أ.م.د. غصون عبد صالح الزهيري

جامعة ديالى / كلية التربية للعلوم الإنسانية/ قسم التاريخ

Gossonabd1978@gmail.com

 

 

الكلمات المفتاحيو : أطباء ، طبيبات ، الوقاية ، العلاج ، الحجر                                                     

المقدمة

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد وآله وصحبه اجمعين.

أما بعد..

يعد إبراز الحضارة الإسلامية واسهاماتها في هذه اللحظة التاريخية التي تتصاعد فيها وتيرة العولمة التي لاترحم الضعفاء وتجتث من ليس له جذور ، واجبا ملقى على عاتق كل باحث ينتمي لهذه الامة ، وبما ان الجانب الصحي يعد من أهم الجوانب التي تهم الانسان في كل المراحل التاريخية ، جاءت هذه الدراسة لتدلو بدلوها في هذا الجانب المهم ، من خلال تتبع اسهامات الحضارة الاسلامية في قرن يعد من اهم قرون الاحتجاج في تاريخنا الاسلامي ، الا وهو القرن الأول الهجري ، قرن التاصيل لكل النواحي في حياة الامة الاسلامية ، ففيه اقام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) دولته المباركة ، وقدم باقواله وافعاله وتقديراته الأدلة والشواهد على حرص هذا الدين على الرقي بالمستوى الصحي للإنسان والبيئة ، حيث يعد ماقدمه الإسلام في مجال النظافة والطهارة أعظم برنامج لصيانة الصحة والبيئة بكل أبعاده.

وتحاول هذه الدراسة ابراز ألق الحضارة الإسلامية في جانب يعد من أهم الجوانب في هذه الفاعلية الحضارية لإنسان ، الا وهو الجانب الصحي والطبي ، إذ تحاول هذه الدراسة تسليط الضوء على أهم القيم الثمينة التي تضمنتها الحضارة الإسلامية ، من خلال تتبع ماقام به المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) في مجال الصحة والبيئة ، وتشجيع الأطباء والطبيبات فضلا عن تسليط الضوء على تراجم أهم الأطباء والطبيبات الذين تركوا بصمات واضحة في مجال الطب والرعاية الصحية.

أخيرا اتمنى أن اكون قد وفقت في انجاز هذه الدراسة فأن اصبت فمن الله وأن اخطات فمن عندي والله ولي التوفيق

أولا : التدابير الصحية الوقائية في عصر الرسالة

من منطلق أن الوقاية خير من العلاج، فقد قدمت الآيات القرانية والأحاديث النبوية الشريفة العديد من النصائح والتوجيهات للوقاية من الأمراض ، والمحافظة على صحة الجسم ، ومن ابرز تلك التدابير الوقائية كالاتي :

1-الإهتمام بنوعية الغذاء

لقد وجه المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) الإنتباه إلى أهمية الغذاء في الوقاية من الأمراض ، وتقوية المناعة فوردت العددي من الآيات والأحاديث التي تؤكد على أهمية بعض الأطعمة الطبية والصحية منها على سبيل المثال :

  • العسل:

لقد تظافرت النصوص القرانية ، واالحاديث النبوية الشريفة على أهمية العسل في علاج الأمراض والوقاية منها ، قال تعالى :(يَخۡرُجُ مِنۢ بُطُونِهَا شَرَابٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ فِيهِ شِفَآءٞ لِّلنَّاسِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ٦٩)([1])، وقد أكد (صلى الله عليه وآله وسلم ) على أهمية العسل لجسم الإنسان “أن رجلا آتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : أخي يشتكي بطنه فقال : اسقه عسلا ثم آتى الثانية فقال: اسقه عسلا ثم آتاه الثالثة فقال : اسقه عسلا ثم اتاه فقال قد فعلت ، فقال : صدق الله وكذب بطن اخيك اسقه عسلا فسقاه فبرأ”([2]).

ولعل من أبرز فوائد العسل كما ذكرها علماء الطب الحديث أنه غذاء ليست له فضلات، وغذاء مثالي للضعفاء والمرضى والأطفال، وغذاء يريح الجهاز الهضمي ؛ لأنه لايحتاج إلى مجهود في الهضم ، وغذاء يريح الكلى والكبد ؛ لأنه لاينتج عنه فضلات سامة ، وغذاء طازج دائما فهو يحتفظ بقيمته الغذائية أطول وقت ممكن([3]).

  • التمر :

يعد التمر من الأطعمة الغنية بالفيتامينات والألياف المفيدة للبدن؛ لذا نجد القرآن الكريم ينوه بذكره ويؤكد على فوائده قال تعالى : (وَهُزِّيٓ إِلَيۡكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ تُسَٰقِطۡ عَلَيۡكِ رُطَبٗا جَنِيّٗا٢٥ فَكُلِي وَٱشۡرَبِي وَقَرِّي عَيۡنٗاۖ )([4]) ، وقد بين المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) أن : ” من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر”([5]).

وقد تعددت الدراسات العلمية التي تؤكد أن ثمرة التمر تحوي على عشرات العناصر الغذائية المهمة لدوام الجسم حيا نشيطا ، انها تحوي على نسبة عالية جدا من السكر السهل الهضم السريع الإمتصاص الذي يمد الجسم بالطاقة والحركة والحرارة([6]) ، فهو يعد غذاء متكامل.

جـ – الزيتون

وقد ذكرت هذه الشجرة المباركة في القرآن الكريم بقوله تعالى : (وَشَجَرَةٗ تَخۡرُجُ مِن طُورِ سَيۡنَآءَ تَنۢبُتُ بِٱلدُّهۡنِ وَصِبۡغٖ لِّلۡأٓكِلِينَ٢٠ ) ([7]) ، وقال المفسرون : هي شجرة الزيتون ، والدهن هو زيت الزيتون والصبغ الأدم ، أي أن هذه الشجرة فيها ماينتفع به من الدهن والأصطباغ ، وشجرة الزيتون هي من أكثر الشجر فائدة بزيتها وطعامها وخشبها([8]) .

د – الحبة السوداء

ذكر الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) فوائدها بقوله : “إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام قلت وما السام قال : الموت”([9]).

وذكر الدكتور اكرم رضا في كتابه الطب النبوي : أن هناك تاثير خفيف للحبة السوداء على الكثير من اجهزة الجسم مثال : تاثير انخفاض ضغط الدم وعدد ضربات القلب ، وخفض السكر ، وتاثير الجهاز التنفسي ، وتوقف نمو الكثير من الميكروبات ، وغيرها من الفوائد([10]).

هـ -الخل

نبه الرسول الكريم على أهمية الخل وفوائده بحسب ماورد في الحديث الشريف “ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) سال أهله الأدم فقالوا : ماعندنا الا خل ، فدعا به فجعل يأكل به ويقول : نعم الأدم الخل نعم الأدم الخل”([11])، وقد ثبتت الدراسات الحديثة ، إن مادة الخل هي مادة مطهرة للأطعمة ، وتقضي على الجراثيم وتنقي الطعام.

 و- ماء زمزم

ورد ذكره في الأحاديث النبوية الشريفة التي من خلالها أكد (صلى الله عليه وآله وسلم ) على مدى أهميته بقوله :”خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم وفيه من الطعم وشفاء من السقم”([12]).

  وإن هناك أطعمة أخرى ذكرت في الكتاب والسنة منها القرع قال تعالى : (وَأَنۢبَتۡنَا عَلَيۡهِ شَجَرَةٗ مِّن يَقۡطِينٖ١٤٦)([13])، إذ  إن يونس (عليه السلام ) بعد خروجه من بطن الحوث وهو في حالة تعب شديد غذاه الله تعالى من تلك الشجرة([14]).

2- النظافة

وهي شعار الحضارة الإسلامية ، وكانت من ضمن تعليمات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، فقد عدت النظافة والطهارة من أبرز مايتحلى به المؤمنون من صفات ، على نحو  قوله تعالى :(وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ٢٢٢)([15]).

وإن هناك العديد من التوجيهات النبوية الشريفة التي تحث على النظافة والحرص على المظهر الحسن ومنها نظافة الفم حيث قال (عليه الصلاة والسلام):(لولا إن اشق على أمتي لامرتهم بالسواك مع كل صلاة)([16])، ودعا المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى طهارة ونظافة الأماكن التي يتوقع فيها العرق والأوساخ والميكروبات([17]).

 وإن نظافة الملابس تعد مظهرا من مظاهر نظافة صاحبها ، والأهتمام بجمالها دليل على رقيه وذوقه ، وهذا مااولته الشريعة الإسلامية اهتمامها ، إذ إن القرآن الكريم أمر المسلمين على الإهتمام بزينتهم عند كل صلاة وفي أوقاتها الخمسة ، على نحو قوله تعالى :(يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ قَدۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ وَرِيشٗاۖ وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ ذَٰلِكَ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ٢٦)([18]).

وبصدد ذلك كانت التوجيهات النبوية الشريفة هي دعوة المسلم إلى الصلاة بثياب نظيفة وعلى وجه الخصوص صلاة الجمعة ، فقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم ) :(ماعلى أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته)([19]) ، و أكد (صلى الله عليه وآله وسلم) على نظافة مساكن المسلمين فقال : (إن الله طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة كريم يحب الكرم جواد يحب الجود فنظفوا آراه قال أفنيتكم ولاتشبهوا باليهود)([20]).

وأكد (صلى الله عليه وآله وسلم) على نظافة المساجد والأهتمام بتطييب رائحتها ؛ لأنها معدة للصلاة واجتماع المسلمين وطلبة العلم والتفقه بالدين، وإلا نفروا من دخولها ؛  إن المتامل لما اتصفت به حجراته (صلى الله عليه وآله وسلم) يجد أنها تم تخطيطها بارقى المواصفات الصحية ، و لم يكن فيها كنف تؤذي ساكنها برائحتها بل على العكس رائحتها من أطيب العطور؛ لأنه كان يحب الطيب([21])؛ فمواصفاتها جديرة بأن تؤخذ بعين الاعتبار سواء في تخطيط المدن أو المنازل الخاصة.

ومن أجل بيئة سليمة نقية فقد شجع (صلى الله عليه وآله وسلم) على الأهتمام بالتشجير بقوله :(مامن مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو انسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة)([22]).

و أكد (صلى الله عليه وآله وسلم) على ممارسة الرياضة وعدها من أهم التدابير الصحية حيث تساعد الجسم على الحركة والحصول على اللياقة البدنية ، وشكل حسن ،فقال (صلى الله عليه وآله وسلم ) :(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)([23])، إذإنه كان يتميز بلياقته البدنية ، فعن أبي هريرة قال : (مارايت شيئا أحسن من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مشيته كأنما الارض له أنا لنجهد انفسنا وأنه لغير مكترث)([24]).

  • الحجر الصحي

وردت أحاديث نبوية عديدة تحث على على اتخاذ التدابير الوقائية من الأمراض المعدية قال (صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( وفر من المجذوم كما تفر من الأسد)([25])، فبين (صلى الله عليه وآله وسلم ) أن أهم مايمكن اتخاذه من اجراءات تساعد على منع انتشار الأمراض المعدية إذ قال (صلى الله عليه وآله وسلم ) في الطاعون : (إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه) ([26]).

فمن خلال هذا الحديث يتبين لنا أساس الحجر الصحي الذي وصفه (صلى الله عليه وآله وسلم ) لمكافحة الأوبئة والأمراض المعدية ، وعدم الفتك بالناس والحد من انتشارها ؛ ولهذا طلب من تلك الاهالي التي انتشر الطاعون في بلدانهم بالمكوث وعدم الخروج منها ؛ تفاديا لانتقال العدوى للبلاد المجاورة لهم ، و بالوقت نفسه الحذر من انتقال العدوى إليهم ، وهذا ما نعمل به اليوم.

وأمر (صلى الله عليه وآله وسلم ) بقتل الكلاب المسعورة توخيا لانتقال أمراضها إلى الإنسان([27]) ، وبهذا يكون قد نبه إلى الحذر من انتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان ، وهكذا يكون قد أسس ما يعرف بالطب الوقائي.

  • الصحة النفسية

للأمراض النفسية خطورة كبيرة الإنسان ، وهذا ما أكده الطب الحديث ، إذ إن الاضطرابات النفسية منها (الحزن ، القلق ، الغضب ، الكآبة) كلها لها آثار سلبية على صحة الجسم وانسجة اعضاءه ؛ ولهذا وضع (صلى الله عليه وآله وسلم ) برنامجا نفسيا متكاملا ؛ لحماية الإنسان من تلك الاضطرابات ومايرافقها من أمراض ، و أكد في برنامجه على النقاط الآتية :-

  1. التركيز على تعميق الإيمان بالله تعالى والربط بين الضغوط النفسية التي يتعرض لها الإنسان وبين ضعف الايمان قال تعالى : (وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ١٢٤ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا١٢٥ )([28]).
  2. 2-    أمر المسلم بالتسلح بالإذكار والدعاء لمعالجة الهم والكرب والحزن ، فكان من دعائه (صلى الله عليه وآله وسلم ) (اللهم إني اعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال)([29]).
  3. وأكد (صلى الله عليه وآله وسلم ) على التبسم في وجه الأخرين علامة من علامات الصحة النفسية ، وإنها من صفات أهل الجنة نحو  قوله تعالى : (وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ مُّسۡفِرَةٞ٣٨ ضَاحِكَةٞ مُّسۡتَبۡشِرَةٞ٣٩)([30])،  فالتبسم هو من صفاته (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فكان دائما يلاطف اصحابه ويمازحهم بالحق ، فقد روي عن عبدالله بن الحارث (رضي الله عنه ) إنه قال : (مارايت أحدا أكثر تبسما من رسول الله )([31]).

كل هذه أفعال توفر راحة نفسية مطمئنة بعيدا عن الحزن والكآبة والهم ، وبالوقت نفسه أنها غير مكلفة ولا تتطلب جهدا من صاحبها.

 أكد (صلى الله عليه وآله وسلم ) على الكلمة الطيبة وما يترتب عليها من آثار ايجابية في نفس الإنسان بقوله : (الكلمة الطيبة صدقة) ([32]).

ثانيا : أطباء وطبيبات عصر الرسالة :

أغلب أطباء العهد النبوي هم أطباء مخضرمين عاشوا في العصر الجاهلي وعصر النبوة ، وسوف نعرج على تراجم البعض منهم باختصار ، ومن أهمهم :

  1. الحارث بن كعب :

وهو طبيب العصر الإسلامي ، شهد النبي ويقال إنه حضر وفاة الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه ) بطعنته التي قتل فيها ، وربما شارك في مداواته منها([33]).

  • ابن حذيم :

وهو من اشهر أطباء العرب ، وكان من أمهر المعالجين بالكي ، ويضرب به المثل في الحذاقة في الطب ، فيقولون لمن ارادوا وصفه بذلك هو اطب من ابن حذيم([34]) ، وقال عنه الزمخشري :”…. أطب من ابن حذيم هو رجل من أطباء العرب”([35]).

  • أبو رمثة التميمي :

وهو رفاعة بن يثرب ابو رمثة التميمي كان طبيبا معروفا وناجحا بالمداواة ، مزاولا لاعمال اليد وصناعة الجراح ، ولكنه لم يكن فائقا في العلم([36]).

  • 4-    الشمردل بن قباب الكعدي النجراني :

ورد في حديث قيس بن الربيع عن الشمردل بن قباب ، وكان في وفد الحارث بن كعب الذين قدموا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فاسلموا وقضى حوائجهم ، فقال الشمردل حين برك بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) :”بأبي وامي ، كنت كاهن قومي في الجاهلية ، وقد اتى الله بالنبوة ، فأبطل كهانتي ، وانا رجل اتطبب فتاتيني المراة الشابة ، وغير ذلك ، فما يحل لي ، قال : فصد العروق ، ومحسمة الطعنة ، وانتشار ان اضطربت ، ولا تجعل في دواتك شبر ما ، وعليك بالسناء والسنون ، ولا تداو احدا حتى تعرف داءه ، فاكب عليه فقبل ركبته ، ثم قال : والذي بعثك بالحق لانت اعلم مني”([37]).

  • ضماد بن ثعلبة الازدي :

كان يتطبب ويطلب العلم ، أسلم في أول الإسلام ، وكان يرقى ، أي يعالج الداء بشيء يقرا ثم ينفث من هذا الريح([38])، وذكره الكتاني في كتابه التراتيب الإدارية بأنه كان طبيبا([39]).

أما فيما يخص دور الطبيبات في تقديم أبرز الخدمات الطبية في عصر النبوة ، ومساهمتها الفعالة في هذا الميدان ، فمن أبرز النساء المسلمات اللاتي مارسن الطب في العهد النبوي كالاتي :-

  1. أسماء بنت ابي بكر (رضي الله عنهما) :

وهي أسماء بنت عبدالله بن عثمان التيمية ، وهي بنت أبي بكر الصديق وامها قتيلة بنت عبد العزى قرشية من بني عامر بن لؤي ، ووالدة عبدالله بن الزبير ، اسلمت قديما في مكة ، وعرفت بذات النطاقين ، توفيت سنة 73 هـ ([40]).

وكانت تؤتى بالمراة الموعوكة فتدعوا بالماء فتصبه في جيبها ، وتقول إن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) أوصى أبردوها بالماء([41]).

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يقدم توجيهاته الطبية للصحابيات في كيفية مداواة المرضى بالطرق الصحيحة.

  • أمية بنت قيس ابي الصلت الغفارية :

اسلمت وبايعت بعد الهجرة ، وشهدت مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) خيبر سنة 7 هـ ، قالت :”جئت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) في نسوة من بني غفار ، فقلنا انا نريد ان نخرج معك إلى خيبر يارسول الله ، فتداوي الجرحى ، ونعين المسلمين بما استطعنا ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم ) : على بركة الله ، قالت : فخرجنا معه”([42]).

فمن ذلك يتبين أن أمية الغفارية كانت على معرفة ودراية بالأمور الطبية وطرق علاجها ، وكيف يتم أعداد العقاقير الطبية التي تناسب كل داء ، ومداواة الجرحى من خلال مشاركتها في بعض الغزوات التي قادها (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيامها بتضميد جروح المجاهدين المسلمين ، وتواصلها ليلا ونهارا بهذا العمل الإنساني بكل محبة دون أدنى ملل او كلل ؛ لانها كانت تشعر بانها جزء من هذا المجتمع الاسلامي ، ويتحتم على ضميرها ان تساهم وتشارك في بنائه.

  • أم زياد الاشجعية :

وهي سادس ست نسوة غزون مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم خيبر ،إذ قالت :”خرجنا ومعنا دواء نداوي به الجرحى ، ونناول السهام ، ونسقي السويق، ونغزل الشعر”([43]).

  • أم سليم :

وهي بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الانصارية ، اشتهرت بكنيتها واختلف في اسمها ، فقيل سهلة ، وقيل : رميلة ، وقيل : رميثة ، وقيل : مليكة ، وقيل : الغميصاء أو الرميصاء ، تزوجت مالك بن النضر في الجاهلية فولدت أنسا في الجاهلية ، واسلمت مع السابقين إلى الإسلام من الانصار فغضب مالك وخرج إلى الشام فمات بها فتزوجت بعده أبا طلحة([44])، وعن انس بن مالك (رضي الله عنه ) قال : “كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) يغزو بام سليم ونسوة من الأنصار معه ، إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى”([45]).

  • أم سنان الأسلمية:

خرجت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) في غزوة خيبر تسقي وتداوي الجرحى([46]) .

  • أم عطية الأنصارية:

وهي نسيبة بنت كعب المازنية ، اسلمت وبايعت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وغزت معه وردت عنه ، فعن أم عطية قالت :”غزوت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) سبع غزوات ، فكنت أصنع لهم طعامهم ، واخلفهم في رحالهم ، واداوي الجرحى واقوم على المرضى”([47]).

  • أم ايمن:

مولاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) وحاضنته ، قال أبو عمر اسمها بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان ، كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : “أم أيمن امي بعد امي”([48]) ، كانت قد حضرت أحدا وكانت تسقي الماء وتداوي الجرحى([49]).

  • حمنة بنت جحش:

وهي حمنة بنت بنت جحش بن رباب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة([50]) ، كانت تسقي العطشى وتداوي الجرحى([51]).

  • الربيع بنت معوذ بن عفراء  الأنصارية:

صحابية جليلة ، صحبت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وغزت معه ، فعن الربيع بنت معاذ بن عفراء قالت :”كنا نغزو مع رسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) فنسقيهم الماء ونخدمهم ونرد القتلى والجرحى الى المدينة”([52]).

  1. رفيدة الإسلمية :

مارست الجراحة وتميزت بها ، واختارها (صلى الله عليه وآله وسلم ) لهذا المجال ، فاتخذت خيمة ومارست عملها فيها ، وجعل (صلى الله عليه وآله وسلم ) سعد بن معاذ عند اصابته يوم الخندق في خيمة في المسجد تسكنها رفيدة الإسلمية حيث كانت تتصف بانها صالحة تقوم على المرضى وتداوي الجرحى ليعوده النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) عن قرب([53]).

  1. الشفاء بنت عبدالله :

اشتغلت بالطب في الجاهلية ، وعاصرت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) وبايعته بمكة ، اشتهرت بمعالجة الامراض الجلدية في الجاهلية وفي الاسلام ، استاذنت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) بمباشرة عملها فاذن لها بذلك ([54])، توفيت سنة 20هـ/641([55]).

  1. عائشة بنت أبو بكر الصديق (رضي الله عنها):

شهدت مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) عدة غزوات ، وكانت تداوي الجرحى ، وتسقيهم في غزوة أحد ([56])، وكانت لها بعض النصائح الطبية ، وكانت تشجع على شرب التلبينة ، لما لها من أثر إيجابي على النفس  تذهب الهم والحزن([57]).

  1. فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ):

كان لها دور كبير في مداواة والدها (صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم احد ، فعن عبدالله بن مسلمة قال : حدثنا عبدالعزيز بن ابي حازم عن أبيه عن سهل (رضي الله عنه ) أنه سئل عن جرح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم أحد فقال : “جرح وجه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) وكسرت رباعيته ، وهشمت البيضة على راسه ، فكانت فاطمة (رضي الله عنها) تغسل الدم وعلي (عليه السلام)  يمسك ، فلما رات أن الدم لا يزيد إلا كثرة ، اخذت حصيرا فاحرقته حتى صار رمادا ثم الزقته فاستمسك الدم”([58]).

  1. معاذة الغفارية :

كان لها دور كبير في اسفار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) تعتني بالمرضى وتداوي الجرحى ، قالت :”كنت انيسا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، اخرج معه في الاسفار اقوم على المرضى ، واداوي الجرحى”([59]).

وبهذا يمكننا القول بإن مسالة اسعاف الجرحى كان من اختصاص الصحابيات الجليلات ، إذ كن يعدنه واجبا في التضحية ، و كن ينفذن بين الرجال فيرافقن الغزاة مسعفات معالجات يحملن اواني الماء ، ومايحتجن من اللفائف والجبائر وغيرها من وسائل الاسعاف يرعين الجرحى ويجبرن كسورهم ، ومنهن من كن يشتركن في المعارك ، وكانت لهن مواقف مشهورة وسير معروفة فبوركت جهوهن والمتمثلة باياديهن الممتلئة بدماء جرحى المسلمين لعلاجهم.

الخاتمة

بعد أن اسدلنا الستار عن موضوع (أطباء وطبيبات عصر الرسالة – دراسة تاريخية) توصلنا إلى النتائج الاتية :

  1. كان لأطبائنا وطبيباتنا اليوم دور مطابق تماما لدورهم في العهد النبوي أوقات انتشار الأمراض والأوبئة ، إذ إن الاثنين كانوا يمثلون الخط الأول في مواجهة الأوبئة وتعريض حياتهم للخطر بغية العناية بالمرضى وتقديم يد العون والمساعدة لهم للتغلب على المرض وشفاؤهم.
  2. كانت التدابير الصحية زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) هي ذاتها ومطابقة تماما للتدابير الصحية التي اتخذت في وضعنا الراهن من خلال الاقتداء بالتوصيات التي وجه بها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) وأكد على ضرورة اتخاذها للوقاية من الأمراض والأوبئة المعدية.
  3. تعد الآيات القرانية واقوال المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ) مطابقة تماما لما وصل اليه العلم الحديث التي تؤكد على أهمية بعض الأطعمة الطبية والصحية ، حيث تنوعت توجيهاته (صلى الله عليه وآله وسلم ) فمنها مايتعلق بنوع الطعام ومنها مايتعلق بسلوك الإنسان الغذائي.
  4. تعد التوجيهات النبوية الصحية هي الدعائم الرئيسة للنهضة الطبية والصحية التي شهدها العالم فيما بعد ، وهي المعين الذي شرب منه الأطباء جيلا بعد جيل ، فهي بمثابة المفاتيح التي سهلت على العلماء سبل البحث والتقصي ، وهي تعد نقطة تحول في مجال الطب الصحة العامة ، و نقلت هذا العلم الجليل من الأسطورة والشعوذة إلى العلم والتجربة.

قائمة المصادر والمراجع

اولا : المصادر الأولية

  • القرآن الكريم
  • ابن الاثير ، عز الدين ابو الحسن علي بن ابي الكرم محمد بن محمد عبدالكريم الجزري الشيباني (ت630ه/1233م).
  • اسد الغابة في معرفة الصحابة ، تح : عادل احمد الرفاعي ، ط1، دار احياء التراث العربي ، (بيروت-1417هـ).
  • البخاري ، ابو عبدالله محمد بن اسماعيل بن المغيرة (ت256هـ/870م).
  • صحيح البخاري ، تح : د. مصطفى ديب البغا ، ط3، دار ابن كثير ، (بيروت-1407هـ /1987م).
  • الجامع بين الصحيحين ، ترتيب : د.صالح احمد الشامي ، ط1،دار القلم ، (دمشق -1415هـ).
  • الترمذي ، محمد بن عيسى ابو عيسى السلمي  (ت279هـ/892م).
  • سنن الترمذي ، تح : احمد محمد شاكر واخرون ، دار احياء التراث العربي ، (بيروت- د.ت).
  • ابن الجوزي ، جمال الدين ابو الفرج عبدالرحمن (ت597هـ/1200م).
  • العلل المتناهية في الاحاديث الواهية ، تح : خليل الميس ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، (بيروت-1403ه).
  • ابن حجر العسقلاني ، احمد بن علي ابو الفضل (ت852هـ/1448م).
  • الاصابة في تمييز الصحابة ، تح : علي محمد البجاوي ، ط1،دار الجيل ، (بيروت -1412هـ).
  • فتح الباري ، شرح صحيح البخاري ، تح : محب الدين الخطيب ، دار المعرفة ، (بيروت-د.ت).
  • ابن حنبل ، احمد ابو علي الشيباني (ت241هـ/855م).
  • مسند الامام احمد بن حنبل ، مؤسسة قرطبة ، (مصر- د.ت).
  • الحنظلي ، اسحاق بن ابراهيم بن مخلد بن راهوية (ت238هـ/852م).
  • مسند اسحاق بن راهوية ، تح : د.عبدالغفور بن عبد الحق البلوشي ، ط1، مكتبة الايمان ، (المدينة المنورة -1412هـ).
  • الرافعي ، احمد بن محمد بن علي المقري الفيومي (ت770هـ/1368م).
  • المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ، المكتبة العلمية ، (بيروت- د.ت).
  • الزمخشري ، ابو القاسم محمود بن عمرو بن احمد بن جارالله (ت538هـ/1143م).
  • المستقصى في امثال العرب ، ط1،دار الكتب العلمية ، (بيروت-1407هـ).
  • ابن سعد ، محمد بن منيع ابو عبدالله البصري الزهري (ت230هـ/844م).
  • الطبقات الكبرى ، دار صادر ،(بيروت-د.ت).
  • ابن شبة النميري ، ابو زيد عمر بن شبة البصري (ت262هـ/876م).
  • تاريخ المدينة المنورة ، تح : علي محمد دندل واخرين ، دار الكتب العلمية ، (بيروت -1417هـ).
  • الظاهري ، ابو محمد علي بن احمد بن سعيد بن حزم الاندلسي القرطبي (ت456هـ/1064م).
  • جوامع السيرة ، (د.م – د.ت).
  • الفاكهي ، محمد بن اسحاق بن العباس ابو عبدالله (ت275هـ/888م).
  • اخبار مكة في قديم الدهر وحديثه ، تح : د. عبد الملك عبدالله دهيش ، ط2، دار خضر (بيروت-1414هـ).
  • القاري ، علي بن سلطان محمد (ت1014هـ/1605م).
  • مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ، ط1، دار الكتب العلمية ، (بيروت -1422هـ).
  • ابن القيم الجوزية ، الحافظ شمس الدين (ت 751هـ/1349م).
  • الطب النبوي ، ط1، مكتبة العلا ، (الشارقة – 1424هـ).
  • ابن ماجة ، محمد بن يزيد ابو عبدالله القزويني (ت275هـ/888م).
  • سنن ابن ماجة ، تح : محمد فؤاد عبدالباقي ، دار الفكر ، (بيروت- د.ت).
  • مسلم ، ابو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (ت261هـ/875م).
  • صحيح مسلم ، تح : محمد فؤاد عبدالباقي ، دار احياء التراث العربي ، (بيروت- 1411هـ).
  • الواقدي ، ابو عبدالله محمد بن عمر بن واقد السهمي (ت207هـ/822م).
  • فتوح الشام ، دار الجيل ، (بيروت – د.ت).
  • المغازي ، تح : محمد عبدالقادر ، احمد عطا ، ط1، دار الكتب العلمية ، (بيروت-1425هـ).

ثانيا : المراجع الحديثة

  • رضا ، اكرم
  • الطب النبوي (دراسة صيدلانية حول العقاقير النبوية وكيفية  الاستفادة منها) ، ط1، دار الوفاء ، (القاهرة – 1427هـ).
  • رقيط ، حمد حسن
  • الرعاية الصحية والرياضية في الاسلام ، ط1، دار ابن حزم ، (بيروت -1417هـ).
  • سالم ، مختار
  • الطب الاسلامي بين العقيدة والابداع ، مراجعة الشيخ : احمد محي الدين العجوز ، ط1، مؤسسة المعارف ، (بيروت – 1408هـ).
  • السرجاني ، راغب الحنفي.
  • قصة العلوم الطبية في الحضارة الاسلامية ، ط1، مؤسسة اقرأ ، (القاهرة – 1430هـ).
  • عكاوي ، رحاب خضر.
  • الموجز في تاريخ الطب عند العرب ، ط1، دار المناهل ، (بيروت -1415هـ).
  • الكتاني ، عبدالحي.
  • التراتيب الادارية ، دار الكتاب العربي ، (بيروت – د.ت).
  • الهوني ، فرج محمد.
  • تاريخ الطب في الحضارة العربية الاسلامية ، ط1، الدار الجماهيرية ، (ليبيا – 1406هـ).

([1]) سورة النحل ، اية (69).

([2])  البخاري ومسلم ، الجامع بين الصحيحين ، (كتاب الطب والرؤيا) ، ص249 .

([3])  رضا ، الطب النبوي ، ص186.

([4])  سورة مريم ، الاية (25-26).

([5])  البخاري ومسلم ، الجامع بين الصحيحين ، (كتاب الطعام والشراب ) ، ص165.

([6])  رقيط ، الرعاية الصحية ، ص169.

([7])  سورة المؤمنون ، اية (20).

([8])  رقيط ، الرعاية الصحية ، ص74.

([9])  بخاري ومسلم ، الجامع بين الصحيحين ، ( كتاب الطب والرقى والسحر ) ، ص252-253 .

([10])  ص70-71.

([11]) ابن حنبل ، مسند احمد ،ج3 ، ص301 ؛ مسلم ، صحيح مسلم، ج6،ص125 ؛ ابن ماجة ، سنن ابن ماجة ، ج2،ص1102.

([12])  الفاكهي ، اخبار مكة ، ج2،ص41.

([13])  سورة الصافات ، اية (146).

([14])  رقيط ، الرعاية الصحية ، ص78.

([15])  سورة البقرة ، اية (222).

([16])  البخاري ، صحيح البخاري ، ج1،ص303.

([17])  السرجاني ، قصة العلوم الطبية ، ص93.

([18])  سورة الاعراف ، اية (26).

([19])  ابن ماجة ، سنن ابن ماجة ،ج1،ص349.

([20])  الترمذي ، سنن الترمذي ، ج5،ص111.

([21])  ابن قيم الجوزية ، الطب النبوي ، ص184-185.

([22])  البخاري ، صحيح البخاري ، ج2،ص817.

([23])  مسلم ، صحيح مسلم ، ج8،ص56 ؛ ابن ماجة ، سنن ابن ماجة ، ج1،ص31.

([24])  الترمذي ، سنن الترمذي ، ج5،ص604.

([25])  البخاري ، صحيح البخاري ، ج7،ص17.

([26])  ابن حنبل ، مسند احمد ،ج1 ،ص193 ؛ البخاري ، صحيح البحاري ، ج4،ص150.

([27])  الرافعي ، المصباح المنير ، ج1،ص235.

([28])  سورة طه ، اية (124-125).

([29])  البخاري ، صحيح البخاري ، ج3،ص1059.

([30])  سورة عبس ، الاية (38-39).

([31])  الترمذي ، سنن الترمذي ، ج5 ، ص601.

([32])  ابن حنبل ، مسند احمد ،ج2 ، ص316 ؛ البخاري ، صحيح البخاري ، ج7،ص79.

([33])  عكاوي ، الموجز ، ص83.

([34])  سالم ، الطب النبوي ،ص80.

([35])  المستقصى من الامثال ، ج1 ، ص220.

([36])  عكاوي ، الموجز ، ص83.

([37])  ابن الجوزي ، العلل المتناهية ، ج2،ص882 ؛ ابن حجر ، الاصابة ، ج3،ص358 ؛ الكتاني ، التراتيب الادارية ، ج1،ص462.

([38])  القاري ، مرقاة المفاتيح ، ج10 ، ص537.

([39])  ج1،ص462.

([40])  ابن حجر ، فتح الباري ، ج3،ص300.

([41])  مسلم ، صحيح مسلم ، ج7،ص23-24 ؛ ابن ماجة ، سنن ابن ماجة ، ج2،ص1150.

([42])  ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج8،ص293.

([43])  ابن الاثير ، اسد الغابة ، ج7،ص363.

([44])  ابن حجر ، الاصابة ، ج8،ص227.

([45])  مسلم ، صحيح مسلم ، ج3،ص1443.

([46])  ابن حجر ، الاصابة ، ج8،ص231.

([47]) الكتاني ، التراتيب الادارية ، ج2،ص114.

([48]) ابن حجر ، الاصابة ، ج8 ، ص169.

([49])الواقدي ، فتوح الشام ، ج1،ص221.

([50])ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج3 ، ص116.

([51])الواقدي ، المغازي ، ج1 ، ص221.

([52])الحنظلي ، مسند اسحاق بن راهوية ، ج5 ، ص139.

([53]) الظاهري ، جوامع السيرة ، ج1،ص194.

([54]) الهوني ، تاريخ الطب ،ص45.

([55]) ابن شبة النميري ، تاريخ المدينة ، ج1،ص152 ؛ ابن حنبل ، مسند احمد ، ج6،ص372.

([56]) ابن حجر ، الاصابة ، ج7،ص227.

([57]) ابن حنبل ، مسند احمد ،ج6 ،ص80 ؛ البخاري ، صحيح البخاري ، ج6 ، ص205.

([58]) البخاري ، صحيح البخاري ، ج3،ص1066.

([59]) ابن الاثير ، اسد الغابة ، ج7،ص289.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *