م.د اسراء فاخرزيارة                       

                جامعة البصرة- كلية الفنون الجميلة / العراق        

sraa1234567890aa@gmail.com

009647832715511

م.م علاء جبار زبون

جامعة البصرة- كلية الفنون الجميلة / العراق       

Zaboonalaa6@gmail.com

009647722041216

الملخص

      يمثل فن التشكيل دوراً هاماً كَلغة بصرية (مجردة) تكثف المعنى في حياة الأنسان منذ القدم الى المعاصرة ، بالرغم من تعدد إتجاهاتهِ وتحّولاتهِ ووظيفتهِ الجمالية، فقد أخذ منحى آخر يتجسد بالمستوى الثقافي المجتمعي ، وتشكّل الهوية للمجتمعٍ ، فهو لغةً وخطاب وتواصل بين افراد وجماعات حتى أصبح عبر المسار العولمي مشهد معاصر، كما هو في تجربة الفن الغربي في تحولاتهِ عبر الضاغط الفكري ومشاركة الجمهور كحدود تواصلية إشتغلت على الخطاب السياسي والأجتماعي والأقتصادي والديني، وأن العلوم الأنثروبولوجية والسيسيولوجية ومنها الفنون تحققت في مسار وجود (الحركة) أي حركة الفكر التي إعتمدها الكثير من الفلاسفة مثل (بركسن، اسبينوزا، نيتشة) واصفة المفاهيم التي تشكل حركة الفكر العالمي للمشهد المعاصر ،التي وظفت بالفن المفاهيمي الذي فكك الصورة الكلاسيكية، ليجعل صراع قائم في حياة الأنسان ،وهذا ماتسعى له العلوم الأنسانية بالكيفية التي تفهم المشهد العالمي المعاصر صورة نتاج حركة الفن التشكيلي ، إذ تمثلت مشكلة البحث الحالي بالسؤال عن مامدى تاثير الفن التشكيلي بالفن المعاصر؟ فتمثلت أهمية البحث  الحالي في هذه الدراسة التي اخذت في مفهومها حيزا ًكبيرا بالدراسات المعاصرة لفهم المشهد العالمي بصورة أعمق ، والتصدي لهذه المشكلة نابع من حاجة الفنانين والمثقفين لها كونها ترفد وتغني المعرفة والمكتبات بتزويدهم بهذه المعلومات الجديدة.فقد تمثل هدف البحث بالتعرف عن دور وتأثير فن التشكيل بالمشهد العالمي المعاصر، ثم الفصل الثاني المتمثل بالمبحث الاول والثاني الخاص بمفهوم البحث ، وفي الفصل الثالث المنهج الوصفي التحليلي لأختيار نماذج تحليل العينه  من المجتمع (15) نموذج مختارة (3) للتحليل وفي الفصل الرابع وتوصل البحث الى نتائج:

  • جاء الفن التشكيلي متواصلاً مع المجتمع والحياة العصري.
  • لم يعد الفن المعاصر صورة تأملية ذاتية، بقدر ماجاء متساوقاً مع نموذج الحياة العصري.
  • لايتحقق الفن التشكيلي في صورتهِ الأبداعية الاّ عبر المختلف والمتجدد المجسد لحركة قلق الأنسان وصورة حركة التقدم العلمي والتحضر الأجتماعي.

وتم وضع عدد من التوصيات والمقترحات منها:-

  • اقامة دورات تثقيفية للمجتمع بأهم ماتوصلت الية الفنون التشكيلية من حركة وتطور وتحولات شكلية وفكرية للمجتمع المختص والعام.
  • تسليط الضوء على أهمية الفن المعاصر وعمل مؤتمرات خاصة بالفن المعاصر .

المقترحات

  • تأثير العولمة في الفن التشكيلي المعاصر.
  • التشاكل الحركي في النص البصري المعاصر.

الكلمات المفتاحية: أثر،الفن التشكيلي، فهم المشهد،  المعاصر.

 

The impact of plastic art on understanding

the contemporary scene

Dr. Israa Fakhir Zyara

Alaa jabbar zabbon

University of Basra – College of Fine Arts / Iraq

 

Abstract

Formation art plays an important role as a visual (abstract) language that intensifies the meaning in human life from ancient times to the contemporary, despite its multiplicity of directions, transformations, and aesthetic function. Through the global path, a contemporary scene, as it is in the experience of Western art in its transformations through the intellectual pressure and the participation of the public as communicative borders that worked on the political, social, economic and religious discourse, And that the anthropological and sociological sciences, including the arts, were achieved in the course of the existence of (the movement), i.e. the movement of thought adopted by many philosophers such as (Brxen, Spinoza, Nietzsche) describing the concepts that constitute the movement of global thought for the contemporary scene, which was employed in conceptual art that dismantled the classic image, to make a struggle It exists in human life, and this is what the human sciences seek in the way that understands the contemporary world scene as a product of the plastic art movement. The importance of the current research in this study, which took in its concept a large space in contemporary studies to understand the global scene more deeply, and to address this problem stems from the need of artists and intellectuals for it as it enriches and enriches knowledge and libraries by providing them with this new information. In the contemporary landmark scene, the second chapter represents by the first and second topics related to the research concept, and the third chapter the descriptive analytical method for choosing models for analyzing the sample from the community (15) selected models (3) for analysis, and in the fourth chapter we reached the results:

1- Fine art came in contact with modern society and life.

2- Contemporary art is no longer a self-reflective image, to the extent that it is consistent with the modern life model.

3- Fine art is not achieved in its creative, expressive, different and renewed image that embodies the movement of human anxiety and the image of the movement of scientific progress and social civilization.

Several recommendations and proposals were made, including:

– The establishment of educational courses for the community on the most important findings of the mechanism of plastic arts in terms of movement, development, and formal and intellectual transformations for the specialized and general society.

– Shedding light on the importance of contemporary art and holding conferences on contemporary art.

– The impact of globalization on contemporary plastic art.

Keywords: impact, plastic art, understanding the scene, contemporary.

 

المقدمة

يعد الفن المعاصر فن تواصلي مع الجمهور بما يشكل من لغةً موازية للغة التقليدية التي انتجتها الفنون الخاضة لظواغط المجتمع وتحولاتهِ الفكرية بأساليب متعددة ومتنوعة ومنها مايسمى بالفن الأشهاري(العلامي) ،الذي يستخدم بالواجهات الاعلامية للمحلات والأسواق التي أثرت بالمجتمع ، فضلاً عن الرسالة الأجتماعية والسياسية في تنفيذ المشاهد الثورية في الفن المعاصر كما هو في الفن الكرافيكي، لهذا يعد الفن المعاصر ظاهرة عالمية جسدتها ضمن أثر الأحداث العالمية مثل ظاهرة كورونا وظاهرة الفعل العولمي،فأصبحت فاعلية الفن داخل الحياة والمجتمع فاثر الفن المعاصر له دورهام وعلى وجه التحديد الفن الغربي، وعلى مستوى البيئة نشاهد أثر الفن واضحاً في تشكيل معالم واجهات الابنية اذ يتم تشكيل الصور والمناظر التي تحقق من زخم البنايات كما هو في لندن،فالفن له أثر في تشكيل هويتهِ داخل العالم، كما في الفن الأفريقي له أثر بارز في تشكيل مفاهيم الحداثة كما اشتغل (بيكاسو) في تشكيلة للاقنعة التي جسدها،اذ شكلت صورة الفن العالمي بالمنجزات الفنية على المختلف والمتلاقح في عولمة الفن الغربي، متأثراً بذلك فنون الشرق لاسيما الفن العربي والعراقي كما في اعمال جواد سليم وفنانون آخرون، آتسمت أعمالهم بالحداثة الممزوجة بالهوية العربية والموروث الحضاري الرافديني.

الفصل الأول

مشكلة البحث

عندما نتحدث عن المعاصرة في سياق العلوم الأنسانية، يعني هذا أن هناك شى سابق علية،  يتحدد أما في سياقهِ الزمني الذي يدخل التاريخ حسب (هيغل) أو دراسة الوعي في تقسيماتهِ للحقب الزمنية (الاكلاسيكي، الحديث، المعاصر) حسب فوكو شريطة أخذ النظر للتحولات كضاغط فكري أسهم في خارطة وشكل المتمثلاث التي ترسم ملامح المشهد المعاصر وفهمه وفق دراسة انثربولوجية كما هو عند (كلود ليفي شتراوس) أو سسيولوجية أوفلسفية شاملة (إجتماعية،دينية،سياسية، اقتصادية،فن) الفن له دور في صياغة فهم المشهد العالمي ، لكن هذه المرة جاء عبر حيز أشتغالات الحقل الفني والمعيار الجمالي، كما هو في الفن الكلاسيكي وفنون عصر النهضة التي طابقة الشكل الآيقوني الى حّد التسامي لجعل صورة المثال الأعلى هو المعيار الجمالي، وكما أتخذت الرومانسية الأنسان مركزاً، والحداثة رؤيا بالنظر للعالم والأنسان  في وضع أسلوب علمي يبتعد عن الآيقوني مايحدد خصوصية التي لايبقى منها الاملامح الشكل الأنساني أو الحيواني والتعبيري، وهذا مايؤكد تحوّله في مساحة الأبداع الذي يرسم صورة المشهد العالمي (للالم)، أي ألم الأنسان بالمفهوم الكلي عبر الحدث كما هو في لوحة الجورنيكا.أما في فنون مابعد الحداثة التي فككت الإطر في تجسيد صورة التمرد وفهم مركزية العالم المبني على الصراع سيما بعد الحرب العالمية وانتكاسة الأنسان، فضلاً عن أثر التطور التكنولوجي الذي عن طريقة أصبح الأنسان صورة السلعة الأستهلاكية التي مهدت الى مابعد الحداثة للفن المعاصر الذي يعد وليد نتاجات فنون مابعد الحداثة.على هذا الأساس أصبح للفن دور في تشكيل صورة العالم جمالياً، بوصف أن الفن لغةً مجردة وعالم موازي لفهم صورة الأنسان والكوارث في عالميته كونه لغة رامزة على حد تعبير (سوزان لانجر) عاجزة اللغة التقليدية (المنطوق والمكتوب) عن فعل التعبيرية،  فضلاًعن أن الفن متجاور مع علوم الفلسفة بعلم الجمال الذي يفتح التأويل بأسمى أشكال التفلسف،كما هو الحال في الحركة التي تنتج (الابداع) الذي جعل (جيل دولوز) أن يعّرف الفلسفة بوصفها فن أبداع المفاهيم وعلى هذا الأساس يصبح الشكل الأساسي في هذا البحث الذي يصاغ عبر إشكالية الكيفية التي يظهرها الفن في فهم المشهد المعاصر عبر التساؤل الآتي(كيف أسهم تأثير الفن التشكيلي في فهم المشهد المعاصر؟ وبطرح السؤال بشكل آخر (ماهو دور الفن التشكيلي في تشكيل صورة وفهم المشهد المعاصر جمالياً).

أهمية البحث والحاجه إليه:

تكمن أهمية البحث الحالي في كونه يسلط الضوء على المفهوم الأثر في الفن التشكيلي ودراسة التنوع التقني في نتاجات العالم المعاصر وتعدد اساليبةِ بما يفيد ويعزز الجانب التجريبي في الفن التشكيلي,كما تكمن حاجة البحث في كونه دراسة تعزز ميادين الدراسات البحوث التي تدرس في المقارنات بين تجارب الفن الشرقي والغربي .

  أهداف البحث:

يهدف البحث الحالي الى:دراسة مفهوم الأثر للفن التشكيلي في فهم المشهد المعاصر  وكيفية توظيف هذا المفهوم و طريقة تجسيده في الفن التشكيلي العراقي المعاصر.

منهج البحث : – أعتمد الباحثان المنهج الوصفي التحليلي لتحليل العمل الفني التشكيلي  (رسم -نحت- خزف) على أسس ادراك بنيتهِ الكلية.

حدود البحث:

الحدود الموضوعية: يتحدد البحث في اثر الفن التشكيلي في فهم  المشهد المعاصر

الحدود الزمانية: للفترة من (2010- 2020) .

الحدود المكانية:   العراق

أداة البحث: اعتمد  الملاحظة و المؤشرات والمقاربات الفكرية والجمالية التي انتهى اليها الأطار النظري كأداة تحليلية للبحث .

                                            

        الفصل الثاني

المبحث الأول/مفهوم الأثر في الفن التشكيلي

    أن واحدة من المحركات الأساسية في فكر الأنسان هي الحركة، فحركة الفكر التي تعتمد على التأثير والتأثر لتترك فاعلية أثر متحولة في لغة صورية كما هو في الفن سيما منه الفن التشكيلي ، فحركة الحياة وقوانينها الطبيعية بما فيها حركة الفن تؤثر الواحدة بالاخرى ،كما هو في أثر الفعل والتطور التكنولوجي الذي إعتمد الفن المعاصر كآلية إخراجية في تنفيذ العمل الفني نشاهده اليوم ، بات واضحاً كمشهد عالمي معاصر يتحدد عن طريقة آلية العرض وتّحولات الصورة الجمالية، كما هو في الفن الرقمي كثقافة معاصرة قياساً لباقي الحقب الزمنية بفعل السرعة المعلوماتية والاستعانة بالكمبيوتر  ، الى الحّد الذي جعل من أثر الفن التشكيلي المعاصر متواصلاً مع كل بلدان العالم، فضلاً عن أثر التحول في الفن الغربي الذي أثر على باقي الفنون والأتجاهات والأساليب مع الفن الشرقي على سبيل المثال،كما هو في أساليب عصر النهضة الايطالي من نتاجات ( ليوناردو دافنشي ورافائيلو ومايكل انجلو) في حركة الالوان التي ظهرت أثر جديد في تكوين صور حسب درجة تأثير المؤثر على المستوى الشكلي والمستوى المعرفي والإدراكي للشي،أذ تكون لتجربة الفنان أثرها في نتاجاتهِ الفنية حيث مرورة بالتجربة التي تختلف عن سابق زمن التجربة.( كولونجود،روبين جورج:1966،ص187)

يعد الفن التشكيلي من الفنون التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً  بمفهوم الزمان والمكان وشهد البعد التاريخي للفن التشكيلي تأثرات عديدة بالبيئة المحيطة كالطبيعة ومااحتوته من أشكال ساعد في أعادة الشكل الفني الأبداعي في سياق ذهب بعيداً عما ذهب إليه الآخرون أذ انتقل الشكل  وبشكل واضح بأتجاه البعد الجمالي، وتعد البيئة هي المنبع الرئيسي للمخيلة الفنان في النتاجات الملموسة تتعلق بالخامة وتشكـيلها والموضوعات الاجتماعية وكيفية صياغتها ، فصياغة الموضوعات البيئية فنياً يتم بشكـل يحمل ميزات البيئة وخصائصها التي تدعو المتلقي إلى التبصر بما تحويه البيئة من قـيـم جمالية ساعد الهام الفنان في موضوعهِ ، وانعكاس إحساسه ومفاهيمه وعواطفه المتصلة بكل ما يـدور في محيطة البيئي ، والبيئة متـنـوعـة الجوانب ،ويـمـكـن معـالـجـتـهـا عـبـر الفن بأسالـيـب متعــددة تثري الدراسة وتجعـل لـها مغزى في الحياة .  ( محمود بسيوني:1985 ، ص47 ، 48).

نرى أن التطلع على النتاجات الغربية كما هو في فترة الحداثة عن طريق تجربة الفنان العراقي الذي زاوج بين الفن الغربي والنتاج الشرقي، مع إستحضار الموروث الحضاري الذي أنُتج عبر هذا الأثر، أي التلاقح المعرفي والثقافي الذي أنتج فناً حديثاً، فمنذ قدم الحضارات كحضارت وادي الرافدين ومصر القديمة التي تحددت عبر أثر الفن التشكيلي تاريخ يشكل مشهد عالمي للصورة الحضارة عبر الفن ، أذ ارتبط مفهوم الأصالة والهوية بالنتاج الحضاري الذي يرتبط بين التراث والمعاصرة. (عبد الحميد شاكر:1987،ص49)

أثر الفن القديم على الجديد من رسومات ومنحوتات بصياغة جديدة ينفتح على نظام آخر جديد (أن كل عمل فني منذ الرسوم المنحوتة على الصخور وصولاً الى آخر تقلبات الحداثة هوموضوع مفتوح على تذوق لانهائي مايحدد تجديدهُ). ( ايكو، امبرتو: 1987،ص81)

أن أثر الفن التشكيلي في صورة الأنسان والنظر الى العالم أبتدأ منذ المعارض الأولى للأنسان الذي أستعان بجدران الكهوف لرسم صورة المشهد العالمي بدراسات المكثفة كأساس مفاهيمي تأريخي مهد لتحولات الصورة الجمالية عبر توالي الحقب الزمنية التي استمرت مروراً بالفن المعاصر وأثرهِ في تشكلات المشهد العالمي المعاصر من وجهة ونظرة جمالية تتحدد بالفن التشكيلي كلغة مجردة تظهر سمات وخصائص الفن المعاصر المتواصل عالمياً كلغة ً عالمية مجردة يتفاهم فيها الجميع بالرغم من اختلاف اللغات والثقافات، بوصف أن  الفن التشكيلي تحديداً تتصف قيمته الجمالية بهذا المشترك المتواصل والمتسارع، مثال على ذلك أيقونة (التفاحة المقضومة)أصبحت متداولة عالمياً كما انها أصبحت شعار (لوكو) وعلامة للشركة فهذا الشكل من الخطاب التشكيلي لرسم صورة (التفاحة) التي تمثل صورة تؤسس فهم مشترك في وسط الأختلاف لهُ الأثر البالغ في الكيفية التي تجعل من الفهم المشترك ،فضلاً عن كونها لغة مجردة قابلة للتأويل وعاجزه للغة التقليدية بترك الأثر الذي يؤثر على مخيلة الجمهور للمستوى الاعلامي للتسويق والدعاية وعلى مستوى المعنى المشترك كخطاب،كشكل الميزان الذي يرمز للعدالة، وشعلة نصب الحرية ومشابة.أن أثر الفن  جسد معالم الحرية منذ القدم والى الآن بين الفرد والمجتمع عبر مواضيع تشكيلية تناولها الأنسان اذ يقول هيغل ” أن شاعرية العالم القديم نابعة من تحكم الحرية، وأن القوى الأجتماعية في العالم القديم لم تكن بعد قد أستقلت عن الفرد، فالفرد موجود بإنسجام تام وعلاقات متناسقة مع الأفراد الآخرين”. ( أوفيسا نيكون، يودجين:1979، ص301)   

كما أن للفن دور نفعي في حياة الانسان عن طريق توظيف الأعمال الفنية كما هو في السابق لتلائم طقوسه السحرية، حسب مفهوم هاوزر” أن هناك دافعين مختلفين تستمد منها الأعمال الفنية ،فمنها ينتج لكي يوجد فحسب وبعضها ينتج لكي يرى” .( هاوزر، ارنولد :1971،ص20) فضلاً عن أن للفن دور تعبيري مشترك في مخيلة الأنسان لتأثيره في المجموع عن طريق الإيحاء والمشاركة الوجدانية وعن طريق المحاكاة. واحياناً آخرى تكون الدوافع  السحرية التي تتمثل عبر إستحضار الأنفعال بصورة قصدية في الحياة العملية أي في اتجاها التعبيري . (كولنجورد،روبين جورج:1966،ص89).

كما أن للفن دوربأرز في إيصال شكل الفكرة كما هو في المضامين الروحية الاجتماعية في الفعل السحري الذي يعمل على فكرة التقديس ، وفكرة الخضوع بأثار فنية خطابها يجسد الفكرة السحرية لكن بصورة جمالية عبر رسومات او منحوتات أو نقوش الخ. ( غاتشيف، غيروغي:1990،ص21).

فدور الفن التعبيري  قديماً كان أثره قائماً حتى في تشكيلات الوحده الزخرفية التي تعد في أصلها محاكاة للطبيعة لكن بفعل المخيلة أستطاع أن يجعل الأنسان أو الفنان منها رموزاً وتعابير في أشكال محورة ومتحولة الى أشكال هندسية خارجة عن الطبيعة أثرها ينتج خطاب للجماعات بمستوى فني رفيع. ( هاوزر، ارنولد:1971،ص14).

فألاثر في الفن التشكيلي بالغ الأهمية في فهم صورة الوجود كما هو في الأثار الفنية التي جسدتها فنون ” سومر” كحراك فكري يجسد عن طريقها الاثارة الروحية كما تفعل الموسيقى في صورة جمالية. ( زوهير صاحب: 2023،ص1)

فأن أثر الفن التشكيلي في صورتهِ التعبيرية كما في فنون مصر القديمة التي تعمل على الإثارة الروحية وتجسيد المعتقد،بسردية حكائية اسطورية تمثل مشهد صورة (القوة) أي قوة الملك بالكيفية التي يستمدد قوته من الالهه الحد الذي يجعل من نفسة  الملك والاله، أي سلطان الموت الذي يهدد الجميع في سياق فلسفة الوجود في الحياة التي تتجة نحو فكرة الخلود والأنتصار على الموت، فهنا موت الجسد لايعني شياً بقدر بقاء صورتهٍ التي تؤمن له بقاءهِ وخلودهِ. (اتيان سوريو: 1974،ص14).

فبناء الصورة النحتية كما عند اخناتون ورسومات الاهرامات التي تترك الأثر الرمزي والتعبيري في تجسيد الحركة الفكرية في ذلك الوقت ،فضلاً عن أنها أصبحت أشكال تزينية الى الحد الذي جعل من هيكل أن يصف رمزية الأعمال وتعبيريتها في بلاد النيل (مصر )بلد الرمز وفنها الرمزي. أما صورة النتاج الفن الأوربي في الأثر الفني الذي جسد صورة الرمز الديني عبر الرسومات والمنحوتات الصوفية التي ابتعدت نوعاً ما عن الفن الاكلاسيكي ومطابقة المثال الأعلى والتي أعتمدت التطابق والاختلاف أي الشخصية والاشخصية للمسيحية في صورة الأنسان والاله أي حركة جدل المتناهي بالامتناهي (صورة الاله الامتناهي) والأنسان(المتناهي) التي عن طريقها يحيا الحياة ويتألم ويموت، ومن ثم يبعث ويحيا ويعود الى مجده في آلية حركية وجمالية عبر الأثبات والنفي والتركيب . (كرم يوسف :1970،ص275) هنا يتحدد أثر الفن التشكيلي في الصورة التي تدعة الى خطاب الانتشار بوصف أن الصورة سترابو STRABO) هي مايثقف به الجهلاء. (هاوزر، ارنولد،1971، ص151).

     المبحث الثاني

اثر الفن التشكيلي الغربي على العراق

   أن التجربة الفنية غنية بالتحولات، أي أن التحول ناتج عبر الاثر الذي خلفته التجارب السابقة أو المتجاورة، فتّجربة الفن التشكيلي الغربي لها بالغ الأثر على تجربة الفن العراقي بالرغم من الاختلاف (الثقافي /الأجتماعي/الديني) لكن أثر التجربة بالحركة الفكرية التي فرضته سلطتها كقوة دافعة لهذا التعدد بالمختلف والمتجدد الذي يتموعد طريقة تجربة الفن التشكيلي ليصبح معياراً جمالياً عالمياً عبر الأثر الذي تركهُ هذا التحول، أي التحول الجمالي بالنظر الى الأشياء والعالم وفق رؤية متجددة يتشكل عنها صورة المشهد المعاصر في آلية الحراك الفكري جعلت من النتاج الأبداعي للشكل الايقوني منتهي الصلاحية وأسطورية فعل الخيال هو الأثر الفاعل في مساحة الفن والابداع ، كما نلاحظ في بدايات التجارب الأولى في بدايات الفن التشكيلي العراقي الذي ترك أثر التجربة الغربية للحداثة في تجديد هجين مابين التراث والمعاصرة وهذا ماأكدت علية جماعة بغداد للفن الحديث 1951في توظيف وأستلهام الموروث الحضاري من فنون سومر وأشور والفنون الأسلامية ومقامات الحريري عند جواد سليم في عمل (بغداديات) وتوظيف الخط العربي  عند شاكر حس آل سعيد ، وضياء العزازي وأخرين. ( كامل عادل:2000،ص10). ففاعلية الأثر جاءت عن طريق التأكيد للأصالة بين التراث والمعاصرة مع المحافظة على الهوية بأسلوب حداثي يعطي خصوصية للمنجز الفني، فالأثر بوصف آخر جاء عن طريق المعاصرة التي تعني الأنفتاح على ثقافة العصر والتفاعل معها بالإستجابة الجمالية ، وهذا مانعني به الأثر للتحول الجمالي الذي ذكرناه والذي يتسق مع المعايشة الحميمية للتطورات العلمية والتحولات الفكرية المعاصرة التي تؤكد سمات العصر والقدرة على ترك الأثر، أي أثر العالم على الذات وعلى الهوية العراقية( أثر الفن التشكيلي الغربي). ( كامل عادل:2000،ص12). فالاثر لايتحقق الاعندما ينفتح على ثقافة الآخر عبر التجربة في أبتكارات وآساليب جديدة ومتنوعة، والتي بدأت من أول بعثة خارج العراق سنة 1931، بعد هذه الفترة زار العراق بعثة من الفنانين البولونين الذين أثروا في الحركة التشكيلية العراقية أبان الحرب العالمية الثانية من الأساتذة الذين نقلوا التجربة في أكادمية الفنون الجميلة في منتصف الستينات ومنهم البولوني (أرتموفسكي والقبرصي فالنتيوس). ( مجلة المثقف العربي: 1971،ص24). أن أثر الفن التشكيلي أثر إنساني بتجسيد صورة(التصوير) فكل الأزمنة منذ عصر النهضة والعصر الأكلاسيكي والحقب المتوالية مروراً بتجربة الفن العراقي يجمعها حركة (عالم التصوير) يقول ميرلوبونتي ” أن الفنان يبحث له أسلاف مايجعل مثل هذه المحاولة ممكنة إنما هو إنسحاب جميع الأزمنة الى واحد بعينه، والحق أن كلاً من الفنان الاكلاسيكي والفنان الحديث إنما ينسبان الى ذلك العالم الواحد(عالم التصوير) بشرط أن نتذكر أن مهمة التصوير مهمة واحدة وقد أستمرت منذ أيام رسوم الأنسان على جدارن الكهوف”. (زكريا ابراهيم:1966،ص 193).

فأثر الفن متحرك بحراك التحول ، أي ماهو آني يصبح قديماً ثم يتحول ويتوالد عن أساليب جديدة، وكأننا إزاء حركة تقدم في الفن المعاصر،حسب مفهوم (كروتشة )الذي يذكر أن حلقات تاريخ الفن حلقات تقدمية جميعاً وهذا الارتباط في حلقاتهِ التاريخية يؤسس الأثر في العصر الحالي بذائقة المتلقي والفنان ترتبطه روابط مع الآخرين ممن درس معهم الفن كلغة لها أثرها على البشرية الحاضرة والمستقبلية. ( جان برتليمي: 1966،ص193)

يرى الباحثين أن تشكلات أثر الفن التشكيلي في صورتهِ الشمولية تسير عبر التاريخ كتجارب متعاقبة تؤثر بعضها في البعض الآخر، فضلاً عن أن للفن دور في صناعة الهوية لكل حقبة زمنية على مستوى المشهد العالمي الحضاري، أو الفكري الذي يحدد وعي الحقبة الزمنية كمشهد عالمي كما هو في الفن الاكلاسيكي أو فنون عصر النهضة أو الحداثة ومابعدها،أو الفن المعاصر الذي أصبح كظاهرة تشكيلية متحولة لايتحدد عن طريقها سوى أنها ظاهرة تشهد مركزية الفكرة أي مفاهيمياً على كل الظواهر السابقة من تجارب فنية، فضلاً عن أنها تكسر حاجز البيت العاجي للفنان لأن يكون متفاعل مع المجتمع والجمهور العالمي ليضع سؤال الفن أمام الإنسان كإنسان داخل الحياة والمجتمع، أي داخل الحياة المتحولة عبر تقلبات الآفكار والتطورات العلمية لأن يجسدانه في نفسة وفق الزمن والثقافة المعاصرة،أي وفق معيارية المتغير (أن لكل عصر أسلوبه وخصائصه ومعاييره الخاصة التي تميزه عن الاخر) الى الحّد الذي جعل من دور الفن التشكيلي أن يسهم في كل مجالات الحياة (فن حيوي) ومتفاعل  حتى في وسائل الاعلانات ولغة التواصل الأجتماعي بتوظيف فاعلية الرسوم الآيقونية لشكل الأنسان والحيوان كلغة تشير الى المعنى، كما أن التشكيل أخذ فاعليته بالعمارة، فلم تُعّد البنايات جامدة كما تعودت عليها ذاكرة الأنسان، بل أصبحت متحركة بحركة التشكيل النحتي والتكوين البنائيى المجرد الذي يوحي لإشكال داخل حياة الأنسان كالفن الكرافيكي الذي يمثل الصورة الثورية لمجتمع  بأكمله عبر بث الرسالة والخطاب لكل الفنون التشكيلية (رسم نحت خزف).

المؤشرات التي أسفر عنها الأطار النظري

  • لايتحدد أثر الفن ،الاّعبر التّحول الفكري الذي يؤسس للصورة الفنية جمالياً.
  • للرسالة دور مهم لايتحقق الاّبالتعبير عن صورة الأثر الذي يتركه الفن للجمهور.
  • لايتشكل المفهوم الحضاري والهوية الاّفي سياق الأثر الفني كصورة جمالية، كما هو في أثار كل الحضارات.
  • أن الدور الذي يتركه أثر الفن لايتكثف إلاّلكونه لغة مجردة قابلة للتأويل والتفسير والفهم.
  • لايتحقق أثر الفن التشكيلي إلاّبالموضوع الذي يتناول كلية الأنسان ليصبح عالمياً.
  • لاتظهر قيمة الأثر الفني، الاَبالتحول الذي يجعل من ترك الأثر صورة جمالية ولغة موازية.
  • لاتظهر سمات وخصائص ومعالم الأثر الفني إلأبالزمن الذي يحقق جدل التأثير والتأثر عبر الحقب الزمنية التي تؤكد الأختلاف الأسلوبي وتحّولات المعيار الجمالي.
  • أن حياة الاثر الفني مقرونة ومتلازمة في حركة التحوّلات الفكرية،فضلاً عن التواصل عبر الماضي والحاضر وافتراض المستقبل مع حركة الحياة والمجتمع.
  • أن الأثر الذي يتركه العمل الفني التشكيلي لايتحقق الاعبر تجسيد موضوعات الأنسان(الدينية،السحرية، الأجتماعية) على شكل دلالات ورموز.
  • للأثر الفني دور توثيقي يترجم صورة حياة واحداث الأنسان،ليس توثيقاً خبرياً بقدر ماهو نقل صورة جمالية قابلة للبحث والتنقيب والحفر على المستوى المعرفي والخطاب الجمالي.
  • لاتتحقق القيمة العليا للأثر الفني ،الابترك الأثر الجمالي الذي يُعبر عن صورة وفهم الانسان عن العالم والوجود.

                الفصل الثالث/ آجراءات البحث

مجتمع البحث :يتحدد مجتمع البحث الحالي بالأعمال الفنية التشكيلية المعاصرة (كظاهرة واضحة) يتبين عن طريقها مفهوم الأثر في الفن التشكيلي ودورة بالمشهد المعاصر في عينة البحث.

عينة البحث: تم اختيار مجموعة من النماذج كعينة للبحث بلغ عددها (4) نماذج من أصل (20) انموذج  تمثل مجتمع البحث، وقد تم الأختيار قصدياً وبالأفادة من مؤشرات البحث.

تحليل العينة:-

استخدما الباحثان خطوات في تحليل نماذج العينة ، كي يكون التحليل علمياً وفق عنوان البحث الحالي.

تحليل عينة  نموذج (1) اسم الفنانة: نادية فليح / عنوان العمل: جذوع خاوية /سنة الانجاز2014

تحلي العينة:-

أن قيمة الفن المعاصر كفن أدائي يكمن في الصورة الأخراجية المغايرة للطرح التقليدي كما تعودت علية ذاكرة الجمهور، ففي هذا العمل أستعارة الفنانة جذوع النخل كخامة حية لأعطاء دلالة التغيب التقني للمواد المعروفة في الفن التشكيلي،فضلاً عن وضع المشهد التغريبي الذي يثير التسأول والدهشة لدى المتلقي في كسر المألوف هذا الذي يصور مفهوم (الخواء) عندما يتحول الأنسان بالصفة المشتركة لجذع النخلة التي جعلت منه الفنانة أن تضع جسد الانسان بجسد النخلة لتضع أثر صورة الذبول وأثر المخيلة في صناعة نتاج جمالي عن طريقهِ تتكشف علامات تثير سؤال (الانحناء) ودمج صورة الانسان بالنخلة، ودلالات اليبس والذبول الغير قادر على حمل الثمار(الرطب) ليفتح النص في تشظية الدلالي لمدلول غائب أثرة الدلالي يحفز الاثر الذي يتركه في مخيلة المتلقي كفن لايتحرك  الاعبر هذه الآلية التفاعلية بين المنجز الفني وأعادة انتاجه في لحظة التلقي ، الحراك الذي جعل من المتغير أن يضع شكل النخلة في هذا المشهد بعد ماكانت مثمرة بالذاكرة ،أثر صورة الجفاف انحناء النخلة والأنسان معاً ، سلال كانت بالماضي ممتله، متغير جعل من السلال بهذا الشكل خواء مشترك، علامة (الفقد) باتت تسكن الأجساد (جسد الأنسان/ الزرع/الأنتاج) أثر (الخواء /الفقر/الجوع الغياب) بات يشكل تركيب الصورة الجمالية للفكرة، صورة أثر الأنسان المعاصر دمج زمن الماضي بالحاضر، أثر غياب الماضي كموروث وظف بشكل وإخراج معاصر داخل أطار أشتغالات نظام العمل الفني في هندسية المشهد التي ترسم الخط الافقي بعد غياب العمودي رسم ملامح الطريق وأثر الموت، خطاب يجسد الشكل التنازلي لحياة وهرمية كل من الأنسان والزرع، أثر كابوس شيخوخة منتظرة، صورة ذبول مشهد عالم الأنسان المعاصر(المتطور-المتقدم- المتفوق) من أجل السير نحو هذا المسير الذي أختاره لنفسه ، مشهد عراقي عالمي يرفع شعار الدمار والموت.

تحليل عينة  نموذج (2) اسم الفنان: رياض غنية / عنوان العمل: سبايكر ذاكرة الموت / الانجاز2015

تحليل العينة:

أن هذا الانموذج يتشكل الأثر عبر عدة محاور، فعلى مستوى الأسلوب التقني أستخدم الفنان الأسلوب المعاصر بالطرح، عن طريق توظيف المشهد (سينو كرافيا) بدمج صورة الزمان بالمكان بأستحضار الأثر الزماني كحدث، والصورة المكانية عبر طريقة العرض في تصوير مكان الحدث  باللوحة على الجدار وتكثيف البنية التي تحدد علاقة الخامة المستعارة (القماشة السوداء) من نفس المكان داخل ساحة (معرض) مغلق يطل على الفضاء المفتوح للحدث نفسة، ليشارك الجمهور المتلقي في بناء صورة الأثر الذي تركة الحدث، أي الكيفية التي أستطاع الفنان (رياض غنية) عن طريقها يوظف حركة حادث الجرم(سبايكر)كحدث في عمل فني يرسم الصورة الجمالية لحركة( الم الانسان-الموت- المأساة – الانسان) في تركيب بنائي يجُسد معالم وجودية لمصير الأنسان المجهول، فسمة الأختزال للشكل المعروض للعمل الفني، هو تكثيف دلالي يستحضر مركزية الفكرة على التوظيف التقني أي (المهارة) عندها يصبح أنموذج الفن المعاصر بهذا الشكل عنوان لفنان  ومكان وحدث عراقي كموضوع مقترح، وحدث عالمي لمشهد عالمي يعيشة الأنسان من صور التغيب والصراع والدمار والموت، أذ كانت البساطة في تشكيل العمل الفني تؤكد كثافة أثر الصورة التعبيرية ، فضلاً عن أثر صورة البشاعة، تماماً كما أستخدم التبسيط والاختزال (بيكاسو)في عمل (الجورنيكا)التي جسدت عنفوان آلم الانسان وبشاعة النازية على قرية الجورنيكا، لكن البنية العميقة للتركيب تكمن قيمتهُ بالتصعيد الجمالي لصورة القبح، كقصيدة الشاعر الذي يرسم صورة البشاعة والموت بشعرية التي تشارك الجمهور وتترك أثرها عبر التأليف ، فالاشتغال العلامي مابين (الحضور والغياب) غياب الانسان بالمشهد التصويري للمنجز الفني وحضورة عبر أثر الانسان الذي يتحدث عنه العمل الفني، فالأثر يتشكل عبر ( التزامن) بنفس اللحظة التي يتزامن بها الزمان والمكان كحدث، فضلاً عن الأثر الذي يتركة العمل الفني لدى المتلقي داخل نظام التشكيل للعمل الفني الذي اخرج الحدث من واقعهِ ليضعهُ في تشكل مخيلة فنان دلالاتها تركت أثراً في بنية النص، لبناء أثراً آخر دلالي يتبناه ً المتلقي.

تحليل عينة  نموذج (3) اسم الفنان: محمد مسير / عنوان العمل: مأساة الكرادة/سنة الانجاز2016

أن بصمة أثر الفن التشكيلي مع وأقع الأحداث بات يصور المشهد المعاصر ويتساير مع تسارع الأحداث اليومية في صورة الحياة الأجتماعية للأنسان،عن طريق تصوير مشهد الادانة وتمثلات صورة المأساة والألم والدمار من أحداث آنية يعيشها الانسان، اذ كان للتفجير المكان لمنطقة الكرادة في العاصمة العراقية بغداد الأثر البالغ في حراك مشاعرإحتجاجية ورافضة جاء الفن ليجسد صورة الحدث الذي يسُهم في ترك الأثر في نفوس الاخرين كذاكرة متمردة ومحتجة ورافضة للشكل الدموي وموت الأنسان الذي ترك صورته الفنان ليجعل من الابرياء والمظلومين أرواحاً طاهرة تمثلت على شكل رموز(حمائم طائرة) فدلالات الون واشتغالاتها داخل اللوحة كما في النموذج من لون قاتم يخيم على روح الانسان،فضلاً عن دلالات اللون الاحمر التي تشير الى القساوة والقتل،فقد إستخدم الفنان طريقة الاسلوب المعاصر في أخراج العمل الفني وفق آلية العرض من مكان الحدث ليكثف الصورة المأساوية لمشهد الدمار والحرب في صورته الخاصة بحادث تفجير المكان وللأشارة العامة كونها أي حرب أصبح ظاهرة عالمية تمثل مشهداً عالمياً يشهده العالم من حروب وقتل ودمار، إذ يظهر الفنان معالم تراجيديا  الحزن في بناء تشكيلي جمالي كلغة فن سامي يرتقي بترجمة الاحداث،والعالم كظاهرة مجتمعية ودولية عالمية تشير الى فعل الدمار ومايسببه من مسأة ونهاية للانسان، صورة جمالية تجسد معالم الهمجية واللاعقلانية واللاخلاقية للانسان.

تحليل عينة نموذج (  4) أسم الفنان دلير سعد شاكر:2018 تكوين جداري خزفي

تركت التحولات الفكرية والجمالية أثراً فنياً في صورة جمالية مغايرة للواقع، ومختلفة تماماً عما تعودت علية ذاكرتنا،أن الفن التشكيلي بهذا النموذج لم يعد محدد بخامة وأحدة بل مابين خامات متعددة كمركب في التكوين البنائي للعمل الفني لاخراج صورة جمالية قاسية التجريد يكمن فهمها منطقياً خارج الأنفعال الغرائزي العاطفي وخارج صورة الواقع ، تكمن قيمته المعاصرة كونه خارج الواقع والطبيعة، فقط أثارة مخيلة الفنان لانتاج عمل فني تجريدي يعمل على أستفزاز الجمهور بالتساؤل في إيجاد أوصال ومسافات ربط تفسر بالفهم الرياضي المنطقي، التي لاتثير بأحساس وبشي ما، بقدر ماتعمل على تحفيز المتلقي لايجاد معنى عبر هذا المركز المهجن الذي لانعرف عنه شياً سوى أن الخزاف(دلير) وضح في أن الموضوع الذي يستمدة في عملة مأخوذ من محاكاة شكل أسلاك الكهرباء ، سيما شبكة تقاطعات اسلاك الطاقة الكهربائية للمولدات التي باتت تشكل ظاهرة يعيشها المجتمع العراقي وثقافة في بنية حياته للأشارة  على مستوى تراجع الأقتصادي والتدهور، فضلاً عن ان رموز تقاطعات الاسلاك الافقية والعمودية بتقاطعاتها تشير الى مدى التشابك والتعقيد الذي يشهده صورة العالم بأسلوب فني لانعرف الاقساوته التجريدية التي تحيلنا الى الشكل المبسط الذي يحمل بنفس الوقت التعقيد العالي في إيهاميته وغموضة التي جعلت من غياب الأشكال الأدمية والحيوانية وأشكال الطبيعة ذاكرة منسية في بناء عالم مفترض أفترضة الفنان كبديل مغاير ومختلف للعين والذكرة، فقد تنمية خيال ينتج مفاهيم متجاورة وفق قساوة التجريد التي ترك الأثر الجمالي في مساحة الفن المعاصر ، وأثر مخيلة المتلقي لإعادة الانتاج الجديد وفق تفكيكة برؤيا مختلفة لانتاج معنى مختلف.

النتائج والاستنتاجات

  • جاء الفن التشكيلي متواصلاً مع المجتمع والحياة العصري.
  • لم يعد الفن المعاصر صورة تأملية ذاتية، بقدر ماجاء متساوقاً مع نموذج الحياة العصري.
  • لايتحقق الفن التشكيلي في صورتهِ الأبداعية الاّ عبر المختلف والمتجدد المجسد لحركة قلق الانسان وصورة حركة التقدم العلمي والتحضر الأجتماعي.
  • أن أشتغالات الأثر في الفن التشكيلي المعاصر ظهر عبر مركزية الفكرة التي تحدد تفاعل الفن مع المجتمع والحياة.
  • ظهر الأثر الجمالي بالحقل الفني عن طريق آلية توظيف الرسالة بين الفنان والجمهور لكن جاء هذهِ المرة في لغة مجردة يتشكل عن طريقها أثر الخطاب الفني.
  • أن أثر التمظهرات الجمالية في تحليل نماذج عينة البحث تكمن في موضوع الأنسان كمشهد عراقي معاصر وعالي، يجسد معاناة الأنسان ورسم كل الألم من حروب ودمار يعيشه العالم المعاصر(الصراع) على المستوى (السياسي والاقتصادي والمعتقد الديني).
  • أن أثر الخطاب الجمالي في الفن التشكيلي ناتج عن طريق تحول موضوعات الواقع الى اللاواقع داخل نظام وتركيب العمل الفني عبر أثر مخيلة الفنان في صياغة موضوعاته.

الاستنتاجات

  • أن ماهية الاثر بالفن التشكيلي لاتتحدد الاّعبر التمظهر الجمالي الذي يتجاوز صورة الواقع وتجسيد موضوعاته،الذي لايكتفي بنقل الرسالة ووصف المشهد، بقدر مايفتح باب التأويل بالقرأءة في مساحة(الاختلاف) من منظور جمالي.
  • للعمل الفني تركيب دلالي يتمثل بتمثلات مزدوجة من الموضوعات على مستوى الخاص كما هو في العراق كظاهرة، وعلى المستوى العام الذي يُشكل صورة المشهد العالمي المعاصر.
  • أن للتحولات الفكرية والجمالية بالتجربة الغربية للفن دور وأثر بارز في فاعلية المثاقفة والتثقيف كتجاوز فكري(أنساني) تجاوز معرفي (جمالي) في أثر التجربة الفنية التي أصبحت كمشهد عالمي معاصر مشترك.
  • يعد أثر الفن التشكيلي وتشكلاتهِ الجمالية في صياغة فهم الحياة ووصف المشهد كخطاب يتّشكل بإسلوب يُظهر عن طريقها لغة المعاصرة، واللغة الحضارية الخارجة عن التقليد للمشهد المعاصر عراقياً أم عالمياً.

 

المصادر:

1- اتيان سوريو:- الجمالية عبر العصور، ت: مشيل عاصي ،منشوراتعويدات،بيروت،1974.

2- ايكو، امبرتو:- في أصول الخطاب (النقد الجديد) ت احمد المديني،بغداد دار الشؤون الثقافية العامة، 1987.

3-أوفيسا نيكون. يودجين:- موجز تاريخ النظريات الجمالية،ت باسم السقا، دار الفارابي، بيروت،1979.

4-جان برتليمي:- فلسفة الفن في الفكر المعاصر، مكتبة مصر، القاهرة،1966

5- زكريا ابراهيم:- فلسفة الفكر المعاصر، القاهرة مكتبة مصر،1966

6- زوهير صاحب:- مقتربات في الفن الحديث في الفنون التشكيلية السومرية، كلية الفنون الجميلة،بغداد، 2023.

7- عبد الحميد شاكر: العملية الابداعية في فن التصوير، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب،1987.

8- غاتشيف، غيروغي:- الوعي والفن، ت نوفل نيون، المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب،الكويت، 1990.

9-كامل عادل:- التشكيل العراقي التأسيس والتنوع، دار الشؤن الثقافية العامة ، بغداد،2000.

10- كرم يوسف :- تاريخ الفلسفة اليونانية، لجنة التاليف والنشر،القاهرة ،1970.

11- كولونجود،روبين جورج:-مبادى الفن،ت أحمد حمدي محمود،الدار المصرية للتأليف والترجمه،القاهرة،1966.

12- محمود بسيوني ، أصول التربية الفنية ، ط2 ، عالم الكتب ، القاهرة ، 1985 .

13- مجلة المثقف العربي:- العدد الرابع، السنة الثالثة، تشرين الاول،1971.

14- هاوزر، ارنولد:- الفن والمجتمع عبر التاريخ ،ت فؤائد زكريا ، دار الكتاب العالمي ،القاهرة،1971.

 

أشكال العينة

نادية فليح:2014 جذوع خاوية

رياض غنية:2015 سبايكر ذاكرة الموت

محمد مسير /2016 ذكريات مأساة

دلير سعد شاكر:2018 تكوين جداري خزفي ومواد مختلفة

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *