خالد الأنصاري

كلية علوم التربية، جامعة محمد الخامس، الرباط، المملكة المغربية

Khalid.elansari44@gmail.com

00212690232321

الملخص

عرف العالم مؤخرا انتشارا واسعا لفيروس كورونا المستجد “كوفيد19″، أثّر على مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية، مما دعا دول العالم إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية من أجل التصدي لهذا الوباء الفتاك، ومن الدول السباقة إلى اتخاذ تدابير في المجال التربوي، المملكة المغربية، إذ تم توقيف الدراسة بجميع مؤسسات التربية والتكوين، وإرساء مداومة تربوية ينخرط فيها جميع الأطر الإدارية والتربوية، تنبني على إعداد برنامج عمل يهدف إلى المساهمة في إنتاج المضامين الرقمية والدروس المصورة، واقتراح بدائل أخرى مبتكرة تضمن التحصيل الدراسي للتلميذات والتلاميذ، مع تتبع عملية سير التعليم عن بعد والتواصل الإلكتروني مع التلاميذ، وأيضا التحضير للدعم التربوي إلكترونيا.

كل هذه التدابير والإجراءات الاحترازية العالمية من جائحة كورونا، تؤكد على أن العالم سيشهد تحولا كبيرا على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية، وسيكون هناك عالم آخر ما بعد “كوفيد 19″، وستتغير العلاقات الدولية العالمية، وستكون هناك رؤية مستقبلية، تضع في الحسبان خطر الفيروسات. وهذا عجل في الدخول إلى عالم المعرفة والثورة التقنية والتكنولوجيا  بعدّها ضرورة حتمية ، وشيء لا مفر منه لكل دول العالم، فضلا عن تبني التعليم الإلكتروني بعدّه مدخلا لاستمرارية التعليم والتعلم.

وفي هذا الإطار يدخل بحثنا الذي سيعالج إشكالية تأثير وباء كورونا على الأنظمة التربوية في العالم عامة، وعلى المغرب بشكل خاص، كما سيبين البحث أهمية التعليم الإلكتروني في ضمان الاستمرارية البيداغوجية، والتحصيل الدراسي للتلاميذ والطلبة، وأنواع التعليم الإلكتروني التي يمكن االإفادة منها في حالة الجائحة العالمية، في التصدي للوباء، بخلق فضاء متكامل للتحصيل الدراسي والتعليم والتدريب عن بعد، وتوفير الإمكانيات والوسائل التقنية والتربوية من أجل ضمان الحق في التعليم والتعلم. على نحو ماسنبينه  أيضا من إجراءات استباقية التي اتخذها المغرب من أجل ربح الرهان التكنولوجي في المجال التربوي، والخروج بأقل الخسائر، وبتجربة رائدة في مجال توظيف وسائل وأدوات التعليم الإلكتروني وتسخيرها من أجل الإبداع والابتكار في مجال الموارد الرقمية التربوية.

الكلمات المفتاحية:

التعليم الإلكتروني، المنظومة التربوية، التعليم، التعلم، المستقبل التربوي، كوفيد 19

E-learning: Towards a future vision for the post-Covid 19 educational system

Khaled Al-Ansari
Faculty of Education Sciences, Mohammed V University, Rabat, Kingdom of Morocco

: Abstract

The world recently witnessed a wide spread of the new Coronavirus “Covid 19”, which affected most of the economic, social, political and educational fields, and the countries of the world took a set of precautionary measures to treat this virus, and among these countries Morocco, the study was stopped by all educational and training institutions, and laying Educational maintenance involving all administrative and educational frameworks, based on preparing a work program aimed at contributing to the production of digital contents and illustrated lessons, and proposing other innovative alternatives that include student learning, while tracking the process of distance education and electronic communication with students, and also prepare for e-learning support.

All these global precautionary measures from Corona, confirm that the world will witness a major transformation at all economic, social, political and educational levels, and there will be another world after “Coved 19”, and global international relations will change, and there will be a future vision, taking into account the threat of viruses. This precipitated entering the world of knowledge and the technological revolution as a necessity for all countries in the world, in addition to adopting e-learning as an entry point for the continuity of teaching and learning.

The problem of our research is the effect of the Coronavirus on educational systems in the world in general, and in Morocco in particular, as we will show the importance of e-learning in ensuring pedagogical continuity and the types of e-learning that can be used in this case by creating an integrated space for distance education and training, and providing capabilities And technical and educational means to guarantee the right to education and learning.

keywords:

E-learning, educational system, teaching, learning, educational future, Covid 19

1. التعليم الإلكتروني وفيروس كورونا المستجد

تحتل تكنولوجيا المعلومات والاتصال مكانة عالية في المجتمع والمؤسسات التعليمية؛ ويرجع ذلك إلى الإقبال الشديد على توظيفها واستعمالها في العملية التعليمية التعلمية، فمع انتشار وباء “كوفيد 19” كان من الضروري والحتمي أن ينخرط المغرب بشكل فعلي في استخدامها وتوظيفها من أجل ضمان الاستمرارية البيداغوجية للعملية التعليمية التعلمية، وللحد من انتشار الوباء، وأيضا لتفادي التوقف الكلي عن التحصيل الدراسي،  عدّه أساس التنمية والتقدم والازدهار الحضاري والتربوي، كما ويرجع الإقبال على التعليم الإلكتروني إلى البحث عن سبل تطوير إدماجه لتيسير عملية التعليم والتعلم للمدرس والمتعلم، وهذا ما تسعى إليه الرؤية الاستراتيجية للإصلاح بالمغرب (2015-2030)، حسب (المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، 2015)، في الرافعة العشرين، من خلال الانخراط الفاعل في اقتصاد ومجتمع المعرفة، بالإدماج الناجع لتكنولوجيا الإعلام والاتصال في المدرسة، وباستحضار الأهداف التي وضعتها “استراتيجية المغرب الرقمي”، بالنسبة لدور المدرسة ووظائفها في مجال نشر تكنولوجيا الإعلام والاتصال، فإدماجها في المدرسة يمثل اليوم شرطاً حاسماً في تجديدها والارتقاء بها، وأيضا الارتقاء بجودة التعلمات، ولاسيما في البرمجيات التربوي الإلكترونية، والوسائل التفاعلية والحوامل الرقمية، من حيث الكفايات المستهدفة، والمواد الدراسية والبرامج والمضامين، والطرق والأساليب التعليمية. فالاستثمار الأمثل للتطبيقات التربوية الإلكترونية ولكل ما يوفره التعليم الإلكتروني، ولأدوات وأجهزة تكنولوجيا المعلومات والاتصال. هو السبيل إلى مجتمع المعرفة، والمدرسة الرقمية، في عالم ما بعد كورونا “كوفيد19”.

نظرا للأوضاع التي تعيشها مختلف دول العالم جراء انتشار وباء كورونا “كوفيد 19″، وما يشكله من خطر على معظم المجالات الحيوية في كل الدول، لاسيما المجال التربوي، و  هذا أدى إلى تبني مقاربة احترازية واستباقية للحد من تفشي الوباء، تضع في الحسبان التطورات التي يشهدها العالم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية، وتستشرف المستقبل القريب بعد انتهاء أزمة كورونا، هذا المستقبل الذي سيعرف تحولا كبيرا في المنظومة التربوية. فالعملية التعليمية التعلمية تتطلب اليوم مسايرة العصر والتطورات التكنولوجية الهائلة في مجال البرمجيات والمعلومات والاتصال والأنترنت، والدخول في التعليم الإلكتروني الذي أصبح ضرورة ملحة وأمر حتمي لا مفر منه، نظرا لمميزاته وأهميته في عملية التعليم والتعلم، وضمانا للاستمرارية البيداغوجية في ظل انتشار خطر الفيروسات. ففي إطار تعزيز التدابير والإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها على مستوى قطاع التربية الوطنية للتصدي لخطر جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، اتخذ المغرب مجموعة من التدابير التي تهدف إلى تشجيع العمل عن بعد دون الحضور إلى مقر الإدارة، بالإضافة إلى إنتاج موارد رقمية لضمان الاستمرارية البيداغوجية وحق المتعلمين في التعلم كيفما كانت الظروف. (وزارة التربية الوطنية، 2020)

فبعد انتشار فيروس كورونا بمجموعة من دول العالم، قدمت اليونيسيف unicef وثيقة[1] تهدف إلى توفير إرشادات واضحة وقابلة للتنفيذ لتوجيه العمليات الآمنة من خلال منع انتشار كوفيد-19 في المدارس وغيرها من المرافق التعليمية والكشف عنه مبكراً والسيطرة عليه. ورغم أن هذه التوجيهات مخصصة للبلدان التي توجد فيها حالات مؤكدة بالعدوى بمرض كوفيد-19، إلا أنها هامة في جميع السياقات الأخرى. فبوسع التعليم أن يشجع الطلاب ليصبحوا مناصرين لمنع الأمراض والسيطرة عليها في البيوت والمدارس والمجتمعات المحلية، وذلك من خلال التحدث مع الآخرين حول كيفية منع انتشار الفيروسات. إن المحافظة على سير الأعمال على نحو آمن في المدارس أو إعادة فتح المدارس بعد إغلاقها، يتطلب العديد من الاعتبارات، وإذا تم تنفيذها على نحو جيد فستعمل على تعزيز الصحة العامة.

وقد ركزت (ليسا بيندير، 2020) وهي أخصائية تعليم في مقر اليونيسيف في نيويورك بعد انتشار الوباء على التخطيط لاستمرارية التعّلم في حالة التغيب، الإجازة المرضية أو الإغلاق المؤقت للمدرسة، بوجوب دعم استمرارية الحصول على التعليم الجيد، وهذا يتضمن؛ استخدام استراتيجيات التعّلم الإلكتروني عبر الإنترنت، وتحديد مواد للقراءة وتمرينات مدرسية لمطالعتها في البيت، بث إذاعي، أو بودكاست، أو تلفزيوني لمحتوى أكاديمي، وتكليف المدرسين بإجراء متابعة يومية أو أسبوعية مع الطلاب، ومراجعة / تطوير استراتيجيات للتعليم الإلكتروني.

ويشير التعليم الإلكتروني حسب (الحلفاوي، 2011) “إلى استعمال التقنية والوسائل التكنولوجية في التعليم من خلال الاعتماد عليها كأنظمة تعليمية متكاملة، وتسخيرها لتعلم المتعلم ذاتيا وجماعيا وجعله محور العملية التعليمة، بداية من التقنيات المستخدمة للعرض مثل الوسائط المتعددة والأجهزة الإلكترونية المتاحة بالمدرسة والفصل أو المنزل، أو أي مكان يستطيع المتعلم أن يمارس فيه مهام وإجراءات التعلم، وانتهاء بالتعلم الشبكي عن بعد عبر الأنترنيت.”

وقد عرفه (الغريب زاهر، 2009) بأنه تعليم يتم عن طريق استخدام الأنترنت وأجهزة الحاسوب لنقل المهارات والمعرفة للمتعلمين، ويعتمد على استخدام الوسائط الإلكترونية في الاتصال بين عضو هيئة التدريس والمتعلم والمؤسسة التعليمية، ولا يستلزم هذا النوع وجود مباني دراسية أو صفوف تعليمية بل إنه يهتم بوجود جميع مكونات البرمجية وتجهيزاتها التعلمية، ويؤكد على الارتباط بشبكات المعلومات والأنترنت، ليتم توصيل المقررات والمناهج إلى المتعلمين عن طريق وسائل الاتصال الإلكترونية كالفيديو التفاعلي والأقمار الصناعية.

يعتمد التعلم الإلكتروني حسب (SOM Naidu، 2006) على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الشبكية في التدريس والتعلم. ويتم أستخدام عدة مصطلحات عدة أخرى لوصف هذا النمط من التدريس والتعلم. وهي تشمل التعلم عبر الإنترنت، والتعلم الافتراضي، والتعلم الموزع، والتعلم الشبكي القائم على الويب. وتشير كل هذه المصطلحات بشكل أساس إلى العمليات التعليمية التي تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتوظف أنشطة التعلم والتعليم المتزامنة وغير المتزامنة. ولكن ومع ذلك فمن الواضح أن هذه التصنيفات تشير إلى عمليات تعليمية مختلفة قليلاً، وبالتالي لا يمكن أستخدامها بشكل مترادف مع مصطلح التعلم الإلكتروني.

ويمكن أن نعدّ التعلم الإلكتروني هو شكل من أشكال التعليم عن بعد، التي توظف تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم، فهو طريقة للتعليم تستخدم آليات الاتصال الحديثة كالحاسوب والشبكات والوسائط المتعددة والأنترنت من أجل إيصال المعلومات للمتعلمين بأسرع وقت وأقل تكلفة وبصورة تمكن من إدارة العملية التعليمية وضبطها وقياس وتقييم أداء المتعلمين. ويهدف إلى إيجاد بيئة تفاعلية غنية بالتطبيقات المعتمدة على تقنيات الحاسوب والأنترنت وتمكن المتعلم من التعلم في أي وقت ومن أي مكان، سواء كان هذا التعليم متزامنا أو غير متزامن.

فالتعلم الإلكتروني هو أداة أو نظام تعليمي قائم على الحاسوب، يمكنك من التعلم في أي مكان وفي أي وقت. اليوم يتم تقديم التعلم الإلكتروني في الغالب عبر الأنترنت، على الرغم من أنه تم توصيله في الماضي باستخدام مزيج من الأساليب المستندة إلى الحاسوب مثل الأقراص المضغوطة. لقد تقدمت التكنولوجيا كثيرًا لدرجة أنه تم سد الفجوة الجغرافية باستخدام الأدوات التي تجعلك تشعر كما لو كنت داخل الفصل الدراسي. فالتعلم الإلكتروني يوفر القدرة على مشاركة المواد بجميع أنواع التنسيقات مثل مقاطع الفيديو وعروض الشرائح ووثائق الكلمات وملفات PDF. يعد إجراء ندوات عبر الإنترنت (دروس مباشرة عبر الأنترنت) والتواصل مع الأساتذة عبر منتديات الدردشة والرسائل خيارًا متاحًا للمستخدمين (Epignosis LLC, 2014).

التعلم الإلكتروني بحسب “دليل تصميم وتطوير مقررات التعلم الإلكتروني (FAO، 2011)” خيارا جيدا عندما تكون هناك كمية كبيرة من المحتوى يتم تدريسها إلى عدد كبير من المتعلمين. وأيضا عندما يكون المتعلمون من مواقع متفرقة جغرافيًا، وتكون قدرتهم على الحركة محدودة، ويكون لديهم وقت يومي محدود لتكريسه للتعلم، ولا يمتلكون مهارات استماع وقراءة فعالة، ويتمتعون بمهارات الحاسوب والأنترنت الأساسية على الأقل، يتمتعون بحافز كبير للتعلم وتقدير التقدم بالسرعة التي تناسبهم، ويهدف التدريب إلى بناء المهارات المعرفية بدلاً من المهارات الحركية النفسية.

نلاحظ أن التعليم الإلكتروني يركز على جعل التعليم الحضوري إلكترونيا، بتوظيف كل وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصال، لخدمة هدف واحد وهو جعل التعلم الإلكتروني ممكنا ومدخلا للاستمرارية البيداغوجية وفق مقاربة استباقية واستشرافية، وباعتباره يساعد على تقديم المحتوى التعليمي بطرائق مختلفة، قائمة على الحاسوب أو الوسائط المتعددة أو الأنترنت، وبتفاعل مباشر أو غير مباشر بين المدرس والمتعلمين، أو المتعلمين فيما بينهم. وذلك لمواجهة تفشي فيروس كورونا.

فهذا النوع من التعليم يتيح للمدرس إنشاء أقسام افتراضية وإعداد وتصميم اختبارات إلكترونية لتقويم المتعلمين، وتحديد نقاط القوة والضعف، وتقديم التغذية الراجعة لهم. ويبقى التعليم الإلكتروني حسب (الإترابي، 2015) “نشاط يقوم بـه المدرس لإثـراء العمليـة التعليميـة معتمـداً عـلى استخدام التقنيات الحديثة في الاتصال والوسـائل الـسمع-بـصرية والملتيميـديا في إعـداد المحتـوى التعليمي، سواء تم التعلم عن بعد أم وجها لوجه.

2. أنواع التعليم الإلكتروني الموظفة في ظل فيروس كورونا المستجد

يستهدف التعليم الإلكتروني جعل البيئة التعليمية إلكترونية، وجعل التواصل بين المدرس والمتعلمين رقميا، بشكل متزامن أو غير متزامن، والانتقال من الفصول الدراسية المحددة زمانيا ومكانيا، إلى الفصول الافتراضية الإلكترونية التي تتخطى حدود الزمان والمكان، والانتقال من المضامين التقليدية الحضورية إلى أخرى تفاعلية توظف تقنيات التعليم الإلكتروني، وتستثمر آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا المعلومات والاتصال، بالفيديو التفاعلي والاختبارات الإلكترونية، ومتابعة المتعلمين وتقديم الدروس بشكل مباشر أو غير مباشر. وذلك بعد تعذر استمرار التعليم الحضوري والاستغناء عنه مؤقتا.

فالتعليم الإلكتروني الذي عمد المغرب إلى الاستعانة به، يوظف مجموعة من الأنواع الفرعية في بناء الدروس التفاعلية، التي تتداخل وتكمل التعليم والتعلم الإلكتروني، كالتعليم بالحاسوب، والتعليم عن بعد، والتعليم المتزامن وغير المتزامن، والتعليم المدمج، وسنحاول أن نميز بين كل نوع من هذه الأنواع المتداخلة.

يُعدّ  التعليم الإلكتروني بحسب (SOM Naidu، 2006) أعم من التعليم عبر الأنترنت أو التعليم الافتراضي أو التعليم الموزع أو التعلم عبر الشبكة. وعليه فهو يشمل جميع الأنشطة التعليمية التي يقوم بها الأفراد أو المجموعات التي تتصل عبر الإنترنت أو بدونه، وبشكل متزامن أو غير متزامن عبر أجهزة الحاسوب المتصلة بالشبكة أو المستقلة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية.

وقد قسم (SOM Naidu، 2006) أنواع التعليم الإلكتروني إلى أربعة أنواع أساس  بحسب عدد المستفيدين، ونوع الاتصال، فهناك التعلم الذاتي الفردي عبر الأنترنت وبدونه، فضلا عن  التعليم الإلكتروني الجماعي المتزامن وغير المتزامن.

 1.2. التعليم عن بعد

التعليم عن بعد حسب (العجرش، 2017) هو أحد أساليب التعلم الذي فيه وسائل الاتصال والتواصل المتوافرة التي تلعب دورا أساسيا في التغلب على مشكلة المسافات البعيدة التي تفصل المدرس والمتعلم، بنقل المحتوى التعليمي إلى موقع إقامة المتعلم بدلا من انتقاله إلى المدرسة. ويكون تعلم غير متزامن لا يشترط وجود المدرس والمتعلم في نفس الوقت.

عرفه (سيمونسن، 2015) بأنه “تعليم نظامي منظم تتباعد فيه مجموعات التعلم وتستخدم فيه نظم الاتصالات التفاعلية لربط المتعلمين والمصادر التعلمية والمدرسين سويا، والتعليم عن بعد يتضمن عمليتا التعليم والتعلم عن بعد في آن واحد، ولذلك فإن تطوير وتصميم وإدارة وتقييم التعليم يقح تحت مفهوم التعليم عن بعد، بينما تقع الاستفادة من كل الخبرات التعليمية في مجال التعلم تحت مفهوم التعلم عن بعد.”

وقد يكون التعليم عن بعد بشكل فردي ذاتي عبر الإنترنت، فهو يشير إلى المواقف التي يصل فيها المتعلم الفردي إلى مصادر التعلم مثل قاعدة البيانات أو محتوى الدورة التدريبية عبر الأنترنت. من الأمثلة النموذجية على ذلك المتعلم الذي يدرس بمفرده أو يجري بعض الأبحاث على الأنترنت أو شبكة محلية (SOM Naidu، 2006).

وحسب (الغريب زاهر، 2009) فالتعليم عن بعد هو التعليم الذي يتم فيه استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات من أجهزة الحاسوب ومواقع الأنترنت وفيديو تفاعلي وبرامج محادثة واتصالات تلفزيونية وتلفزيون تعليمي لإحداث التفاعل بين هيئة المدرس والمتعلم حيث لا يستلزم تواجدهما في المكان نفسه ، فهو يتصف بالفصل المكاني والزماني بينهما، مما يمكن المتعلمين من استكمال تعليميهم في أي وقت وأي مكان.

2.2. التعليم الإلكتروني المتزامن

يشير التعلم الإلكتروني المتزامن E-Learning Synchronous  إلى المواقف التي تعمل فيها مجموعات من المتعلمين معاً في الوقت الفعلي عبر الأنترنت. وقد يتضمن مؤتمرات نصية ومؤتمرات صوتية ومرئية واحدة أو ثنائية. تشمل الأمثلة على ذلك المتعلمين المنخرطين في محادثة في الوقت الفعلي أو مؤتمر صوتي مرئي.

التعليم الالكتروني المتزامن يجتمع فيه المدرس مع المتعلمين في وقت واحـد ليـتم بيـنهم اتـصال متـزامن بالنص والدردشة، والصوت والفيديو، وقد يشارك فيه المدرس شاشة الحاسوب أو العرض التقديمي أو الدرس أو الدورة التدريبية، ويتناقشون فيه بشكل جماعي، ويكون المدرس هو الموجه والمنشط للدرس ككل، ويتفاعل المتعلمون إما بالرسائل الكتابية أو بالصوت أو بالفيديو. ويتم فيه تحديد وقت مسبق للقاء التزامني لكي يكون الكل حاضرا، ويشارك ويتفاعل الجميع، كما يمكن للمدرس متابعة المتعلمين ورؤيتهم والتفاعل معهم بشكل مباشر. يمكن أن يتم تسجيل اللقاء وعرضه لاحقا، لمن فاته الدرس.

3.2. التعليم الإلكتروني غير المتزامن

يشير التعلم الإلكتروني غير المتزامن E-Learning Asynchronous إلى المواقف التي تعمل فيها مجموعات من المتعلمين عبر الإنترنت تحدث التبادلات بين المشاركين بتأخير زمني (أي ليس في الوقت الحقيقي). تتضمن الأمثلة النموذجية لهذا النوع من النشاط المناقشات عبر الإنترنت من خلال القوائم البريدية الإلكترونية وعقد المؤتمرات النصية داخل أنظمة إدارة التعلم.

التعليم الالكتروني غير المتزامن (الإترابي، 2015) وهو اتصال بين المدرس والمتعلمين يعتمد على وضع المحتوى التعليمـي والمراجـع والخطـة وكـذا التقويم على موقع على شبكة الأنترنت، يتم الدخول للموقع مـن قبـل المتعلمين في أي وقـت، حيـث يتبعون إرشادات المدرس في إتمام التعلم دون أن يكون هناك اتصال متزامن مع المعلم.

وفي هذا الإطار فقد  اتخذ المغرب تدابيرا احترازية تقوم على التعليم الإلكتروني غير المتزامن، وذلك من أجل مواجهة انتشار وباء كورونا كوفيد 19، لضمان الاستمرارية البيداغوجية للتلاميذ والتلميذات في مختلف الأسلاك التعليمية، وقد أسفرت هذه العملية عن نتائج أولية إيجابية على  مستويات عدة، فعلى مستوى قطاع التربية الوطنية، أطلقت الوزارة البوابة الإلكترونية TelmidTice، التي توفر مضامين رقمية مصنفة بحسب الأسلاك والمستويات التعليمية وكذا المواد الدراسية، فقد بلغ عدد المستعملين لهذه المنصة حوالي 600 ألف مستعمل يوميا، كما بلغ مجموع المواد الرقمية المصورة التي تم إنتاجها 3000 موردا رقميا.

4.2. التعليم المدمج

التعليم المدمج Blended Learning (الإترابي، 2015) يمزج بين التعلم المتزامن وغير المتزامن ويشمل مجموعة من الوسائط والبرامج التـي يتم تصميمها لتكمل بعضها البعض مثـل برمجيـات الـتعلم التعـاوني الافـتراضي الفـوري، الـدروس عـلى الانترنت، مقررات التعلم الذاتي، إدارة نظم الـتعلم. الـتعلم المـدمج يمـزج بـين الوسـائل المعتمـدة عـلى الفصول التقليدية التي يلتقي فيها المدرس مع المتعلمين وجها لوجه، والوسائل والبرامج المستعملة عن بعد.

وقد عرفه (الغريب زاهر، 2009) بأنه توظيف المستحدثات التكنولوجية في الدمج بين كل من أسلوبي التعلم وجها لوجه والتعلم بالاتصال المباشر  لإحداث التفاعل بين عضو هيئة التدريس بكونه مدرس “Instructor” أو مرشد “tutor”، مع المتعلمين وجها لوجه من خلال المستحدثات والتي لا يشترط أن تكون أدوات إلكترونية محددة أو ذات جودة محددة، وذلك مع توافر مصادر التعلم المرتبطة بالمحتوى وأنشطة التعلم، فهذا النوع من التعليم هو جيل جديد من أجيال التعليم، فهو أحد المداخل التي يظهر فيها المزج بين التعلم الإلكتروني والتعلم التقليدي.

يشتمل التعليم المدمج على مجموعة من الوسائط التي يتم تصميمها لتكمل بعضها البعض، وبرنامج التعلم المدمج يمكن أن يشتمل على العديد من أدوات التعلم، مثل برمجيات التعلم التعاوني الافتراضي الفوري، المقررات المعتمدة على الإنترنـت، ومقـررات الـتعلم الـذاتي، وأنظمة دعم الأداء الإلكترونية، وإدارة نظم التعلم، التعلم المدمج كذلك يمزج أحداثا متعددة معتمدة على النشـاط التفاعلي، تتضـمن الـتعلم في الفصـول التقليديـة التي يلتقي فيها المدرس مع المتعلمين وجها لوجه، والـتعلم الـذاتي فيـه مـزج بـين التعلم المتزامن وغير المتزامن (رمزي أحمد، 2010).

التعلم المدمج حسب (الشرمان، 2015) لا يعتمد على طريقة واحدة في التعليم والتعلم، وإنما يمزج الطريقة التقليدية في التدريس مع التعليم الإلكتروني من خلال الأنترنت من أجل الوصول إلى تفريد التعليم، مع مراعاة حاجات المتعلمين والفروق الفردية فيما بينهم. والتعليم المدمج هو إعادة تصميم جوهرية لهيكل العملية التعليمية التعلمية وطرائقها وذلك من خلال فتح المجال واسعا لعمليتي التعليم والتعلم للاستفادة من الإمكانيات الكثيرة التي من الممكن أن يوفرها تبني هذا النمط من التعلم.

ويمكن أن يشير مصطلح “التعليم المدمج” عند (Karen Hyder، 2007) إلى مجموعة من التجارب المتزامنة وغير المتزامنة، ويتم تطبيق التعليم المدمج أيضًا على التدريس الذي يمزج بين التعليم عبر الإنترنت والتعليم وجهًا لوجه، وبشكل أعم على مناهج تصميم الدروس التعليمية وتقديمها، وقد تجمع بين طرائق مختلفة، كالتدريب القائم على الويب الذاتي، متبوعًا بإرشادات الفصل الدراسي، من خلال الوسائل المساعدة للوظائف المطبوعة، وتكملها جلسات متابعة للفصول الافتراضية. قد يحدث هذا على مستوى الدرس التفاعلي، كخلط وحدات التعليم الإلكتروني غير المتزامنة والجلسات المتزامنة. أو يمكن أن يحدث على مستوى الجلسة كدمج التمارين الذاتية في جلسة فصل دراسي افتراضي مباشر.

3. مستقبل المنظومة التربوية بعد كوفيد 19

ستعرف المنظومة التربوية ما بعد كورونا كوفيد 19 تحولا كبيرا على جميع المستويات، وستكون دائما على استعداد لمواجهة خطر الفيروسات، الذي أصبح واقعا معاشا، قد يصبح التعايش معه ضروريا، هذا التحول سيكون قوامه التعليم الإلكتروني، الذي سيعد من الدعامات الأساسية للتعليم الحضوري، وسيكون وسيلة تعليمية مواكبة للعملية التعليمية التعلمية، يوفر المحتويات التعليمية المباشرة وغير المباشرة في أي ظرف كان، ويتيح متابعة المتعلمين عن بعد، وتقييم أدائهم، وحفظ معلوماتهم الخاصة. فالأمر الأكيد أن العلاقات بين مكونات المنظومة التربوية ستتغير بشكل تدريجي وجذري، وسنتحدث عن التعليم الإلكتروني والإدارة الإلكترونية والاجتماعات الإلكترونية، والمؤتمرات التزامنية.

1.3. على المستوى التعليمي

ستشهد أطراف العملية التعليمية التعلمية بعد كوفيد 19، المدرس والمتعلم والمادة المعرفية، تغيرا جذريا، فلن نتحدث اليوم ومستقبلا عن المدرس بمعناه التقليدي بل سيكون هناك مفهوم جديد للمدرس والمتعلم ومتطلبات أساسية وجب توفرها فيهما، فسنتحدث عن المدرس الإلكتروني، الذي يتقن التعامل مع وسائل وأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وسيكون الملمح العام لتخرج المدرسين بالإضافة إلى الكفاءة المعرفية والمهارية، ضرورة توفر الكفاءة التقنية التكنولوجية، التي تساعده على إعداد الدروس التفاعلية الرقمية وبرمجتها في نظم إدارة التعلم الإلكتروني، فضلا عن إعداد وتصميم الاختبارات والتقويمات الإلكترونية، التي تتيح له متابعة مستوى تقدم المتعلمين، من أي مكان وفي أي وقت. وهذا الأمر يحتاج إلى استعداد كبير وإرادة سياسية من أجل النهوض بمنظومة التربية والتكوين، وتوفير الحاجات الضرورية لمدرس المستقبل، ففي ظل عدم توفر العدة الإلكترونية أكيد أن عملية التعليم الإلكتروني ستعرف تعثرا كبيرا، ولن تحقق الغايات المرجوة منها.

ويعتمد التعليم الإلكتروني بقيادة وتوجيه المدرب أو المدرس، على تطوير منهج خطي يدمج العديد من عناصر وأنشطة المحتوى الإلكتروني، في مقرر زمني أو منهج زمني. وتتم جدولة الدروس التفاعلية وإدارتها من قبل مدرس من خلال منصة تعليمية عبر الأنترنت. كما يمكن دمج محتوى التعليم الإلكتروني للدراسة الفردية مع محاضرات المدرس والمهام الفردية والأنشطة التعاونية بين المتعلمين. ويمكن للمتعلمين والميسرين والمدرسين استخدام أدوات الاتصال مثل رسائل البريد الإلكتروني ومنتديات المناقشة والدردشات واستطلاعات الرأي واللوحات البيضاء ومشاركة التطبيقات ومؤتمرات الصوت والفيديو للتواصل والعمل معًا. في النهاية، تتضمن الخطوة النهائية عادةً تمرينًا أو تقييمًا لقياس التعلم.

فسيفرض العالم ما بعد كوفيد 19 نمطا جديدا من التعليم والتعلم، يستدعي من المدرس ان يكون ملما بشكل كبير بكل التطورات التقنية والتكنولوجية، لأنه سيكون هو حامل لواء النهوض بالمنظومة التربوية، وهذا سيتطلب من المدرس إعداد وتخطيط وتدبير وتقويم الدروس بشكل إلكتروني، يراعي قدرات المتعلمين ومعارفهم الأساسية في مجال التكنولوجيا. وسكون هناد درس إلكتروني واختبارات إلكترونية. كما قد يكون التعليم الإلكتروني إلى جانب التعليم الحضوري في قاعة الدرس، أو ما يسمى بالتعليم المدمج، الذي يوظف تكنولوجيا التعليم في الفصل الدراسي، ويعتبر التعليم الإلكتروني وسيلة أساسية في التعليم والتعلم.

2.3. على المستوى التعلمي

إذا كان العالم ما بعد كوفيد 19 يفرض على المنظومات التربوية تغيرا جذريا في كل المستويات، فأكيد أن التغير يستهدف بالأساس المتعلم الذي يعد ركيزة أساسية في عملية التعليم والتعلم، فهو المستهدف بالتعليم الإلكتروني، وإليه توجه المعارف والدروس التفاعلية، لكن هل متعلم اليوم هو نفسه متعلم الغد أو متعلم المستقبل، فضروري أن نتحدث عن متعلم ما بعد كورونا، فالتعليم الإلكتروني “جاء نتيجة استخدام الأنترنت بغرض تحقيق التحديث التعليمي في ضوء التغيرات المعلوماتية المتلاحقة وتوظيفها في رفع القدرات العلمية والمعرفية والتعليمية للمتعلمين (الغريب زاهر، 2009)”.

ونتيجة الظروف التي خرجت عن السيطرة بعد انتشار فيروس كورونا، فرض وألزم على معظم دول العالم تبني التعليم الإلكتروني من أجل استمرارية التعليم والتعلم للمتعلمين، وفرض على المتعلمين الدخول في دوامة تكنولوجيا المعلومات والاتصال، بشكل حتمي وضروري لمواصلة تعليمهم وتحصيلهم الدراسي. واستوجب عليهم العلم بتكنولوجيا التعليم الإلكتروني، لذلك سيكون هناك تحول من المتعلم التقليدي إلى المتعلم الإلكتروني، الذي يمتلك كفاءة تكنولوجية لاستخدام أدوات ووسائل التعليم الإلكتروني، وإنجاز الواجبات واجتياز الاختبارات الإلكترونية، والتفاعل مع الدروس المصورة والرقمية، وسيكون هذا التفاعل إما بشكل مباشر أو غير مباشر.

ويقوم التعليم الإلكتروني حسب (الإترابي، 2015) على الفعل الذي يمارسه المتعلم نفسه للتعلم من خلال استخدام المحتوى الإلكتروني الذي وفره المدرس. ومـن الممكـن أن يـوفر المدرس الوسـائل المطلوبـة للتعلـيم الإلكتروني ولكن المتعلم لا يفعل هذا التعليم من خلال التعلم، كما أن التعلم الإلكتروني لا يشترط وجود المدرس والمتعلم في وقت واحد ولكن يكتفي بوجود المادة أو المـصدر بـشكل يتـيح للمـتعلم الوصول إليها بسهولة وفي أي وقت، ومن أي مكان.

 ويعدّ المتعلم ركيزة العملية التعليمية التعلمية، فيتم تقديم برامج تعليمية في التعلم الإلكتروني الذاتي تسمى أيضًا التعليم القائم على الويب، والتي يمكن استكمالها بموارد وتقييمات تكميلية. عادة ما يتم وضع المناهج التعليمية على الويب، ويمكن للمتعلمين الوصول إليها من منصة التعلم عبر الإنترنت أو على قرص مضغوط. ويكون المتعلمون أحرارا في التعلم بالسرعة التي تناسبهم، بناءً على احتياجاتهم واهتماماتهم الفردية. ولا يتعين على موفري التعليم الإلكتروني جدولة المتعلمين وإدارتهم أو تتبعهم من خلال عملية التعليم الذاتي. لأنه يتم تطوير محتوى التعليم الإلكتروني وفقًا لمجموعة أهداف التعلم ويتم تقديمه باستخدام عناصر ووسائط مختلفة، مثل النص والرسومات والصوت والفيديو. ويجب أن يوفر لهم أكبر قدر ممكن من الدعم التعليمي (من خلال التفسيرات والأمثلة والتفاعل والملاحظات، وما إلى ذلك)، من أجل جعل المتعلمين مكتفين ذاتيا.  ومع ذلك، عادة ما يتم تقديم نوع من الدعم، مثل الدعم الفني القائم على البريد الإلكتروني أو التدريس الإلكتروني، للمتعلمين. عندما يتم توفير التعليم الإلكتروني ذاتي السرعة من خلال اتصال بالأنترنت، فهناك إمكانية لتتبع إجراءات المتعلمين في قاعدة بيانات مركزية.

3.3. على المستوى المعرفي

سنتحدث بعد كوفيد 19 عن المعلومات الرقمية والدروس التفاعلية، والاختبارات الإلكترونية، فالمحتوى التعليمي سيتغير وسيصبح إلكترونيا، “وسيتم تقديم المحتوى التعليمي مع ما يتضمنه من شروحات وتمارين ومتابعة بصورة جزئية أو شاملة في الفصل أو عن بعد بواسطة برامج متقدمة مخزونة في الحاسوب الآلي أو عبر شبكة الأنترنت، وستكون طريقة التعلم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسوب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة ورسومات وآليات بحث ومكتبات إلكترونية، واستخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة (كافي، 2009)”.

4.3. على المستوى المؤسساتي

مسألة تحديث أنظمة التعليم وتطويرها لتلائم تحديات القرن الحالي تتطلب التأكيد على استمرارية دعم التعليم وتمويله، والتوجه لإعطاء دور أكبر له، وتحسين أنظمة التعليم وبرامجها. فالتعليم الإلكتروني يهدف إلى توفير مصادر متعددة ومتباينة للمعلومات تتيح فرص المقارنة والمناقشة والتحليل والتقييم.فضلا عن ذلك إعادة هندسة العملية التعليمية بتحديد دور المدرس والمتعلم والمؤسسة التعليمية.

فسيكون التعليم الإلكتروني ملازما للتعليم الحضوري، وسنميز بين التعليم في الفصول الدراسية والتعليم في الفصول الافتراضية، كما ستصبح إدارة المؤسسة التعليمية تقوم بشكل كبير على الجانب التكنولوجي، وستتوفر على نظم إدارة التعلم الإلكتروني. (Learning Management System) ويرمز لها اختصارا (LMS)، وهي عبارة عن برنامج Software صمم للمساعدة في إدارة ومتابعة وتقييم الدروس التعليمية والدورات التدريبية والمناهج والمقررات الدراسية، والتعليم المستمر وجميع أنشطة التعلم في المنشآت التعليمية والتدريبية المختلفة. إحدى مستحدثات التعليم الإلكتروني، وظهرت نتيجة للحاجة الماسة إلى تنظيم المحتوى التعليمي الإلكتروني، فضلا عن ذلك متابعة تقدم تعلم المتعلمين، وإدارة عمليات التعليم والتعلم الإلكتروني، ومتابعة الدروس الرقمية والتفاعلية التي يعدها المدرسون.

وقد قدمت اليونيسكو (unesco، 2019) مبادرة عالمية لإعادة تصور الطريقة التي يمكن أن نرسم بها المعرفة والتعلم وملامح مستقبل البشرية وكوكب الأرض، تحت شعار “مستقبل التربية والتعليم، تعلم لتصبح الإنسان الذي تريد”، فمع تسارع وتيرة تغير المناخ، تتجلى هشاشة كوكبنا بوضوح متزايد. أما التقدم المحرز في الاتصالات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا البيولوجية فينطوي على إمكانات كبيرة إلا أنه يثير شواغل أخلاقية وإدارية جدية، ولا سيما أنَّ وعود الابتكار والتغيير التكنولوجي لها سجل غير متكافئ من حيث الإسهام في ازدهار البشر.

وتنطلق هذه المبادرة من رؤية أساسية ترى أن المعرفة والتعلم تمثل أعظم الموارد المتجددة التي تمتلكها البشرية لمواجهة التحديات ولابتكار البدائل. بيد أن التعليم يتجاوز الاستجابة لمتطلبات العالم المتغير، فالتعليم يحدث التحول في العالم. واستشرافاً لعام 2050 وما بعده، ترمي مبادرة ” مستقبل التربية والتعليم: تعلَّم لتصبح الإنسان الذي تريد” إلى إعادة تصور الطريقة التي يمكن أن يسهم من خلالها التعليم والمعرفة في الصالح العام العالمي.

 هدف هذه المبادرة إلى حشد العديد من السبل الغنية لتكوين الذات واكتساب المعارف بغية تعزيز الذكاء الجماعي للبشرية. وتعتمد هذه المبادرة على عملية تشاورية مفتوحة وواسعة النطاق تشمل الشباب والمربين والمجتمع المدني والحكومات وقطاع الأعمال والجهات المعنية الأخرى. وستضطلع لجنة دولية رفيعة المستوى مؤلفة من قادة فكر من ميادين متعددة ومن مختلف المناطق في العالم بتوجيه هذه العملية. وستنشر اللجنة في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 تقريراً يرمي إلى مشاركة رؤية استشرافية بشأن المصير المحتمل للتعلم والتعليم، وتوفير خطة بشأن السياسات العامة. وستحفّز مبادرة “مستقبل التربية والتعليم؛ تعلَّم لتصبح الإنسان الذي تريد” إجراء مناقشة عالمية بشأن الطريقة التي يمكن أن ترسم بها المعرفة والتعلّم ملامح مستقبل البشرية وكوكب الأرض.

4. التعليم الإلكتروني ومبدأ تكافؤ الفرص ما بعد كوفيد 19

لقد تبنت المنظومة التربوية بالمغرب مبدأ تكافؤ الفرص في الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، التي أعدها (المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، 2015) فالمدرسة تقوم على ثلاثة أسس هي الجودة للجميع والارتقاء بالفرد والمجتمع والإنصاف وتكافؤ الفرص، وتم التأكيد على هذا المبدأ في القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، ويعتبر الإنصاف وتكافؤ الفرص بمنظومة التربية والتكوين من بين المقومات الهــامة لعملية الإصلاح، إذ يحرص هذا المجال في تكامل مع باقي مجالات الرؤية الاستراتيجية، على ضمان تعميم التعليم والتكوين بفرص متكافئة لعموم الساكنة، مع القضاء على جميع التفاوتات بمختلف أنواعها المجالية والاجتماعية والنوعية. بعدّ أهمية هذا المجال، فقد ارتقى القانون الإطار بمبادئ المساواة والإنصاف وتكافؤ الفرص، إلى مستوى المبادئ والمرتكزات الأساسية التي تؤطر فلسفة عمل واشتغال المنظومة التربوية.

ونلاحظ أنه مع التعليم الإلكتروني غاب تكافؤ الفرض سواء بين التلاميذ أم الطلبة، فضلا عن المدرسين. فالرؤية الاستراتيجية والقانون الإطار لم يضعا في الحسبان خطر الفيروسات، التي أصبحت تهدد حياة الفرد والمجتمع، وتفرض على الدول اتخاذ مجموعة من التدابير على رأسها توقيف الدراسة بالمؤسسات التعليمية والجامعية، وتبني التعليم الإلكتروني كخيار لا بد منه، لضمان الاستمرارية البيداغوجية.

فقد دعت الوزارة الوصية على قطاع التعليم بالمغرب الأطر الإدارية والتربوية إلى المساهمة في إنتاج المضامين الرقمية والدروس المصورة، وأخذ المبادرة من أجل اقتراح بدائل مبتكرة تضمن التحصيل الدراسي لكل المتعلمين، وتتبع عملية سير التعليم عن بعد والتواصل الإلكتروني مع المتعلمين، فضلا عن عقد اجتماعات تربوية من أجل الدعم التربوي الإلكتروني.

ولضمان الاستمرارية البيداغوجية للتعليم الإلكتروني، وعملا على تطوير وتنويع الوسائل الإلكترونية، استخدمت الوزارة منصة Teams، وهي خاصة بالمدرسين والتلاميذ، وذلك لتيسير عملية التعليم الإلكتروني التي ستمكنهم من التواصل المباشر بين المدرس والمتعلم، واستضافة الأقسام الافتراضية، مما سيسمح لهم بتنظيم دورات التعليم عن بعد، بتفاعل مع المتعلمين، عبر استعمال العروض التقديمية، أو النصوص الرقمية، أو تقنيات الصوت والفيديو، والدروس التفاعلية.

وتكتسي هذه مسطحة Teams حسب (وزارة التربية الوطنية، 2020) أهمية قصوى لتيسير عمل الأستاذات والأساتذة، بحكم توفرها على مجموعة من الوظائف المهمة، التي ستمكنهم من التواصل بين الأساتذة والتلاميذ، واستضافة الأقسام الافتراضية، وهذا سيسمح لهم بتنظيم دورات التعليم عن بعد، بإشراك المتعلمين، عبر استعمال العروض التقديمية والنصوص الرقمية، أو تقنيات الصوت والفيديو.

وسعيا إلى ضمان الإنصاف وتكافؤ الفرص وتقليص الفوارق بين الأسر التي تتوفر على التجهيزات وتلك التي لا تتوفر عليها، وأخذا بعين الاعتبار وضعية العالم القروي، وعدم الاتصال بشبكة الأنترنت، عمدت الوزارة بالمغرب إلى قديم دروس مصورة عبر الفنوات التلفزية الوطنية، فقد وصل عدد الدروس المقدمة إلى 56 درسا في كل يوم، وإنتاج أكثر من 2600 درس جديد، كما تم تفعيل ما يفوق 450 ألف قسم افتراضي بالنسبة للمؤسسات التعليمية.

رغم الإجراءات الاحترازية والاستباقية إلى أن الدول العربية عامة والمغرب بشكل خاص ماتزال في حاجة إلى تعبئة الموارد البشرية، والتسلح بالعدة التقنية والتكنولوجية، فدخول التعليم الإلكتروني وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المنظومة التربوية، يكون مبنيا على تخطيط مسبق، قوامه تجهيز المؤسسات التعليمية بالوسائل التكنولوجية، وتكوين المدرسين على استعمال الفصول الافتراضية وأجهزة تكنولوجيا المعلومات والاتصال.

فسؤال تكافؤ الفرص يطرح نفسه بقوة في ظل التعلم الإلكتروني الذي فرضته جائحة كورونا فرضا على دول العالم، فالكثير من تلاميذ العالم القروي لا يتوفرون على اتصال مباشر بالأنترنت، ولا يملكون هواتف ذكية أو حواسيب، فضلا عن المبالغ المالية التي ترافق استعمال هذه البرمجيات التعليمية، وقد لا يتوفرون حتى على أجهزة التلفاز لمتابعة الدروس الرقمية المسجلة، مما حال دون مواكبتهم للتعلم، وخلف فجوة معرفية ورقمية بينهم وبين التلاميذ والطلبة الذين قد يتوفرون على بعض هذه الأجهزة الإلكترونية، أو الذين توفرت لهم الظروف الملائمة لمتابعة تحصيلهم الدراسي.

وقد تبنى القانون الإطار الخاص بمنظومة التربية والتكوين (وزارة التربية الوطنية، 2020) بالمغرب مشروع تطوير استعمالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، الذي يهدف إلى تأمين المساواة والتعلم مدى الحياة والانخراط الفاعل في اقتصاد ومجتمع المعرفة انسجاما مع أهداف الرؤية الاستراتيجية والقانون الإطار. وذلك وفق مقاربة منهجية تروم تحيين الرؤية المغربية الخاصة بإدماج تكنولوجيات المعلومات والاتصالات. وذلك بتقديم تصور شمولي لكيفية إدماجها في المناهج الدراسية وكذا استكمال إنتاج الدلائل البيداغوجية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ولتحقيق الهدف العام من هذا المشروع تم تحديد أهداف خاصة تهم الإدماج الناجع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات  في المقاربة المنهاجية منذ الشروع في وضع تصور المناهج والبرامج والمواد، وكذا تنمية وتطوير كفايات التلميذ في مجال  تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم والتعلم، وهو ما يفرض المساهمة في إعداد برامج ومناهج تدمج تكنولوجيا  المعلومات والاتصالات وإعداد موارد رقمية مكيفة وفق المنهاج الجديد تغطي جميع المواد والأسلاك الدراسية، من خلال مختبرات الابتكار والإنتاج، فضلا عن تكوين أطر تربوية ومختصين في مجال الابتكار وإنتاج الموارد الرقمية حضوريا وعن بعد؛ من دون إغفال العمل على استكمال تجهيز المؤسسات التعليمية ببنيات مناسبة مع الصيانة والربط بالإنترنت.

لكن الواقع الذي فرضه فيروس كورونا حال دون تحقيق هذه الأهداف، فمعظم دول العالم لم تضع في الحسبان خطر انتشار الفيروسات، وكان الدخول في التعليم الإلكتروني من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من السنة الدراسية، والحيلولة دون انقطاع المتعلمين عن تحصيلهم الدراسي، وضمان لزومهم لبيوتهم، وعدم المخاطرة بالخروج خارج المنازل. وتبني التعليم الإلكتروني لم يكن بشكل اختياري وإنما كان إجباريا على معظم الدول، لذا فرض عليها التعامل مع الوضعية الجديدة في ظل استمرار تفشي الوباء بشكل كبير، بتكييف المناهج والمقررات الدراسية والدروس التعليمية، والمتعلمين والمدرسين والإدارة لكي يصبح الكل إلكترونيا.

خاتمة:

لقد كان هدفنا من هذا البحث إعطاء نظرة مستقبلية عن المنظومة التربوية بالعالم، جراء تداعيات فيروس كورونا المستجد، فالأكيد أن العالم سيعرف تحولا جذريا ما بعد كورونا، على جميع المستويات، وسنشهد تغيرات كبيرة في الجانب التربوي، ستضع في الحسبان خطر انتشار الفيروسات، وستتبنى المقاربة التكنولوجية في تدريس المتعلمين والمتعلمات، وذلك لضمان حقهم في التعلم، ومن أجل الاستمرارية البيداغوجية للدروس التعليمية، وليس ببعيد أن تتبنى الدول العربية التعليم الإلكتروني كخيار استراتيجي مصاحب للتعليم الحضوري بالفصول الدراسية، خاصة أن بعض الدول عكفت في فترة كورونا على إنتاج العديد من الموارد الرقمية التي ستستفيد منها مستقبلا بشكل كبير. فالتعليم الإلكتروني أصبح ضرورة حتمية تمليها طبيعة العصر الذي نعيش فيه، وطبيعة الظروف التي فرضت توظيفها واستعمالها في المنظومة التربوية.

المراجع باللغة العربية:

  • إسماعيل الغريب زاهر، التعليم الإلكتروني من التطبيق إلى الاحتراف والجودة. القاهرة: عالم الكتب. (2009).
  • بدر الخان. استراتيجيات التعلم الإلكتروني، ترجمة، الموسوي وآخرون. سورية: شعاع للنشر والعلوم. (2005)
  • حيدر حاتم فالح العجرش. التعلم الإلكتروني رؤية معاصرة. العراق: مؤسسة دار الصادق الثقافية. (2017)
  • روبرت م. جانييه. أصول تكنولوجيا التعليم، ترجمة المشيقح محمد بن سليمان. السعودية: جامعة الملك سعود. (2000)
  • شريف الإترابي. التعليم الإلكتروني والخدمات المعلوماتية. القاهرة: دار العربي للنشر والتوزيع. (2015)
  • عاطف أبو حميد الشرمان. التعلم المدمج والتعليم المعكوس. عمان: دار المسيرة للنشر. (2015)
  • عبد الحي رمزي أحمد. التعليم عن بعد في الوطن العربي وتحديات القرن الحادي والعشرين. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية. (2010).
  • عطية سالم، وعلي فوزي عبد المقصود الحداد. الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم، الاتصال التربوي، نماذج الاتصال. الاسكندرية: مؤسسة شباب الجامعة. (2014).
  • ليسا بيندير. رسائل وأنشطة رئيسية للوقاية من مرض كوفيد 19 والسيطرة عليه في المدارس. نيويورك: اليونيسيف unicef. (2020).
  • مايكل، لي آيرز شلوسر سيمونسن.. التعليم عن بعد ومصطلحات التعليم الإلكتروني، ترجمة نبيل جاد عزمي. بيروت: الجمعية الأمريكية للتكنولوجيا والاتصالات التربوية، مكتبة بيروت. (2015)
  • المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.. الرؤية الاسترتيجية للإصلاح 2015-2030. المغرب: المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي. (2015).
  • مصطفى يوسف كافي. التعليم الإلكتروني في عصر الاقتصاد المعرفي. سوريا: دار رسلان. (2009).
  • وزارة التربية الوطنية. حقيبة مشاريع تفعيل مضامين القانون الإطار رقم 17.51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي. المغرب: وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي. (2020).
  • وليد سالم محمد الحلفاوي.. التعليم الإلكتروني، تطبيقات مستحدثة. القاهرة، مصر: دار الفكر العربي. (2011)
  • اليونيسكو unesco.. مستقبل التربية والتعليم، تعلم لتصبح الإنسان الذي تريد. https://ar.unesco.org/futuresofeducation/n-almbadrt. (2019)
  • مذكرات وزارية لفترة كوفيد 19، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، المغرب، 2020.
  • وزارة التربية الوطنية. (2020). مذكرة (0271-20) في شأن استعمال خدمات مسطحة Teams المدمجة في منظومة مسار للتعليم عن بعد. المغرب: وزارة التربية الوطنية والتكون المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.
  • وزارة التربية الوطنية. (2020). مذكرة رقم (0237-20) في شأن خطة الاستمرارية الإدارية للتصدي لجائحة فيروس كورونا (كوفيد 19). المغرب: وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.

المراجع الأجنبية:

  • 1. Ann Kwinn, Ron Miazga, And Matthew Murray Karen Hyder. Synchronous E-Learning. Santa Rosa: The Elearning Guilds. (2007)
  • 2. Epignosis Llc. E-Learning Concepts, Trends, Applications. United States Of America: Epignosis Llc, Www.Efrontlearning.Net. (2014)
  • 3. Fao. E-Learning Methodologies A Guide For Designing And Developing E-Learning Courses. Rome: Food And Agriculture Organization Of The United Nations. (2011)
  • 4. Som Naidu. E-Learning, A Guidebook Of Principles, Procedures And Practices. New Delhi: Commonwealth Educational Media Center For Asia. (2006)

[1] وثيقة تم إعدادها من طرف اليونيسيف تتضمن رسائل وأنشطة رئيسية للوقاية من مرض كوفيد 19 والسيطرة عليه في المدارس،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *