الباحثة: جميلة حسن الغول ( قاسم)

جامعة القدس – فلسطين

jamilaghoul12@gmail.com

0524330173

الملخص:

هدف هذا البحث إلى دراسة واقع عمل المشرف التربوي  و الكشف عن المعيقات الفنية والإدارية التي يواجهها المشرف التربوي  في فلسطين، وتقصي هذه المعيقات بحسب ورودها في الأدبيات المحلية الفلسطينية، وما تطرقت إليه بعض من الدراسات العربية والأجنبية، وسبل تطوير ادواره .

وقد توصل البحث إلى أنّ المشرف التربوي  في فلسطين يواجه معيقات متنوعة، بحسب مجالاته وأدواته، ومن حيث الكفايات المهنية والإمكانات، ووجود معيقات ناتجة عن المشرف نفسه، ومن حيث الوقت المخصص للإشراف، وضعف التواصل بين بعض المشرفين والمعلمين، وعدم كفاية بعض المشرفين، وبعض من ممارسات المعلمين الخاطئة. وعليه فإن عملية الإشراف التربوي تحتاج الى تطوير أساليب جديده في الاشراف التربوي وتبني نظريات حديثة واضحة ومحدده في الاشراف التربوي في سبيل تطوير عمل المشرف التربوي الفلسطيني.

الكلمات الافتتاحية: المشرف التربوي، معيقات الاشراف التربوي، مجالات الاشراف التربوي في فلسطين، تطوير اساليب الاشراف التربوي.

 

The educational supervisor: his reality, obstacles to his work, ways to develop it, and his roles

Researcher: Jamila Hassan Al-Ghoul (Qasim)

Al-Quds University – Palestine

 

Abstract:

Specialized   educational supervisor: Its reality, obstacles to its work, ways to develop it and its roles

This research aims to study the reality of the work of the specialized educational supervisor to reveal the technical and administrative obstacles faced by the educational supervisor in Palestine, and to investigate these obstacles according to their occurrence in the Palestinian local literature, and what some of the Arab and foreign studies touched upon, and ways to develop his roles. The research concluded that the educational supervisor in Palestine faces various obstacles, according to his fields and tools, in terms of professional competencies and capabilities, and the existence of obstacles resulting from the supervisor himself, and in terms of the time allotted for supervision, poor communication between some supervisors and teachers, the inadequacy of some supervisors, and some of the Teachers’ wrong practices. Therefore, the process of educational supervision needs to develop new methods in educational supervision and adopt clear and specific modern theories in educational supervision to develop the work of the Palestinian educational supervisor

Keywords: educational supervisor, obstacles to educational supervision, areas of educational supervision in Palestine, developing methods of educational supervision.

 

المقدمة:

تسعى الدول المتقدمة بشكل حثيث الى الاهتمام بالتعليم، يوكل هذا الدور الى القائمين على العملية التعليمية وعلى رأسهم وزارات التربية والتعليم، ومن أشكال هذا الاهتمام وأهمها هو الإشراف التربوي على المدارس ككل وعلى المعلمين، بحيث يضمن الإشراف الفعال على المدارس والمعلمين حسن سير العمل والتعاون بين جميع الأشخاص والمواد المشاركة في معالجة الطالب وأداء المعلمين. لذا،  يمكننا اعتبار الإشراف التربوي وسيلة لتقديم المشورة والتوجيه والإنعاش والتشجيع والتحفيز والتحسين والإشراف على مجموعات معينة.

ونتيجةً للجهود الساعية إلى تطوير النّظام التّربوي، ورفع الكفاءة المهنية لدى المدير والمعلم والاهتمام بالطالب، وعلى نحو يطوّر نوعية التّعليم وطرق التعامل مع المعلمين، تمّ التّركيز على الإشراف التربوي، باعتباره أحد مدخلات النّظام التعليمي، ومن أهم العناصر التي تتحكّم بصيرورة التّعليم ومخرجاته من طلبة ومعلمين، ونظراً لاعتبار المدرسة مؤسسةً مهمة تُعنى بتربية النشء وتعليمه، أصبح من الضرورة أن يكون لها جهاز مُتابعة ومعاونة، عمله الأساس هو تحسين أداء المعلمين، وتهيئة الظروف التعليمية المناسبة، للوصول إلى غايات التربية والتعليم، لذا تم إنشاء الإشراف التّربوي (فرحان، 2012).

يعتبر مريزيق (2008: 18 ) عملية الاشراف التربوي عملية تربوية فنية متخصصة، تتضمن التعامل مع الأخرين( العاملون في الميدان التربوي) لذا لابد من وجود سياسة واضحة تحكم هذه العملية من خلال وضع الأسس والأصول الواجب أخذها بعين الإعتبار في التعاملات المختلفة، حيث يعتبر الإحترام المتبادل بين المشرف التربوي والمعلم أساساً لعملية الإشراف الناجحة، إذ تقدّر درجة استفادة المعلم من المشرف بدرجة الإحترام بينهما، وإذا كان ثمة صلة وثيقة بين المشرف التربوي والمعلم فإنّ هذا يشكل مجالاً خصباً لتبادل الخبرات والأفكار والاستفادة منها بما يفيد ويطور العمل التربوي.

ومن ضمن مهام المشرف أن يقوم بتحويل الأفكار والأهداف الإدارية إلى نتائج تشغيلية ملموسة، لكن قد لا يمتلك السلطة الكافية لاتخاذ قرارات من هذا النوع، إضافة إلى ضغوط العمل، فالمشرف على اتصال مباشر مع المدارس ككل، فضلاً عن أن الإشراف وأسلوبه عرضة للنقد من المعلمين.

كذلك عدم كفاية الوقت في الإشراف، إذ تتمثل إحدى مشكلات الإشراف في أن الكثير من وقت المشرفين يضيع في حفظ السجلات، وملء النماذج ، وتقديم المذكرات لصالح الإدارات العليا في الوزارة، وما إلى ذلك في العمل الإشرافي (جوهر، 2019).

ومن المشاكل المهمة الأخرى التي تواجه المشرف التربوي أنه قد لا يكون من السهل دائمًا عليه جعل المعلمين مدركين لتوقعات ومتطلبات التربية والتعليم كنظام عام، هذا بالإضافة إلى خصائص المشرف الفنية والإدارية، إذ لا بد أن تتوفر في المشرف بعض الخصائص الهامة لنجاحه في عمله، وتتمثل هذه المهارات في المهارات الذاتية، والمهارات الفنية، والمهارات الإنسانية، كما أنه قد يواجهة تحد يتمثل في وجود الكثير من الواجبات الإدارية التي تثقل كاهل المشرف، بالإضافة إلى بعض الجوانب الفنية، منها تدني مستوى خبرة بعض المشرفين في استخدام التقنيات الإلكترونية الحديثة لمواكبة عمل المعلم، كذلك متابعة المعلم المحدودة للمواقع التعليمية الخاصة بالإشراف التربوي، وقلة متابعة المعلم للتطورات الجديدة في المجال التربوي من خلال وسائل الإعلام المختلفة وغيرها من التحديات (غنيم، 2020).

وواقع الإشراف التربوي في فلسطين لا يخلو من مثل هذه المعيقات، والتي سوف نتاولها بشيء من التفصيل بحسب الدراسات المحلية الفلسطينية، وذلك لتحقيق هدف الدراسة، بالتعرف على واقع عمل المشرف التربوي المختص في فلسطين والكشف عن المعيقات الفنية والإدارية التي يواجهها المشرف التربوي، وسبل تطوير ادواره.

 

هدف الدراسة:

تسعى هذه الدراسة إلى التعرف على واقع عمل المشرف التربوي في فلسطين ، والكشف عن المعيقات الفنية والإدارية التي يواجهها المشرف التربوي في فلسطين، وتقصي هذه المعيقات بحسب ورودها في الأدبيات المحلية الفلسطينية، وما تطرقت إليه بعض من الدراسات العربية والأجنبية، وينطبق على الواقع الفلسطيني، وجاء هذا البحث للخروج بصورة تفصيلية ومعمقة عن واقع عمل المشرف التربوي  في فلسطين وواقع المعيقات التي تواجهه بحسب المنهج التحليلي التركيبي، وبصورة أكثر تحديداً فإن هذه الدراسة تهدف إلى ما يأتي:

  1. الكشف عن المعيقات التي تواجه المشرف التربوي بحسب مجالاته وأدواره، وسبل تطويرها
  2. الكشف عن معيقات التي تواجه المشرف التربوي بحسب الإمكانات، وسبل تطويرها.

منهجية الدراسة :

إن الدافع الرئيس والأساس لهذه الدراسة يتمثل في دراسة واقع المشرف التربوي الكشف عن المعيقات التي تواجه المشرف التربوي في فلسطين، وتحديد هذه المعيقات من حيث مجالات عمل المشرف التربوي وأدواره وبحسب الإمكانات المادية والبشرية المتوفرة في البيئة التعليمية الفلسطينية، وسبل تطوير أدواره، وعليه فإن هذه الدراسة تتبع الأسلوب التحليلي التركيبي النظري، وذلك كسبيل للتعرف على هذه المعيقات التي يواجهها المشرف، بحيث يتم مسح وتحليل الأدبيات الخاصة بالموضوع، والتعرف على أهم نتائجها، كي يتم الخروج بإطار نظري عام يوضح هذه المعيقات.

أهمية الدراسة:

تتضح أهمية هذه الدراسة  في نقاط عدة، قد تكون منطلقاً لعلاج المعيقات التي يواجهها الإشراف التربوي في فلسطين، فهذه المعيقات مستمدة من الواقع الفلسطيني والبيئة التعليمية الفلسطينية،  فمنها الإطلاع على واقع العملية الإشرافية من مشرفين وأنظمة إشرافية، والتي قد ينتج عنها بعض من المعيقات، فتفيد هذه الدراسة في كيفية اتخاذ القرار عند تقويم المعلم، وكيف يمكن تلافي الصعوبات المتعلقة بالإمكانات الفنية والإدارية لدى المشرف والمعلم على السواء.

ويفيد هذا البحث الإدارات العليا القائمة على الإشراف التربوي الفلسطيني، وذلك باستخلاص نقاط الضعف الإدارية والفنية التي ينتج عنها معيقات مختلفة، فيسهل الوصول إلى الحل الأمثل لعلاجها، وتصحيح مسار الإشراف التربوي.

النسبة للمشرفين التربويين فإنّ مثل هذه البحوث والدراسات، قد تزيد من إطلاعهم على الأسلوب الإشرافي الأكثر ملائمة مع الواقع الفلسطيني، وتصويب نقاط الضعف الفنية والإدارية لديهم، وإحداث نقلة في تفصيلات العملية الإشرافية نحو الأفضل.

 

المادة النظرية:

 الإشراف التربوي:

تهــتم الــنظم التعلیمیــة بالإشــراف التربــوي باعتبــاره جهــدًا یبــذل لإســتثمار وتنســیق توجیــه والنمو المستمر للعاملین فـي المؤسسـات التعلیمیـة لیكونـوا أقـدر علـى فهـم وظـائف التعلـیم وتأدیتهـا بصورة أكثر فاعلية، كمـا یعـد الإشـراف التربـوي أحـد الأركـان الأساسـیة التـي تقـوم علیهـا التربیـة، وبدونه لا يتوقع حدوث أي تطور في العملية التربوية والتعليمية.  وبســبب ذلــك تركــزت نظــرة التربويين إلى عملیة الإشراف التربوي عن طریق منفذیه المشرفین التربویین على أنهم فـي مقدمـة من یستطیع القیام بمسؤولیة التقویم والتطویر المستمرین للعملیة التعلیمیة بمختلف جوانبهـا، لذلك فإنــه أصــبح مـــن الضـــروري الاهتمــام بالإشــراف التربــوي الــذي یعــد نشــاطا تعاونیــا یهــدف إلــى  مســــاعدة المعلمـــین علــــى أداء عملهـــم التربــــوي بكفــــاءة وفاعلیــــة (الجبار،الطيار2016).

يجمع علماء التربية والقائمين على العملية التعليمية على أنّ عمليّة الإشراف التّربوي هو (خدمة فنيّة) متخصصة، يقدّمها المشرف التّربوي إلى المعلمين، والذين يعملون معه بأسلوب مباشر وأسلوب غير مباشر، بحيث يكون قصد هذا العمل تحسين عملية التعلم والتّعليم، وتعمل الخدمة الإشرافيّة على تمكين المعلّمين من المعرفة العلميّة المطلوبة والمهارات الأدائيّة اللازمة، على أن تقدّم بطريقة إنسانيّة تكسب ثقة المعلمين وتزيد من تقبلهم وتحسن في اتجاهاتهم، وبناء على هذا التوجه الفكري والنظرة الموسعة للعملية الإشرافية، أي أنه وظيفة رئيسية للمدرسة مضمونها يدلّ على أن الإشراف التربوي هو مصطلح تروبيّ يستخدم لتحديد واجبات العمل للإداريين العاملين في التعليم، ويتضمن تأكّد المشرفين التربويين من أن المؤسسة التعليمية تعمل بكفاءة وضمن المتطلبات والقواعد القانونية، بحيث يكون الغرض من الإشراف في هذا المجال هو التأكد من قيام المعلمين وأعضاء هيئة التدريس الآخرين بما يفترض بهم القيام به، وأن الطلبة يتلقون أفضل تعليم ممكن. بمعنى أنه العملية الموجه للحفاظ على التّدريس فيها وتطويره وتحسين العمليّة التّعليميّة (جوهر، 2019).

مفهوم الإشراف التربوي :

يجمع علماء التربية والقائيمين على العملية التعليمية على أنّ عمليّة الإشراف التّربوي هو (خدمة فنيّة) متخصصة، يقدّمها المشرف التّربوي إلى المعلمين، والذين يعملون معه بأسلوب مباشر وأسلوب غير مباشر، بحيث يكون قصد هذا العمل تحسين عملية التعلم والتّعليم، وتعمل الخدمة الإشرافيّة على تمكين المعلّمين من المعرفة العلميّة المطلوبة والمهارات الأدائيّة اللازمة، على أن تقدّم بطريقة إنسانيّة تكسب ثقة المعلمين وتزيد من تقبلهم وتحسن في اتجاهاتهم، وبناء على هذا التوجه الفكري والنظرة الموسعة للعملية الإشرافية، تطوّر في مفهوم الإشراف التّربوي، نتيجة للأبحاث والدّراسات والممارسات التّربويّة، فقد حاولت هذه الدّراسات إحداث التّغييرات المطلوبة في العمليّة التّعليميّة، والقضاء أو الحد من أوجه القصور في مفهوم الإشراف التّربوي، خاصة ربط الإشراف بالتّفتيش والزيارات الإشرافية، إذ يزور المشرف التربوي المعلمين بهدف الإطلاع على نقاط ضعفهم وقوتهم، ثم كتابة التّقارير الإشرافيّة الدورية، وإعطاء المعلّمين التقدير الملائم حول أداء كل منهم، مما ولد نظرة سلبيّة عن الإشراف التّربوي (الرنتيسي، 2020).

 

مفهوم الإشراف التربوي من خلال وظائفه:

تم التوسع في تعريف الإشراف، الى انه مجموعة أنشطة تربوية متخصصة ومصممة لتطوير التّعليم، واعتبارها مصدر دعم للمعلم، وفي الوقت ذاته تركز على زيادة فاعليّة المدرسة بتشجيع النّمو المهني للمعلم، بحيث يكون الإشراف التّربوي عمليّة تعاونيّة يضطلع بها المشرفون بتنوّع خبراتهم، ويعملون ويتشاركون معاً لتحقيق أهداف التّعليم (دبايي، 2014).

 

ويضيف  ابو عزام (2020 :166)  بأنه عمل تعليمي، لأنه يضع المعلم أمام حقائق جديدة، وتدريبي لأنه يدرب المعلم على ممارسة مهارات جديدة، وتنسيقي لأنه يحرك المعلم في إطار خطة منظمة معدة بالتعاون معه، وتغييري لأنه يستهدف إحداث التغيير في سلوك المعلم وطلبته، واستشاري لأنه يقدم مقترحات وإبدالاً للحلول. فهو والحالة هذه “عملية تساعد المعلمين على امتالك القدرات؛ لتنظيم تعلم الطلبة، بشكل يحقق الأهداف التربوبة.

فقد أصبح ينظر للإشراف على أنّه تحسين وتمكين، على الرغم من استمرار الزيارات الفجائية والمنتظمة وإعطاء التقدير، إنما كانت التغييرات المطلوبة في مضمون عمل الإشراف ووظائفه، فنتيجة لهذه التطورات اهتمت الدراسات بالمفهوم الحديث للإشراف التّربويّ الّذي فرضته التّطورات، كواقع جديد إذ أصبح واحداً من الأساليب الدّاعمة والموجّهة، ويتخذ الإشراف التّربوي معانٍ عديدة، منها مراقبة الآخرين، أو توجيههم، أو إثارة نشاطهم ودافعيتهم لتحسين أدائهم وزيادة إنتاجهم، واصطلاحاً فهو علاقة مهنيّة توفرها المؤسسة بين المشرف والمعلّم (وزارة التربية التعليم الفلسطينيّ، 2013).

وقد تناولت العديد من الأدبيات والأبحاث مفهوم الإشراف التربوي، ومن زوايا واتجاهات مختلفة،

ومن ذلك دراسة Onuma ( 2016)  والسعايدة (2012) التي تطرقت إلى تعريفه من حيث دوره في المشاركة في توحيد العلاقة بين المدرسة والمجتمع، وتقويم المناهج وتطويرها.

ومن الدراسات التي تناولت تعريف الإشراف التربوي من جوانب متنوعة، كانت دراسة العبد (2010) وتوماس (Thomas, 2013) والطعجان (2016)، حيث اتضح منها أن الإشراف التربوي هو العملية التي تتطلب فهماً عميقاً للمحتوى الدّراسي، والاهتمام بتغير المنهاج وتطوره وفق التّطورات، لذا أكدت هذه الدراسة أهمية وجود إشراف تتوفّر فيه خصائص تنسجم مع التّطورات في المجتمع.

وبناءً على ما سبق نجد أن للاشراف التربوي دورا مهما في  عملية لتعليم السليم ومع التغيير السريع في الاتجاهات والرؤى التربوية الحديثة فان الاهتمام بالاشراف التربوي يعد من أولويات القيادات التربوية .

مفهوم المشرف التربوي :

اما المشرف التربوي يعرفه شلش ( المشار اليه في رنتيسي، 2020) ذلك الشخص الذي يعمل على ترجمة الاهداف التربوية التي تضعها المؤسسة التعليمية، والتي تهدف الى تطوير المعلمين وتحسين ممارساتهم التدريسية.  في حين عرفه دليل معايير المشرف التربوي في فلسطين (2018: 8) المشرف التربوي أنه خبير تربوي يقدم الدعم الفني والمشورة والخبرة للمعلمين، وإدارة المدرسة؛ بهدف الارتقاء بكفاياتهم ومهاراتهم وخبراتهم واستثمار قدراتهم من أجل تحقيق تعليم نوعي يلبي حاجات الطلبة واهداف التعليم.

 

مقومات المشرف التربوي

أكدت البحوث والدراسات الحديثة في المجال التربوي، الدور الكبير الذي يلعبه الإشراف التربوي في هذا المجال، إن المشرفين التربويين يحتلون مركزاً مهماً في الأنظمة التعليمية، وأن أنظار المسؤولين في المجال التربوي تتجه إليهم، باعتبارهم قادة تربويين، مستشارين متخصصين في التربية، والمناهج، والطرائق التدريس، فالإشراف التربوي يؤدي إلى تحسين عمل المعلمين، والتلاميذ، على حدٍ سواء، وذلك عن طريق تشجيع كل من المعلم والتلميذ، واقتراح وتعزيز أنماط جديدة من العلاقات الإنسانية، التي تصبح قوة موجهة، لتنسيق الجهود، وتحسين إنتاجية التعلم.(التميمي، 2009: 156).

وأشار العوران(2010: 65)  الى ان المشرف التربوي الناجح يجب ان تتوفر لديه مجموعة من الكفايات الخاصة التي تدل على قدرته على عمل الاشياء بكفاءة وبمستوى معين من الاداء لان العمل الاشرافي يتطلب (الى جانب المؤهل العلمي والخبرة والتدريب) عاملا اساسياً وهو توفر الكفايات والمهارات لتكون عونا له في ممارسته الاشرافية.

وصنفت الكفايات امبيض وفتيحة (2014 )  التي  يجب أن يتمتع بها المشرف التربوي الى : معرفة وتذكر، وكفايات الفهم، وكفايات أداء، وكفايات نتاجات، على اعتبار أن الكفاية تشتمل على أربعة جوانب هي: المعرفي الاستيعابي، والأدائي المتعلق بنتائج التدريب، والإنتاجي والوجداني. وحتى يستطيع المشرف التربوي القيام بأدواره المختلفة بفاعلية وكفاءة، يجب أن تتوافر فيه مجموعة من المهارات أو الكفايات الخاصة التي تتميز بالأصالة، والمعاصرة، والارتباط بالمجتمع، ومسايرة تطوره لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة، وهذه الكفايات يكتسبها المشرف التربوي بالدراسة الأكاديمية، وبالتنمية الذاتية والتدريب المستمر، وبالخبرة المتنامية في العمل التربوي.

واوضحت وزارة التربية والتعليم في دليل الاشراف التربوي في فلسطين (2013: 42) اهم كفايات المشرف التربوي وتم تلخيصها ب :

  • المجال الاول: الكفايات الشخصية وتتمثل ب:

الصحة الجسمية/ القدوة الحسنة/ النزاهة والعدالة/ سرعه البديهة /الالتزام باخلاقيات المهنة ……..

  • المجال الثاني : كفايات علمية وتتضمن :

معرفة عميقة بمادة التخصص/ معرفة تربوية شاملة بجميع القضايا الاشرافية التي توضح مهامه وادواره/ متابعة المستجدات التربوية/ يمتلك ثقافة عامة .

  • المجال الثالث: كفايات أدائية على مستوى التخطيط التربوي والاشرافي / تصميم خطة اشرافية سنوية/ مساعدة المعلمين على تصميم خططهم / توظيف اساليب اشرافيه وتربوية .
  • المجال الرابع: كفايات ابداعية فنية خاصة:

كفايات الاشراف واستراتيجيات ادارة هذه الكفايات الى جنب تقنيات التعليم …..

  • المجال الخامس: كفايات انسانية :

الاتصال والتواصل / تبل مشاعر الاخرين / العمل بروح الجماعة .

وبعض الباحثين قد اشاروا الى مقومات المشرف التربوي والتي وضحها  عليان واخرون (2009: 40-41) انها:

الخبرة الواسعة: وتاتي من خلال ممارسة التدريس ثم الاشراف التربوي ومن خلال الاطلاع المستمر والقراءة المنظمة، ويندرج تحت ذلك ما يلي:

  • المعرفة الوافية في حقل التخصص.
  • مهارات تخطيط الدروس.
  • القدرة على عرض الدروس النموذجية.
  • تحليل معوقات الدروس.
  • الإلمام بأساسيات القياس والتقويم واعداد الاختبار الجيد وتحليل نتائجة.
  • مساعدة المعلمين في عملية التقويم الذاتي
  • معرفة حاجات المعلمين والبرامج المناسبة لتطويرهم وتدريبهم.

الشورى او التعاون : من حيث تنمية المهارات الاجتماعية بين المعلمين والمشاركة في اتخاذ القرار.

التجديد: اكتشاف طرق التعليم الأكثر نجاحا والقدرة على الاستخدام الايجابي للتقنية.

الاهتمام بالنمو: وياتي هذا من خلال الاهتمام بتربية الاتجاهات الحسنة وصقل المهارات المرغوبة وتعزيز السلوك الايجابي.

التخطيط: من خلال الخطة اليومية والاسبوعية والفصلية تجنبًا للارتجالية والفوضى كما يجب تجريد الخطة من النمطية والتكرار.

اتقان مهارات الاتصال سواء الشفوي او المكتوب .

المؤهلات الشخصية: صدق وأمانة ومثابرة ولباقة وتواضع وجدية في العمل.

أهمية وأهداف الإشراف التربوي :

إن إهمية الاشراف التربوي يوضحها الدليمي (2016: 25) أنها تأتي من أهمية المعلمين الذين يعدون من أهم المدخلات الأساسية للعملية التعليمية، حيث أن الدور الرئيس في تحديد نوعية الخريجين، فالمعلم القدير يمكن أن يحدث أثرًا ملموساً حتى في حال ضعف المدخلات الأخرى كالمناهج والأبنية المدرسية والأموال التي تنفق، ولذلك فقد اهتمت الدول المتقدمة بإعداده إعدادًا تربوياً سليماً، وعنيت بإشباع حاجاته الأساسية عناية فائقة، وهكذا أحدثت التربية عندهم نهضات صناعية وزراعية وتجارية وعسكرية صاروا يفخرون ويتباهون بها.

وتأتي أهمية الاشراف التربوي أيضا من خلال كونه عمل تعاوني يركز بمفهومه الشامل على تنمية العملية التعليمية والتربوية بكافة عناصرها وعلى رأسها المعلم الذي يمثل العنصر البشري الفاعل فيها، والمشرف التربوي يعد المعايش الحقيقي للعمل التربوي الميداني والملاحظ لجميع العناصر المتصلة بالعملية التربوية والمدرك لدور كل عنصر في مساعدة المعلم والمتعلم كالمقررات الدراسية والوسائل التعليمية، وأساليب التقويم.

يضيف خضر (2009: 22) إن  الاشراف التربوي يهدف الى تحسين عملية التعليم والتعلم من خلال تحسين جميع العوامل والمؤثرة عليها ومعالجة الصعوبات التي تواجهها وتطوير العلمية التعليمية في ضوء الأهداف التي وضعتها وزارة التربية والتعليم أو في ضوء الفلسفة التربوية السائدة ويستهدف الاشراف التربوي سنذكر منها ما يلي:

مساعدة المعلمين على النمو المهني : يسهم الاشراف التربوي في تنمية المعلمين وتدريبهم بشكل فعال في المجالات التالية :

  • نقل الأفكار والأساليب ونتائج التجارب والابحاث التربوية الى المعلمين وإثارة اهتمامهم بها.
  • تدريب المعلمين على أداء بعض المهارات التعليمية وعقد الدورات التدريبية لهم ورفع مستوى أدائهم لهذه المهارة.
  • مساعدة المعلمين على ابتكار الوسائل التعليمية التي تحتاجها الموضوعات التي تشملها المقررات الدراسية من خلال البيئة المحيطة بالمدرسة.
  • مساعدة المعلمين على اجراء الاختبارات وطرق اعدادها وطرق تحليل نتائجها.

احداث التغير والتطوير التربوي: فالمشرف هو أساس عملية التطوير والتغيير التربوي فهو بحكم خبرته ومركزه قادر على الاطلاع على المستحدثات التربوية وخلاصة الابحاث مما يجعله قادرا على تطبيقها وتجربتها واطلاع المعلمين عليها ومساعدتهم على ممارسة الاساليب والافكار الجديده وتهيئة اذهانهم لتقبل التغيير والتطوير، وذلك للحد من مقاومة التغيير حيث هناك مجموعة من المعلمين تكون لديهم الرغبة الشديدة لمقاومة التغيير.

تحسين ظروف المدرسة: تؤثر الظروف المدرسية على المواقف التعليمية فيها ولذلك يهتم المشرف التربوي بعمل ما يلي سنذكر بعض منها :

  • تحسين علاقة المعلمين بعضهم ببعض ومع مدير المدرسة.
  • تشجيع المعلمين على المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بادارة المدرسة وتشجيع قيامهم بنشاطات ادارية متعددة.
  • تشجيع المعلمين على استخدام طرق واساليب تربوية حديثة في معالجة مشكلات الطلاب السلوكية والابتعاد عن العقوبات البدنية مما يشعر التلاميذ بالثقة وبأهمية تفاعلهم مع المدرسة.
  • مساعدة المعلمين على ضبط الصف الدراسي وإدارته.

توضيح اهداف التربية : الهدف الرئيسي للتدريب هو تحقيق النمو المتـوازن للطـلاب مـن جميـع النـواحي وتتمثـل وظيفة الاشراف التربوي في توضـيح هـذه الأهـداف للمعلمـين ومسـاعدتهم عـلى معرفـة الأهـداف والوسائل والقيم التي يمكن تحقيقها من خلال المواد الدراسية.

الربط بين المواد الدراسية:  حيث يسهم الاشراف التربـوي في ربـط المـواد الدراسـية بعضـها الـبعض ثـم ربطهـا بالبيئـة الاجتماعية المحيطة وتحقيق الانسـجام في جميـع جوانـب المـنهاهج المختلفـة وتحقيـق التكامـل بـينها مما  يؤدي الى وحدة الخبرة وتكاملها.

بناء قاعدة أخلاقية بين المدرسين: أساسها التفاعل الايجابي  والعمل الجماعي بين المشرف والمدرسين والطلاب، بحيث تضع هذه العلاقة أصولا لمهنة التدريس قائمة على الاحترام، والتعاون في كل ما يتعرض المدرسة من مشكلات وفقا للأهداف العامة المنشود تحقيقها.

تقويم نتائج التدريس: يتم التقويم المدرسي من خلال تقـويم عمـل المـدير، وتقـويم عمـل المعلـم، وتقـويم المـدير للمعلم، ويتم ذلك من خلال وسائل مختلفة، كالملاحظة والمناقشة، واعتماد الاختبـارات الموضـوعية لقياس تحصيل التلاميـذ بهـدف مسـاعدة المعلمـين عـلى النجـاح في أعمالهم  وموضـوعات القيـاس المختلفة منها التزام المعلم تجاه المبادئ والمثل العليا ومـا يتحقـق مـن الاهداف التربويـة المنشـودة تحقيقها والمستوى التعليمي والاجتماعي الذي وصل إليه الطلاب ومستوى الكفاءة الذي وصل إليها المدرسون.

من خلال ما ذكر سابقا نجد ان الاشراف التربوي عملية متكاملة مترابطه تستند على مقومات اساسية وهي المشرف والمعلم ومدير المدرسة الامر الذي يزيد من مسؤولية المشرف ومهماته وادواره،  لكن الواقع التربوي يعاني من صعوبات ومعوقات في بعض الاحيان تضعف العملية الاشرافية.

معيقات الإشراف التربوي بحسب مجالاته وأدواره:

أولاً:  معيقات الإشراف من حيث الكفايات المهنية:

أوضحت دراسة امبيض وفتيحه (2014) التي تناولت دور المشرف التربوي في تحسين أداء المعلمين في مدارس القدس أنه حتى يتمكن المشرف التربوي من تحقيق الأهداف التربوية المحددة، وحتى يتحقق له القيام بكافة مهامه وواجباته على أكمل وجه، لا بد أن تتوفر في المشرف بعض الخصائص الهامة لنجاحه في عمله، كما ويفترض من المشرف التربوي بأن يسعى لاستكمال كفاياته الإشرافية بوسائل النمو المختلفة، كالدراسة الأكاديمية، والدراسة الذاتية المستمرة، والمشاركة في الدورات التدريبية والتطويرية باستمرار، والعمل على تبادل المعرفة والخبرات مع زملائه في العمل، وتتنوع الكفايات التي يجب أن تتوفر في المشرف التربوي، ومن أهم هذه الكفايات الكفاية الشخصية، من خلال بناء شخصيته على أن يكون قدوة حسنة للمعلمين، وتمتعه بالنزاهة والعدل والتواضع واللباقة والذكاء والالتزام بأخلاقيات المهنة والثقة بالنفس.

لكن الواقع الإشرافي يواجه صعوبات متنوعة، حيث اتضح من نتائج دراسة فرحان (2012)، أن المشرف التربوي يواجه أموراً متنوعة تحد من كفاياته الإشرافية، ومن ذلك، عدم ضمان نجاح المخرجات المتوقعة، وضعف تكامل بين فلسفة الإشراف وأدواته، واتضح أيضاً أن المعلمين يعتقدون بوجود ضعف في العملية الإشرافية من حيث تعزيز كفاءة المعلم في  كيفية التغلب على المواقف الطارئة في الحصة، وضعف في التوجيه إلى سبل حل الصعوبات المتوقعة أثناء التدريس، وفي كفاءة المعلم في نظام تحليل المقررات الدراسية وفي وسائل معالجة الأسئلة غير المتوقعة من الطلاب، واتضح كذلك أنّه لا يبين للمعلم وسائل توظيف مفاهيم المادة لخدمة المجتمع المحلي، ووجود ضعف لدى المشرفين في كيفية التعامل مع الطلبة بطيئي التعلم، وفي المساعدة في حل الخلافات مع الإدارة أو المعلمين أو الطلبة، وضعف لدى المشرف في المساعدة في تنمية مهارات الاتصال مع أولياء الأمور وتحمل المسئولية، وفي تزويد المدرسة بكل ما يلزمها من أدوات ووسائل لتطوير مهارات وقدرات التلاميذ.

أمّا دراسة مكركر (2014) التي تناولت ممارسة المشرفين التربويين للكفايات الإشرافية في محافظة بيت لحم، فقد اتضح منها أهمية الكفايات الإشرافية للمشرف التربوي، وذلك من خلال: تقبّل آراء الأخرين، وامتلاك دافعية عالية نحو التطوير، والتمتع بالأمانة والإخلاص والعدل، وامتلاك مهارة إدارة الوقت واستثماره، وعرض الافكار بشكل منطقي، واقتراح مواد مساعدة على تقديم التعليم والتعلم، وفي إدراك ما ينبغي أن تكون عليه الأنشطة التعليمية، وفي إبداء مرونة في تطبيق الأنظمة التعليمية القائمة، وفي تفويض الصلاحيات وفق خطة واضحة المعالم، وفي تحديد مصادر تحسين مستوي كفاءة العملية التعليمية، وفي تحديد  الوقت المطلوب لانجاز المهام التعليمية التربوية المختلفة، كذلك أشارت نتائج هذه الدراسة إلى أنه قليلاً ما يمنح المعلمين المتميزين درجة مناسبة من الحرية لممارسة اسلوب الإشراف التربوي الذاتي، ولا يوصل الأفكار والاتجاهات للمعلمين بوضوح باستمرار، وقلة الإصغاء جيداً أثناء التفاعل اللفظي مع المعلمين، ولا يتعامل مع المواقف السلبية بحسب المسؤولية المطلوبة منه.

بينما تطرقت دراسة رنتيسي (2022) إلى واقع الإشراف التربوي في مدارس محافظة رام الله والبيرة وعلاقته بالأداء المتميز لدى المعلمين، وقد اتضح منها وجود صعوبات من حيث الكفايات المهنية للمشرف، والتي كانت قلة إجراء المشرف التربوي أبحاثاً علمية لتجريب طرق إشرافية جديدة، ولا يقوم بدوره على أكمل وجه في تحليل المشكلات التربوية تحليلاً دقيقاً، ولا تسهم عملية الإشراف في تطوير النمو المهني لدى المعلمين كما يتوقع المعلمون، ولا تساعد العملية الإشرافية المعلمين كثيراً في اكتشاف الأخطاء قبل وقوعها، ولا يربط المشرف عملية الإشرافية بحاجات المعلمين باستمرار، ولا يشارك المشرف التربوي المعلمين في تحديد أهداف عملية الإشراف التربوي كما يطمحون.

وجاءت دراسة العبد (2010) لتسلط الضوء على المشكلات التي تواجه عملية الإشراف التربوي في محافظتي بيت لحم والخليل، وقد اتضح منها وجود عدة مشكلات وصعوبات من حيث الكفايات الإشرافية، حيث أشارت إلى وجود نقص في الكفايات المهنية لدى بعض المشرف في أساليب الإشراف على النشاطات العلمية والعملية، وبخاصة التي تستخدم من أجل تقويم المحتوى والأداء، وتحقيق النمو المهني للمعلم، والتي تسعى إلى تحسين التعليم والتعلم، وتحقيق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية كما هو مأمول.

وأوضحت كذلك دراسة شاهين (2015) لكي يتمكن المشرف التربوي من القيام بادواره الاشرافية المختلفة والمهام المتداخلة بفاعلية وكفاءة، يتطلب ذلك أن تتوفر فيه مجموعة من القدرات والمهارات أو الكفايات المهنية الخاصة التي تمكنه من ممارسة دوره المؤثر في الميدان التربوي وصولاً الى الاهداف التربوية المنشودة، وهذه الكفايات يكتسبها المشرف التربوي بالدراسة الاكاديمية، وبالتنمية الذاتيه والتدريب المستمر، وبالخبرة المتنامية في العمل التربوي.

ترى الباحثة اهمية الكفايات الاشرافيه لدى المشرفين التربوين، ونقص هذه الكفايات يعرقل العملية الاشرافية، ويحد من دور الاشراف التربوي، ولذلك من المهم  وضع معايير ومواصفات للمشرف التربوي والاختيار بناء على تلك المعايير، وبناء خطط وبرامج ودورات وورش عمل ترفع من الكفايات المهنية للممشرفين .

 

ثانيا: معيقات الإشراف من حيث الإمكانات:

  • معيقات الزيارات الصفية بأنواعها:

تطرقت وزارة التربية والتّعليم الفلسطينيّة في بياناتها المنشورة ( 2013 ) حتى إعداد هذا البحث أنّ أغلب المعيقات تتمثل في الزيارات الصفية، نظراً للظروف الأمنية التي تمر بها العديد من مدن الضفة الغربية، إذ تعيق هذه الأوضاع القيام بمهمات إشرافية بهدف ملاحظة النشاطات التعليميّة والتّفاعل الصّفي واللاصفي باستمرار، وتحد من تقويم أداء المعلّم ومستويات تتحصيل الطّلبة واتجاهاتهم باستخدام أدوات الملاحظة الصّفيّة، تمهيداً لمناقشتها مع المعلّم ومشاركته في وضع الحلول لتحسين التّعليم لكافة المستويات.

في دراسة جوهر (2019 ) كانت صعوبة تحقيق اداة الملاحظة الصفيه في مرة واحده ولكثرة بنودها مرتفعة جدا، وهذا يشكل عبئ على المشرف التربوي ، رغم ان الزيارة الصفيه تلعب دوراً  كبيراً في تحقيق أهداف الاشراف التربوي وهي من اهم الفعاليات الاشرافية، فهي تساعد المشرف على تحديد نقاط القوة عند المعلمين والطلاب وفرص التحسين عندهم، ووجود أداة شاملة وسهلة التطبيق وتراعي جميع التخصصات و تمنح المشرف التربوي الفرصة ليتعرّف على طبيعة سير عمليتي التعليم والتعلم، وليتعرّف على التّحديات التي تواجه المعلمين في تدريسهم، والإطلاع على الطّرق والأساليب المستخدمة في تعليم التّلاميذ، واكتشاف المهارات والقدرات والمواهب التي يتميّز بها المعلمون للاستفادة منها، وتنمية جوانب القصور وتحديد نوعية العون التّربـوي الذي يحتاجـه المعلـم لتحسين مخرجات التعليم.

وأظهرت دراسة نمر واخرون (2014 ) ان من مشكلات الاشراف التربوي حسب وجهة نظر المعلمين هي المتعلقة بالزيارة الصفية من حيث التوجيهات والارشادات التي يعطيها المشرف التربوي للمعلم ومن حيث سلوك المشرف الاستبدادي الذي لا يشكل حافزاً للمعلم وهذا يشكو من ان الاشراف ما زال تقليديا، كما يظهر ان اغلب المشرفين يبدون سلوكا استبداديا في هذه الزيارات، وأن الهدف منها تقويميا وليس تنمويا، وعدم اقتناع المعلم بقدرة المشرف الإشرافيه، وأخذ المشرف مكانا يشتت به التلاميذ، وعدم ابلاغهم بموعد الزيارات الإشرافية وأهدافها، وفي النهاية لا يعمل المشرف على زيادة دافعية المعلم.ويعزو الباحث هذه النتيجة الى عدم تأهيل المشرف التربوي، وعدم إعداد المعلم، وعدم توفير الامكانيات المادية وغير المادية في غرفة الصف وبالتالي لم يكن هناك وضوح من قبل الطرفين ( المشرف والمعلم) أثناء المداولة الاشرافيه وكانت استفادة المعلم محدودة وغير كافيه لتطوير وتنمية المعلم.

وهذا بدوره يقلل من أهمية ودور الزيارة الصفية أيضاً، إذ أنها تكون على شكل زيارة مفاجئة للمعلم، وتنشأ الحاجة إليها عندما يكثر التّذمر من أحد المدرسين من إدارة المدرسة أو الطّلبة وأولياء الأمور. فيقوم المشرف بمثل هذه الزيارة مرة أو أكثر لدراسة أحوال المعلم والتأكد من صحّة الشّكوى المرفوعة ضدّه. فهذه الزيارة تفتيشية وليست توجيهية، وهي لا تخدم المعلم كما لا تخدم عملية التعليم بصورة مباشرة. أو زيارة مبرمجة تخدم حق المعلم في الحصول على خدمة التوجيه، ثم تقويم عمل المعلم. أو زيارة بناء على طلب المعلم أو مدير المدرسة لحاجة المعلم للمساعدة في موقف تعذر على المعلم إيجاد حل له، أو زيارة بناءً على طلب المشرف بسبب حاجة المشرف للإطلاع على أسلوب مميز يتبعه المعلم بغرض نقل التجربة إلى مدارس أخرى (دبايي، 2014).

ويقلل كذلك من دور الزيارة الصفية باعتبارها عملية تحليله توجيهية تقويمية تعاونية بين المشرف التربوي والمعلم وتشكل جانباً هاماً من أنشطة التربية العملية، خاصة إذا ما وظفها المشرف التربوي توظيفاً جيداً وأعطاها من وقته وجهده ما تستحق، فهي تتم لتحقيق العديد من الأهداف، منها معرفة مدى ملاءمة المواد الدّراسية لقدرات التلاميذ وحاجاتهم، وتمكنهم من استيعابها، وفائدتها في تحقيق أهداف التربية، والإطلاع على الطرق والأساليب المستخدمة في تعليم التلاميذ، ومدى صلاحيتها وملاءمتها لسيكولوجية التعلم، والتّعرف إلى الوسائل المستخدمة في تقويم نتائج التعليم، وفي الكشف عن صعوبات التعلم وتشخيصها وعلاجها، واكتشاف الأخطاء والمشكلات والصعوبات المشتركة بين عدد من المعلمين؛ لجعلها موضوعاً لاجتماع يدعو إليه المشرف لتدارسها، وإيجاد الحلول المناسبة لها، ومساعدة المعلمين في تقويم أعمالهم ومعرفة نواحي القوة والضعف في تدريسهم، وحل المشكلات الخاصة التي يعانون منها، ورفع مستوى أدائهم لمهامهم، واكتشاف حاجات المعلمين ومميزات كل منهم والقدرات والمواهب التي يتمتع بها للاستفادة منها (الرنتيسي، 2022).

  • صعوبات إدارية:

نستدل على هذه الصعوبات من النتائج التي توصلت إليه دراسات فلسطينية أجريت في محافظات مختلفة، ومنها دراسات: العبد (2010)، وفرحان (2012) ومكركر (2014) ودبابي (2014) ، كذلك من الأدبيات الفلسطينية التي استعرضتها هذه الدراسات، فقد اتضح أن أبرز المعيقات الفنية تتمثل في ندرة زيارة المشرف للمعلمين بسبب الأعداد الكبيرة من المعلمين في جدوله، كذلك وجود الكثير من الواجبات الإدارية والمشاركة تثقل كاهل المشرف التربوي، وأحياناً يُطلب من بعض المعلمين أحيانًا تدريس مواد خارج تخصصاتهم لعدم كفاية المعلمين الموجودين، وضعف مديري المدارس في ممارسة الإشراف في جميع المواد الدراسية، وعدم وجود قاعدة بيانات دقيقة عن احتياجات المعلم التدريبية، وعدم وجود خطة إشراف شاملة تأخذ بعين الاعتبار إبداع المعلمين، وانخفاض تطبيق الأشخاص المسؤولين لتوصيات المشرفين لحل المشكلات التي يواجهونها.

ويتضح أيضاً من هذه الدراسات أن من الصعوبات الفنية أيضاً افتقار الإشراف لقيادة لامركزية قادرة على المساهمة في تطويرها، والقيام بزيارات مفاجئة للمدرسة وعدم مراعاة ظروف عملها، والتقييم غير الموضوعي للمسؤولين عن أعمال المشرفين، والجهل بدور المشرف التربوي في نظام ترقية المعلمين، والترتيبات غير السليمة في إعداد وتنفيذ الزيارات المتبادلة بين معلمي المدارس المختلفة، وندرة زيارات المشرفين خارج الدولة لحضور المؤتمرات التربوية والعلمية، والتنافس بين المشرف والمدير في تقويم المعلمين، وقلة قبول آراء المشرفين عند تقديم برامج تعليمية جديدة.

وبشأن هذه الصعوبات يمكن الاستفادة من دراسة (  2013Badah,et al, ) أنّ ندرة زيارة المشرف للمعلمين يعود إلى أن الإدارة التربوية بمستوياتها الثلاثة: أعلى (وزارة التربية والتعليم) ، ومتوسط ​​(مديرية التربية) ، والتنفيذي (المدرسة)، لا تدرك أهمية عمليات الإشراف التربوي في تحسين التعليم التربوي. بشكل عام وزيادة تحصيل الطلاب بشكل خاص مما ينعكس على عمليات التخطيط والتنسيق والاتصال ومتابعة عمليات الإشراف، وندرة زياره المشرف التربوي للمعلمين يعود الى ان المشرفين لا يمتلكون مهارات: التواصل والاستمرار مع المعلمين، ومهارات أساسيات التقويم الحديثة لتقييم المعلمين؛ بالإضافة إلى عدم كفاية الزيارات الصفية لتقييم المعلم. كما يوجد تنسيق ضعيف بين المشرف والمعلم من جهة والمشرفين وإدارة المدرسة من جهة أخرى. ويعود ذلك إلى افتقار وزارة التربية والتعليم إلى خطط تعليمية واضحة، مما يجعل جهد كل مشرف بعيدًا عن روح العمل الجماعي، وهذا يوضح ندرة قبول آراء المشرفين عند تقديم برامج تعليمية جديدة.

  • صعوبات فنية ومهارية:

تتعدد الصعوبات الفنية التي يواجهها الإشراف التربوي ، فقد ناقشت دراستا جوهر (2019) و غنيم (2020)،  وبصورة جانبية هذا النوع من المعيقات، حيث حددت بعض الجوانب الفنية، منها تدني مستوى خبرة بعض المشرفين في استخدام التقنيات الإلكترونية الحديثة لمواكبة عمل المعلم، كذلك متابعة المعلم المحدودة للمواقع التعليمية الخاصة بالإشراف التربوي، وقلة متابعة المعلم للتطورات الجديدة في المجال التربوي من خلال وسائل الإعلام المختلفة، فهذا الأمر ينعكس على المشرف التربوي.

وتطرقت دراسة مكركر (2014) إلى قضية ضعف ولاء المعلم للمهنة وعدم الاكتراث بكل ما هو جديد، وتدني مستوى مراجعة المشرفين لأحدث البحوث والدراسات في مجالهم، ومن الممكن أن يؤدي حصر دور المشرفين في الزيارة الصفية دون طرق رقابية أخرى إلى معيق، يؤدي لضعف الكفاءة المهنية لبعض المشرفين، وعدم دقة أساليب التقويم التي يمارسها المشرفون التربويون، مما يؤدي إلى أن لا ينفذ بعض من المعلمين لتوجيهات المشرف جميعها، يقابل إجراء التقييم في ظل غياب المعلم.

وتتعدد هذه المعيقات لتشمل ما ذكرته دراسة دبابي (2014) مثل الصعوبات التي يواجهها المشرف في  التحديد الدقيق لمهارات التدريب المطلوبة للمعلم، ولا يتعدى دوره الا بتشجيع المعلمين على حضور الندوات، ويفسر ذلك الباحث بعدم وضوح الصلاحيات لدى العديد من المشرفين، كما تعود الى الضغوطات التي تمارسها الادارة عليهم من خلال مطالبتها بارسال التقارير الادارية باعتبارها اعمال اساسية في الوقت الذي تعتبر اعمال مكملة لمهمته،  بينما أشارت دراسة الرنتيسي (2020) و    Onuma ( 2016) من ضعف في متابعة المدير لتوصيات المشرف للمعلم، وعدم كفاية برامج التطوير المهني للمعلمين.و مستوى الخبرة منخفض للمشرف في استخدام التقنيات الإلكترونية الحديثة، ويمكن أن يعزى ذلك إلى انخفاض مستوى خبرة المشرف في استخدام التقنيات الإلكترونية الحديثة. لذلك لن يتمكنوا من توفيرها للمعلمين. وعلاوة على ذلك، يركز العديد من المشرفين فقط على زيارة الفصل ويتجنبوا الممارسات الإشرافية الحديثة،  والتي تقوم في الأصل على ضرورة مواكبة آخر التطورات في عصرنا المعاصر في التقنيات الحديثة المتخصصة حول المناهج،  بالإضافة إلى أن بعض المشرفين يركزون على الجانب النظري بناءً على المفاهيم المعرفية الخاصة بهم للتكنولوجيا،  بعيدًا عن الجانب العملي التطبيقي الذي يعتمد على توفير القدرات التكنولوجية،  مثل باعتبارها لوحة إلكترونية تفاعلية داخل الفصول الدراسية،  والتي تفتقر إليها مدارسنا العامة. وهذا يشكل صعوبة على المشرف لتوفير التدريس مجموعة متنوعة من استراتيجيات التعليم التكنولوجي الحديث التي تحتاج إلى خبراء متخصصين في هذا المجال.

يضاف إلى ذلك أن واقعنا الفلسطيني قد يعاني من صعوبات في المهارات الإدارية المطلوبة لمراقبة أنشطة الزيارات الصفية، خصوصاً مع الواقع السياسي والأمني الذي نواجهه، وضعف إمكانات وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، الذي ينعكس على ندرة المراجع والمصادر في المكتبات المدرسية، وعدم وجود مكتبة إلكترونية مركزية للإشراف التربوي، وصعوبة توفير وسيلة المواصلات للمشرف للتنقل بين المدارس، وندرة القدرات المطلوبة في المدارس لعقد الاجتماعات وورش العمل التعليمية والتدريبية.

4- الصعوبات المادية

تتمثل الصعوبات المادية في أنماط عدة، وفي حالات متنوعة، وقد لا يكون المشرف التربوي دور بارز فيها، إنما تحد من عمله ودروه في العملية الإشرافية، منها على سبيل المثال أنه لا توجد حوافز مادية للمعلمين تزيد من تجاوبهم مع جميع المهمات الموكلة إليهم، ومنها المهام من المشرف، وفي الوقت ذاته قلة الحوافز المالية للمشرف، وهذا ما نستدله من دراسة العبد (2010) والتي أشارت إلى أنّ غياب التعزيز المادي لأعمال البحث في الإشراف التربوي يؤدي إلى عدم إقبال المشرف على متابعة التطورات العلمية.

ويمكننا الاستدلال من مجمل هذه الدراسات أنّ الدعم المادي يقلل من تأهيل المشرفين التربويين للعمل على أكمل وجه، خصوصاً ضعف ميزانية الإشراف مقارنة بالوضع التعليمي الواقعي، وقلة المبلغ المالي المخصص لتنفيذ بعض الأساليب الرقابية، ومحدودية المستلزمات والمعدات الحديثة داخل الفصول الدراسية، وندرة التخصيصات المالية في الموازنة لإنجاز عمليات الإشراف.

وإنّ من هذه الصعوبات قد يكون عدم وجود حوافز مالية للمعلمين والمشرفين المتميزين، وغياب التعزيز المادي لعملهم البحثي العلمي، كما لا توجد أموال مخصصة لتأهيل المشرفين لمواكبة التطورات الحديثة والمعاصرة في المجال.

إذ ينحصر أحياناً في الدرجة الأكاديمية والخبرة العملية للمشرف الذي يركز فقط على الجانب النظري بدلاً من الجانب التطبيقي في عملية الإشراف، لذلك فإن الدعم المالي الكافي مهم للتغلب على العديد من الصعوبات التي تواجه العملية الإشرافية، مما سيؤثر إيجاباً على رفع الخدمات الإشرافية التي يقدمها المعلم والمدرسة ، ولأدائه المتميز.

واقع عمل المشرف التربوي ومعوقات عمله وسبل تطوير ادواره بحسب الأدبيات والمنهج التحليلي التركيبي:

بعد استعراض هذه المجموعة المتنوعة من الأدبيات والدراسات الفلسطينية المحلية، والعربية والعالمية، وباستقراء ما ذكرته هذه الأدبيات وبالاستعانة بالمنهج التحليلي التركيبي، فإنه يمكن القول أن المشرفين التربويين يواجهون العديد من التحديات والصعوبات والمعيقات أثناء قيامهم بأدوارهم الإشرافية في المدارس تتراوح ما بين الموارد المادية والمهنية، وإدارة المعلمين والعلاقات المتبادلة فيما بينهم، وهي كما يلي:

1- معيقات من المشرف نفسه:

ونستدل من هذه المعيقات من واقعنا المحلي، ومما عرضته الأدبيات السابقة – ولو بشكل مقتضب أو معمم – فإنّه موجود ومؤثر في الإشراف التربوي في فلسطين، ومن ذلك أن بعض المشرفين التربويين لا يقدمون الدعم المنتظم والكافي للمعلمين في التطوير المهني وتطوير المناهج، ولا يقدمون تدريبًا للمعلمين، سواء في المسائل التربوية أو في أهمية الإشراف التعليمي، إنما يكون عملهم منصباً على التوجيه بناء على وجهات نظر المشرف العلمية كي يطبق المعلم رؤية المشرف في التعليم.

ومما نلاحظه في واقعنا الإشرافي أنه كثيراً من الأحيان يقضي المشرفين أوقاتهم في أداء المهام الإدارية بدلاً من تقديم المزيد من الدعم المهني للمعلم، وفي المهام الأكاديمية. كما يكشف الواقع أن المشرفين التربويين يواجهون تحديات مختلفة تعيق التنفيذ الفعال للإشراف التعليمي، وتشمل هذه المعيقات مشكلة في اختيار وتعيين المشرفين المناسبين كمشرفين تعليميين، ونقص كتيبات الإشراف التعليمي، وعدم كفاية الموارد المالية، والمرافق والمواد.

من جهة أخرى ترى الباحثة أن الإشراف التربوي هو خدمة يقدمها المشرفون لمساعدة المعلمين على أداء مهاراتهم المهنية من أجل تحسين التدريس والتعلم على السواء، لكن ومع ذلك، هناك العديد من التحديات التي تؤثر على التوفير الفعال للإشراف التعليمي في مجالات ممارسة التدريس والتدريب والدعم والموارد التعليمية، مما يقلل من فرص تطبيق أهداف الإشراف التربوي.

والتي من أحد أهدافها الرئيسة هو تحسين جودة تعليم المتعلم من خلال تحسين فعالية المعلم في التدريس، إذ يعتمد التحسين على مواقف المعلمين تجاه الإشراف، وأنه ما لم ينظر المعلمون إلى الإشراف على أنه عملية لتعزيز نموهم المهني وتعلم الطلاب، فإن التمرين الإشرافي محكوم بالفشل، لأنه أساساً لا يسعى إلى تحقيق أهدافه.

2-  عدم كفاءة الأسلوب الإشرافي:

وهو بمعنى آخر لوصف هذه المعيقات، ومضمون هذا المعيق أنّ العمل الإشرافي هدفه نقل أهداف التربية والتعليم من المشرف إلى المعلم، لكن عدم الثقة وأسلوب الإشراف غير المناسب، تؤدي إلى ضياع أهداف التربية والتعليم ما بين المشرف والمعلم.

كما نلاحظ  أن المعلمين لا يفضلون النهج الكلاسيكي لتقصي الأخطاء من قبل المشرفين، وأن المعلمين يتوقعون أن يعاملوا كأصحاب خبرة ودراية بالتعليم، وأن الحقائق المحددة لبيئة المدرسة تؤخذ في الاعتبار عندما يقدم المشرفون المشورة أثناء زياراتهم الإشرافية، ودورها في تقليل كفاءة المعلم، بحيث لا تتوفر في البيئة المدرسية الشروط التدريسية اللازمة، والموارد التي تعين المعلمين في عملية التدريس.

هذا بدوره يزيد من أعباء التعليم على المعلم، وعلى المشرف أخذها بعين الاعتبار، فقد يظهر على بعض من المعلمين درجة رضا منخفضة عن الإشراف التعليمي المقدم لهم بسبب هذه البيئة، وفي هذا الشأن لا بد من المشرف من القيام بدور أكثر فاعلية في التفاعل المتكرر مع المعلم وفي بناء علاقة إيجابية؛ إذ يحتاج المعلمون إلى دافع إيجابي وتقدير من قبل المشرفين.

 

3- ضعف التواصل بين المشرف والمعلم:

ثم إن الافتقار إلى التواصل بين المعلمين والمشرفين التربويين، هو أيضًا عائق رئيس للإشراف التربوي،  فعندما ينظر المشرفون والمعلمون إلى الإشراف بشكل مختلف، فلا بد أن يكون هناك احتكاك وتضارب ناشئ عن هذا الاختلاف. وفي المقابل عندما يتخذ مشرف ومعلم قرارات بشكل موضوعي بشأن نهج الإشراف التعليمي معًا كزملاء، فمن المرجح أن يكون هناك اتفاق متبادل، لكن في واقعنا الحالي يُنظر إلى هذه المرحلة من الإشراف على أنها الأكثر تحديًا والتي تظهر مشكلات أخرى، إذ يسهم ضعف التواصل بين المشرفين التربويين والمعلمين بشكل كبير في فشل الإشراف التعليمي.

كما يجب تسليط الضوء على أنه في ظل ضعف التواصل بين المشرفين والمعلمين، سيرى بعض المعلمين أن الإشراف أداة تستخدم للسيطرة عليهم وعلى طريقة تدريسهم. فإذا  لم تكن هناك علاقة إيجابية، ووجود نقص في التواصل بين المعلمين والمشرفين فيما يتعلق بالتدريس في الفصل، وفي كيفية إجراء الاتصال الفاعل، فإن المعلم سيشعر أن الإشراف هو عبارة عن تدخل في ممارساتهم التعليمية الخاصة، وأنّ المراقبة المتطفلة للمدير وحضوره والبيئة التعليمية في الفصول الدراسية، يؤدي ذلك إلى انطباعات خاطئة، قد يقابلها التوتر ورد الفعل غير السوي كالرفض مثلاً من جانب المعلمين والطلاب أثناء الملاحظات الصفية.

فهناك اعتقاد شائع بأن المؤهلات الأكاديمية وخبرة العمل طويلة الأمد تزود الناس بالمعرفة ليكونوا قادرين على الأداء المرضي في عملهم، وحسب إطلاع الباحثة فإنه لم يتم تحديد الحد الأدنى من المؤهلات العلمية كمعيار يجب أن يحصل عليه المشرفون التربويون، وهذا الغموض في المؤهلات العلمية يمكن سده وتلافي أخطاؤه بالتدريب المستمر، ومن المفضل أن يتمتع المشرفون بمؤهلات أعلى من المعلمين أو في أسوأ الأحوال نفس الدرجة العلمية مع التدريب الخاص بالإشراف.

4- ممارسات المعلمين الخاطئة:

إضافة إلى المعيقات السابقة، يواجه الإشراف التربوي تحديًا يظهر من المواقف غير التعاونية للمعلمين، وتكون في شكل عدم الاستعداد لكتابة ملاحظات المشرف أو التغاضي عن بعضها، والاستخدام غير الفعال لساعات التدريس، والتأخير والتغيب، وتتضمن بعض تحديات الإشراف المدرسي الممارسات الخاطئة في امتحانات الطلاب، ومعدلات التسرب من المدارس، والتحركات الجماعية للطلاب من المدارس.

في بعض الحالات لا يتشرك مديرو المدارس المعلمين في صياغة القواعد المدرسية، وتزويد المعلمين الجدد بالإرشاد. والأكثر من ذلك، فإن موقف اكتشاف الأخطاء بين المشرفين ، ونقص الحافز للمعلمين ، ونقص التدريب وإعادة تدريب المعلمين من خلال الدورات التدريبية، والتخصيص غير المنتظم للأموال لتوفير التدريب على بناء القدرات أثناء الخدمة هي بعض القضايا تواجه الإشراف التربوي، وهي بمجملها تنعكس على ممارسات المعلم المهنية والتدريسية.

على الرغم من أن الحكومة الفلسطينية تركز على تحسين الإشراف على التدريس في المدارس، لكن لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لتحسين العملية الإشرافية. حيث تشير نتائج الأدبيات التي ناقشتها الدراسة إلى أن أداء الطلبة الضعيف في المدارس العامة، هو نتيجة للإشراف غير الفعال للمعلمين.

وتتمة للمنهج التركيبي التحليلي فإنّ النظرة العامة لمعيقات الإشراف التربوي تتمثل في: عدم قدرة المشرفين على التنقل، فالقيود الاقتصادية تجعل المشرفين والمعلمين يواجهون مشكلة تغطية نفقاتهم، وانعدام الثقة، وانخفاض المؤهلات الأكاديمية، وقلة التدريب على التطوير المهني المستمر للمشرفين والمدراء والمدرسين.

5- الوقت المخصص للإشراف:

ولا بد لنا من الإشارة إلى مسألة جوهرية في قضية الإشراف، وهي الوقت المخصص للمشرف لقضائه مع المعلم، إذ يعد الوقت الذي يقضيه المشرفون في الإشراف غير كافٍ، وهو أحد التحديات الرئيسة، وسبب ذلك الأدوار المتعددة التي يتعين على المشرفين القيام بها كجزء من واجباتهم الإدارية، وقد يكون السبب اعتماد المشرف على موقف المعلمين تجاه المشرفين التربويين، إما أن يكون إيجابي فيقضي المشرف وقتاً أطول، أو يكون سلبياً فيتعمد المشرف أسلوب النقد وعدم التحفيز، والوقوف على أخطاء المعلم.

وهذا الأمر من الأمور الإدارية التي يجب تفاديها، فأحياناً يعتمد المشرف على نهج ونوع الإشراف التعليمي المقدم في مرحلة معينة، ومن أمثلة ذلك تقصي الأخطاء والنهج التقييمي، فمن الوارد والمرجح أن يؤدي ذلك إلى قيام المعلمين بالنظر إلى الإشراف بشكل سلبي، ونتيجة لذلك تنشأ عدم الثقة في الإشراف الذي يضطلع به المشرف، وفي هذا الشأن يظهر تحدٍ آخر لم تتطرق له الأدبيات السابقة، وهو مدى رضا المعلمين عن الإشراف التربوي في فلسطين، إذ يعتمد الموقف السلبي وعدم رضا المعلمين تجاه الإشراف أيضًا على العلاقة بين المشرف والمعلم، إضافة إلى طرق وأساليب الإشراف المستخدمة من أجل مساعدة احتياجات المعلمين.

فضلاً عن ذلك، يتسبب نهج المشرف القائم على التقييم دون التوجيه إلى عدم وجود علاقة جيدة بين المشرف والمعلم، وإلى وجود تحدٍ كبير للإشراف التعليمي الفعال، وهو ما يمكننا وصفه بأنه معيقات ناتجة عن أسلوب المشرف، بحيث يعد عمل المشرف، بما في ذلك التخطيط غير المنتظم والسيئ للزيارات، وعدم كفاية الوقت الذي يقضيه في الفصل الدراسي للإشراف، والنصائح غير الملائمة التي يقدمها المشرفون، من بين القضايا الرئيسة في الإشراف التربوي الذي يتميز بالموقف السلبي من قبل المعلمين تجاه العملية الإشرافية ككل.

6- عدم كفاية تدريب المشرفين:

يعد المشرفون التربويون إداريون تمت ترقيتهم من مناصب أخرى، مثلاً مدرسون سابقون، أو إداريون في وزارة التربية والتعليم، ومن المفترض أن يكونوا متفوقين في أساليبهم، وهذا يكمن وراء افتراض أنه نظرًا لأنهم كانوا معلمين على مستوى متقدم، فسيكونون مشرفين جيدين، وعليه فقد تتكون لديهم وجهة نظر بأنه ليس هناك حاجة لهم للخضوع للتدريب.

لذا يمكننا اعتبار الإشراف التربوي فعالاً فقط عندما يكون هناك تدريب مستمر لكل من المديرين كمشرفين تعليميين ومعلمين، إذ تؤدي المعرفة والخبرة أيضًا دورًا مهمًا في الإشراف التربوي، وتميّز معظم القضايا المتزايدة والعديد من التحديات التي تنجم عن تقديم الخدمات الإشرافية التعليمية، بما في ذلك امتلاك بعض الخبرات العملية التي تمكّن المشرف من تقديم المساعدة والإرشاد والخدمات المساندة اللازمة مدرسين لتعليمات الجودة الصفية.

ولعلاج هذه النظرة والوضع الحالي في فلسطين، تقترح الباحثة أن يتم تزويد المشرفين التربوين بتدريبات عالية المستوى والاطلاع على خبرات الدول المتقدمة في التعليم والاساليب التعليمية لانجاح وتطوير العملية الاشرافيه، وحسب إطلاع الباحثة فإنه لا يوجد اسلوب اشرافي موحد في فلسطين للاشراف التربوي بل هناك اساليب متنوعه مبينية على اجتهادات شخصية.

 

الخاتمة

استعرضت هذه الدراسة مجموعة متنوعة من المعيقات التي تواجهها العملية الإشرافية فلسطين، وما يواجهه المشرف التربوي من معيقات فنية وإدارية وغيرها وبهدف تطوير وتحسين من العملية الاشرفية في فلسطين، وبعد استطلاع ما طرحته الدراسات الفلسطينية المحلية تحديداً، والاستفادة من الدراسات العربية والأجنبية، تم التوصل إلى أنّ معيقات المشرف  من حيث الكفايات المهنية تتمثل في عدم كفاية الخصائص المهنية لبعض المشرفين، بحيث لا تتوفر بالمشرف بعض الخصائص الهامة لنجاحه في عمله، منها تصميم وإعداد خطة إشرافية سنوية مرنة ومتجددة.

واتضح أيضاً أن المشرف التربوي يواجه أموراً متنوعة تحد من كفاياته الإشرافية، ومن ذلك، عدم ضمان نجاح المخرجات المتوقعة، وضعف تكامل بين فلسفة الإشراف وأدواته، واتضح أيضاً أن المعلمين يعتقدون بوجود ضعف في العملية الإشرافية من حيث تعزيز كفاءة المعلم في  كيفية التغلب على المواقف الطارئة في الحصة.

وعدم كفاية المشرف من حيث تقبّل آراء الأخرين، وامتلاك دافعية عالية نحو التطوير، والتمتع بالأمانة والإخلاص والعدل، وامتلاك مهارة إدارة الوقت واستثماره، وعرض الافكار بشكل منطقي، واقتراح مواد مساعدة على تقديم التعليم والتعلم، وفي إدراك ما ينبغي أن تكون عليه الأنشطة التعليمية، وفي إبداء مرونة في تطبيق الأنظمة التعليمية القائمة. وهذه الصعوبات في الكفايات الإشرافية قد تكون نابعة من عدم تمكن بعض المشرفين من امتلاك جميع الخصائص القيادية.

ومن المعيقات أيضاً وجود نقص في المهارات الذاتية والفنية والإنسانية ومهارات الاتصال والتواصل، كذلك وجود أسلوب واحد يستخدم في الإشراف في جميع المواقف والظروف التعليمية.

أما معيقات التي تواجه المشرف من حيث الإمكانات، فكان أبرزها معيقات الزيارات الصفية، إذ تعيق الأوضاع الأمنية والسياسية أحياناً القيام بمهمات إشرافية بهدف ملاحظة النشاطات التعليميّة والتّفاعل الصّفي واللاصفي باستمرار، كذلك وجود صعوبات إدارية تتمثل في ندرة زيارة المشرف للمعلمين بسبب الأعداد الكبيرة من المعلمين في جدوله، كذلك وجود الكثير من الواجبات الإدارية والمشاركة تثقل كاهل المشرف التربوي، افتقار الإشراف لقيادة لامركزية قادرة على المساهمة في تطويرها، إضافة للترتيبات غير السليمة في إعداد وتنفيذ الزيارات المتبادلة بين معلمي المدارس المختلفة، وبين المشرفين.

أما الصعوبات الفنية والمهارية، فكان منها تدني مستوى خبرة بعض المشرفين في استخدام التقنيات الإلكترونية الحديثة لمواكبة عمل المعلم، فهذا الأمر ينعكس على دور المشرف التربوي.

والصعوبات التي يواجهها المشرف في التحديد الدقيق لمهارات التدريب المطلوبة للمعلم، ووجود بعض من الصعوبات المتعلقة بالمناهج التي تقلل من دور المشرف في القيام بمهماته، وضعف في متابعة المدير لتوصيات المشرف للمعلم، وعدم كفاية برامج التطوير المهني للمعلمين، وأنّ الدعم المادي يقلل من تأهيل المشرفين التربويين للعمل على أكمل وجه، خصوصاً ضعف ميزانية الإشراف مقارنة بالوضع التعليمي الواقعي، وقلة المبلغ المالي المخصص لتنفيذ بعض الأساليب الاشرافيه

وتوصي الباحثة  بزيادة الدعم المادي المخصص للمشرف التربوي في فلسطين،  لتنفيذ فعاليات وتدريبات متخصصه للمعلمين، زيادة عدد المشرفين التربوين، الاهتمام في تدريب المشرفين التربوين، واختيارهم ضمن معايير واضحة محدده، خاصة ان يمتلكون القدرة على الاتصال والتواصل مع المعلمين، تبني نظرية من نظريات الاشراف التربوي وتطبيقها في فلسطين، لتطوير المنظومة الاشرافيه وتحسين اساليبها وادواتها، وكل ذلك سينعكس على ادوار المشرف التربوي الذي بدوره سيؤدي الى تحسين المخرجات التعليمية.

 

المراجع:

 

أولاً: المراجع العربية:

أبو عزام، محمد (2020)، الادارة التعليمية والاشراف التربوي، ط(1)، عمان:دار زهدي للنشر والتوزيع.

امبيض، يسرى وفتيحة، أحمد (2014)، دور المشرف التربوي في تحسين أداء المعلمين في مدارس القدس الحكومية من وجهة نظر المعلمين والمديرين. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة بيرزيت، فلسطين.

التميمي، ياسين عبد الصمد  (2009)، الاشراف التربوي واهميته في التعليم. مجلة أبحاث البصرة( العلوم الانسانية). 24(1): (155-185).

الجبار، عبدالعزيز والطيار، ابراهيم (2016)، معوقات الاشراف التربوي كما يراها المشرفون التربويون على برامج صعوبات التعلم والتربية الفكرية. مجلة التربية الخاصة والتاهيل، 3(10):( 287-320 )

جوهر، محمود (2019)، معوقات تطبيق الدور الإشرافي القائم على الحاجات من وجهة نظر المشرفين التربويين في العاصمة عمان. مجلة كلية التربية – جامعة أسيوط، 35 (5):( 156 – 187).

خضر، رائد (2011)، الاشراف التربوي الحديث- اساسيات ومفاهيم، ط(1)، عمان: دار غيداء.

دبابي، بوبكر (2014)، واقع عمل مفتش التعليم الابتدائي وأهم المعيقات التي تعترضه من وجهة نظر المفتشين نفسهم دراسة ميدانية بمدينة ورقلة. مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، 6 (16): (125 – 130).

الدليمي، طارق (2016)، الاشراف التربوي واتجاهاته المعاصرة، ط (1)، عمان: مركز ديبونو لتعليم التفكير.

الرنتيسي، نانسي (2022)، واقع الإشراف التربوي في مدارس محافظة رام الله والبيرة وعلاقته بالأداء المتميز لدى المعلمين من وجهة نظر مديري المدارس. رسالة ماجستيرغير منشورة، جامعة القدس المفتوحة، فلسطين.

السعايدة، مها والسعايدة، جهاد والكايد، ركان (2012)، المعيقات الاجتماعية والتربوية التي تواجه الإشراف التربوي وسبل تطويره من وجهة نظر المشرفين التربويين العاملين بمديريات التربية والتعليم في محافظة البلقاء، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية، 20(2): ( 237 – 274).

شاهين، عبد الرحمن (2015)، درجة امتلاك وممارسة كفايات الإشراف التربوي المعاصر في ضوء خصائص مجتمع المعرفة بمنطقة المدينة المنورة، المجلة التربوية الدولية المتخصصة، مجلد2(6): (76-100).

الطعجان، خلف (2016)، كفايات الإشــــراف التـــربوي المعاصر لدى المشرفين التربويين في محافظة المفرق، مجلة الأستاذ، 2 (217): ( 365 – 384 ).

العبد، خالد (2010)، المشكلات التي تواجه عملية الإشراف التربوي من وجهة نظر مديري المدارس الثانوية الحكومية ومعلميها في فلسطين – محافظتي بيت لحم والخليل. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة القدس، فلسطين.

العوران، ابراهيم ( 2010)، الاشراف التربوي ومشكلاته، ط(1)، عمان: دار يافا للنشر.

عليان، سلمان وابوريش، عالية كمال وسنداوي، خالد وزيدان، رائد (2009)، الاشراف التربوي بين النظرية والتطبيق، ط(1)، عمان: دار زهران للنشر والتوزيع.

غنيم، سحر (2020)، معيقات الإشراف التربوي التي تواجه المشرفين التربويين في مديريات التربية والتعليم في جنوب المملكة الأردنية الهاشمية من وجهة نظرهم، مجلة العلوم التربوية والنفسية، 4 (10): ( 1 – 18).

فرحان، نداء (2012)، واقع عملية الإشراف التربوي في مديريتي ضواحي القدس ورام الله والبيرة ودوره في رفع أداء المعلم الوظيفي كما يراه معلمو ومديرو المدارس الحكومية الأساسية. رسالة ماجستيرغير منشورة، جامعة القدس، فلسطين.

مكركر، مريانا (2014)، علاقة ممارسة المشرفين التربويين للكفايات الإشرافية بالتزامهم بالأخلاقيات المهنية من وجهة نظر المعلمين والمعلمات في محافظة بيت لحم. رسالة ماجستيرغير منشورة، جامعة القدس، فلسطين.

مرزيق، هشام (2008)، الإشراف التربوي بين النظرية والتطبيق، ط( 1)، عمان: دار الراية للنشر والتوزيع.

نمر، زياد ودواني، كمال (2014)، المشكلات الاشرافية التي يواجهها المعلمون في مدارس القدس التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية من وجهة نظرهم. رسالة ماجستيرغير منشورة ، جامعة الشرق الاوسط .عمان (1-123) .

وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينيّة (2013)، الإشراف التّربوي في فلسطين، الإدارة العامة للإشراف والتّأهيل التّربوي، رام الله، فلسطين.

وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية (2018)، معايير المشرف التربوي، هيئة تطوير مهنة التعليم ، رام الله ، فلسطين.

ثانياً: المراجع الأجنبية:

Badah, A.  AL-Awawdeh, A. Akroush, L.  and Al Shobaki, N. (2013).  Difficulties Facing The Educational Supervision Processes In The Public Schools Of The Governorate Of Jarash Directorate Of Education. Journal of International Education Research, 9 (3( : (223-234).

Thomas, F. (2013). Teacher Supervision and evaluation a case study of administrators and teachers’ perceptions of mini observations.  Eastern North University, Boston.

Onuma, N. (2016). Principals’ performance of supervision of instructions in secondary schools in Nigeria. British Journal of Education, 4 (3): 40-52.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *