقط للأمطار، وأقد أثبتت تحليل خرائط الطقس تقدم أخدود المنخفض السوداني نحو مدينة بغداد هو الذي أدي لتكوين هذه الحالة الطقسية يدعمها في طبقات الجلو العليا أخدود بارد ضمن المستوى الضغطي 500 ملليبار وذلك خلال الثلاث فترات التي شهدت تساقطاً للثلوج، وقد أظهرت الدراسة أن للانحباس الحراري دور رئيس في حدوث تلك الظاهرة لما رافق عملية ارتفاع درجات الحرارة من ارتفاع معدلات التبخر، ومن ثم زيادة – بخار الماء وتكوين الغيوم ذات القمم المرتفعة والقواعد المنخفضة التي شجعت تساقط الثلوج منها بمعدلات مرتفعة، والتي تتراكم في العروض العليا والمعتدلة والتي تؤدي لزيادة الكتل الهوائية.

الكلمات المفتاحية:

تساقط الثلوج – مرحلة النضج – المنخفض السوداني – مرحلة التلاشي – المرتفع السيبيري

 

The phenomenon of snowfall in the city of Baghdad using GIS&RS technology

Dr. Maysoon Taha Mahmoud Al-Saadi

Al-Karkh University of Science / College of Remote Sensing and Geophysics / Department of Remote Sensing

 

Abstract

The phenomenon of snowfall is defined as solid deposition that occurs in a variety of fine ice crystals at temperatures well below 0 °C, but in the form of larger snowflakes at temperatures close to 0 °C. The phenomenon of snowfall is one of the rare phenomena witnessed by some Iraqi cities, where snow fell on the city of Baghdad and some nearby areas during three separate periods, the first of which was in 1950 AD and lasted for two days in a row, and the second period in 2008 AD, and extended for three consecutive days, similar to the last period in 2020 AD, which extended for three days, and it was accompanied by snowfall It is raining and analysis of weather maps has proven that the groove of the Sudanese depression towards the city of Baghdad is what led to the formation of this weather condition. It is supported in the upper layers of the crust by a cold groove within the pressure level of 500 millibars, during the three periods that witnessed snowfall. The study showed that global warming has a role It is mainly caused by the occurrence of this phenomenon when the process of high temperatures is accompanied by high rates of evaporation, and then the increase of water vapour and the formation of clouds with high peaks and low bases that encouraged snowfall from them at high rates, which accumulate in the upper and moderate latitudes, which lead to an increase in air masses.

Keywords: snowfall – maturity stage – Sudanese lowland – fading stage – Siberian highland

 

المقدمة:

يعد الثلج بلورات صغيرة من الماء المجمد التي تتشكل في الجزء العلوي من طبقة التروبوسفير عن طريق امتصاص قطرات الماء؛ عندما تتصادم قطرات الماء هذه ، فإنها تنضم إلى بعضها البعض لتشكيل رقاقات ثلجية. عندما يكون للرقائق وزن أكبر من مقاومة الهواء ، فإنها تسقط (شاهر جمال أغا، 1987، ص 23).

وعند توفُّر هذين العاملين تبدأ قطرات الماء بالتجمّع على العوالق التُرابية أو الجُسيمات الصلبة العالقة في الهواء؛ حيث تُشكِّل هذه الجسيمات نواة لتكاثف الماء حولها، ويعمل الهواء البارد على تجميدها لتتشكل البلّورات الثلجية التي تبدأ بالتساقط نحو الأرض بفعل الجاذبية، يعتمد شكل البلّورة الثلجية على درجة حرارة الجو أثناء سقوطها؛ فإذا كانت درجة الحرارة ما بين 0 إلى 4 درجات مئوية ما دون الصفر تتشكل بلورات ثلجية ذات أشكال سُداسية رقيقة،(أحمد جاسم محمد، 2020 ، ص 25) أما إذا بلغت درجة الحرارة من 4 إلى 6 درجات مئوية ما دون الصفر فتتشكَّل بلّورات إبرية، وتتكون بلورات على هيئة أعمدة مُجوّفة عندما تصل درجات الحرارة ما بين 6 إلى 10 درجات مئوية ما دون الصفر، وإذا بلغت درجات الحرارة من 10 إلى 12 درجة مئوية ما دون الصفر فإنه تتشكل بلورات على شكل زهرة تحتوي على ست بتلات، وتتكون البلورات ذات الستة أذرع المألوفة عندما تبلغ درجات الحرارة من 12 إلى 16 درجة مئوية ما دون الصفر، ويُمكن أن تتجمع بلورات الثلج معاً لتشكيل ندفة ثلج واحدة يبلغ متوسط قطرها 1.3 سم أو أقل، ويُمكن أن يبلغ قطر بعض ندفات الثلج الكبيرة 5 سنتيمترات (نعمان شحادة،1991 ، ص 90).

وتؤثر التغيّرات المناخية على مقدار وتوقيت تساقط الثلوج خلال فصل الشتاء؛ فخلال الفترة ما بين عامي 1966م و2010م قلّت كمية الثلوج التي تُغطي العديد من المناطق في نصف الكرة الشمالي بشكلٍ ملحوظٍ، ومن المتوقع أن يُغطي الثلج مساحات أقل من الأرض خلال المئة عامٍ القادمة نتيجة الاحتباس الحراري، الأمر الذي سيؤثر على إمدادات المياه التي يستخدمها الناس في الزراعة وتوليد الكهرباء، كما سيؤثر على المجال السياحي؛ مثل منتجعات التزلّج الموجودة في السلاسل الجبلية، وكذلك يؤدي تساقط الأمطار بدلاً من الثلوج إلى خطر التجمّد في فصل الشتاء الذي يؤثر على العديد من الحيوانات التي لن تستطيع أكل الأعشاب أسفل طبقة الجليد وبالتالي ستواجه خطر المجاعة  (على حسن موسي، 2003، ص 123)

  • مشكلة الدراسة:

يتساقط الثلج في واقع الأمر في العروض المختلفة، ولكنه يتساقط في العروض العليا والقطبية عند مستوى سطح البحر، بينما يتساقط على مناسيب أعلى من سطح البحر بكثير في العروض الدنيا، فهو لا يسقط في العروض المدارية إلا على قمم الجبال الشاهقة حيث تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون نقطة التجمد وتكمن مشكلة الدراسة هنا ما هي الاسباب التي طرأت في العراق وأدت لتساقط الثلوج لعدد كثير من الساعات؟ هل للتغيرات المناخية دور في تساقط الجليد، هل يمكن الاستفادة من هذه الظاهرة واستغلاها من أجل التنمية المستدامة؟

  • حدود منطقة الدراسة:

تحددت الدراسة بالأبعاد التي جرى البحث من خلالها وهي كالاتي:

– الحدود المكانية: تتمثل الحدود المكانية للبحث بالحدود الإدارية لمدينة بغداد سواء كان للبيانات المناخية أو للبيانات الإحصائية الخاصة بتساقط الأمطار والثلوج الخريطة (1) فضلاً عن البيانات الخاصة بالمحطات الضابطة لاحظ جدول (1) ، حيث تعد مدينة بغداد إحدى مدن محافظة بغداد التابعة لدولة العراق والتي تحتل مكانة مهمة وسط المدن العراقية، وتقع مدينة بغداد ما بين دائرتي عرض 5′   533 : 22′   534 شمالاً، وبين خطي طول من 42′  40 5  : 45′   44 شرقاً ، شكل (1) ، وتقع مدينة بغداد في المناطق الشمالية من العراق، وهي تقع على ارتفاع 41 متراً فوق مستوى سطح البحر وتقع على جانبي نهر دجلة والفرات، وتبعد حوالي 300 ميل عن الحدود الشمالية والجنوبية والغربية للبلاد، وتُعدّ مدينة بغداد أكبر مدينة في العراق، وهي من أكثر التجمعات الحضرية اكتظاظاً بالسكان في الشرق الأوسط، تأسست المدينة عام 762م لتكون عاصمةً للخلافة العباسية، وكانت على مدى 500 عام أهم مركز ثقافة للحضارة العربية والإسلامية، وكانت من أعظم مدن العالم، ولكنّ أهميتها تراجعت بعد احتلال المغول لها عام 1258م، ولكنّها استعادت مكانتها وأهميتها حين أصبحت عاصمة العراق عام 1920م، حيث تطورت المدينة وازدهرت لتصبح عاصمةً حديثة.

– الحدود الزمانية: تعتمد الحدود الزمانية للبحث على ما هو متوافر من البيانات الإحصائية سواء كانت للعناصر المناخية، إذ تنحصر المدة الزمنية للعناصر المناخية المدروسة للمدة ما بين عامي 1950-2020م.

جدول (1) موقع المحطات المناخية المعتمدة في الدراسة حسب دوائر العرض وخطوط الطول والرقم الأنوائي وارتفاع المحطة.

المصدر: من إعداد الباحث اعتماداً على بيانات الهيئة العامة الأنواء الجوية والمسح الزلزالي، قسم المناخ، بيانات غير منشورة، بغداد، 2020م.

الخريطة (1) الموقع الفلكي لمنطقة الدراسة والمحطات المناخية عام 2020م.

المصدر : من عمل الباحث اعتماداً على مخرجات برنامج Arc GIS و بيانات الهيئة العامة للمساحة, خريطة العراق الإدارية, مقياس 1/1000000, لسنة 2020م والهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي, قسم المناخ, أطلس مناخ العراق, بيانات غير منشورة, ص3.

 

  • فرضيات الدراسة:

تشكلت فكرة الدراسة على مجموعة من التساؤلات لصياغة فرضية البحث التي تسهل عمله هل توجد علاقة بين التغيرات المناخية وظاهرة تساقط الثلوج عللا مدينة بغداد حيث تتعدد الاسباب التي أدت لظاهرة تساقط الثلوج على مدينة بغداد ومنها موقعها للمنخفضات الجوية، وتؤثر المنظومات الضغطية الجوية على مناخ العراق على مدار العام، حيث تعمل المرتفعات الجوية خلال فصل الشتاء على كمية تساقط الامطار وموجات البرد التي تعم البلاد ولفترات محدودة، وأكثر  المنظومات تأثيراً  بشكل مباشر على مناخ منطقة الدراسة هي المرتفع السيبيري الذي يؤثر خلال فصل الشتاء والمرتفع شبة المداري على مدار العام، وتأثر بعض  المنظومات  الضغطية على منطقة الدراسة خلال فصل الشتاء وبعض المنظومات خلال الصيف حيث تعمل بعضها خلال الشتاء على تساقط الأمطار وموجات البرودة وبعضها خلال فصل الصيف على ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع التبخر.

  • أهداف الدراسة:

تكمن أهمية الدراسة في التعريف بالدور الذي تلعبه التغيرات المناخية في ظاهرة تساقط الثلوج على مدينة بغداد للمرة الثانية الاولي عام 1950م والثانية عام 2008م والأخيرة عام 2020م، بجانب التعرف على آثار ظاهرة تساقط على الثلوج على الانشطة المختلفة في المدينة، ودراسة ظاهرة نادرة الحدوث في تاريخ العراق والتعرف على كيفية الاستفادة من دراسة هذه الظاهرة والاهتمام بالدراسات المناخية الشمولية.

  • الدراسات السابقة:

تنوعت الدارسات التي تناولت منطقة الدراسة، ومنها دراسة سالار على خضير الزيي (2008) عن دور المنخفض السوداني في تساقط الثلوج على مدينة بغداد بتاريخ 11/1/2008 حيث تناولت الدراسة دور المنخفضات الجوية في تساقط الامطار على مدينة بغداد والعوامل الجغرافية المؤثرة في هذه الظاهرة، ودراسة نوال خلف غزال، مصطفي جمال شهباز (2017) عن الكشف عن الغطاء الثلجي باستخدام طرق الاختلاف المعياري لمؤشر الجليد واللون الكاذب، تناولت الدراسة كيفية تكون الغطاء الثلجي والعوامل الجغرافية المؤثرة في تكوينه وطرق الاستدلال عليه، ودراسة علي شاكر النعيمي وآخرون (1993) عن التغيرات في كمية الامطار المصاحبة للمنظومات الجوية المؤثرة على العراق، وتناولت الدراسة أثر المنظومات الجوية في تساقط الأمطار على العراق وأنواع الأمطار الساقطة على العراق، ودراسة على عبدالزهرة كاظم الوائلي، مالك ناصر عبود الكناني (2017) عن تكرار المنخفض الجوي المتوسطي وأثره في اتجاهات الرياح السطحية في العراق، حيث ركزت الدراسة على أسباب نشأة المنخفض الجوي المتوسطي وأثره على تساقط الأمطار، ودراسة على غليس ناهي السعيدي (2014) عن تغير نمط سيطرة الامتدادات الضغطية للمنظومات الشمولية السطحية المؤثرة في مناخ العراق خلال الفصل المطير، وقد تناولت الدراسة أهم الامتدادات الضغطية المسيطرة على مناخ العراق ودوره في تساقط كميات الامطار ، ودراسة عزيز كوطي حسين الحسيناوي (2010) عن تحليل تكرار الأمواج الهوائية المستقيمة فوق العراق، وقد اهتمت هذه الدراسة على أنواع الأمواج الهوائية والعلاقة بينها وبين التغيرات المناخية ودورها في تساقط الامطار على العراق.

  • منهجية وأساليب البحث:

اعتمدت الدراسة على مجموعة من المناهج ، ومنها المنهج التاريخي ويَهتم بدراسة التطور التارِيخيّ لظاهرة تساقط الثلوج على مدينة بغداد، والمنهج الإقليمي ويَعتمد عَلَى مُعالجة موضُوع الدِراسة من خِلال ارتباطه بالظروف السَائدة فِي منطقة الدراسة حي والمنهج الموضوعي ويهتم بدراسة موضُوع الدِراسة من خِلال مُعالجة الأبْعاد المختلفة لظاهرة تساقط الثلوج، والعَوامل التيِ تؤثر فِيها ثم رَبط ذلك بالإِقليم التابع له، والمنهج التحليلي ويُستخدم فِي عَرض الحقاَئق الِعلمية مع تبسِيط الأرقَام والنسب بشكل سرديِّ، وتَعرض موضُوع الدِراسة للِكثير من البيانات والأرقَام التيِ تَتَطلب الجدولة، واستخراج النِسب المئوية وتم هَذاَ باستخدام الحاسب الآليّ بمساعدة برامج التحليل الإحصائيّ أهمها (SPSS 16)، بالإضافة إلى استخدام العديد من المعادلات الإحصائية في تحليل بعض الجداول والأشكال، ومنها المتوسط الحسابي ومعامل الاختلاف ومعامل التركز والانتشار والانحراف المعياري ومعدل النمو.

  • البرامج المعتمدة:

استخدمت مجموعة من البرامج في هذه الدراسة يكمل بعضها الأخر ولا يلغيه كي تخرج هذه الدراسة على الوجه المطلوب ومنها برنامج نظم المعلومات الجغرافية (ARCGIS-V.10) وهو من أهم برامج نظم المعلومات الجغرافية من إنتاج شركة (ESRI) الأمريكية التابع لمعهد أبحاث أنظمة البيئة، ويوفر البرنامج مجموعة كبيرة من الأدوات الفعالة التي تساعد على فهم البيانات وإجراء العمليات الحسابية والمنطقية وبناء قاعدة للبيانات الجغرافية والتي تهدف إليه هذه الدراسة برنامج الايرداس الإصدار التاسع: (Erdas V.9.1) وهو برنامج يحتوي على جميع الأدوات لمعالجة وتحليل المرئيات الفضائية وبعض تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية.

وقد تضمنت الدراسة محورين وهما: أولاً – العلاقة بين الامتدادات الضغطية وظاهرة تساقط الثلوج على مدينة بغداد، وثانياً – مراحل تساقط الثلوج في منطقة الدراسة:

أولاً – العلاقة بين الامتدادات الضغطية وظاهرة تساقط الثلوج على مدينة بغداد:

تعد الثلوج هو نوع من أنواع الهطول على شكل بلورات دقيقة للجليد تحدث في الفصل البارد لكنها لا تحدث في العديد من المناطق، وتزداد غزارة الثلوج وكثافتها كلما اتجهنا قريباً من القطبين الجنوبي والشمالي تتم هذه الظاهرة عند التقاء تيارات هوائية رطبة ودافئة مع – تيارات باردة تكون درجة حرارتها 12.5 م5 تحت الصفر ويجب لتكون الثلج توفر نويات التكاثف التي يتكون عليها الثلج ، وهي جسيمات صلبة صغيرة جداً عالقة في الجو العلوي مثل ذرات الغبار أو الرماد وعند وجودها تتوفر الحالات الثلاث التي تمكن بخار الماء ليتحول من الحالة الغازية إلى الحالة الصلبة مكونا الثلج (شاهر جمال أغا، 1987، ص 20)، ويتم ذلك بتكاثف جزيئات الماء على النواة وعلى إثر التصاقها مع بعضها البعض يتم في العادة بناء بلورة الثلج وتكون في هذه المرحلة عبارة عن صفيحة رقيقة ذات ستة جوانب (علي شاكر النعيمي وآخرون، 1993، ص 200).

تؤثر التغيّرات المناخية على مقدار وتوقيت تساقط الثلوج خلال فصل الشتاء؛ فخلال الفترة ما بين عامي 1966 -2010م قلّت كمية الثلوج التي تُغطي العديد من المناطق في نصف الكرة الشمالي بشكلٍ ملحوظٍ، ومن المتوقع أن يُغطي الثلج مساحات أقل من الأرض خلال المئة عامٍ القادمة نتيجة الاحتباس الحراري، الأمر الذي سيؤثر على إمدادات المياه التي يستخدمها الناس في الزراعة وتوليد الكهرباء، كما سيؤثر على المجال السياحي مثل منتجعات التزلّج الموجودة في – السلاسل الجبلية، وكذلك يؤدي تساقط الأمطار بدلاً من الثلوج إلى خطر التجمّد في فصل الشتاء الذي يؤثر على العديد من الحيوانات التي لن تستطيع أكل الأعشاب أسفل طبقة الجليد وبالتالي ستواجه خطر المجاعة (على عبدالزهرة كاظم الوائلي، مالك ناصر عبود الكناني، 2017، ص 210).

إن زيادة درجات الحرارة العالمية سيؤدي إلى ارتفاع منسوب سطح البحر، وتغير كمية ونمط هطولات الأمطار، من المحتمل أيضاً توسيع الصحاري المدارية. من المتوقع استمرار انحسار الأنهار الجليدية، والأراضي دائمة التجلد، والبحر المتجمد، مع تأثر منطقة القطب الشمالي بصورة خاصة. والآثار المحتملة الأخرى تشمل انكماش غابات الأمازون المطيرة، والغابات الشمالية، وزيادة حدة الأحداث المناخية المتطرفة، وانقراض الأنواع، والتغييرات في المحاصيل الزراعية.

كما يؤثر – الاحتباس الحراري- على المناخ بصورةٍ واضحة، ومن هذا التأثيرات تغيّر معدّلات هطول الأمطار: يؤدي ارتفاع متوسط درجات الحرارة في العالم لزيادة معدلات التبخر، مما يُعجّل من حدوث دورة المياه، إذ إنّ البخار المتصاعد في الجو سيؤدي لهطول كميّات أكبر من الأمطار، علماً بأنها لن تتوزع بالتساوي على جميع مناطق العالم (سالار على خضير الزيي، 2005، ص 89)، كما أنّ بعض المناطق سيكون فصل الشتاء فيها أكثر رطوبة، وأكثر جفافاً في فصل الصيف، ووفقاً للدراسات فإن معدّل هطول الأمطار العالميّ سيزداد تقريبا من 3٪ – 5٪، وذوبان الثلوج والجليد سيؤدي ارتفاع درجة حرارة المناخ إلى ذوبان أشكال الجليد على سطح الأرض كالأنهار أو الصفائح الجليديّة والثلوج في فصل الصيف، لذا يتوقع – علماء الطقس-  بأنّ كمية الجليد البحري العائمة في المحيطين الشمالي والجنوبي ستنخفض خلال القرن الحادي والعشرين دون تحديد كمية الذوبان بدقّة ارتفاع مستوى سطح البحر: أدّى ارتفاع درجات الحرارة إلى ارتفاع مستوى البحر ومنسوبه، وذلك بسبب ذوبان الصفائح والأنهار الجليديّة والماء المُتجمد في المحيطات، بالإضافة لزيادة حجم المياه بالمسطحات المائيّة بسبب تمددها الناتج عن ارتفاع الحرارة (علي شاكر النعيمي وآخرون، 1993، ص 213)، وما تجدّر الإشارة إليه أن مستوى سطح البحر ارتفع من (10- 20) سم خلال القرن العشرين ومن المتوقع ارتفاع مستوى سطح البحر حوالي (20 – 50) سم بحلول عام 2050م.

جعلت هذه العوامل للهواء ضغط يتناقص بالارتفاع عن سطح الأرض لأن الهواء متكون من طبقات فكل طبقة تضغط على الطبقة الاسفل منها مما يؤدي الى تقارب أكثر لجزيئات الهواء في تلك الطبقة فالطبقة العليا من الهواء ليس عليها ضغط بينما الطبقة السفلى منها يسلط عليها ضغط الطبقة الاعلى منها، والطبقة الثالثة يسلط عليها ضغط الطبقتين الأعلى منها وهكذا، حيث تتحمل طبقة الهواء القريبة من سطح الارض ضغط جميع الطبقات الهواء التي فوقها .

ثانياً –  مراحل تساقط الثلوج في منطقة الدراسة:

يتميز مناخ مدينة بغداد بخصائص قارية لوقوعها بعيداً عن المحيطات والبحار وأهم ما يميزه ايضاً هو التطرف الكبير في درجات الحرارة بين الليل والنهار وبين الصيف والشتاء تتأثر موقع المدينة بالبحر المتوسط الذي لا يتصل للمدينة بل يعد ممراً ملائما لمرور المنخفضات الجوية التي تتجه نحو الشرق عبر سوريا ولبنان في فصل الشتاء والربيع والخريف (عزيز كوطي حسين الحسيناوي ، 2010، ص 34)، أما خلال فصل الصيف فإن الخليج يكون ممراً لهبوب الرياح الحارة الرطبة.

أ- مرحلة النمو:

لا يرتبط حدوث الظواهر الطقسية بيوم تكونها أو ساعة تكونها وأن هناك مقدمات تسبقها وتوفر الظروف المؤاتية لكي تصل الظاهرة إلي مرحلة النضج وعلى هذا الاساس؛ فقد امتدت مرحلة النمو للظاهرة الطقسية الأولي من يوم 7 / 1 /2008 إلي 10 / 1 / 2008م أما الظاهرة الطقسية الثانية فقد امتدت من 9 / 2/2020م إلي 11/ 2/ 2020م، في كلتا الحالتين سيطر – المرتفع السيبيري على مدينة بغداد مما أدي لدفع كتلة هوائية قطبية باردة باتجاه المدينة أدي لانخفاض شديد في درجات الحرارة الصغرى بلغت ما بين – 4.7 : – 5.4 م5 عام 2008م ولكنها انخفضت قليلا ما بين – 4.2 : -5.2 م5 وبعدها ارتفعت الحرارة قليلاً بسبب تعرض الكتلة السيبيرية للتعديل من خصائصها حيث استمرت الكتلة السيبيرية ثلاثة أيام فوق مدينة بغداد عام 2008م وثلاثة أيام أخرى عام 2020م (كاظم عبد الوهاب الاسدي، 1991، ص 56).

وقد بلغ معدل الرطوبة النسبية خلال المدة ما بين 7 / 1 – 10/1/ 2008م ما بين 46.0٪، 51.0٪ ، 54.0٪ على التوالي، أما خلال الفترة ما بين 9 /2 – 11/2/2020م فقط بلغت 45.0٪ ، 52.0٪ ، 55.0٪ ويرجع ارتفاع الرطوبة خلال عام 2008م ، وعام 2020م لارتفاع درجة الحرارة نسبياً، في حين مهد انخفاض درجة الحرارة تكوث الثلوج بعد ذلك (عزيز كوطي حسين الحسيناوي ، 2010، ص 42).

الخريطة (2) سيطرة المرتفع السيبيري على مدينة بغداد خلال الفترة من 7 / 1 – 10 / 1 / 2008م.

المصدر: من إعداد الباحث اعتماداً على تحليل خرائط الضغط الجوي لمستوى سطح البحر للرصدة (00) GMT والموقع http://www.vortex.plymouth.edu/ .

وابتداءً من يومي 1/7 إلى 1/9 / 2008م سيطر منخفض جوى على محطة بغداد ضمن المستوي الضغطي 850 ملليبار كما سيطر نفس – المنخفض الجوي على نفس المحطة من يوم 3/7 إلي 3/9/ 2019م حيث بلغ ارتفاعه خلال هذه الأيام 1490 متراً عام 2008م في مقابل سجل ارتفاع 1510 متراً عام 2019م مما يدل على أن المرتفع السيبيري السطحي كان ضحلاً بسبب المنخفض فوقه، وفي يوم 10 / 1 / 2008 ، ويم 1/1/ 2020م حيث لوحظ تكرار نفس الظاهرة واختفي المنخفض الجوي ضمن المستوي 850 ملليبار بصورة كلية وحل محله المرتفع الجوي السيبيري، ويظهر سبب تأخر ظهور المرتفع في هذا المستوي الضغطي يعود إلي أن الكتلة الهوائية المرافقة للمرتفع السطحي كانت شديدة البرودة في الأيام الأولي لذلك انكمشت على السطح ولكن بعد ذلك ارتفعت درجة حرارتها الصغرى وتمدد حجم الكتلة عمودياً لتصل بالنتيجة الي المستوي الضغطي 850 ملليبار، حيث بلغ ارتفاع المرتفع الجوي 1510 متراً (على غليس ناهي السعيدي، 2014، ص 230).

الخريطة (3) سيطرة المرتفع السيبيري على مدينة بغداد خلال الفترة من 9 / 2 – 1 / 2 / 2020م.

المصدر: من إعداد الباحث اعتماداً على تحليل خرائط الضغط الجوي لمستوى سطح البحر للرصدة (00) GMT والموقع http://www.vortex.plymouth.edu/ .

وأما على المستوي الضغطي 500 ملليبار سيطر خلال الفترة من 7 /1 إلي 10 / 1 / 2008م وبمقارنة بالفترة ما بين 8 / 1 إلي 15 /1 /2020م – أخدود سيبيري- بارد على محطة بغداد أدي إلي تدقق كتلة هوائية قطبية من ارتفاع يزيد عن 5000 متراً عام 2008م مقابل ارتفاع تراوح بين 5500 – 6000 متراً عام 2020م وذلك فوق مدينة بغداد وأهم ما يميز الاخدود البارد عام 2008م أنه انخفض من 5500 متراً في يوم 7 / 1 إلي 5480 متراً يوم 9 / 1 /2008م عاود الارتفاع ثانية إلي 5550 متراً يوم 10/ 1/2008م ، مقارنة بالأخدود البارد على نفس المحطة فقد ارتفع إلي 6000 متراً يوم 8 / 1 ثم انخفض إلي 5500 متراً يوم 10 / 1 ثم انخفض إلي 5325 متراً يوم 15 / 1/ 2020م، ويعزي ذلك لتعمق – المرتفع السطحي – وظهوره على المستوي 850 ملليبار وقد لعب هذا الخدود دوراً كبيراً في خفض درجات الحرارة لأن الكتلة القطبية السطحية توفرت لها الدعم من طبقات الجو العليا؛ مما زاد من خفض درجات الحرارة.

    شكل (1) التغيرات اليومية فى ارتفاع المستوي الضغطي 850 ملليبار على محطة بغداد عامي 2008 ، 2020م.

المصدر: من إعداد الباحث اعتماداً على تحليل خرائط الضغط الجوي لمستوى سطح البحر للرصدة (00) GMT والموقع http://www.vortex.plymouth.edu/ .

تعرضت مدينة بغداد إلي ظاهرة طقسية نادرة الحدوث تمثلت في تساقط الثلوج، خلال عامي 2008 ، 2020م، ولم تشهد الدينة قبل عام 2008م هذه الظاهرة لكنها – تكررت بقدوم عام 2020م حيث سجلت أول حالة لتساقط الثلوج في الدينة بتاريخ 27 / 1/ 1950م، وعليه فإن ظاهرة تساقط الثلوج على مدينة بغداد من الحالات النادرة جدا، بحكم عدة عوامل جغرافية ثابتة وعوامل ديناميكية مؤثرة على موقع هذه المدينة، حيث لا تؤثر العوامل الجغرافية على حدوث هذه الظاهرة الا نادراً فموقع مدينة بغداد على دائرة عرض 33 5 شمالاً يجعلها قريبة من الحد الجنوبي لتساقط الثلوج ضمن دائرة عرض 30 5 شمالاً ، وتقع مدينة بغداد ضمن السهل الرسوبي جعلها ذات مستوى منخفض لا يتجاوز 37.5 متراً فوق مستوي سطح البحر، وبالنسبة للعوامل الديناميكية فإن موقع مدينة بغداد البعيد عن مناطق نشوء الكتل الهوائية القطبية في سيبيريا وأوربا يلعب دوراً في تحوير خصائص هذه الكتل وجعلها أقل برودة بسبب المسافات الطويلة التي تقطعها أثناء انتقالها من مناطق نشوئها ووصولاً لمدينة بغداد(على عبدالزهرة كاظم الوائلي، مالك ناصر عبود الكناني، 2017، ص 230).

شكل (2) التغيرات اليومية فى ارتفاع المستوي الضغطي 500 ملليبار على محطة بغداد عامي 2008 ، 2020م.

المصدر: من إعداد الباحث اعتماداً على تحليل خرائط الضغط الجوي لمستوى سطح البحر للرصدة (00) GMT والموقع http://www.vortex.plymouth.edu/ .

2- مرحلة النضج:

قد حدث تطور بعد أن المرتفع السيبيري هو المسيطر خلال الفترة ما بين يوم 7/1 – 10 /1/ 2008م وخلال الفترة ما بين يوم 9 / 2 – 11 / 2 / 2020م، تغيرت الحالة بالنسبة للفترتين مع ظهور أخدود مداري دافئ من المنخفض السوداني بدأ بتوغله نحو العراق حتي وصل بتاريخ 11 / 1/2008م ، وقد وصل أيضاً يوم 10 / 2 / 2020م ، ليحدث التقاء بين الكتلتين القطبية – المرتفعة للمرتفع السيبيري والمدارية الرطبة والدفيئة اختلفت نسبة سيطرة الكتلتين من محطة لأخرى ؛ فالمحطات الجنوبية سيطر عليها المنخفض السوداني مثل محطة البصرة والعمارة والحلة والسماوة وعلى المستوي 850 ملليبار، (حازم توفيق العاني وماجد السيد ولي محمد ، 1985، ص 113) وقد حدث التساقط على الاجزاء الجنوبية على شكل امطار أما المحطات الشمالية مثل محطات دهوك وأربيل والموصل لم يحدث فيها أي تساقط للأمطار، أما محطات وسط العراق وشماله الشرقي مثل بغداد والرطبة والرمادي وكركوك فقط سيطرت عليها الكتلتين الهوائيتين لم تتعرض الثلوج للذوبان وتساقطت على شكل ثلوج، اما في المحطات الغربية مثل محطات هيت والقائم فقد حدث فيها التساقط على شكل امطار، فالثلوج تتحول إلي أمطار إذا كان مستوي التجمد في الغيمة على ارتفاع أكثر من 300 متراً من سطح الأرض(علي شاكر النعيمي وآخرون، 1993، ص 213).

الخريطة (4) التقاء أخدود المنخفض السوداني مع المرتفع السيبيري على عامي 2008 ، 2020م.

المصدر: من إعداد الباحث اعتماداً على تحليل خرائط الضغط الجوي لمستوى سطح البحر للرصدة (00) GMT والموقع http://www.vortex.plymouth.edu/ .

والدليل على سيطرة المرتفع السيبيري على محطة بغداد في السطح هو ان الضغط الجوي بلغ 1020.5 مليبار عام 2008م، وبلغ 1010.8 ملليبار عام 2020م، حيث تشابهت جهة هبوب الرياح في العامين فكانت اتجاهها شمالية.

وعلى – المستوي الضغطي 500 ملليبار فقد سيطر أخدود بارد وصل إلى 5530 متراً عام 2008م، وبلغ 5740 متراً عام 2020م، ساعد ذلك على جعل الهواء البارد العلوي قريباً من السطح فساعد على حدوث التكاثف في المنخفض السوداني الواقع أسفله في المستوي الضغطي 850 ملليبار (تغريد احمد القاضي، 2006، ص 213).

الخريطة (5) نطاق تساقط الثلوج والأمطار على العراق عامي 2008 ، 2020م.

المصدر: من إعداد الباحث اعتماداً على تحليل خرائط الضغط الجوي لمستوى سطح البحر للرصدة (00) GMT والموقع http://www.vortex.plymouth.edu/ .

شكل (3) اختلاف ارتفاع غيوم الجبهة الباردة على بعض محطات العراق.

المصدر: من إعداد الباحث اعتماداً على تحليل خرائط الضغط الجوي لمستوى سطح البحر للرصدة (00) GMT والموقع http://www.vortex.plymouth.edu/ .

وقد تشابهت إلي حد ما ساعات تساقط الثلوج خلال أعوام 1950،  2008 ، 2020م حيث بدأت في الساعة 12 ليلاً ووصل لذروته الساعة 7 صباحاً عام 2008م ، في حين بدأ تساقط الثلوج من الساعة 59  12 ليلاً ووصلت ذروتها الساعة 45  6 صباحاً عام 2020م، (رحمن حسن على الموسري، 2019، ص 222) وفي عام 1950 بدأت خلال الساعة 1 ليلاً وبلغت الذروة الساعة 7.30 صباحاً ، وقد لوحظ تساقط بعض قطرات المياه مع تساقط الثلوج لان درجة الحرارة لم تكن منخفضة جدا بسبب تعديل الكتلة القطبية من خصائصها، حيث بلغ المعدل اليومي 2.0 م5 خلال عام 2008م وبلغ 2.8 م5 عام 2020م، حيث يشترط لتساقط الثلوج ألا تزيد درجة الحرارة عن 4.0 م5 وقد تحقق ذلك خلال تلك الأيام على مدينة بغداد حيث تميزت الثلوج بأنها من النوع الطبقي المزني خلال عامي 2008 ، 2020م.

جدول (2) درجات الحرارة الساعية على مدينة بغداد بتاريخ 27/1/ 1950، 11/1/2008م، 11/2/2020م.

المصدر: من إعداد الباحث اعتماداً على بيانات الهيئة العامة الأنواء الجوية والمسح الزلزالي، قسم المناخ، بيانات غير منشورة، بغداد، 2020م.

الخريطة (6) التقاء أخدود المنخفض السوداني مع المرتفع السيبيري باستثناء القسم الشمالي ضمن المستوي الضعطي 850 ملليبار عامي 2008 ، 2020م.

المصدر: من إعداد الباحث اعتماداً على تحليل خرائط الضغط الجوي لمستوى سطح البحر للرصدة (00) GMT والموقع http://www.vortex.plymouth.edu/ .

3-  مرحلة التلاشي:

تراجع أخدود المنخفض السوداني في يوم 12 / 1/ 2008م وكذلك بدأ في التلاشي يوم 12 / 2 / 2020م وسيطر المرتفع السيبيري بصورة كلية على مدينة بغداد- إذ بلغ الضغط الجوي عام 2008م نحو 1023.6 ملليبار وبلغ 998.9 ملليبار عام 2020م وانخفضت درجة الحرارة الصغرى إلي – 1.5 م5 ووصلت الرطوبة النسبية 78.0٪ عام 2008م – وبلغت 81.0٪ عام 2020 ويعزي ارتفاع الرطوبة النسبية لتساقط كميات كبيرة من الامطار والثلوج وهبوب رياح غربية بسرعة 1.6 م/ثا عام 2008م وبسرعة 1.8 م/ ثا عام 2020م (سالار على خضير الزيي، 2005، ص 76).

وضمن الضغط المستوى الضغطي 850 ملليبار ظل المنخفض الجوي العلوي مسيطراً على أجواء المديمة ولم يحدث تساقط لتحوله لمنخفض جاف وضمن المستوي الضغطي 500 ملليبار سيطر منخفض الاخدود البارد على محطة بغداد وبلغ ارتفاعه 5480 متراً عام 2008م ونحو 5640 متراً عام 2020م.

الخريطة (7) سيطرة المرتفع السيبيري السطحي على محطة بغداد عامي 2008 ، 2020م.

المصدر: من إعداد الباحث اعتماداً على تحليل خرائط الضغط الجوي لمستوى سطح البحر للرصدة (00) GMT والموقع http://www.vortex.plymouth.edu/ .

المصدر: من إعداد الباحث اعتماداً على تحليل خرائط الضغط الجوي لمستوى سطح البحر للرصدة (00) GMT والموقع http://www.vortex.plymouth.edu/ .

الخاتمة

من خلال العرض السابق لتساقط الثلوج على مدينة بغداد، اتضح أنه يتم تنمية منطقة الدراسة بطريقة صحيحة ومتوازنة تُراعىّ فيها الأولويات التي تفرضها الظُروف الجغرافية المُحيطة في محاولة للخروج من الضوائق الاقتصادية والاجتماعية التي يُعانىّ منها القطر العراقي، وفيما يليّ عرض لأهم استنتاجات هذه الدراسة:

1- تبين من الدراسة أن التغيّرات المناخية تؤثر على مقدار وتوقيت تساقط الثلوج خلال فصل الشتاء؛ فخلال الفترة ما بين عامي 1966م و2010م قلّت كمية الثلوج التي تُغطي العديد من المناطق في نصف الكرة الشمالي بشكلٍ ملحوظٍ.

2-اظهرت الدراسة أن مناخ مدينة بغداد يتميز بخصائص قارية لوقوعها بعيداً عن المحيطات والبحار وأهم ما يميزه ايضاً هو التطرف الكبير في درجات الحرارة بين الليل والنهار وبين الصيف والشتاء تتأثر موقع المدينة بالبحر المتوسط الذي لا يتصل للمدينة بل يعد ممراً ملائما لمرور المنخفضات الجوية.

3- أظهرت الدراسة أن حدوث الظواهر الطقسية لا يرتبط بيوم تكونها أو ساعة تكونها وأن هناك مقدمات تسبقها وتوفر الظروف المؤاتية لكي تصل الظاهرة إلي مرحلة النضج وعلى هذا الاساس؛ فقد امتدت مرحلة النمو للظاهرة الطقسية الأولي من يوم 7 / 1 /2008 إلي 10 / 1 / 2008م أما الظاهرة الطقسية الثانية فقد امتدت من 9 / 2/2020م إلي 11/ 2/ 2020م.

4- بينت الدراسة أنه بلغ معدل الرطوبة النسبية خلال المدة ما بين 7 / 1 – 10/1/ 2008م ما بين 46.0٪، 51.0٪ ، 54.0٪ على التوالي، أما خلال الفترة ما بين 9 /2 – 11/2/2020م فقط بلغت 45.0٪ ، 52.0٪ ، 55.0٪ ويرجع ارتفاع الرطوبة خلال عام 2008م.

5- اتضحت من الدراسة أن مدينة بغداد تعرضت إلي ظاهرة طقسية نادرة الحدوث تمثلت في تساقط الثلوج، خلال عامي 2008، 2020م، ولم تشهد الدينة قبل عام 2008م هذه الظاهرة لكنها تكررت بقدوم عام 2020م حيث سجلت أول حالة لتساقط الثلوج في الدينة بتاريخ 27 / 1/ 1950م، وعليه فإن ظاهرة تساقط الثلوج على مدينة بغداد من الحالات النادرة جداً.

6-  تبينت من الدراسة أن المرتفع السيبيري هو المسيطر خلال الفترة ما بين يوم 7/1 – 10 /1/ 2008م وخلال الفترة ما بين يوم 9 / 2 – 11 / 2 / 2020م، تغيرت الحالة بالنسبة للفترتين مع ظهور أخدود مداري دافئ من المنخفض السوداني بدأ بتوغله نحو العراق حتي وصل بتاريخ 11 / 1/2008م ، وقد وصل أيضاً يوم 10 / 2 / 2020م.

7- أوضحت الدراسة أنه تشابهت إلي حد ما ساعات تساقط الثلوج خلال أعوام 1950،  2008 ، 2020م حيث بدأت في الساعة 12 ليلاً ووصل لذروته الساعة 7 صباحاً عام 2008م ، في حين بدأ تساقط الثلوج من الساعة 59  12 ليلاً ووصلت ذروتها الساعة 45  6 صباحاً عام 2020م.

8- تبين من الدراسة تراجع أخدود المنخفض السوداني في يوم 12 / 1/ 2008م وكذلك بدأ في التلاشي يوم 12 / 2 / 2020م وسيطر المرتفع السيبيري بصورة كلية على مدينة بغداد إذ بلغ الضغط الجوي عام 2008م نحو 1023.6 ملليبار وبلغ 998.9 ملليبار عام 2020م.

 

المصادر والمراجع

1-   أحمد جاسم محمد، تطبيق تقنيات نظم المعلومات الجغرافية في تقدير كميات الطاقة الشمسية في محافظة البصرة وإمكانات استخدامها في تحلية مياه البحر، مجلة دراسات البصرة، جامعة البصرة ، العدد 35، 2020.

2-   حازم توفيق العاني وماجد السيد ولي محمد، خرائط الجو والتنبؤ الجوي، مطبعة جامعة البصرة، البصرة، 1985.

3-   خديجة عبدالزهرة الناصر، تنبؤ محوسب لكميات الامطار المتساقطة في ايران للفترة 2004 – 2033، مجلة دراسات ايرانية ، العدد 11 ، 2009.

4-   سالار على خضير الزيي، دور المنخفض السوداني في تساقط الثلوج على مدينة بغداد بتاريخ 11/1/2008، مجلة كلية التربية للبنات، المجلد 19 ، العدد 2 ، 2008.

5-   ـــــــــــــ ، دور المنخفض الجوي السوداني في تساقط الثلوج على مدينة بغداد، مجلة كلية التربية للبنات، المجلد، 19 ، العدد 2 ، 2008.

6-   ـــــــــــــ، التنبؤ بالتساقط باستخدام بيانات الغطاء الغيمي في العراق، أطروحة دكتوراه ، غير منشورة، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، 2005.

7-   تغريد احمد القاضي، اثر المنخفضات الحرارية في طقس العراق ومناخه، أطروحة دكتوراه مقدمة الى مجلس كلية الآداب، غير منشورة، جامعة بغداد، 2006.

8-   شاهر جمال أغا، علم المناخ والمياه، الجزء الأول، المطبعة الجديدة، دمشق، 1987.

9-   علي شاكر النعيمي وآخرون ، التغيرات في كمية الامطار المصاحبة للمنظومات الجوية المؤثرة على العراق ، مجلة علوم المستنصرية، المجلد 4 ، العدد 1 ، 1993.

10- على عبدالزهرة كاظم الوائلي، مالك ناصر عبود الكناني، تكرار المنخفض الجوي المتوسطي وأثره في اتجاهات الرياح السطحية في العراق، مجلة كلية التربية، جامعة بغداد، العدد 2، 2017.

11- على غليس ناهي السعيدي، تغير نمط سيطرة الامتدادات الضغطية للمنظومات الشمولية السطحية المؤثرة في مناخ العراق خلال الفصل المطير، مجلة أبحاث ميسان، المجلد العاشر، العدد 20 ، 2014.

12- على حسن موسي، المناخ والارصاد الجوية، منشورات جامعة دمشق 2003.

13- عزيز كوطي حسين الحسيناوي ، تحليل تكرار الأمواج الهوائية المستقيمة فوق العراق ، مجلة آداب ذي قار ، العدد 2، المجلد 1 ، كانون الثاني /2010.

14- رحمن حسن على الموسري، واقع وافاق الطاقة المتجددة في العراق (وامكانية الاستفادة من التجربة البرازيلية)، مجلة الكويت للعلوم الاقتصادية، العدد 1 ، 2019.

15- كاظم عبد الوهاب الاسدي، تكرار المنخفضات الجوية وأثرها في طقس العراق ومناخه، رسالة ماجستير مقدمة الى مجلس كلية الآداب، غير منشورة ، جامعة البصرة، 1991.

16- نعمان شحادة، مناخ الأردن، دار البشير للنشر والتوزيع، عمان ، 1991.

17- محمد مجيد أحمد ، ثائر كاظم جواد ، العلاقة بين تساقط الامطار ورطوبة التربة، مجلة ديالي للعلوم الصرفة، العدد 11 ، 2015.

18- نوال خلف غزال، مصطفي جمال شهباز، الكشف عن الغطاء الثلجي بأستخدام طرق الاختلاف المعياري لمؤشر الجليد واللون الكاذب ، المجلة اعراقية للعلوم ، المجلد 3 ، العدد 58، 2017.

19-   Al-Naimi .Rasheed. H.S، rain enhancement in iraq، department of atmospheric sciences، college of sciences، Al-mustansiriyah university، Baghdad، world meteorological organization، regional seminar on cloud physics and weather modification.

20-   Barry .R. G.,and R.J. Choley, Atmosphere, Weather and climate, Second edition, Butler and Tanner Ltd, London,1972.

21-   http://www.vortex.plymouth.edu/ I.R.of Iran Meteorologyical Org.

22-   McGrew، d. chapman، ، charks، B. Monroe، Anintroductio to statistical problem solving in geography، mc Grew-Hill، USA ، 1993، p172-175.

23-   Daniel، wayne w.، Biostatistics; A foundation for analysis in the heath sciences، second edition، printed in the U.S.A.، 1978، P 215.

24-   John E.Oliver، Encyclopedia Of World Climatology، Spring، Netherland،2005،p.123.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *