الأستاذ الـدكـتــــور خـالــد أحـمــد الـمـشـهــدانـي

أستاذ النحو واللغة ، كلية التربية للعلوم الإنسانية ، جامعة الأنبار ، العراق .

 المــقــدمــــــــة 

لقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم كتاب هداية للناس أجمعين ؛ ليبشرهم بسعادتهم في الدارين إن آمنوا بما جاء فيه وأطاعوا أوامره واجتنبوا نواهيه  ، ولينذرهم بمعيشة ضنكى وسوء عاقبة في الدارين إن تنكبوا عن تعاليمه وجعلوه وراءهم ظهريا ً . وكان الإسلام في أقل من مئة عام قد حكم بقاع الأرض ، وصار المسلمون فيها سادة العالم . وبناء على طبيعة الخطاب القرآني الشمولي ؛ فقد دخل الناس في الإسلام زرافات ووحدانا ً ،  وارتضوه دينا ً  ومنهجا ً  للحياة . وبعد أن حاد المسلمون عن طريق القرآن ؛ بدأت النوائب والمحن تترى عليهم ألى أن وصلوا إلى ما وصلوا إليه من التدهور والانحطاط . وفي القرون الطويلة لمسار المسلمين ، كانت هناك دعوات تجاهر بعدائها للإسلام ، وتحوك المؤامرات بنداءات وأصوات تدعي فيها الأممية والعالمية لأفكارها وفلسفاتها ، لكن الأيام والسنين أثبتت أن هذه الدعوات ليست من العالمية ولا الأممية في شيء ، وإنما كانت أبواقا ً بيد أعداء القرآن لأجل خفت صوته السماوي الذي جهر  به نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم . ولكون هذه الدعوات ضيقة الخطاب وشوفينية السلوك ؛ فقد بان عوارها للناس وهزلت أصواتها وخفتت في القرن الحادي والعشرين ، وصارت ساحة الناس أحوج ما تكون الآن بالرجوع إلى القرآن الكريم والامتثال لخطابه العالمي الشمولي من جديد ؛ كي تعود للإسلام دولته وصولته التي كانت قبل قرون. وقد اقتضت طبيعة المقال أن يتألف من خمس  فقرات ، هي :   

   أولا ً : مفهوم العموم في الخطاب القرآني

   ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن الحقيقة الإيمانية الكبرى التي يجب علينا الإيمان بها هي إن دين  الإسلام جاء إلى الإنسانية جمعاء ، وهو دين يؤمن بكافة الأنبياء والرسل من إبراهيم إلى عيسى عليهم السلام ، ويؤمن كذلك بالكتب السماوية الأصلية غير المحرفة (أبو السعود، 1990، 82) . ورد توجيه الخطاب في القرآن الكريم أحيانا ً باللفظ العام وأحيانا ً أخرى باللفظ الخاص ، والذي يعنينا في بحثنا هذا هو اللفظ العام ؛ لأنه يتعلق بشمولية الخطاب وعمومه . وقد عُرِّفَ العام في القرآن بأنه (لفظ يستغرق الصالح له من غير حصر)(السيوطي ، 2008، 452) . وقيل في تعريفه: (هو لفظ وُضِع وضعا ً واحدا ً لكثير ٍ غير محصور)(الجرمي ، 2001، 190) . وعرف العام أيضا ً بأنه (اللفظ الموضوع لمعنىً واحد ليشمل جميع الأفراد التي يَصدُق عليها معنى هذا اللفظ من غير حصر في عدد معين)(أبو سنة ، 1995، 95)

والألفاظ الدالة على العموم كثيرة منها(الجرمي ،2001،190،والسيوطي،2008، 95) :      

1)       لفظ (جميع) ، كما في قوله تعالى : ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون )(الحجر،30) .  

2)       الجمع المعرف بأل للاستغراق كما في قوله تعالى : (إن الله يحب المحسنين)(البقرة 195)  .  

3)       الجمع المعرف بالإضافة كما في قوله تعالى : (حرمت عليكم أمهاتكم)(النساء 23) . 

4)       لفظ ( كل ) كما في قوله تعالى : ( كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون )( العنكبوت57) .

5)       المفرد المعرف بأل للاستغراق كما في قوله تعالى : ( والعصر إن الإنسان لفي خسر )( العصر1،2)

6)       المفرد المعرف بالإضافة كما في قوله تعالى : (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )(إبراهيم 34) 

7)       الأسماء الموصولة  كما في قوله تعالى : ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ً )(النساء10 )  

8)       أدوات الاستفهام كما في قوله تعالى : ( كيف تكفرون بالله )(البقرة 28)

9)       النكرة في سياق النفي والنهي كما في قوله تعالى :  ( ولا تصل على أحد منهم)(التوبة 84) 

  الآيات القرآنية الدالة على عالمية الخطاب

إن عالمية الخطاب القرآني تكمن في خطاب الله تعالى للناس أجمعين بدون استثناء في كثير من الآيات القرآنية الشريفة ، وسواء أكان هذا الخطاب بأسلوب الإنشاء أو أسلوب الإخبار . وسيكون تركيزنا  في الغالب على لفظة (الناس) أينما وردت في جملة النداء ( يا أيها الناس ) ؛ لأنها هي اللفظة المقصودة بعالمية الخطاب ، وهي أدل من باقي الكلمات الأخرى التي تحمل معنى العموم . فقد وردت لفظة ( الناس ) في القرآن الكريم مئتين وإحدى وأربعين مرة ، تارة بصيغة الإخبار وتارة بصيغة الإنشاء . فمما ورد بصيغة الإخبار ، قوله تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا ً يحبونهم كحب الله )(البقرة 165) ، وقوله تعالى : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف )(الحج 11)  ، وقوله تعالى : ( وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون)(الروم 36) . وأكثر ما يعنينا من هذه الخطابات هي تلك الخطابات الواردة بأسلوب الإنشاء سواء أكان إنشاء طلبيا ً أم غير طلبي كالنداء والأمر والنهي والاستفهام وغيرها من أساليب الإنشاء المعروفة عند البلاغيين في علم المعاني(القزويني ،2003، 108 ، الميداني ، 1990، 228)  .

لقد وجه القرآن الكريم خطابه العام إلى الناس في أغلب مواضع النهي والأمر بصيغة النداء بعبارة ( يا أيها الناس ) ، إذ وردت هذه العبارة في القرآن الكريم إحدى وعشرين مرة موزعة في تسع سور هي : البقرة والنساء والأعراف ويونس والحج والنمل ولقمان وفاطر والحجرات وحسب الجدول الآتي :

اســــم الســـــــــورة   رقم الآية       منطــــــوق الآيـــــــــــــــة

البقرة                     21      يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم

                                     والذين من قبلكم لعلكم تتقون .

                           168       يا أيها الناس كلوا مما في الأرض

                                       حلالا ً طيبا ً .

النساء                133        إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين

                                    وكان الله على ذلك قديرا ً .

                      170       يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق

                                   فآمنوا خيرا ً  لكم  .

                     174       يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم

                                   وأنزلنا إليكم نورا ً مبينا ً .

الأعراف           158      قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ً.

يونس               23         يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم .

                     57        يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم .

                     104      قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا

                                أعبد الذين تعبدون من دون الله  .

                    108       قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم .

الحج                1        يا أيها الناس اتقوا ربكم .

                    5         يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا

                               خلقناكم من تراب .

                   49        قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين .

                  73         يا أيها الناس ضُرِب مَثــَـلٌ فاستمعوا له .

النمل              19       وقال يا أيها الناس عُلـِّمنا منطق الطير .

لقمان             33        يا أيها الناس اتقوا ربكم .

فاطر            3        يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم .

                 5         يا أيها الناس إن وعد الله حق .

                 15       يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله .

الأدلة على عالمية الخطاب القرآني من القرآن الكريم  والسنة النبوية المطهرة

ورد الاستدلال على عالمية الخطاب القرآني من خلال طريقين ، أولهما : الآيات القرآنية ، وثانيهما : السنة النبوية المطهرة  .

فمن الطريق الأول ، وهو الاستدلال بالآيات القرآنية على عالمية الخطاب القراني ، نجد دليلا ً واضحا ً في قوله تعالى : ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون )(البقرة 21)  . ففي هذه الآية جاء لفظ (الناس) مجموعا ً دالا ًعلى جمع الإنسان ومعرفا ً بأل التعريف . وكل لفظ مجموع معرف بأل التعريف يفيد العموم عند أهل اللغة والنحو ، وكذلك عند المفسرين ومنهم الفخر الرازي والشيرازي وغيرهما . فلفظ (الناس ) في هذه الآية  يشمل الذين كانوا موجودين في زمان نزول الآية ، وكذلك الذين سيوجدون بعد ذلك الزمان ، ويدخل فيه حتى الكافر شريطة أن يأتي بالإيمان أولا ً  ثم الإتيان بالعبادة بعد ذلك(الرازي،1981، 2/92 ، والسمرقندي ،1993، 1/102)  , وقال الشيرازي : إنه خطاب عام للمؤمن والكافر والمنافق(الشيرازي، 1/33 ، والقرطبي ، 2006، 1/340)  ,

ويبدو للباحث ــ والله أعلم ــ أن تخصيص الناس بالعابدين فقط لا يخرج الخطاب عن عموميته ؛ لأن قوله تعالى : ( الذي خلقكم والذين من قبلكم) معناه : والمخلوقين من قبلكم ؛ أي إنه يجعل كل الناس المخلوقين هم المقصودون سواء من كان مخلوقا ً عند نزول الآية ، وكذلك من خلق قبلهم ، فإذا أضفنا إلى ذلك قول الرازي السابق : (والذين سيوجدون بعد ذلك الزمان ) ، أي سيخلقون ، فهذا يعني أن الخطاب يشمل كل مخلوق  عموما ً  ومنذ بدء الخلق إلى منتهاه ، فيكون كل هؤلاء مشمولين بالخطاب في هذه الآية . ومما يؤيد ما ذهبنا إليه ؛ ما أورده المفسر اللغوي النحوي  أبو حيان الأندلسي في تفسيره ، إذ ذكر في تفسيره : إن (يا أيها الناس ) هو خطاب لجميع من يعقل ، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما ، أوالمقصود به  اليهود خاصة ، وهو قول كل من الحسن البصري ومجاهد بن جبر ، أو قصد به  اليهود والمنافقين ، وهو قول مقاتل بن سليمان ، أو قصد به  كفار مشركي العرب وغيرهم ، وهو قول السدي ، وأردف أبو حيان قائلا ً : والظاهر: هو قول ابن عباس ؛ لأن دعوى الخصوص تحتاج إلى دليل(أبو حيان الاندلسي، 1993، 1/232) . ومن خلال هذا النص لأبي حيان ، يتبين لنا أنه لم يؤيد القائلين بتخصيص هذا الخطاب العام وإنما جعله باقيا ً على عموميته .

وإذا انتقلنا إلى آية أخرى وهي قوله تعالى : ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ً)(الأعراف 158)  ، فإننا نجد فيها دليلا ً آخر ساطعا ً على عالمية الخطاب القرآني ؛ وذلك لأن فيها القطع بأن سيدنا محمدا ً صلى الله عليه وآله وسلم إنما هو نبي ورسول مبعوث إلى جميع الخلق في العالم ؛ وذلك لأن قوله : (يا أيها الناس ) هو خطاب عام يدخل فيه جميع الناس ، فهو خطاب عام لا يشذ عنه أحد(البغدادي ، 1995، 1/66)  . وفي تفسير هذه الآية يقول ابن جرير الطبري : ( يقول تعالى ذِكرُهُ لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد للناس كلهم : إني رسول الله إليكم جميعا ً لا إلى بعضكم دون بعض كما كان مَن قبلي من الرسل مرسلا ً إلى بعض الناس دون بعض ، فمن كان منهم أرسل كذلك فإن رسالتي ليست إلى بعضكم دون بعض ولكنها إلى جميعكم )(الطبري ،1994 ، 3/509) . وهذه الآية تدحض قول القائلين إن سيدنا محمدا ً صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى العرب فقط ، وهو قول طائفة من اليهود يقال لهم العيسوية ، إذ ذهبت هذه الطائفة إلى أن سيدنا محمدا ً صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى العرب وغير مبعوث إلى بني اسرائيل ؛ والدليل على بطلان قولهم هو هذه الآية(الرازي ،15/29)   . وقال أبو حيان عند تفسيره لهذه الآية : ( ودعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة للإنس والجن ، قاله الحسن وتقتضيه الأحاديث )(أبو حيان الأندلسي ،4/403) . والذي يراه الباحث ــ والله أعلم ــ بناء على ما قاله الحسن ونقله أبوحيان عنه ، بما أن دعوة وبعثة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم هي دعوة عامة إلى الإنس والجن ؛ فهذا يعني أن دعوته عليه الصلاة والسلام لا تخص عالم الإنسان فقط وإنما تتعداه إلى عوالم أخر ، يقع عالم الجن جزءا ً منها ؛ وهذا يعني أيضا ً أن الخطاب القرآني ليس لمخاطبة عالم الإنسان فقط وإنما هو خطاب موجه إلى عوالم أخر غير عالمنا البشري الذي نحسه ونعيش فيه معتلقين ، إذ لا يعقل أبدا ً أن تقتصر عظمة الله سبحانه وتعالى على مخاطبة عالم ضئيل صغير جدا ً إذا ما قيس ببقية العوالم الأخر وهو عالم الإنسان البسيط ، وإنما يجب أن تكون تكون عظمته سبحانه لها خطاب يناسبها وما هذا الخطاب الذي يناسبها إلا مخاطبة الوجود كله .

وإضافة إلى ما ذكرناه من الأدلة على عالمية الخطاب القرآني بأسلوب الخطاب الإنشائي ، فإننا نجد أدلة أخرى وردت بصيغة الأسلوب الإخباري ، ومن ذلك قوله تعالى : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ًونذيرا ً)(سبأ28 )  . ومعنى هذه الآية كما قال ابن كثير في تفسيره : ( أي إلا إلى جميع الخلائق من المكلفين كقوله تبارك وتعالى ” قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ً”(الأعراف 159) ، و ” تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ً “(الفرقان 1)  ، وقال محمد بن كعب : أي إلى الناس عامة )(ابن كثير،1998،6/458) . وفي تفسير هذه الآية يقول الطبري : ( يقول تعالى ذِكره : وما أرسلناك يا محمد إلى هؤلاء المشركين بالله من قومك خاصة ، ولكنا أرسلناك كافة للناس أجمعين ، العرب منهم والعجم ، والأحمر والأسود ، بشيرا ً من أطاعك ، ونذيرا ً من كذبك ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون  أن الله أرسلك كذلك إلى جميع البشر )(الطبري ، 6/223)  .

أما الطريق الثاني ، وهو الاستدلال بالسنة النبوية  المطهرة على عالمية الخطاب القرآني ، فإن هناك أحاديث وردت بكون الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم مبعوثا ً إلى الناس كافة . والاستدلال على عموم بعثته صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس كافة إنما بدوره يفيد الدلالة على عالمية الخطاب القرآني الذي تضمن الإخبار بهذه البعثة . فقد ورد في صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أن نبينا الأكرم محمد  صلى الله عليه وآله وسلم قال : ” أعطيتُ خمسا ً لم يُعطهن أحد قبلي : نُصرتُ بالرعب مسيرة شهر ، وجُعِلتْ لي الأرض مسجدا ً وطهورا ً ، فأيّما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليُصَلّ ، وأحِلّتْ لي المغانم ولم تُحَل لأحد قبلي ، وأعطيتُ الشفاعة ، وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصة وبُعثتُ إلى الناس عامة ” (البخاري، 1400هـ، 1/126،158 ، الدارمي، 3/1603)  ، وفي صحيح مسلم  ورد أيضا ًعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أن نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال : أعطيت خمسا ً لم يعطهن أحد قبلي : كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وجعلت لي الأرض طيبة طهورا ً ومسجدا ً فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان ، ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر ، وأعطيت الشفاعة “(ابن مسلم ، 1/236) . 

وفي شرح النووي لهذا الحديث قال : إن المقصود بالأحمر هم البيض من غير العرب ، والأسود هم العرب لغلبة السمرة فيهم ، وكذلك السودان ، وقيل : المراد بالأسود هم السودان وبالأحمر من عداهم من العرب وغيرهم ، وقيل : إن الأحمر هم الإنس والأسود هم الجن ، وجميع هذه الأقوال صحيحة ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم بعث إلى جميعهم(النووي5/7) .

 الأدلة الوضعية على عالمية الخطاب القرآني

في الحقيقة ، إنه لما يكون القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة حجة ودليلا ً على إثبات حكم ما ؛ فإنه تخرس جميع الحجج الأخرى وتنزوي أمامهما ؛ ولا تعود الأدلة الأخرى غيرهما بذات فائدة تذكر. لكن رأينا وكلامنا هذا ، يصدق على من يدين بدين الإسلام والإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر . أما إذا كان المقابل لا يعترف بهذين الدليلين ؛ كأن يكون ممن يدين بديانة غير الإسلام ، فمثل هذا النموذج لا يفيد معه  الاستدلال والمحاججة إلا من خلال العقل والاستدلال بأقوال أرباب العلم على عالمية الخطاب القرآني . وتجدر الإشارة إلى أن الفكر الوحيد الذي ادعى العالمية والأممية في شعاراته وخطاباته في عصرنا الحديث هو الفكر الشيوعي الذي أسسه الألمانيان كارل ماركس و فردريك أنجلز وحاول الحاكمان الروسيان  لينين وستالين من بعدهما التطبيق  السياسي والاقتصادي لفلسفة هذا الفكر على دول أوروبا ، ولكن لم يدم هذا المنهج ، إذ تدهور بعدهما وانفصلت عرى كيان الاتحاد السوفيتي ، وانحلت عنه دول أوروبا الشرقية التي كانت سائرة في ركابه لعقدين من الزمان أو تزيد قليلا ً .

فهذا الفكر ارتأى أن لا أممية ولا عالمية إلا في خطاباته ؛ وعليه فإني حينما أريد الاستدلال بأدلة وضعية على عالمية الخطاب القرآني فإنما أقصد بالمقابل هو هذا المذهب الشيوعي ؛ ولذلك سأحاول اقتناص ما قيل عن أمميته خطابه بالآتي :

 1) من ذلك ما كتبه صاحب كتاب تهافت الفكر المادي التاريخي عن كارل ماركس وفلسفته السياسية إذ قال : { إن كارل ماركس قد ربط تفكيره الفلسفي بأوضاع القرن التاسع عشر الاقتصادية والاجتماعية والعلمية ؛ ولذا فصلاحية اتجاهه في حلول المشاكل يقصر عن أن يتجاوز هذه الأوضاع ، ويقصر عن أن يمتد إلى القرن العشرين فيعالج مشاكلها }(البهي ،1975، 34) . فهذا القول صريح في أن الفكر الفلسفي الماركسي كان تطبيقه فقط في الأمور الاقتصادية والاجتماعية والعلمية ، ولا يتعدى غيرها ، والعلمية هنا ، المقصود منها معناها المادي الذي يدخل عالم الحس والمشاهدة ، وهذه النظرة قاصرة في إدراك الحقيقة كلها ، بل هي تدرك جزءا ً من الحقيقة ، وهي بالتالي نظرة قاصرة لتفسير حقيقة الأشياء في هذا العالم الذي لم يكتشف العلم منه إلا النزر اليسير من أسراره وحقائقه ، بينما جاء القرآن ليعطي شمولية في الخطاب عن الماديات وما فوقها من الغيبيات التي لا يؤمن بها أصحاب الفكر الفلسفي المادي ، فكانت نظرة القرآن الكريم عمومية شاملة ، وهذا الفهم الشامل لحقيقة الأشياء لا يتأتى إلا من خلال الخطاب الكامل الشامل العالمي في انسياحه في الأمكنة والأزمنة على السواء من دون اقتصار على مكان معين أو زمان معين في هذا الوجود ؛ بدليل أن هذا النص الذي استشهدنا به ، جاء فيه التصريح بعدم امتداد التفكير الفلسفي الماركسي إلى القرن العشرين ، وقد أثبتت الأيام مصداقية هذا القول إذ انفصمت عرى الكيان الدولي لجمهوريات الاتحاد السوفيتي وتخلت كل الدول الاسيوية والأوروبية عن الفلسفة الماركسية بعد أن كانت هذه الدول مرتبطة فيما بينها لسنوات تحت حاكم واحد . 

2)  قال مارسيل بوازار وهو مفكر وقانوني فرنسي معاصر: ( إن القرآن لم يقدر قط لإصلاح أخلاق عرب الجاهلية . إنه على العكس ؛ يحمل الشريعة الخالدة والكاملة والمطابقة للحقائق البشرية والحاجات الاجتماعية في كل الأزمنة )(بوازار،1980، 52)  . هذا القول جاء من رجل قانوني خبير بالمؤسسات الدستورية وقوانين الدولة التي تتعلق بأحوال الناس والمجتمعات بعضها ببعض ، وهو تصريح واضح بأن القرآن الكريم لم يقتصر في خطابه وإصلاحه على شريحة واحدة من الناس وهم عرب الجاهلية قبل الاسلام ، وإنما هو كتاب خالد شامل في نصوصه وأحكامه التي خاطبت وتخاطب وسوف تظل تخاطب البشرية جمعاء وفي جميع الأزمنة والأمكنة ؛ فهو صالح لكل زمان ومكان . وهذا يعني أن الخطاب القرآني جاء خطابا ً عالميا ً ولم يأت شوفينيا ً يخاطب فئة معينة من الناس أو طبقة مخصوصة من البشر كما تفعل الأحزاب في خطاباتها الإقليمية والفئوية الضيقة .

3)  قال فنساي مونتاي وهو باحث فرنسي اهتم بدراسة التأريخ الإسلامي والشريعة الإسلامية وتجول في البلدان وكتب الكثير من مشاهداته إلى أن أعلن إسلامه وتسمى بالمنصور بالله الشافعي : (إني لا أشك لحظة في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأعتقد أنه خاتم الأنبياء والمرسلين ، وأنه بعث للناس كافة ، وأن رسالته جاءت لختم الوحي الذي نزل في التوراة والإنجيل )(العشي،1983، 5/45) . هذا الخطاب قاله باحث فرنسي على مكانة كبيرة في مجال البحوث العلمية والدراسات الميدانية ، وقادته تجاربه البحثية إلى القناعة التامة بالدين الإسلامي فأسلم واعتنق هذا الدين ، وكرس دراساته وكتبه لشرح وتبيان عالمية القرآن وشمولية الإسلام ، ومعالجته لكل قضايا الناس على كل مستوياتهم وطوائفهم ، والباحث فنساي بقوله هذا يؤكد ويؤمن بأن نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم إنما هو مبعوث إلى الناس كافة . ويستتبع هذا الإيمان أن القرآن لابد أن يكون مخاطبا ً الناس كافة ولم يخاطب فئة مخصوصة من الناس ، بمعنى أوضح ؛ إن الخطاب القرآني هو خطاب عالمي ، وكذلك يؤمن هذا الباحث بأن القرآن الكريم إنما جاء خاتما ً للتوراة والإنجيل ، وهذا يستتبعه أن يكون هذا القرآن شموليا ً في خطابه وأحكامه للناس كافة ، بعد أن كان كل من التوراة والإنجيل قد أنزلا  لمخاطبة بني إسرائيل ، فهما كتابان ليسا كالقرآن في مخاطبة الناس أجمعين .

4)  قال واشنطن أيرفنج وهو باحث أمريكي مهتم بتأريخ المسلمين : (كانت التوراة في يوم ما هي مرشد الإنسان وأساس سلوكه ، حتى إذا ظهر المسيح عليه السلام ؛ اتبع المسيحيون تعاليم الإنجيل ، ثم حل القرآن مكانهما ، فقد كان القرآن أكثر شمولا ً وتفصيلا ً من الكتابين السابقين ، كما صحح القرآن ما قد أدخل على هذين الكتابين من تغيير وتبديل ، حوى القرآن كل شيء وحوى جميع القوانين إذ إنه خاتم الكتب السماوية )(درمنغايم، 1949 ، 72) . يأتي كلام هذا الباحث معضدا ً لما سبق أن قلناه في توضيحنا لكلام فنساي مونتاي السابق الذكر . فالباحث والمفكر الأمريكي واشنطن أيرفنج يشير في كلامه إلى أن القرآن احتل المكانة الفكرية والقلبية بدلا ً من التوراة والإنجيل ؛ ومن الطبيعي أن يكون هذا الكتاب الجديد أوسع وأشمل في احتوائه على مفردات وجزئيات حياة الناس في كل زمان ومكان ؛ وهذا يوحي لكل لبيب أن القرآن الذي هذه مواصفاته إنما هو كتاب عالمي الخطاب .

5)  قال دافيد سانتيلانا وهو قانوني إيطالي شهير ومن أبرع المقننين بالفقه المالكي والفقه الشافعي وله عدة مؤلفات في الفقه الإسلامي : ( كان محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى الشعوب الأخرى كما كان رسول الله إلى العرب )(شاخت ، 1978 ، 1/405) . إن هذه الشهادة من رجل قانوني ممارس ومتمكن من التشريع القانوني تثبت بلا أدنى شك أن الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم خاطب الأقوام الأخرى من غير العرب ، والتاريخ يشهد على بعوثه ورسائله إلى ملوك وأمراء شعوب العالم من غير العرب . وهذه البعوث والرسائل تعد أسطع دليل على أنه صلى الله عليه وآله وسلم مبعوث إلى العالم كله وأنه رحمة للعالمين كما وصفه الله تعالى بقوله : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )(الأنبياء 107) ، هذا إضافة إلى كونه عليه الصلاة والسلام قد أرسل إلى العرب وبين ظهرانيهم  في الجزيرة العربية ؛ وهذا كله دليل واضح على أن القران الذي أنزل عليه صلى الله عليه وسلم لم يقتصر في خطابه على العرب وإنما كيفما كان عليه الصلاة والسلام مخاطبا ً الأقوام الأخرى ؛ فإن القرآن المعجزة الخالدة إنما يكون كذلك مخاطبا ً العالم أجمع ، أي إن الخطاب القرآني خطاب عالمي ، لا يشك في هذه الحقيقة كل من له أدنى مسكة من عقل .

 دلالة المنهج التطبيقي على عالمية الخطاب القرآني         

من الادلة الساطعة التي هي أدلة ميدانية نابعة من الواقع الحركي للقرآن الكريم في نفوس وقلوب الناس ، تلك الأدلة التي يدخل المنهج التطبيقي للإسلام فيها دخولا ً واضحا ً . ومن أهم هذه الأدلة التي رصدها الباحث التي تدل على عالمية الخطاب القرآني  ما يأتي :

 1)  إن الدخول في دين الإسلام والانصياع للخطاب القرآني الذي يستلزمه ، لم يكن من العرب فقط ، بل تعداهم إلى دخول غير العرب في الدين الجديد من الفرس والروم والاحباش والهنود وغيرهم من الأجناس البشرية والاقوام الإنسانية الأخرى ؛ ولو كان الخطاب القرآني مقتصرا ً على العرب لما دخل تحت مظلته سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي رضوان الله عليهم  . فدخول أمثال هؤلاء في الإسلام إنما جاء من خلال خطاب القرآن الكريم لعقولهم وقلوبهم ، ومن خلال دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم لنفوسهم ؛ مما جعلهم يطمئنون إلى هذا الدين ومقرراته التي لم تعرف الإقليمية والعنصرية . 

 2)  إن الدولة التي أقامها الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم حسب منهج القرآن امتدت إلى عصور عديدة وإلى يومنا هذا ، وهي ممتدة في بقاع عديدة من أرجاء المعمورة ولاتزال قائمة بين أقوام وشعوب مختلفة ألوانها وأجناسها وألسنتها وعاداتها . وهذا القيام والوجود لهذه الدولة يعد أبرز دليل وأكبر برهان على أن الخطاب القرآني لم يكن محصورا ً أو مقصورا ً على عنصر معين من البشر وإنما هو ممتد إلى جميع الأجناس البشرية . وعلى الرغم من فترات الانحسار والانقباض في هذه الدولة ، فإن المجتمعات الإسلامية التي تعيش في أكناف هذه الدولة في كل بقاع الأرض نجدها تؤمن بقلوبها وعقولها على أن هذا القرآن هو كتاب الله الخالد الذي فيه سعادة الدارين  .

3) إن كون القرآن الكريم معجزا ً في كل زمان ومكان يعد دليلا ً ساطعا ً على عالميته وخلوده ؛ فهو معجز بآياته اللفظية وآياته الكونية التي أشار إليها ، وهي باقية كذلك على حقيقة الإعجاز في كل عصر وحين ؛ وهذا ما يفسر لنا أن كبار العلماء والباحثين يتوصلون في كل عصر إلى نظرية أو قانون كوني من خلال هذا القرآن العظيم فيعلنون إسلامهم عن قناعة لا عن تقليد  . 

4) مما يعد دليلا ً على عالمية الخطاب القرآني ، كون القرآن محفوظا ً لا يناله التحريف إلى أبد الزمان  ، وإذا حدث أن سولت نفس لأحد من البشر الحاقدين تحريف أو تزوير ولو حرف واحد أو حركة من حركاته فضلا ً عن كلمة من كلماته ؛ فإن هذا التحريف ينكشف فورا ً بأمر الله تعالى وحفظه الذي بينه بقوله : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )(الحجر9)  . وحفظ هذا الكتاب الخالد المعجز من التحريف والتزوير على مر العصور والقرون إنما هو تناسب لما فيه من رسوخ وكمال مطلق ، والكتاب الذي يتصف بهذا لابد أن يكون خطابه عالميا ً شاملا ً إلى كل الموجودات لأن الكتاب الذي لا يمتلك الرسوخ والكمال المطلق فإنه يكون عاجزا ً عن شمولية الخطاب وعالميته .

خاتمة القول

هذا المقال الموسوم بــ ( عالمية الخطاب القرآني ) وضعته للتدليل على أن القرآن الكريم جاء في خطاباته للناس أجمعين وليس لعنصر معين من البشر . وقد تالف من مقدمة وخمس فقرات وخاتمة .  الفقرة الأولى  بعنوان : مفهوم العموم في الخطاب القرآني . والفقرة الثانية بعنوان :  الآيات القرآنية الدالة على عالمية الخطاب . والفقرة الثالثة  بعنوان : الأدلة على عالمية الخطاب القرآني من القرآن الكريم  والسنة النبوية المطهرة . والفقرة الرابعة بعنوان : الأدلة الوضعية على عالمية الخطاب القرآني .    والفقرة الخامسة بعنوان : دلالة المنهج التطبيقي على عالمية الخطاب القرآني  .      

   الهوامش :

–  أبو السعود، رفيق ، (11413هـ/ 1993 م ) إعجازات حديثة علمية ورقمية في القرآن ،  دار المعرفة  ،  دمشق ، ط 3  .

– السيوطي ، جلال الدين ، ( 1422هـ / 2008 م ) الإتقان في علوم القرآن ، تح . شعيب الأرناؤوط ، ومصطفى شيخ مصطفى ، مؤسسة الرسالة  ناشرون ، دمشق ،  بيروت ، ط1  .

– الجرمي ، إبراهيم محمد ، ( 1422هـ/ 2001م ) معجم علوم القرآن ، دار القلم ، دمشق ، ط1.

– أبو سنة ، عبد الفتاح ، ( 1416هـ / 1995 م ) علوم القرآن ، دار الشروق  ، القاهرة ، ط1 .

–  الجرمي ، إبراهيم محمد ، معجم علوم القرآن ، والسيوطي ، جلال الدين ، الإتقان في علوم القرآن  ، وعلوم القران .

– القزويني ، (1424هـ / 2003م ) ،  الإيضاح في علوم البلاغة  ، تح . إبراهيم شمس الدين ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط1 ، والميداني ، عبد الرحمن حسن ، ( 1416هـ / 1996م ) ، البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها  ، دار القلم ، دمشق ، ودار الشامية ، بيروت ، ط1  .

– الرازي ، فخر الدين ، ( 1424هـ / 2004 م ) ،  تفسير الفخر الرازي المشهور بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب ، دار الفكر للطباعة والنشر ، بيروت ، ط1 الشيرازي ،( 1424هـ / 2004 م )   وجامع البيان في تفسير القرآن ، تح.د. عبد الحميد هنداوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ط1 ،

– الشيرازي ، (1427، 2006 )  جامع البيان في تفسير القران  ، والجامع لأحكام القرآن 1/ 340 ، القرطبي ، تح. د. عبد الله عبد المحسن التركي ، مؤسسة الرسالة  ، بيروت ط1 .

–  الأندلسي ، أبو حيان ، ( 1423هـ / 1993 م ) البحر المحيط  ، تح. الشيخ عادل أحمد عبد الموجود وآخرون ، دار الكتب العلمية ، بيروت ط1  .

– البغدادي ، علاء الدين الشهير بالخازن ، ( 1415هـ / 1995م )  تفسير الخازن المسمى لباب التأويل في معاني التنزيل ، تح. عبد السلام محمد علي شاهين ، دار الكتب العلمية ، بيروت ط1 .

– الطبري ، ابن جرير ، ( 1415هـ / 1994 م ) تفسير الطبري من كتابه  جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، تح  د. بشار عواد معروف  ، وعصام فارس الحرستاني ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ط1 .

–   الرازي ، فخر الدين ، مفاتيح الغيب   .

– الأندلسي ، أبو حيان ، البحر المحيط .

–  تفسير القرآن العظيم ، 6/ 458 ، ابن كثير الدمشقي ، تح. محمد حسين شمس الدين ، تح . محمد حسين شمس الدين ، دار الكتب العلمية ، بيروت  ط1 ، 1419هــ / 1998م  .

–   الطبري ، جامع البيان.  

– البخاري ( 1400هـ ) الجامع الصحيح  ، البخاري ، (كتاب التيمم) ، رقم الحديث 335 ، تح.محب الدين الخطيب ، و محمد فؤاد عبد الباقي ، وقصي محب الدين الخطيب ، المطبعة السلفية ومكتبتها ، القاهرة ، والدارمي،  مسند الدارمي في باب السير 1603   .

–  مسلم ، بن الحجاج ، ( 1427هـ / 2007 م ) صحيح مسلم  ، مسلم بن الحجاج ، (كتاب المساجد ومواضع الصلاة) ، تح . أبو قتيبة نظر محمد الفاريابي ، دار طيبة للنشر والتوزيع ، الرياض ، ط1  .

 – النووي ، محيي الدين ، ( 1414هـ / 1994 م )  صحيح مسلم بشرح النووي 5/ 7  ، مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، ط2 .

–  البهي ، محمد ، ( 1395هـ / 1975 م ) ، تهافت الفكر المادي التاريخي بين النظرية والتطبيق  ، مطبعة التقدم ، القاهرة ، ط3   .

 – بوازار، مارسيل ، ( 1980م )  إنسانية الإسلام  ، ترجمة د. عفيف دمشقية ، دار الآداب ، بيروت  . 

– العشي ، عرفات كامل ،( 1983 م )   رجال ونساء أسلموا  ، دار القلم   .

– درمنغايم ، أميل در ، ( 1949م )  ، ترجمة عادل زعيتر ،  دار إحياء الكتب العربية  ،  القاهرة ، ط 2 .

– شاخت ، جوزيف ، ( 1978 م )  تراث الإسلام  ، و  س . أ . بوزورث ،  ترجمة محمد زهير السمهوري ورفاقه ، سلسلة عالم المعرفة  ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، الكويت  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *