م. د. مريم مجيد عبد الله

وزارة التربية، مديرية تربية بغداد الكرخ الثالثة/ ثانوية غانم حمودات

Maryam 71majeed@gmail.com

009647505957529

الملخص 

تكمن مشكلة بحث (النوازل العقدية المعاصرة” شرك التمائم”) في تسليط الضوء على الشرك المنتشر في الوقت المعاصر عن طريق التمائم، والتعلق بها والاعتقاد بأنها تنفع وتضر، كونها مشكلة عقدية، ذات اثر بالغ الخطورة في المجتمعات التي أبتلية به لضررها في فساد العقيدة الإسلامية الصحيحة التي هي اصل لصلح الدين، وللخطر الحقيقي الذي يتسبب في انحطاط كرامة المعتقد بها، واذلل نفسه لعبادة غير الله، والاعتقاد بأشياء لا تضر ولا تنفع، وهدم أهم اركان العقيدة واساسها، وهو توحيد الله، والإيمان به وحده وعدم الاشراك به، وجاء هذا البحث ليوضح شيوع الاعتقاد بتعليق التمائم في العصر الحالي، وانواعها، وأسباب تعليقها، وحكم الاعتقاد بها.

 

Contemporary doctrinal calamities “shirk altmaem”

Dr. Maryam Majeed Abdullah

Ministry of Education, Directorate of Education of Baghdad Al-Karkh3 / Ghanem Hamoudat High School for Distinguished Students

Abstract

       The research (Contemporary Doctrinal Calamities “The Polytheism of Amulets”) came to shed light on the polytheism that is widespread in the contemporary era through amulets, attachment to them, and the belief that they benefit and harm and a doctrinal problem emerged, the effect of adult sin in societies that are afflicted with it because of its harm in the corruption of the Islamic faith. It is indeed a source of reconciliation and of the danger that causes the decline of the dignity of those who believe in it, and the humiliation of oneself by worshipping other than God and believing in things that do not harm or benefit, and demolishing the most important pillars of the faith and its foundation, which is the true monotheism of God, and belief in Him to join and not associate with Him, and this research came to clarify the prevalence of The definition of wearing amulets in the current era, their types, reasons for wearing them, and their ruling.

المقدمة

الحمد لله الذي خلقنا علمنا وهدانا والصلاة والسلام على نبينا محمدr خاتم الأنبياء والمرسلين واله وصحبه المنتجبين وبعد…

أن من أولويات الإيمان هو التوكل على الله تعالى والاعتقاد بأنه هو وحده النافع، والضار حتى عد الاعتقاد والتوكل بشيء مع الله تعالى يعد كفراً واشراكاً به وخللاً بالعقيدة: وبين ذلك أبن القيم بقوله:”متى طالع بتوكّله عرضًا كان توكّله مدخولًا وقصدُه معلولًا”.(ابن قيم، 2019،ص.573).

مشكلة البحث:

انتشار الاعتقاد بالتمائم، والإيمان بها بطريقة تؤثر على سلوك الفرد وتصرفاته وأن صلاح حاله يكون باقتنائها.

أهمية البحث:

تأتي أهمية بحث (النوازل العقدية المعاصرة” شرك التمائم”) حرمة تعليق التمائم، والرجوع الى الإيمان بالله وحده، ونبذ عادات الجاهلية والتنبيه على خطورة الاعتقاد بالتمائم، لفساد العقيدة الصحيحة.

هدفا البحث:

الأول: معرفة النوازل العقدية المعاصرة وأسبابها.

الهدف الثاني: محاولة تصحيح العقيدة بعدم التعلق بالتمائم والإيمان بالله وحده.

حدود البحث، ومجتمع الدراسة: حدود البحث هي الوقوف على نوازل مستجدة في هذا العصر تتعلق بالتمائم وتؤمن وتوقن بها، المتمثل بمجتمع عينة البحث ، وهم عدد من طلبة الجامعة العراقية في بغداد.

منهجية البحث:

اعتمدت الباحثة في بحثها على المنهج الوصف والتحليل لظاهرة التعلق بالتمائم بتوضيح الاسباب والنتائج.

فرضية البحث: تضم فرضية البحث على ثلاث أسئلة هي:

  • ما علاقة الجهل بتعليق التمائم؟
  • ما فائدة تعليق التمائم؟
  • ما أسباب تعليق التمائم؟

نتائج الفرضية: وجود فروض ذات دلالة إحصائية بين الجهل بحرمة تعليق التمائم، وفائدة تعليقها، وسبب تعليقها.

 الدراسات السابقة:

لم  أكن أول من بحث في هذا الموضوع، ولكن لأهميتها اشرعة بدراسته واستفدت من مراجعة الدراستين السابقتين:

  • الرقى والتمائم في الجاهلية والإسلام “دراسة وصفية” رسالة ماجستير. أبراهيم بن صالح بن محمد العيادة. جامعة أم درمان:2009. ملخص البحث: يركز موضوع البحث على حكم التمائم بين الجاهلية والاسلام.
  • حكم تعليق التمائم ودراسة مدى أنتشارها بين أفراد المجتمع طالبات جامعة الاميرة نورة أنموذجاً(دراسة تطبيقية وصفية). د.منتهى بنت منصور الحميميدي. مجلد (77) .العدد الأول. الجزء الأول. يناير.2020.

ملخص البحث: يركز موضوع البحث على حقيقة التمائم وحكمها في ميزان الاعتقاد.

خطة البحث: تكون البحث من مقدمة، وثلاث مباحث، الاول في: التعريف بمصلحات البحث. وتناول المبحث الثاني النوازل العقدية (التمائم) في العصر الجاهلي والمعاصرة أنواعها وأسباب الشرك بها ، وكان من ثلاث مطالب، فكان المطلب الأول عن: التمائم في العصر الجاهلي وأنواعها، في حين كان المطلب الثاني: التمائم في العصر الحاضر وأنواعها، بينما كان المطلب الثالث عن: أسباب شرك التمائم في العصر الحاضر. أما المبحث الثالث فكان في حكم العقيدة الإسلامية في النوازل المعاصرة (التمائم) دراسة عملية، وشمل على مطلبين: فكان المطلب الأول عن: حكم العقيدة الإسلامية في تعليق التمائم، في حين كان المطلب الثاني: دراسة عملية لتوضيح التعلق في الوقت المعاصر بالتمائم من خلال استبانة أظهرت أسباب تعليق التمائم، والاعتقاد بفائدتها، وحكم تعليقها، وتحليل النتائج، وأنهيت البحث بخاتمة ذكرت فيها خلاصة ما توصلت اليه من نتائج وتوصيات.

الكلمات المفتاحية: النوازل، العقيدة، المعاصرة، الشرك، التمائم.

المبحث الأول

التعريف بمصطلحات البحث

أولا: النوازل في اللغة والاصطلاح: جمع نازلة، وجذرها نزل وهو ما يدل على هبوط الشيء ووقوعه.(ابن فارس، 1979،ص. 5/ 417)، ومنه قوله تعالى:{ولقد راه نزلة اخرى}(سورة النجم:13).ومعنى النازلة: المصيبة والشدة من شدائد الدهر تنزل بالناس مفردها نّازِلَةُ، وهي الشديدة من شَدَائِدِ الدهْرِ تَنْزِلُ بالخلق(بن عباد،1994،ص.2/298). وجاء في الشعر عن النازلة الأمر الشديد لقول الشاعر: وَلَرُبَّ نَازِلَةٍ يَضِيْقُ بِهَا الْفَتَى… ذَرْعًا وَعِنْدَ اللهِ مِنْهَا الْمَخْرَجُ. (التنوخي،1978،ص.5/15).

أما النوازل اصطلاحاً: هي الأمور والقضايا المستجدة تحصل مع تطور الأوقات، واختلاف الأزمان، والأماكن ولم يأتي فيها نص صريح في القرءان الكريم أو في السنة النبوية.(القرافي،(د.ت)،ص.7/367).

ثانياً: العقيدة في اللغة والاصطلاح: جاء لفظٌها من عقد يعقد عقداً، وهو ربط الشيء بقوة وإحكام، والثبوت على الشيء والالتزام به، والوثوق به.( الفراهيدي،( د.ت)، ص.1/140). وجاء عن العقد في الحديث الشريف قوله r:”الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ”.( البخاري،2001،ص.4/28) .

في حين تعرف العقيدة اصطلاحاً: كما عرفها أهل الاختصاص هي: “علم يبحث فيه إثبات العقائد الدينية بالأدلة اليقينية” ( التفتازاني،1981،ص.163). وعرفت ايضاً : بأنها لأمور التي يُصدّقها القلب، وتطمئنَّ إليها النفس، وتوقن بها، حتى لا يخالطها ريب، او شك.( البنا، (د.ت)، ص.7).

 

ثالثاً: المعاصرة في اللغة والاصطلاح: جاءت من عاصرَ يعاصر، مُعاصرةً، أي: عاش معه في زمن واحد. (عمر، 2008،ص.2/1507).والمعاصرة الدهر، أو الزمن ، أو الوقت المحدد لقوله تعالى:{والعصر ان الانسان لفي خسر}. (سورة العصر: الايتان2،1).

والمعاصرة اصطلاحاً: مفهوم نسبي لمعرفة ما يسير عليه العصر من تطورات في مفاهيمه.( علوش،1998،ص. 15).

تعرف المعاصَرة بتعريف آخر بأنها: علاقة خاصة مرتبطة بزمن معين ننتمي إليه، فتأخذ هذه العلاقة كلّ أبعاده بالتحديد مع الزمن الذي ننتمي إليه من خلال تغيّر الحاصل، والمفارقة التاريخيّة.(د. يوسف غزاوي. (2015). في معنى المعاصَرة، أو المعاصِر موقع:  .al-binaa.com/archives/289566 أخر تعديل 26:/فبراير/ 2021 تاريخ الاسترجاع: 15/9/2023).

 

رابعاً: الشرك في اللغة والاصطلاح: تدور كل المعاني اللغوية في لفظة الشرك حول الإشراك: وهو “الجمع بين الشيئين في المعنى…أي: أن أيجمع مَعَ الله غير الله فِيمَا لَا يجوز إِلَّا لله” (السمعاني،1997،ص. 2/121). ويجمع الشركاء مع الله، وأَشْرَكَ باللهِ: كَفَرَ وجعل لغيره نصيباً َلهُ يشاركه فِي مُلْكِه تَعالَى اللهُ عَن ذلِكَ.( الزبيدي،2001،ص.27/ 225).

‌ولعل أفضل من عرف ‌الشرك اصطلاحاً بإيجاز صاحب كتاب المفردات بقوله: وشِرْكُ ‌الإنسان ‌في ‌الدّين ‌ضربان: أحدهما: الشِّرْكُ العظيم، وهو: إثبات شريك لله تعالى…والثاني: الشِّرْكُ الصّغير، وهو التعلق، والتوكل على غير الله معه في بعض الأمور، وهو الرّياء والنّفاق.(الراغب،1991،ص.452).

وجاء معنى الشرك بتعريف آخر: بأنه جعل العبد  اله آخر مع الله شريكا في الربوبية، والخلق، والتدبير، والإيجاد، والإحياء، والإماتة، والاعتقاد بنفع وضر اله الاخر، ونفوذ مشيئته، وتأثيره في الكائنات دون حاجة إلى الله عزوجل. (ألافغاني،1996،ص.1/359). وجاء نهي الله عزوجل في عن الشرك في عدة مواضع كقوله تعالى:{اعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}(سورة النساء:36).

 

 خامساً: التمائم في اللغة والاصطلاح: مفرها تميمة، وهي الخرز كانت تعلق في أعناق الصبيان، وكان العرب يتقون بها من العين، والنفس بزعمهم.(الازهري،2001، ص. 14/184) .وتعلق هذه الخرز ظنًّا منهم أنها تدفع العينَ أو تقي من الأرواح الشِّرِّيرة، أو شيء، وتنسب إليه قوَّة سحريّة تحمي مالكه.(عمر، 2008،ص.1/203).

أما التمائم اصطلاحاً: هي كل ما يعلق على الأولاد، او على أي شيء من تعاويذ لدفع البلاء أو رفعه، وهو من افعال الجاهلية، لاعتقدهم أنها تدفع عنهم الآفات.(الجزائري،2001،ص.253). وذكر الشاعر عن بطلان الاعتقاد  بالتمائم قوله : وَإِذَا المَنِيَةُ أَنْشبَت أَظْفَارَهَا … أَلفَيْت كُلَّ تَمِيمَةٍ لَا تَنْفَعُ. (المبرد،1997،ص.2/127).

 

خلاصة القول:

     أن التمائم هي كل ما يعلقه الناس من الخرز أو قطع الجلد أو بعض المعادن، أو أنياب الحيوانات، وغيرها سوى أكانت مكتوبة أو غير مكتوبة وقد يكتبون عليها شيء من القرءان الكريم أو الادعية، أو بعض الطلاسم ويعتقدون به في دفع عين الحسد، والجن، والارواح الشريرة، والاقدار، ويتكلون بالاستعانة بأمورهم  بهذه التمائم.

 

المبحث الثاني

النوازل العقدية (التمائم) في العصر الجاهلي والمعاصرة أنواعها وأسباب الشرك بها.

    المطلب الأول: التمائم في العصر الجاهلي وأنواعها.

لا يعد الاعتقاد بالتمائم أمر حديث بلا يرجع الاعتقاد به الى العصر الجاهلي فاستعمال التمائم كان شائعاً عند العرب وكانوا يتبركون بالحرز، والحجاب ويُعتقدون أنها تدفع عنهم الحسد، واذى العين، اولجن، قبل أن يصابوا به، أو تدفع عنهم البلاء قبل أن  يقع عليهم  فيعلقونها على الصغار من اطفالهم لتحفظهم، وينزعونها عنهم وعندما يكبروا، فيعتقدون بأن التمائم المعلقة عليهم تحفظهم من العين والشر، وتجلب الخير والبركة من خلال تعليقها في رقابهم، أو في بيوتهم وقد ابطلها الإسلام وهي لا تنفع صاحبها  ولا تدفع عنه أي بلاء.(أبن الاثير،1979،ص.1/197).كما جاء ذكر التمائم في عدة مواضع من اشعار العرب  كقول الشاعر :

فمِثلُكِ حُبلَى قَدْ طَرَقتُ وَمُرْضِعٌ…فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ.(الدينوري، 2002،ص.1/135).

كما آمنت حضارات العصور القديمة كالحضارة البابلية، والمصرية، واليونانية بظواهر ومعتقدات مختلفة، كان من كتعليق الأحجبة، والتمائم وأهتموا بشكل كبير بالخيالات الشعبية؛ لاعتقادهم أنها  تحافظ على صحتهم ، وتوفر لهم الحماية من الأمراض، وتطرد عنهم الشرور، وتقيهم من الحسد ( علوان، 2018. التمائم والأحجبة.. قصص من الماضي عن الخرافات الشعبية، موقع: noonpost.com/253. تاريخ الاسترجاع: 21/10/2023).

وكانت من بعض عادتهم الجاهلية أنه اذا دخل أحدهم قرية وخاف من وباء، أو جن هذه القرية فعليه أن يقف على باب القرية قبل أن يدخل، وينهق كالحمار، ثم يعلق على نفسه رقية، أو عوذة من الوباء والجن  وتكون من كعب أرنب.  وكان مسافرهم إذا خاف على نفسه من حوادث الليل فعليه أن يجد مكان فيه أشجار ثم يربط دابته، ويخط عليها خطا، ويستعذ بسيد المكان من شر ما في المكان فيكون بذلك قد أمن على نفسه.( علي، 2001،ص. 12/383).

ولم يكن امر التمائم محصور عند العرب فقط فقد عرفه اليونانيون، والهندوربيين وغيرهم فكان الإيمان بالمعجزات والسحر، والخرافات، والمحرمات، والرقى من ابرز عقائدها وضلت هذه العقائد باقية الى ما قبل التأريخ، وكان الكثير من الأشياء والأماكن والأشخاص مقدسةً عندهم محرماً مسه أو تدنسيه، كالمولود حديثاً، والمرأة الحائض، والمدينون بالجرم. وكانوا يحاولون الوصول الى خوارق بصيغ لفظية، ويبتكرون الآلية يستخدمنها للوصول إلى غايتهم. وكان من ابرز وسائلهم ‌التمائم فلم يكن يخلو أحد منهم؛  فيعلقون في عنق كل طفل “بلّة”: وهي طلسم من ذهب. ويستعينون بتماثيل ذات أحجام صغيرة يعقونها ، أو على الأشجار لتحميهم من الأرواح الشريرة الخبيثة بزعمهم كما كانوا يستخدمون التعاويذ، والرقى لدفع الأخطار عنهم.( ديورَانت،1988،ص.9/125)

ولعل من أشهر أنواع التمائم في العصر الجاهلي هي: (العليناني، د.ت، ص. 45-47).

  • النفرة: وهي ما يعلق على الصبي؛ لينفر ويبعد عنه نظرة الجن والانس فلا يصبه اذى من تعلق به.
  • عقرة: وهي خرزة تشدها المرأة تمنع بها الحمل.
  • ينجلب: وهي خرزة تعلق لكسب عطف الرجل ورجوعه الى زوجته.
  • التولة: وهي خرزة يسحر عليها لرجوع المرأة إلى زوجها.
  • الخصمة: وهي خرزة تحمل عند الخصومة للدخول على حاكم تحمي حاملها.
  • العطفة: خرزة تحمل لجلب العطف.
  • القبلة: خرزة بيضاء تعلق على عنق الفرس فتمنع العين عنه.
  • الودعة: حجر يقذف في البحر لدفع الاصابة بالعين.
  • حلي الذهب: تعليق على الملدوغ للشفاء، وهي عكس حلي الرصاص اذا علقت عليه فسيموت.
  • كعب الأرنب: يعلق للحماية من العين والسحر.
  • التحويطة: خيط تضعه على المرأة على خصرها، وفيه خرزات هلال من فضة لدفع العين.
  • السلوانة: خرزة تصبر العاشق يغتسل بها أو يشرب ماؤها فتسليه.

  

خلاصة القول:

يعزى سبب  الاعتقاد بالتمائم المستعملة في الجاهلية سوى أكان عند العرب أو غيرهم من أشهر أسباب ضعف الإيمان وعدم معرفة حقيقة توحيد الله وأنه وحده هو الحافظ الحامي لخلقه، والتي تورثها بعض أهل هذا العصر واعتقدوا بها وما زال هناك من يؤمن بها اليوم كل من لا يحكم عقله بالرغم من أن كل ما حوله يشير بأن هذه التمائم لا تنفع ولا تضر.

المطلب الثاني: التمائم في العصر الحاضر وأنواعها.

لم يكن العصر الحاضر بأقل من سابقه في تعليق التمائم بل أنها قد أزادت، وتطورت أشكالها في بعض المجتمعات حتى تعليقها في بعض هذه المجتمعات لم يستثني الصغير أو الكبير أو الرجل أو المرأة أو الدابة،  وتعد التمائم في هذه المجتمعات مصدراً للتفاؤل، والشفاء ويعدونها من متممات العافية، ويطلقون عليه اسم الحرز؛ لأنها؛ تمنع وتحجب عنهم المرض عن الأمراض، ومع أختلف المسميات الا أن القصد واحد؛ وهو طلب الشفاء.(السدحان، د.ت، ص.25).  ومن مخلفات الماضي التي ما زال يعتقد بها الى الآن رسم أو نقش عقرب؛ أنه يحمي من لدغته على أن يكون ذلك في وقت وجود القمر بمنزل العقرب، كما يعتقد المؤمنون بالتمائم بأن الطلسمات قوة يركبها الله تعالى لتدفع قوة أخرى كقوة البرد أو الحر والعكس، وموت الدابة أذا كشف دبرها لضوءه القمر.( ابن حزم،2009،ص.5/3). بالإضافة الى أنتشار تعليق بعض آيات القرءان الكريم أو السور القصر بالنسبة للمسلمين وسيأتي الحديث عنها في المبحث الثالث، وقد تعددت صور وأشكال التمائم في وقتنا الحالي بحيث لا يمكن حصرها لحدوث المستجدات منها باستمرار ومن أشهرها :

  • الخرزات الزرقاء، الكف وصور العين، ويعتقدون بأنها تمنع وتدفع عنهم شر الحسد والاصابة العين.
  • نسيج العنكبوت التي يعتقدون بأنها صائدة الأحلام السيئة من خلال الشبكة وأنها تسمح للأحلام الجيدة فقط بالمرور من خلالها، أما الدمى المصنوعة من الخيوط فه تجلب الحظ لصاحبها في كل مكان.
  • في حين أن حدوة الفرس التي تجلب لمن يعلقها الحظ السعيد فيعتقدون بأن العين لا تصيبه لأنها مفتوحة من جانبين فالعين تدخل من جهة وسرعان ما تخرج من الجهة الأخرى، واعتقادهم بتمائم المفاتيح التي تجلب الحظ السعيد وتوازن الطاقة.
  • الأحجار وكتابة الطلاسم عليها حسب الغرض الذي يراد لأجله، أو بعض الآيات والسور القرآنية
  • خلاصة القول:

    تعددت واختلفت أشكال التمائم وأنواعها حتى استعملت لأسباب مختلفة فبعضها اصبح من الحداثة كموديل يلبسه صاحبها أو يضعها في بيته كديكور ليجاري غيره فهو من نوع التقليد الاعمى.

    المطلب الثالث: أسباب شرك التمائم في العصر الحاضر

    من أبرز أسباب شرك التمائم هو التخلف الديني، وخلل في العقيدة الصحيحة والذي يتمثل في الاسباب الأتية:

    1. تقلص مراكز التعليم الديني، وعدم الإقبال عليها وعدم استمرار طلاب العلم وقلتهم في طلب العلم، وقلة الفرص التعليم الديني، وعدم تطبيقه في الحياة وضعف توظيفه لقلة ناصريه، وعدم تشجيع طلبة هذا العلم.
    2. ظهور بعض البدع في الدين كبدعة الاحتفال بالموالد منها المولد النبي بممارسة مستحدثة كالاختلاط، وضرب الدف وغيرها من المظاهر المستحدثة في الوقت الحالي.
    3. الاعتقاد بالأولياء، والصالحين والطواف بقبورهم إيماناً باستجابة طلب الحاجات، ودفع الضرر بالإضافة إلى التبرك ببعض الأحجار الكريمة، وبعض الأشجار  والاعتقاد باستجابة الدعاء عندها والحصول على المطالب منها.
    4. الاستهانة بالشريعة الإسلامية بترك فرائض الدين الاسلامي أو تعطيلها كالصلاة، والصوم، والزكاة.
    5. إنكار بعض المسلمين لأركان الإيمان الاساسية  كالإيمان البعث بعد الموت، والحساب والجزاء.
    6. اللجوء في خلافات التي تكون بين الناس  كخلافات الحقوق، والدماء، والأموال الى غير شريعة الله بتنصيب حكام يتولون هذه الامور دون أي علم بحكم الشريعة الاسلامية.
    7. اباحة المحرمات كالنهب، والسلب، وإخافة الخلق بقطع الطرق والافتاء بمسائل النكاح، والطلاق، والميراث وغيره بغير شرع الله تعالى.(العجلان،1989،ص24-25).
    8. التبرك ببعض ما يتبرك به كأسماء الله تعالى وكتابه، مع سلامة الاعتقاد، وقيل عنه أنه:” ليس من السنة” وفعل أحد الصحابة للأمر وعدم اقرار الرسول ﷺ لا يوجب أن يكون من السنة، في حين أجازه البعض. (الجزائري، 2001، ص.259).

    خلاصة القول:

    الإيمان بالتمائم والاعتقاد يعزى بسبب غياب العلم، ونشوء الجهل، وإهمال أولي الامر من نشر الوعي الديني وانشغال الخلق بأمور الدنيا والابتعاد عن التفكر بأمور الدين حتى عاد الخلق الى ما يشبه حياة الجاهلية الأولى، لمخالفاتهم أصل العقيدة، ومظاهر السلوك، حتى ظهر من ينكر البعث بعد الموت، والثواب والعقاب على الأعمال، والاستهانة بفرائض الإسلام كالصلاة، والزكاة، والصوم، ومعالجة المشاكل الامور المحرمة والوقوع في المخالفات الشرعية وكاللجوء الى العرافين، واعمال السحر، والشعوذة وغيرها.

    المبحث الثالث

    حكم العقيدة الإسلامية في النوازل المعاصرة(التمائم) دراسة عملية

    المطلب الأول:حكم العقيدة الإسلامية في تعليق التمائم.

    أكدت العقيدة الإسلامية المتمثلة بالأصلين العظيمين القرءان لكريم، والسنة النبوية المطهرة بالاعتقاد الصحيح المنزل بهما وقد خالف البعض ما نزل بهما عن طريق سلوكيات منحرفة والاعتقاد بأنها تنفعهم كتعليق بعض أنواع الخرز على امراض معينة، أو كتابة بعض الحروز، والطلاسم للحفظ ولأمور مختلفة ولمعرفة حكم العقيدة الصحيح وجب تقسيم التمائم الى نوعين:

    النوع الأول: تمائم معلقة تشمل بعض آيات القرءان الكريم أو السور القصار، أو الادعية النبوية.

    النوع الثاني: تمائم لا تشمل شيء من القرءان الكريم، أو الادعية النبوية. (أبن باز،2009،ص.15).

    أعتاد البعض في الوقت الحاضر على التصرفات المنحرفة كالإيمان بالتمائم والتعلق بها وكأنها السبب في استجابة مطالبهم من شفاء مريض، او التخلص من كرب، او شدة والإيمان بأنها سبب في استجابة مطالبهم وهذا الامر باطل في العقيدة الاسلامية الصحيحة.

     الأدلة النقلية والعقلية في حرمة تعليق التمائم.

    تعددت أدلة القرءان الكريم، والسنة النبوية الشريفة في حرمة تعليق التمائم سأذكر بعض منها:

    • قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُر} (سورة البقرة: 102).

    وجه الدلالة:  أن الله تعالى أنزل السحر على الملكين فتنة للناس ليكفر من اتبعه ويؤمن من تركه، و نه تعالى أنزل السحر عليهما ليعلم على جهة التحذير منه والنهي عنه.(أبن عطية،2001،ص.1/184).

    • قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(سورة الانعام: 17)

    وجه الدلالة: إنْ يصبك الله بشدة أو بلاء فَلا كاشِفَ لها إِلَّا هو ولا يقدر أحد غيره كشف الضر كاشف له فلا قادر على كشفه فهو قادرا على كل شيء قدير على الحفظ والإدامة فلا يقدر غيره على دفعه.( البيضاوي، 1997،ص. 2/156).

    • قال رَسُولَ اللهِ r : ((مَنْ ‌عَلَّقَ ‌تَمِيمَةً ‌فَقَدْ ‌أَشْرَكَ)).( أبن حنبل،2001، ص. 28/637) .
    • قال رَسُولَ اللهِ r : (( اِذَا سَأَلْتَ، فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَاذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِالله، وَاعْلَمْ أَنَّ الامَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَئءٍ، لَمْ يَنْفَعُوكَ اِلا بِشَئءٍ قَدْكَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ ‌يَضُرُّوكَ بِشَئءٍ، لَمْ ‌يَضُرُّوكَ الا بِشَئءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الاقْلأَمُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ. (الالباني،2009،ص.2/1318).
    • وقول ابن عباس ((إن القوم يشركون بكلبهم يقولون: كلبُنا يحرسنا، ولولا كلبنا لسُرِقنا)). (الهروي،2011،ص.90).

    وقد أختلف علماء المسلمين في تعليق تمائم من القرءان الكريم، أو الادعية الى فريقين (التميمي،1957،ص.127):

    الفريق الأول: يقول بجواز تعليق التمائم وهو قول بعض الصحابة وهو ظاهر ما روي عن السيدة عائشة(رض)، واستدلوا بقول رَسُولَ اللهِ r : ((إِذَا فَزِعَ أَحَدُكُمْ في نَوْمِهِ فَلْيَقُلْ: أعوذ بكلمات اللَّه التامة من غضبه وسوء عقابه، ومن شر عباده، ومن شر الشياطين وما يحضرون، فكان عبد اللَّه يعلمها ولده من أدرك منهم، ومن لم يدرك ‌كتبها ‌وعلقها ‌عليه)).( أبي شيبة،2015،ص.13/145).

    أما الفريق الثاني: يقول بحرمة تعليق التمائم وهي تعد من الشرك الأصغر وهو قول ابن مسعود وابن عباس. وبعض التابعين، وبعض المتأخرون، واستدل أصحاب هذا القول  على قولهم بحديثين عن رسول اللهr : الأول: ((أن الرقى والتمائم والتولة من الشرك)). (العسقلاني،1994،ص. 10/453).

    والثاني: ((من ‌عَلَّقَ ‌شَيْئًا ‌وُكِلَ ‌إِلَيْهِ)). (الطبراني،1994،ص.22/385).  وأستدل أصحاب القول الثاني على قولهم بحرمة تعليق التمائم بأدلة عقلية هي:

    أولاً: أن جميع أحاديث التمائم في النهي كانت عامة، ولم يستثنى أي حديث في الموافقة بالتعليق.

    ثانياً: لم يرد في القرآن الكريم، أو السنة النبوية الاستعانة بتعليق الأدعية، والأذكار المشروعة التي تعد من انوع  الاستعاذة، والدعاء، لكي لا تصبح عبادة لأن؛ الأصل في العبادة التوقيف ما لم يجد دليل عليها فلا يجوز الاحداث.

    ( موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net تاريخ الاسترجاع في:11/11/2013 ،ص.3/90).

    ثالثاً: عموم النهي، ولم يَرِد دليل يخصّص ذلك.

    رابعاً: سدّ باب الشرك بترك الوسيلة المُؤدية اليه؛ فلو أجيز تعليق القرآن الكريم لانفتح الايجاز بتعليق غيره.

    خامساً:  تجنب تعليق القرآن الكريم حفاضاً على منزلته من امتهانه بتعلّقه على الصبيان، فهم لا يتجنّبون النجاسات أو الدخول في الحمام، ومكان القاذورات لجهلهم؛ وعدم احترامه كما ينبغي يكون سبباً لتعريضه للامتهان فهو محرّم.

    (ابن فوزان،2002،ص.1/149).

    خلاصة القول: أن التمائم قسمين قسم ممنوع بإجماع علماء المسلمين وهي كل ما يشتمل على شرك، وقسم الآخر مختلف فيه وهو ما كان من القرآن الكريم، والادعية فمن قال بجوازه لاعتقاده بقدسيته، ومن قال بعدم جوازه لاحترامه وصيانته، وسداً للذريعة، وفتح باب التعلق بأنواع أخرى من التمائم من غير القرآن الكريم، وتعد التمائم  من باب الشرك، الاصغر إذا اعتقد من علقها، وتعلق قلبه بها وأعتقد بأنها سبب في دفع الضر، وأما من أعتقد بنفعها من دون الله فقد أشرك بالله ويعد ذلك من باب الشرك الأكبر، كما وجب الاعتقاد بأن التمائم لا تنفع وتعد من عادات التخلف، والجهل خرافات المشعوذون يمارسونها على البسطاء من ضعيفي الايمان. وترجح الباحثة القول الثاني لقوة الأدلة وثباتها.

    المطلب الثاني: الدراسة العملية لتوضيح التعلق في الوقت المعاصر بالتمائم.

    بعد عرضٍ وافي لكل عناصر الموضوع من مفهوم النوازل العقدية المتمثلة بالتمائم وأسباب انتشارها والجهل بحكم تحريمها قمت بدراسة تؤيد البحث عن طريق طرح مجموعة أسئلة في استبانة للاطلاع على حقيقة مضمون البحث في انتشار لبس التمائم بجمع إجابات عينة عشوائية بشكل استبانة الالكترونية وزعتها على مجتمع عينة البحث، وهم مجموعة من طلبة الجامعة العراقية في بغداد، للدراستين الصباحية والمسائية، وأغلقت الاستبانة على عدد 120 رداً ، تتراوح أعمارهم بين19-35 من كلا الجنسين حيث كان عدد ردود الاناث منهم 87، وعدد الذكور 33 ، ثم قسمت أسئلة الاستبانة على ثلاث محاور كما هو موضح بالجدول رقم(1) وهي:  محور سبب تعليق التمائم، محور فائدة تعليق التمائم، محور الجهل بحرمة تعليق التمائم.

    جدول رقم (1) يمثل أسئلة استبانة تعليق التمائم

    ت البنود أتفق بشدة أتفق لا أتفق
    1 اعلق قلادة فيها عين أو كف ازرق للحماية من الحسد 68 10 42
    2 البس قلائد من آية الكرسي او المعوذات لأنها تحميني 66 19 35
    3 أحمل بعض الآيات أو الادعية للحماية من الامراض 21 23 76
    4 اشعر بعدم الراحة عندما اخلع قلادة أو اكسسوار أعدته لبسه 43 32 45
    5 أعلق في بيتي بعض السور والادعية للحفظ 62 11 47
    6 البس بعض الخرز الملونة حسب الموديل 83 6 31
    7 اكتسب القوة من الاكسسوارات ذات صور النمر أو الافعى 39 18 63
    8 البس بعض اسور الطاقة الايجابية 27 9 84
    9 تعينيني الطلاسم وبعض الآيات في تسهيل أموري 48 20 52
    10 انتشار الخرز الزرقاء كالعين والكف في الأسواق يعني عدم حرمتها 30 23 67
    11 منع تعليق سور القرءان أو الخرز نوع من التشديد 49 33 38
    12 الدين الإسلامي لا يمانع من تعليق الآيات للحماية 83 25 12

     

    جدول رقم (2) محور سبب تعليق التمائم

    البنود اتفق بشدة النسبة% اتفق النسبة% لا اتفق النسبة%
    اعلق قلادة عين أو كف للحماية من الحسد 68 34.34 10 11.90 42 21.21
    البس قلادة آية الكرسي او المعوذات لأنها تحميني 66 33.33 19 22.62 35 17.68
    أحمل بعض الآيات أو الادعية للحماية من الامراض 21 10.61 23 27.38 76 38.38
    اشعر بعدم الراحة لخلعي اكسسوار أعدته لبسه 43 21.72 32 38.10 45 22.73
    المجموع 198 100% 84 100% 198 100%

     

    جدول رقم (3) محور فائدة تعليق التمائم

    البنود اتفق بشدة النسبة% اتفق النسبة% لا اتفق النسبة%
    البس بعض الخرز الملونة كمودة 62 29.4 11 25.0 47 20.9
    أشعر بالقوة من تعليق صور النمر والافعى 83 39.3 6 13.6 31 13.8
    البس بعض اسور الطاقة الايجابية 39 18.5 18 40.9 63 28
    البس بعض الخرز الملونة حسب الموديل 27 12.8 9 20.5 84 37.3
    المجموع 211 100% 44 100% 225 100%

     

    جدول رقم (4) محور الجهل بحرمة تعليق التمائم

    البنود اتفق بشدة النسبة% اتفق النسبة% لا اتفق النسبة%
    تعينيني الطلاسم وبعض الآيات في تسهيل أموري 48 22.9 20 19.8 52 30.8
    بيع الخرز كالعين والكف في الأسواق يعني عدم حرمتها 30 14.3 23 22.8 67 39.6
    منع ارتداء تعليق سور القرءان او الخرز نوع من التشديد 49 23.3 33 32.7 38 22.5
    الدين الإسلامي لا يمانع من تعليق الآيات للحماية 83 39.5 25 24.8 12 7.1
    المجموع 210 100% 101 100% 169 100%

     

    جدول رقم (5) يمثل مجموع التكرارات

    المحاور اتفق بشدة النسبة% أتفق النسبة% لا أتفق النسبة% مجموع التكرارات
    سبب تعليق التمائم 198 32 84 36.7 198 33.4 480
    فائدة تعليق التمائم 211 34.1 44 19.2 225 38 480
    الجهل بحرمة تعليق التمائم 210 33.9 101 44.1 169 28.5 480
    المجموع التكرارات 619 100% 229 100% 592 100% 1440

     

    جدول رقم(6) يمثل المعادلات الحسابية لمجموع التكرارات

المعادلات الحسابية سبب تعليق التمائم فائدة تعليق التمائم الجهل بحرمة تعليق التمائم
الوسط الحسابي 160.00 160.00 135.00
الانحراف المعياري 198.00 211.00 135.00
الوسيط 53.74 82.22 34.00

شكل رقم (1) يبين نسب التعلق بالتمائم

 

تحليل نتائج الاستبانة:

من خلال تحليل نتائج البحث يتبين بأن: الجهل بحرمة تعليق التمائم، وفائدة تعليقها، وسبب تعليقها هي الاسباب الرئيسية في تعليق التمائم فقد مثل اللون البرتقالي سبب تعليق التمائم، في حين مثل اللون الأصفر فائدة تعليق التمائم، وجاء اللون الاخضر يمثل بند الجهل بحرمة تعليق التمائم وكانت نسبة سبب تعليق التمائم في تكرار (اتفق بشدة) 32 % وبتكرار198، وجاء نفس البند في بند التكرار في تكرار( اتفق) بنسبة 36.7 %وبتكرار 84 في حين حصل تكرار ( لا اتفق) على نسبة 33.4 %وبعدد تكرار 198. أما بند فائدة تعليق التمائم  فقد حصل على نسبة 34.1% وبتكرار 211 نسب في تكرار (اتفق بشدة) في حين حصل نفس البند في تكرار( اتفق)  على 19.2% وبتكرار 44 وحصل في تكرار( لا اتفق) هذا الأخير على نسبة38% وبتكرار 225 أما الجهل بحرمة تعليق التمائم فقد حصل على نسبة 33.91 % وبتكرار 210 في تكرار (اتفق بشدة) في حين حصل نفس البند في تكرار( اتفق)  على 44.1% وبتكرار 101 بينما حصل في تكرار( لا اتفق) 28.5 % وبتكرار169.

خلاصة القول:

ومن خلال تقرب النسب يوجد دلالة ذات احصائية على وجود ترابط بين البنود الثلاثة التي تعد السبب الرئيسي في تعليق التمائم وتأثيرها في المجتمع.

الخاتمة:

وتمثل أبرز ما توصلت اليه في هذا البحث من نتائج البحث، ومقترحات مع بعض التوصيات.

 أولاً: نتائج البحث

  1. التمائم هي كل ما يعلق من الخرز وغيرها سوى كتب عليها من القرءان الكريم أو الادعية، أو الطلاسم ويعتقد

بأنها تصد العين، والارواح الشريرة، ويستعان بها على أمر ما.

  1. سبب الاعتقاد بالتمائم في الماضي والحاضر هو ضعف الإيمان والجهل وعدم تحكيم العقل بعدم نفعها.
  2. تعدد واختلف أشكال التمائم وأنواعها حتى اصبحت من تعلق كموديل لمسايرة التقليد الاعمى.
  3. إهمال أولي الامر من نشر الوعي الديني، من ابرز أسباب تعليق التمائم ومخالفة أصل العقيدة، ونشوء الجهل، والانشغال بأمور الدنيا والابتعاد عن التفكير بالبعث والحساب، وعدم معالجة المشاكل المحرمة واللجوء الى العرافين، والدجالين، والشعوذة وغيرها.
  4. التمائم قسمين قسم ممنوع بإجماع علماء المسلمين وهو ما لم يشمل شيء من الشريعة الاسلامية، وقسم آخر مختلف فيه من وهو ما شمل شيء الشريعة الإسلامية؛ فقول من قال بجوازه لقدسيته، ومن قال بعدم جوازه لاحترامه وصيانته، وسداً للذريعة، وفتح باب التعلق بأنواع أخرى من التمائم.
  5. تعد التمائم من باب الشرك، الاصغر إذا اعتقد بأنها سبب في دفع الضر مع إيمانه بالله، وأما من أعتقد بنفعها من غير الله فقد أشرك بالله الشرك أكبر.

 

 

ثانياً: المقترحات، والتوصيات.

  1. أقترح متابعة الابوين لأولادهم من خلال البحث عن ما يطرأ من مستجدات التي يقتنونها بحجة المودة، ومعرفة أصل الشيء وبناء شخصية أولادهم باحترام عقولهم عن طريق مناقشتهم بالحجج والبراهين الشرعية والعقلية.
  2. أقترح أجراء المتابعات الدورية في المؤسسات التعليمية عن طريق المرشد التربوي، ومعلم التربية الإسلامية وتوضيح بأن التمائم من عادات الجاهلية، وهي من الأمور التي لا تنفع.
  3. أوصي أولي الامر بالقيام بدورهم بالنصح والإرشاد من خلال متابعة أولادهم لارتداهم كل ما هو غريب.
  4. أوصي خطباء المنابر بالقيام بدورهم بتذكير الناس عن طريق استنكار المستحدثات والمستجدات البعيد عن شريعة الإسلام، والتنبيه على عدم تقليد الغرب بالقشور، والتأكيد على متابعة التطور في العلوم كما أوصانا ديننا الحنيف حيث قال النبي ﷺ :((الْكَلِمَةُ ‌الْحِكْمَةُ ‌ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، حَيْثُمَا وَجَدَهَا، فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا)).(ابن  ماجة،2009،ص.5/269).
  5. كما أوصي بقيام المؤسسات التعليمية بنشر الوعي عن طريق المحاضرات والندوات في توضيح المستجدات التي تطرأ بين الطلاب وتقليدهم الاعمى لبعض الأفكار الوافدة من الغرب، وبعض عادات الجاهلية من ثقب الاذن بالنسب للبنين، وثقب الانوف بالنسبة للبنات ولبس الاقراط فيها .
  6. أوصي بتنبيه من يأبى الا أن يعلق شيء من القرءان الانتباه بأن يكون المكان طاهر واذا حمله وجبت طهارته والانتباه من عدم دخول المعلق به للحمام أو أماكن غير طاهره، والأولى عدم تعليقه لسد الذريعة، وتجنب الاثم.

المصادر

  • القران الكريم
  1. ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات الشيباني الجزري.(1979). النهاية في غريب الحديث والأثر. (د.ط). تحقيق: طاهر أحمد الزاوي، ومحمود محمد الطناحي. بيروت: المكتبة العلمية.
  2. أبن باز، عبد العزيز بن عبد الله.(2009). رسالة في حكم السحر والكهانة مع بعض الفتاوى المهمة.(د. بطاقة).
  3. ابن حزم، أحمد بن سعيد الأندلسي.(2009). الفصل في الملل والأهواء والنحل. (د.ط). القاهرة: مكتبة الخانجي.
  4. أبن حنبل، الإمام أحمد.(2001). مسند الإمام أحمد بن حنبل.(ط.1). تحقيق: شعيب الأرنؤوط، وعادل مرشد، وآخرون. إشراف: د.عبد الله بن عبد المحسن التركي.(د.مكان): مؤسسة الرسالة.
  5. أبن عباد، كافي الكفاة، الصاحب، إسماعيل.(1994). المحيط في اللغة. تحقق: محمد حسن آل ياسين.(ط.1). بيروت: عالم الكتب.
  6. ابن عطية، عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية الأندلسي. (2001). المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.(ط.1). تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد. بيروت: دار الكتب العلمية.
  7. ابن فارس، أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي. (1979). معجم مقاييس اللغة. تحقق: عبد السلام محمد هارون.(د. ط). ليبيا: دار الفكر.
  8. ابن فوزان، صالح بن عبد الله الفوزان.(2002). إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد.(ط.3). (د.مكان): مؤسسة الرسالة.
  9. ابن قيم، محمد بن أبي بكر بن أيوب الجوزية.(2019). طريق الهجرتين وباب السعادتين. (ط.4). تحقيق: محمد أجمل الإصلاحي. تخريج أحاديثه: زائد بن أحمد النشيري. مراجعة: سعود بن عبد العزيز العريفي، وعلي بن محمد العمران. بيروت: دار ابن حزم.
  10. ابن ماجة، أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني.(2009). سنن ابن ماجه. تحقيق: شعيب الأرنؤوط، وآخرون. .(ط.1). (د. مكان):دار الرسالة العالمية.
  11. أبي شيبة، عبد الله بن محمد بن العبسي.(2015). المصنف.(ط.1). تحقيق: سعد بن ناصر بن عبد العزيز. تقديم: ناصر بن عبد العزيز الشثري. الرياض، السعودية: دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع.
  12. الازهري، محمد بن أحمد بن الهروي. تهذيب اللغة. تحقيق: محمد عوض مرعب.(ط.1). بيروت: دار إحياء التراث العربي.
  13. الافغاني، شمس الدين.(1996). جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية. (ط.1). (د. مكان): دار الصميعي.
  14. الالباني، محمد ناصر الدين الأشقودري.(2009). صحيح الجامع الصغير وزياداته.(د. ط). (د.مكان): المكتب الإسلامي.
  15. البخاري، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي.(2001). صحيح البخاري.(ط.1). مصر: المطبعة الكبرى الأميرية.
  16. البنا، حسن.(د.ت). العقائد. (د. ط). القاهرة: دار القلم.
  17. البيضاوي، ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد. (1997). أنوار التنزيل وأسرار التأويل.(ط.1). تحقيق: محمد عبد الرحمن المرعشلي. بيروت: دار إحياء التراث العربي.
  18. التفتازاني، سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد الله.(1981). شرح المقاصد في علم الكلام. (د. ط). باكستان: دار المعارف النعمانية.
  19. التميمي، عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب.(1957). فتح المجيد شرح كتاب التوحي. (ط.7). تحقيق: محمد حامد الفقي. القاهرة، مصر: مطبعة السنة المحمدية.
  20. التنوخي، المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم داود البصري.(1978). الفرج بعد الشدة للتنوخي. تحقيق: عبود الشالجي.(د. ط). بيروت: دار صادر.
  21. الجزائري، مبارك بن محمد الميلي.(2001). رسالة الشرك ومظاهره. تحقيق: أبي عبد الرحمن محمود.(ط.1). (د. مكان): دار الراية للنشر والتوزيع.
  22. الدينوري، أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة.(2002). الشعر والشعراء. (د.ط).القاهرة: دار الحديث.
  23. ديورَانت، ويليام جيمس.(1988). قصة الحضارة. ترجمة: زكي نجيب محمود.  وآخرون. (د.ط). بيروت- لبنان: دار الجيل.
  24. الراغب، أبو القاسم الحسين بن محمد الأصفهاني.(1991). المفردات في غريب القرآن. (ط.1). تحقيق: صفوان عدنان الداودي. دمشق- بيروت: دار القلم.
  25. الزبيدي، محمّد مرتضى الحسيني.(2001). تاج العروس من جواهر القاموس. (د. ط). تحقيق: مجموعة. الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
  26. السدحان، عبد العزيز بن محمد بن عبد الله. فوائد من شرح كتاب التوحيد. (د.ط).(د. مكان): دار المسلم للنشر والتوزيع.
  27. السمعاني، منصور بن محمد بن عبد الجبار ابن أحمد المروزي.(1997). تفسير القرآن. (ط.1). تحقيق: ياسر بن إبراهيم، وغنيم بن عباس. الرياض-السعودية: دار الوطن.
  28. الطبراني، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي.(1994). المعجم الكبير.(ط.2). تحقيق: حمدي بن عبد المجيد. القاهرة: مكتبة ابن تيمية.
  29. العجلان، عبدالله.(1989). حركة التجديد والإصلاح في نجد.(ط.1). (د. مكان): عبد الله العجلان.
  30. العسقلاني، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر .(1994). إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة.(ط.1). تحقيق: مركز خدمة السنة والسيرة. إشراف: د.زهير بن ناصر الناصر. المدينة المنورة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
  31. علوش، سعيد.(1998). معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة.(ط.1). بيروت: دار الكتب اللبناني.
  32. علي، جواد. (2001). المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.(ط.4).(د. مكان): دار الساقي.
  33. العليناني، علي بن نفيع . التمائم في ميزان العقيدة. (د.ط).(د. مكان): دار الوطن.
  34. عمر، أحمد مختار عبد الحميد. (2008).معجم اللغة العربية المعاصرة.(ط.1). (د. مكان):عالم الكتب.
  35. الفراهيدي، الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم البصري.(د.ت). كتاب العين. تحقيق: مهدي المخزومي، إبراهيم السامرائي.(د. ط).(د. مكان): دار ومكتبة الهلال.
  36. القرافي، شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي.(د.ت). انوار البروق في أنواء الفروق.(د. ط). بيروت: عالم الكتب.
  37. المبرد، محمد بن يزيد.(1997). الكامل في اللغة والأدب. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم.(ط.3). القاهرة: دار الفكر العربي.
  38. الهروي، أبو عبيد القاسم بن سلام .(2011). كتاب في الإيمان ومعالمه وسننه واستكماله ودرجات .(ط.1). تحقيق: ربيع بن أحمد البيطار. المدينة المنورة: دار الإمام مسلم.
  39. علوان، نور.(2018). التمائم والأحجبة.. قصص من الماضي عن الخرافات الشعبية. موقع:com/25383 . تاريخ الاسترجاع: 21/10/2023).
  40. مجموعة من الباحثين. الموسوعة العقدية. إشراف: عَلوي بن عبد القادر السقاف.(د. بطاقة). موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net تاريخ الاسترجاع في:11/11/2013.
  41. يوسف غزاوي.(2015).في معنى المعاصَرة، أو المعاصِر موقع: com/archives/289566    .al أخر تعديل 26:/فبراير/ 2021 تاريخ الاسترجاع: 15/9/2023.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *