أ.د. نعيمة رحماني

جامعة تلمسان، الجزائر

naima.rebat@hotmail.fr

00213666204549

الملخص:

يعتبر الإرث الثقافي جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية التي تميز المجتمعات عن بعضها البعض وتمنحها الهوية الفريدة، لهذا وجب السعي الجادّ نحو حماية التراث بنوعيه المادي وغير المادي واحتضانه والتمسك به بقوة،مع استغلال التقنيات التكونولوجية المتقدمة، وبشكل خاص تقنياتالرقمنة لخدمة وحفظ هذا التراث بشكل أفضل. ولا يكون ذلك الا من خلال تحديد عناصر التراث الثقافي والتعرف عليها بشكل دقيق، ثم التحقق من صحة المعلومات المتعلقة بهذه العناصر، وبعدها رقمنة المحتوى والعمل على الحفاظ عليه بشكل دائم.

ندرك جيدا التقدم السريع للتقنيات الرقمية والفوائد الكبيرة التي تمنحها لنا في سبيل ي الوصول الى تحقيق الهدف المنشود وهو صون التراث الثقافي بوسائل رقمية تضمن استمراريته دون التعرض لأي مخاطر أو تهديدات لوجوده.

سنحاول إذا من خلال هذه المداخلة الإجابة على الإشكالات الجوهريةالتالية:

*كيف يمكن تحقيق توازن فعال بين تقنيات الرقمنة والحفاظ على السمات الفريدة والهوية الثقافية للتراث؟

*كيف يمكن للرقمنة أن تسهم في الحفاظ على تلك المعالم الثقافية التاريخية التي تمثل جزءا لا يتجزأ من تراث المجتمعات دون المساس بسكاتها الأصيلة والتنوع الذي تتميز به؟

*ما هي أنواع التراث الثقافي التي تستوجب الحفاظ عليها رقميا وما هي آلياتها؟

*كيف يمكننا تجسيد مراحل الحفاظ على التراث الثقافي واقعيا من خلال تطبيق الرقمنة والارشفة؟

الأهمية:

*تبيان أهمية وكيفية صون وحفظ التراث الثقافي عبر اللجوء الى وسائل الرقمنة الحديثة.

الأهداف:

*تبيان أهمية التراث الثقافيالمرقمن.

*عرض أهم آليات الحفاظ على التراث الثقافي في عصر الرقمنة.

المنهجية:

اعتمدنا في بحثنا على المنهج الكيفي لتسهيل الإجابة عن التساؤلات والاشكالات المحورية المتعلقة بآليات الحفاظ وصون التراث الثقافي من خلال أرشفته رقميا.

هيكلة البحث:

مقدمة

أولا: مفهوم التراث الثقافي

ثانيا: أهمية التراث الثقافي

ثالثا: التراث الثقافي والرقمنة

رابعا: رقمنة التراث الجزائري

خامسا: ألية حماية التراث الثقافي رقميا

خاتمة

الكلمات المفتاحية: التراث الثقافي -الرقمنة -الأرشفة -المنهجية -التوثيق

 

Studying mechanisms for preserving cultural

 heritage in the digital age

Prof. Dr Naima Rahmani

University of Tlemcen, Algeria

Abstract:

Cultural heritage is seen as an integral part of the cultural identity that distinguishes societies from one another and gives them a unique identity. It is therefore necessary to make a serious effort to protect heritage, both tangible and intangible, to embrace it and adhere firmly to it. while exploiting advanced technological techniques, particularly digitization techniques, to better serve and preserve this heritage. This can only be done by identifying the elements of cultural heritage and identifying them accurately, then verifying the accuracy of the information relating to these elements, then digitizing the content and working towards its permanent preservation.

We are well aware of the rapid progress of digital technologies and the great advantages they bring us in achieving the desired objective, which is to preserve cultural heritage by digital means that guarantee its continuity without being exposed to risks or threats to its existence.

In this talk, we will attempt to answer the following fundamental questions:

*How can we achieve an effective balance between digitization techniques and the preservation of the unique characteristics and cultural identity of heritage?

* How can digitization help preserve the historic cultural monuments that are an integral part of societies’ heritage, without compromising their authentic heritage and the diversity that characterizes it?

*What types of cultural heritage require digital preservation, and what are their mechanisms?

*How can we realistically embody the stages of cultural heritage preservation through the application of digitization and archiving?

Importance:

*Explain the importance and method of preserving and preserving cultural heritage using modern digital means.

Objectives:

* The importance of digitized cultural heritage.

*Presentation of the most important mechanisms for preserving cultural heritage in the age of digitization.

methodology:

In our research, we relied on the qualitative approach to facilitate the answer to central questions and problems related to the mechanisms of preservation and preservation of cultural heritage through its digital archiving.

Research structure:

introduction

First: the notion of cultural heritage

Secondly: The importance of cultural heritage

Thirdly: Cultural heritage and digitization

Fourth: Digitizing Algerian heritage

Fifthly: The mechanism for digital protection of cultural heritage

Conclusion

Keywords: cultural heritage – digitization – archiving – methodology – documentation

مقدمة

ننطلق من المسلمة التي تفيد بأنّ التراث الثقافي يشمل جميع العناصر المادية وغير المادية، ويتضمن الأفكار، العادات والتقاليد، فضلا عن اشكال التعبير الشعبي، الحرف، اللهجات، المعتقدات، الفنون التعبيرية والادائية كالشعر والموسيقى، وكذلك الحكايات، الاحاجي، الالغاز، الاحتفالات بالأعياد الشعبية والدينية والوطنية، وغيرها من الممارسات الثقافية. من هنا ندرك ان المجتمعات البشريةتكرّس نضالا دائما ومستمرا سعيا منها لصون موروثها الثقافي بكل الوسائل المتاحة.

إن تدمير التراث الثقافي والعبث به وسرقته واستغلاله واهماله أصبح من الأمور الشائعة في بعض المجتمعات. وفي هذا السياق تسعى المجتمعات دمج التراث مع التطور التكنولوجي الذي يعرفه العالم من اجل حمايته من الاستغلال.

أولا: مفهوم التراث الثقافي

يعتبر التراث إرثا ثقافيا، يساهم بشكل كبير في الشعور بالانتماء الاجتماعي والثقافي للفرد داخل مجتمعه، فهو الذي يصله بالماضي ويشكل هويته الثقافية. وقد عرّف لغويا بانه مشتق من مادة (ورث)، أورثه الشىء أبوه، وهم ورثة فلان، وأورثه ماله أي تركه له، والتراث ما يخلفه الرجل لورتثته.(ابن منظور، 1992، ص192-201).

أمّا اصطلاحا فيعرّف على أنه تراكم للتقاليد والعادات والتجارب والخبرات والفنون والعلوم عبر ازمنة مختلفة، وهو جزء مهم اجتماعيا إنسانيا ثقافيا تاريخيا، يوثق العلاقة بين الأجيال المختلفة التي عملت على تكوينه وتلك التي تأثرت به ومارسته في ادبها وفي ممارساتها اليومية، فهو جزء مكون للشخصية والهوية بما تركه الخلف للسلف. (منصوري، 2017، ص07)

بينما يعرّفه القانون الجزائري على أساس انه جميع الممتلكات الثقافية والعقارية الموجودة ضمن ممتلكات الدولة وفي داخلها، والمملوكة للأشخاص الطبيعيين والمعنويين، والموجودة أيضا في الطبقات الجوفية للمياه الداخلية والإقليمية الموروثة من خلال تعاقب مختلف الحضارات منذ عصر ما قبل التاريخ الى يومنا هذا، ضافة الى الممتلكات الثقافية غير المادية الناتجة عن التفاعلات الاجتماعية وابداعات الافراد والجماعات عبر مختلف العصور. (الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية رئاسة الجمهورية، 1998، ص04)

 

ثانيا: أهمية التراث الثقافي

للتراث الثقافي اهمية بالغة في نظر المجتمعات، حيث يعتبر عنصرا رئيسيّا يعبّر عن هويتها وانتمائها، كما يقدَّر لدوره الفعال في تثمين الروابط الاجتماعية وتعزيز التلاحم كرمز للذاكرة عبر الممارسات الثقافية المختلفة كالاحتفالات الجماعية وغيرها. تسهم هذه الممارسات في الحفاظ على التنوع الثقافي والخصوصية الفريدة للمجتمعات، وتشكّل حمايةضدّتأثيرات عولمة الثقافات التي قد تؤدي إلى تقليصها وتلاشيها.(ناصر، 2014، ص14). ومن الجانب الاقتصادي يتجلّى دور التراث الثقافي كمحرك قوي لتنمية المجتمعات اقتصاديا، خاصة فيما تعلق بالجانب السياحي، حيث يعتبر جذب السياحة الثقافية واستكشاف الموروث الثقافي مصدرا للإيرادات وفرص العمل.

 

ثالثا: التراث الثقافي والرقمنة

لقد حظيت مسألة حفظ التراث بأهمية بالغة من قبل السلطات المختصة، فهي تثمن الوعي بقيمته المادية والمعنوية، خاصة وانه يشكل موردا اقتصاديا ممتازا للبدان السياحية وصون حقيقي لذاكرة الامة ولهويتها.

لقد تبنّت الدول فكرة ربط التراث بعمليات الرقمنة، حيث يتم تحويل هذا التراث الى معلومات رقمية مدروسة ومنظمة، يتم تخزينها بشكل مرتبوسهل الوصول عبر أي آلة الكترونية وفقا لما ذكره(مزهود، 2020، ص131).

وعلي، يتيح النهج الرقمي الحفاظ علىأنواع مختلفة ومتعددة من التراث رقميا، بدءا من الابداعات الأدبية والفنون التشكيلية والجداريات،العادات والتقاليد والاغاني والحكايات، ونضيف اليها الآثار من قلاع وقصور ومساجد وغيرها. إلى جانب ذلك تؤدي عملياتالرقمنة دورا هاما في تعزيز الوعي العالمي ونشر التراث الثقافي، حيث يمكن للتقنيات الرقمية إتاحة التعريف بالتراث بشكل واسع، كما تسهم في اطلاقعملية تثقيفية عالمية تسمح بنشر التراث وتعزيز الوعي حوله وفقا لدراسة (قلاب، 2017، ص76)

 

رابعا: رقمنة التراث الجزائري

بذلت الدولة الجزائرية جهودا والتزاما قويا من اجل حفظ وتعزيز التراث الثقافي، وتأتي هذه الجهود في إطار القانون رقم 98-04 الذي صدر عام 1998 والذي يركز على حماية وتثمين التراث الثقافي بمبدأ التنمية المستدامة ورقمنة التراث. وفي عام 2016 قامت الدولة الجزائرية بإطلاق بوابة الكترونية من قبل وزارة الثقافة الجزائرية، مخصصة للتراث المادي واللامادي، تغطي مجموعة واسعة من التعابير الثقافية مثل القصائد الشعبية والاغاني والسينما والمسرح والادب.والهدف من هذا الاجراء هو جعل عناصر الثقافة الجزائرية متاحة للجميع عبر الانترنت. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر؛

أ-رقمنة التراث المادي:

على الصعيدين الاثري والتقني أشرفالباحث الأكاديمي في علم الآثار فريد ايغيلاحريز على حفريات بالمعلم الجنائزي لملكة الطوارق تينهينان بولاية تمنراست عام 2015 عبر تقنية التصوير ثلاثي الابعاد للممتلكات الاثرية الامر الذي سيسمح بتسجيل وحفظ التفاصيل الدقيقة لها وإعادة ترميم المعلم في حالة حدوث أي ضرر له. وقد شكّل هذا بداية للرقمنة “الوقائية”، حيثوفي 2018 بدأت الخطوات الفاعلة لرقمنة التراث الثقافيوربطهبتقنيات رقمية متطورة، إذ سعى مخبر الهندسة المعمارية المتوسطية لجامعة فرحات عباس بولاية سطيف عام 2018 إلى أخذ بصمات رقمية ثلاثية الأبعاد للممتلكات الأثرية بهدف الاحتفاظ بها في قاعدة البيانات لاستغلالها لاحقا في عمليات الترميم اذا ما تم العبث بها او اندثارها بسبب العوامل الطبيعية.

من جانب آخر قامت ولاية تيبازة برقمنة 1251 قطعة اثرية على مستوى 23 موقعا أثريا يتوفر على تحف نادرة.

بـ-رقمنة المخطوطات:

قام المركز الوطني للمخطوطات بأدرار بعمليات أرشفة ورقمنة ل 153 مخطوطا، مع التركيز على صيانة هذه الموارد التي قد تتعرض للتلف، حيث تم التعامل مع 85 خزانة للمخطوطات على مستوى الولاية. علما ان المركز يحوز على أقراص مضغوطة بها 18 ألف و122 مخطوطا مرقمنا.

جـ-رقمنة المسرح:

قام المسرح الوطني الجزائري برقمنة 921 عملا مسرحيا ما بين فيديوهات ونصوص مسرحية وصور ومطويات بغية حفظها والاستفادة منها من قبل الباحثين والمهتمين.

د-رقمنة السينما:

قام متحف السينما الجزائريةسينماتيك التابع لوزارة الثقافة  عام 2016 برقمنة 15 فيلما قصيرا من الاعمال السينمائية الجزائرية النادرة التي أنجزت في ستينات القرن الماضي، إضافة الى رقمنة 1000 شؤيط بكرة تخص اكثر من 5000 عنوان فيلم جزائرية واجنبي.

وقام الى جانبه مركز السينما والسمعي البصري برقمنة 16 فيلما روائيا طويلا من كلاسيكيات السينما الجزائرية من أصل 120 فيلما مرشحا للرقمنة. (وكالة الانباء الجزائرية، 2020، 14 أكتوبر، الرقمنة في خدمة التراث الثقافي الجزائري، تم استرجاعها في تاريخ 11 ديسمبر 2023 من الموقع https://www.aps.dz/ar/culture/93719-2020-10-14)

 

من هنا تبرز جهود الدولة الجزائرية الشاملة والجادة من اجل الحفاظ على تراثها الثقافي بشكل رقمي تحديثي، ومواكبة التقنيات الحديثة بشكل فعال.

خامسا: آلية حماية التراث الثقافي رقميا

تسمح المعالجة الرقمية بحماية التراث الثقافي من خلال معالجته وترميمه بطريقة دقيقة جدا، الأمر الذي يستدعي تطوير تطبيقات خاصة في مجال رقمنة التراث الثقافي تكونذات جودة كبيرة وفعالة.

لقد تعاونت الدول العربية منذ عام 1947 على صون واحياء التراث الثقافي مع استخدام الوسائل المختلفة لنشره والتعريف به، نضيف اليها انشاء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الأليسكو” عام 1970 والتي تنشط ضمن عمليات الحفاظ على التراث العربي.(الفيل، 2018، ص576)

كما وقامت الجزائر بالمصادقة على الاتفاقات الدولية ذات الصلة الوثيقة بحفظ التراث الثقافي، حيث صادقت على الاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافي عام 2003، كما وصادقت على اتفاقية حماية وتعزيز اشكال التعبير الثقافي عام 2005، ووضعت القانون رقم 89-04 الرامي الى حماية التراث الثقافي (جاب الله، 2021، ص28-30)

ومن بين الجهود المبذولة لحمايته نذكر اتفاقية صون التراث الوثائقي بما في ذلك التراث الرقمي وإتاحة الانتفاع به الصادرة عام 2015، والتي تهدف الى صون التراث الثقافي باستخدام التقنيات التكنلوجية التي تتماشى والتشريعات والمبادئ والمعايير التي تضعها المؤسسة المعنية بحفظ الذاكرة مع اتاحة فرصة الانتفاع بها عبر البوابات الالكترونية والمضامين الالكترونية المرقمنة. (عصام محمد، 2022، ص34)

إضافة الى محاكاة جهود جامعتى هارفارد واكسفورد والتي تهدف الى انشاء بيانات مفتوحة المصدر لصور عالية الجودة وواضحة إضافة الى رسومات ثلاثية الابعاد للتراث سواء المادي او اللامادي تسمح بإعادة بناء المباني الاثرية التي دمرت جراء الحروب او التخريب. إضافة الى تلك التقنيات هناك تقنية استخدام نماذج رياضيات للتنبؤ بمستوى ارتفاع مستوى البحر على المواقع الاثرية وتضررها بسببه.(مقلاتي، 2022، ص451) نضيف الى ذلك ضرورة توعية مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة اخطار السلطات المعنية في حالة معرفتهم باي سرقات الكترونية او ميدانية للتراث الثقافي لاي منطقة والتبليغ عنها، كالحفريات والقطع الاثرية والمخطوطات التي تسرق وتباع بطرق غير مشروعة.

ومن بين أليات رقمنة التراث الثقافي نذكر:

-تحديد التراث الثقافي داخل البلد وخارجه (التراث الموجود في المتاحف الأوروبية) والتراث المشترك مع دول أخرى (الكسكس المشترك بين دول المغرب العربي)

-تحديد أصول التراث الثقافي من خلال التعريف به ثم عملية التصنيف وبعدها تقييم أهمية هذا التراث وحالته

-التحقق من صحة المعلومات ثم توثيق التفاصيل الخاصة بأصول وعناصر التراث الثقافي

-رقمنة محتوى التراث الثقافي

-الحفاظ على المحتوى الرقمي للتراث الثقافي وتحديثه.

-استخدام أساليب الحفظ المناسبة لطبيعة التراث كالتصوير الفوتوغرافي، المسح التصويري الرقمي، النسخ، المسح ثلاثي الابعاد وغيرها

-نشر المحتوى من خلال إرساء التعاون بين الشركاء على المستوى المحلي والدولي بهدف تعزيز نشر المحتوى الرقمي والتوعية بأهميته.

-حفظ نظام حقوق الملكية الفكرية وحقوق النشر من خلال تحديد حقوق الوصول الى المحتوى وإعادة استخدامه، ووضع اتفاقيات تبادل البيانات بين الجهة صاحبة التراث والجهات الأخرى.(مركز الأرشيف الثقافي، 2023، ص09)

 

خاتمة:

لعملية رقمنة التراث الثقافي أهمية بارزة في الحفاظ عليه، حيث تسهم في منع فقدانه وتعزيز طرق التعرف عليه، مما يسهم في الحفاظ على ذاكرة الامة وتأكيد هويتها. وعلى الرغم من ثراء وتنوع التراث الثقافي الجزائري يظل ضروريا تعريف العالم به وذلك من خلال استغلال وسائل الرقمنة.

رغم تحقيقالرقمنةللتقدم الملحوظ في حفظ التراث الثقافي الا ان هناك حاجة مستمرة الى المزيد من الاهتمام من خلال رقمنة جوانب أخرى من التراث الجزائري غير الثقافية، الأمر الذي سيعزز التعريف به على الساحة الدولية ويعزز فهمه بشكل أفضل.

ختاما نجد ان الإشكالات المطروحة تستدعي إجابات شاملة تتسم بالتفكير الاستراتيجي، على أساس ان تحقيق توازن فعال يتطلب تفهما دقيقا للفرد الثقافي واهميته فضلا عن التحديات التي تطرأ نتيجة لتبني التقنيات الرقمية.

ويمكننا عرض النتائج على النحو التالي:

-يتعين علينا تبني أساليب حديثة للرقمنة تحترم السمات الفريدة للتراث وتعزز الهوية الثقافية.

-يمكن للرقمنة ان تلعب دورا محوريا في حفظ   المعالم الثقافية التاريخية مما يتيح للأجيال الحالية والمستقبلة التفاعل معها بطرق متقدمة ومستدامة.

-تأتي أنواع محددة من التراث الثقافي على راس الأولويات للحفاظ عليها رقميا.

-يجب ان تركز الجهود على تقنيات الرقمنة للعناصر ذات القيمة التاريخية العالية والتي تشكل جزء حيويا من تراث المجتمع.

-يجب توظيف أساليب فعالة لتوثيق وتحديد العناصر التراثية مع مراعاة الحفاظ على توازن بين اتاحة الوصول العام وحماية الخصوصية والسمات الفريدة من خلال تنفيذ خطط استراتيجية مستدامة.

 

المراجع:

  1. ابن منظور أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم، 1992، لسان العرب، مادة (ورث)، المجلد 02، الطبعة 02، دار صادر، بيروت.
  2. جاب الله حمزة، 2021، حماية التراث الثقافي اللامادي بين التشريع الداخلي والاتفاقات الدولية، مذكرة ماستر، جامعة زيان عاشور، الجلفة، الجزائر.
  3. الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، 1998، رئاسة الجمهورية، القانون رقم 98/04 المؤرخ في 15 يونيو 1998، المتعلق بالتراث الثقافي، الجريدة الرسمية، العدد 44، الجزائر.
  4. عصام محمد مروة، 2022، تطبيقات رقيمية لحفظ وصيانة الآثار المصرية معهد الموسيقى العربية دراسة حالة، المجلة العربية الدولية للفن والتصميم الرقمي، المجلد 01 العدد 03، يوليو.
  5. الفيل ندى زهير سعيد،2018، التراث الثقافي غير المادي من الوجهة القانونية، الجزء 01، العدد03، جامعة الشارقة، الامارات العربية المتحدة.
  6. قلاب هدى كحلي، 2017، رقمنة التراث في الفضاء السيبيراني واشكالية الهوية، مجلة انثروبولوجيا، مركز فاعلون، المجلد 03، العدد 01 مارس، الجزائر
  7. مركز الأرشيف الثقافي، 2023، دليل توثيق التراث الثقافي وأرشفته الرقمية، وزارة الثقافة، المملكة العربية السعودية.
  8. مزهود سليم، 2020، مفهوم رقمنة الأرشيف التاريخي واهمية اكتساب مهاراته، مجلةبيليوفيليا لدراسات المكتبات والمعلومات، المجلد 02، العدد08، ديسمبر2020.
  9. مقلاتي مونة،2022 التراث الثقافي في ظل التطور الرقمي وجهود الحماية القانونية، مجلة الحقوق والعلوم الإنسانية، المجلد 15، العدد01، الجزائر.
  10. منصوري سميرة، 2017، توظيف التراث في الرواية المغاربية الجديدة، رسالة دكتوراه، جامعة سيدي بلعباس، الجزائر.
  11. ناصر زاهي، 2014، العولمة والخصوصية الثقافية، مجلة الثقافة الشعبية، العدد 24، البحرين.
  12. وكالة الانباء الجزائرية، 2020، 14 أكتوبر، الرقمنة في خدمة التراث الثقافي الجزائري، تم استرجاعها في تاريخ 11 ديسمبر 2023 من الموقع

https://www.aps.dz/ar/culture/93719-2020-10-14

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *