أ.م.م. زيد رافع سلطان                                  أ.م.د. بان غانم الصائغ

جامعة الموصل/ كلية العلوم السياسية                    جامعة الموصل/ كلية العلوم السياسية

zrsd90@gmail.com                           ban.ghanem.11@gmail.com

الملخص:

تتأثر البيئة الأمنية في  أية دولة من دول العالم بسلسلة من الأزمات المختلفة الداخلية والخارجية، التي تنعكس على أمن المجتمع والدولة والمصالح العليا، وتعدُّ هذه الأزمات اختبارا للنظام السياسي، وتتضح فاعليته وكفاءته في كيفية التعامل مع إدارة هذه الأزمات، وما يشهده العالم اليوم من انتشار جائحة كورونا وتأثيرها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في معظم أنحاء العالم بنحو عام عام ومنها العراق، إذ شهد العالم ارتفاعا كبيرا في عدد الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد إلى أكثر من 200 ألف، وهي حصيلة محزنة في خضم معركة بين البشرية والوباء الذي أصاب 3 ملايين شخص، أما في الشأن العراقي فقد رافق انتشار هذه الجائحة في العراق ازمات أزمات متعددة اثرت على الأمن المجتمعي والغذائي، وأصبحت الأزمات ظاهرة متلازمة للمواطن العراقي، وعلى النظام السياسي مواجهة كل الأزمات بما في ذلك جائحة كورونا بما يصب في المصلحة العامة وإن لم ترتق ِطريقة إدارة هذه الازمة إلى مستوى المعايير المطلوبة.

Summary

The security environment in any country in the world is affected by a series of different internal and external crises, which are reflected in the security of society, the state and higher interests. These crises are a test for the political system, and its effectiveness and efficiency in how to deal with the management of these crises are evident, and the pandemic prevailing in the world today Corona and its impact on social, economic and political life in most parts of the world in general, including Iraq, where the world has witnessed a significant increase in the number of deaths due to the emerging Coronavirus to more than 200 thousand, a sad outcome amid a battle between humanity and the epidemic that afflicted 3 million people. The Iraqi issue, as the spread of this pandemic in Iraq, was accompanied by several crises that affected societal security and food security, and the crises became a syndrome phenomenon for the Iraqi citizen. The political system must face all crises, including the Corona pandemic, in the public interest, and if the way to manage this crisis does not rise to a level required standard.

المقدمة:

تتأثر البيئة الأمنية في أية دولة من دول العالم بسلسلة من الأزمات المختلفة كالأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها من الأوضاع الذاتية والموضوعية التي تنعكس على أمن المجتمع والدولة والمصالح العليا، إن البيئة الأمنية للدولة تتأثر بالأزمات الداخلية والخارجية، فللأمن مكان بارز بين المهتمين والمسؤولين والمواطنين سواء أكان متعلقا بالأمن المجتمعي ام بالأمن الغذائي.

وفي ظل انتشار جائحة فيروس كورونا العالمية التي اخذت مسارا عالميا وانتشرت في كافة دول العالم ، مرورا بالعراق الذي يشهد منذ أعوام طويلة كثيرا من الازمات التي عصفت بواقعه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وجاءت هذه الأزمة لتلقي بتبعاتها على البيئة الأمنية العراقية واخذت تشكل خطرا على الأمن المجتمعي بسبب نشاط المجاميع الإرهابية في بعض المناطق العراقية مستغلة الفراغ السياسي بسبب تأخر تشكيل الحكومة الانتقالية،فضلا عن الواقع المتردي للجانب الصحي في العراق، ان جائحة كورونا تشكل تهديدا على الأمن الغذائي لأن العراق دولة ريعية ويعد تصدير النفط المصدر الرئيس لاقتصادها، وعدم قدرة القطاع الزراعي على تلبية المتطلبات الغذائية، فضلا عن ذلك اعتماد العراق على الاستيراد في سد الاحتياجات المتعلقة بالتغذية.

المشكلة: لماذا تؤثر جائحة كورونا العالمية في البيئة الأمنية العراقية؟، لماذا تأثر الأمن المجتمعي والأمن الغذائي بجائحة كورونا بالبيئة العالمية؟

الفرضية: تنطلق فرضية الدراسة من فكرة مفادها أن هناك تأثيرات لجائحة كورونا على البيئة الأمنية العراقية وتجلت تداعياتها على الأمن المجتمعي والامن الغذائي للمواطن العراقية، وهي بالتأكيد نتيجة لغياب الاستراتيجيات الناجحة لإدارة الازمات فضلا عن واقع المؤسسات الصحية المتدهور الذي يعاني منه العراق.

الهيكلية: انتظمت الدراسة في ثلاثة محاور:

  • أولها: تأثير جائحة كورونا في الأمن المجتمعي العراقي.
  • ثانيها: تأثير جائحة كورونا في الأمن الغذائي العراقي.
  • الثالث: المعالجات والحلول لمواجهة تأثير جائحة كورونا في البيئة الأمنية العراقية

المحور الأول: تأثير جائحة كورونا في الأمن المجتمعي العراقي.

      تعدُّ الأزمات اختبارا للنظام السياسي، وتتضح فاعلية وكفاءته في كيفية التعامل مع إدارة الأزمات، وما يشهده العالم اليوم من انتشار جائحة كورونا وتأثيرها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في معظم أنحاء العالم بنحو عام ومنها العراق، إذ شهد العالم ارتفاعا كبيرا في عدد الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد إلى أكثر من 200 ألف، وهي حصيلة محزنة في خضم معركة بين البشرية والوباء الذي أصاب 3 ملايين شخص، أما في الشأن العراقي فقد رافق انتشار هذه الجائحة في العراق ازمات متعددة اثرت في الأمن المجتمعي والغذائي، وأصبحت الأزمات ظاهرة متلازمة للمواطن العراقي، وعلى النظام السياسي مواجهة كل الأزمات بما في ذلك جائحة كورونا بما يصب في المصلحة العامة وإن لم ترتقِ طريقة إدارة هذه الأزمة إلى مستوى المعايير المطلوبة؛ فيمكن أن تسبب أضرارا مدمرة على البيئة الأمنية العراقية وعلى صعد متعددة منها الأمنية والسياسية والاقتصادية، مما يلقي بتبعاته على الأمن المجتمعي والغذائي للفرد العراقي، وقد كشف تفشي الجائحة مسألة في غالية الأهمية وهي ضعف الإنفاق على الجوانب التي من شأنها تحقيق بيئة أمنية ملائمة ومنها توفير الإنفاق المالي لمواجهة خطر الكوارث المتوقع حدوثها بين الحين والأخر، قياسا بالاتفاق على التسليح  وتجييش الجيوش الذي يمثل حالة لتحقيق الأمن المجتمعي، فأدى انتشار جائحة كورونا إلى تغيير كثير من ديناميكيات العملية السياسية على مختلف الصعد المحلية والإقليمية والدولية، ومن أهم المخاطر التي تواجه الأمن المجتمعي هي:

  1. من اللافت للنظر إن الفاعلين المنتسبين للتيارات الإرهابية في العراق، أبدوا قدرات ملحوظة على التأقلم السريع مع تلك التغيرات الناجمة عن أزمة انتشار هذه الجائحة، فتم رصد عدد من المسارات ظهرت عن طريقها تأثيرات انتشار كورونا في تحرك تلك الجماعات.
  2.   كثف تنظيم داعش هجماته على مناطق مختلفة مستهدفا عناصر الأمن ودورياتهم ونقاط المرابطة بنحو مكثف، واستهدف المتعاونين مع القوات الأمنية وقادة الحشد العشائري المحلي، وهذه العناصر الإرهابية تستغل حظر التجوال وانشغال القوات الأمنية بتوزيع المساعدات وفرض إجراءات العزل الصحي لتوسيع عملياتها، والأهم هو إبعاد قوات التحالف الدولي التي لها دور واضح في مكافحة الأرهاب من حيث الاستطلاع والتنصت والتصوير الجوي.
  3. أما على صعيد العمليات، فهناك تحذيرات من أن الجماعات الإرهابية على اختلاف توجهاتها يمكن أن تستغل انشغال الدولة في مكافحة تفشي فيروس كورونا ومعالجة تداعياته؛ لزيادة العمليات الإرهابية والأعمال العدائية ؛كي تزيد من مكتسباتها على أرض الواقع.
  4. عثور عناصر التنظيم على مناطق هشّة يسهل التمدد أو النشاط فيها، مستغلين الإجراءات التي اتخذتها السلطات لاحتواء جائحة فيروس كورونا وانشغال القوات الأمنية بإجراءات حظر التجوال وتطبيقه في مراكز المدن، ونظام المناوبات المعمول به للتقليل من العدوى في صفوف قوات الأمن،
  5. ان خلايا تنظيم داعش استغلت غياب الدعم اللوجستي والاستخباري للتحالف الدولي (لمحاربة داعش)، وبدأت بالتحرك في المناطق التي تفتقر إلى تواجد أمني وعسكري، والقوات العراقية لا تمتلك القدرة على القيام بدور التحالف الدولي في مجال الدعم الاستخباري واللوجستي.
  6. تمكن عناصر التنظيم من توسيع عملياتهم المسلحة بسبب تعقيدات الوضع السياسي، وجائحة كورونا، وإن القوات الدولية المتحالفة مضطرة لاتخاذ تدابير لمنع تفشي الوباء داخل وحداتها العاملة هناك، وأدت كل هذه التغييرات إلى تمكين التنظيم من تطوير نفسه ؛ ليتحول من مجاميع تقاتل بطريقة عشوائية إلى مجاميع تقاتل في قواطع وكتائب بجغرافيا محددة وبصلاحيات لا مركزية.
  7. 7-   يتصاعد خطر تحرير مقاتلي التنظيم ونسائهم وأطفالهم من السجون في العراق وسوريا إذا ما تفشى الفيروس في السجون ومعسكرات الاعتقال، وهي الحالة المحتملة الآن، في ضوء توقعات بتخلّي المسؤولين عن إدارة بعض السجون عن مهماتهم، وهو ما سيكون مكسبًا يحقق نقلة نوعية لـ “داعش”، وقد هرب أكثر من 750 شخصا مشتبها بصلتهم بداعش من معسكر عين عيسى شمال شرق سوريا. ونجحوا في ذلك؛ لأن القوات الكردية فقدت السيطرة هناك بسبب هجوم تركي، وعلى هروب السجناء، الذي يراهن عليه تنظيم داعش في العراق، ويقوي التنظيم أعضاء المجموعة الإرهابية الذين تلقوا المساعدة من مقاتلين آخرين للهروب من السجون وأماكن الاعتقال.

  فمدة انتشار هذه الجائحة خطيرة جدا ومؤثرة في الأمن المجتمعي وحياة كثير من افراد المجتمع العراقي (مدنيين وعسكريين)، فيتوجب على الأجهزة الأمنية تصعيد عمليات المواجهة والانتباه والقدرة على صد أية ثغرات من هذا النوع، سواء على الأرض أم رصد المنصات الإلكترونية والإنترنت ومتابعتها، تلك التي تسعى التنظيمات الإرهابية إلى استغلالها في بث الشائعات والمعلومة المغلوطة، وإثارة الهلع في صفوف المواطنين، ويعد وباء استخدام التنظيمات المتطرفة لوسائل التواصل والإنترنت لبث الرعب والفزع، مساويا لخطورة جائحة كورونا، فمن الضروري الحفاظ على الحالة المعنوية للمواطنين، وثقة المجتمعات في أجهزة الدولة والانتباه جيدا في هذه المدة.

فالأمن المجتمعي يتحقق بتداخل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وصولا إلى تحقيق أمن الإنسانية بالقضاء على الأنظمة الشمولية أو الدكتاتورية والإقصائية ليست الحاكمة سياسيا فحسب بل تلك المتحكمة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ودينيا.

المحور الثاني: تأثير جائحة كورونا في الأمن الغذائي العراقي.

 إن استمرار انتشار جائحة كورونا يؤثر في سلسة توريد الغذاء وستنتقل الخسائر من أسواق الأصول الخطرة والأسهم و الملاذات الآمنة إلى قطاعات أخرى أهمها حركة التجارة والأمن الغذائي العالمي، والكساد المتوقع في جميع أسواق التجزئة على مستوى العالم، ومع تبني كثير من الحكومات فرض حظر التجول والزام المواطنين بالبقاء في منازلهم، وتوقف عمليات النقل، وإجراءات الحجر الصحي تحد من القدرة على الوصول إلى الأسواق وحدوث انقطاعات في سلسلة التوريد التي ينجم عنها خسارة المواد الغذائية وهدرها، وهذا من شأنه أن يؤثر في التوريد، مما أدى إلى حدوث تراجع اقتصادي عالميا، ومن المرجح أن ينسحب ذلك على الاقتصاد العراقي، ويمكن للتباطؤ الاقتصادي أن يزيد من تفاقم مشكلة انعدام الأمن الغذائي القائمة؛ إذ إنه يحد من قدرة الأفراد على الوصول إلى المواد الغذائية المغذية بطرائق مختلفة، بينها انخفاض الدخول أو ارتفاع معدلات انعدام الأمن الوظيفي، وقد تؤدي العواقب الاقتصادية المترتبة على هذا المرض إلى تضرر عدد يفوق المتضررين من المرض نفسه ولاسيما إن الأمن الغذائي في العراق يعتمد على الواردات لتلبية الاحتياجات الغذائية والوقود، والحاجات الضرورية الأخرى

وتنطوي الآفاق الاقتصادية المستقبلية للعراق على تحديات كبيرة وهي

  1. يُتوقع أن يؤدي انهيار أسعار النفط الدولية وغير ذلك من الظروف العالمية غير المواتية، بما في ذلك تعطل الإنتاج وسلاسل التوريد جراء تفشي جائحة كورونا، إلى إلحاق أضرار بالغة بالعراق، وسيؤدي ذلك إلى انكماش اقتصاده في عام 2020.
  2.  سيكون من الصعب إنعاش الاقتصاد في ظل غياب إصلاحات ملموسة لتعزيز مشاركة القطاع الخاص.
  3. 3.      يُتوقع أن تؤثر ؟؟؟، التي تفاقمت العامين الماضيين، سلبا على المالية العامة في ظل ذلك ونتيجة له.
  4. إن الحكومة العراقية ستواجه على الأرجح فجوة تمويلية حادة لن تقتصر نتائجها على إرجاء تنفيذ مشروعات البنية الأساسية الحيوية في قطاعات تقديم الخدمات فحسب، بل في إرجاء تنفيذ برامج بناء رأس المال البشري، بسبب الجمود في الموازنة وضعفها مما ستحد من قدرة الحكومة على تلبية احتياجات التعافي الاقتصادي فيما بعد انحسار جائحة كورونا.
  5. إن التراجع الاقتصادي بسبب كورونا يعني ارتفاعا كبيرا في أسعار الواردات وانخفاضا كبيرا في الصادرات.
  6. إن نقص العمال بسبب المرض، وتوقف عمليات النقل، وإجراءات الحجر الصحي تحد من القدرة على الوصول إلى الأسواق وحدوث انقطاعات في سلسلة التوريد وينجم عنها خسارة المواد الغذائية وهدرها، وهذا من شأنه أن يؤثر في التوريد، مما انعكس سلبا على القطاع الغذائي والزراعي.
  7. أن الأزمة الحالية أثرت بالفعل في حركة النقل في ظل تقييد الحركة ودعم إطلاقها بنحو كامل، وتؤثر كذلك في سلامة الغذاء، ولا سيما إن الافراد بحاجة إلى أغذية معينة لتقوية أجهزة الجسم لمواجهة كورونا، وهذا تسبب بطريق مباشر في تكالب كبير على السلع، وهو ما يتسبب في ارتفاع أسعارها، وعليه عدم قرة بعض المواطنين على شرائها.

المحور الثالث: المعالجات والحلول لمواجهة تأثير جائحة كورونا في البيئة الأمنية العراقية:

هناك سبل واستراتيجيات يمكن بها تقليل تأثير جائحة كورونا في البيئة الأمنية العراقية سواء الأمن المجتمعي أم الأمن الغذائي  وعن طريق الاتي:

أولا: السبل الأمنية للقضاء على التنظيمات الإرهابية وتحقيق الأمن المجتمعي في العراق

ويبرز دور أجهزة الأمنية في المرحلة المقبلة بمدخلين استراتيجيين تنصب اتجاهاتهما على الصعيد الداخلي والخارجي

  1. المدخل الاستراتيجي الداخلي (البيئة الداخلية):
  2. تحطيم حاجز جمود اختراق التنظيمات الإرهابية بتفعيل أدوار عناصر استخباراتية مهجنة للحصول على المعلومة الدقيقة.
  3. رفد صانع القرار العراقي برؤية معلوماتية مستقيمة؛ ومن شأن هذا إعادة صياغة القرارات الاستراتيجية بصورة صحيحة على صعيد الأمن الاستراتيجي وعلى الصعيد السياسي.
  4.  كسر الجمود الاستخباراتي (المكتبي) بتضييق فجوة المسافة بين العناصر الاستخباراتية والبيئة الأمنية (الداخلية والخارجية)، الذي من شأنه الانعكاس على حسن الأداء الاستخباراتي، وبخاصة في ظل انشار هذه الجائحة التي اثرت في حرية الحركة.
  5. تكثيف الجهود الاستخباراتية في المناطق البعيدة من الأماكن المأهولة، إذ تمثل هذه المناطق دوائر رخوة للبيئة الآمنة الوطنية انطلاقا من البعد الجغرافي الذي يعد نقطة مفصلية في دائرة الأمن الاستراتيجي الوطني.
  6.  تضليل العدو عن طريق إمداده بمعلومات زائفة من طريق استراتيجية (الاختراق الزائف) التي تمكن الأجهزة الاستخباراتية من زرع معلومات تكتيكية مزيفة داخل المنظمات الإرهابية.
  7.  تشكيل هيأة الإنذار المبكر الاستخباراتية التي يقتصر عملها على جمع المعلومات المستقبلية من دوائر البحث والتقصي (صناديق الأفكار)، التي ترتبط مباشرة بالهياكل العليا لأجهزة الاستخبارات الوطنية؛ من أجل إعطاء تصورات ذهنية لهيكلة البيئة الأمنية الداخلية والإقليمية، وهو بالتأكيد سيسهم بنحوٍ كبير في كسر حاجز الصدمة الأمنية.
  8. وأخيرا بناء شبكات أمان اجتماعي، وإنهاء محاولات التوظيف الديني للأزمة، وتعزيز وترسيخ صورة ضرورة الأخذ بكل أسباب العلم في التصدي لكورونا.
  • المدخل الاستراتيجي الخارجي (البيئة الإقليمية – الدولية):
  • الإفادة من تقنيات التكنولوجيا التي تمتاز بها معدات الاتصال المستخدمة بين التحالف والقوات الشريكة للدعم الفوري لقادة الجانبين على الأرض، فتساعد في مواصلة مهمة هزيمة داعش، في الوقت الذي ساعدت فيه على بقاء قوات التحالف والشركاء بصحة جيدة أثناء هذه الجائحة.
  • –          تنسيق الجهود الاستخباراتية المحلية مع الأجهزة الاستخباراتية الإقليمية، بتكثيف الارتباط والنفوذ والتعامل المسيطر عليه بالتعاون الأمني والتنسيق المؤسساتي المحسوب، من دون أن يؤثر هذا التنسيق في عمل الاستخبارات في الداخل بالابتعاد عن الاتكال على الأجهزة الخارجية بنحو كبير في اقتناص المعلومة.
  • تعضيد التنسيق الاستخباراتي مع الاستخبارات الدولية (المتنفذة)، فمن ضرورة الارتقاء بعمل أجهزة الاستخباراتية الوطنية هو إيجاد نوع من الترابط والتعاون مع الأجهزة الاستخباراتية الدولية العريقة الذي يعطي فائدة من الإمكانيات الحديثة في استقصاء المعلومة، فضلا عن تكثيف التعاون من أجل تبادل المعلومات الذي سينعكس إيجابا على البيئة الأمنية الوطنية.
  • الاختراق المضاد للاستخبارات الإقليمية لكشف بوصلة التأثير في الأمن الوطني العراقي، وكسر حاجز العمل في الداخل، وإيجاد نوع من التوازن لرفع مستوى الجهد الاستخباراتي الخارجي؛ ليوازن حجم الجهد الخارجي. اي تبني استراتيجيات سيبرانية يقع عليها الحد من استخدام التنظيمات الإرهابية المنصات الإعلامية الالكترونية من اجل التنظيم والدعم والترويج، إذ بنى تنظيم (داعش) أسس اعلامه وتجنيده واتصالاته باستخدامه وسائل الاتصال الاجتماعي بين أعضائه لتجنب ملاحقة أجهزة الاستخبارات الدولية

ثانيا: السبل الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي في العراق في ظل انتشار جائحة كورونا

  • إن التدفق السلس للتجارة العالمية ومراقبة أسعار الأغذية ومراقبة الأسواق سيساعد على تأمين توريد الأغذية.
  • يسمح للمزارعين وأصحاب المواشي بالانتقال من وإليها مدة حظر التجول.
  • –          تسهيل عملية حصاد المحصول وتخزينه في المناطق الريفية، فضلا عن تسهيل تسويقها وبيعها بأسعار مدعومة.
  • توفير فرص العمل للجميع بما يوازي إمكانياتهم البشرية وقابلياتهم الجسمانية ومؤهلاتهم وخبراتهم، ليتوافر الدخل المناسب لكل فرد بما يمكنه من تلبية متطلبات الحياة، والاستقرار في العمل وانسيابية الحصول على الدخل، فان بقيت الأزمات تؤثر بشكل مباشر في الناس وتؤدي إلى تسريح الآلاف من العمال والموظفين في العراق مما يؤدي إلى انتشار الفقر والبطالة وانعكاس ذلك على الأمن الغذائي
  • تفشي الوباء لا يعني أن تقف عجلة الإنتاج بل لابد من استمرارية الحياة وفي هذه النقطة بالتحديد ينبغي للمجتمع أن تكون لديه قدرة الحصول على الغذاء الأساس على الأقل، وهذا الغذاء ينبغي له أن يكون آمنا أي يخلو من الملوثات أو الآثار الجانبية التي تتركها عمليات التلاعب الجيني والوراثي.
  • العمل على تطوير الزراعة يتطلب الاهتمام بالصناعة الوطنية للنهوض بها توازيا مع الزراعة، ويتم ذلك في ظل سياسة دعم المنتج الوطني وتشجيعه عن طريق الدعم المتنوع وتقليل المنافسة الأجنبية، وتفعيل قوانين صادرة ولكنها معطلة من حيث التطبيق كقانون حماية المستهلك، وقانون حماية المنتج المحلي ومنع المنافسة والاحتكار.
  • إن انشاء منظومة قانونية تحترم الإنسان وحقوقه وتعمل على الاهتمام به ورعايته وتوفير متطلبات العيش الذي يحفظ الكرامة الإنسانية التي نراها جزء لا يتجزأ من الأمن الإنساني بل تقع في مقدمته.

قائمة المصادر والمراجع:

  1. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ،  حوار حول الملف العراقي ، مجلة المستقبل العربي، العدد 303، لسنة 2004..
  2. أليسون، ج. ك. بايلز، اتجاهات وتحديات في الأمن الدولي، في كتاب التسلح ونزع السلاح والأمن الدولي، الكتاب السنوي 2005،ط1،ترجمة عمر الايوبي (وآخرون) ، مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت، 2005
  3. شيماء معروف فرحان ، إدراك التهديد وأثره في إدارة الأزمة الدولية : دراسة في العلاقات الأمريكية- الإيرانية ، أطروحة دكتوراه (غير منشورة) ، كلية العلوم السياسية ، جامعة النهرين ، بغداد ،2007. ياسر عبد الرزاق  وهيب عسكر ، مستقبل الأمن الاقليمي في اسيا – الباسفيك ، رسالة ماجستير (غير منشورة) ، كلية العلوم السياسية ، جامعة النهرين، بغداد ، 2007.
  4. عباس رشدي، ، ادارة الأزمات في عالم متغير ، مركز الأهرام للترجمة والنشر، القاهرة، 1993
  5. كاظم المقدادي، التأثيرات الصحية والبيئية للحرب على العراق ، مجلة المستقبل العربي، العدد 300، لسنة 2004.
  6. مرتضى نصري،  الأمم المتحدة – العراق، رصد اثر فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على حالة الامن الغذائي في العراق -الاصدار التاسع 16 حزيران،2020 ، شبكة المعلومات الدولية، تاريخ الولوج: 1/7/2020، الرابط: http://uniraq.com/index.php?option=com_k2&view=item&id
  7. منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، منظمة الأغذية والزراعة تعمل على زيادة الأمن الغذائي في العراق، شبكة المعلومات الدولية، تاريخ الولوج: 22/5/2020، الرابط: http://www.fao.org/in-action/fao-works-to-increase-food-security-in-iraq/ar/
  8. هادي فتح الله، ازمة الحوكمة وانعدام الامن الغذائي في العراق، صدى تحاليل عن الشرق الأوسط، شبكة المعلومات الدولية، تاريخ الولوج 6/6/2020، على الرابط: https://carnegieendowment.org/sada/81977

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *