ا. م .د. برهان علي محمد سعيد

العراق/جامعة كركوك/كلية القانون والعلوم السياسية.

burhanlak@yahoo.com

009647701574534

الملخص :   

    من الواضح للمتتبع  السياسة الخارجية الامريكية  وفي مختلف المراحل التاريخية وعلى اختلاف الادارات التي تعاقبت على الحكم في البيت الابيض انها ترتكز على جملة اهداف ومبادئ ثابتة تتمحور  مجملها حول حماية الامن القومي الامريكي من كل التهديدات المحتملة، حتى وان اختلفت تلك السياسة في بعض المراحل التاريخية فانها لا تعدو ان تكون تغييرات ثانوية تتطلبها طبيعة الاحداث والمواقف الدولية بحيث لا تمس جوهر تلك الاهداف  الرئيسة. واذا ما سلطنا الضوء على سياسة الرئيس الحالي دونالد ترامب  الذي تميز سياسته بالانعزالية والمواقف الخجولة من مختلف قضايا الشرق الاوسط ومن ضمنها القضية العراقية بمختلف تفاصيلها، في حين بدأنا نشهد سياسة مختلفة في عهد الرئيس ترامب الذي، ومنذ تسلمه الرئاسة، بدء يؤكد للجميع من خلال مواقفة ان تدخله سيكون بقوة تجاه الملفات العالقة وسيحاول حسم الكثير من القضايا حتى ولو تطلب ذلك استخدام القوة العسكرية، خاصة وأن أحد اهدافه المعلنة هو محاولة إلإصلاح ما لمْ تستطيع  إدارة أوباما اصلاحهُ، سيَما في ميدان السياسة الخارجية ا لامريكية،  وفي حقيقة الامر ومن خلال مراجعة مخُتلف المواقف السياسية الخارجية الامريكية إتجاه الشرق الاوسط عموماً واتجاه العراق على وجه الخصوص فإن هذه المواقف تؤكد بأن الرئيس ترامب سيتخذ مواقف أكثر قوة وسيعمل على تعزيز مكانة الولايات المتحدة في القضايا العراقية المختلفة سواء كانت الملفات الأمنية أو السياسية أو الاقتصادية وسَيحاول تعزيز تحالفاته لمواجهة الخطرين الرئيسيين  في المنطقة وهما التنظيم الارهابي المعروف بالدولة الاسلامية (داعش) وإيران.

كلمة المفتاحية /:(السياسة  الأمريكية ، تحليل القضايا ، ترامب و العراق)      

US foreign policy toward Iraq in the Trump presidency

Assistant Professor Burhan Ali Muhammad Saeed  

Iraq / Kirkuk University / College of Law and Political Science

Abstract

           It is clear to the observer that the American foreign policy, in various historical stages and in the various administrations that succeeded in ruling the White House, is based on a set of fixed goals and principles, all of which revolve around protecting the US national security from all possible threats, even if that policy differs in some historical stages, it is They are nothing more than secondary changes required by the nature of international events and situations so that they do not affect the essence of those main goals. And if we shed light on the policy of the current President Donald Trump, it bears in it many differences from his predecessor, former President Barack Obama, whose policy was characterized by isolation and shy stances on various Middle East issues, including the Iraqi issue in various details, while we began to witness a different policy during the era of President Trump. Which, since assuming the presidency, began to assure everyone through a stance that his intervention will be strongly towards the outstanding issues and will try to resolve any issues even if this requires the use of military force, especially since one of his declared goals is to try to reform what the Obama administration could not fix, especially in the field of The US foreign policy, and in fact, and by reviewing the various US foreign political positions towards the Middle East in general and towards Iraq in particular, these positions confirm that President Trump will take stronger positions than President Obama and will work to enhance the US position in the various Iraqi issues, whether The files were security, political or economic, and he will try to strengthen his alliances to confront the two main dangers in the region, namely, the terrorist organization B, known as the Islamic State (ISIS) and Iran

 Keyword / (US policy, issue analysis, Trump and Iraq) 

المقدمة

      يَحمل كُل رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية مجموعة من المبادئ والأهداف التي يحاول تحقيقها خلال فترة رئاسته ، وتعد هذه  الأهداف والمبادئ جزء من إستراتيجية الرئيس أو الحزب الحاكم الأهداف والمبادئ جزء من إستراتيجية الرئيس أو الحزب الحاكم  ، لذلكَ فإن دراسة السياسة الخارجية تتطلب فهماً دقيقاً لمختلف مخرجات السياسة الخارجية من أهداف ووسائل وأدوات وعوامل ومحددات مؤثرة بشكل مباشر أو غير مباشر في صنع السياسة الخارجية الأمريكية ، لذا فصناع القرار السياسة الخارجية يمكن أن تُدرس في ضوء تفاعل صناع القرارات وبيئتهم الداخلية ، وان ما يميز قرارات السياسة الخارجية عن بقية القرارات أنها تخضع لتفاعل فريد من نوعه ، إلا وهو التفاعل بين البيئة الداخلية والخارجية وما يحتويه ذلك التفاعل من ضغوط متباينة ومتعارضة..

  ويتطلب تحقيق أهداف السياسة الخارجية التي تسعى لتحقيق أكبر قدر من المصالح القومية، إلي استخدام العديد من الوسائل والأدوات أهمها الدبلوماسية، والقوة العسكرية، والأدوات الاقتصادية، إن مـدى توفر هذه الوسـائل قدْ يتيح للدولة حرية وقدرة أكبر على تنفيذ أهداف السياسة الخارجية، والواقع أن أهمية أدوات السياسة الخارجية لا تنبعْ فقط من أهميتها لتحقيق الأهداف، ولكن أيضاً من كونها عاملاً مؤثراً في مسار السياسة الخارجية، لذ أصبح القرار السياسية الخارجية يتأثر ويؤثر بكثير من العوامل والمتغييرات، إذ تلعب هذه المتغييرات دوراً مؤثراً سلبياً أو إيجابياً في السلوك صانع القرار السياسية الخارجي، حيث يتوقف هذا التأثير على طبيعة هذه المتغييرات من جهة، وكيفية إدراك تأثيرها من قبل صانع القرار من جهة ثانية، وعندما نجدْ أنفسنا أمام حاجة إلي دراسة السياسة الخارجية لدولة ما، يكون أمامنا دراسة مجموعة من المحددات الداخلية والخارجية التي تلعبْ دوراً فعالاً في شكل السياسة الخارجية لتلك الدول. ولمْ يكن صناع القرار في االعراق متهيئين لوصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة صاحبة النفوذ الأكبر في العالم، كما لم تكن أغلب النخبة في الولايات المتحدة كذلك، وهو ما يثير التساؤل عن السياسات التي ستتبعها الإدارة الرئيس ترامب تجاه العراق.

اهمية البحث: يُكمن أهمية البحث  ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻷمريكية ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟرئيس اﻷمريكي ﺗﺮاﻣﺐ وأهمية ﻋﻤﻠﻬﺎ وﺗﺄثيرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻣﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق. الوسائل والاليات اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻷمريكية وﻣﻮﻗﻒ اﻟرئيس اﻷمريكي ﺗﺮاﻣﺐ ﻣﻨﻬﺎ . وﻛﺬﻟﻚ أﻓﺎد اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺮئيس اﻻﻣريكي ﺗﺮاﻣﺐ من اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻣﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وكذبة اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻹرﻫﺎب وموقفها من الاتفاقية الإستراتيجية مع العراق.وتتبع أهمية الدراسة أيظاً من حيال السياسة الخارجية الامريكية إلى تركيز على العراق لموقعها الجيو إستراتيجي فهي منطقة مفصلية في استراتيجية الامريكية وتعدْ هذا المنطقة التي كانت وما تزال محمور الصراع.  

هدف البحث: غاية من الدراسة الالمام بالسياسة الخارجية الامريكيةحيال العراق والكشف الدوافع الحقيقية في هذه السياسة والخطوات العملية ونتائج هذه السياسة إزاء العراق والتباين دور المؤسسات الرسمية والغير الرسمية في الرسم صناعة القرار السياسة الخارجية الامريكية.

 اشكالية البحث: ستتناول هذه الورقة تساؤلات محورية وإشكاليات يمكن إثارتها من خلال الاتي: ما هي المكانة التي سيكون عليها العراق في ظل الادارة الجمهورية بقيادة الرئيس ترامب؟، وما هي المبادئ التي سينطلق منها ترامب في تعاملهِ مع العراق في ظل الظروف الراهنة؟ وما هي الوسائل التي سيستخدمها لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الامريكية؟.

فرضية البحث: الافتراض الذي يمكن ان نسوقهُ لمواجهة التساؤلات السابقة هو إن الظروف الاقليمية والدولية وطبيعة المتغيرات الداخلية في الولايات المتحدة الامريكية وفي العراق يمكن أن تؤدي بالرئيس ترامب التي تبني مواقف سياسية خارجية حيال العراق تكون مغايره لما كانت عليه من حيث المبادئ والوسائل، وان الرؤية الامريكية للعراق سوف تتغير من خلال تغير المواقف حيال بعض المواقف والقضايا العراقية المهمة.

منهج البحث: ستعتمد الدراسة على المنهج التحليلي والوصفي لدراسة مواقف الولايات المتحدة الامريكية في عهد الرئيس ترامب حيال ملفات مهمة في العراق وخاصة طبيعة العلاقات المستقبلية بين الدولتين ومستقبل التحالف الاستراتيجي بينهما، وكذلك موقفهِ من مُكافحة الإرهاب.

  سوف يتم تقسيم البحث الى عدة محاور وهي:

  • المبحث الاول: السياسة الخارجية الامريكية: العوامل والمؤسسات .

وسيتم تطرق الى العوامل المؤثرة والمؤسسات الرسمية والمؤسسات غير الرسمية في الرسم السياسة الخارجية الامريكية.

  • المبحث الثاني: ملامح السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب.

وسيتم تَناول الخصائص السياسة الخارجية الأمريكية  وكذلكَ استراتيجية القوة في السياسة الخارجية الامريكية في عهد الرئيس ترامب وملامح السياسة الخارجية الامريكية بعدَ مقتل سليماني والمهندس) .

  • المبحث الثالث: موقف السياسة الخارجية الامريكية في عهد الرئيس ترامب  . سيتم تناول قضايا مهمة في تعامل الولايات المتحدة الامريكية في عهد الرئيس ترامب تجاه العراق وهي (ملف التحالف الإستراتيجي، مَلف مُكافحة الارهابْ(.

المبحث الاول: السياسة الخارجية الامريكية (العوامل والمؤسسات).

   إن السياسة الخارجية الامريكية هي إنعكاس مباشرة لوسائل الدولة المتاحة وفق الاهداف المسيطرة ضمن الأطر العامة للمصالح القومية،  وتنفرد الحالة الامريكية في سلوكها الحارجي وفق معطيات التميز كدولة المهيمَنة على المعالمْ السياسة الدولية. فعملية صنع القرار في السياسة الخارجية عَملية مُعقدة لتأثرها بمجموعة كبيرة من العوامل المؤثرة فيها، إذ تتفاعل البيئة الداخلية والخارجية والمؤسسات العاملة، وفق البيئة السيكولوجية لصانع القرار الامريكي، في إطار عملية تحديد الاهداف الرئيسية المبتغاة في المجال الخارجي وأدوات تحقيق تلك الاهداف. وعليه تم تقسيم هذا المبحث الى المطلبين الاتيين:

المطلب الاول العوامل المؤثرة في السياسة الخارجية.

المطلب الثاني: مؤسسات صنع السياسة الخارجية.

المطلب الاول: العوامل المؤثرة في السياسة الخارجية الامريكية:

  وتتحدد عوامل البيئة الداخلية المؤثرة في صنع السياسة الخارجية الامريكية، رغم الاختلاف النسبي في الدرجة تأثير كل العامل من هذه العوامل في صياغة القرار الخارجي، لكن هذه العناصر تتفاعل وتلعبْ دوراً هاماً في رسم معالم السياسة الخارجية الامريكية.

أولاً: العوامل الداخلية:

  • متغيرات القوة الامريكية: تتميز القوة الامريكية بتنوع مصادرها اقتصادياً، جغرافياً، سياسياً، وعسكرياً. كما تتميز بالامتداد والضخامة خاصة على المستوى العسكري، ويُعطي التنوع في المصادر القوة والوسائل المتاحة لحرية القرار الخارجي الامريكي، وتحقيق أقصى الأهداف والمصالح المرجوة، كما يُعطي الولايات المتحدة إمكانيات السيطرة والتحكم حتى في القرارات الخارجية للدول الاخرى([1]).

ب- استغلال الدين: إن للدين دوراً بارزاً في السياسة الخارجية الامريكية، ويتضح هذا الدور من خلال تأثير النسق العقائدي والأيدولوجي لصناع القرار على القرارات الخارجية وتوجهات السياسة الخارجية بصفة عامة، حيث أن معظم مشاريع السياسة الخارجية إرتبطت إرتباطاً واضحاً بنبوءات نهاية التاريخ ( [2]).

   ويتضح التفسير العقائدي للسياسة الخارجية الامريكية خاصة عندما يُفسر أساس التعامل الامريكي مع قضايا الشرق الاوسط عموماً، أو عندما ترتبط القضايا الخارجية الامريكية بالكيان الاسرائيلي، حيث يستند الدَعم الامريكي غير المشروط والثبات لإسرائيل بناء على الأصول العقائدية للمجتمع الامريكي والتي تحتل فيها إسرائيل مكانة الجوهرية، إضافة الى تصاعد قوة نفوذ التيار الديني المتطرف في الولايات المتحدة الامريكية([3]).

  لقد اتضح العلاقة بين الدين والسياسة الخارجية الامريكية منذ أحداث 11 سبتمبر،  اذ تستند فكرة الحرب ضد الإرهاب على أساس ديني عدائي للاسلام وكل من يمثلهُ، كما لتعاظم التيار اليميني- في السياسة الخارجية الامريكية وتحكمهُ في معظم وسائل الإعلام وشبكاتهِ الضخمةَ عالمياً- دور في ايجاد فكرة الحرب ضد الارهاب.

ج- الاقتصاد: إن إحدى دعائم القوة الامريكية هي مقومات الاقتصاد الامريكي الضخم، لذا يفضل صانع القرار عادةً أن تكون الخيارات والبدائل التي يتخذها خارجياً تخدم أصحاب رؤوس الاموال وتعزز الثروة الامريكية ورأسمالها في الداخل والخارج، فتوسيع الأسواق وخلق القنوات للتصدير والانتقال السهل للرأسمال وتعدْ الهدف الأول للقرارات الخارجية الامريكية، خاصة أن الاقتصاد الامريكي يجدْ امتداداً لهُ في كل بقاع العالم، وتعدْ استثمارات والرؤوس الاموال شركتها الضخمة موزعمة في كل الارجاء العالم، لقد كانت أولى مهمات القوات الامريكية بعد احتلال العراق في العام 2003، حماية الآبار النفطية ومبنى وزارة النفط فقدْ أشار منظرُ المحافظين الجددْ (آميتي شلايس) بقوله: “أهم شيء يمكن أنتفعلهُ الولايات المتحدة وبريطانيا هو خصخصة احتياطات العراق حتى لو عنى ذلك أن تتهم بأمريكا العراق  ( [4]).

ثانياً:العوامل الخارجية: لعبتْ العامل الخارجي دوراً  بارزاً في تفاعل السياسة الخارجية الامريكية مع الخارج والداخل عن السياسة العزلة، حيث عرفت الولايات المتحدة تفاعلاً واضحاً مع القضايا الدولية بعد تعرضها لمؤثرات خارجية- مثل اعتداء بيرل هابر وإعلان الولايات المتحدة دخولها الحرب العالمية الثانية([5]). 

  في الوقت الراهن تزايد دَور العامل الخارجي ودرجة تأثيره، حيث تعددت وتشابكت القضايا الدولية خاصة بعد انفراد  الولايات المتحدة بزعامة العالمية، إذ تأثرت بالمتغيرات الدولية ورتبت أولوياتها وفق المعطيات الجديدة، ومن جهة أخرى استفادت من الهيمنة بالتأثير على القضايا الدولية، كما استفادت  من حق الفيتو في مجلس الأمن في تعطيل العديد من المشاريع التي لا تخدم مصالحها، كما استفادت من الؤسسات المالية الدولية في التأثير على اقتصاديات بعض الدول([6]).

  بناءاً على ما سبقْ، يجدر بنا تأكيد تعاضم دور العامل الخارجي في صنع السياسة الخارجية والذي كان سببه الرئيسِ التطورات التكنولوجية الضخمة التي اتاحت- لمحتلف المتغيرات الدولية – التأثير الفعال والمباشر على صنع السياسة الخارجية الامريكية من جهة، وامكانية هذه الأخيرة من التأثير الكبير على الساحة الدولية من جهة أخرى.

البيئة التي يُصدر فيها القرار: إن السياسة الخارجية ليست مجرد محصلة للتأثير الآلي للعوامل الموضوعية والمادية، إذ أن السياسة الخارجية يصنعها افراد أو مجموعة من الأفراد، وذالك فلا يخلو صُناعها من تأثير الدوافع الذاتية والنفسية وخصائص الشخصية لصانع القرار([7]).

   ويَلعب القائد دوراً اساسياً ومهماً في صنع السياسة الخارجية، وينطبق ذالك على صانع القرار الامريكي اذ توجه عوامل الشخصية الذاتية القرار الامريكي. كما تواجه القادة الامريكيين تحديات وتؤثر تأثيراً مباشراً في شخصيتهم لذا ستؤثر بطريقة أخرى في القرارات الخارجية الصادرة عن هؤلاء القادة.

   إذ أن الرئيس الولايات المتحدة الامريكية يتمتع بصلاحيات واسعة إلا أن المستشارين وجهاز الإدارة لَهم دور كبير في صياغة القرارات، لذا فهذهِ القرارات تتأثر بالجوانب النفسية للبيئة القرارية للؤسسة الرئاسية. 

    المطلب الثاني : ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺻﻨﻊ السياسة الخارجية اﻷﻣﺮﻜﻲ:

   تَعد صنع السياسة الخارجية واتخاذ قراراتها إحدى أهم الركائز التي تعتمد عليها الدولة من أجل تحقيق أهدافها المرسومة وفق مصالحها، لذا تقوم السياسة الخارجية الامريكية بالحفاظ على العديد من المصالح من أهمها تعزيز مكانتها العالمية بما يعزز لها السيطرة والهيمنة العالمية، لذا القيادة المطلقة للنظام الدولي سياسياً وأقتصادياً، إن صنع القرار السياسي وإدارة السياسة الخارجية الامريكية تتميز بتعددْ المؤسسات المشاركة فيها:

أولاً:المؤسسات الرسمية:

  1. السلطة التنفيذية:

   يتمتع  اﻟﻨﻈﺎم اﻟسياسي اﻷمريكي ﺑﻮﺟﻮد ﺳﻠﻄﺔ تنفيذية ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﺑﺰﻣﺎم اﻷﻣﻮر، وﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟرئيس الامريكي،وتخول السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة الامريكية الرئيس، إذ إن يجمع في آن واحد صلاحيات رئيس الدولة ورئيس الحكومة،ولها صلاحية واسعةَ كما تَنص الفقرة الثانية في المادة الثانية من الدستور الامريكي [8] “إن الرئيس الجمهورية هو القائد العام للجيش والبحرية الامريكية، وقوات ميليشيا المتحدة ….للرئيس سلطة عقد اتفاقيات وتعيين السفراء والقناصل… وحق الاعتراض فيتو ضد أي مشروع يوافق عليه الكونغرس وصلاحية أعلان الحرب”. لذا يجعل النظام الامريكي نظاماً رئاسياً بامتياز. وأن دورﻫﺎ ﻓﻲ أﻏﻠﺐْ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟسياسية -إن ﻟﻢ يكن جميعها- ﺑﺎرز كثيراً. وﻗﺪ أﺷﺎر جيمس أﻧﺪرﺳﻮن ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪِ )ﺻﻨﻊ السياﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ” إﻟﻰ أهمية اﻟﺴﻠﻄﺔ التنفيذية ﺑﺎﻟﻘﻮل “إﻧﻨﺎ نعيش ﻣﺮﺣﻠﺔ يطلق ﻣﺮﺣﻠﺔ  الهيمنة  التنفيذية، وفيها  ﺗﻜﻮن فاعلية اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪة كلياً ﻋﻠﻰالقيادة التنفيذية ﻓﻲ رﺳﻢ اﻟسياسات اﻟﻌﺎﻣﺔ وتنفيذها.([9]) ” ويحمل ﻛﻞ رئيس جديد  ﻟﻠﻮلايات اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷمريكية ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدئ واﻷﻫﺪاف اﻟﺘﻲ يحاول تحقيقها ﺧلال ﱡﻣﺪة رﺋﺎﺳﺘﻪ، وتَعد هذا اﻷﻫﺪاف واﻟﻤﺒﺎدئ أزاء ﻣﻦ إﺳﺘراتيجية اﻟﺮئيس واﻟﺤﺰب اﻟﺤﺎﻛﻢ ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن دراﺳﺔ السياسة الخارجية ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻓﻬﻤﺎ دقيقاً ﻟِﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﺨﺮﺟﺎت السياسة الخارجية ﻣﻦ أﻫﺪاف ووﺳﺎﺋﻞ وأدوات وﻋﻮاﻣﻞ وﻣﺤﺪدات ﻣﺆﺛﺮة، ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ أو غير ﻣﺒﺎﺷﺮ، ﻓﻲ ﺻﻨﻊ السياسة الخارجية اﻷمريكية، ﻟِﺬا ﻓﺼﻨﺎﻋﺔ ﻗﺮارات السياسة الخارجية يمكن أن ﺗﺪرس ﻓﻲ ﺿﻮء ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺻﻨﺎعْ اﻟﻘﺮارات وبيئتهم اﻟﺪاخلية، وإن ﻣﺎ يميز ﻗﺮارات السياسة الخارجية ﻣﻦ بقية اﻟﻘﺮارات أﻧﻬﺎ ﺗَﺨﻀﻊ ﻟﺘﻔﺎﻋﻞ فريد ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪِ، أﻻ وﻫﻮ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ بين بيئة الداخلية والخارجية وﻣﺎ يحتويهِ ذﻟﻚ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻦ ﺿﻐﻮط ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﺘﻌﺎرﺿﺔ.([10])

    ويساعد الرئيس الامريكي في جمع المعلومات وتنسيقها لصياغة القرار الخارجي، أجهزة مختلفة على رأسِها مجلس الامن القومي الذي يَضم:”وزارة الخارجية، وزارة الدفاع، رئيس اركان الجيش، مدير الوكالة المركزية للمخابرات، وتزود المعلومات والبحوث والبدائل الى مجلس الامن القومي من طرف المختصين يرأسهم مستشار الرئيس للأمن القومي.”([11]

  • السلطة التشريعية (اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس): ﻧﺸﺄت ﻓﻜﺮة تأسيس اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس ﻋﻦ تقليد ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب اﻟﺬي اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ بريطانيا، أي ﻓﻲ أواﺋﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ، حينما ﺗﺒﻨﺖ الولايات ﻣﺬﻛﺮة اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻜﻮﻧﻔﺪراﻟﻲ وأﻧﺸﺄت ﻛﻮﻧﻐﺮس الكونفيدرالية. وﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﻛﻮﻧﻐﺮس الكونفيدرالية ﺑﺪون هيئة التنفيذية أو قضائية ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﺿﻌﻔﻪُ. وﻓﻲ ﻋﺎم 1787 رَﺳﻢ ﻣﻨﺪوﺑﻮ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﺪﺳﺘﻮري ﺧﻄﺔ جديدة ﻟﺸﻜﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ـ دﺳﺘﻮر اﻟﻮلايات اﻟﻤﺘﺤﺪة. وضلتْ السلطة التشريعية ﻣﻬﻤﺔ، وﻟﻜﻦ ﺗﻤﺖ ﻣﻮازﻧﺘﻬﺎ ﺑﺴﻠﻄﺎت الهيئتين التنفيذية والقضائية وﻗﺪ دﻋﺎ اﻟﺪﺳﺘﻮر إﻟﻰ إﻧﺸﺎء مجلسين ﻟﻠﻜﻮﻧﻐﺮس الجديد ـ ﺑﺪَﻻً ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ واﺣﺪ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ… ([12]).

    إلا أن الدستور الامريكي من خلال توزيع الصلاحيات بين السلطات التشريعية والتنفيذية لقد حاول ضمان عدم انفراد الرئيس بالحكم والنفوذ ، من خلال ذلك ترك للكونغرس في مجال العلاقات الخارجية، موضوع الاعتمادات المالية التي تعدْ سلطتهُ فيها مطلقة، لذا أن أي التزام خارجي أو معونة لدولة أجنبية تنطوي على نفقات لا يمكن تخصيصها إلا بعد موافقة الكونغرس. وفي إبرام الاتفاقيات الخارجية والمعاهدات،لِكي يضع القيود على حركة الرئيس في السياسة الخارجية، إشترط الدستور الامريكي وجوب مصادقة مجلس الشيوخ عليها. ورغم السابقة الذكر للكونغرس إلاَ أن دورهُ في السياسة الخارجية يبقى ناقصاً، وذلك لإحتكار السلطة التنفيذية للمعلومات وإمساك السلطة التنفيذية بمفاتيح السياسة الخارجية وبألاخصْ في مجال الامن القومي([13]).

ثانياً :اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت الغير الرسمية:

    يَلعب المؤسسات الغير الرسمية دوراً كبيراً ومؤثراً في قرارات السياسة الخارجية الامريكية، وينبعْ ذالك من موقعهِ ومكانتهِ في المجتمع الامريكي بصورة العامة، والاهداف التي تسعى إليها هذهِ مؤسسات غير الرسمية بصورة خاصة، فنلاحظ هذهِ المؤسسات الغير الرسمية يتميز بالمرونة وَعدم الوضوح من الناحية المفاهيمية، مما يستدعي تناولهُ بشيء من التحديد والتفصيل حتى يُسهل علينا معرفة مستوى وحدود الدور الذي تمارسهُ هذهِ القوى المجتمعية في صنع القرار الامريكي، وهناك ثلاثة جهات غير الرسمية يمكن لها تأثير في القرار الخارجي الامريكي( رأي العام،وسائل الاعلام،جماعات الضغط).

  1. الرأي العام وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم : تتفق جميع الدراسات السياسية على الدور والتأثير الرأي العام في إتخاذ القرار الخارجي الامريكي على رغمْ أن صانعي القرار الامريكي يتمتعون بنفوذ كبير في صنع السياسة الخارجية، اذ أن الرأي العام هو الذي يستجيب لسلوك صاحب القرار الخارجي ويؤيدهُ وليس العكس لتزداد شعبية الرئيس أثناء الأزمات، مهما كانت طبيعة سياستهِ الخارجية فعالة في إدارة الأزمة أو غير ذالك([14]).

     فالرأي العام يَلعب دوراً نشيطاً في السياسة الخارجية الامريكية، إذ عادةً  ما يكون دافعاً ومحفزاً لصانعي القرار، وتدعم سياسات الهيمنة والتفوق الامريكي على العالم، كما يلعبْ الرأي العام الامريكي دور المناقش القرارات الخارجية.

     تعد وسائل الإعلام الامريكية جهة الاساسية الفعالة والسريعة للاتصال بين الجماهير والساسة، وخاصةً في الدولة ديموقراطية مثل الولايات المتحدة الامريكية، ولها وظائف المتعددة في عملية التسويق بشأن القرار السياسة الخارجية، إذ تتدخل وسائل الاعلام الامريكية في تسويق سياستها الخارجية. وتحدد العلاقة بين الوسائل الاعلام وصانع القرار الخارجي في الولايات المتحدة الامريكية، ومن خلال اعتماد صانع القرار لوسائل الاعلام على إِنها الوسيلة الوحيدة لتمرير وإقناع الرأي العام الامريكي بقراراتهِ الخارجية.

   وتُعد العديد من الآراء أن الإعلام من الاهم الادوات التي يعتمد عليها في تكوين الرأي العام، سواءً على المستوى المحلي أو الدولي. واحياناً تكون العلاقة بين وسائل الاعلام وصانع القرار بالحساسية الشديدة، ولا تتماشى مع توجهاتهم السياسية وخصوصاً المستقلة منها وتقوم بالنشر فضائح السياسة الخارجية، ومع هذا نجدْ أن صناع القرار يعتمدون وبشكل اساسي على الإعلام من أجل توجهاتهم واضفاء الشرعية عليها، فتأثير وسائل الاعلام لايقل درجة التاثير جماعات المصالح والضغط([15])

  • جماعات المصالح أو ﺟﻤﺎﻋﺎت اﻟﻀﻐﻂ: جماعات المصالح هي تلك المنظمات غير الحكومية، سواء كانت في شكل نقابات أو اتحادات وجمعيات ذات عضوية إختيارية، التي تحاول تأثير على مخرجات العملية السياسية عن طريق فرض مطالبْ على النظام السياسي، وتعكس هذه المطالب الاهداف العامة لافراد هذه الجمعات.

  وتختلف جماعات المصالح في نشاطاتها مع اختلاف المجتمعات التي نشأت فيها، وتكون اهدافهما إما مادية تسعى للربح فهي تضغط على النظام السياسي من أجل تحقيق مصالحها،أو للدفاع عن القيم ومبادىء معينة تؤمن بيها، ذات طابع أيدولوجي([16]).

   وتحاول جماعات الضغط التأثير في السياسة الخارجية عن طريق اللوبيات التي غالباً ما يكون لها تأثير على الفاعلين الرسميين على السلطة التشريعية والتنفيذية، أو من خلال السيطرة غير المباشرة أو تلاعبْ والتأثير في الرأي العام، إلا أن درجة تأثير هذه جماعات ودورها محدد للسياسة الخارجية ويعتمد بشكل كبير على مجموعة من المعايير منها مدى انتشار وتعبئتها، وقدرتها على تكييف، ومواردها البشرية والمادية، ومن ثم احتمالات المباشرة لدخولها العمل السياسي[17]. وهذهِ المعايير متوفرة في جماعات المصالح الامريكية بشكل الكبير، ولذ غالباً لهما دور المحوري في صنع السياسة الخارجية الامريكية. فأرتباط هذه الجماعات بالنخب السياسية في الحزبين الديموقراطي والجمهوري، ومن دعمهم المادي والمعنوي للسياسين والمرشحين في الانتخابات يساعدوهم على لعبْ دور اكثر فاعلية في توجيه وصنع القرار السياسة الحارجية الامريكية([18]).

    ويمكن القول بأن صناعة القرار في السياسة الخارجية الولايات المتحدة مجموعة الفاعلين ومن بين أبرزهم السلطة التنفيذية (الرئيس) ولايوجد دولة اخر يتمتع بنفس الدور الذي يقوم به السلطة التشريعية (الكونغرس) ، وكل من الوزارة الخارجية، بنتاغون، وكالات المخابرات المركزية، وكالة الامن القومي، لهم الدور في ذالك، وكما لايوجد دولة اخر مثل الامريكا يترك فيه مجال للمجتمع المدني للتأثير على عملية صنع القرار، ك(للوبيات،الرأي العام، الوسائل الاعلام، جماعات الضغط، المراكز الفكر، المنظمات غير الحكومية، والشركات الكبرى)، يَعمل هؤلاء الفاعلون بالتأثير على العملية السياسية من خلال العمل والضغط على والكونغرس.

المبحث الثاني: ملامح السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب:

   أن العراق  أخذت نصيب الأكبر من تصريحاته الإعلامية التي بدأت منذ بداية الانتخابات التمهيدية ، والذي أدلى خلالها ترامب بمجموعة من التصريحات التي تتعلق بالعراق لكن الناظر بعين الاعتبار يجدْ أن السياسة الأمريكية الخارجية لا تعني إلا بالمصلحة اي مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، سواء كان رئيس الولايات المتحدة من الجمهوريين أم من الديمقراطيين.

     وهناك العديد من التوجهات العامة في مجال السياسة الخارجية إزاء البيئة الدولية ولكن يمكن التمييز بين ثلاثة أنواع من التوجهات أو الاستراتيجيات وهي (العزلة وعدم الانحياز والتحالف)، وفقاً للتوجهُ الانعزالي: فإن الدولة تقنع بتضييق ارتباطها بالقضايا والمشاكل الدولية في أضيق الحدود, بينما يَدُل عدم الانحياز علي رفض العزلة  مع تجنب الارتباط عسكرياً بأي كتلة من الكتل المتصارعة في النظام الدولي، أما توجه التحالف فإنه يقوم علي الافتراض بأن الدولة لا تستطيع الدفاع عن أمنها ومصالحها بالاعتماد علي قدرتها الذاتية، ومن ثم فإنها تلجأ إلي إقامة علاقات وروابط دبلوماسية وعسكرية مع الدول التي تشاركها في الأهداف. ([19])

المطلب الأول: الخصائص السياسة الخارجية الامركية:

     تبني الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) مجموعة من المواقف المختلفة التي تبدو أنها متعارضة مع سلفه الرئيس باراك أوباما  ، حول كثير من القضايا الدولية والإقليمية، فهو من أتباع مبدأ العزلة والانكفاء الداخلي، بهدف إعطاء الأولوية للاقتصاد علي القضايا الدولية الأخرى، فهو لا يريد أن تلعبْ أمريكا دور شرطي العالم ، عبر التدَخل في الأزمات والصراعات ، التي كانت مرتبطة بتحقيق مصالح أمريكا بالدرجة الأولى، وعندها يكون التدخل مبرر من أجل تحقيق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية المختلفة.

ومن خلال خطاباته الأساسية والتي تمَ الاعتماد عليها في هذا التحليل يمكن الوقوف علي عدد من المبادئ أو المنطلقات الأساسية للسياسة الخارجية للمرشح الرئاسي دونالد ترامب .([20])

اولا: –  استخدم ترامب في سياسته الخارجية مبدأ “أمريكا أولا” كالهدف العام من سياستهِ الخارجية بمعنى أنهُ لا واجب على أمريكا تأمين المصالح غيرها أو تَضعها في اعتبارها بالقدر الحالي، مع ضرورة الالتزام بالمصالح الأمريكية والتعامل معها على أساس أنها الدافع الأساسي لأي تحرك على مستوى السياسة الخارجية. فأمريكا ليس عليها أن تتحمل عبء حماية أو دفاع عن دول أخرى دون مقابل.

ثانيا:- استخدم ترامب مبدأ العزلة في السياسات الخارجية،  إذ يرى ان الولايات المتحدة ليس عليها أن تتدخل في تنظيم شئوون العالم وحل مشاكلها، وتجنبَ في سياستهِ الحديث عن العالمية. لذا يغلبَ على خطابهِ الروح القومية بل ويعظم من أهمية الدولة القومية كما أشار صراحةً في خطابهِ عن سياستهِ الخارجية”.

ثالثا:- عدم إيمان ترامب بفكرة التدخل الإنساني كأساس أو دافع للتدخل في الشأن الداخلي للدول. فطالما الأمر لم يمس المصالح الأمريكية فلا داعي لتورط القوات الأمريكية والسياسة الأمريكية في هذا الشأن. لكن عندما يتعلق الأمر بمصالح الولايات المتحدة يجب عليها التدخل العسكري الأحادي الذي لا تعتمد فيها على أطراف أخري.

رابعا:-  كان سياسة ترامب ضد الهجرة فهو أكثر توجهاً للتأكيد على أن الولايات المتحدة تقتصر على مواطنيها فهو سعى إلى تقليص معدل الهجرة إلى الولايات المتحدة بل أحيانا يصل إلى حد منع فئات معينة من الانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية.([21])

    وفي هذا السياق رفض ترامب الهجرة للولايات المتحدة، سيما من المكسيك وأعلن ترامب أنهُ سعى لتقليص الهجرة بشكل كبير بل إنهُ وقال في أحد تصريحاته إلى “الدعوة لبناء سور فاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك للحد من الهجرة بل وطالب المكسيك بأن عليهِ تحمل نصيبها من تكاليفه المادية. وأشار إلى أنه لابد من تغيير القانون الذي يعطي الجنسية الأمريكية للمولودين على الأراضي الأمريكية والذي يُعد من أهم دوافع الهجرة. أما بالنسبة لدخول المسلمين فإن ترامب أعلن أنهُ سيمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة لاعتبارهم تهديداً  كبير للأمن الأمريكي”.

خامسا:– استخدم ترامب مبدأ الحماية التجارية للسوق الأمريكي بجانب أنه يتشكك في مدي فعالية وتأثير الاتفاقيات والمعاهدات التجارية الدولية والتحالفات التجارية الدولية ويُعد أنها غالباً ما تكون في مصلحة الطرف الآخر على حساب الولايات المتحدة أو على أقل تقدير تنتج عنها سلبيات تضر بالاقتصاد والسوق الأمريكي. وفي هذا الإطار انتقدَ بشدة اتفاقيات (النافتا واتفاقية TTP).([22])

سادساً- إن كانت ترامب ضد الداعش اكثر حدة وعنفاً ورغبة في قضاء السريع بخلاف موقف أوباما الذي لم يتخذ خطوة عسكرية ضد (التنظيم الداعش) ومع إن سياسة أوباما قد حققت اهدافها فيما يتعلق بحماية المصالح الامريكية في المنطقة.

سابعاً:- بخصوص الاسلام السياسي  حتى كمفهوم شهد تغيراً عند ترامب، فأوباما كان يتعامل مع الاسلام السياسي بتعريف مستقل عن الارهاب على خلاف ترامب الذي غالباً ما يجعلهم مترادفين، فأوباما لم يعادي كل تيارات الاسلام السياسي واتهم أوباما بأنه ساند وصول الاخوان المسلمين لسد الحكم [23].

ثامناً:- الصفة العامة او النزعة الاساسية التي عمَلَ مِن خلالها ترامب إعتمادهُ على عقلية الوطنية بخلاف العقلية العالمية التي استند اليها أوباما، فترامب مجد الدولة القومية ويعتبرها اساس التحرك في سياستهِ وأن المصالح الامريكا فوق كل اعتبار)[24](.

   بناءاً على مما سبق، ان ترامب تبنى استراتيجية جديدة وتركيز على مصلحة الولايات المتحدة الامريكية أولاً عبر تبني سياسة الخارجية تقوم على تحقيق مصالح الأمريكية بعيداً عن العواطف والقضايا الانسانية فهو تجنب عن العالمية. اذ يغلب على خطاباته الروح القومية بل يعظم من أهمية الدولة القومية، كما أشارَ صراحة في خطابهِ عن سياسة الخارجية، ويُعد الرحيل اصحاب النظرية العزلة لعدم التدخل من حلول مشاكلها.  

    بما ان مؤسسات صنع السياسة الخارجية العراقية بشكل عام، وازاء ولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص، سعت الى صنع السياسة الخارجية نشطة تقوم على مبادىء خاصة بالاستفادة من عناصر القوة الدولة لضمان أمن الدولة وأستقرارها، لكن متغيرات وتعقيدات داخلية،وأقليمية،دولية اسهمت ولاتزال في تقييد هذه السياسة، فداخلياً مثلت المرحلة الانتقالية التي مرت بها العراق بعد العام 2003 عامل تعقيد لسياسة الخارجية وماتزال؛ بالنظر لما حملتُه من تغييرات وتحولات في النظام السياسي، بأنهيار مؤسسات الدولة، وتفشي الفساد والإستناد إلى المحاصصة في تيسير الشؤون الداخلية والتعامل مع القضايا الخارجية، أما اقليمياً، فوجود قوة أقليمية مثل تركيا وايران والمملكة السعودية تحاول لعبْ دور بارزاً في العراق لتحقيق طموحاتهما الاقليمية، إما دولياً فقد حاولت الولايات المتحدة الامريكية الاستفادة من وجودها في العراق لتحقيق إطماعها، وفرض توجهاتها على المنطقة ككل، إلى جانب الدول الاخرى ك(روسيا ،الصين ،الدول الاتحاد الاوربي)، يحاولون تحقيق مطامعهم في العراق عن طريق التفاهم مع بعض الاطراف السياسية في العراق من جهة وأرضاء الولايات المتحدة الامريكية من جهة الاخرى، من المنطلق إن أي قرار بشأن العراق لا بد يمر عبر البوابة الامريكية حسب وجهة نظرهم، عليهِ اسهمت هذه المعطيات الداخلية والاقليمية والدولية بمجملها إلى استمرارية وتقييد السياسة الخارجية العراقية أزاء العديد من القضايا، بيدَ أن المتغيير الامريكي والايراني يَعدْ من أبرز المتغييرات المؤثرة في السياسة الخارجية العراقية .

 المطلب الثاني: استراتيجية القوة الصلبة في السياسة الخارجية الامريكية :

    يصف النظام السياسي الأمريكي بالثنائية الحزبية ، والتناوب علي تولي مقاليد الحُكم في الولايات المتحدة الأمريكية بين الحزب الجمهوري ذو الصبغة المحافظة والحزب الديمقراطي ذو الصبغة الليبرالية المتحررة ، لذا كل حزب لهُ سياساتهِ الخاصة التي يعمل على تطبيقها عندَ وصولهِ لسدة الحكم ،ويُعد الخطاب السياسي لكل رئيس أمريكي أحد أبرز الأدوات والوسائل التي يستخدمها بهدف توضيح رؤية إدارتهِ للسياسة الخارجية نحو العالم بأسرهِ ، ومن الضروري أشار إلى أن كُل رئيس أمريكي جديد يأتي وفق أجندة تَعمل على  تنفيذ مجموعة من الخطط الإستراتيجية المرسومة مسبقاً ،نحو جميع القضايا المرتبطة بالمصلحة الأمريكية العامة.([25])

     واعتمد الحزب الجمهوري في ظل حكم الرئيس جورج بوش الابن على امتلاك أحادي القوة الشاملة لحماية الأراضي الأمريكية وتدعيم هيمنة الولايات المتحدة وفقْ رؤية ومنظور المحافظين الجدد اليمينية التي كانت مسيطرة في ذلك الوقت، حيث إن إدارة بوش الإبن قدْ جاءت إلى الحكم وهي ترفع شعارات وتبني سياسات في ظلْ هيمنة المحافظين الجديد علي محاور صنع السياسة الخارجية الأمريكية ، وتقوم علي فكرة إدارة ظهر أمريكا للعالم ، والحديث عن أنه ” إذا تكلمت أمريكا فيجب أن يستمع ويطيع العالم ” انطلاقا من منطق ضرورة فرض الهيمنة الأمريكية علي العالم بالقوة ([26])

       وأصبحت السياسة الخارجية الأمريكية تعتمد علي القوة في ظل مفهوم جديد للأمن القومي، إذ يتعدي الحدود الأمريكية ليشمل إي تهديد مستقبلي للأمن والمصالح الأمريكية، وقدْ رفضت التقيد بالأمم المتحدة والتحالفات والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ورفضت أيضا المشاركة والتوقيع علي اتفاقيات ومعاهدات دولية، تحد وتحجم من التحرك الأمريكي خارجياً، ناهيك عن التأييد المطلق لإسرائيل هذا فضلا عن الحديث عن تعزيز الديمقراطية في العراق، إنطلاقا من قناعة مفادها أن هناك إرتباط بين النظام السياسي والثقافة المجتمعية والنظام التعليمي بالعراق وتفريغ الإرهاب. ([27])

    وعلى الرغم من أن تصريحات المرشحين للانتخابات الأمريكية لا تأخذ علي محملْ الجدْ ، في أغلب الأحيان فهي للاستهلاك الداخلي بسبب شدة التنافس الانتخابي، إلا أن النظر لمضامين السياسة الخارجية عند دونالد ترامب من واقع الخطابات مصدر التحليل، فإن هناك مجموعة من عوامل التغيير عن سياسة إدارة أوباما ومجموعة من عوامل الثبات، يُمكن من خلال استعراضها فهم طبيعة التحولات حصلت في السياسة الخارجية الأمريكية بعد وصول ترامب للسلطة في انتخابات نوفمبر 2016 . ([28])

   منذ فترة طويلة استقر النزاع بين الولايات المتحدة وإيران على حدود معينة لمْ يتجاوزها الطرفان. لكن منذُ وصول دونالد ترامب إلى السلطة تغيرت الكثير من الأمور حتى قرر الرئيس الأمريكي تجاوز الخطوط الحمر مصدراً  أمراً بتصفية قائد الفيلق القدس (قاسم سليماني)، فلما اتخذ هذا القرار؟ اذ يرى محمد مهتدي الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط بطهران، أن القرار “ترامبي” بامتياز بما يحيط بهِ من (رعونة وتسرع وعدم تقدير كاف للعواقب)، ويُعلل مهتدي القرار – خلال حوارهِ مع DW عربية – ” بأن ترامب يستعد للانتخابات الرئاسية في الوقت الذي يواجه انتقادات شديدة وملاحقة برلمانية قد تفضي إلى عزله، “إضافة إلى النكسات المتتالية لإدارته في الملفات الخارجية سواء في موضوع الصين أو روسيا أو شبه جزيرة القرم وقضايا الشرق الأوسط، فربما كانت هذه العملية لجرف الرأي العام الأمريكي إلى مواضيع أخرى، ويبدو أن كُل رئيس أمريكي يريد تجديد ولايتهِ يَقوم بشن حرب في مكان ما”([29]).

   ويرى الباحث في مركز سياسات الشرق الاوسط التابع لمعهد بروكنغز (دانيال بايمان) ان مقتْل (قاسم سليماني)، الذي قاد لفترة طويلة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، على الأرجح نقطة تحوّل في علاقات واشنطن مع العراق وإيران وسيؤثر بشكل كبير في موقع الولايات المتحدة الإجمالي في الشرق الأوسط. وقد يكون ردّ الفعل ضخماً، وستعتمد الكثير من الأمور على مدى استعداد الولايات المتحدة للردّ الإيراني وردّ جهاتها الوكيلة الكثيرة في العراق، لكن بالاستناد إلى تاريخ إدارة ترامب في المنطقة، لا يدعو الأمر إلى الاطمئنان. من الصعب التشديد بما فيهِ الكفاية على نفوذْ (سليماني). فبما أنّ القوّات التقليدية الإيرانية ضعيفة، غالباً ما تعمل طهران عن طريق الميليشيات والمجموعات الموالية لها وغيرها من الجهات الوكيلة لتحقيق مصالحها في الخارج. ويقود الحرس الثوري الإيراني الكثير من هذهِ العمليات، ففي العراق، وفي الدول الأخرى التي تؤدّي فيها إيران دورَين عسكري وسياسي على حدّ سواءْ، على غرار (اليمن ولبنان وسوريا وأفغانستان ومع الفلسطينيين) أيضاً، غالباً ما يكون الحرس الثوري الجهة الفاعلة المسيطرة في السياسة الخارجية الإيرانية، أو صوتاً مهمّاً في أدنى المستويات.  ويرى (ليام توبي)، الحاصل على كرسي الزمالة في مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية التابع لكلية هارفارد كنيدي، بانهُ ربما يَعكس اختيار توقيت تنفيذ الاغتيال حقيقة أن حملة تصعيد الضغط إلى أقصاهُ كانت فعالة بشكل مدهش، لقد اختارت طهران تصعيد الصراع في مجال الاقتصادي إلى مجال العسكري، وذلك بقيامها أولاً بضربات ضد ناقلات النفط والمنشآت وبعد ذلك ضد المقاولين، ويمكن للمرء أن يرى كان قرار ترامب الأخير هو محاولة لإغلاق قناة التصعيد، وإيصال رسالة لطهران مفادها: “مهلاً، هذا لن يفلح معكم. ([30])

  ويؤكد الباحث (وليام) “إن الرئيس ترامب يتبع سياسة صعبة، تقوم على ممارسة الكثير من الضغط بحيث تشعر إيران أنها حرفياً ليس لديها خيار سوى العودة إلى طاولة المفاوضات، والحصول على صفقة أفضل، ولكنهُ ليس ضغطاً شديداً، اذ تعتقد إيران أنه لا توجد أي فرصة، لكي تقوم الولايات المتحدة بالانضمام إلى صفقة أو بإبرام صفقة يمكن أن تكون مقبولة بالنسبة للجانب الإيراني، وبطريقة ما” يمكننا أن نرى العصا في الهجوم على موكب (قاسم سليماني)، في حين نرى الجزرة حين يقول ترامب “انظروا لا أريد شن حرب على إيران” ،إنه يحاول أن يترك الاحتمالات مفتوحة([31]).

  وبناءاً على ما سبق يمكن القول كانت سياسة ترامب تغيير بشكل واضح تجاه العراق وايران للاول انتهاك واضح للسيادة واما للثاني محاربة وتقليل النفوذ في المنطقة الشرق الاوسط بصورة العامة وفي العراق بصورة الخاصة، وكان سياسة دونالد ترامب نحو إعادة رسم العلاقات الإستراتيجية  بين البلدين في المرحلة القادمة وفق المبادئ التالية:

اولا-تقييد الوجود الإيراني في العراق.

ثانيا- تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في العراق.

ثالثا– منحت القوات الأمريكية تسهيلات استخدام الأراضي العراقية لتنفيذ خططها العسكرية و الإستراتيجية في سوريا وايران.

رابعا-  رسم المعالم مرحلة إعادة أعمار المناطق المدمرة وفقْ مبدأ هيمنة الشركات الأمريكية التي سيكون عليها مهمة إدارة ملف الاستثمار في العراق.

خامسا- تحديد الخطوات السياسة خلال المرحلة المقبلة في العراق :- باختصار رسم استعادة النفوذ والتواجد الأمريكي في العراق التي يشعر ترامب والجمهوريين إن أوباما و الديمقراطيين فرطوا بها لحساب إيران.    

المبحث الثالث:  موقف السياسة الخارجية الامريكية في عهد الرئيس ترامب (ملفات عراقية مختارة) :

    يشهد الوضع في العراق وجود تحديات وملفات مهمة على الصعيد الوطني وعلى الصعيد الاقليمي والدولي وليس من السهولة رصد وتحليل السياسة الخارجية الامريكية حيال العراق من دون الاشارة لهذه الملفات ورغم كثرة هذه الملفات الا انهُ يمكن تحليل قضايا مختارة منها.  

المطلب الأول: موقفه من الاتفاق الاستراتيجي مع العراق .

     يَعد العراق ركن أساسي من أركان الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة فهذا البلد أصبح جزء من مجال النفوذ الحيوي للمصالح العليا للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، بعد احتلالهِ والسيطرة على خيراتهِ في العام 2003، حيث تم التوقيع على اتفاقية تعاون   استراتيجي بين واشنطن وبغداد في 2008، تم بموجبها تحديد العلاقة بين البلدين ، والتي بموجبها تم سحب القوات الأمريكية من العراق.

    فالقضية هنا أبعد من مجرد تفاوت في الرؤية أو تفاوت في الأولويات، أنها تتصل بمنظور الولايات المتحدة الأمريكية لأمنها القومي ودورها في الساحة الدولية ،إن الأمن القومي لدولة تتزعم قيادة العالم، لا يمكن مقابلتهِ دون رؤية واضحة لما يجب فعلهُ في العراق، وهل تحتاج أمريكا لزيادة حضورها في المعادلة العراقية؟

    لقد تعهدت الولايات المتحدة بعد انسحابها الرسمي من العراق باستمرار دعمها لقدراتهِ الدافعة باتجاه فرض سيطرتهِ على كامل اراضيهِ الوطني، ومنع تفككهِ، أو اختطافهِ من قبل قوى الارهابية (التنظيم القاعدة).

    وقد جرى تثبيت هذا التعهد في اتفاقية الإطار الإستراتيجي الموقعة بين البلدين في السابع عشر من تشرين الثاني نوفمبر 2008، والتي تعتبر الوثيقة الأهم على صعيد تنظيم علاقاتهما المشتركة([32]).

     هذه القضية تجسدت عملياً في الوعد الخاص بتنفيذ عقود التسليح، بما في ذلك التسليح الجوي، وعلى الأخص صفقة مقاتلات (F-16)، وبيع مروحيات هجومية من طراز (أباتشي)، ومنظومة مراقبة جوية حديثة.

   حصل العراق حتى الآن على قسم من طلباتهِ، كما قدمت لهُ بعض الآليات في صورة هبات ومعونات أميركية.

    وبعد احتلال مناطق واسعة من محافظة الأنبار، ونينوى، وتكريت وقسم من المناطق محافظة  كركوك من قبل الداعش، تعهدت ولايات المتحدة بتسريع عمليات التسليح الخاصة بالقوى الأمنية العراقية.

   وفي السياق ذاتهُ، جرى التعهد بزيادة عدد المدربين والمستشاريين، وقوات الدعم البري المباشر. وقد حدث ذلك بقدر أو آخر. هذا المسار لازال في بداياتهِ، وهناك شوط طويل يجب قطعهُ، إذا كانت الولايات المتحدة بصدد تمكين العراق من تحقيق استقرارهِ الأمني، واستبعاداً لاستقرار هذه المنطقة الحساسة من العالم.

   لازال تسليح الجيش العراقي دون المستوى المطلوب لإنجاز الهدف الذي تم تحديدهُ والتوافق عليهِ. وهذا الهدف لا يتصل بالأيديولوجيات السياسية، بل بالأمن الدولي، وفي الطليعة منهُ أمن الشرق الأوسط والولايات المتحدة.  لا ترغبْ ترامب بإعادة دفع مئات الآلاف من جنودهم إلى العراق، العبرة هنا هي كيفية تحقيق الأهداف بأقل ثمن ممكن وكيف يُمكن للإدارة الأميركية، أن تقول إنها حققت الأمن في دولة مركزية كالعراق، وبات الشرق الأوسط أقل اضطراباً([33]).

    وإذا كانت إحدى ركائز إستراتيجية الأمن القومي الأميركي تقوم على مبدأ التصدي لقوى العنف الدولي، والقضاء على قدراتها، قبل أن تصبح تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة الأميركية، فإن النجاح في العراق يعني أيضاً نجاحاً على هذا الصعيد.

   وهناك من يرى بان ترامب توعد بإنهاء داعش في العراق خلال 100 يوم من تسلمه الرئاسة، ويبدو إن كل الخطوط مفتوحة أمامهُ ومنها إرسال قوات قتالية أمريكية، وأكد على تعزيز الاستقرار ودعم إقامة حكومة عراقية صديقة لأمريكا، وليس في نية ترامب تقسيم العراق بل يعمل على ترصين وحدتهُ للسيطرة عليهِ وعلى خيراتهِ من ( النفط والغاز).

   ويرى تقرير صادر عن (معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط) انه يمكن تقسيم المصالح الاستراتيجية الأمريكية في العراق إلى أربع فئات رئيسية، هي: التهديدات التي تطرحها إيران؛ وتهديد (تنظيم داعش) والجماعات الاخرى؛ والعراق المنقسم وتداعياتهِ ذلك على المنطقة؛ والمنافسة بين القوى العظمى. ومن ثم، يتعين على الولايات المتحدة مواصلة التركيز على هذه المصالح الأربع وإلا سيصبح العراق مبعث قلق كبير بالنسبة لها في المستقبل. 

   ويَعد العراق أساساً لاستراتيجية الولايات المتحدة المتمثلة في احتواء توسّع النظام الإيراني الحالي ونفوذهِ. وما من دولة في منطقة الخليج تكتسي في الوقت الراهن أهميةً أكبر من العراق بالنسبة للولايات المتحدة في سعيها إلى احتواء مخططات المرشد الأعلى والثوريين المتشددين و(الحرس الثوري الإسلامي).

وإذا ما تمكّنت الولايات المتحدة من مساعدة قادة العراق على بناء عراق مستقر وقوي، سيكون ذلك بمثابة إضافة مهمة لردع الطموحات الإيرانية والضغوط العسكرية التي تمارسها الجمهورية الإسلامية في منطقة الخليج[34].

   ومن شأن الصراع الأهلي المماثل أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة في المنطقة ويشجع على الإرهاب والتطرف. كما أن وجود عراق غير مستقر سيعزز كذلك التطرف السني والشيعي في العراق وباقي دول المنطقة ككل، ويساعد على عودة (تنظيم داعش) ويمتدْ إلى ما وراء الحدود العراقية.

   لذا على الولايات المتحدة بالفعل إعادة تركيز مخاوفها على (تنظيم داعش) على المدى القصير أيضًا، إذ أن إصدار تصريح سياسي يفيد؛ أنه تمّ تدمير التنظيم الداعش بعد أن فقدَ معاقلهِ هو بمثابة تجاهل للوقائع على الأرض. فالتنظيم لا يزال موجوداً وناشطاً في العراق، وهو في الواقع يشارك في حملة عصابات ناشطة في المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق، وهي حملة تكثّفت في الآونة الأخيرة.

    ودعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في السابع من نيسان/أبريل 2020 إلى “حوار استراتيجي” بين الولايات المتحدة والعراق للبحث في مستقبل العلاقة بين البلدين. ويرمي الحوار، الذي سيكون عبارة عن سلسلة من الاجتماعات بين كبار المسؤولين الأمريكيين والعراقيين، إلى وضع كافة جوانب العلاقة الأمريكية-العراقية على طاولة الحوار. وبغية فهم ما قد يسفر عنه الحوار الاستراتيجي، من الضروري إدراك ما هي مصالح كل من الولايات المتحدة والعراق-وكذلك إيران والأطراف الأخرى المهتمة- حيث يتطلع العراق والولايات المتحدة إلى إعادة هيكلة علاقتهما.

    ويؤكد تقرير (معهد واشطن لسياسات الشرق الاوسط) بانه وبغض النظر عن جميع الاعتبارات الرئيسية التي تم مناقشتها أعلاه، فان توقيت الدعوة إلى الحوار الاستراتيجي – التي أتت بعد سلسلة من الهجمات على القوات الأمريكية في العراق على يد ميليشيات شيعية متحالفة مع إيران – يبرز أن السبب المباشر لمثل هذه المحادثات ما بين الحكومات هو ضمان سلامة القوات الأمريكية في العراق.

   ونظراً إلى أن صبر إدارة ترامب حيال الوضع في العراق، وتحديداً حيال نفوذ إيران وسلطتها في البلاد، بدأ ينفذ، من المرجح إلى حدّ كبير أن تُستخدم تلك الاجتماعات كفرصة لطرح مجموعة مهمة من الأسئلة والطلبات على حكومة بغداد.([35]) ومن المحتمل أن تشمل الطلبات/الأسئلة الأمريكية التي ستطرحها الولايات المتحدة على الحكومة العراقية ما يلي:-

  1. طلب أن تضمن الحكومة العراقية سلامة القوات الأمريكية والسفارة الأمريكية في العراق والمدنيين الأمريكيين والشركات الأمريكية العاملة في العراق.
  2. متى وكيف ستلتزم بغداد بالسيطرة على سلطة الميليشيات الشيعية المتحالفة مع إيران ووضعها فعلياً تحت سلطة الحكومة المركزية؟
  3. 3-      ما هي الخطوات الموثوقة التي سيتّخذها العراق لإستعادة استقلاليتهِ من إيران في مجال الطاقة؟
  4. ما هي الخطوات الموثوقة التي ستتخذها الحكومة العراقية من أجل تقليص الطبيعة الطائفية للسياسة العراقية، وسيما هيمنة القوات الشيعية الموالية لإيران في البلاد؟
  5. ما هي الخطوات التي ستتخذها الحكومة العراقية للحدّ من الفساد المستشري وتوفير الخدمات الأساسية للشعب؟
  6. ما هو المستوى الذي يريدهُ العراق من حيث القوات الأمريكية والمساعدة المدنية والعسكرية، وما الذي سيفعلهُ لإظهار قدرتهِ على التوحّد والحكم والتنظيم لاستخدام تلك المساعدات بفعالية؟

    في حين أن معرفة الأسئلة أو الطلبات التي قد يطرحها الجانب الأمريكي على العراقيين هي مسألة على حدة، فالنظر في ما قد تعرضه الولايات المتحدة – أو تهدد به – بالاستناد إلى الإجابات أو الأفعال التي ستحصل عليها رداً على تلك الأسئلة، المطالب هو مسألة أخرى. فإذا لم يكن العراق مستعداً لإعطاء الولايات المتحدة رداً مناسبًا وتحديد علاقة استراتيجية ملائمة معها، من المحتمل أن ينتهي المطاف بميل كفة ميزان المكافأة والعقاب نحو العقاب أو انسحاب الولايات المتحدة. ونظراً إلى التكلفة الباهظة لجائحة “كوفيد-19” على الاقتصاد الأمريكي، لذا على العراق الا يتوقع أن تكون المساعدة الأمريكية سخية بقدر ما كانت عليه في الماضي.

    وما زال من غير الواضح نوع النهج الذي ستتبناهُ الإدارة الأمريكية الجديدة في العراق تحديداً. إلا أن الرئيس المنتخب جو بايدن لديه تأريخ طويل في التدخل للدولة الغنية بالنفط، وسجل مثير للجدل منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. إذ يرى البعض إن بايدن معروف جيداً لجميع القادة العراقيين انهُ يبعث لهم بالطمأنينة بأن العراق سيحظى باهتمام جيد لدى إدارة بايدن في “البيت الأبيض.” في حين أن الولايات المتحدة قد لا ترى العراق كأولوية في سياستها الخارجية، فمن المرجح أن يكون نهج الإدارة الجديدة مرتبطاً بسياستها تجاه إيران. وحتى إذا بقيت سياسة واشنطن حيال العراق مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بإيران، فإن بعض المحللين يقولون إن التراجع المحتمل في النهج المتشددْ الذي تبناهُ دونالد ترامب أزاء طهران – الذي شهد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، المعروف أيضاً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة JCPOA وفرض عقوبات اقتصادية لا ترحم كجزء من حملة “الضغط الأقصى”- من شأنه أن يفيد بغداد أيضاً. فإذا توجهت كل من إيران والولايات المتحدة نحو المفاوضات، فسيكون ذلك مهماً للعراق، ولاسيما أن المشكلات في العلاقات الأمريكية العراقية تتعلق بالبعد الإيراني،” مضيفاً: ” قد يؤدي التصعيد بين طهران وواشنطن إلى مزيد من اللاستقرار في المنطقة ت، وهنا سيتعين على بايدن إجراء مراجعة مفصلة بشأن كيفية عدم الانخراط  مرة أخرى في شجيع السلوك الإيراني، وبالتالي فمن غير المرجح أن تثير طهران وحلفاؤها في العراق عداءاَ  للولايات المتحدة في المدة المقبلة. واضاف: “ستكون إيران مترددة في اتخاذ أي إجراء قد يعطل رغبة الولايات المتحدة في العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة”([36]).

   أما النتيجة المحتملة الأسوأ بالنسبة لكل من العراق والمنطقة فهي حوار استراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق يعجز عن إنشاء علاقة مستقرة بين البلدين. ويمكن لنتيجة مماثلة أن تؤدي إلى انسحاب القوات الأمريكية من العراق ووقف كافة المساعدات الأمريكية أو حتى فرض عقوبات أمريكية على العراق.

المطلب الثاني: موقفه من مكافحة الارهاب:

    أدى انتشار موجة الإرهاب في العالم خلال السنوات الاخيرة الى تباين الآراء والاجتهادات حول الوسائل التي يمكن من خلالها مكافحة الإرهاب والقضاء على تللك الظاهرة الخطيرة وإدانتها على المستوى الدولي، وتؤكد ضرورة التسرع بالعمل الجاد من أجل التوصل الى أفضل الوسائل والسبل التي تتيح القضاء على هذهِ الجرائم الخطيرة ذات الطابع الدولي. ولقد تعهد ترامب في خطاب التنصيبهِ بتشكيل تحالفات جديدة ضد الإرهاب ملمحاً الى نيتهِ العمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين([37]).

    ومع وصول دونالد ترامب الى سدة الحكم في 20-1-2017 قد تراجع (تنظيم داعش) في العراق بشكل كبير،مع تحرير مدينة الموصل اخر معقل لهم في العراق، لذ فإن حرب  الولايات المتحدة الأساسية مع  داعش انتقل الى سوريا، وهذا ما يفرض على امريكا  التعاون مع روسيا وتركيا،وقوات سوريا الديموقراطية (قسد) داخل سوريا، ومع هذا أن سياسة ترامب بشأن مكافحة الارهاب و(داعش) في العراق والسوريا ستكون امداداً لسياسات إدارة “أوباما”، مع تباين طفيفة في استعمال الآليات والوسائل ([38]).

   وقد حذر ترامب من اﻻستراتجية خطر (داﻋﺶ) رغم ﻧﺠﺎح اﻟﻀﺮﺑﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮية الامريكية ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟتنظيم  ﺑﺼﻮرة كبيرة داﺧﻞ سوريا واﻟﻌﺮاق، وﻣﻨﻌﻪُ ﻣﻦ السيطرة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎت كبيرة ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ. ووﻓﻘﺎً ﻓﺈن (ﺗنظيم داعش) ﻻيزال يمتلك وﺳﺎﺋﻞ اﺗﺼﺎل وإﻋﻼم إﻟكترونية متطورة وﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ تجنيد أﺗﺒﺎع جدد، وﺗﻤﻜﻨﻪُ ﻣﻦ ﺷﻦ اﻟﻌﺸﺮات ﻣﻦ اﻟﻬﺠﻤﺎت داﺧﻞ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﺴتهدفة، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ الولايات اﻟمتحدة، رغم اﻟﻨﻜﺴﺎت اﻟﺘﻲ يتعرض ﻟﻬﺎ. ﻛﻤﺎ أوﺿﺤﺖ أن زيادة اﻟﻬﺠﻤﺎت اﻟﺘﻲ يشنها اﻷﺷﺨﺎص اﻟذي تمت ﺗﻌﺒﺌﺘﻬﺎ ﻟﺘﺒﻨﻲ اﻟﻌﻨﻒ ﺗﺆكد ﻋﻠﻰ ﻗﺪرة اﻟتنظيم ﻋﻠﻰ إﻟﻬﺎم أﺗﺒﺎﻋﻪِ ﺑﺘﻨفيذ اﻟﻬﺠﻤﺎت اﻹرهابية ﻓﻲ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ. وﻓﻲ السياق، ﻛﺎن (جون ﺑﻮﻟﺘﻮن) ﻗﺪ اﺳﺘشهد ﻋﻠﻰ خوض ﺑﻼدهِ ﻟﺤﺮب إيدولوجية ﻋﻠﻰ (اﻹﺳﻼم اﻟﺮاديكالي) ﺑﻤﻘﻮﻟﺔ لملك اﻷردن يصف فيها اﻹرﻫﺎب “ﺣﺮب أهلية داﺧﻞ اﻹﺳﻼم.” وﻗﺪ ﻟﺨصت الاستراتيجية ﻣﺤﺎور ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟتنظيمات اﻹرﻫﺎبية ﻓﻲ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺳﺘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ([39]):

1-  ﻣﻼﺣﻘﺔ اﻹرهابين بدولهم  اﻷﺻلية، وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﺪرات اﻟﻌﺴﻜرية وغير اﻟﻌﺴﻜرية الامريكية ﺿﺪ اﻟﺘنظيمات اﻹرﻫابية وﻣخططي العمليات اﻹرﻫابية.

2-  ﻣﻨﻊ اﻹرﻫابين ﻣﻦ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻣﺼﺎدر تمويلهم ودﻋﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل توفير اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺔ اﻹرﻫابين وهوياتهم وﻣﺸﺎرﻛﺔ هذه اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻊ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺤﻜومية واﻟﺠﻬﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻼت المالية.ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺸﺎرﻛﺔ هذه اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻊ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﺴﻔﺮ واﻟﻤﻄﺎرات واﻟﻤﻨﺎﻓﺬ اﻟﺤﺪودية ﻓﻲ اﻟﺪول المعنية ﻟﻤﻨﻊ اﻹرﻫابين ﻣﻦ اﻟﻔﺮار ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺮاع، واﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ تنفيذ اﻹﺟﺮاءات القانونية ﺿﺪﻫﻢ ﻓﻲ دوﻟﻬﻢ اﻷصلية. ويضاف إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺗﺒﺎدل اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت والبيانات المالية للارﻫابين ، وﺗفكيك ﺷﺒﻜﺎت تمويلهم، وتنفيذ التدابير الدولية ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ تمويل اﻹرﻫﺎب ﻓﻲ جميع أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ بفاعلية.

3 – تحديث أدوات اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴكرية وغير اﻟﻌﺴﻜرية اﻷمريكية أو بأول ﻟﻤحاربة اﻹرﻫﺎب. وﺗﺮﻛﺰ اﻻﺳﺘراتيجية ﻋﻠﻰ العمليات اﻟﻌسكرية التقليدية ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ التهديدات الارهابية، ﻣﻊ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ زيادة اﻟﺘﺮكيز ﻋﻠﻰ اﻷدوات غير اﻟﻌﺴﻜرية.

4 – حماية اﻟﺪاﺧﻞ اﻷمريكي ﻣﻦ ﺧﻼل سياسة ﺗﺘﻀﻤﻦ أﻣﻦ اﻟﺤﺪود ﺑﺸﻜﻞ ﻗﻮي، وحماية البنية التحتية الحيوية ، والترويج ﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ التهديدات والتحديات اﻟﻄﺎرﺋﺔ.

5 – ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ تجنيد اﻹرﻫﺎبيين ﻋﺒﺮ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺗﺨﺎذ إﺟﺮاءات ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﻗﺪرة التنظيمات ﻋﻠﻰ التجنيد إلكترونياً ومنعها من تواصل مع اتباعها.

6-تعزيز ﻗﺪرات ﺷﺮﻛﺎء الدوليين للولايات اﻟﻤﺘﺤﺪة الامريكية ﻟﻤحاربة اﻹرﻫﺎب.

   وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ رﻓﻊ اﻹدارة اﻷمريكية ﺷﻌﺎر “أمريكا أوﻻ”، واﻧﺘﻘﺎد ﺣﻠﻔﺎء اﻟﻮلايات اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻟﺘقليديين واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﻘﻮد وﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻘﺮار واﻷﻣﻦ اﻟﺪوليين، إﻻ أن اﻻستراتيجية تشير إﻟﻰ أن اﻟﺸﻌﺎر ﻻ يعني “أمريكا ﻣﻨﻔﺮدة[40].”

    لقد تقدم دونالد ترامب بخطة معقدة يصعب عمل بها غالباً، فيما يتعلق بالدولة الاسلامية (الداعش)، وفي إطار، أي جهد أمريكي، يؤيد ترامب استخدام عدد قليل من القوات البرية الامريكية. وتعد النقطة الوحيدة التي اشار فيها ترامب الى احتمالية تدخل عسكري مباشر من قبل الولايات المتحدة الامريكية فهو أعلن أنهُ سيحاربهم ويقضي عليهم([41]). وعملية التدخل من اجل القضاء على (داعش) قد تكون ذريعة لتدخل عسكري في عدد من الدول بحجة محاربة الارهاب وتنظيم الداعش في تللك الدول (العراق ، سوريا ، ليبيا ، مصر) بالرغم من أن هذا قد يتناقض مع فكر ترامب الذي لا يميل الى التدخل العسكري ولكن ترامب أعلنها صراحة أنه عند الحاجة للتدخل من أجل مصلحة الولايات المتحدة الامريكية فإنه لا بد من التدخل وبشكل حاسم يحقق نصراً للولايات المتحدة الامريكية.    

   ويشير ايضاً ترامب بوضوح الى ضرورة الوقوف بوجه ما أسماه “الإسلام السياسي المتطرف”[42]، ويرى أن احتواء الإسلام السياسي لا بد أن يكون أحد اهداف السياسة الخارجية الامريكية والعالم أجمع، مؤكداً أن تطورات الأحداث تحتاج لتدخل عسكري وفي هذا الإطار يشبهْ ترامب التعامل مع “الاسلام السياسي المتطرف” بالكفاح الفلسفي في الحرب الباردة[43].

    يمكننا القول بأن رغم القضاء على (التنظيم الداعش) عسكرياً، وتفكك نواته الصلبة، لكن هناك تحديات تواجهْ مستقبل الامن العراق، لان لازال يحتفظ بخلايا وبؤر موزعة في مناطق محيطة بالمدن المحررة وتشكل تهديداً، لذ سوف يشهد استمرار المواجهة، والحرب على الارهاب واستمرار وجود الجماعات المتطرفة، وأن كان بشكل أقل، وتفاعل بعض الدول معها والمؤيدة لها، بإقامة علاقات مباشرة مع بعض الحركات الاسلام السياسي المتطرفة وتمويلهم ومساعدتهم بالتخطيط لكيفية الاستيلاء على الحكم، ما يؤدي الى مواجهْ والاستمرار في محاربة الارهاب.

فعلى الأرجح أن واشنطن في عهد (جون بايدن) رئيس الجديد ستستمر في استخدام ” الطائرات المسيرة”، أحد العلامات المميزة لحرب على الإرهاب”. تثير هذه الحرب العمليات الاستخباراتية التـي تستهدف عناصر “إرهابية” في بلدان ليست في حرب رسمية مع الولايات المتحدة مثل (اليمن، باكستان، الصومال) وغيرها، لذ ظهر جدلاً واسعًا حول حدود صلاحيات الرئيس، ومدى قانونية الهجمات، وعواقب الهجمات التـي تستهدف المدنيين عمداً أو بالخطأ على صورة الولايات المتحدة في هذه البلدان”([44]).

    يمكننا القول إن مستقبل السياسة الخارجية الامريكية من خلال بعض القرارات المحتملة أولها محاربة الارهاب سيبقى في المنظور القريب من أوليات الإدارة الامريكية ويمكن فتح الملف النووي إيران للنقاش، وبشكل عام فإن سيناريو استمرار وثبات السياسة الخارجية الامريكية في العراق سيستمر ضمن التوازنات الدولية الحالية، ومن المرجح أن تقوم  سياسة الولايات المتحدة تجاه العراق على تحقيق المنفعة دون التدخل المباشر،والاهم هو الالتزام بالمصالح القومية الامريكية حصراً والتعامل معها على أنها الدافع الاول لأي تحرك أمريكي في الخارج.

 الخاتمة

   رغم أهمية معرفة ملامح السياسة الخارجية الامريكية خلال عهد الحكم ترامب بهدف الاستعداد للتعامل معها بالشكل المناسب، إلا أن يتوجب على العراق أن يكفوا عن مراهنة على الانتخابات الامريكية ونتائجها، ويعتمدوا على أنفسهم، عبر الاستخدام الامثل للاوراق السياسية والاقتصادية التي يملكونها في التعامل مع سياسة إدارة ترامب التي اخذت طابع الصفقات التجارية باعتبارهِ رجل أعمال وليس رجل سياسة.

   وإن جوهرة السياسة الخارجية الامريكية هو تحقيق مصالحها القومية ويتم رسم سياستها الخارجية عبر تشارك العديد من العناصر والعوامل والمؤسسات الرسمية والغير الرسمية ويميز السياسة الخارجية الامريكية نوع من سياسة براغماتية متحولة بما يخدم أهدافها، ومن أهم أهدافها سياستها هي تدفق النفط من المنطقة ودعم إسرائيل، ولا يوجد لهُ عدو دائم ولا صديق دائم.

    وقد يبقى الملف العراقي من أبرز وأهم ملفات السياسة الخارجية الامريكية آنياً ومستقبلياً، ويبقى العراق في سلم اولويات الحكومة الامريكية لما يتضمنهُ من ملفات وقضايا امنية واقتصادية ليس لها تاثير في الداخل العراقي بل يمتد إلى المنطقة. ويمكن أن يؤثر الملف العراقي وموقف الادارة الامريكية منهُ حتى على مستقبل الانتخابات الرئاسية القادمة لذلك سيتجهْ ترامب الى إتخاذ مواقف تعزز مكانتهُ ويمكن من خلالها أن يقدم لنموذج منتصر في العراق على عكس اخفاقات ادارة اوباما، ولكنهُ في المجال السياسي فمن المحتمل  ظهور سقطات  في تحقيق علاقات دبلوماسية دولية ناجحة، وفي الاهتمام بحالة حقوق الإنسان بشكل خاص، فإن النظام الأمريكي ليس نظاماً مركزياً أو أحاديا، فالرئيس لا يمكنه تنفيذ أي سياسة لا تحظى بدعم وموافقة الكونجرس، وفى حالة ترامب، فإن الجمهوريين هم أول من سيعارضون سياسات مرشحهم الرئاسي، فأمريكا دولة تصنع قراراتها في مؤسسات عتيدة ومعروفة، ولا يمكن لأي مؤسسة فيها أن تنفرد باتخاذ القرار أو حتى تنفيذ إستراتيجية لا تتفق عليها باقي مؤسسات الدولة.                                            

   فعلى الرغم من قدرة النظام الأمريكي على احتواء وكبح جماع أي رئيس يصعد إلى مقعد السلطة، فإن هذا لا ينفى أن دونالد ترامب يعكس حقيقة رفض المجتمع الأمريكي لكل ما هو تقليدي، وشعورهِ بالحاجة إلى صرخة جديدة تعبر عن عدم شعورهِ بالأمان سواء على الصعيد الاقتصادي أو الأمني.

   لذ يمكن القول بأن ترامب قد قام  بإصلاحات اقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وعمل علي تطوير العلاقات الدولية في المجال الاقتصادي، الا ان حقيقة الامر هو ان السياسة الخارجية الامريكية في عهدهِ اخذت منحى ليس اقتصادياً اصلاحياً وحسب بل أتجهت الى امكانية استخدام مجمل الادوات والوسائل المتاحة ومن بينها القوة العسكرية لتحقيق اهدافهِ خاصة مع ما يمكن ظهورهُ من بؤر عدم الاستقرار بسبب تحركات داعش في المنطقة أو من خلال تهيئة الظروف لإتمام صفقة القرن وتطبيع العلاقات بين اغلب الحكومات العربية وبين اسرائيلْ.  

ومن خلال دراستنا للسياسة الخارجية الامريكية تجاه العراق في عهد الترامب، قد توصلنا الى مجموعة من الاستنتاجات والتوصيات التي تفيد في فتح آفاق مستقبلية وهي: –                       

الاستنتاجات:

  1. إن السياسة الخارجية الامريكية اظهرت مسار التدخل في شؤون العراق من أجل مصالحها وبذرائع محاربة الارهاب والحرب الاستباقية وبذرائع الانسانية.
  2. إن الجديد في الاستراتيجية الامريكية في هذه الفترة تتركز في الدعاية الاعلامية التي تاحذ الشكل الخطاب السياسي حول مشروع الشرق الاوسط الكبير، وهو مشروع لم يكن جديداً بالنسبة ما توفرت عوامل جديد ومساعدة لبلورتهِ وكشفهِ وتسعى الولايات المتحدة على تحقيقها من خلال السياسات التي اعتمدت وبأستخدام الآليات والوسائل المرسومة لتحقيقها وذالك عن طريق شعارات (محاربة الارهاب، نشر الديموقراطية، وحقوق الانسان). 
  3. توجهات السياسة الخارجية الامريكية تجاه العراق، الهيمنة هي العقيدة الثابتة، فسياسياً بالثبات النسبي أما عسكرياً فهي التي تتغير بتغير الرؤساء واستجابة لمعطيات البيئة الدولية، أي أن التغيير غالباً ما يطرأ على الوسائل والأدوات.

التوصيات:

  1. أن تتحرك الدول و الشعوب في المنطقة لأجل معالجة الخلل الفاضح الموجود في الامم المتحدة وهيئاتهِ وخصوصاً مجلس الامن وأنشاء المؤسسة الدولية عليا تراقب أدائها لمنع وتحقبق أهداف وغايات الدول الاستعمارية.
  2. نتيجة التغيير للتطوات التي شهدتها البيئة الاقليمية والدولية، لذ على العراق وضع رؤية استراتيجية واضحة على أن تكون درجة عالية من واقعية بما يتناسب مع قدراتها الاقتصادية والسياسية والامنية والعسكرية.
  3. وضع سياسة الخارجية فعالة تعي وتدرك ما يحاك بالعراق من التنافس والصراعات الدولية والاقليمية و تحديد سبل المواجهة، لكي تقف حاجزاً أمام المتغيرات الدولية المستقبلية.
  4. بما أن الارهاب اصبح ظاهرة الدولية، ولا يستثنى بلداً أو شعباً، وأخذ يتمد وينتشر في المنطقة. وبما أن هو فكر التطرفي، لذ يجب قضاء على فكرهِ، ونرى ومن ضروري إقامة المؤتمرات والندوات والسيمنارات الدولية حول الارهاب لمعرفة الاسباب لهذهِ الظاهرة ووضع تعريف جامع وشامل للارهاب وعمل والتعاون الدولي للمعالجتها.

المصادر والمراجع:

الكتب:

  1. أندرسون،جيمس(1999م) ” ﺻﻨﻊ اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ“،ترجمة، ﻋﺎﻣﺮ الكبيسي، دار المسيرة للتوزيع واﻟﻨﺸﺮ، ﻋﻤﺎن/ اﻷردن.
  2. جرجيس، فؤاد (2000)”السياسة  الامريكية تجاه العرب: كيف تصنع؟ ومن يصنعها”،ط 2،مركز الدراسات الوحدة العربية، بيروت.
  3. رتليدج، أيان (2006) “العطش الى النفط ماذا تفعل أمريكا لضمان أمنها النفطي”، ترجمة مازن الجندلي، الدار العربية للعلوم، بيروت.
  4. الرماحي، أحمد خضير عباس(2019) ، “مستقبل العلاقات الأمريكية الاوربية حيال روسيا  الاتحادية” ط1،منشورات زين الحقوقية، بيروت .
  5. الشريف، حسين،(2009)“السياسة الخارجية الامريكية :اتجاهاتها وتطبيقاتها من الحرب العالمية الثانية الى النظام العالمي الدولي الجديد”  مطابع الهيمنة المصرية العامة للكتاب،القاهرة.
  6. الوافي، عبد الحمان ( 2015 )” دور الدينفي السياسة الخارجية الامريكية” دار الألوكة، الرياض.
  7. الفرغلي، هارون(2010 ) “الارهاب العولمي وانهيار الامبراطورية الامريكية” ،دار الوافي للنشر،العدد 2،القاهرة.
  8. العيثاوي، ياسين (2009) “السياسة الامريكية بين الدستور والقوى السياسية”. دار أسامة للنشر. الاردن.
  9. مجيد،عيسى،(2015)، “اﻟخطاب الرئاسي الأمريكية والتحولات الديناميكية ﻓﻲ السياسة الخارجيةاالأمريكية” ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺴتنصرية ﻟﻠﺪراﺳﺎت العربية والدولية ، عدد36، ﺟﺎﻣﻌﺔ تكريت.
  10. ناي، جوزيف، (2007)، “القوة الناعمة”،ترجمة البجيرمي،محمد توفيق،ط1 مكتبة العبيكان،المملكة العربية السعودية.

الصحف والدوريات:

  1. الدويك ،عبد الغفار عفيفي(2017)”معضلة تعريف الارهاب في الفكر والممارسة الدوليين” مجلة السياسة الدولية،العدد210،مؤسسة الاهرام، القاهرة.
  2. 2-     سليمان، يمني (2016) “توجهات السياسة الخارجية عند دونالد ترامب” المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية، القاهرة.
  3. سيد أحمد، أحمد (2017) “إدارة ترامب وقضايا الشرق الاوسط..حدود التغير” مجلة السياسة الدولية، مركز الاهرام القاهرة،العدد207.
  4. خليل، مصطفى  نانسي (2010) ،الرئاسة كمؤسسة لصنع القرار السياسي في السياسة الخارجية، مجلة السياسة الدولية، مركز الاهرام،القاهرة.
  5. عباس، أشواق (2005) .”السياسة الخارجية”. الحوار المتمدن العدد 1291.

الرسائل والأطاريح:

  1. شيباني، إيناس(2010) “السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط خلل إدارتي جورج الأب والابن دراسة تحليلية”، رسالة ماجستير  غير منشورة، جامعه الحاج لخضر كلية الحقوق قسم العلوم السياسية، باتنة- جزائر.
  2. قادر،مصطفى قادر(2020)،”السياسة الخارجية  الامريكية في الشرق الاوسط بعد 2001″، اطروحة دكتواه غير منشورة، كلية العلوم السياسية والادارية والدبلوماسية، جامعة الاسلامية في لبنان، بيروت.
  3. العطري، ميلود (2008).السياسةالخارجية الامريكية تجاه امريكا اللاتينية. رسالة ماجستير.جامعة باتنة جزائر.

المواقع الانترنيت:

  1. ابراهيم، اروى،  جو بايدن ومستقبل العلاقات العراقية الامريكية، مقالة منشورة في مركز البيان للدراسات والتخطيط. متاح على الرابط:.www. https://www.bayancenter.org/2020/11/6459
  2. أبو كريم، منصور( 2017) مبدأ ترامب في العلاقات الدولية ، مقال منشور على المواقع الاكترونية، المركز الديموقراطي العربي،تاريح الزيارة :18-7-2020.
  3. الازرق، عماد(2016 ) توجهات جديدة للادارة الامريكية بعد فوز ترامب تجاه الشرق الاوسط، تحليل اخباري خبراء، منشور في الموقع الالكتروني تاريخ الزيارة،12-7-2019arabic. News.cn..
  4. أحمد، سيد أحمد، قضايا الشرق الأوسط في سباق الانتخابات الأمريكية، مجلة السياسة الدولية، مؤسسة الأهرام، http://www.siyassa.org.eg/NewsContent/3/110/9820/%D9%85%D9%86
  5. دانيال بايمان”قتل قاسم سليماني يغير المفاهيم بالشرق الاوسط”تقرير صدر في 3 يناير 2020، موقع معهد بروكنغز – مركز سياسات الشرق الاوسط، على الرابط الاتيي
  6. https://www.brookings.edu/blog/order-from-chaos.
  7. 6-    الزاملي، ماجد احمد،جماعات الضغط ودورها في رسم السياسة العامة للدولة، منشور على الرابط http//www.iraqicp.com/index.php
  8. سالمان، عبد المالك،( 2016) تحسين صوره أمريكا في الخارج بين الواقع والأوهام، موقع المحرر،  http://www.al-moharer.net/moh263/a_b_salman263.htm
  9. تقرير صادر عن قناة بي بي سي عربية(الشرق الاوسط)، “اغتيال قاسم سليماني: هل لدى ترامب استراتيجية”، 4 يناير 2020، الرابط
  10. https://www.bbc.com/arabic/middleeast-50993719
  11.        تقرير اوردته قناة dw العربية عن ملامح السياسة الخارجية الامريكية بعد مقتل قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، مقتل سليماني.. لماذا غيرت أمريكا قواعد اللعبة مع طهران؟https://www.dw.com/ar
  12. 10-                   – كارل كالتنثالر، منقذ الداغر، انتوني كوردسمان: حوار استراتيجي امريكي-عراقي: مسالة مصالح وتوقعات، تقرير منشور على صفحة معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط على الرابط الاتي،
https://www.washingtoninstitute.org/ar/fikraforum/view/Iraq-Strategic-Dialogue-United-States

([1]) قادر،مصطفى قادر(2020)،”السياسة الخارجية  الامريكية في الشرق الاوسط بعد 2001“، اطروحة دكتواه غير منشورة، كلية العلوم السياسية والادارية والدبلوماسية، جامعة الاسلامية في لبنان، بيروت،  ص16.

([2]) الوافي، عبد الرحمان.( 2015 )” دور الدين في السياسة الخارجية الامريكية” دار الألوكة، الرياض، ص260.

([3])الوافي، عبد الرحمان ، مصدر سابق ، ص262.

([4]) رتليدج، أيان(2006) العطش الى النفط ماذا تفعل أمريكا لضمان أمنها النفطي، ترجمة مازن الجندلي، الدار العربية للعلوم، بيروت ،255.

(1 ) العطري، ميلود.(2008).السياسةالخارجية الامريكية تجاه امريكا اللاتينية. رسالة ماجستير.جامعة باتنة جزائر. ص56.

(2 )  العيثاوي، ياسين.(2009) السياسة الامريكية بين الدستور والقوى السياسية. دار أسامة للنشر. الاردن.ص46.

([7]) عباس، أشواق(2005) .”السياسة الخارجية”. الحوار المتمدن العدد 1291.ص72.

([8]) الشريف، حسين،(2009)”السياسة الخارجية الامريكية :اتجاهاتها وتطبيقاتها من الحرب العالمية الثانية الى النظام العالمي الدولي الجديد”  مطابع الهيمنة المصرية العامة للكتاب،القاهرة،ص19.

([9]) أندرسون،جيمس(1999م) ” ﺻﻨﻊ اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ”،ترجمة، ﻋﺎﻣﺮ اﻟﻜﺒﯿﺴﻲ، دار اﻟﻤﺴﯿﺮة ﻟﻠﺘﻮزﯾﻊ واﻟﻨﺸﺮ، ﻋﻤﺎن/ اﻷردن، ص 29.

([10])  مجيد،ﻋﯿسى(2015)، “اﻟخطاب الرئاسي اﻷﻣﯿﻛﻲ والتحولات الديناميكية ﻓﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ

اﻷﻣﯿﻛﯿﺔ” ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺮﯾﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻟﺪوﻟﯿﺔ، عدد36، ﺟﺎﻣﻌﺔ تكريت،66 ص.

([11]) الشريف، حسين،مصدر سبق ذكره ، ص19.

(5 )  House.gov | Home ﻧﺴﺨﺔ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ 09 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2018 ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ واي ﺑﺎك ﻣﺸﯿﻦ.

(1 )  خليل، مصطفى  نانسي(2010) ،الرئاسة كمؤسسة لصنع القرار السياسي في السياسة الخارجية، مجلة السياسة الدولية، مركز الاهرام،القاهرة،ص80.

(2 )  جرجيس، فؤاد(2000)، السياسة  الامريكية تجاه العرب: كيف تصنع؟ ومن يصنعها،ط 2، مركزالدراسات الوحدة العربية، بيروت، ص67.

(3 )  مصدر سابق، ص129.

(1 ) الزاملي، ماجد احمد،جماعات الضغط ودورها في رسم السياسة العامة للدولة، منشور على الرابط http//www.iraqicp.com/index.php

تاريخ الزيارة 21-10-2020.

([17]) ناي، جوزيف،(2007)، القوة الناعمة، مكتبة العبيكان،المملكة العربية السعودية،ص24

([18]) مصدر نفسه،ص28.

(4 ) أحمد، سيد أحمد، قضايا الشرق الأوسط في سباق الانتخابات الأمريكية، مجلة السياسة الدولية، مؤسسة الأهرام،ص17تاريخ الزيارة 14-11-2020 http://www.siyassa.org.eg/NewsContent/3/110/9820/%D9%85%D9%86.

(1) سليمان، يمني،(2016) “توجهات السياسة الخارجية عند دونالد ترامب”، المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية، القاهرة، ص67.

([21])  الازرق، عماد(2016 ) توجهات جديدة للادارة الامريكية بعد فوز ترامب تجاه الشرق الاوسط، تحليل اخباري خبراء، منشور في الموقع الالكتروني تاريخ الزيارة،12-7-2019arabic. News.cn..

( 1 )  اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادي(TTP)حيث تضم الاتفاقية 12 دولة وتستهدف تسهيل عمليات التجارة بين هذه الدول(بروناي،وتشيلي،ونيوزلندة،وسنغافورة واستراليا وكندا،وماليزيا،مكسيك،وبيرو،والولايات المتحدة)

( 2)الفرغلي، هارون(2010 ) “الارهاب العولمي وانهيار الامبراطورية الامريكية” ،دار الوافي للنشر،العدد 2،القاهرة،ص183

([24]) أبو كريم، منصور( 2017) مبدأ ترامب في العلاقات الدولية ، مقال منشور على المواقع الاكترونية، المركز الديموقراطي العربي،تاريح الزيارة :18-7-2020.

(1) أبو كريم، منصور،مصدر سبق ذكره.

(2) سالمان، عبد المالك،( 2016) تحسين صوره أمريكا في الخارج بين الواقع والأوهام، موقع المحرر، تاريخ المشاهدة 9/ 12/2020م http://www.al-moharer.net/moh263/a_b_salman263.htm

(3 ) شيباني، إيناس(2010) “السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط خلل إدارتي جورج الأب والابن دراسة تحليلية“، رسالة ماجستير  غير منشورة، جامعه الحاج لخضر كلية الحقوق قسم العلوم السياسية، باتنة- جزائر، ص46:4

(4) سليمان، يمني(2016) “توجهات السياسة الخارجية عند دونالد ترامب” المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية، القاهرة.

([29]) تقرير اوردته قناة dw العربية عن ملامح السياسة الخارجية الامريكية بعد مقتل قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، مقتل سليماني.. لماذا غيرت أمريكا قواعد اللعبة مع طهران؟https://www.dw.com/ar

  دانيال بايمان”قتل قاسم سليماني يغير المفاهيم بالشرق الاوسط”تقرير صدر في 3 يناير 2020، موقع معهد بروكنغز –مركز سياسات الشرق الاوسط، على الرابط الاتيي،

https://www.brookings.edu/blog/order-from-chaos

  نقلا عن تقرير صادر عن قناة بي بي سي عربية(الشرق الاوسط)، “اغتيال قاسم سليماني: هل لدى ترامب استراتيجية”، 4 يناير 2020، الرابط

https://www.bbc.com/arabic/middleeast-50993719

(2 ) مصدر نفسه

([31]) قادر مصطفى قادر، مصدر سبق ذكر ص67.

([32]) قادر مصطفى قادر، مصدر سبق ذكر ص63.

([33]) قادر مصطفى قادر، مصدر سبق ذكر ص37.

([34]) .   كارل كالتنثالر، منقذ الداغر، انتوني كوردسمان: حوار استراتيجي امريكي-عراقي: مسالة مصالح وتوقعات، تقرير منشور على صفحة معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط على الرابط الاتي، تاريخ الزيارة 12/12/2020

https://www.washingtoninstitute.org/ar/fikraforum/view/Iraq-Strategic-Dialogue-United-States

(1 )  كارل كالتنثالر، المصدر السابق، ص4.

([36]) ابراهيم، اروى،  جو بايدن ومستقبل العلاقات العراقية الامريكية، مقالة منشورة في مركز البيان للدراسات والتخطيط. متاح على الرابط: تاريخ الزيارة 11/12/2020 .www. https://www.bayancenter.org/2020/11/6459

([37]) الرماحي، أحمد خضير عباس(2019 )، “مستقبل العلاقات الأمريكية  الاوربية حيال روسيا  الاتحادية” ط1،منشورات زين الحقوقية، بيروت ، ص ص 403، 404.

([38]) سيد أحمد، أحمد(2017) “إدارة ترامب وقضايا الشرق الاوسط..حدود التغير” مجلة السياسة الدولية، مركز الاهرام القاهرة،العدد207.ص48.

([39])  سيد أحمد، أحمد ،مصدر سابق،ص49.

([40])   أبو كريم، منصور( 2017) مبدأ ترامب في العلاقات الدولية ، مقال منشور على المواقع الاكترونية، مصدر سبق ذكره.

([41]) الدويك ،عبد الغفار عفيفي(2017)”معضلة تعريف الارهاب في الفكر والممارسة الدوليين” مجلة السياسة الدولية،العدد210،مؤسسة الاهرام، القاهرة،ص67.

([42]) الاسلام السياسي:- يعرف بأنه مجموعة من الافكار والاهداف السياسية النابعة من الشريعة الاسلامية التي يستخدمها المسلمون الذين يؤمنون بأن الاسلام ليس عبارة عن ديانة فقط وانما عبارة نظام سياسي واجتماعي وقانوني واقتصادي لبناء الدولة. لمزيد ينظر محمد احمد خلف اللة، الصحوة الاسلامية المعاصرة في الوطن العربي ، ط4،مركز الدراسات الوحدة العربية، بيروت، 1998,ص37.

([43]) لمزيد ينظر الرماحي، أحمد خضير عباس، سبق ذكره، ص ص367،368.

(1  ) العربي،محمد،مصدر السابق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *