أ .م. د. انتهاء عباس عليوي

الجامعة المستنصرية / العراق

Enteaaabbas@uomustansiriyah.edu.iq

009647513700607

الملخص…

     تشكل الثنائيات المتضادة في النثر العربي دورا جوهريا في إيصال الفكرة التي يروم الاديب إيصالها إلى المتلقي ؛ ولا تبدو الثنائيات المتضادة واضحة إلاّ إذا نظر إليها من خلال حالة تصويرية تثير مشاعر درست الثنائيات المتضادة على وفق منهج تحليلي ، وبعد جمع المادة ارتأيتُ تقسيم البحث على مبحثين: ففي المبحث الأول حاولتُ توضيح مفهوم التضاد كوسيلة استطاع أن يعبّر من خلالها  الاديب عن بعض الجوانب الفكرية والحضارية والثقافية لديه ،وعمدت إلى الإيجاز في تناوله لسبقه بعدّة دراسات أسهبت في تفصيله والوقوف عند كثير من جزئياته ، وفي المبحث الثاني : أفردته لدراسة الثنائيات الضدية في النواحي البلاغية والاسلوبية والصوتية، ثم ختمتُ بحثي بأهم النتائج التي توصلت إليها .

الكلمات الافتتاحية :العصر ،الاموي ،النثر ،التصوير ، الثنائيات.

Contrasting dualities in Umayyad period prose

Dr.Intehaa Abbas Aliwi

Al-Mustansiriya University / Iraq

Abstract

Contrasting dualities in Arabic prose play an essential role in conveying the idea that the writer intends to convey to the recipient; Contrasting binaries do not seem clear unless they are viewed through a pictorial case that evokes feelings. I studied opposing binaries according to an analytical method, and after collecting the material, I decided to divide the research into two sections: And he has civilization and culture, and I proceeded to briefly address it, as it was preceded by several studies that elaborated on it and stand at many of its details.

Opening words: the era, the Umayyads, prose, photography, binaries

أهمية البحث:

 يَعُد النثر في عصر الاموي أدباً راقياً من آداب اللغة العربية ؛ لأنَّه يتميز بالمضمون العريق فضلاً عن الشكل الفني الرصين ، فما لمنصفٍ يقف على عتبات تراثنا الأدبي ولاسيما النثري إلّا ويقرُّ بأنّه إزاء ثروة فنية عظيمة جليلة كانت ولا تزال قبلة أنظار الباحثين، ومحطّ اهتمامهم، ومصدر معرفتهم، ووعاء ثقافتهم، ومستودع فكرهم، ينهلون من فيضها، ويجنون  من ثمرها دروساً وعبراً ومواقفَ، و كنّا من الذين شغف النثر الأدبي قلوبهم حتّى آثر عليهم أنْ يخوضوا عباب ذلك البحر الزاخر، فبعد بحث واستقصاء طويلين حطّت رحالنا عند كوكبة من النصوص النثرية و الوقوف عند غصن من دوحة التراث الوارفة التي ما زلنا نستظل بها، فانصب جل اهتمام الدراسة على التعريف بالنثر العربي وتوجيه الأنظار إلى أدبية نصوصه , وتلمس الشغف به والحرص على تلقيه وقراءته.

 اسئلة البحث

 ان الحديث عن طبيعة الثنائيات الضدية للنثر الاموي، يقتضي بالضرورة النظر الى طبيعة الصورة الفنية في الشعر العربي؟ نظرا لما لمسته من اختلاف بين طيات الشعر والنثر عبر تشكيل التضاد لاسيما اذا تعلق الامر بطريقة التشكيل البلاغي والاسلوبي والصوتي ، اذ ما ادركت ان الثنائيات المتضادة عبر النثر تنفصل عن الفكرة او تضاف الى الفكرة بطريقة تابعة شارحة ومدعمة مما جعلها صورا جاهزة تدخل الى النص النثري ، بوصفها وحدات قائمة بنفسها ولها القدرة على التأثير بالقارئ، وهل يترجم اليها ذهنه ؟،مما جعلت من وظيفة الثنائيات الضدية عبر تقنية الخطاب النثري اداة للإقناع والتأثير، وهل هناك من الادباء يميلون الى التصدر في الكثافة التصويرية للثنائيات الضدية نحو المركب الابداعي بغية التماس خصوصيات خطابهم النثري الابداعي ،ومن ثم اتخاذها كواشف عن اصدائها الفنية

أهداف البحث:

     على الرغم من شيوع مصطلح النثر الفني بين الدراسات الادبية, شيوعا يوحي باستقرار مفهومه و ثبات خصائصه و أشكاله، الا ان  تعقب دلالاته خطوة تأسيسية لابد منها في سياق تحديد المفهوم الذي نتبناه و ننطلق منه في معالجة موضوع البحث ، بالنظر لخصوصية نثر الاموي من حيث جمال فنه التي لطالما بقي أكثرها خارج دائرة الاهتمام بفعل التركيز على فنون شعرية ، إذ أنَّ للثنائيات الضدية هيمنة وفعّالية في فضاءات النص ـ ولاسيما في النثر الاموي ، فهي على مستوى اللغوي هي بذرة يؤمل الاديب بها نفسه ، لأجل خلق فضاءات لغوية وتصويرية متناغمة مع الجو الفكري والنفسي الذي يحيط بلحظة إنتاج النص ؛ ولأجل أن يرى تلك النتاجات الفنية تتناغم مع الدفقات الشعورية ، هذا من جهة ، ومن جهة أُخرى فإن الثنائيات الضدية للنثر الأموي على مستوى الدلالة لها أبعاد نفسية ، وفكرية ، وذاتية لا تنجلي بوضوح ما لم يلاحقها الرصد النقدي المتأني الانفعالي المستند إلى معطيات علمية صرفة بعيداً عن الانطباعات الفردية ، والتأويلات الشخصية ، إذ تشكل الثنائيات الضدية بنية قائمة بذاتها تختزن كثيراً من بؤر الفنية التي يمكن استنطاقها بالبحث والتحليل.

منهج البحث:  استعملت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي ،المنهج الوصفي قائم على جمع المعلومات من المراجع والمصادر ذات العلاقة لبناء الاطار النظري للبحث ،والمنهج التحليلي الاستنباطي لما اوردته الادبيات الفكرية والنقدية ذات العلاقة وصولا لنتائج البحث .

المقدمة :يشكل النثر ظاهرة واسعة ذات أبعاد مختلفة في الادب العربي, إذ  لا تكاد تخلو اغلب المصادر القديمة من ذكره أو الإشارة إليه , فرصدت من الفنون النثرية و شيوع تداولها في المصادر المختلفة،لذا يَعُد النثر في عصر صدر الإسلام أدباً راقياً من آداب اللغة العربية ؛ لسماته الفنية ولاسيما موضوعاته الرصينة .

     لقد وقع اختياري على دراسة ظاهرة الثنائيات المتضادة  في نثر صدر عصر الاموي لاسيّما ان الثنائيات المتضادة  بحر لا ينضب يغترفُ منه الباحثون أنواع المعارف ، ويستخلصون الجواهر التصوير البلاغي ؛ لأن تلك الثنائيات  تحتوي على المضامين الرفيعة ، والأشكال الفنية التي تخلق نصوصاً تؤثر في الوجدان من خلال جمالها الفني ، وتأسر الألباب بمعانيها فينقاد إليها السامع والقارئ,

المبحث الاول مفهوم التضاد ….

تميز النثر في عصر بني أمية بخصائص فنية ارتفعت بها إلى مستوى مكنها من مزاحمة الشعر في مجالس الخلفاء والولاة تعبيرا عن الولاء أو طلبا للرفد، أو عرضا لشكاية أو مظلمة، أو مدحا أو تعزية وتهنئة، بل وأصبحت أداة إعلامية مكنتهم من التعبير عن العقائد السياسية والحركات الدينية وعنصرا فاعلا ومتميزا في سوح المعاركتاريخ الطبري 6/246.

هذه الخصائص تمثلت بكون النثر ذات مواضيع كثيرة ومتنوعة ، قد هيأ له الأديب في اكثر نتاجاتهالفنية مقدمة لتكون مدخلا إلى عرضه الأساس، حيث يعرض موضوعه بأسلوب ينم عن عقلية استوعبت ترتيب الأفكار، وحسن التقسيم، واعتماد الحجج المنطقية، ثم ينهي فنه النثري نهاية تعبر عن نفسية صاحبه، كما وجدنا في النثر عناصر جمالية مثل التشبيه والكناية والاستعارة والعديد من المحسنات المعنوية واللفظية.

وللوقوف على الجوانب الفنية في الثنائيات الضدية في نثر عصر الاموي، يستحسن تناول البناء الفني ليكون مدخلا لدراسة الجوانب الفنية الأخرى.

تشكلالثنائيات الضدية ظاهرة فنية في تفعيل النص الأدبي و إضفائه سمةً تصويرية، لها دورها في الإقناع والتأثير، وإنتاج الدلالـة . وتكـشف عـن جمالياتهـا فـي هـذا الـنص ، و مـا تقدمـه فيـه مـن دهـشة ومفاجـأة ، و مـا تقـوم بـه مـن ربـط بـين المتناقِـضين وتفاعـل بينهمـا وتناسـب بـين اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين واختلاف اللفظين والمعنى واحد واتفاق اللفظين وائتلاف المعنيين ، فاختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين نحو جلس وذهب واختلاف اللفظين والمعنى واحد ذهب وانطلق واتفاق اللفظين والمعنى مختلف قولك وجدت عليه من الموجدة ، ووجدت إذ أردت وجدان الضالة كتاب سيبويه : 1/24،فضلا عن أنه يؤتى بالجمع بين المتضادين أي معنيين متقابلين في الجملة  ؛ وقد يأتي على نوع من أنواع الاشتراك اللفظي المزهر في علوم اللغة : 1/305،وعلى الرغم من شيوعه بين طيات فن لنثر شيوعا يوحي باستقرار خصائصه وأشكاله، فقد شكل الوقوف عند جذور مصطلح النثر وتعقب دلالاته خطوة لابد منها في سياق تحديد المفهوم الذي نتبناه و ننطلق منه في معالجة موضوع البحث بالنظر لخصوصية فن النثر من حيث عفويته وطبيعة أشكاله الشفاهية التي لطالما بقي أكثرها خارج دائرة الاهتمام بفعل التركيز على فنون الشعرية الاخرى نتيجة اهتمام أكثر القدماء والمحدثينبها ،الا انها بقيمن الفنون الأدبية عرفته الأُمم القديمة وكرّمت رموزه وحفظت نتاجه الصادرة عنه ، وجعل الكلام فيه على أسس فنية، والعرب اهتموا بالنثر كاهتمامهم بالشعر،والنثر لغة : نثرك الشيء بيدك ترمي به متفرقا مثل نثر الجوز واللوز والسكر ، وكذلك نثر الحب إذا بذر ، هو النثار ، وقد نثره ينثره وينثره نثرا ونثارا ونثره فانتثر وتناثر ، والنثارة : ما تناثر منه ، وخص اللحياني به ما ينتثر من المائدة فيؤكل فيرجى فيه الثواب .لسان العرب ج14 مادة نثر ،و بأنّه إفشاء الشيء أو نشره، أو إرسال الكلام بما لا يجعله خاضعًا لوزن أو قافية وهولغة للكلام الذي يتكلم به الاديب اذن حد النثر: فهو حد الكلام المنثور الذي ليس بموزونوالذي لا قوافي له. سر الفصاحة ( ط مصر، 1953م) : 25 ، وفيما يتخذ ابن خلدون من المظهر الإيقاعي معيارا في تصنيف النثر الى نوعين قائلا: ((وأما النثر فمنه السجع الذي يؤتى به قطعا، ويلتزم في كل كلمتين منه قافية واحدة يسمى سجعا؛ ومنه المرسل، وهو الذي يطلق فيه الكلام إطلاقا… بل يرسل إرسالا من غير تقييد بقافية ولا غيرها))مقدمة ابن خلدون : 519 . وهكذا نجد أن القدماء لم يبتعدوا كثيرا عن التعميم في تداول مصطلح النثر ، و لم يتم التعمق في بلورة مفهومه إلا بمقدار محدود ،أما عن مصطلح النثر لدى المحدثين فالنثرهو الكلام الذي لم ينظم في أوزان وقوافي))البيان والتبيين( ط2 ,عبد السلام محمد هارون)   :1/ 208 .،كما انه هو الذي يرتفع به أصحابه عن لغة الحديث العادية ولغة العلم الجافة إلى لغة فيها فن ومهارة و روية ويوفرون له ضروبا من التنسيق والتنميق والزخرف فيختارون ألفاظه وينسقون جمله وينمقون معانيه النثر الفني واثر الجاحظ فيه  : 1، الا ان الكتابة الفنية هو نثر الذي يشتمل على جمال أدائه وصياغته, ولا يهم أن يكون صاحبه قصد إلى هذا الجمال أو لم يقصد ولا أن يكون ابتغى إثارة لذة في المتلقين أو لم يبتغ ولا أن يكون ألفه عن عفو خاطر أو أعمل فيه صنعته الكتابة الفنية في مشرق الدولة الإسلامية ومن الواضح أن فنية النثر هنا مرتبطة بالقيمة الجمالية وقيم بلاغية عالية الكتابة الفنية في مشرق الدولة الإسلامية ( حسني ناعسة ) : 8 ، وطالما كان اللفظ … كريماً في نفسه ، متخيراً في جنسه ، وكان سليماً من الفضول ، بريئاً من التعقيد ، حُبِبَ إلى النفوس، واتصل بالأذهان والتحم بالعقول ، وهشت اليه الأسماع ، وارتاحت له القلوب ، وخف على السن الرواة ، وشاع في الآفاق ذكره ، وعظم في الناس خطره ، وصار ذلك مادة للعالِم الرئيس ، ورياضة للمتعلم البيان والتبيين : 1/217 .

المبحث الثاني : المستوى التصويري في الثنائيات الضدية في نثرعصر الاموي

     مع تنوع المستوى التصويري وما يوفره من إمكانات متعددة في مقاربة النصوص واستجلاء خصائصها من زوايا مختلفة , تبقى العبرة دائما في استثمار مثل تلك الإمكانات مرتبطة بالقدرة على استحضار المستويات التصويرية وتوظيفها في الإحاطة بأطراف الموضوع محل البحث، فضلا عن طبيعة ذلك الموضوعمن حيث الخصائص البارزة وما تمليه على الباحث أو الدارس من تحري اختيار أقرب المستويات التصويرية وأكثرها ملائمة للموضوع أو الظاهرة التي يعنى بتناولها. وبالنظر لما يتوخاه البحث هنا من بلورة تصور واضح عن خصائص الثنائيات الضدية في الخطابة الاموية, يتسع لدراسة أهم القضايا والظواهر الفاعلة في التأسيس لفنية نصوصها, فقد شكلت العلاقة الوثيقة  لأكثر  تلك  الظواهر بجملة من  الأساليب البلاغية البارزة في حضورها وفي ارتكاز التعبير عليها غالبا ,موجها أساسيا في نزوع البحث نحو تبني المستويات  الظواهر الصوتية واللغوية والدلالية البارزة في الثنائيات الضدية , من دون انغلاق أو جمود على معطيات هذا المسار التصويريلا يبرزها على نحو واضح, ملامح الأداء الفني في الثنائيات الضدية في الخطابة الاموية في إطار تفاعلها النصي ،إن المستوى التصويريللثنائيات الضدية في نثر عصر الامويتميز بالفصاحة ، والبلاغة على منهج فنيرفيع، له تأثير ممكن في الأذنالمتلقي، ومع توافر تلك المقدرة فقد تهيأت للثنائيات الضدية في خطابة الأموية عناصر التصوير الفني ما زاد من جمال صياغاتها وبرز دلالاتها , وانعكس على متلقيها إعجابا بمهارته أصحابها عفويتهم في تخير الأساليب والصياغات المعبرة عن أغراض كلامهم ومعانيهم المختلفة ،وقد وردت مجموعة من الخطب التّي عبّر بها اصحابهاعن خبراتهم وتجاربهم في العصر الاموي إذ أنّها تضمنت دلالات خاصّة تدور حول القيم الخلقية الكريمة التي يوصون بها ،فضلاً عن كونها تتّسم بالفصاحة والعذوبة والجمال واللّيونة ،ومنه ما جاء في خطبة السيدة زينب في مجلس يزيد بن معاوية ،قائلة: (فَمَهْلًا مَهْلًا لَا تَطِشْ جَهْلًا! أَ نَسِيتَ قَوْلَ اللَّهِ: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ أَمِنَ الْعَدْلِ يَا ابْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَسَوْقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ سَبَايَا؟؟ قَدْ هَتَكْتَ سُتُورَهُنَّ وَأَبْدَيْتَ وُجُوهَهُنَّ يَحْدُو بِهِنَّ الْأَعْدَاءُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَيَسْتَشْرِفُهُنَّ أَهْلُ الْمَنَاقِلِ وَيَبْرُزْنَ لِأَهْلِ الْمَنَاهِلِ وَيَتَصَفَّحُ وُجُوهَهُنَّ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ وَالْغَائِبُ وَالشَّهِيدُ وَالشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ وَالدَّنِيُّ وَالرَّفِيعُ، لَيْسَ مَعَهُنَّ مِنْ رِجَالِهِنَّ وَلِيٌّ وَلَا مِنْ حُمَاتِهِنَّ حَمِيمٌ، عُتُوّاً مِنْكَ عَلَى اللَّهِ وَجُحُوداً لِرَسُولِ اللَّهِ وَدَفْعاً لِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَلَا غَرْوَ مِنْكَ وَلَا عَجَبَ مِنْ فِعْلِكَ(بلاغات النساء: 32  –  33.

ان قوّة الأداء اللّغوي في الثنائية الضدية بين الاسماء ( القريب -البعيد) و(الشريف _الوضيع ) وَ(الدَّنِيُّ _َالرَّفِيعُ) وَ(الْغَائِبُ وَالشَّهِيدُ)، تكمن بإمكانية اللغوية التي امتلكتها السيدة زينب عليها السلام  في اختيارها الألفاظ المناسبة للنسيج الخطبة  حتّى أعطت ثمارها المطلوبة وحققت أهدافها في الوضوح والبيان لدى المتلقي،فضلا عن الموسيقى في الثنائية الضدية  بتناسب الحروف  منحت قدرة فنية على جعل ايقاعات النّفس تجذب الآخرين بواسطة النغم ،اذ ان البنية الايقاعية أو الموسيقية هي الّتي تجمع بين الألفاظ وتشدّها إلى بعضها شدّاً موسيقياً،فضلا عن انها اتسمت بألفاظها الجزلة الواضحة المعبرة عن تلك المعاني الصادقة التي نطقت بها وهي منقادة إليها ، لهذا لم يطغ الجرس اللفظي على المعنى ، لأن هذه الألفاظ جاءت طبيعية غير مصطنعة ولا متكلفةفإذا كان اللّفظ فصيحاً والمعنى صريحاً، واللسان بالبيان مطّرداً، وبالصّواب مجيداً، والآلة مستعدة، والبديهة مسعفةً، والألفاظ متناسقة، غير مفتقرة إلى تأويل، والمعاني متناسبة غير مضطرة إلى دليل… فتلك هي البلاغة، والإبانةحلية المحاضرة: 19، 20. .

ومن التصوير الفني  للثنائية الضدية في خطبة فاطمة الصغرى مخاطبة لأَهْلَ الْكُوفَةِقائلة : (يَا أَهْلَ الْمَكْرِ والْغَدْرِ والْخُيَلَاءِ! فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ ابْتَلَانَا اللَّهُ بِكُمْ وابْتَلَاكُمْ بِنَا، فَجَعَلَ بَلَاءَنَا حَسَناً). بلاغات النساء  :  1 / 87  –  88

فيبدو هنا جلياً أن الألفاظ التّي استخدمتها فاطمة الصغرى ، في خطبتها ،تجمع بين السّهولة والفصاحةالوضوح في التعّبير عن المعاني والأفكار الّتي تتبناّها في تحقيق ما تهدف إليه، إذ إن تلك الألفاظ تمثّل خلاصة تجربتها العميقة بالحياة التي لها خصوصية التأثير في المتلقّي بما لا يقبل الشّك في الالتزام بمضمونها، اذ شكلت الموازنة في الثنائية الضدية من خلال الألفاظ الآتية: (ابْتَلَانَا اللَّهُ بِكُمْ ، وابْتَلَاكُمْ بِنَا) إيقاعاً فنيً يحرك الشعور الإيمانية لدى المتلقي لترسخ الدلالة أكثر لاسيما أن التوازن في النص مشكلاً إيقاعاً على مستويات عقلّية ونفسية وجسيمّة، لذلك غدا التوازن في الثنائية الضدية نغماً صوتياً يجذب النفوس ؛ لأن المستوى الصوتي في الموازنة له أثراً في النصوص التي تشكل عند السامعين أثراَ صوتياً متناغماً يؤدي رنيناً يجذب المتلقين إلى النص ؛  لأن الألفاظ ذات الوقع الموسيقي تنشئُ جرساً صوتياً من خلال تكرار الحرفين الأخيرين (نا ) الذي يبقى معلق في الإسماع ، ليظهر الإيقاع المعبر من خلال الموازنة فضلاًعن تكرار لفظة (الابتلاء)، التي رسخت الدلالات المراد إيصالها إلى المخاطبين ،فجاءت لغتها فيضاً عفوياً، وكانت سهلةً واضحةً لا تعقيد في تناول ألفاظها واستعمالها، وفي صياغة عبارتها وبنائها، محاولةً بذلك تقريب المعنى الى الإفهام والبلوغ به إلى قلوب السّامعين: تأريخ الشعر العربي حتىّ نهاية القرن الثالث البحري: 389

ونلتقط مستوى تصويري اخر للثنائيات الضدية في نثر عصر الاموي  فيه التشبهية احد اركانه،اذ يخطب عبيد الله بن زياد، قائلا :(..وأنا لمطيعكم كالوالد الشفيق، ولمخالفكم كالسم النقيع، فلا يبقين أحد منكم إلا على نفسه)الأخبار الطوال/212، اذ شبه نفسه  بالأب المسؤول على أولاده ، ثم ينقضه بصورة تشبيهية مناقضة لمعنى الابوة الى معنى  الانتقام، في قوله:( كالسم النقيع)،بيد ان تميّز أسلوبه في هذه المقطوعة بالدّقّة في اختياره الألفاظ المناسبة وصياغتها في الجمل والعبارات ذات المعاني القيّمة لتلائم المعاني التي عبرت عنها وتوافق الغاية التي استخدمت لأجلها. والأسلوب بهذا الشكل يكمن في مهارة الخطيب وقدرته في تأليف التراكيب والعبارات وتبسيطها بالأفكار والمعاني ذات الدّلالات الواضحة لتحقيق الغرض المنشود. وقد تميّز أسلوبه أيضاً باستخدام الجملة الاسمية المتمثلة ((وانا)) التي تدل على الثبوت للمواقف والحالات الّتي يروم ثبوتها ،ذ ان موضوع الاسم على أن يثبت به المعنى للشيء من غير أن يقتضي تجدده شيئاً بعد شيء، )   دلائل الإعجاز: 133كما تميّزت بكونها ذات تأثير قويّ بتآلف أحرفها في جرس موسيقي لدى المتلقي، إذ تفصح موسيقاها عن المعنى وتوحي به ولا تقيده أو تحدّده فتدع للمتلقي مجال للإصغاء الى المعنى عن طريق الايحاء او الايقاع، فالكلمة في النصّ تتعدّى معناها المعجمي إلى ما يوحي به ذلك المعنى في السياق النصي .

ومن الجدير ما يذكر هنا أنّ الثنائيات الضدية  في ألفاظها وصياغتها وتراكيبها ومعانيها وأساليبها تفوق سواها من حيث الدّقّة وقوة الاصابة ،إذ تتّصف بهذه القوّة والمتانة في نسجها وتماسكها وألفاظها وتراكيبها ودقّة معانيها، ، من ذلك قول الحسن البصري: (..رفعوا الطين، ووضعوا الدين..)الاقتباس من القرآن الكريم /265فالتصوير الكنائي (رفعوا الطين) و(وضعوا الدين)_ ترك الفروض_ اسهم في رسم الثنائية الضدية  (رفعوا _وضعوا)بيد ان الايقاعات الداخلية التي حدثت بفضل التكرار للحرفين((الياء والنون والواو والالف والعين)) أكثر من مرة أحدث انسجاماً موسيقياً داخل الثنائية الضدية . كما أن السجع كان له دوراً مهماًّ من توليد الأنغام الموسيقية تناغماً ايقاعياً جميلاً تتمتّع به الآذان وتطرب اليه النفوس ، فالأديب يحاول أن ينقل الينا عواطفه ومشاعره نقلاً مثيراً عن طريق النّغم والألحان… فألفاظه لا تؤدي معاني ذهنية، بل تؤدي أيضاً معاني صوتية، وايقاعات الداخلية في جمال الموسيقى للتأكيد والافهام والاقناع لدى المتلقي.

ومن التصوير التشبيهي للثنائيات الضدية في نثر العصر الاموي ، ما جاء في خطبة زياد البتراء: (اما بعدُ، فإِنَّ الجهالةَ الجهلاءَ، والضَّلالةَ العمياءَ، والغَيَّ المُوَفِّيَ بأهلِه على النارِ ما فيه سفهاؤكم، ويشتملُ عليه حُلَماؤُكم مِن الأمورِ العظامِ يَنْبُتُ فيها الصغيرُ، ولا يتحاشى عنها الكبيرُ كأنَّكم لم تقرؤوا كتابَ اللهِ ولم تسمعوا ما أَعَدَّ اللهُ مِن الثَّوابِ الكبيرِ لأهلِ طاعتِه، والعذابِ الأليمِ لأهلِ معصيتِه في الزَّمنِ السَرْمَدِيِّ الذي لا يزولُ، أتكونون كَمَن طَرَفَتْ عَيْنَيْه الدّنيا، وسَدَّتْ مسامِعَه الشهواتُ، واختارَ الفانيةَ على الباقيةَ، ولا تذكرون أنَّكم أحدثتم في الإسلام الحَدَثَ الذي لم تُسْبَقُوا إليه؛ مِن تَرْكِكُم الضَّعيفَ يُقْهَرُ ويُؤْخَذُ ماله، هذه الموَاخيرَ المنصوبةَ والضعيفةَ المسلوبةَ في النهارِ المُبْصِرِ والعَدَدَ غيرُ قليلٍ، ألم يكن منكم نُهَاةٌ تَمْنَعُ الغُوَاةَ عن دَلَجِ الليلِ وغَارَةِ النَّهارِ، قرَّبتم القرابةَ.)البيان والتبيين 2/62-65، فالثنائية (كأنَّكم لم تقرؤوا كتابَ اللهِ ولم تسمعوا ما أَعَدَّ اللهُ مِن الثَّوابِ الكبيرِ لأهلِ طاعتِه، والعذابِ الأليمِ لأهلِ معصيتِه)، و ثنائية الضدية (أتكونون كَمَن طَرَفَتْ عَيْنَيْه الدّنيا، وسَدَّتْ مسامِعَه الشهواتُ، واختارَ الفانيةَ على الباقيةَ) ،الذي اسهم التصوير التشبيهي في رسمهاو واقعة بين الثواب والعذاب والطاعة والمعصية،بيد ان المجاز العقلي (والضَّلالةَ العمياءَ) منح للثنائية الضدية (والغَيَّ المُوَفِّيَ بأهلِه على النارِ ما فيه سفاؤكم، ويشتملُ عليه حُلَماؤُكم مِن الأمورِ العظامِ) تصويرا بلاغيا مفعما بالتصوير الكنائيةعن الدنيا والاخرة بيد ان اسلوب التقديم والتأخير في المفعول على فاعله( وسَدَّتْ مسامِعَه الشهواتُ)منح الثنائيات الضدية صور بلاغية مفعمة بالإيحاء فضلا عن السجع في أواخر كل ثنائية ضدية (يَنْبُتُ فيها الصغيرُ، ولا يتحاشى عنها الكبيرُ _ما أنتم بالحلماءِ ولقد اتَّبعتم السفهاءَ_ واختارَ الفانيةَ على الباقيةَ) ،مع توازن في العبارات مما يجعل جو الخطبة مشحوناً بإيقاع موسيقي يوافق هذه المقارنة الدقيقة بين ثواب الطاعة وعظم ذنب المعصية.

وستظّل أهمية الصورة البيانية في عطاء ثري تمنح الثنائيات الضدية  جمالاً ورونقاً وبهاءً، وتعمل على تقريب المعنى الى ذهن السامع بكلّ وضوح وبساطة، كما نجد ذلك في خطبة لعتبة بن أبي سفيان ،اذيقول: (فلا تصيروا إلى وحشة الباطل بعد أنس الحق.. بإحياء الفتن وإماته السنن..)العقد الفريد 4/137، فالمطابقة حاصلة بين الأنس والوحشة والحق والباطل والسنة والبدعة التي كنى عنها بالفتنة،كما جسد التصوير البلاغي إدراكاً عقلياً وحسياً في توظيف تراكيب الثنائية الضدية في صورة مركبة الألفاظ والمعاني لتشكل لنا صورة ناطقة فيها ،إلاّ أنَّ قيمةالتصوير الكنائية في هذه الثنائية تكمن في ، تحقيق القيم الصوتية والإيقاعية المتولدة من تكرار الحروف الجر وترتيبها ، وهذا مما ادى  إلى زيادة التفاعل في النص الشعري وإثارة انفعالات المتلقي وتلذذ أسماعه بفعل ذلك الايقاع .

ونجد أهمية استحضار التصوير الاستعاري في عطاء ثري تمنح الثنائيات الضدية  جمالاً ورونقاً وبهاءً، وتعمل على تقريب المعنى الى ذهن السامع بكلّ وضوح وبساطة قال الإمام زيد في رسالته إلى علماء الأمة: قائلاً: (أنما تصلح الأمور على أيدي العلماء، وتفسد بهم إذا باعوا أمر الله تعالى ونهيه بمعاونة الظالمين..)تهذيب تاريخ ابن عساكر 6/18 في هذه الرسالة يأتي بثنائيات ضدية فعلية (تصلح_تفسد)فالصورة هنا تكمن في استعارة لفظة (تصلح) التي تستخدم عادةً في الأمور المادية ، ولكن الامام زيد اراد بها معنى اخر كالآداب والسلوك او الصفات والعادات ، ثم اتى بتوضيح الصورة اكثر في لفظة الضدية ( تفسد) عندما تمثل لها ان يسير على غير منوال شرائع دين الله . ومن هنا برز ابداع الامام  في تصويره هذا ، وذلك من خلال المقارنة بين صورتين متباعدتين في النوع والصفات ، ثم محاولته ايجاد نقطة التقارب بينهما ليربط الصورتين ربطا محكماً يعمل على توضيحهما اكثر كالربط بين رجوع المرء الى دين الله ، وهذا ما يؤكّد أنّ الاستعارة بهذا الشكل تعدّ مِن أجمل الفنون البيانية لما فيها من تصوير المعنويات في صورة بليغة ومؤثرة ووسيلة لتقوية رسالته الّتي قدّمها إلى علماء الامة، داعياً فيها الى تمسكهم بالّدين، ومحذّراً إيّاهم من أن يجلبوا إلى أنفسهم ممّا لا يحمد عقباه.

وإنَّ المستوى الصوتي الأساس الأول في عملية تشكيل الثنائيات الضدية، فمن خلال الصوت يتكون المعنى والايحاء التصويري ،يقول الحسين – مخاطباً جيش عبيد الله بن زياد: (ألا ترَون الحقّ لا يُعمل، والباطل لا ينهى عنه)تاريخ الطبري5/402.

    إنَّ هذه الثنائيات الضدية المتمثلة (الحقّ ، الباطل)، التي تؤسس المستوى الصوتي التي أثراً كبيراً على المتلقين ؛ لأنها((تثري النص التصويريبإيقاعات صوتية تطرب القارئ إذا ما كانت منسجمة في النص وتكون في المكان المناسب وانتصابها كلاً في مكانه اللائق له ، اذ ابدع الخطيب في كيفية استثمار هذه الأساليب الموسيقية بتكرار الحرف (لا ) اكثر من مرة ، ليكون منها قطعة تطرب السامع ؛ لذاك النغم الصوتي الذي قامت عليه البنية الثنائية الضدية القائمة بين الحق والباطل.

ويجب الإشارة هنا إلى أنّ التصوير الموسيقى في الثنائيات الضدية في نثر عصر الاموي  لا تقتصر على اعادة وتكرار الألفاظ والتراكيب نفسها في النص المتّفقة لفظاً ومعنىً فقط، بل يتعدى ذلك الى تكرار حروفٍ بعينها أو تكرار ألفاظٍ متباينة شكلاً ومضموناً ومتّفقة وزناً و صوتاً، وهذا ما يسمىّ بالتكرار الجناسي، كما جاء ذلك في تعزيه محمد بن الحنفية لأخيه الحسن  والتي يقول فيها: (فطبت حياً وطبت ميتاً)عيون الأخبار 2/32. نجد الاحساسات سمعية متماثلة تكوّنها الايقاعات النغمية في هذه الثنائية الضدية بين الحياة والموت ، فهذا ما يؤكدّ أنّ التكرار من مصادر الايحاء ،وذلك من خلال خلق الموسيقى المنسجمة بين طيات الصورة الضدية  الشبيهة بالغناء داخل السياق النصي ،فتكرار (طبت) هنا وترتيبها بهذا الشكل ينقل الى السامع جرساً موسيقياً متنوعاً يتمثل بالصعود والهبوط والجمع بينهما، وكذلك تكرار الحروف ليشكل الدّفقات الموسيقية بكل أشكالها المختلفة لتعبّر عن نظرة متأملّة مستغرقة، ويستطيع بهذا التكوين الموسيقي أن يلائم بين هذه المواقف، أو يجعل تجسيده ينطلق بواسطة التصوير الفني ،فضلا عن براعة الموسيقى في الثنائية الضديةعكست امكانية الاديب في استخدام الألفاظ والحروف والأصوات داخل نصه على نحو شكل يؤثّر في المتلقي وينفعل له، وتلتذ به الآذان وتطرب اليه النفوس.

وثنائية ضدية اخرى نجدها في قول  زائدة بن قدامة: (عباد الله إنكم الطيبون الكثيرون وقد نزل بكم الخبيثون القليلون..)عيون الأخبار 2/32لقد صوّر زائدة بن قامة  الثنائية لضدية بين جنده والخوارج متخذاً من علاقة مشابهة بين معناها الحقيقي والمعنى المجازي الّذي استعملت فيه، مستهدفاً من ورائه المواعظ والارشاد والنصائح، إذ إنّ هذه الأمور في حدّ ذاتها تحتاج إلى الواقعية والوضوح والبساطة ولا تحتاج إلى الدخول في الاعماق، وصنع الخيال والتفكير العقلي، فلذلك جاءت صورته الضدية بسيطة وغير معقّدة، بين (الطيبون الخبثون والكثيرون- القليلون). جامعاً للصفات الحميدة والصفات الذميمة لطرف الاخر، واستطاع أن يحقّق ما كان يهدف إليه من وراء تلك الصّور الضدية ، وقد ساعده على ذلك مخزونه اللّغوي على اختيار الألفاظ المناسبة وصياغتها في العبارات الملائمة الّتي تحمل الأسلوب الكنائية الّذي يعبّر عماّ اختزنه من الصّور الّتي انطلق منها لتوضيح فكرته، وقد ألقت الصّور ظلالها على مجموع الصور الضدية بفضل توظيف تلك الألفاظ في صياغات قويّة تحافظ على هيكل الصور الثنائية الضدية  وتماسكها .

وفي وصية للأحنف بن قيس نجد ثنائية ضدية اخرى فيها تكرار الأصوات قي قوله: (أطع أخاك وان عصاك، وصِله وإن جفاك..)آمالي القالي 2/22. وجدنا في هذه الثنائية الضدية  دورٌ موسيقيٌ كبيرٌ، من خلال  زيادة عدد الأصوات المتكررّة التي تزيد من النّغم فيها بقوله: ((أخاك ، عصاك ،جفاك)، اذ اسهم تكرار الحروف في تحقيق قيمة دلالية. ذات معانٍ متّصلةٍ بسياق الثنائيات الضدية بين (الطاعة والعصيان، والتواصل والجفاء) على نحو تتصّف بالقوّة والرصانة في تحقيق الجانب النّغمي والموسيقي والجانب الدلالي ، فتخلقت في ذهن المتلقي الدهشة والإثارة من خلال الدقة الفنية وقوة التصوير وبعد الخيال ، ويكمن ذلك في قدرات الاحنف بن قيس على خلق هذا النوع من الصور الشعرية.

ويستثمر صعصعة بن صوحان الثنائيات الضدية  في خطابه الموجه للخليفة عبد الملك بن مروان: (لمَ تأمرون ولا تأتمرون، وتنهون ولا تنتهون وتعظون ولا تتعظون، فكيف ينصح لغيره من يغش نفسه..)نهاية الأدب 7/249أجادَ الخطيب في بناء صورته الضدية وتوظيفها  في جمع الأفعال المتناقضة وادراكها إدراكاً عقلياً وحسياً في توظيف صورة مركبة متناقضة الألفاظ والمعاني لتشكل لنا صورة ناطقة فيها  تتحرك وتحس وتشعر، والذي أضفى على صوره الضدية(تأمرون ولا تأتمرون،وتنهون ولا تنتهون،  ينصح لغيره من يغش نفسه) جمالاً فنياً بديعاً لنقل المعنى من نطاق المفاهيم إلى المادية الحسيّة فنية ما ، و خلق الايحاء الجمالي في رسم وبناء الصورة الثنائية الضدية، ولتكون أشد وقعاً لذهن المتلقي في الإقناع ،بيد ان توظيف التكرار الحروف والكلمات زاد المعنى قوة وجعل فيه تأثيراً أبلغ في نفس السامع ، كما يقوي ذلك التكرار للصورة  الضدية التي بنى عليه النص ، منح التضخيم في الصوت والمعنى وهو حالة نفسية مقصودة ، والغرض من تكثيفها إشباع الرغبة النفسية والفنية لتوكيد المعنى ، و خلق إيقاعات تهزُّ السامع،حينما تساءل الخطيب لماذا تأمرون بالمعروف ولا تعملون به، وتعظون الناس وأنتم أولى بالوعظ؟..

وفي موعظة لقطري بن الفجاءة مجموعة من الثنائيات الضدية   قوله: (استبدلوا بظهر الأرض بطناً.. وبالسعة ضيقاً.. وبالنور ظلمة..)البيان والتبيين 2/126-129.اذ نجد التكرار يمثل عاملاً صوتياً بارزاً في الثنائية الضدية ووسيلة من وسائل التناغم الصوتي والدلالي ولاسيما حرف الالف ولام (استبدلوا بظهر الأرض بطناً.. وبالسعة ضيقاً ) ، إلاّ أنَّ قيمته لا تنحصر في هذا الجانب فحسب ، بل في تحقيق هذه القيم الصوتية والإيقاعية المتولدة من العبارات الضدية  وترتيبها ولاسيما السجع ، مما زاد التفاعل في الثنائيات الضدية  وإثارة خيالالسامع وتلذذ موسيقاه بفعل ذلك السياق البلاغي سواء أكان ذلك التكرار مختصاً بالحرف أو اللفظة أو العبارة(ظهر الأرض وبطنها، السعة والضيق، النور والظلمة) وكلها تشير إلى المقارنة بين الحياة والموت، فصور ثنائيات الحياة تصويراً مخيفاً ليوقظ القلوب النائمة عن اتباع الهدى.

وثمَّة أسلوبٌ آخر من أساليب التصوير الفني  في الثنائيات الضدية في نثر عصر الاموي التضاد الحرفي  في نصٍّ واحد ، لكن أرى إن هذا التضاد بين العبارات والجُمل في بناء النص النثري ، قد ورّدَ للحالة الشعورية التي يمرُّ بها الاديب وانسجام المعاني للموضوع الذي يخدم غرضه الفني ، وكذلك يمكن لسرعة الأحداث وردّت الفعل تُقيدهُ من أن يأتي بمعانٍ جديدة، ولاسيّما في موضوعات الفخر والمديح والوصف . كما في قول الهذيل بن زفرالكامل في التاريخ 5/29-31. في وفادته على يزيد بن المهلب: (أصلحك الله، إنه قد عظم شأنك وارتفع قدرك أن يُستعان بك أو يُستعان عليك! ولست تفعل شيئا من المعروف إلا وأنت أكبر منه، وليس العجب من أن تفعل ولكن العجب من أن لا تفعل)البيان والتبيين 2/66-67نجد الثنائيات الضدية في(يُستعان بك ، يُستعان عليك)  حصل تضاد في المعنى، إذ تدل العبارة الأولى على قدرة المخاطب على مساعدة لمحتاجين، بينما تدل الثانية على تربصهم به وتعاونهم عليه ، أنّ التضاد في الالفاظ وصياغتها وتراكيبها ومعانيها وأساليبها تفوق سواها من حيث الدّقّة وقوة الاصابة ؛ لِيَخُفَّ استعمالُها، ويَسْهُلَ تداوُلُها؛ فهي من أجلّ الكلام وأنبُله، وأشرفه؛ لِقلَّةِ ألفاظها، وكثرة معانيها، وَ يَسيرِ مئونتها على المتكلّم، مع كبير عنايتها، وجَسيم عائدتها. ومن عجائبها أنّها مع ايجازها تعمل عمل الاطناب، ولها روعة إذا برزتْ في أثناء الخطاب؛ والحِفظ مَوكّل بما راع من اللفظ ونَدرَ من المعنى))البيان والتبيين 2/66-67.

 ولما كان التصوير الفني للثنائيات الضدية  تتّصف بهذه القوّة والمتانة في نسجها وتماسكها وألفاظها وتراكيبها ودقّة معانيها، بادر الادباء  النّسج على منوالها تأكيداً لمعانيهم واثراءً لتصويرهم الفني لفظاً ومعنىً وتركيباً..

وفي خطبة عمر بن عبد العزيز، قائلا:( فيا معاشر المسلمين: في خلافة عمر بن عبد العزيز كثُر الخير وقل الشر وانتشر الأمن والأمان حتى نقل أهل السِّيَر أن الوحوش كانت ترعى مع الغنم ولا تعتدي عليها)العقد الفريد 4/150.،فاستخدام عمر بن عبد العزيز التراكيب السهلة والواضحة في دلالتها ضمن الاطار الثنائية الضدية تعبّر عن عمق دلالتها على المعاني القيّمة التّي أتى بها في سهلة وواضحة في خطبه بعيدة عن الغموض والاغراب ليكسوا بها المعاني والأفكار التّي أراد ايصالها إلى المتلقين

ويبالغ الحجاج في مقابلاته حتى تصل إلى ثلاثة أو اكثر فيقول في موعظته له: (اني وجدت فوجدت الصدق مع البر، ووجدت البر مع الجنة ووجدت الكذب مع الفجور، ووجدت الفجور مع النار)مروج الذهب 3/133-136ثمّة ثنائية ضدّية يدفع بها الاديب خدمة لتجربته الشخصية تتمثّل بثنائية (الضياء /والظلام و قائمة على عدة معان: (الصدق الكذب، والبر الفجور، والجنة النار)،وبهذا يبرز جمال الصورةالضدية وفاعليتها بعمق الخيال فيها الذي يُعدُّ الملكة التي يستطيع بها الأدباء أن يؤلِّفوا صورهم الفنية لمدركات حسية ترتبط بزمان ومكان بعينه ، بل تمتد فاعليتها إلى ما هو أبعد وأرحب من ذلك ، فتعيد تشكيل المدركات وتبني عالماً متميزاً من جدته وتركيبه ، وتجمع بين الأشياء المتنافرة ، والعناصر المتباعدة وتخلق الانسجام والوحدة من خلال سياق

المشهد الضدي  ، إذ إن الصورة والمشهد يؤديان وظيفة واحدة وهي الكشف عن الأحداث وما يترتب عليها من نتائج وإيصال ذلك إلى المتلقي (القارئ) على شكل لوحة الاديب  على تحديد أطرافها وجوانبها من البيئة الطبيعية والمحيط الخارجي الذي يعيش فيه ، سواء أكانت بيئة متحركة أو جامدة من خلال ما تدركه حواسه، فيستمدَّ منها ألفاظه وصوره الابداعيةالتي تعد رافداً أساسياً لتلك الأخيلة .

وفي خطبة لأبي حمزة الخارجي نجد مجموعة من المقابلات التي يصف فيها ما عليه مخاطبيه من تهالك على الدنيا وبعد عن الدين ومخالفتهم للسنة إذ يقول: (فتح الله لكم باب الدين فسددتموه، وأغلق باب الدنيا ففتحتموه، سراع إلى الفتنة بطاء عن السنة، نصر الله آباءكم على الحق وخذلكم على الباطل)الأغاني 23/135-139،،يتوجّه الخطيب في أول حديثه إلى الدين بالصيغة الجمعية (لكم) محاولاً لفت انتباه المتلقي إلى مهالك الدنيامن خلال موازنة بين حالتين – تشكّلان ثنائية ضدّية – في زمنين مختلفين الأمن والسعادة في الماضي وحالة الخوف والرعب في الحاضر – وربّما المستقبل – محاولاً تجسيد المعاني المتضادة في العبارات (فتح -سد ، أغلق- فتح، وسراع- بطاء، والفتنة- السنة، ونصر- خذل، والحق- الباطل). إن هذه الثنائيات الضدية التي توحي بتحامل الخطيب على أهل المدينة جاءت كالسهام التي تتري على أهدافها دون أن تترك للمخاطبين فسحة ليلتقطوا أنفاسهم فانتقاداته تقرع الآذان فهو ينتقل بسرعة خاطفة من نعمة الله عليهم بالإسلام وتراخيهم في الالتزام بتعاليمه، إلى وصمهم بالبدع والبعد عن السنة، ثم يرجع بهم مباشرة إلى الوراء ليذكرهم بماضي آبائهم المجيد المشرف مع رسول الله ‘، وكيف أصبحت حالهم الآن  لسكوتهم عن الظالمين، وعدم نصرتهم لدعاة الحق ، ومن خلال تلك الثنائيات الضدية التي تميزت بكثافة المعنى , نجد انها لم تقتصر على معنى أو مغزى محدد بل اشتملت جميع المعارف الإنسانية والأخلاقية على حد سواء  ذات الأسلوب الرفيع والحوار الرائع من خلال القدرة على التفنن في اختيار العبارة واللفظة المناسبة للحال والمقام . كذلك التأثير في العاطفة عن طريق الجمال في المعنى أو عن طريق الإيقاع والنغم في اللفظ ، وذلك لان القارئ عادة يعجب بمعاني الكلام أكثر من إعجابه بالمفردات وهذا واضح من خلال الصورة البيانية التي تحتويها الثنائيات الضدية ،اذ تجلت أنواع الدلالات فيها ، إذ تنوعت تلك الدلالات تبعاً لتنوع السياق التي جاءت به الثنائيات فالخطبة بثناياتها الضدية خاطبت العقول قبل العواطف ولم يكن خطابه تجريبيا محضا لكنه صقل ألفاظه بعنصر من بريق البلاغة والمحسنات الكلامية، ولولا براعة هذه الثنائيات ، ما كنا نرى البهجة والجمال الذين يتذوقها كل متلقي للعمل الفني ،الذي تشكل فيه العمل الفني إلى العالم الداخلي الذي يصبح له فيه وجود ذهني ملموس للموضوع الجمالي الذي يُنزل منزلة في النفس وينقله إلى صورة داخلية مؤثرة تشبه إلى حد بعيد تلك العلاقة القوية بين الفني والجمالي في الأدب.

الخاتمة

لقد سعى البحث إلى الوقوف عند باب من ابواب التراث العربي  التي ما زلنا نستظل به، فانصب جل اهتمام البحث على التعريف بنثر العصر الاموي وتوجيه الأنظار إلى أدبية نصوصه فاقتربنا من نصوصه نتصفح موضوعاته وندرسها من خلال ثنائيات ضدية  توخينا فيها الإحاطة بمضامينه،و دراسة خصائصه وظواهر الإبداع اللغوي والبلاغية في عفويتها وعناصرها ، و قد خلصنا من كل ذلك إلى نتائج يمكن أن نوجز الإشارة إليها بما يأتي :

  • إن الثنائيات الضدية ظاهرة أدبية خصبة شغلت حيزا واسعا في الكثير من مصادر التراث العربي , وتفرقت مادة غزيرة منها بين ثنايا الكتب يمكن أن أن تتابع في دراسات أدبية و نقدية متخصصة .
  • استوعبت الثنائيات الضدية  أشكالا متنوعة من سائر أغراض كلامهم ، و أوضحنا اتصالها الوثيق بشؤون حياتهم المختلفة وطبيعة الظروف والأحوال والمواقف التي رشحت عنها، وانعكست تنوعا في مضامين موضوعاتهم التي برز الطابع إسلامي في مضامينها.
  • إن طبيعة التوظيف الفني للغة في الثنائيات الضدية يتصل في جوهره بمهارة اصحابها اللغوية ، وذوقهم البلاغي , ومن هنا فقد ركز البحث في دراسة خصائص الثنائيات الضدية  على  ملامسة أبرز الظواهر الأسلوبية التي عكست خصوصية الأداء وفنيته،  وهكذا وجدنا أن لغة الثنائيات الضدية  قد أفصحت في خصائص ألفاظها و تنوع أساليب  صياغة تراكيبها  تبعا لطبيعة الموضوع و غاية المتكلم وحال المخاطب- عن مستوى رفيع من الفصاحة و المقدرة البلاغية التي مكنتهم من الملاءمة في الكلام بين المعاني التي يعبرون عنها والأساليب المستعملة في أدائها ،وأعانتهم على الاقتصاد اللغوي، فكان هذا الاقتصاد وتلك الملاءمة و الفصاحة من ابرز مقومات الجمال في لغة نثر العصر الاموي , ومن الأسباب الرئيسة للإعجاب به والتلذذ بسماعه ,إلى جانب مظاهر الانزياح البلاغي المختلفة التي شكلت سمة أسلوبية واضحة تعد إحدى مقومات فنية التعبير اللغوي في نثر العصر الاموي،إلى جانب عناصر التنميق اللفظي والمعنوي التي  توافرت عليها صياغاتهم اللغوية ليرتقي عبر كل ذلك كلامهم  في درجات سلّم البلاغة العالية والأدب الرفيع .    
  • عززت عفوية المهارة البلاغية في نثر العصر الاموي القيمة الفنية لأساليب الصنعة اللفظية والمعنوية التي توافر عليها ،فوجدنا لديهم ظواهر صوتية شحنت أحاديثهم بأنغام وإيقاعات صوتية زادت خطابهم وضوحا وقوة, وكشفت عن براعتهم و سعة ثقافتهم ودقة حسهم وثراء خزينهم اللغوي , وكان في مقدمة تلك الأساليب الثنائيات الضدية ،التي تعد ظاهرة أسلوبية واضحة، إذ غالبا ما يجنحون نحو توظيفها في كلامهم ولكن بعيدا عن التكلف و الإسراف.
  • لقد أشر البحث اهتمام ادباء العصر الاموي بتوظيف التضاد الدلالي في الخطاب لصالح إبراز المعاني وإكسابها القوة والوضوح , وذلك في التعبير عن مقاصدهم المختلفة .  
  • شكلت الصورة البيانية احد مظاهر الإبداع الفني في تشكيل الثنائيات الضدية , حيث وقفنا على كثرة استعمال الصورة التشبيهية والاستعارية والكنائية ،التي شكلت لمحات فنية دالة على قوة خيالهم و ثرائه. 

المصادر والمراجع

ابن طيفور ، بلاغات النساء ، أبو الفضل احمد بن أبي طاهر ابن طيفور ، تحقيق : د. يوسف البقاعي ، دار الأضواء ، بيروت – لبنان ، ط/1، 1420 هـ – 1999 م. (بلا تاريخ).

ابن منظور ، لسان العرب لابن منظور ،تحقيق:عبد الله علي الكبير،محمد احمد حسب الله، هاشم محمد الشاذلي، دار المعارف بمصر ،(د.ت). (بلا تاريخ).

الأزهري ، تهذيب اللّغة، لابن منصور بن أحمد الأزهري (ت370هـ)، تحقيق، أحمد عبد العليم . (بلا تاريخ).

الأندلسي ، العقد الفريد ، أبو عمر احمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي ، شرح وضبط وصححه وعنون موضوعه ورتب فهارسه : احمد امين ، واحمد الزين ، وإبراهيم الابياري ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، القاهرة – مصر ، 1967 م . (بلا تاريخ).

البردوني، مراجعة علي محمد البجاوي، الدار المصرية للتأليف والترجمة 1966م. . (بلا تاريخ).

البغدادي ، آمالي القالي، أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي، الطبقة الثانية، مطبعة دار الكتب المصرية، القاهرة 1344هـ – 1926م.. (بلا تاريخ).

البهبيتي،تأريخ الشعر العربي حتّى نهاية القرن الثالث الهجري، الدكتور نجيب محمد البهبيتي، ط4، دار الفكر، مكتبة الخانجي، القاهرة د.ت. (بلا تاريخ).

الجاحظ ،البيان والتبيين ، المؤلف: أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الليثي الجاحظ (ت255ه)، تح وشرح: عبد السلام هارون ، نشر مكتبة الخانجي ، القاهرة ، ط 7، 1418ه_1988م. (بلا تاريخ).

الجرجاني ، دلائل الإعجاز، للإمام عبد القاهر الجرجاني. تصحيح وتعليق الشيخ محمد عبده مكتبة القاهرة 1961م. (بلا تاريخ).

الجزري ، لكامل في التاريخ، للشيخ العلامة أبو الحسن عز الدين بن الأثير الجزري (ت 630 هـ)، دار صادر للطباعة والنشر بيروت 1385-1965م. (بلا تاريخ).

الحاتمي،حلية المحاضرة، محمد بن الحسن الحاتمي، (ت388هـ)، تحقيق، هلال ناجي، دار مكتبة الحياة للطباعة والنّشر، بيروت 1978م. (بلا تاريخ).

الحاوي ، فن الخطابة وتطوره عند العرب ، إيليا الحاوي ، دار الثقافة ، بيروت – لبنان ، د.ت. (بلا تاريخ).

الحوفي ،فن الخطابة ، احمد محمد الحوفي ، مكتبة نهضة مصر ومطبعتها ، ط2 ، 1949م. (بلا تاريخ).

الدينوري ، الأخبار الطوال، أبو حنيفة الدينوري أحمد بن داود (ت282هـ) تصحيح فلادمير جرجاس، مكتبة النهضة، بغداد 1972. (بلا تاريخ).

الدينوري ، عيون الأخبار، أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت276هـ)، ط1، دار الكتب المصرية، القاهرة 1348هـ- 1930م. والطبعة الأخرى، نشر، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1973م. (بلا تاريخ).

السيوطي ،المزهر في علوم اللغة جلال الدين السيوطي ، دار إحياء الكتب العربية ، 1378 هـ . (بلا تاريخ).

الطبري تاريخ الرسل والملوك، محمد بن جرير الطبري (ت310هـ)، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة الخامسة، دار المعارف، مصر. (بلا تاريخ).

الكاتب ، البرهان في جوه البيان، أبو الحسين إسحاق بن إبراهيم بن سليمان بن وهب الكاتب (ت272هـ)، تحقيق د. احمد مطلوب و د. خديجة الحديثي، الطبعة الأولى، مطبعة جامعة، بغداد 1387هـ- 1967م. (بلا تاريخ).

المسعودي ، مروج الذهب ومعادن الجوهر، لعلي بن الحسين المسعودي (ت346هـ) , تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد , ط1, دار الأنوار، بيروت.1430هـ/ 2009م. (بلا تاريخ).

النويري نهاية الأدب في فنون الأدب ، تأليف شهاب الدين احمد بن عبد الوهاب النويري (ت733هـ) نسخة مصورة عن دار الكتب المصرية وزارة الثقافة والإرشاد القومي. (بلا تاريخ).

بن الحسين ،الأغاني: أبو الفرج علي بن الحسين (ت 356هـ) تحقيق: سمير جابر , دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع , بيروت , لبنان , ط2 , 1986م. (بلا تاريخ).

سيبويه ،الكتاب ، سيبويه أبي بشر عمر بن عثمان بن قنبر ( 180 هـ ، تحقيق عبد السلام محمد هارون ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، ط/ 3 ، 1408 هـ – 1988. (بلا تاريخ).

عساكر ، هذيب تاريخ دمشق الكبير للحافظ المؤرخ علي بن الحسن بن وهبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر (ت571هـ) هذبه ورتبه الشيخ عبد القادر زيدان الطبعة الثانية دار المسيرة، بيروت 1399هـ- 1979م. (بلا تاريخ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *