حميدي مروة                                           – بلعيد محمد مولود

طالبة دكتوراه                                         – دكتور وأستاد محاضر أ

         جامعة باجي مختار عنابة الجزائر                           جامعة باجي مختار عنابة الجزائر

       marwa.hamidi@univ-annaba.org                       belaid_mohamed@hotmail.fr

                     00213663422673                                                         00213661862319

الملخص

التنمية المستدامة هي عملية تنطوي على التطوير في كافة مجالات الحياة بشرط أن يلبي ذلك احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها،ـ فهي بذلك عملية تغيير تتم من خلال التنسيق بين استغلال الموارد الطبيعية والاستثمارات وكذا التغييرات التكنولوجية والمؤسساتية ويتحقق أهداف التنمية المستدامة تنعكس ديناميكية تدفع المجتمع في اتجاه تجسيد مبدأ “التحول” و”التغير” الذي يسمح بتكوين تصور تنموي شامل يعمد إلى تقوية شتى مجالات الحياة الاجتماعية وفقا للمعايير والمستويات والصيغ المعاصرة، وهذا ما فرض على المؤسسة الاقتصادية الاهتمام بالتنمية المستدامة على اعتبار أن ما ينطبق على الاقتصاد الكلي ينطبق أيضا على الاقتصاد الجزئي.

إن المجالات التي من شأنها ابراز دور المؤسسة الاقتصادية في تحقيق التنمية المستدامة ترتكز على ضرورة تحقيق التكامل بين أهداف المؤسسة ومتطلبات البيئة والمجتمع بصفة عامة لخدمة جميع الاطراف من خلال الاهتمام عند قياس أدائها بالآثار المترتبة على مختلف الأنشطة التي تمارسها وانعكاساتها على المجتمع الذي تنشط فيه.

          ومن هذا المنطلق يمكننا اقتراح اليقظة الاستراتيجية كمدخل لمساهمة المؤسسة الاقتصادية في تحقيق التنمية المستدامة فهي أسلوب منظم للإدارة الاستراتيجية تعتمد على مواجهة حالات عدم التأكد والتهديدات خاصة بزيادة وعي مسيريها أن الاستمرار سيكون للقادر على التكيف والتأقلم مع هذه البيئة المساندة لقضية تحقيق التنمية المستدامة.   

الكلمات المفتاحية: التنمية المستدامة -أبعادا لتنمية المستدامة-اليقظة الاستراتيجية أنواع اليقظة الاستراتيجية-المؤسسة الاقتصادية.

Strategic vigilance as an entry point for the economic institution’s contribution to achieving sustainable development

Mohamed mouloud Belaid   

Marwa Hamidi

 University of Badji Mokhtar Annaba, Algeria                        

Abstract:

Sustainable development is a process that encompasses diverse developments in all fields of our contemporary world, taking to account that such developments ought to meet the needs of the present without compromising the ability of future generations to meet theirs. It is, therefore, a process of modification that takes place via the coordination between the exploitation of natural resources and investments, as well as technological and institutional changes, and the goals of sustainable development are achieved; a dynamic that drives the wheel of society towards embodying the principle of “transformation” and “change” that allows the formation of a comprehensive development vision that strengthens various areas of social life by world’s contemporary standards, levels and formulas. As such, economic institutions are compelled to pay attention to sustainable development, bearing in mind that what applies to the macroeconomy also applies to microeconomics.

 The areas that highlight the role of the economic institution in achieving sustainable development are based on the need to achieve integration between the objectives of the institution and the requirements of the environment and society, in general, to serve all parties by paying attention when measuring its performance with the effects of the various activities it exercises and their implications on a society where it is in play.

From this standpoint, we can propose strategic vigilance as an entry point for the economic institutions’ contribution to achieving sustainable development, as it is an organized method of strategic management that depends on confronting uncertainties and threats, especially by raising the awareness of its managers to the fact that continuity will be for the one who can adapt to this supportive environment to achieve sustainable development.

Keyword:

 Sustainable development – dimensions of sustainable development – strategic vigilance – types of strategic vigilance – economic institution.

المقدمة:

تحتل التنمية المستدامة مكانة بارزة على المستوى الدولي، فهي تسعى إلى التأكيد على تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرات الأجيال القادمة، فهي بذلك تسعى على معالجة الفقر وزيادة متوسط الدخل الحقيقي للفرد بالإضافة إلى تحسين مستوى معيشة الأفراد والوصول للرفاهية بصفة عامة.

قد أكد الباحثون أن اهتمام المؤسسة الاقتصادية بالتنمية المستدامة يشير إلى الوعي الذي يتحلى به المسير وبذلك كان لزاما على المسيرين دمج ابعاد التنمية المستدامة في مؤسساتهم من خلال الأخذ بعين الاعتبار عند قياس أدائها للآثار المترتبة عن أي نشاط تمارسه وكذا تأثيره على المجتمع الذي تنشط فيه.

إن المجالات التي بإمكانها ابراز دور المؤسسة في تحقيق التنمية المستدامة ترتكز على ضرورة تحقيق التكامل بين أهداف المؤسسة ومتطلبات البيئة والمجتمع بصفة عامة.

ومن هذا المنطلق يمكننا طرح اليقظة الاستراتيجية كمدخل لمساهمة المؤسسة الاقتصادية في تحقيق التنمية المستدامة باعتبارها وسيلة تسييريه حديثة وأسلوب منظم للإدارة الاستراتيجية تعتمد على التقليل من حالة عدم التأكد البيئي.

مشكلة البحث:

          بناءا على ما سبق يمكننا طرح الإشكالية على النحو الآتي:

كيف تدعم اليقظة الاستراتيجية دور المؤسسة الاقتصادية في تحقيق التنمية المستدامة.

أهمية البحث:

          تبرز أهمية البحث في كونه يتناول بالدراسة والتحليل أحد المواضيع الهامة والحديثة في نفس الوقت فالمؤسسة الاقتصادية بتطبيقها لأبعاد التنمية المستدامة تعتبر الأداة الفاعلة في الاقتصاد، وبحكم التطورات الكبيرة في العالم التي مست جميع الأعمال ظهرت تقنيات ومفاهيم حديثة تتوافق مع بيئة الأعمال من بينها اليقظة الاستراتيجية والتي تهدف أساسا إلى جعل المنظمة الاقتصادية قادرة على التوليف بين المحيط الداخلي والخارجي للمؤسسة.

أهداف البحث:

          سنحاول من خلال هذه الدراسة إبراز دور تقنيات التسيير الحديثة في المؤسسة، اليقظة الاستراتيجية بشكل خاص في دعم المؤسسات الاقتصادية نحو مساعي تحقيق التنمية المستدامة.

فروض الدراسة:

          تنطلق فرضية الدراسة من فكرة مفادها أن اليقظة الاستراتيجية تلعب دورا هاما في تفعيل مساهمة المؤسسة الاقتصاديةفيتحقيق التنميةالمستدامة.

منهجية الدراسة:

          من أجل الإجابة على الإشكالية السابقة الذكر نتبع المنهج الوصفي التحليلي من خلال عرض آراء اهم المفكرين فيما يتعلق بالتنمية المستدامة واليقظة الاستراتيجية وكذا الاستناد على بعض الاحصائيات والدراسات السابقة.

الدراسات السابقة:

          فيما يلي عرض موجز لبعض الدراسات السابقة فيما يخص التنمية المستدامة واليقظة الاستراتيجية:

  • دراسة بعنوان ” دور اليقظة الاستراتيجية في ترشيد الاتصال بين المؤسسة ومحيطها” من إعداد الباحث قوجيل نور الدين، لنيل شهادة الماجستير شعبة الإعلام والاتصال وحاكمية التنظيمات دفعة 2011/2012.

حيث دارت هذه الدراسة حول الإشكالية التالية: إلى أي مدى تساهم ممارسة نشاط اليقظة الاستراتيجية في ترشيد عملية الاتصال بين المؤسسة ومحيطها؟، وهدفت إلى توضيح الرؤية حول دور واهمية اليقظة الاستراتيجية في أداء المؤسسات وفي تفعيل عملية اتصالها بالمحيط الخارجي من خلال اتباع المنهج الوصفي والاستقرائي بما يلائم متطلبات الدراسة وتوصلت إلى العديد من التوصيات من أهمها:

  • يجب على المؤسسة ان تكون في حالة يقظة دائمة لمتابعة ما يحدث حولها من تغييرات واكتساب القدرة على مواكبتها.
  • استحداث هيكل مستقل يقوم بأداء وظيفة اليقظة الاستراتيجية في المؤسسة.
  • دراسة أخرى بعنوان ” دور المؤسسات الاقتصادية في عمليات التنمية المستدامة” للباحث جريو محمد الأمين في إطار مقالة علمية، حيث تمحورت الدراسة حول الإشكالية التالية: إلى أي مدى يمكن للمؤسسة الاقتصادية أن تساهم في تحقيق التنمية المستدامة من خلال الالتزام بالمسؤولية البيئية والاجتماعية؟ وهدفت على إبراز ضرورة اهتمام المؤسسة الاقتصادية بالجانب البيئي والاجتماعي في سياساتها واستراتيجياتها وتوصلت إلى أنه يجب على المؤسسة تغير نمط تسييرها آخذة بعين الاعتبار البعد البيئي والاجتماعي باعتماد طرق طوعية كتطبيق المعايير الدولية ISO14000

وشهادة الصحة والأمن OHSAS18000.

المحور الأول: عموميات حول التنمية المستدامة

  1. تعريف التنمية المستدامة: برزت العديد من المحاولات لتعريف التنمية المستدامة وفيما يلي بعض هذه التعاريف:

عرفتها اللجنة العالمية للبيئة والتنمية بأنها: ”التنمية التي تقتضي بتلبية الحاجات الأساسية للجميع وتوسيع الفرصة أمام المجتمع لإرضاء طموحاتهم إلى حياة أفضل ونشر القيم التي تشجع أنماطا استهلاكيه ضمن حدود الإمكانات البيئية التي يتطلع المجتمع إلى تحقيقها بشكل معقول”. (العايب، 2010)

          عرفها ( Barbier1989) على أنها: ” إنشاء نظام اجتماعي واقتصادي يضمن الدعم لتحقيق الأهداف التالية: زيادة الدخل الحقيقي، تحسن في مستوى التعليم، تحسين صحة السكان. (معنصم، 2015)

حسب تعريف لجنة براندتلاند عام 1987 يمكن أن تعرف التنمية المستدامة على: ” أنها تلبية حاجيات الجيل الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة”، يمكن أن نلمس في هذا التعريف فكرتين: الأولى هي الحاجة والتي تعني بذلك الحاجات الأساسية والتي يجب أن نوليها أولوية والفكرة الثانية محدودية الموارد وقدرة المحيط على الاستجابة في الوقت الحاضر والمستقبل. (عناني و زياني، 2015)

  • خصائص وأهداف التنمية المستدامة: تتميز التنمية المستدامة بخصائص عديدة تمكنها من تحقيق الهدف الأسمى لها.
  • خصائص التنمية المستدامة: من أهم خصائها ما يلي: (ديب، 2008)
  • انها تختلف عن التنمية بشكل عام كونها أشد تداخلا وتعقيدا ولاسيما فيما يتعلق بما هو طبيعي وما هو اجتماعي في التنمية.
  • التنمية المستدامة تقوم على أساس تلبية متطلبات أكثر الشرائح   فقرا في المجتمع وتسعى إلى الحد من تفاقم الفقر في العالم.
  • للتنمية المستدامة بعد نوعي يتعلق بتطور الجوانب الروحية والثقافية والإبقاء على الخصوصية الحضارية للمجتمعات.
  • تداخل الأبعاد الكمية والنوعية بحيث لا يمكن فصل عناصرها وقياس مؤشراتها.
  • التنمية المستدامة لها بعد دولي يتعلق بضرورة تدخل كافة الدول الغنية لتنمية الدول الفقيرة.
  • أهداف التنمية المستدامة:

وضعت منظمة الأمم المتحدة لتحقيق برنامجها في التنمية المستدامة والذي يتميز بمشاركة كل البشر على وجه المعمورة في صناعته وإنجازه أهدافا تسعى لتحقيقها آفاق العام 2030 ويمكن حصرها فيما يلي (جمعية الأمم المتحدة 2019): (بريحة، 2018)

  • القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان.
  • القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة.
  • ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار.
  • ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعظيم فرص العلم مدى الحياة للجميع.
  • تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات.
  • ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع.
  • ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة بتكلفة ميسورة.
  • تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة وتوفير العمل اللائق للجميع.
  • إقامة بنى تحتية قادرة على الصمود، وتحفيز للتصنيع الشامل للجميع والمستدام، وتشجيع الابتكار.
  • الحد من انعدام المساواة داخل البلدان وفيما بينها.
  • جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة.
  • ضمان وجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة.
  • اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره.
  • حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة.
  • حماية النظم الإيكولوجية البرية ومكافحة التصحر ووقف تدهور الأراضي وفقدان التنوع.
  • السلام والعدل والمساواة.
  • تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة.
  • ابعاد التنمية المستدامة: تتميز التنمية المستدامة بثلاثة أبعاد كما يلي: (سمار، 2020)
  • البعد الاقتصادي: النظام الاقتصادي المستدام هو النظام الذي يسمح بإنتاج السلع والخدمات لإشباع الإنسانية وتحقيق الرفاهية بشكل مستمر دون أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بالبيئة الطبيعية وهذا ما يفرض تغيير أنماط الإنتاج والاستهلاك للحد من هدر المواد الطبيعية، والبحث عن الأساليب الفعالة لتلبية الحاجات الاقتصادية دون الإضرار بالبيئة للتقليل من تلوث الهواء، والمياه، والتربة، وبالتقليل قدر الإمكان من النفايات السائلة والصلبة أو معالجتها لتفادي آثارها الملوثة للمياه السطحية والجوفية، والتربة وما قد ينجم عن ذلك  من أمراض أو أوبئة.
  • البعد الاجتماعي: الاستدامة في في بعدها الاجتماعي تعني العدالة في توزيع الثروة بين أفراد المجتمع وإيصال الخدمات الضرورية كالصحة والتعليم والسكن إلى الفئات الفقيرة والقضاء على الفوارق الاجتماعية بين سكان الأرياف، والمدن والمساواة في النوع الاجتماعي وإتاحة المشاركة السياسية ومشاركة هؤلاء السكان في اتخاذ القرارات لإشاعة الحرية وتطبيق الديمقراطية.
  • البعد البيئي: تفرض التنمية المستدامة في بعدها البيئي ضرورة المحافظة على قاعدة ثابتة من الموارد الطبيعية بإتباع أنماط الإنتاج واستغلالها بشكل عقلاني لتجنب الاستنزاف الزائد للموارد المتجددة وغير المتجددة لضمان التنوع الحيوي، ونقاء الهواء وخصوصية التربة والمحافظة على التنوع البيولوجي، ويركز المختصون في مجال البيئة في مقاربتهم للتنمية المستدامة على مفهوم الحدود البيئية التي تعني أن كل نظام طبيعي له حدودا لا يمكن تجاوزها من الاستغلال وأن فرط استغلال هذه الموارد يعني تدهور النظام البيئي، والسبيل الوحيد لحماية هذا النظام هو الحد من إتباع أنماط الإنتاج والاستهلاك البيئية، مثل استنزاف المياه الجزئية والسطحية، وقطع أشجار الغابات وغيرها.

المحور الثاني: الإطار النظري لليقظة الاستراتيجية

  1. مفهوم اليقظة الاستراتيجية: هناك العديد من التعريفات التي أدرجت في مفهوم اليقظة الاستراتيجية من بينها ما يلي:

تعرف اليقظة الاستراتيجية على أنها: ” عملية متواصلة لتسيير المعلومات ودعم القرار لتعزيز الرؤية التطويرية للمؤسسة وضمان البقاء”. (عقون ، 2016)

عرفها lesca   على أنها: ” السيرورة المعلوماتية التي تقوم من خلالها المؤسسة بالاستماع التوقعي للإشارات الضعيفة في بيئتها بهدف اكتشاف الفرص وتجنب التهديدات”. (bekaddour, 2013)

ويتضح من خلال الاطلاع على مفهوم اليقظة الاستراتيجية أن نشاط هذه الأخيرة يرتكز على ثلاث أنواع من الأهداف يطلق عليها (Les 3 A de la veille): (كرغلي، 2013)

  1. تنبيه (Alertir): كشف وتحديد التهديدات، الفرص والاتجاهات والمشاكل.
  2. تكييف(Adapter): ضبط الموارد وفقا للتغييرات الحاصلة في البيئة توقع ثم اتخاذ القرار.
  3. تصرف( Agir): حل المشاكل ذات الطبيعة السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، التكنولوجية والتفاعل لخلق ميزة تنافسية.
  4. مصطلحات قريبة من اليقظة الاستراتيجية: هناك العديد من المصطلحات التي يتم الخلط بينها وبين اليقظة الاستراتيجية ومن بينها ما يلي:
  5. الذكاء الاقتصادي: عرفه هنري مارتر على أنه: ” مجموعة من الأعمال المنسقة للبحث، المعالجة والتوزيع بهدف استغلال المعلومة الضرورية وهي تلك التي تكون في حاجة إليها كل المستويات الإدارية، وإتخاذ القرار في المؤسسة لإعداد وتنفيذ الاستراتيجية الضرورية لبلوغ الأهداف وتحسين مكانتها في المحيط التنافسي. (بتغة، 2016)
  6. الذكاء التنافسي: هو العملية التحليلية التي تقوم بنقل المعلومات من كل الإتجاهات عن المنافسين، المستهلكين، الموردين…إلخ مع معرفة الاستراتيجية المعمول بها من قبل المنافسين سواء كانت هذه المعلومات حول السوق او فرص الأعمال أو التهديدات. (موسى و فرحات، 2018)
  7. الإستخبارات التسويقية: هي عمليات جمع البيانات والمعلومات عن استراتيجيات المنافسين، ولكن يجب أن يتم جمع هذه البيانات والمعلومات بالطرائق الأخلاقية والمشروعة لذلك تجمع البيانات من مصادر رسمية مثل الإعلانات والنشرات العامة. (الحسنة، 2006)
  8. خصائص اليقظة الاستراتيجية: تتسم اليقظة الاستراتيجية بالعديد من الخصائص كما يلي: (بوخريصة، 2014)
  9. الاستراتيجية: تساعد على اتخاذ القرارات وعليه فهي تتعلق بالقرارات غير المتكررة والتي ليس لها تفسير من النماذج المفسرة سابقا.
  10. التطوعية: اليقظة الاستراتيجية لا تعد عملا سلبيا ومحدودا حيث لا تقتصر على المتابعة والترصد البسيط للمحيط، بل تعتبر تطوعية من خلال التيقظ والانتباه الجيد للمعلومات المتوقعة وفي الغالب التحري عنها.
  11. الذكاء الجماعي: اليقظة الاستراتيجية تتطلب الذكاء الجماعي حيث يكون العمل الجماعي بوجود جماعة من الأفراد في اتصال وتفاعل من أجل ملاحظة الإشارات ي المحيط وإعطائها معنى محدد.
  12. المحيط: يتكون محيط المؤسسة من عدة عواملومتغيرات مؤثرة ويتم تأثيرهابطريقة كلية، لاسيما عند التحدث عن استهداف اليقظة الاستراتيجية.
  13. إنشاء الإبداع: اليقظة الاستراتيجية تشمل تغيرات علامات الإنذار المبكر والتي ترتبط بالإبداع في الواقع المعلومات المقصودة يتحرى عنها ولا تصف الأحداث المحققة سابقا ولكن تسمح بتحرير فرضيات وخلق رؤية استباقية.
  14. التنبؤ: وهو تقدير النشاط في المستقبل واضعين في الاعتبارات على العوامل التي تؤثر على ذلك النشاط ومستقبله أي أن التنبؤ هو بناء تصور لما ستكون عليه الظاهرة في المستقبل، تقدير وتخمين ذكي ومدروس.
  15. أنواع اليقظة الاستراتيجية: باعتبار اليقظة سيرورة منسقة ومستمرة تستطيع المؤسسة بواسطتها جمع المعلومات من بيئتها الخارجية واستغلالها فإنه يمكننا أن نميز بين عدة أنواع من اليقظة أهمها: (العيداني، 2017)
  16. اليقظة التنافسية: وهي ذلك النشاط الذي يسمح بتحديد المنافسين الحاليين والمحتملين، وكذا استراتيجياتهم ومشاريعهم المستقبلية، مما يسمح باتخاذ قرارات تؤثر على مستقبل المؤسسة، كما تشير إلى النشاط الذي من خلاله تستطيع المؤسسة فهم سلوك المنافسين، انطلاقا من معرفة آداءاتهم الحالية، واستراتيجياتهم وقدراتهم التي تتضمن انشطتهم وقراراتهم، وهذا بغرض تموقع أعمالهم المستقبلية.
  17. اليقظة التجارية: تشير إلى ذلك النشاط الذي تتكمن من خلاله المؤسسة من دراسة العلاقة بين الموردين والزبائن، والمهارات الجديدة في السوق، ومعدل نمو السوق، كما تتعلق بالاهتمام بتطور احتياجات الزبائن على المدى البعيد، وبتطور علاقة الزبائن بالمؤسسة ووفائهم، كما تهتم بمتابعة تطورات وعرض المنتجات الجديدة وتطور العلاقة مع الموردين، لذلك فإن اليقظة التجارية تهدف إلى جمع المعلومات التي تخص بصفة أساسية: الزبائن، الموردون، سوق العمل.
  18. اليقظة التكنولوجية: ترمي إلى ملاحظة وتحليل البيئة التكنولوجية متبوعا بنشر المعلومات المنتقاة ومعالجتها حتى تكون مفيدة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية، ويمكن القول أن اليقظة التكنولوجية تهتم بمراقبة البيئة من أجل جمع المعلومات الخاصة بالتطورات والمستجدات من أبحاث وابتكارات فضلا عن الاكتشافات التكنولوجية التي يمكن أن تعرض المؤسسة للخطر.

المحور الثاني: مساهمة اليقظة الاستراتيجية كوسيلة تسييريه حديثة في تحقيق التنمية المستدامة

          إن المؤسسات الاقتصادية على اختلاف طبيعة نشاطها تخلف آثارا سلبية على البيئة خلال محاولة تحقيقها للفعالية الاقتصادية وذلك من خلال: استنزاف الموارد، التلوث بالإضافة إلى الاستغلال غير العقلاني لليد العاملة، وهو ما أدى على حتمية دمج البعد البيئي والاجتماعية في المؤسسة الاقتصادية. سنحاول من خلال هذا المحور إبراز مساهمة اليقظة الاستراتيجية كونها وسيلة تسييريه حديثة في دعم الدور الاجتماعي للمؤسسة الاقتصادية كونه يعد مؤشرا هاما لتقييم مساهمة تلك الأخيرة في تحقيق التنمية المستدامة.

  • الدور الاجتماعي للمؤسسة الاقتصادية: قبل التطرق لهذا العنصر يجدر بنا الإشارة إلى تعريف المؤسسة الاقتصادية حيث يمكن تعريفها كما يلي: ” تعرف بأنها وحدة اقتصادية تتجمع فيها الموارد البشرية والمادية اللازمة للإنتاج الاقتصادي.” (بن جيمة، 2010)

باعتبار المؤسسة الاقتصادية نظام مفتوح جزءا لا يتجزأ من المحيط فهي بذلك تؤثر وتتأثر به خاصة من جانب انعكاس أدائها البيئي حيث يقصد به: ” تحمل هذه الأخيرة جزءا من المبادرات أحادية الجانب، أو التعاون مع السلطات العمومية، والتي تلتزم من خلالها المؤسسة باتخاذ التدابير اللازمة لوقف الأضرار والتي تلحقها بالبيئة، أو على الأقل الحد والتخفيف منها بعدما كانت تتخذ موقفا دفاعيا تجاه هذه الأضرار في السابق. (جريو، دور المؤسسات الاقتصادية في عمليات التنمية المستدامة)

          يتضح الدور الاجتماعي للمؤسسة الاقتصادية وأهميته في تحقيق التنمية المستدامة من خلال تبني المؤسسات الاقتصادية للمسؤولية الاجتماعية، فهي تشير إلى ان المؤسسة يجب أن تأخذ التأثيرات البيئية والاجتماعية في نشاطاتها، وألا ينصب اهتمامها على المردودية والنمو، ويجب أيضا أن تأخذ انشغالات كل الأطراف المتعاملة معها. (عامر، 2017)

          تكمن أهمية المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات في كونها تعمل على تحسين صورة المؤسسة في المجتمع كما من شأنها تحسين مناخ العمل وبعث روح الترابط بين مختلف الأطراف هذا بالنسبة للمؤسسة أما بالنسبة للمجتمع فهي تعمل على تحقيق الاستقرار الاجتماعي نتيجة لتوفر نوع من العدالة وسيادة مبدأ تكافؤ الفرص وهو جوهر المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة، تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمجتمع بالإضافة على الارتقاء بالتنمية انطلاقا من زيادة التثقيف والوعي الاجتماعي على مستوى الأفراد وهذا يساهم بالاستقرار السياسي والشعور بالعدالة الاجتماعية، هذا ولا يمكن إنكار دور المسؤولية الاجتماعية بالنسبة للدولة كونها تساهم في التطور التكنولوجي والقضاء على البطالة وغيرها من المجالات التي تجد الدولة الحديثة نفسها غير قادرة على القيام بأعبائها. (جريو)

  • دور اليقظة الاستراتيجية كمدخل لمساهمة المؤسسة الاقتصادية في تحقيق التنمية المستدامة.

تعد اليقظة الاستراتيجية احدى الوسائل التسييرية الحديثة التي تنتجها المؤسسة نظرا لكونها تساعدها على استيعاب بيئتها للتعامل معها في الوقت المناسب، فهي ترتكز أساسا على توفير المعلومات التي تجعل المؤسسة على اتصال وثيق ببيئتها.

ويمكننا توضيح ذلك أكثر من خلال الرجوع إلى الجانب البيئي لليقظة الاستراتيجية ضمن أنواعها وربطه بالدور الاجتماعي للمؤسسة الاقتصادية نحو تحقيق التنمية المستدامة.

  • اليقظة البيئية ودورها في دعم مساعي المؤسسة الاقتصادية نحو تحقيق التنمية المستدامة:

تهتم اليقظة البيئية بمكونات البيئة الخارجية العامة أي العوامل غير المرتبطة مباشرة بمهنة المؤسسة، وهي تشمل اليقظة الاجتماعية، اليقظة الاقتصادية، اليقظة السياسية، والتشريعية واليقظة الجيوسياسية ويمكن شرح ذلك فيما يلي: (قوجيل ، 2011)

  • اليقظة الاجتماعية: وتهدف إلى الحد من الآثار السلبية خاصة فيما يتعلق بالعلاقات القائمة بين أفراد التنظيم.
  • اليقظة الاقتصادية: ترتبط بمختلف التطورات والمتغيرات الحاصلة في البيئة الاقتصادية للمؤسسة حيث تتبع من خلالها المؤسسة أنشطة البنوك وما يتعلق بها والوضع الاقتصادي العام ومستوى المداخيل والأجور وتطورات أسعار الاستهلاك والإنتاج …إلخ أي جميع الأنشطة الاقتصادية.
  • اليقظة السياسية والتشريعية: وتهدف على تتبع التحولات الحاصلة في البيئة السياسية بما فيها من قوانين وإجراءات ومعايير وقواعد، كقرارات منع أو تنظيم استيراد بعض المواد الخام والسلع النهائية وقوانين تشجيع الاستثمار ومنح التسهيلات والقروض والإعفاءات وقوانين حماية البيئة الإيكولوجية…إلخ والتي لها تأثير حالي ومستقبلي على نشاط المؤسسة كما يمكن إضافة أنواع أخرى من اليقظة في هذا المجال مثل نشاط اليقظة الإيكولوجية والجيوسياسية.

وخلاصة القول أن اليقظة الاستراتيجية بإمكانها تفعيل مساهمة المؤسسة الاقتصادية في تحقيق التنمية المستدامة للأسباب الآتية :

– كون اليقظة الاستراتيجية تتعلق بجانب واسع ببيئة المؤسسة فهي تدخل ضمن استراتيجية المؤسسة.

– كون اليقظة الاستراتيجية تقوم أساسا على المعلومة الاستباقية المرصودة من بيئة المؤسسة هذا ما يجعل المؤسسة سباقة    وفعالة أكثر فيما يخص اللوائح والقوانين والسياسات المفروضة عليها من الناحية البيئية. 

  • كون اليقظة الاستراتيجية تساهم في إنجاح عملية الاتصال بين المؤسسة ومحيطها وهو ما يجعل المؤسسة الاقتصادية على إطلاع أكثر بالتوجهات العالمية نحو الاستدامة.

خاتمة:

          كانت هذه الدراسة كمحاولة لإبراز دور اليقظة الاستراتيجية كمحاولة لإبراز دور اليقظة الاستراتيجية في تفعيل مساهمة المؤسسة الاقتصادية نحو تحقيق التنمية المستدامة كونها تعتمد على التسيير الأمثل للمعلومة، وكون البيئة الحالية تتطلب التنبؤ بما قد يحصل آجلا، وتوصلنا للنتائج والتوصيات التي سنقدمها فيما يلي:

النتائج والتوصيات:

  • إن العلاقة الارتباطية بين المؤسسة الاقتصادية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الحكومات، والتنمية المستدامة كونها توجه عالمي، يفرض على المؤسسات الاقتصادية إدراج مختلف الوسائل التسييرية الحديثة وعلى رأسها اليقظة الاستراتيجية ضمن استراتيجياتها العامة، كونها تسمح بتحقيق منافع للمؤسسة والمجتمع على حد سواء.
  • إن حرص المؤسسة الاقتصادية على دورها الاجتماعي أي التحلي بالمسؤولية الاجتماعية يعكس مساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة.
  • إن غياب إطار رسمي لليقظة الاستراتيجية يحد من فاعليتها في تحقيق أهداف المنظمة لذلك وجب على المؤسسات الاقتصادية أخذ ذلك بعين الاعتبار واستحداث خلية لليقظة الاستراتيجية داخل هياكلها.
  • ضرورة التوعية بمفهوم اليقظة الاستراتيجية وذلك من خلال تنظيم أيام دراسية، ندوات، ملتقيات من أجل لفت نظر المؤسسات لأهميتها.

قائمة المراجع:

 

  1. bekaddour, h. (2013). veille stratégique and intelligence economique( thèse de magister). 46. université de tlemcen.
  2. أسماء كرغلي. (2013). اليقظة التكنولوجية كأداة لزيادة القدرة التنافسية للبنوك (رسالة ماجستير). بومرداس، جامعة أحمد بوقرة.
  3. العيداني, ح. (2017). اليقظة الاستراتيجية كخيار استراتيجي لتعزيز تنافسية المؤسسة الاقتصادية( أطروحة دكتوراه في العلوم). من 136إلى147. علوم التسيير: جامعة الجزائر 3.
  4. بريحة, ف. (2018, 8). مساهمة الادارة الاستراتيجية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. مجلة المؤشر للدراسات الاقتصادية, 2(3), 09-10.
  5. بن جيمة, ع. (2010). دور المؤسسات الاقتصادية في عمليات التنمية المستدامة( أطروحة ماجستير). (11), 02. الجزائر: جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان.
  6. جريو, م. (s.d.). دور المؤسسات الاقتصادية في عمليات التنمية المستدامة. مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسية, 11, 262.
  7. جريو, م. (s.d.). دور المؤسسات الاقتصادية في عمليات التنمية المستدامة. مرجع سبق ذكره, 271.
  8. خديجة بوخريصة. (2014). اليقظة الاستراتيجية ودورها في تنافسية المؤسسة الاقتصادية الجزائرية( أطروحة ماجستير). 33. كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير: جامعة وهران 3.
  9. سليم الحسنة. (2006). نظم المعلومات الإدارية وإدارة المعلومات في عصر المنظمات الرقمية. دار الورق للنشر والتوزيع: 3.
  10. سمار, ن. (2020). ابعاد التنمية المستدامة في المنظور العلمي والمنظور الاسلامي. مجلة دراسات اقتصادية, 18(2), 77-78.
  11. شراف عقون . (2016). اليقظة الاستراتيجية كمدخل لبناء وتنمية المزايا التنافسية للمؤسسات الاقتصاديةتجربة الجزائر. مجلة العلوم الانسانية(5)، 270.
  12. صونيا بتغة. (2016). الذكاء الاقتصادي كآلية للتحكم في المعلومة الاستراتيجية ودوره في صناعة مؤسسة تنافسية ( أطروحة دكتوراه). 101. المسيلة، جامعة محمد بوضياف.
  13. عامر, ح. (2017). دور المؤسسات الاقتصادية في تحقيق التنمية المستدامة في ظل التكتلات الاقتصادية (أطروحة دكتوراه). 77-76. قسم علوم التسيير, المسيلة: جامعة محمود بوضياف.
  14. عبد الرحمان العايب. (2010). التحكم في الأداء الشامل للمؤسسة الاقتصادية في الجزائر في ظل تحديات التنمية المستدامة(أطروحة دكتوراه). 12. كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، سطيف: جامعة فرحات عباس.
  15. فريدة فايزة عناني، و نجيبة زياني. (2015). واقع التنمية المستدامة في الجزائر. le cahier du Mecas(11)، 289.
  16. كمال الدين ديب. (2008). دور المنظمة العالمية للتجارة في تحقيق أبعاد التنمية المستدامة مدخل بيئي (اطروحة دكتوراه). 23- 24. كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير: جامعة الجزائر.
  17. معنصم, م. (2015, 08 23). دور الاستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة (أطروحة دكتوراه). 44. دمشق, كلية الاقتصاد, سوريا: جامعة دمشق.
  18. موسى, س., & فرحات, س. (2018). أثر الذكاء التنافسي في تحسين الأداء الصناعي. مجلة اقتصاديات الأعمال والتجارة(5), 4.
  19. نور الدين قوجيل . (2011). دور اليقظة الاستراتيجية في ترشيد إتصال المؤسسة ومحيطها(اطروحة ماجستير). 34-35. شعبة الاعلام والاتصال وحاكمية التنظيمات، عنابة: جامعة باجي مختار عنابة.

2 thoughts on “اليقظة الاستراتيجية كمدخل لمساهمة المؤسسة الاقتصادية في تحقيق التنمية المستدامة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *