م.م. سدير حسام كريم محمد القيسي

وزارة التربية / مديرية تربية ميسان

sader1985.12@gmail.com

009647711103918

الملخص

إنّ اللغة العربية لغة قديمة واسعة غنية بالألفاظ. وقد أعطت اللغات الشرقية ما تحتاج إليه من الكلمات والمفردات وأساليب البيان وأسهمت في تكوين اللغات الشرقية.

أن لهذا البحث والقراءات في هذهِ الألفاظ تهيئة للعامية العراقية فرصة واسعة كي تنفض عنها وتُريح كل ما باع بينها وبين أمّها العربية الصحيحة من تحريف أو غلط أو خطأ. ومحاولة لمحو الفواصل وطمس الفوارق بين العامية العراقية والعربية الفصيحة. وليصبح جميع أفراد الشعب العراقي العربي يستطيعون النطق الصحيح بالعربية السليمة في التخاطب والتفاهم بينهم في المنزل والمدينة والسوق والمصنع والحياة اليومية العاملة.

تناول البحث طائفة من الألفاظ العامية الدارجة في قضاء علي الغربي في محاولة لإجراء منهج تطبيقي على هذه اللهجة ؛ إذ أن لكل لغة مستويين من الاستعمال , أحدهما يمثل المستوى الرفيع  ويتمثل بالاستعمال الفصيح (اللغة المعجمية) , والآخر يمثل المستوى الادنى ويتمثل بالاستعمال العامي أو (اللهجي الدارج) في السنة عامة الناس , وبينهما صلة وثيقة , وتناول البحث التطوّر الذي حصل في بعض الأصوات العربية فيها من خلال بعض الظواهر الصوتية, فضلاً عن ذلك إنّ هذه اللهجات تمت بصلة وثيقة للغة العربية الفصحى ، وانّ بعضها تعرض للتغيير الصوتي أو التطور اللغوي والذي أدى بدوره إلى ظهور هذه الالفاظ, أنّ جميع الألفاظ التي تم ورودها في البحث هي قريبة للغة الفصحى , ودليل ذلك ما أثبتتهُ معجمات اللغة العربية.

إنّ لهجة علي الغربي هي أقرب اللهجات المحلية إلى لهجة واسط التي تعد قريبة إلى اللغة الفصحى وكلما اقتربنا من أطرافها الشمالية باتجاه محافظة واسط  زاد الشبه بين لهجتها في وسط بغداد, والمنهج المتبع في عرض البحث المنهج الوصفي التحليلي للهجة المتداولة في قضاء علي الغربي, وينبغي أن أشير إلا أن هذا البحث محاولة على طريق دراسة اللهجات وهو ميدان واسع فسيح تختلط فيه لهجات متعددة لتذوب في لهجة واحدة بحيث تكون هذه اللهجة كغيرها بوتقة للهجات مجاورة تقرض وتقترض.

The dialect circulating in Maysan Governorate – Ali al-Gharbi District

as a model

-A field study –

Sadeer Hossam Karim Mohammed Al-Qaisi

Ministry of Education / Directorate of Education Maysan

Abstract

         The Arabic language is a vast ancient language rich in idioms. The Eastern languages ​​gave the words, vocabulary and styles they needed, and contributed to the formation of the Eastern languages.

        That this research and readings in these terms in preparation for the Iraqi colloquial an ample opportunity to shake off it and relieve everything that was sold between her and her correct Arab mother in terms of distortion, mistake or error. And an attempt to erase the breaks and blur the differences between colloquial Iraqi and fluent Arabic. Let all the members of the Arab Iraqi people be able to pronounce the correct Arabic sound in communication and understanding between them in the home, the city, the market, the factory, and the daily working life.

        The research dealt with a range of colloquial expressions used in the western district of Ali in an attempt to implement an applied approach to this dialect. As every language has two levels of usage, one of them represents the high level and is represented by the eloquent use (the lexical language), and the other represents the lower level, which is represented by the colloquial or (vernacular) usage in the general public sunnah, and they are closely related, and the research dealt with the development that took place in some Arab voices In it through some phonemic phenomena, in addition, these dialects have a close relationship to the classical Arabic language, and that some of them have been subjected to phonological change or linguistic development, which in turn led to the emergence of these words, that all the expressions that were mentioned in the research are close to the classical language, and evidence That is what the Arabic language linguists have proven.

   The Ali al-Gharbi dialect is the closest local dialect to the Wasit dialect, which is close to the classical language. I note, however, that this research is an attempt on the path of studying dialects, which is a wide and spacious field in which multiple dialects are mixed to melt into one dialect so that this dialect, like others, is a melting pot for neighbouring dialects that are borrowed and borrowed.

المقدمة

الحمد لله الذي أعلى منزلة العلم ، وشرّف العلماء ، الحمد لله الذي أنزل كتابه المبين , والصّلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين وعلى آله الطّيبين الطّاهرين وصحبه الميامين.

  وبعد000  

           إنّ اللغة العربية لغة قديمة واسعة غنية بالألفاظ. وقد أعطت اللغات الشرقية ما تحتاج إليه من الكلمات والمفردات وأساليب البيان وأسهمت في تكوين اللغات الشرقية.

   لقد كان للإنسان في هذا الجزء من الأرض، تاريخ طويل، فقد مرت في طبقات من الأمم وأجناس من الشعوب، إذ كان العراق بلد السومريين ووطن الأكديين ومولد البابليين والآشوريين، وقد غزاه الفرس واليونانيون، وسكنه العرب وجاءته الوفود من الروم والهند وفيه التقى المشرقان والمغربان، وسار أهله في مناكب الأرض فوصلوا الصين شرقاً وبلاد الإفرنج غرباً. وهذا كلّه جعل العراق ملتقى المذاهب واللغات والديانات واللهجات.

  كل هذا ترك آثاراً ما زالت ملامحها في الأخلاق والعادات واللهجات والحياة والطعام واللباس وأسلوب الكلام.

           لقد نشأت العاميّة العراقية عبر هذهِ الحقب الطويلة، والعصور المديدة فأصبحت عاميّة هذا البلد حلقة الوصل بين تاريخه المجيد وحاضره المشرق إذ حوّت في ألفاظها كثيراً من لغات الشعوب التي مرت بهذهِ الأرض. ففي عامية الجنوب كثير من الكلمات التي ترجع أصولها إلى لغات قديمة تتجاوز اللغة العربية.

          فاللغة لا تختلف باختلاف الزمان والمكان فحسب , بل تتنوع بحسب طريقة الاداء التي يسلكها المتكلمون بها , وطرائق التعبير باللغة تتمثل بمستويين من الاداء : أحدهما يمثل الاستعمال الفصيح (المستوى المُفْهِم) ويستعمله افراد البيئة اللغوية في مخاطباتهم, ولا يخضع لقوانين اللغة وانظمتها,  والآخر يمثل الاستعمال اللهجي (الدارج) , ولا ينكر أنّ بينهما صلات وثقى بالنسبة لمتكلمي اللغة . ومن أهم ما يلحظه الدارس من هذهِ الصلات أنك تجد ألفاظاً واستعمالات تشيع في المستوى اللهجي الدارج لها جذور لفظية ودلالية من المستوى الفصيح.

          وتستدعي النظرة التداولية للغة النظر في ألفاظ شاع استعمالها في المستوى اللهجي الذي يمثل اللهجة العامية مع أنها تنتمي بالأصل والاستعمال للمستوى الفصيح الذي خلت منه تداولياً ليكون هذا البحث منطلقاً لدراسة هذهِ الألفاظ وتلمس دلالتها في كلا المستويين والكشف عن الفوارق الدلالية بحسب استعمالها لكل مستوى.

          ولكثرة الألفاظ العامية فإننا لا نستطيع أن نعرض كل ما يتناول من الكلمات في لهجة محافظات الجنوب على مدار القرن الماضي والحاضر؛ لكثرته، وغرضنا الأول هو أن نضع نماذج من هذهِ الكلمات التي هي ذات أصل صحيح وبيان ما طرأ عليها من تغييرات في بنية الكلمة وصوتها، وردّها إلى نصابها من الصحة إن كان عربي الأصل أو بيان مرادفها إن لم يكن كذلك ليحل محلها ويُرجَعُ إليها في الاستعمال. ولا يرتاب في أنَّ العامة إذا وقفت على تلك التغييرات في ألفاظها وعرفتها معرفة بيِّنة. وعرفت معها مقاييس العربية المطردة، وتبينت بصور دقيقة وجوه التصويب والتصحيح لنطقها بحيث يصبح نطقاً عربياً سليماً. فإنما ستبادر- تلقائياً- أي تلافي تحريفاتها للكلم. وتخلِّصه مما شاع فيه من آفات اللحن والخطأ. لأنها دائماً تأنس إلى الفصحى لغة القرآن الكريم التي تقرؤها صباح مساء في الصحف اليومية وتتطلع إلى اللحاق بركتها.

          وترى الباحثة أن لهذا البحث والقراءات في هذهِ الألفاظ تهيئة للعامية العراقية فرصة واسعة كي تنفض عنها وتُريح كل ما باع بينها وبين أمّها العربية الصحيحة من تحريف أو غلط أو خطأ. ومحاولة لمحو الفواصل وطمس الفوارق بين العامية العراقية والعربية الفصيحة, وليصبح جميع أفراد الشعب العراقي العربي يستطيعون النطق الصحيح بالعربية السليمة في التخاطب والتفاهم بينهم في المنزل والمدينة والسوق والمصنع والحياة اليومية العاملة.

          وكان الدافع إلى هذهِ المحاولة المتواضعة ما سمعته من بعض الأهالي المنحدرين من أرياف القضاء , وما أحتوت ألفاظهم من ظواهر لغوية , رغبت في متابعتها وتدوينها, وقد تمّ لي شيء من هذا بعون الله , فآثرت أن أبرزه في هذا البحث , معتمدة فيه على السماع في الغالب , وسؤال بعض الفضلاء الذين كانوا على مقربة من المناطق الريفية, وقد تبين لي أنّ أبرز الظواهر اللغوية كانت صوتية غالباً , وظواهر إفرادية تتعلق ببنية الكلمات من حيث توليدها على مستوى القلب والنحت.

          والتسمية المألوفة التي تطلق على أرياف أهالي علي الغربي هي : المِعدان – بكسر الميم- ويبدو أن هذهِ التسمية قديمة , ولعلّ تأريخ استعمالها يعود إلى القرن الأول الهجري , ففي هذا القرن نُصادف من أسماء الأعلام : مَعْدان الفيل المُهري , وهو رجل من أهل ميسان (الانباري، نزهة الالباء، 1998 , 21-22). ومن المحتمل أنّ تسمية عرب أرياف علي الغربي من هذا بعد أن أصاب الكلمة شيء من التطور الصوتي على لهجتهم التي تميل إلى الكسر, فأصبحت (مِعدان) على نحو : مَيسان و مِيسان, ورمَضَان و رِمْضان وغيرها , ثم تحولت دلالتها إلى الجمع , وأطلق على الواحد منهم : مَعيدي . وأصل الكلمة من (المَعْد) الفصيحة التي تعني الضخم والغليظ (ابن منظور، 2005، الصفحات 95-96/ 14)  , و(مَعْدان) على (فَعْلان) إحدى صيغ الصفة المشبّهة , وبعض أرياف كذلك يمتازون بالغلظة والخشونة, وقال الدكتور جواد علي :”ولا أستبعد أن يكون بين لفظة مْعيدي و مِعْدان التي تطلق في العراق اليوم على الغلاظ السود من بعض الأعراب وبين مَعدّ , صلة , فقد كانت مواطن مَعدّ في العراق أيضاً , والصفات المذكورة تنطبق على المعدان كذلك” (علي، 1993، صفحة 386/1), وهو تفسير مقبول, ومُعيدي إشارة إلى المثل المعروف : تسمع بالمعيدي خير من أن تراه , وهو تصغير رجل منسوب إلى معد.

          إنّ قضاء علي الغربي من البيئات العراقية القديمة التي ما زالت تحتفظ بعناصر طبيعية جميلة, حتى عُدّت أجمل المناطق . وبالرغم من قدمها الذي يمتدّ إلى زمن السومريين الذين يُعدّون من أقدم العناصر البشرية التي سكنتها , فانّ أغلب ساكنيها كانوا على زمن قريب من العرب الذين ينحدرون إلى قبائل عدنانية و أخرى قحطانية , فمن العدنانيين : بنو سعيد (العيسى والبزّون) وغيرهم , ومن القحطانيين : آل أبو محمد , وهم من زبيد , وهم أكبر العشائر في محافظة ميسان , وبنو لام الذين ينحدرون إلى طيء(أفادني بهذ كله كبار علي الغربي (الاجداد) , ومن العشائر التي سكنت قضاء علي الغربي “الشحيطات: من عشائر بني لام بالعراق، كان موطنها على الغربي حتى التلال” (كحالة الدمشق، 1994، صفحة 284/4), و “صرخة (آل) :من عشائر بني لام بالعراق. كان موطنها على الغربي” (المصدر نفسه ، صفحة 317/ 4), والسمران تبع عشيرة السراي وعشيرة آل أبو دراج وكلاهما ينحدر إلى قبيلة ربيعة العدنانية  (المصدر نفسه ، صفحة 119/5)

          ومن الملاحظ تأثر هذهِ , قليلا , باللغة الفارسية , على مستوى استعمال بعض الألفاظ , وهذا التأثر إنما هو من قبيل المجاورة والاحتكاك , فإنّ بيئة علي الغربي قريبة من الحدود الإيرانية . وإذا كان ” السبب الرئيس لنشأة اللهجات المحلية , يرجع إلى اختلاف الأقاليم , وما يحيط بكل إقليم من ظروف , وخصائص تاريخية وجغرافية”(عبد التواب، 2003، صفحة 169), فإنّ هذا ينطبق على بيئة علي الغربي , بوصفها إحدى اللهجات المحلية – في محافظة ميسان- التي احتفظت بخصائص لغوية تفردت بها عن بقية اللهجات المحلية الأخرى.

          وتحتوي لهجات علي الغربي على بعض الألفاظ الكردية الدخيلة مثل لفظة (الجاوَن) (ينظر: معجم الألفاظ الفارسية:90)التي تنطق بجيم رخوة , وتعني الهاون المصنوع من الخشب.

          وقد تم تقسيم البحث إلى مقدمة , والظواهر الصوتية, وخاتمة .

الظواهر الصوتية / الإبدال الصوتي

نال الإبدال مكانة مهمة في الدرس الصوتي العربي؛ لما يؤديه من وظيفة في التطور الصوتي والدلالي للغة , وقد أجمع علماء العربية على أنه إقامة صوت مقام صوت آخر لضرورة أو صنعة أو استحساناً, أو هو إقامة صوت مقام صوت آخر مطلقاً (ينظر: الصاحبي: 154 , وشرح الملوكي في التصريف:213) .

ويعرفهُ د. عبد العليم إبراهيم”هو تغير يحدث في حرف آخر غير أحرف العلة والهمزة,مثل تغيير اصتبر إلى اصطبر بإبدال التاء طاء, وتغيير ازتّهر إلى ازدهر بإبدال التاء دالاً.(تيسير الاعلال والابدال, إبراهيم :5)

والهدف من الإبدال هو التخفيف لغرض الاقتصاد في الجهد العضليّ, و تحقيق الانسجام في السلسلة الصوتية, وهو ما أدركهُ العلماء العرب.

 ومفهوم الابدال واسع وهو يشمل جميع التبدلات الصوتية التي هي: الإبدال, والاعلال, والقلب , والادغام, وقد آثر الدارسون فصلها عن بعضها لما بينها من فروق دقيقة مع ما بينهما من أواصر  تربطها, ومفهوم واحد يجمعها, فقد اختص الاعلال بحروف العلة, والإبدال له حروفه التي سُمع إبدالها أو التي تبدل إبدالاً قياسياً مطّرداً الغرض منها تهيئة الظروف الصوتية الملائمة للإدغام.

 وابدال الحروف بعضها من بعض بمعناها الواسع يقع على انواع مختلفة يمكن ان نصنفها على الوجه الآتي:

  1.  الإبدال الصوتي والتصريف.
  2. 2-    الابدال اللهجي .
  3. الإبدال الشاذ.
  4. 4-    الإبدال الضرورة الشعرية.

 والذي يهمنا في هذهِ الانواع هو الابدال الصوت اللهجي ونقصد بهِ ذلك النوع الذي لا يتم اخضاعهُ لقاعدة تصريفية في اللغة المشتركة؛ بل يخضع لمادة  نطقيه خاصة بأبناء لهجة معينة ويطرد في هذهِ اللهجة دون ان يتمكن من التسرب إلى مستوى اللغة المشتركة بل يكون مقصوراً على استعمال هذهِ اللهجة فحسب.(ينظر: ظاهرة الاعلال,اللطيف,2/2).

فـــالإبدال في اللهجات ظاهرة صوتية تنتشر في اغلب اللغات المشهورة عن طريقها يتعرف الباحث على الخصائص الصوتية, ويمكن عرض نماذج معينة من الألفاظ المتداولة في لهجة جنوب العراق (علي الغربي انموذجاً).

 إنّ مجموع الأصوات الصامتة المنطوقة في لهجة علي الغربي ثلاثون صوتاً,ومنها سبعة وعشرون صوتاً من الأصول الفصيحة, وثلاثة أصوات فروع في الغالب هي :الجيم السامية التي نجدها في العبريه(ينظر:فقه اللغة,السامرائي,272-278) (كَـــــ)  أو الزاي الفارسية (ز) أو الجيم الآرية(ينظر: بحوث ومقالات,التواب, 237) و(البحث الصوتي عند العرب, 34 – 35) وهي شين ممزوجة بصوت الجيم (ج).

 وهذا الصوت الاخير من تحولات صوت الكاف في بعض المواضع وفي كاف المخاطبة غالباً, وهو مسموح في أكثر المناطق العراقية, ومن بين الاصوات التي خضعت لهذهِ الظاهرة الصوتية في بيئة علي الغربي الخاصة هي:

ـــ ألفاظ عامية في لهجة جنوب العراق ذات أصول عربية:

  1. صوت القاف
  2. (لَزﮒ) في: (لصِق):

   قال ابن منظور: (لَصِقَ) بهِ يلصقُ لُصُوقاً: وهي لغة تميم، وقيس تقول: لَسق بالسين، وربيعة تقول (لَزَق) (ابن منظور، 2005، صفحة 76/8)

   وفي لهجة قضاء علي الغربي، يقولون (لَزﮒ) في (لصق). وحينما نجري مقارنة صوتية بين هاتين اللفظتين، ويتبين لنا جملة من التغيّرات الطارئة بينهما وهي:

  1. تسكين آخر اللفظة.
  2. إبدال حرف الصاد زاياً.
  3. إبدال حرف القاف كافاً، وهي التي بين القاف والكاف والجيم، وتسمى الجيم القاهرية.

وكذلك كثير ما نسمع (صِدِكَـــــ) المأخوذة من (صِدْق) في العربية , نلاحظ قد حلت الكاف الفارسية المبدلة من القاف – وهي لام الكلمة محلّ الدال عين الكلمة , ويمكن تفسير ذلك بأنّ الكاف الفارسية صوت مجهور , أقرب إلى الرخاوة منها إلى الشدة , والدال من الأصوات الشديدة , فالصوت الرخو يكون أكثر انطلاقاً مع النفس من الصوت الشديد, هذهِ الظاهرة من ظواهر ما يُعرف بـ(القلب) تكون وسيلة لتوليد الألفاظ , دون تغيير في المعنى , وأقرب ما تكون ظاهرة صرفية.

فإذا ما أردنا معرفة مدى بعد هذهِ التغيرات الحاصلة بينهما، فنحن لا نجد غرابةً فيها على لغة العرب. ولأجل إثبات ذلك نقول: نلحظ  في الظاهرة الأولى من تسكين للحرف الأخير، أي: زوال الإعراب في العربية السائرة على ألسنة العامة، وبما أنَّ العامة تميل إلى ذلك، لتوخي السهولة وجرياً على ما جرى لسائر اللهجات العربية المعاصرة (ينظر: التوزيع اللغوي، ص99) ، فهذا ليس جديداً أو طارئاً على لغة العرب، وإنما كانت هذهِ الظاهرة في الجاهلية على ألسنة الشعراء أحياناً لضرورة الشعر. ومما جعل سيبويه يقول (سيبويه، صفحة 297/2): (إنّ العرب يسكنون الحرف المرفوع والمجرور في الشعر، ويستشهد لذلك بقول أمرئ القيس (امرؤ القيس، صفحة 258)

فاليوم أشربْ غير مستحقبٍ إثماً من اللهِ ولا واغلِ

بتسكين (أشربْ)، وحقُّه الرفع.

          ومن الألفاظ أيضاً لفظة (يزكَي) بدل من (يسقي) بعبارة (اليوم جنت ازكَي الزرع) , وكذلك قولهم في الشخص القصير القامة (الكَصير) في (القصير) (ينظر:التهذيب,10/42,التكملة ,3/187) , وهذهِ اللغة تنسب إلى الحارث بن كعب من اليمن, ويمكن تفسير هذهِ الظاهرة الصوتية إلى انتقال مخرج الصوت إلى آخر قريب منهُ , فالقاف صوت لهوي , انتقل إلى صوت طبقي إيثاراً لتخفيف الجهد , أي انتقل المخرج إلى الوراء قليلاً وانحباس النفس انحباساً كاملاً, فهو بذلك صوت شديد من أقصى الحنك.

          وكذلك لفظة (ركَية) بدل من (رقية) و (مسكوف) بدل من (مسقوف) نقول (سمج مسكوف), وروى السيوطي عن أبن مالك ، إنَّ أبا عمرو بن العلاء وهو أحد قراء الذكر الحكيم، حكى عن قبيلة تميم، أنها تجيز حذف الحركة الإعرابية أحياناً (ينظر: همع الهوامع : 1 / 54)، ويعلق مجاهد في كتابه (السبعة) على قراءة أبي عمرو… بقوله: (إنَّ أبا عمرو كان يسكن لام الفعل في مثل ذلك للتخفيف في النطق أي لا لطرح الإعراب)(السبعة في القراءات:154)  وقرأت) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرْكُمْ   ((سورة البقرة :67) بحذف ضمة الراء ؛ لثقلها(إعراب القرآن , للنحاس : 1/ 176).

  • (ﮔـزلَ) في (قَزل)

          قال صاحب اللسان (القَزَل) بالتحريك: هو أسوأ العَرَج، وأشده، وفي حديث مجالد بن مسعود: (فأتاهم وكان فيه قزل فأوسعوا له، وهو أسوأ العرج. وقيل: الأقزل: الأعرج الدقيق الساقين، واستعاره بعضهم للطائر فقال: (ابن منظور، 2005، صفحة 7/ 353).

تدعُ الفراخَ الزُّغبَ في آثارها              من بين مكسور الجناح، وأقزلا

          وقال ابن فارس (قزل) القاف والزاء واللام كلمة واحدة وهي القزل، وهو اسوأ العرج يقال منه قزِل يقزِل (ينظر: معجم مقاييس اللغة: 5/ 85، والجمهرة، 1/ 282),وفي لهجة علي الغربي، ولاسيما في أريافها، يقولون للذي يعرج (يـﮔـْزِل) وفي هذهِ اللفظة لا يوجد تغيير بينها وفصيحها سوى إبدال في صوت القاف حيث أبدلت إلى صوت بين القاف والكاف والجيم، التي تسمى بالجيم القاهرية.

  وهذا الإبدال وارد قديماً في طائفة اللهجات العربية، وقد مرّ. امّا التفسير الصوتي لهذا الإبدال هو ؛ لتقارب المخرجين، وإنَّ أهل البادية يميلون إلى الصوت المطبق إثياراً لتخفيف الجهد.

  • (وكت) و (وقت)

جاء في لسان العرب: (الوقت) مقدار من الزمان، وكل شيء قدَّرت حيناَ فهو مؤقت. وكذلك قدرّتَ غايته، فهو مؤقت (ينظر: اللسان مادة (وقت)2/107), ويقول ابن سيده: الوقت مقدار من الدهور معروفٌ. وأكثر ما يستعمل في الماضي لأنه مقدار مثله، والجمع اوقات وهو الميقات (ينظر:المخصص:2/402),وقد استعمل في المستقبل واستعمل في الزمان. وسيبويه استعمل لفظ الوقت فيي المكان تشبيهاً بالوقت في الزمان.

وفي علي الغربي يبدلون حرف (القاف) كافاً فصيحةً، فيقولون للسؤال عن الوقت المعروف بالزمان (وكت) بعبارة (بيش الوكت) يقصدون (كم الوقت), وفي لفظة (قتل) إلى (كتل) إبدال الكاف في (كتل) بمعنى (قتل) إلى صوت (ch) فيقول (چتل), وقد ذهب ابن خلدون في مقدمته إلى أنَّ هذهِ اللغة هي لغة مضر (مقدمة ابن خلدون : 55).

          ومن الألفاظ لفظة (سوك) بدل من (سوق) و(سلكَ) بدل من (سلق) بعبارة (سلكت بيض), و (خلكي) بدل من (خلقي) بعبارة (أنا اليوم ظيج خلكي) والمراد نفسيتي تعبانة , وكذلك (كمر) بدل من (قمر) بعبارة (اليوم طالع كمر وليدي) تشبيهاً بجمال قرص القمر.

          أمّا التفسير الصوتي لسبب هذا الإبدال؛ فإنَّ القاف والكاف صوتان شديدان من أقصى اللسان مخرج القاف وأدنى منه إلى مقدَّم الفم مخرج الكاف وهو مهموس والقاف مجهور (وتأصيل  الجذورالسامية، ص55).

          ومنه قول ابن فارس في (دك): (….. والأصل الآخر يقرب من باب الإبدال فكأن الكاف منه قائمة مقام القاف، ويقال: دككت الشيء مثل دققته) ( معجم المقاييس، ص349).

           وفي قراءة (إذا السماء كشطت). وكذلك قراءة عبد الله بن مسعود موافقة للهجة بني أسد(التكوير:11, وينظر:مختصر في شواذ القراءات: 169,لهجة قبيلة أسد:7) ، وكذلك في اللسان قيس تقوله: (كشطت) فتعاقب القاف والكاف ظاهرة لهجية, وقرأ (قافورا) بالقاف بدلاً عن الكاف(ينظر: لهجة قبيلة أسد:98، والتكوير:11, وفي اللهجات العربية، ص131).

            ونستنتج من ذلك كله الميل إلى المجهور صفة قبائل البدو والجنوح إلى المهموس صفة اهل الحضر.

  • (القُبشة) في (الغُبشة)

          جاء في لسان العرب (الغَبش) حين يكون وقت الصباح قال الشاعر:في غَبَشِ الصُّبح أو التجلِّي (ابن منظور، 2005، صفحة 6/322).

وفي الحديث عن رافع مولى أم سلمة إنه سأل أبا هريرة عن وقت الصلاة فقال: (صَلِّ الفجرِ بغلَسَ، وقال ابنُ نكير في حديثه: بغَبَش، فقال ابن نكير: قال مالك غَبشً وغَلَسٌ وغَبَسٌ واحد. قال ابن منصور: ومعناها بقية الظلمة يخالطها بياض الفجر، فبيَّنَ الخيط الأبيض من الخيط الأسود. ومن هذا قيل للأدلم من الدواب: أغبش…. والغُبشة: مثل الدُّلمة في ألوان الدواب) ( ينظر:صحيح مسلم : 602 ،  لسان العرب: 6/ 566- 567 مادة (غيظ).

          وكثير ما نسمع تداول هذهِ اللفظة بعبارة :(طلعت من قبشة للمدرسة) (بإبدال الغين قاف) ويقصدون بها وقت مبكر من الصباح.

          وقد ورد في العربية الفصحى تناوب القاف والغين فقال ابن منظور في اللسان: (تغلغل): أسرع في السير، ورسالة مغلغلة: محمولة من بلد في سرعة. و(تقلقل في البلاد تقلب مسرعاً، والتقلقل: الخفا والإسراع، والتشوق والشوغ: الصعوط الذي ينشق (ابن منظور، 2005، الصفحات 567-566/ 6).

          وذكر ابن فارس في (قمس): (القاف والميم والسين) أصلٌ صحيح يدلُّ على غَمْسِ شيءٍ في الماء، والماء نفسه يُسمّى بذلك. ومن ذلك قمستُ الشيء في الماء أي غمسته (معجم مقاييس اللغة : 832).

            وقد تحوّل صوت القاف في بعض البيئات العربية إلى صور نطقية مختلفة , ومنها بيئة علي الغربي التي يُسمع فيها القاف في بعض الكلمات , صوتاً رخواً مجهوراً , و يُسمع في كلمات أخر صوتاً شديداً مجهوراً.

          وتحوّل القاف إلى صوت رخو مجهور يعضده السماع في بعض البيئات العربية في السودان وجنوب العراق , فأهالي هذه المناطق ينطقون القاف “نطقاً يخالف نطقها في معظم اللهجات العربية الحديثة؛ إذ نسمعها منهم نوعاً من الغين”(بحوث ومقالات في اللغة:9)والمسموع عند اهالي علي الغربي وهو صوت الغين.

          أما التفسير الصوتي لهذا الإبدال؛ فالقاف عند المحدثين صوت لهوي شديد مهموس، والغين صوت من أقصى الحنك رخو مجهور، فحينما يميل البعض لنطق القاف غيناً يتأخر مخرج القاف قليلاً نحو أدنى الحلق إلى الفم، ويحافظ الصوت على صفتي الجهر والاستعلاء ويتحول من الشدة إلى الرخاوة(دراسة الصوت،مختار:343).

 وفضلاً عن ذلك من مسوغات إبدال القاف غيناً يبررهُ التقارب بين مخرجي الصوتين, فالقاف لهوي والغين طبقي , وكلاهما ينطق برفع مؤخر اللسان واتصاله باللهاة مع القاف وبالطبق مع الغين, والغاية منهُ الميل إلى جهر القاف المهموسة بنطقها غيناً, الأمر الذي يجعلها أكثر صوتاً في الفم وأكثر وضوحاً في السمع , في بيئة تتناغم فيها عناصر الطبيعة.

وهناك العديد من الألفاظ من قبيل هذا الأمر نحو : غَنِد (قند) نوع من الحلوى , دَغَل (دقل)الرديء من التمر), غوُويسِم (تصغير قاسم), وغنبل (قنبل)  قطع حلوى صغيرة مكورة, ونِغيغ (نقيق), وغِيْس بدل من (قيس) , والغرية (القرية) اسم مكان , وغِسمْتي (قسمتي) الحظ والنصيب, وغَهرْني بدل من(قهرني).

  • (الباجلَّة) في (الباقلاء)

          جاء في اللسان: الباقلاءُ والباقلَّي: الغول، اسم سراديُّ، ومحله الجَرجر، إذا شُدِّدت اللامُ قُصرت، وإذا خفَّت مددت، فقلتُ الباقلاء، وأحدته باقلاةٌ، وباقلاءة. وحكى أبو حنيفة: الباقلي بالتخفيف والقصر. قال: قال الأحمر واحدةُ الباقلاء باقلاء(ينظر: دراسة الصوت, مختار: 4/ 433- 434).

  فكثير ما نسمع تداول لفظ (باجلة) بعبارة (راح أكل باجلة) في لهجة علي الغربي، ولاسيما في أريافها.

وفي هاتين اللفظتين يتبين لدينا:

  1. إبدال القاف جيماً.
  2. قصر المد وحذف الهمزة.

          وإذا ما أردنا تفسير هاتين الظاهرتين؛ فالعرب قديماً قد عاقبت بين القاف والجيم، فقالوا: (عزج الأرضَ بالمسحاة إذا قلبها، كأنه عاقب بين عزق وعزج)  (ابن منظور، 2005، صفحة 2/323). وحدّق فلان الشيء بعينه يحدقُه حدقاً؛ أي نظر إليه، وحدّج مثل حدّق والتحديج مثل التحديق (الصحاح، صفحة 1/305)

          والمزلاق لغة في المزلاج الذي يغلق به الباب ويفتح بلا مفتاح) (الصحاح، صفحة 4/491) والقُمزة (بضم القاف) مثل: (الجمزة: وهي كتلة من التمر)  (الصحاح، صفحة 2/899). و (التزلج): التزلق (الصحاح، صفحة 1/319)

            والتفسير الصوتي لهذه الظاهرة: هو أنَّ العدول عن القاف إلى الجيم نابع من أن القاف أحد الأصوات المستعلية، لكنهما يشترطان في الشدة، غير إن الجيم مجهور لثوي حنكي، والقاف لهوي مهموس، ولعل الميل إلى الجيم هو للتخفيف من الجهد العضلي.

ويحدث هذا الإبدال، حينما تسبق القاف او تلحق بصوت لين امامي أي الكسرة، وياء المد والضمة المرفقة، أو ألف المد المرفقة، فإن صوت اللين يجذب صوت القاف إلى الأمام. صوت القاف إلى الأمام، فيخرج من وسط الحنك(ينظر:لهجة البحرين,48- 49) مع المحافظة على صفتي الجهد والشدة، أي أن القاف تنطق جيماً.

ومن تحولات صوت القاف قديماً إلى صوت شديد مجهور وهو صوت الجيم, فقد سُمع : زلّقتُ الموضع وزلّجتهُ , أي ملّستهُ(الاصوات اللغوية : 74,وبحوث ومقالات في اللغة:10), واستوثقَ من المال واستوثجَ إذا استكثر (الأبدال: 1/ 245), وقد وقع هذا في لهجة أهالي علي الغربي , فنسمع منهم : ثِجيل (ثقيل) , وجاعْدة (قاعدة) وتصغيرها (جويعدة), و جِدّام (قدام) بعبارة (جدامك انا رايح) يقصد سبقتك إلى المكان, بِريِجْ (بريق) , عِتيج (عتيق), يِعْجِد (يعقد) , ظِيج (ضيق) يقال (أنا اليوم ظيج خلكي) يعني نفسيتي تعبانة, وصديج (صديق) , رفيج (رفيق), غميج (عميق).

ويمكن القول إن صوت القاف من بين الأصوات غير الثابتة في هذهِ البيئة , ذلك هو صوت الكاف الفارسية ( كَــــــ) غير أنّ هذا الصوت لا يختص بمنطقة علي الغربي , بل تشاركها فيها أكثر اللهجات المحلية في العراق.

  • (جـِسـَبْ) في (قسب)

          قال ابن فارس (القسب): التمر اليابس (ابن فارس، صفحة 5/87)، قال حاتم الطّائي:

واسمرَ خطيّاً كأنَّ لَعوبـــَهُ      نوى القسبِ عواصاً مُزجّاً منصلا(الطائي، صفحة 121)

  وورد في لسان العرب: (القسب) التمر اليابس يتفتت في الفم، صلب النواة (ابن منظور، 2005، صفحة 1/672). وقيل (القسب): الصلبُ الشديد، يقال إنه لقبٌ العلباء صُلْبُ العَقَبَ ،والعصب ، قال رؤية:قسبُ العلابي جراءُ الألغاد (رؤبة، صفحة 103)

          وفي لهجة علي الغربي يلفظونها للشيء الصلب اليابس يقولون هذا خبزٌ كسبٌ وجسبٌ أو غير ذلك، ويبدو أنّ هذهِ اللفظة محافظة على فصاحتها سوى في إبدال صوتي بين صوتي القاف والجيم وقد عاقب العرب قديماً بين القاف والجيم كما مرّ.

           والتفسير الصوتي لهذا هو العدول عن القاف إلى الجيم نابع من أن القاف أحد الأصوات المستعلية لكنهما يشتركان في الشدة غير أن الجيم مجهور لثوي حنكي، والقاف لهوي مهموس، ولعل الميل للجيم هو للتخفيف من الجهد العضلي.

          أما في إبدال القاف (جيماً قاهرية)، فقد ورد قديماً في طائفة من لهجات العربية، ولاسيما لهجة تميم(ينظر: لهجة تميم، 104)وبني أسد(ينظر: لهجة اسد، ص100). وقرأ أبن مسعود(ينظر: معاني القرآن للفراء، 3/274، والإبدال، 2/ 372): (فأما اليتيم في تـﮔـهر)(سورة الضحى، 9؛ وينظر : مختصر في شواذ القراءات : 175).

          وروى أبو زيد: (الـﮔصير لغة لبعض العرب في القصير)(التهذيب، 10/42، والتكملة، 3/ 187) وقال أيضاً: (الغسـﮒ) لغة في (الغسق) وهو (الظلمة)(التهذيب، 10/42).

          ويبدو أن التفسير الصوتي لهذهِ الظاهرة، هو انتقال مخرج الصوت إلى آخر قريب منه, فالقاف صوت لهوي إنتقل إلى صوت طبقي إيثاراً لتخفيف الجهد. أي: انتقل المخرج إلى الوراء قليلاً وانحباس النفس إنحباساً كاملاً(في اللهجات العربية، 106), فهو بذلك صوت شديد من أقصى الحنك.

          وبما أن الجيم القاهرية هو الحرف الذي بين القاف والكاف والجيم، كما وصفه ابن فارس(الصاحبي،54). بأنه صوت شديد من أقصى الحنك. وبما أن اهل البوادي يميلون للشدة والجهر جنحوا إليه.

          مما تقدم نستطيع أن تخلص القول إلى أنَّ هذهِ اللفظة ومثيلاتها ممّن طرأت عليها بعض التغييرات الصوتية، لا يمكن أنّ تجعلها دخيلة أو معرّبة على اللسان العربي، وإنما هي عربية فصيحة احتفظت بظواهر اللهجات العربية القديمة التي لا يمكن أن نجعلها من لحن الأعاجم.

  • صوت الصاد والسين

          أما الظاهرة الثانية فهي إبدال حرف الصاد زاياً، وهذهِ أيضاً ليست غريبةً عن لغة العرب. قال ابن فارس في (الزَّمت) أي: (الصَّمت): (الزاء والميم والتاء ليس أصلاً؛لأنّ فيه كلمة وهي من باب الإبدال,و يقولون: رجلٌ زمِّيت، أي: سكيّت, والزاء في هذهِ مبدلة من صاد، والأصل الصمت) (ابن فارس، صفحة 438),ويقوي ذلك في كلام العرب، فيقولون:

  • (زقْر، سقر) في (الصَقْر)  (ابن فارس، صفحة 459)

وترى الباحثة في التفسير الصوتي لهذهِ الظاهرة: (هو إبدال حدث في الأصوات المتدانية المخرج؛ إذ أن حرف الصاد والزاي مخرجهما من الثنايا وطرف اللسان، وهما أسليان(ينظر:المصطلح الصوتي، 197) صفيريان(ينظر: علم الاصوات العام، 123,والمصطلح الصوتي، 157)ورخوان. والصاد مهموس والزاي مجهور (ينظر: المصدر نفسه، 123). ولهذا انتقل مخرج الصوت إلى آخر قريب منه. وأهل الأرياف والبوادي يميلون إلى الأصوات المجهورة وبذلك جنحوا إلى الزاي.

  •  (صابِط) في (سامِط)

   ورد في لسان العرب، ذكر ابن الإعرابي، السامِط: الساكت، والسَّمْط: السكوت عن الفضول، يقال: سَمَط وسَمَّطَ وأسمطَ إذا سكت(لسان العرب، 4/ 680)

  وفي لهجة قضاء علي الغربي، ولاسيما في أريافها، يقولون: (صابط) في (سامط)، أي: ساكت وفي هاتين اللفظتين يتبين لدينا:

  • إبدال الصاد سيناً.
  • إبدال حرف الباء ميماً.

   فإذا ما أردنا تفسير هذا الإبدال الصوتي، فنجد أنَّ  (إبدال السين صاداً) هو أثر من آثار اللهجات العربية القديمة. وإنَّ اللغويين القدماء لم يغفلوا عنها. فاصطلح عليها سيبويه بالمضارعة والتقريب (سيبويه، صفحة 4/477). واطلق عليها ابن جني التقريب(ينظر: الخصائص، 2/ 143), وذكر ابن سيده أن بني العنبر من تميم، قالوا: صاطع في ساطع(ينظر: المخصص، 13/ 273). وقد ورد هذا الإبدال في لهجة تميم، فقال التميميون: (الصاق) في (الساق)، وقالوا: (الصراط، وصلغ، وصخب) في السراط وسيقل وسلغ وسخب(لهجة تميم، 92).

   وقال الفراء: (ماء سخن وصخن) (الإبدال لابن السكيت (في ضمن الكنز اللغوي)، 42). وقد مرّ ذكر ذلك في البحث. وفي التفسير الصوتي لهذهِ الظاهرة، فقد حدّد القدماء، مخرج السين بين طرف اللسان وفويق الثنايا، وهو صوت رخو مهموس (سيبويه، صفحة 4/434) .ويتفق الصاد معه في المخرج، وصفتي للهمس وللرخاوة (سيبويه، صفحة 4/434). إلاّ إنّ الصاد مطبق.

   أما المحدثون فالسين عندهم لثوي احتكاكي (رخو) مهموس. والصاد لثوي احتكاكي مهموس مفخم (مطبق)(الأصوات لكمال بشر، 120).

 فإن الاختلاف بين الصوتين هو في كون الصاد من الأصوات المطبقة أو المفخمة، أمّا السين فلا إطباق فيه، وقد جنحت هذهِ اللهجة إلى إبدال السين صاداً، فحولوا السين إلى صوت مفخم حتى أصبحت صاداً، وذلك لتأثر الأصوات ببعضها، وميلها إلى التقارب فيما بينها، وذلك ما عده المحدثون من قبيل المماثلة بين الأصوات وسعياً وراء الاقتصاد في الجهد العضلي وتيسير النطق (الأصوات اللغوية لإبراهيم أنيس، 179).

  • (صرط) في (سرط)

          (سرطَ) أي: سرط الطعام والشيء بالكسر سرطاً سرطاناً بلعه، واسترطه وازدرده: أي ابتلعه. والسرطَ للشيء: أي سار الشيء في حلقه سيراً سهلاً. والمسرطُ: البلعوم (ابن منظور، 2005، صفحة 4/ 559),(والسين والراء والطاء) أصلٌ صحيح واحد يدل على غيبة في مرِّ وذهاب. ومن ذلك سرطت الطعام، إذا ابتلعته، لأنه إذا سُرط غاب، ولأن الذاهب فيه يغيب غيبة المسترط (ابن فارس، صفحة 3/152)

          وفي لهجة علي الغربي ولاسيما في أريافها وعند المسنين منهم في الحواضر يقولون: صرط العقار (أي الدواء) أو على الطعام (صرطت الطعام)ابتلعهُ من دون طحن بالاضراس أو تقطيعه في الأسنان.

     فيتبين لنا أن هذهِ اللفظة محافظة على فصاحتها لكن طرأ عليها التغيير وهو إبدال السين صاداً, وربما بقيت محافظة لأن أبن منظور ذكر أن الصاد لغة(ابن منظور، 2005،4/ 559), وروي عن تميم إنّهم كانوا يقلبون (السين صاداً) مع بعض الأصوات المفخمة كأصوات الإطباق, والأصل هو نطقها بالصاد بدليل ورودها في القرآن الكريم بالصاد , ثم تطورت حتى شاع فيها نطق آخر بالسين.

          والتفسير الصوتي لإبدال السين صاداً؛ لكونهما من مخرج واحد ويتفقان بصفة الهمس والرخاوة، إلاّ أنَّ الصاد مطبق كما مرَّ, وذكر ذلك سيبويه فلو لا الأطباق لصارت الصاد سيناً (سيبويه، صفحة 2/406), وهذا شائع في العربية وقد مرّ.

          ونظراً لتأثر الأصوات من بعضها وميلها إلى التقارب فيما بينها، وقد أعدَّه المحدثون من قبيل المماثلة بين الأصوات سعياً وراء الاقتصاد في الجهد العضلي وتيسير النطق(الأصوات اللغوية ، لابراهيم أنيس: 179).

  • صوت الميم 

أما في ظاهرة إبدال الميم باء، فهي من أثر اللهجات العربية القديمة أيضاً. فقد أُثر عن بني أسد، إنهم يبدلون الميم ياء في (أطمأننت)، قال الفراء: (يقال اطمأننت إليه) ولغة بني أسد (اطبأننت، وأنشد):(القلب والإبدال لأبن السكيت:13، وشرح الشافية: 4/ 462- 463، ولهجة أسد: 88)

وبشَّرني في جبينُك من بعيدٍ           بخيرٍ، فاطبأنَّ له جنابي

وورد في شعر عمرو بن شأس الأسدي، إبدال الميم باء في (عقمة)، قال: (في ديوانه: 91، والقلب والإبدال: 14)

وقومٍ عليهم (عقبة) السرو مقتفى             بند مانهم لا يخصِفون لهم نعلا

  وذكر أبو عبيدة: العقمة والعقبة، ضرب من الوشي، الفراء: تعرف فيه عقبة الكرم والسر وعمقة أيضاً)(القلب والإبدال،14).

   وقال ابن فارس في (بقع): (فأما قولهم: ابْتُقِعَ لَونهُ، فيجوز أن يكون من هذا. ويجوز أن يكون من باب الإبدال؛ لأنهم يقولون: امتُقِعَ لونهُ) (ابن فارس، صفحة 1/283)

   وفي التفسير الصوتي لهذهِ الظاهرة، فقد حدد سيبويه وابن جني مخرج الميم مما بين الشفتين (سيبويه، صفحة 4/ 433)، وهو صوت مجهور(الكتاب، 4/ 434، وسر الصناعة، 1/ 69). شديد ذو غنة(الكتاب، 4/ 435، وسر الصناعة، 1/ 69، وعدّه من الأصوات التي بين الشدة والرخاوة). أمّا الباء فحددا مخرجها مما بين الشفتين(الكتاب، 4/ 433، وسر الصناعة،1/ 52),وهي تتصف بالجهر والشدة (الكتاب، 4/ 433،وسر الصناعة،1/ 69).

  إذن فهما صوتان شفويان مجهوران، يوصفان بالشدة، ويوصف الميم بأنَّه أنفي ذو غنة(المصطلح الصوتي في الدراسات العربية، ص165) يكادان يتفقان في المخرج والصفة(علم الأصوات العام، ص114- 118- 119).

          وعلى الرغم من تشابه الصوتين من المخرج إلاّ أنَّ (الباء تختلف عن الميم في شيئين: أحدهما أنّ الباء صوت شديد، وثانيهما أن مجرى النفس معه من الفم في حين أنّ مجرى النفس مع الميم من الأنف، والميم من الأصوات الشبيهة بأصوات المد، أي: ليست بالشديدة ولا الرخوة(في اللهجات العربية: 118).

  إن ميل اللهجة إلى الباء هو ميل إلى الصوت الشديد، وتلك سمة لهجية تميزت بها القبائل المعرّقة، في بداوتها التي تميل إلى الأصوات الشديدة (اللهجات العربية في التراث لأحمد الجندي:1/ 413).

  • صوت الذال

ينطق صوت الذال حين يكون طرف اللسان بين أطراف الثنايا دون أن يكون هناك حاجز يمنع مرور الهواء في الفم , مع تذبذب الأوتار الصوتية , فالذال بهذا الصوت أسناني رخو , مجهور مرقق, ومثال على ذلك ما نسمع من أصحاب المهن الزراعية يقولون :

  • (بُزور) في (بُذور)

          جاء في لسان العرب : (بذر) البَذْرُ والبُذرُ: أول ما يخرج من المزرع والبقل والنبات لا يزال ذلك اسمه ما دام على ورقتين، وقيل: البذرُ: جمع النبات إذا طلع من الأرض فنجمَ، والجمع بُذَورٌ، وبذارٌ، والبذْرُ: مصدر بَذرتُ، وهو على معنى قولك نثرتُ الحبَّ (ابن منظور، 2005، صفحة 1/361).

 وكثير ما نسمع تكرار هذهِ اللفظة في لهجة قضاء علي الغربي، يقولون: (بُزور) في (بُذور) يقصدون بها بذور الحبوب,وفي هاتين  اللفظتين إبدال الذال زاياً,والمعنى في العربية واحد. ولربما إبدال الذال زاياً.

  والتفسير الصوتي في ذلك؛ هو أنَّ الزاي والذال صوتان مجهوران رخوان متقاربان في المخرج، فالزاي أسنانية لثوية، والذال أسنانية (علم الأصوات العام، ص123، 121).

          ومن تحولات حرف الذال إلى ظاء كما في لفظة :

  • (ظخر) في (ذخر)

  في اللسان (ذخر) ذَخَرَ الشيء يَذْخُرُهُ، ذُخْراً وأذَّخَرَهُ إذِّخاراً (ابن منظور، 2005، صفحة 3/ 492 ). وقال الزجاج في قوله تعالى: (( وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ))( آل عمران : 49)أصله تذتخرُون.

  ويقول قسم من اهالي محافظة ميسان (ظخر) في (ذخر) أي: ذخر شيئاً على سبيل التفخيم. ولا شك أنَّ الميل إلى تفخيم الذال  له أثر في العربية. وذكر سيبويه: (لولا الطباق لصارت الظاء ذالاً)(الكتاب:2/405،وفي اللهجات العربية:127).

   فمخرج الذال والظاء من بين طرف اللسان وطرف الثنايا منها لثويان عند القدماء، ومن الأصوات الأسنانية عند المحدثين، فعند النطق بهما يتصل طرف اللسان بأطراف الثنايا العليا، بحيث يكون بينهما مجرى ضيق يصدر عنه نوع من الحفيف(دراسات في لهجات شرقي الجزيرة العربية:84). وعلى الرغم من أشتراكهما في المخرج، وفي صفتي الرخاوة والجهر فإن الظاء من الأصوات المطبقة. ولكون الظاء من الأصوات الشديدة فقد جنحوا له اهل البوادي, وما نسمعه في لهجاتنا المعاصرة هو بتأثير ذلك.

            وكذلك  ما نسمع من تطور صوت الذال في نحو : ظِكر (ذكر) , يظوك ( يذوق) , ظْراع (ذراع) , ويميل أهالي علي الغربي إلى نطق الذال ظاءً في بعض السياقات لغرض تفخيم الذال, والظاهر أن الصوت المنطوق هو صوت مزدوج وليس ظاءً خالصة, فاللسان ينطلق بالذال ويرتفع بالظاء نحو الطبق.

  • صوت الجيم

                       ينطق صوت الجيم بارتفاع “مقدم اللسان تجاه مؤخر اللثة ومقدم الحنك, حتى يتصل بهما محتجزاً وراءهُ الهواء الخارج من الرئتين”(المزهر في علوم اللغة:1/472) , ثم يختفي هذا الاحتجاز محدثاً صوتاً شديداً تهتز معهُ الأوتار الصوتية, وعلى هذا الجيم الفصيحة صوت شديد مجهور.

ومثال على ذلك استعمال لفظ:

  • (يُرعَه) في (جُرأَة)

  قال ابن منظور (جرأ): (الجُرأة) مثل الجُرعة: الشجاعة، وقال: رجلٌ جريٌ: مقدمٌ من قومٍ أجرئاء، بهمزتين, ويجوز حذف إحدى الهمزتين، وجمع الجريِّ الوكيل: أجرياء، بالمد فيها همزة”(ابن منظور، 2005، صفحة 1/44).

وكثير ما نسمع من اجدادنا يقولون: (يَرِع) و (يُرعَة) في (جرىء وجرُأة), (عدهم يرعة بالكلام), والمراد بها (عندهم جرأة بالكلام), وكذلك تكثر لفظ (دياية) بدل من (دجاجة) , و(يمعة) بدل من (جمعة) , ونسمع ايضاً لفظة (عّمك) بقولهم (عمّج) بقولهم (يا بعد عّمج), وبها نطق الرسول الكريم (صل الله عليه واله وسلم), وهذهِ اللهجة تعزو إلى أهل اليمن يبدلون الجيم من الكاف المؤنثة, وبني أسد من مضر يضيفون شيئاً على الكاف بقولهم (عليكش) و (اليكش), وتسمى هذهِ الظاهرة في اللغة العربية بــــ(الكشكشة)(دراسة اللهجات العربية,سلوم:56).

          وإنّ هذا النوع من الإبدال ما زال معروفاً في وسط العراق وجنوبه, وهي لهجة عربية قديمة وكذلك في شمال غربي العراق ولا سيّما عند بعض قبائل نينوى, أما د.إبراهيم السامرائي فقد مثل لهذا الإبدال وقال:”أقول : إذا كان هذا كلّ ما وردَ من إبدال الجيم ياءً فهل لي أنْ أقول إنّها ظاهرة صوتية تتسم بها لغة”(في اللهجات العربية,السامرائي:67).

وحينما نتناول هاتين اللفظتين، يتبين لدينا:

  1. إبدال الجيم ياء.
  2. إبدال الهمزة عيناً.

                    وتشير الدراسات القديمة إلى أن صوت الجيم قد تحّول إلى صور نطقية مختلفة, فقد تحّول إلى الصوت الشجري(الياء) وإلى الصوت السامي الخالي من التعطيش (كَــــ) كما تحول إلى صوت مزدوج وهي الجيم الممزوجة , وقال عنها سيبويه بـــ(الجيم التي كالشين) (المزهر:1/472), وهذهِ الجيم مازالت مسموعة في بيئة قضاء علي الغربي نحو:(إجه) من جاء , و(ثجيل) من ثقيل, و(جويبر) تصغير جابر, و(الجاون) بمعنى الهاون.

                   وتفسير هذهِ الحالة في تحول الصوت يعني انتقال مخرجهُ إلى الامام قليلاً وفقدان صفة الشدة, وتحولها إلى صوت رخو, مع الاحتفاظ بخاصية الجهر وهو ما يبرر هذا التحول.

          فإذا ما أردنا تفسير هذا الإبدال أو التغيير، فنجدُ في الأول، ظاهرة إبدال الجيم ياء هي ليست غريبة عن لغة العرب، وإنما من أثر اللهجات العربية القديمة، وتسمى هذهِ الظاهرة بـــ(العجعجة)، وعزيت إلى قبيلة تميم فُذكرَ إنهم يقولون: صهاري، وصهري، في: (صهاريج وصهريج,) و(شجرة و شيرة) , وأطلق عليها الحريري بـــ(الغمغمة)(درة الغواص,الحريري:224-225).

   وذكر أبو الطيب اللغوي رواية تؤكد وجود مثل هذا الإبدال عند طائفة من العرب فقال: (قال أبو حاتم: قلت لأم هيثم: هل تبدل العرب الجيم ياء في شيء من الكلام؟ فقالت نعم، ثم أنشدتني:

إذا لم يكن فيكن ظل ولاجني              فأبعدكن اللهُ من شيراتِ

          ومما ذكره ابن خالويه من ضمن القراءات الشاذة (هذهِ الشجرة بكسر الشين وهذهِ الشيرة بالياء حكاه ابو زيد)( مختصر في شواذ القراءات 45,والمزهر 1/226،والامالي لابي علي القالي 2/214).

          والتفسير الصوتي لإبدال الجيم ياء، إذ إن مخرج الجيم من وسط اللسان بينه وبين الحنك الأعلى، وهو صوت مجهور (المصدر نفسه: 2/ 205( أول الجيم )، 6/ 263(أول الشين),شديد (الكتاب،4/ 433،وسر الصناعة، 1/ 52).

          وعند المحدثين، صوت لثوي حنكي مركب (انفجاري احتكاكي) مجهور(الأصوات اللغوية,انيس: 77_83),أما الياء يشترك مع الجيم في المخرج عند القدماء، وهو مجهور، وعند المحدثين هو صوت حنكي وسيط مجهور(علم الأصوات،كمال:126).

          وقد فسّر الدكتور عبد العزيز مطر هذا المنحى في لهجة الكويت. إنَّ الجيم والياء من مخرج واحد، وهو وسط اللسان بينه وبين الحنك الأعلى، والفرق بينهما، إنما هو في طريقة النطق، فالجيم تنطلق بالتقاء وسط اللسان، بالجزء الصلب من سقف الحنك، أمّا في الياء فإن وسط اللسان لا يلتقي بهذا الجزء بل يقترب منه(لهجة البحرين : 20,الأصوات اللغوية: 133، الأصوات العربية: 45).

          ويبدو أنّ سبب الميل إلى الياء إنما هو لتقليل الجهد العضلي. وقد حددَّ جونستون حدوث قلب الجيم ياء حينما تتصل بأي صوت من أصوات اللين الأمامية أو الخلفية.

  • صوت الهمزة

يُنطق صوت الهمزة بانطباق “فتحة المزمار انطباقاً تاماً فلا يسمح بمرور الهواء إلى الحلق ,ثم تنفرج فتحة المزمار فيسمع صوت انفجاري”(الاصوات اللغوية:78), فهو صوت شديد,والقول بالانطباق يعني أنهُّ صوت مهموس,وقد أصاب هذا الصوتت بعض التغيرات في اللهجات العربية القديمة, على مستوى إسقاطها أو تخفيفها أو إبدالها, وقد نسب نطق الهمزة عيناً إلى قبائل تميم وأسد وقيس(تهذيب اللغة:1/112), وهو ما يعرف بظاهرة العنعنة كما في البيئات الحديثة مثل مصر, وقد ورد في بيئة علي الغربي نحو عدد من الألفاظ التي تم تداولها كما سيتم ذكرها في البحث.

ظاهرة إبدال الهمزة عيناً، فهي أيضاً من أثر اللهجات العربية القديمة. وقد وقف اللغويون القدماء عندها، وسموها بـ(العنعنة),وذكروا قد كانت شائعة في قبائل تميم وأسد وقيس(تهذيب اللغة:1/ 112،212(عنن),القلب والإبدال ،لابن السكيت:24, فصول في فقه اللغة:137). و وجدوا إنَّ إبدال الهمزة عيناً ورد في إبدال همزة (أنْ) المفتوحة ومن ذلك قول جران العود:

فما ابن حتى قلن ياليت (عنتاً)     تراب و (عن) الأرضِ بالناس تخسف(ديوانه : 22).

          إلاّ أنَّ الثابت أن هذا الإبدال لم يقتصر على همزة (أن) بل شمل طائفة من المفردات فقد ورد عن تميم إنها تقول: (الجنع) في (الخبء)(تهذيب اللغة:1/ 112)، وجاء في لهجة تميم: (أعتنفت الأمر بمعنى: (إئتنفته) و (اعتنفنا المراعي) أي: (إئتنفنا المراعي)(العين:1 / 123).أما التفسير الصوتي لهذهِ الظاهرة، فقد حدّد القدماء مخرج العين من أواسط الحلق وهو بين الرخو والشديد المجهور (التهذيب، 3/3).

          أما مخرج الهمزة فمن أقصى الحلق مجهور شديد (سيبويه، الصفحات 4/433-434). وسببه أن القبائل البدوية تميل إلى التضخيم بالصوت والجهر به .

ومن ظاهرة إبدال الهمز ما نسمع في عدد من الكلمات نحو نحو لفظة (قرآن) إلى (قُرْعان),  وقولهم (أريد أسعْلك) بدل من (أسألك), و(سُعال) بدل من (سؤال) , وربما يكون الغرض من ذلك جهر صوت الهمزة عن طرق المبالغة في تحقيقها بنطقها عيناً رخوة لتكون أوضح في السمع, فيقول أبو زيد الأنصاري الذي كان يرى أنّ تولد صوت العين نتيجة النطق المشبع للهمزة والمبالغة فيهِ (ابن منظور، 2005، صفحة 1/27).

          أمّا ظاهرة (قصر المد وحذف الهمز)، فقد مالت للهجات العربية القديمة إلى التخلّص من الهمز، بتسهيله أو حذفه، ولاسيما أهل الحجاز. وقد مالت قبيلة أسد لذلك، بعدما كانت تشتهر بتحقيق الهمز(لهجة أسد، ص112).

          ويرى الدكتور علي ناصر غالب في كتابه لهجة قبيلة أسد: (إنه مرحلة متطورة تخالف ما عرف عن القبيلة من جنوحها إلى تحقيق الهمز، وما من شك في إنَّ هذا التأثر جاء من قربهم لبيئة الحجاز تلك البيئة الأكثر تحضراً، والتي أُثر عنها تسهيل الهمز(لهجة أسد، ص112).

          ويقول الدكتور إبراهيم أنيس في ظاهرة التخلص من الهمز، هو  نوع من الميل إلى السهولة والبعد عن التزام التحقيق في النطق بالأصوات(في اللهجات العربية:77). ورأى أن تسهيل الهمز ظاهرة من ظواهر التطّور الصوتي في كل اللغات السامية(فقه اللغات السامية، لبروكلمان، 41).

          وأنّ لهجة أسد تخلصت من الهمزة بالحذف، وحكى الزجاج: أنّ بني أسد يقولون: (جبريل)، وتقول تمييم: (جبرئيل)( لهجة أسد: 113)

          وقصر الأسماء التي تنتهي بالهمز من ذلك، قولهم (هؤلا) بدلاً من (هؤلاء)( لهجة أسد: 113)، و (خنفسة) بدلاً من (خنفساء)(المذكر والمؤنث,الانباري:121، والمصباح المنير: 1/ 239)، ويقول بنو غاضرة من بني أسد (الشرى) بدلاً من (الشراء) (الأضداد في كلام العرب، 1/ 393).

          إنّ التفسير الصوتي لهذهِ الظاهرة؛ إنّ الهمزة مخرجها من أقصى الحلق وهو صوت مجهور وشديد. وهذا ما رآه سيبويه وتابعه المبرد ومن ثم ابن جني (سيبويه، صفحة 4/433)

           ذهب المحدثون إلى أنَّ صوت الهمزة هو حنجري شديد(الأصوات اللغوية:91).و وقفوا إزاء صفتي الهمس والجهر مختلفين منهم من يرى إنه مهموس ومنهم يرى إنّه بين الجهر والهمس (وفي اللهجات العربية ، 65، و القراءات القرآنية، 24).

          وفسروا ظاهرة التسهيل بأنها: (نوع من الميل) إلى السهولة والبعد عن التزام التحقيق في النطق(في اللهجات العربية، 77). ويتطلب في تحقيق هذا الصوت جهداً عضلياً كبيراً وهو الذي دفع بعض الباحثين إلى عدة من أشق الأصوات وأصعبها (والتطور النحوي، 27),ولهذا فهم يميلون لتفسير النطق وكذلك للسرعة والخفة بالكلام. وللتخفيف من الجهد لعضلي.

          وحدد سيبويه أصوات المد  الطويلة وهي الألف والياء والواو؛ لأنّكَ قد تضم شفتيك في الواو، وترفع في الياء لسانك قبل الحنك) (سيبويه، صفحة 4/436). أمّا الياء والوا فهما من أصوات اللين التي يتسع مخرجها لهواء الصوت أشد من اتساع غيرها (سيبويه، صفحة 4/435).

          وقد أدرك الخليل العلاقة بين أصوات المد الطويلة والقصيرة، فقال: (الفتحة من الألف، والكسرة من الياء والضمة من الواو، فكل واحدة شيء مما ذكرت لك)(سيبويه، صفحة 4/242).

          وقد أخذ ذلك منه ابن جني، فقال: (اعلم أنّ الحركات ابعاض حروف المد واللين وهي الألف والياء والواو، فكما أنّ هذهِ الحروف ثلاثة، فكذلك الحركات ثلاثة، وهي: الفتحة والكسرة والضمة، فالفتحة بعض الألف، والكسرة بعض الياء، والضمة بعض الواو)( سر صناعة الإعراب، 1/ 19).

          واصطلح المحدثون على تسمية الحركات أصوات مد قصيرة، ولا يعدد اختلاف بينها وبين أصوات المد الطويلة ان يكون اختلافاً في كمية الصوت، ومن ثمَّ في كمية الجهد المترتبة على بذل ذلك الصوت, فالضمة أقل كمية من الواو، والجهد الذي تتطلبه أقل من الجهد الذي يتطلبه الواو، وهكذا بالنسبة للضمة والكسرة (الأصوات اللغوية:38). ومن هذا كله يبدو أن العرب مالوا إلى قصر المد، للتقليل من الجهدولتيسير النطق وسهولته.

ومن الظواهر الفردية الموجودة ما يُعرف بــ(النحت) تكمن في صياغة كلمة مفردة من كلمة مركبة أو عبارة مع الاحتفاظ بالمعنى في كليهما , وسيلة اشتقاقية لتوليد الكلمات عن طريق الاختزال في بنية العبارة , وتحدث اعتباطياً , فلا دخل للفرد فيها فيلجأ إليها دون قصد , فتشيع في بيئتهِ بعد دورانها, ومن هذهِ العبارات المنحوتة تكون في الغالب استفهامية نحو : (عَلِيش) بالعربية (على أيّ شيء؟) , و (لِيش) بالعربية (لأيّ شيء) , و(بِيش) باللغة السليمة (بكم هذا الشيء أو بأي شيء؟) بحسب السياق , وعند السؤال عن المكان (ليوِين راح تروح) بالفصيح (إلى أين؟) , وما يدل على النفي  قولهم: ما مِش (ما مِن شيء) .

          ونرى أنّ أهالي المنطقة يميلون إلى كسر ما قبل الياء في الكلمات المنحوتة الدالة على استفهام ؛ لأحداث التوافق الحركي بين الأصوات وهو ضرب من المماثلة الصوتية.

–       ناوش

          تم استعمال هذهِ اللفظة كثيراً عند أهالي علي الغربي وتعني عندهم التناول بشرط أن تكون المسافة قريبة أي في متناول الأيدي , والتناوش “بلا همز, الأخذ من قرب , والتناؤش بالهمز من بُعد”(ابن منظور، 2005، صفحة 8/ 546), وجاء في قوله تعالى )وَأنّى لهمُ التّناوش مِنْ مكانٍ بَعيدٍ( ( سورة سبأ:52), فالدلالة العامية والفصيحة تشيران إلى الأخذ من قرب.

الخاتمة

            الحمد لله على توفيقه وهدايته إلى إنجاز هذا البحث حتى وصل إلى خاتمته التي لابدّ أن أشير فيها إلى أنّ المنهج التأريخي يفرض على الدارسين أن ينظروا إلى تطور ألفاظ اللغة وكيف تسير هذه الأجزاء في سيرها التطوري الذي من خلاله تبرز الألفاظ حية متصلة بالزمان والمكان اتصالا ً حضاريا ً، فتبتعد الكلمة عبر مسيرتها التطورية عن اللغة الفصيحة فيعزف عنها أهل الاستعمال وتستقر في اللغات الدارجة حتى ليخيل لكثير من المعنيين بالدراسات اللغوية أن الكلمة (عامية) ولا صلة لها بالفصيحة.

          ويؤكد البحث على أهمية مراعاة التداولية للغة , فاللفظ المتداول في العامية بدا كأنه لا ينتمي إلى اللغة الفصحى؛ بسبب ميدان التداول اليومي , وهذا الميدان ما يحدد انتماء اللفظ عند المتكلم.

ولهذا جاء هذا البحث ليضم بين دفتيه ما يعزى للعامية العراقية الميسانية من كلمات تبين أنّها فصيحة أصابها بعض التغيير في أصواتها وحروفها وكلماتها كما حوى المئات من الألفاظ العامية المتداولة والتي تبين فصاحتها ، إلا أنّ كثرة استعمالها في الدلالة على معنى خاصا ً وبتقادم الزمن زال معناها العام وأصبح معناه يقتصر على الحالات التي شاع فيها استعمالها ففقدت عاميتها على الرغم من فصاحتها  .

  ومن أهم النتائج التي توصلنا إليها في هذا البحث ما يأتي:

  1. إنّ هذه اللهجات تمت بصلة وثيقة للغة العربية الفصحى ، وانّ بعضها تعرض للتغيير الصوتي أو التطور اللغوي والذي أدى بدوره إلى ظهور هذه الالفاظ.
  2. 2-    أنّ جميع الألفاظ التي تم ورودها في البحث هي قريبة للغة الفصحى , ودليل ذلك ما أثبتته معجمات اللغة العربية.
  3. إنّ لهجة علي الغربي هي أقرب اللهجات المحلية إلى لهجة واسط التي تعد قريبة إلى اللغة الفصحى وكلما اقتربنا من أطرافها الشمالية باتجاه محافظة واسط  زاد الشبه بين لهجتها في وسط بغداد .
  4. أضافت العامية بعض الاتساع في الدلالة على الاستعمال الفصيح.
  5. إنّ لهجة أرياف المحافظة أقرب إلى الفصاحة من لهجة مراكز المدن .
  6. شيوع اللفظ الفصيح في اللهجة العامية يجعل منه لفظاً غير مألوف في الاستعمال الفصيح, فمبرور الزمن وكثرة الاستعمال يُخيل للمتكلمين أنّ هذا اللفظ ليس فصيحاً.
  7. نلفت نظر الباحثين والمتكلمين استعمال هذهِ الألفاظ التي قطع بعاميتها تُعد عاملاً إثرائياً للعربية الفصحى.
المصادر والمراجع

القرآن الكريم

–  الصحاح، تاج اللغة وصحاح العربية ، لإسماعيل بن حماد الجوهري (المتوفى سنة 393هـ) تحقيق:  أحمد عبد الغفار عطار ، دار الكتاب العربي ، مصر ، 1377هـ

–  القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث ، د. عبد الصبور شاهين ، مكتبة الخانجي،  القاهرة ، (د.ت).

–  دراسات في لهجات شرقي الجزيرة العربية ، ت. م. جونستون ، ترجمة : د. أحمد محمـــــد الضبيب ، الدار العربية للموسوعات ، ط2 ، 1983م. *

–  ديوان حاتم الطائي ، ط2 ، دار ومكتبة الهلال ، بيروت ، 14-6هـ ــ 1986م. *

–  شرح شافية ابن الحاجب ، رضي الدين الاستربادي ؛ محمد بن الحسن (686المتوفى سنة هـ) ، تحقيق :   محمد نور الحسن ، ومحمد الزفزاف ، ومحمد محي الدين عبد الحميد ، دار الكتب العلمية ،بيروت ، لبنان ، 1395هـ ــ 1975م.

–  فقه اللغات السامية ، كارل بروكلمان ترجمة : د. رمضان عبد التوّاب ، جامعـــــة الرياض ،   1977م.

–  في اللهجات العربية ، د. إبراهيم أنيس ، ط8 ، مكتبة الإنجلو المصرية ، 1992م.

– إعراب القرآن ؛ لأبي جعفر النحاس( المتوفى سنة 338 هـ) ، تحقيق : د. زهير زاهد ، مطبعة العاني: بغداد ، 1980م.

– الإبدال ، لأبي الطيب ؛ عبد الواحد بن علي اللغوي (المتوفى سنة 315هـ) ، تحقيق : عز الدين التنوخي مطبعة الترقي ، دمشق ، 1960 – 1962 م.

– الأصوات العربية بين التحول والثبات ،د. حسام سعيد النعيمي ، دار الكتب للطباعة والنشر،  جامعة الموصل ، ( د. ت ).

– الأصوات اللغوية ، د. إبراهيم أنيس ، ط4 ، مطبعة الإنجلو المصرية ، 1971م .

– الأمالي ، لأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي( المتوفى سنة 356هـ)،دار الآفاق الجديدة ، بيروت ، لبنان ، 1980م.

– التكملة والذيل والصِلّة , السيد محمد مرتضى الزبيدي ,ج6 تحقيق : وتقديم مصطفى حجازي , مراجعة الدكتور عبد السلام هارون , الطبعة الأولى , القاهرة , 1988م.

– الخصائص ، لأبي الفتح عثمان بن جني ( المتوفى سنة 392هـ) ، تحقيق : محمد علي النجار ط2 ، دار الهدى للطباعة ، بيروت ، لبنان ، 1952م. 

– الصاحبي في فقه اللغة ، لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا (المتوفى سنة 395هـ)،تحقيق : السيد  أحمد صقر ، دار إحياء الكتب العلمية ، (د.ت) .

– القاموس المحيط ، للفيروز آبادي ؛ الشيخ مجد الدين محمدبن يعقوب (المتوفى سنة 817هـ) دار الفكر ، بيروت ،  1403هـ ــ 1983م.

– المدخل إلى علم اللغة, د. رمضان عبد التواب, الخانجي, 2003م.

– المزهر في علوم اللغة وأنواعها ، جلال الدين السيوطي (المتوفى سنة 911هـ ) ، تحقيق : محمد أحمد جاد المولى وعلي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم ، القاهرة  1958م.

 – المصطلح الصوتي في الدراسات العربية ، للدكتور: عبد العزيز الصيغ ، دار الفكر ، بيروت ، 1988م.

– المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام , د. جواد علي,ط2,بغداد,1993م.

– تأصيل الجذور السامية وأثره في بناء معجم عربي حديث ، د. حسام قدوري عبد   ط1 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، 2007م.

– دراسة الصوت اللغوي ، أحمد مختار عمر ، عالم الكتب ، القاهرة ، 1991م. * 

– ديوان رؤبة بن العجاج ، نشره : وليم الرود البروسي ، منشورات دار الآفاق الجديدة ، بيروت ، 1979م.

– سر صناعة الإعراب ، ابن جني (المتوفى سنة 392هـ)، تحقيق : مصطفى السقا وآخرين  ط1، مطبعة مصطفى البابي حلبي وأولاده ، مصر ، 1954م.

– صحيح مسلم بشرح النووي ، للنووي ؛ أبي زكريا يحيى بن شريف النووي   ( المتوفى سنة 261هـ)،  اعتنى به : محمد بن عياد بن عبد الحليم ، ط1 ، مكتبة الصفا ، القاهرة 1434هـ ــ 2003م

– علم اللغة العام ، الأصوات ، د. كمال بشر ، دار المعارف ، مصر ، 1974م.

– فصول في فقه اللغة ، رمضان عبد التواب ،ط2، مكتبة الخانجي ، القاهـــــــرة ،1404هـ  ــ 1983م.

– كتاب التوزيع اللغوي الجغرافي في العراق، محاضرات ألقاها الدكتور إبراهيم السامرائي، على طلبة قسم البحوث والدراسات الأدبية واللغوية عام 1968م.

– كتاب سيبويه ، لأبي بشر عمر بن عثمان بن قنبر (المتوفى سنة 180هـ) تحقيق: عبد السلام محمد هاروّن  ، الهيأة المصرية العامّة للتأليف والنشر ، القاهرة ، 1970م.

– لسان العرب ، لابن منظور؛ جمال الدين محمد بن مكرم (المتوفى سنة 711هـ) ، دار صادر بيروت ،  1956م. 

– لهجة البحرين ،د. عبد العزيز مطر ، نشر ضمن كتاب ظواهر نادرة في لهجات الخليــــــــج العربي ، مؤسسة دار العلوم ، الدوحة ، قطر 1976م.

– لهجة تميم وأثرها في العربية الموحدة ، د. غالب فاضل المطلبي ، دار الحرية للطباعة والنشر، بغداد ،  1978م.

– مختصر في شواذ القراءات من كتاب البديع ، ابن خالويه ، تحقيق: برجسترتاسر دار الهجرة ، مصر،   1934م.

– معاني القرآن ، الفراء (المتوفى سنة 207هـ) ، تحقيق : أحمد يوسف نجاتي ، ومحمد علي النجار والدكتور :عبد الفتاح شلبي ، دار الكتب المصرية ، 1955م ــ 1972م.

– نزهة الألباء, أبو البركات الانباري, تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم, القاهرة,1998م.

– همع الهوامع ، جلال الدين السيوطي (المتوفى سنة911هـ) ، تحقيق : عبد السلام هارون ، ود. عبد العال سالم مكرم ،  دار البحوث العلمية ، الكويت ، 1400هـ ــ 1980م. 

 البحــــوث:

  • بقايا اللهجات العربية في الأدب العربي، للدكتور أنوليمان ، مجلة كلية الآداب جامعة القاهرة ، المجلد 10 ، الجزء الأوّل ، 1948م.

الرسائل والأطاريح:

  • لهجة ربيعة وأثرها في الدراسات اللغوية والقرآنية ، مثنى فؤاد عبد الكريم الخالدي كلية اللغة العربية وعلوم القرآن ، الجامعة الإسلامية ، 2006م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *